الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب حفظ العلم
118 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ حَدَّثَنِى مَالِكٌ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنِ الأَعْرَجِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ إِنَّ النَّاسَ يَقُولُونَ أَكْثَرَ أَبُو هُرَيْرَةَ، وَلَوْلَا آيَتَانِ فِى كِتَابِ اللَّهِ مَا حَدَّثْتُ حَدِيثاً، ثُمَّ يَتْلُو (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ) إِلَى قَوْلِهِ (الرَّحِيمُ) إِنَّ إِخْوَانَنَا مِنَ الْمُهَاجِرِينَ
ــ
وأن صلاة الصبي صحيحة وأن صلاة الليل إحدى عشر ركعة وجواز الرواية عند الشك في كلمة بشرط التنبيه عليه. فان قلت فما الذي فيه من الدلالة على الترجمة. قلت لفظ نام الغليم أو ما يفهم من جعله عن يمينه كأنه صلى الله عليه وسلم قال لابن عباس قف عن يميني فقال وقفت ويجعل الفعل بمنزلة القول أو أن الغالب أن الأقارب إذا اجتمعوا لابد دان يجري بينهم حديت للمؤانسة وحديث النبي صلى الله عليه وسلم كله فائدة وعلم ويبعد من مكارمه أن يدخل بيته بعد صلاة العشاء بأصحابه ومجد ابن عباس مبايتا له ولا يكلمة (باب حفظ العلم) قوله (عبد العزيز بن عبد الله) بن يحي الأويسى العامري القرشي المدني أبو القاسم روى عنه البخاري وروى له أيضا. و (مالك) هو الإمام المشهور و (ابن شهاب) هو الزهري. و (الأعرج) هو أبو دواود عبد الرحمن ابن هرمز القرشى مولاهم كان يكتب المصاحف مرفى باب حب الرسول من الايمان قال العلماء يجوز ذكر الراوي بلقبه أو صفته التي يكرهها اذا كان المراد تعريفه لانقصه وجوزوا ذلك كما جوزوا جرحهم للحاجة. قوله (أكثر أبو هريرة) أي من رواية الحديث وهو من باب حكاية كلام الناس أو وضع المظهر موضع المضمر اذا حق الظاهر أن يقول أكثرت وله (ولولا أيتان) مقول قال لا مقول يقولون وحذف اللام عن جواب لولا وهو جائز. و (ثم يتلو) مقولة الأعرج وذكر بلفظ المضارع استحضارا لصورة الثلاوة كانه فيها وفي بعضها ثم تلا والمراد من الأيتين >> ان الذين يكتمون << إلى أخر الأيتين ومعناه لولا أن الله ذم الكاتمين للعلم لما حدثتكم أصلا لكن لما كان الكتمان حراما وجب الاظهار والتبليغ فلهذا حصل مني الاكثار لكثرة ما عندي منه. قوله (إن إخواتنا) فان قلت لم ترك العاطف ولم يقل وان. قلت لأنه استئناف كالتعليل للاكتار كأن سائلا سأل لم كان مكترا دون غيره من الصحابة فأجاب بقوله لأن إخواننا كذا وكذا. فان قلت قلت حق الظاهر أن يقال ان اخوانه ليرجع الضمير إلى أبي هريرة. قلت عدل عنه لغرض الالتفات. فان قلت لم
كَانَ يَشْغَلُهُمُ الصَّفْقُ بِالأَسْوَاقِ، وِإِنَّ إِخْوَانَنَا مِنَ الأَنْصَارِ كَانَ يَشْغَلُهُمُ الْعَمَلُ فِى أَمْوَالِهِمْ، وَإِنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ كَانَ يَلْزَمُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِشِبَعِ بَطْنِهِ وَيَحْضُرُ مَا لَا يَحْضُرُونَ، وَيَحْفَظُ مَا لَا يَحْفَظُونَ
119 -
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِى بَكْرٍ أَبُو مُصْعَبٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ دِينَارٍ عَنِ ابْنِ أَبِى ذِئْبٍ عَنْ سَعِيدٍ
ــ
