المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌باب من خص بالعلم قوما دون قوم كراهية أن لا يفهموا - الكواكب الدراري في شرح صحيح البخاري - جـ ٢

[الكرماني، شمس الدين]

فهرس الكتاب

- ‌كتاب العلم

- ‌باب فَضْلِ الْعِلْمِ

- ‌بابٌ من سُئِل عِلماً

- ‌باب من رفع صوته بالعلم

- ‌باب قَوْلِ الْمُحَدِّثِ حَدَّثَنَا أَوْ أَخْبَرَنَا وَأَنْبَأَنَا

- ‌باب طَرْحِ الإِمَامِ الْمَسْأَلَةَ عَلَى أَصْحَابِهِ

- ‌باب مَا جَاءَ فِى الْعِلْمِ

- ‌باب مَا يُذْكَرُ فِى الْمُنَاوَلَةِ

- ‌باب من قعدَ حيث ينتهي بهِ المجلِسُ

- ‌باب قَوْلِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم «رُبَّ مُبَلَّغٍ أَوْعَى مِنْ سَامِعٍ»

- ‌باب الْعِلْمُ قَبْلَ الْقَوْلِ وَالْعَمَلِ

- ‌باب مَا كَانَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم يَتَخَوَّلُهُمْ بِالْمَوْعِظَةِ

- ‌ بابٌ من جعل لأهل العلم أياَمًا معلومة

- ‌باب مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِى الدِّينِ

- ‌باب الفهم في العلم

- ‌باب الاِغْتِبَاطِ فِى الْعِلْمِ وَالْحِكْمَةِ

- ‌باب مَا ذُكِرَ فِى ذَهَابِ مُوسَى صلى الله عليه وسلم فِى الْبَحْرِ إِلَى الْخَضِرِ

- ‌باب قَوْلِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم «اللَّهُمَّ عَلِّمْهُ الْكِتَابَ»

- ‌باب متى يصحُّ سماعُ الصّغير

- ‌باب الْخُرُوجِ فِى طَلَبِ الْعِلْمِ

- ‌باب فضل من عَلِمَ وعلَّم:

- ‌باب رَفْعِ الْعِلْمِ وَظُهُورِ الْجَهْلِ

- ‌بابُ فَضلِ العِلم:

- ‌بابُ الفُتْيَا وَهُوَ وَاقِفٌ عَلَى الدَّابَّةِ وَغَيْرِهَا

- ‌بَابُ مَنْ أَجَابَ الفُتْيَا بِإِشَارَةِ اليَدِ وَالرَّاسِ

- ‌باب تَحْرِيضِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم وَفْدَ عَبْدِ الْقَيْسِ

- ‌بَابُ الرِّحْلَةِ فِي المَسْأَلَةِ النَّازِلَةِ وَتَعْلِيمِ أَهْلِهِ

- ‌بَابُ التَّنَاوُبِ فِي العِلْمِ

- ‌باب الْغَضَبِ فِى الْمَوْعِظَةِ وَالتَّعْلِيمِ إِذَا رَأَى مَا يَكْرَهُ

- ‌بَابُ مَنْ بَرَكَ عَلَى رُكْبَتَيْهِ عِنْدَ الإِمَامِ

- ‌باب مَنْ أَعَادَ الْحَدِيثَ ثَلَاثاً لِيُفْهَمَ عَنْهُ

- ‌ بَابُ تَعْلِيمِ الرَّجُلِ أَمَتَهُ وَأَهْلَهُ

- ‌بَابُ عِظَةِ الإِمَامِ النِّسَاءَ وَتَعْلِيمِهِنَّ

- ‌بَابُ الحِرْصِ عَلَى الحَدِيثِ

- ‌باب كَيْفَ يُقْبَضُ الْعِلْمُ

- ‌باب هل يجعل للنساء يوم على حدة في العلم

- ‌باب من سمع شيئا فراجعه حتى يعرفه

- ‌باب لِيُبَلِّغِ الْعِلْمَ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ

- ‌باب إِثْمِ مَنْ كَذَبَ عَلَى النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌باب كتابة العلم

