الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب قَوْلِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم «رُبَّ مُبَلَّغٍ أَوْعَى مِنْ سَامِعٍ»
66 -
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ قَالَ حَدَّثَنَا بِشْرٌ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ
ــ
الملائكة أجنحتها وكذلك يجب علي العالم أن يؤوي المتعلم لقوله فآواه الله وفيه أن من قصد العلم ومجالسه فاستحيا من قصده أن الله تعالي يستحي منه فلان فلا يعذبه وأما الحياء المذموم في العلم فهو الذي يبعث علي ترك التعلم وأن من أعرض عنها فإن الله تعالي يعرض عنه ومن أعرض الله عنه فقد تعرض لسخطه. النووي (الفرجة) بضم الفاء وفتحها لفتان وهو الخلل بين الشيئين. و (الحلقة) هي بإسكان اللام وحكي الجوهري فتحها وأما لفظ الآخر فقد زعم بعضهم أنه لا يستعمل إلا في الأخير خاصة والحديث صريح في الرد عليه حيث استعمل فيه في الثاني أيضا وهو في الوسط (باب قول النبي صلي الله عليه وسلم رب مبلغ أوعي من سامع) قوله (رب) هو للتقليل لكنه كثر في الإستعمال للتكثير بحيث غلب علي الحقيقة كأنها صارت حقيقة فيه. و (مبلغ) بفتح اللام أي مبلغ إليه فحذف الجار والمجرور كما يقال المشترك وبرادبه المشترك فيه. و (أوعي) أفعل التفضيل من الوعي وهو الحفظ وقع صفة لمبلغ. و (سامع) أي سامع للنبي ولا بد من هذا القيد لأن المقصود ذلك ومن خصائص رب أنها لا تدخل إلا علي نكرة ظاهرة أو مضمرة فالظاهرة يلزمها أن تكون موصوفة بمفرد أو جملة منها أن الفعل الذي تسلطه علي الإسم يجب تأخره عنها لأنها لإنشاء التقليل ولها صدر الكلام وفعله يجيء محذوفا في الأكثر ومنها أن فعلها يجب أن يكون ماضيا وفعله ههنا محذوف وهو نحو كان أو علمت ووجدت ولقيت وفيها لغات عشر الراء مضمومة والباء مخففة أو مشددة مفتوحة أو مضمومة أو مسكنة والراء مفتوحة والباء مشددة أو مخففة وربت بتاء التأنيث والباء شديدة أو خفيفة وهي حرف عند البصريين اسم عند الكوفيين وهذا الحديث رواه معلقا وهو إما معني الحديث الذي ذكره بعد الإسناد فهو من باب نقل الحديث بالمعني وإما أنه ثبت عنده بهذا اللفظ من طريق آخر. قوله (مسدد) بالمهملتين المفتوحتين وشدة الدال الأسدي البصري تقدم في باب الإيمان أن يحب لأخيه وقيل فيه إنه كالدينار وقيل في ذكر آبائه أنه رقبة العقرب. قوله (بشر) بكسر الموحدة والشين المعجمة ابن المفضل ابن لاحق أبو إسمعيل البصري ثقة كثير الحديث يصلي كل يوم أربعمائة ركعة وكان عثمانيا مات سنة ست وثمانين ومائة. قوله (ابن عون) أي عبد الله بن عون بالعين المهملة المفتوحة وبالنون ابن بطال أربطان بفتح الهمزة وسكون الراء وفتح الطاء المهملة وتخفيف الباء الموحدة والنون البصري
عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِى بَكْرَةَ عَنْ أَبِيهِ ذَكَرَ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم قَعَدَ عَلَى بَعِيرِهِ، وَأَمْسَكَ إِنْسَانٌ بِخِطَامِهِ أَوْ بِزِمَامِهِ قَالَ «أَىُّ يَوْمٍ هَذَا» فَسَكَتْنَا حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ سِوَى اسْمِهِ. قَالَ «أَلَيْسَ يَوْمَ النَّحْرِ» قُلْنَا بَلَى قَالَ «فَأَىُّ شَهْرٍ هَذَا» . فَسَكَتْنَا
ــ
التابعي رأي أنس بن مالك قال أبو الأحوص كان ابن عون في زمانه يسعي سيد القراء وقال خارجة صحبت ابن عون أربعا وعشرين سنة فما أعلم أن الملائكة كتبت عليه خطيئة وقال هشام هو أصدق البشر في زمانه مات سنة خمس ومائة. قوله (ابن سيرين) هو محمد أبو بكر الأنصاري مولاهم البصري التابعي أدرك ثلاثين صحابيا وهو لا يجوز نقل الحديث بالمعني مر في باب اتباع الجنائز قوله (عبد الرحمن بن أبي بكرة) أبو بحر بالموحدة المفتوحة وبالمهملتين أول مولود ولد في الإسلام بالبصرة مات سنة ست وتسعين. قوله (عن أبيه) أي عن أبي بكرة نفيع بضم النون وفتح الفاء ابن الحارث بن كلدة بالكاف واللام والدال المهملة المفتوحات الثقفي الصحابي وأنه تدلي إلي النبي صلي الله عليه وسلم ببكرة من حصن الطائف فكناه رسول الله صلي الله عليه وسلم بأبي بكرة وأعتقه مات بالبصرة سنة احدي وخمسين تقدم في باب المعاصي من أمر الجاهلية ورجال الإسناد كلهم بصريون. قوله (قعد علي بعيره) وذلك كان بمعني في يوم النحر في حجة الوداع. قوله (أبو بزمامه) شك من الراوي. الجوهري: الخطام الزمام وقال الزمام الخيط الذي تشد فيه البرة ثم يشد في طرفه المقود وقد يسمي المقود زماما وزممت البعيد خطمته قال والبرة حلقة من صفر تجعل في لحم أنف البعير وقال الأصمعي تجعل في أحد جاني المنخرين. قوله (سيسميه) فيه إشارة إلي تفويض الأمور بالكلية إلي الشارع والانعزال عما ألفهوه من المتعارف المشهور. قوله (أعراضكم) جمع عرض بكسر العين موضع المدح والذم من الإنسان سواء كان في نفسه أو سلفه وحيث كان المدح نسبة الشخص إلي الأخلاق الحميدة والذم نسبة إلي الأخلاق الرديئة قال من قال العرض الخلق إطلاقا لاسم اللازم علي الملزوم وقيل العرض الحسب أي لا يجوز القدح في العرض كالغيبة وذلك كالقتل في الدماء والغصب في الأموال وإنما شبهها في الحرمة باليوم وبالشهر وبالبلد أيضا في بعض الروايات لأنهم لا يرون استباحة تلك الأشياء للحرمة ولتقريرها في أنفسهم ليبني عليه ما أراد تقريره علي سبيل تأكيد الحرمة وتشديدها