جمع ولم يقل أن أخواني. قلت يريد به نفسه وأمثاله والمراد من الأخوة أخوة الإسلام. قوله (المهاجرين) أي الذين هاجروا من مكة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم و (الأنصار) أي أصحاب المدينة الذين آووا ونصروا. قوله (يشغلهم) بفتح الياء وفتح الغين وحكى ضم الياء وهو غريب و (الصفق) هو كناية عن التبايع يقال صفقت له بالبيع صفقاً أي ضربت يدي على يده للعقد. و (بالأسواق) أي في الأسواق والسوق يؤنث ويذكر وسميت به لقيام الناس فيها على سوقهم والعمل في الأموال يريد به الزراعة. قوله (ليشبع) وفي بعضها لشبع بطنه أي كان يلازمه قانعاً بالقوت لا مشتغلاً بالتجارة ولا بالزراعة (يحضر ما لا يحضرون) من أحوال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ويحفظ ما لا يحفظون) من أقواله وهذا إشارة إلى المسموعات وذلك إشارة إلى المشاهدات ويحضر إما عطف على ليشبع فينصب وإما على يلزم فيرفع وإما حال. فإن قلت هل يلزم من هذا الحديث بحسب الظاهر معارضته لما تقدم حيث قال ما من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من أحد أكثر حديثاً مني إلا ما كان من عبد الله بن عمرو قلت لا لأن عبد الله كان أكثر تحملاً وأبا هريرة كان أكثر رواية. فإن قلت كيف يكون أكثر تحملاً وهو داخل تحت عموم المهاجرين قلت هو أكثر من جهة ضبطه بالكتابة وتقييده بها وأبو هريرة أكثر من جهة مطلق السماع قال ابن بطال فيه حفظ العلم والمواظبة على طلبه وفيه فضيلة أبي هريرة وفضل التقلل من الدنيا وإيثار طلب العلم على طلب المال وفيه جواز الإخبار عن نفسه بفضيلته إذا اضطر إلى ذلك وأقول وجواز إكثار الأحاديث وجواز التجارة والعمل وجواز الاقتصار على الشبع وقد تكون مندوبات وقد تكون واجبات بحسب الأشخاص والأوقات. قوله (حدثنا أحمد بن أبي بكر) القاسم بن الحارث بن زرارة بتقديم الزاي على الراءين مصعب بن عبد الرحمن بن عوف الزهري أبو مصعب المدني الفقيه قال ابن بكار مات وهو فقيه أهل المدينة غير مدافع سنة اثنتين وأربعين ومائتين قوله (محمد بن إبراهيم بن دينار)
الْمَقْبُرِىِّ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّى أَسْمَعُ مِنْكَ حَدِيثاً كَثِيرًا أَنْسَاهُ. قَالَ «ابْسُطْ رِدَاءَكَ» فَبَسَطْتُهُ. قَالَ فَغَرَفَ بِيَدَيْهِ ثُمَّ قَالَ «ضُمُّهُ» فَضَمَمْتُهُ فَمَا نَسِيتُ شَيْئاً بَعْدَهُ.
120 -
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِى فُدَيْكٍ بِهَذَا
ــ
أبو عبد الله المدني الجهنى كان معروف الحديث قال أبو حاتم كان من فقهاء المدينة نحو مالك قال الشافعي ما رأيت في فتيان مالك أفقه منه مات سنة اثنتين وثمانين ومائة. قوله (ابن أبي ذئب) بكسر الذال المنقطة محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن الحارث بن أبي ذئب القرشي العامرى المدنى قال الشافعي ما فاتني أحد فأسفت على الليث وابن أبي ذئب وقال أحمد كان ابن ذئب أفضل من مالك إلا أن مالكا كان أشد تنقية للرجال منه وأقدمه المهدي بغداد حتى حدث بها ثم رجع يريد المدينة فمات بالكوفة سنة تسع وخمسين ومائة. قوله (سعيد) أي ابن أبي سعيد المقبرى المدني سبق في باب الدين يسر ورجال الاسناد كلهم مدنيون. قوله (يارسول الله) وفي بعضها لرسول الله و (كثيرا) صفة للحديث لأنه باعتبار كونهاسم جنس يطلق على القليل والكتير. و (أنساه) صفة لأخرى والنسيان جهل بعد العلم والفرق بينه وبين السهو أنه زوال عن الحافظة والمدركة والسهو روال عن الحافظة فقط ثم الفرق بين السهو والخطأ أنه ما يتنبه صاحبه بأدنى تنبيه والخطأ لا يتنبه له. قوله (ضم) وفي بعضها ضمه و (بعده) أي بعد هذا الضم وفي بعضها بعد مقطوع عن الاضافة مبنيا على الضم لأن الاضافة منوية فيه فان قلت النسيان من لوازم الانسان حتى قيل انه مشتق من النسيان فما معناه، قلت هذا من بركة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو معجزة ظاهرة. فان