- ‌باب العلم والعظة بالليل

- ‌باب السمر بالعلم

- ‌باب حفظ العلم

- ‌باب الإنصات للعلماء

- ‌باب مَا يُسْتَحَبُّ لِلْعَالِمِ إِذَا سُئِلَ أَىُّ النَّاسِ أَعْلَمُ فَيَكِلُ الْعِلْمَ إِلَى اللَّهِ

- ‌باب مَنْ سَأَلَ وَهْوَ قَائِمٌ عَالِماً جَالِساً

- ‌باب السؤال والفتيا عند رمي الجمار

- ‌باب قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى (وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَاّ قَلِيلاً)

- ‌باب مَنْ تَرَكَ بَعْضَ الاِخْتِيَارِ مَخَافَةَ أَنْ يَقْصُرَ فَهْمُ بَعْضِ النَّاسِ عَنْهُ فَيَقَعُوا فِى أَشَدَّ مِنْهُ

- ‌باب مَنْ خَصَّ بِالْعِلْمِ قَوْماً دُونَ قَوْمٍ كَرَاهِيَةَ أَنْ لَا يَفْهَمُوا

- ‌باب الْحَيَاءِ فِى الْعِلْمِ

- ‌باب من استحيا فأمر غيره بالسؤال

- ‌باب ذكر العلم والفتيا في المسجد

- ‌باب من أجاب السائل بأكثر مما سأله

- ‌كتاب الوضوء

- ‌باب مَا جَاءَ فِى الْوُضُوءِ

- ‌باب لَا تُقْبَلُ صَلَاةٌ بِغَيْرِ طُهُورٍ

- ‌باب فَضْلِ الْوُضُوءِ، وَالْغُرُّ الْمُحَجَّلُونَ مِنْ آثَارِ الْوُضُوءِ

- ‌باب لَا يَتَوَضَّأُ مِنَ الشَّكِّ حَتَّى يَسْتَيْقِنَ

- ‌باب التَّخْفِيفِ فِى الْوُضُوءِ

- ‌باب إِسْبَاغِ الْوُضُوءِ

- ‌باب غسل الوجه باليدين من غرفة واحدة

- ‌باب التسمية على كل حال وعند الوقاع

- ‌باب مَا يَقُولُ عِنْدَ الْخَلَاءِ

- ‌باب وضع الماء عند الخلاء

- ‌باب لَا تُسْتَقْبَلُ الْقِبْلَةُ بِغَائِطٍ أَوْ بَوْلٍ إِلَاّ عِنْدَ الْبِنَاءِ جِدَارٍ أَوْ نَحْوِهِ

- ‌باب من تبرز على لبنتين

- ‌باب خروج النساء إلى البراز

- ‌باب التبرز في البيوت

- ‌باب الاستنجاء بالماء

- ‌باب من حمل معه الماء لطهوره

- ‌باب حمل العنزة مع الماء في الاستنجاء

- ‌باب النهي عن الاستنجاء باليمين

- ‌باب لَا يُمْسِكُ ذَكَرَهُ بِيَمِينِهِ إِذَا بَالَ

- ‌باب الاستنجاء بالحجارة

- ‌باب لَا يُسْتَنْجَى بِرَوْثٍ

- ‌باب الْوُضُوءِ مَرَّةً مَرَّةً

- ‌باب الْوُضُوءِ مَرَّتَيْنِ مَرَّتَيْنِ

- ‌باب الْوُضُوءِ ثَلَاثاً ثَلَاثاً

- ‌باب الاِسْتِنْثَارِ فِى الْوُضُوءِ

- ‌باب الاستجمار وترا

- ‌باب غسل الرجلين ولا يمسح على القدمين

- ‌باب الْمَضْمَضَةِ فِى الْوُضُوءِ

- ‌باب غَسْلِ الأَعْقَابِ

- ‌باب غسل الرجلين في النعلين ولا يمسح على النعلين

الفصل: ‌باب من خص بالعلم قوما دون قوم كراهية أن لا يفهموا

‌باب مَنْ خَصَّ بِالْعِلْمِ قَوْماً دُونَ قَوْمٍ كَرَاهِيَةَ أَنْ لَا يَفْهَمُوا

وَقَالَ عَلِىٌّ حَدِّثُوا النَّاسَ بِمَا يَعْرِفُونَ، أَتُحِبُّونَ أَنْ يُكَذَّبَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ

128 -

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ مَعْرُوفِ بْنِ خَرَّبُوذٍ عَنْ أَبِى الطُّفَيْلِ عَنْ عَلِىٍّ بِذَلِكَ.