قلت م المراد بلفظ (شيئا) أهو عام لجميع الأشياء أم خاص بالحديث قلت اللفظ عام لأنه نكرة بعد النفى لكن الظاهر من السياق أنه يريد ما نسيت شيئا من الأحاديث بعد ذلك وسيجى، في بعض الروايات فما نسيت من مقالتي شيئا. فان قلت تقدم أن ابن عمر وكان أكثر حديثا من أبي هريرة لضبطه بالكتابة فاذا لم يكن أبو هريرة من الناسين فلم يكن هو أكتر حديثا منه. قلت لعل ذلك كان قبل هذه القصة أو هو استثناء منقطع ومعناه ما أحد أكثر حديثا مني ولكن ما كان من عبد الله من الكتابة لم يكن مني، فإن قلت مالسر في بسط الرداء وضمه قلت الله اعلم به ولعله أراد تمثيلا في عالم الحس وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل كالشيء الذي يغرف منه فأخد غرفة منه ورماها في ردائه وأشار بالضم إلى ضبطه ووجد في بعض النسخ ههنا
أَوْ قَالَ غَرَفَ بِيَدِهِ فِيه
121 -
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ حَدَّثَنِى أَخِى عَنِ ابْنِ أَبِى ذِئْبٍ عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِىِّ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ حَفِظْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وِعَاءَيْنِ، فَأَمَّا أَحَدُهُمَا فَبَثَثْتُهُ، وَأَمَّا الآخَرُ فَلَوْ بَثَثْتُهُ قُطِعَ هَذَا الْبُلْعُومُ
ــ
حدثنا ابراهيم ابن المنذر حدثنا ابن أبي فديك بهذا فقال يحدف بيده فيه وابراهيم مر في اول كتاب العلم (وابن أبي فديك) هو اسمعيل محمد بن اسمعيل بن أبي فديك المدني بضم الفاء وفتح الدال المهملة اسمه دينار مات سنة مائتين (وبهذا) أي بهذا الحديث وقال بحذف بيده أي زاد هذا القدر والظاهر ان ابن أبي فديك يرويه أيضا عن ابن أبي ذئب فيتفق معه إلى أخر الإسناد الأول مع احتمال روايته عن غيره. قوله (حدثنا اسمعيل) أي ابن أبي أو يس عبد الله ور مرار وأخوه هو عبد الحميد بن أبي أو يس الأصبحي المدني القرشي أبو بكر الأعمش مات سنة اثنتين ومائتين. قوله (وعائين) هو تثنبة الوعاء بكسر الواو وبالمد وهو الظرف الذي يحفظ فيه الشيء وأطلق المحل وأراد الحال أي نوعين من العلوم و (بتثته) أي نشرته يقال بث الخبر وأبثه بمعنى أي نشره و (قطع) أي لقطع فحذف اللام منه. و (البلعوم) بضم الموحدة بجرى الطعام في الحلق وهو المريء وقال العلماء الحلقوم بجرى النفس والمريء بجرى الطعام والشراب وهو نحت الحلقوم والبلعوم قال ابن بطال البلعوم الحلقوم وهو يجرى النفس إلى الرئة والمريء يجري الطعام والشراب إلى المعدة فيتصل، الحلقوم وقال المراد من الوعاء الثاني احاديت أشراط الساعة وما عرف به النبي صلى الله عليه وسلم من فساد الدين وتغير الأحوال والتضيع لحقوق الله تعالى كقوله صلى الله عليه وسلم يكون فاد هذا الدين على يدي أغلة سفاء من قريش وكان أبو هريرة يقول لو شئت أن اسميهم بأسمائهم فخشى على نفسه فلم يصرح ولذلك ينبغي لمن أمر بالمعروف إذا خاف على نفسه في التصريح أن يعرض ولو كانت الأحاديث التي لم يحدث بها من الحلال والحرام ما وسمه كتمها بحكم الأية. فان قيل الوعاء في كلام العرب الظرف الذي يجمع فيه الشيء فهو معارض لما تقدم إني لا أكتب وكان عبد الله بن عمرو يكتب أجيب بأ ن المراد أن الذي حفظ من النبي صلى الله عليه وسلم من السنن التي حدث بها وحملت عنه لو كنت لا خمل أن يملأ مهاوعاء؛ وما كتمه من أحاديث الفتن التي لو حدث بها لقطع البلعوم يحتمل أن يملأ وعاء أخر وبهذا المعنى قال وعاءين ويقل وعاء واحدا لاختلاف حكم المحفوظ في الإعلام به واالستر له وأقول هذا الحديث هو قطب مدار استدلالات المتصوفة في الطامات