حَدَّثَنَا

ــ

تأخذ بطرف الثوب لئلا ينفرد احد منهم بالفخر فلما ارتفعت الشبه فعل ابن الزبير فيه ما فعل. النووي وفيه دليل لقواعد منها إذا تعارضت مصلحة ومفسدة وتعذر الجمع بين فعل المصلحة وترك المفسدة بدئ بالأهم لأن النبي صلى الله عليه وسلم اخبر أن رد الكعبة إلى قواعد إبراهيم عليه الصلاة والسلام مصلحة ولكن يعارضه مفسدة أعظم منه وهي خوف فتنة بعض من اسلم قريبا لما كانوا يرون تغييرها عظيما فتركه النبي صلى الله عليه وسلم ومنها فكر ولي الأمر في مصالح رعيته واجتناب ما يخاف منه تولد ضرر عليهم في دين أو دنيا إلا الأمور الشرعية كأخذ الزكاة وإقامة الحد ومنها تالف قلوبهم وحسن باطنهم وان لا ينفروا ولا يتعرض لما يخاف تنفيرهم بسببه ما لم يكن فيه ترك أمر شرعي وقال العلماء بني البيت خمس مرات بنته الملائكة ثم إبراهيم صلوات الله وسلامه عليهم ثم قريش في الجاهلية وحضر النبي صلى الله عليه وسلم هذا البناء وله خمس وثلاثون سنة ثم بناه ابن الزبير ثم الحجاج بن يوسف واستمر إلى ألان على بنائه وقيل بني مرتين أخريين أو ثلاثا قالوا ولا تغير عنه وقد ذكروا إن هارون الرشيد سال مالكا عن هدمها وردها إلى بناء ابن الزبير فقال مالك نشدتك الله يا أمير المؤمنين لا تجعل هذا البيت ملعبه للملوك لا يشاء احد إلا نقضه وبناه فتذهب هيبته من صدور الناس) باب من خص بالعلم قوما دون قوم (أي غير قوم. و) كراهية (بالإضافة لا بالتنوين. قوله) على (أي أمير المؤمنين ابن أبي طالب رضي الله عنه وتقدم في باب إثم من كذب على النبي صلى الله عليه وسلم. و) حدثوا (بصيغة الأمر أي كلموا الناس على قدر عقولهم. و) يعرفون (بالتحتانية. و) تحبون (الفوقانية. و) يكذب (بفتح الذال وذلك أن الشخص إذا سمع ما لا يفهمه كما لا يتصور إمكانه ويعتقد استحالته جهلا لا يصدق وجوده فإذا اسند إلى الله والى رسوله يلزم تكذيبهما. قوله) عبيد الله (أي ابن موسى بن باذام ومر أنفا. و) معروف ابن خربوذ (بفتح الخاء وتشديد الراء وضم الموحدة وبالذال المعجمة وقد يروي بضم الخامي ألليثي الكناني ولد عام احد وأدرك ثمان سنين من حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم وروى له عن

ص: 153

إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ حَدَّثَنِى أَبِى عَنْ قَتَادَةَ قَالَ حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ أَنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم وَمُعَاذٌ رَدِيفُهُ عَلَى الرَّحْلِ قَالَ «يَا مُعَاذُ بْنَ جَبَلٍ» . قَالَ لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَسَعْدَيْكَ. قَالَ «يَا مُعَاذُ» . قَالَ لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَسَعْدَيْكَ. ثَلَاثاً. قَالَ «مَا مِنْ أَحَدٍ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَاّ اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ صِدْقاً مِنْ قَلْبِهِ إِلَاّ حَرَّمَهُ اللَّهُ عَلَى النَّارِ» . قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَفَلَا أُخْبِرُ بِهِ

ــ

رسول الله صلى الله عليه وسلم تسعة أحاديث وكان من شيعة علي رضي الله عنه سكن الكوفة ثم أقام بمكة حتى مات بها سنة مائة وقيل واثنتين وهو أخر من مات من الصحابة في جميع الأرض رضي الله عنهم. فان قلت لم أخر الإسناد عن ذكر المتن. قلت إما الفرق بين طريقة إسناد الحديث وإسناد الأثر وإما لان المراد ذكر ألمت داخلا تحت ترجمة الباب وإما لضعف في الإسناد بسبب ابن خربوذ وإما للتفنن وجواز الأمرين بلا تفاوت في المقصود ولهذا وقع الإسناد في بعض النسخ مقدما على المتن. قوله) اسحق (أي ابن راهوية وتقدم في فضل من علم وعلم. ومعاذ بضم الميم ابن هشام بكسر الهاء وتخفيف الشين المعجمة ابن آبي عبد الله الدستوائي بالهمزة وقيل بالنون وقيل بالياء التحتانية البصري مات سنة مائتين وأبوه هشام تقدم في باب زيادة الإيمان ونقصانه و) قتادة (بفتح القاف أبو الخطاب السدوسي البصري الأكمه مر في باب من الإيمان أن يحب لأخيه و) معاذ بن جبل (سبق في أول كتاب الإيمان. قوله) رديفه (أي راكب خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم. و) الرحل (للبعير وهو اصغر من القتب. وعلى الرحل متعلق برديفه والجملة حال و) قال (هو خبر لان ويحتمل أن يكون على الرحل حالا من النبي صلى الله عليه وسلم. قوله) يا معاذ بن جبل (يختار فيه فتح الذال ويجوز ضمها. و) لبيك (معناه إنا مقيم على طاعتك) سعديك (أي مساعد طاعتك وهما من المصادر التي يجب حذف فعلها وكان حقهما أن يقال لبالك واسعا دلك ولكن ثنيا على معنى التأكيد والتكثير أي البابا بعد الباب أي إقامة بعد إقامة وإجابة بعد إجابة وإسعادا بعد إسعاد ولفظ ثلاثا يتعلق بقول معاذ ويحتمل أن يتعلق بقول النبي صلى الله عليه وسلم أيضا

ص: 154

النَّاسَ فَيَسْتَبْشِرُوا قَالَ «إِذاً يَتَّكِلُوا» . وَأَخْبَرَ بِهَا مُعَاذٌ عِنْدَ مَوْتِهِ تَأَثُّماً

129 -

حدثنا

ــ

يعني قال النبي صلى الله عليه وسلم يا معاذ ثلاث مرات وقال معاذ لبيك ثلاث مرات أيضا فيكون من باب تنازع العاملين. قوله) صدقا من قلبه (يحترز به عن شهادة المنافقين ولفظ من قلبه يمكن تعلقه يصدقا فالشهادة لفظية ويشهد فالشهادة قلبية وقال بعضهم الصدق كما يعبر به قولا عن مطابقة القول المخبر عنه قد يعبر به فعلا عن تحري الأفعال الكاملة قال تعالى» والذي جاء بالصدق وصدق به «أي حقق ما أورده قولا بما تحراه فعلا. قوله) إلا حرمه الله على النار (معنى التحريم المنع كما في قوله تعالى» وحرام على قرية أهلكناها «فان قلت هل في المعنى فرق بين حرمه الله على النار وحرم الله عليه النار. قلت لا اختلاف إلا في المفهومين وإما المعنيان فمتلازمان فان قلت هل من تفاوت بين ما في الحديث وبين ما ورد في القرآن) حرم الله عليه الجنة (قلت يحتل أن يقال النار متصرفة والجنة متصرف فيها والتحريم إنما هو على المتصرف انسب فروعي المناسبة. فان قلت الا حرمه الله استثناء. عما إذا. قلت من اعم عام الصفات أي ما احد يشهد كائنا لصفة إلا لصفة التحريم. قوله) أفلا اخبر (فان قلت الهمزة تقتضي الصدارة والفاء تقتضي عدم الصدارة فما وجه جمعهما. قلت المعطوف عليه مقدر بعد الهمزة أقلت ذلك فلا اخبر. قوله) فيستبشروا (النون محذوفة لان الفاء وقعدت بعد النفي أو الاستفهام أو العرض وفي بعضها بالنون أي فهم يستبشرون والبشارة هي إيصال خبر إلى احد يظهر اثر السرور منه على بشرته. قوله) إذن (هو جواب وجزاء أي إن أخبرتهم يتكلموا وكأنه قال لا تخبرهم لأنهم حينئذ يتكلموا على الشهادة المجردة لا يشتغلون بالإعمال الصالحة والاتكال أصله الاوتكال فقلبت الواو تاء وأدغمت التاء في التاء وفي بعضها يتكلموا بالنون من النكال قوله) تأثما (أي تجنبا من الإثم يقال تأثم فلان إذا فعل فعلا خرج به عن الإثم والإثم الذي يخرج به كتمان ما أمر الله بتبليغه حيث قال» وإذ اخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبينه للناس ولا تكتمونه «والضمير في موته راجع إلى معاذ وان احتمل إن يرجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فالعندية على هذا الاحتمال باعتبار التأخر عن الموت وعلى الأول أي على ما هو الظاهر باعتبار التقدم على الموت. فان قلت واخبر إلى أخره مدرج في الحديث فمن المدرج. قلت انس. فان هذا الحديث هل هو من مساند انس أم من مساند معاذ. قلت هذا السياق دل على انه من مسندات انس نعم لو كان المراد من اخبر بها معاذ انه اخبر بها أنسا ويروي ذلك انس عن أخباره يصير من مسند معاذ واعلم انه جواب عن سؤال مقدر كان قائلا قال لم خالف معاذ

ص: 155

قول النبي صلى الله عليه وسلم واخبر به الناس فأجاب بأنه احترز عن إثم كتمان العلم. فان قلت هب انه تأثم من الكتمان فكيف لا يأثم من مخالفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في التبشير قلت كان ذلك مفيدا بالاتكال فإذا زال القيد زال المقيد علم معاذ إن النهي عن الأخبار لاج لان لا يشدوا عليه ويتركوا العمل والقوم يومئذ كانوا حديثي العهد بالإسلام فلما استقاموا وثبتوا صاروا حريصين على العبادة حيث علموا أن عبادة الله تزيد تقربا إليه أخبرهم بها وعلم أنه صلى الله عليه وسلم لم ينه عن الأخبار نهي تحريم أو يقول روي ذلك بعد ورود الأمر بالتبليغ والوعيد على الكتمان والنهي كان قبل ذلك أو لعل المنع ما كان الأمر العوام لأنه من الأسرار الإلهية التي لا يجوز كشفها إلا للخواص خوفا من إن يسمع ذلك من لا علم له فيتكل عليه ولهذا لم يخبر النبي صلى الله عليه وسلم إلا من امن عليه الاتكال من آهل المعرفة وسلك معاذ أيضا هذا المسلك حيث اخبر به من الخاص من رآه أهلا لذلك ولا يبعد أيضا أن يقال نداء إن الرسول صلى الله عليه وسلم معاذ ثلاث مرات كان المتوقف في إفشاء هذا السر عليه أيضا. فان قلب الحديث متمسك المرجنة والاعتقاد بمقتضاه يستلزم على بساط الشريعة والخروج من الضبط والدخول في الخبط والجسارة على إراقة دماء المسلمين ونهب أموالهم ومد الأيدي إلى النساء الأجنبيات فما وجهه قلت قبل كان ذلك قبل نزول الفرائض فمن شهد ذلك الوقت به فقد أتى بما وجب عليه وقبل الشهادة من صدق القلب إنما هي بأداء حقوقها وقيل المراد أن كل كافر يشهد بذلك ومات قبل أن يتمكن من العمل حرمه الله على النار أو هو لمن قاله عند الندم والتوبة ومات عليه أو نقول بموجبه ونعارضه بالنصوص الواردة في عذاب العصاة قال ابن بطال معناه حرمة الله على الخلود في النار لثبوت قوله عليه الصلاة والسلام اخرجوا من النار من في قلبه مثقال حبة من إيمان (قال وفيه انه يجب أن يخص بالعلم قوم فيهم الضبط وصحة الفهم ولا يبذل المعنى اللطيف لمن لا يستأهله من الطلبة ومن يخاف عليه لترخص والاتكال لتقصير فهمه وأقول وفيه جواز ركوب اثنين على دابة واحدة وهي منزلة معاذ. وعزته عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيه تكرار الكلام وفيه جواز الاستفسار من الإمام. فان قلت رحمة الباب لتخصيص القوم وما في الحديث دل على تخصيص شخص واحد وهو معاذ. قلت المقصود جواز التخصيص إما شخص وإما بأكثر وإما أمر اختلاف العبارة فسهل أو ليس مخصوصا بشخص واحد لان أنسا أيضا سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم كما دل عليه السياق واقل اسم الجمع اثنان أو معاذ كان امة قانتا لله حنيفا قاله ابن مسعود فقيل له يا أبا عبد الرحمن إن إبراهيم كان امة فقال إنا كنا نشبه

ص: 156

مُسَدَّدٌ قَالَ حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ قَالَ سَمِعْتُ أَبِى قَالَ سَمِعْتُ أَنَساً قَالَ ذُكِرَ لِى أَنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِمُعَاذٍ «مَنْ لَقِىَ اللَّهَ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئاً دَخَلَ الْجَنَّةَ» . قَالَ أَلَا

ــ

معاذاً بإبراهيم صلوات ربي وسلامه عليه. قوله) مسدد (بضم الميم وبالسين والدال المشددة المهملتين المفتوحتين. تقدم مرارا. و) معتمر (بضم الميم وسكون المهملة وفتح الفوقانية وكسر الميم وبالراء ابن سليمان بن طرخان بفتح المهملة وسكون الراء وبالخاء المنقطة وبالنون أبو محمد البصري مات سنة سبع وثمانين ومائة بالبصرة كان الناس يقولون يوم موته مات اليوم اعبد الناس وأبوه سليمان أبو المعتمر يقال له التيمي وكان مولى لبني مرة نزل فيهم فلما تكلم بإثبات القدر وأخرجوه فقبله بنو تيم وقدموه فصار إماما لهم قال شعبة ما رايتا حدا اصدق من سليمان كان إذا حدث عن النبي صلى الله عليه وسلم تغير لونه وقال أيضا شك سليمان يقين وكان من العباد المجتهدين يصلي الليل كله بوضوء عشاء الآخرة وكان هو وابنه معتمر يدوران بالليل في المساجد مرة وفي ذلك أخرى ومناقبه جمة مات بالبصرة سنة ثلاث وأربعين ومائة والرجال كلهم بصريون فان قلت لفظ ذكر يقتضي أن يكون هذا تعليقا من انس ولما لم يكن الذكر له معلوما كان من باب الرواية عن المجهول فهل هو قادح في الحديث. قلت التعليق لا ينافي الصحة إذا كان المتن ثابتا من طريق أخر وكذا الجهالة إذ معلوم إن أنسا لا يروي إلا عن العدل سواء رواه عن الصحابي أو غيره وفي الجملة يحتمل في المتابعات والشواهد مالا يحتمل في الأصول. قوله) لا يشرك به شيئا (أي يوحده فان قلت الإشراك لا يتصور في القيامة وحق الظاهر أن يقال ولم يشرك به أي في الدنيا قلت أحكام الدنيا مستصحبة إلى الآخرة فإذا لم يشرك في الدنيا إلى الآخرة فإذا لم يشرك في الدنيا عند الانتقال إلى الآخرة صدق انه لا يشرك في الآخرة أو لمراد بلقاء الله تعالى لقاء اجل الله أي مات حال كونه موحدا حين الموت. فان قلت التوحيد بدون إثبات الرسالة كيف ينفعه فلا بد من انضمام محمد رسول الله إلى لا اله إلا الله. قلت هو مثل من توضأ صحت صلاته أي عند حصول سائر شرائط الصحة فمعناه من لقي الله موحدا عند الإيمان بسائر ما يجب الإيمان به أو علم رسول الله صلى الله عليه وسلم إن من الناس من يعتقد أن المشرك أيضا يدخل الجنة فقال ردا لذلك الاعتقاد الفاسد من لقي الله لا يشرك دخل الجنة أي لا غيره. فان قلت هل يدخل الجنة وان لم يعمل عملا صالحا. قلت يدخل الجنة وان لم يعمل إما قبل دخول النار وإما بعده وذلك بمشيئة الله تعالى إن شاء عفا عنه وان شاء عذبه ثم ادخله الجنة، قوله

ص: 157