الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب مَا يُسْتَحَبُّ لِلْعَالِمِ إِذَا سُئِلَ أَىُّ النَّاسِ أَعْلَمُ فَيَكِلُ الْعِلْمَ إِلَى اللَّهِ
123 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ حَدَّثَنَا عَمْرٌو قَالَ أَخْبَرَنِى سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ قَالَ قُلْتُ لاِبْنِ عَبَّاسٍ إِنَّ نَوْفاً الْبِكَالِىَّ يَزْعُمُ أَنَّ مُوسَى لَيْسَ بِمُوسَى
ــ
ثالثها أنه يقرب من الكفر ويؤول إليه رابعها أنه حقيقة الكفر ومعناه دوموا مسلمين خامسها وحكاه الخطابي أن المراد بالكفار المتكفرون بالسلاح يقال تكفر الرجل بسلاحه إذا لبسه ويقال للابس السلاح كافر سادسها معناه لا يكفر بعضكم بعضا فتستحلوا قتال بعضكم بعضا والله أعلم. قال ابن بطال: فيه أن الإنصات للعلماء والتوقير لهم لازم للمتعلمين قال تعالى: >>لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي << ويجب الإنصات عند قراءة حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل ما يجب له صلى الله عليه وسلم وكذلك يجب الإنصات للعلماء لأنهم الذين يحيون ينته ويقومون بشريعته صلى الله عليه وسلم (باب ما يستحب للعالم) قوله (أي الناس أعلم) أي أي شخص من أشخاص الإنسان أعلم من غيره. فان قلت إذا ظرفية أو شرطية. قلت يحتمل شرطيتها والفاء حينئذ داخلة على الجزاء أي فهو يكل والجملة بيان لما يستحب نحو قوله تعالى >> فيه آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان أمنا << أي ما يستحب هو الوكول عند السؤال ويحتمل ظرفيتها لقوله يستحب والفاء تفسيرية على أن فعل المضارع بتقدير المصدر أي ما يستحب عند السؤال هو الوكول وأمثال هذه التقديرات كثيرة قوله (عبد الله بن محمد) أي الجعفى المسندى تقدم في باب أمور الإيمان. و (سفيان) أي ابن عبينه في أول الكتاب (وعمرو بن دينار) أي المسكي الجحى الأثرم مر في باب كتابة العلم. و (سعيد بن حبير) بضم الجيم وفتح الموحدة الكوفي مر في كتاب الوحي. قول (نوفا) بفتح النون وسكون الواو وبالفاء ابن فضالة بفتح الفاء وبالمعجمة أبو يزيد القاص البكالى بكسر الموحدة وبتخفيف الكاف والام ويااء النسبة الحميري وهو ابن امرأة كعب الأحبار وقيل ابن أخيه وهو منصرف في اللغة الفصيحة وفي بعضها غير منصرف وكتب بدون الألف والكالي بفتح الموحدة وبتشديد الكاف. قوله (إن موسى) أي صاحب الخضر الذي قصى الله عنهما سورة في الكهف قال هو موسى بن ميشل بل موسى ابن عمران وموسى غير منصرف للعلية والعجمية. فان قلت العلم كيف يضاف إلى بني اسرئيل وكيف يوصف بلفظ أخر وهو نكرة قلت نكر ثم أضيف ووصف
بَنِى إِسْرَائِيلَ، إِنَّمَا هُوَ مُوسَى آخَرُ. فَقَالَ كَذَبَ عَدُوُّ اللَّهِ، حَدَّثَنَا أُبَىُّ بْنُ كَعْبٍ عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ «قَامَ مُوسَى النَّبِىُّ خَطِيباً فِى بَنِى إِسْرَائِيلَ، فَسُئِلَ أَىُّ النَّاسِ أَعْلَمُ فَقَالَ أَنَا أَعْلَمُ. فَعَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِ، إِذْ لَمْ يَرُدَّ الْعِلْمَ إِلَيْهِ، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ أَنَّ عَبْداً مِنْ عِبَادِى بِمَجْمَعِ الْبَحْرَيْنِ هُوَ أَعْلَمُ مِنْكَ. قَالَ يَا رَبِّ وَكَيْفَ بِهِ فَقِيلَ لَهُ احْمِلْ حُوتاً فِى مِكْتَلٍ فَإِذَا فَقَدْتَهُ فَهْوَ ثَمَّ، فَانْطَلَقَ وَانْطَلَقَ بِفَتَاهُ يُوشَعَ
ــ
بالنكرة. فان قلت كيف ينكر العلم قلت أن تأول بواحد من الأمة المسماه به. فا قلت فهل يقرأ بالتنوين حينئد. قلت نعم، فان قلت أخر هو أفعل التفضيل فلم لا يستعمل بأحد الوجوه الثلاثة قلت غلب عليه الاسمية المحضة مضمحلا عنه معنى التفضيل بالكلية. فان قلت فهل يئون. قلت لاية إذا هو غير منصرف للوصفية الأصلية ووزن الفعل. قوله (كدب عدو الله) فان قلت كيف يكون عدو الله وهو مؤمن وكان عالما فاضلا إماما لأهل دمشق. قلت قال العلماء هو على وجه التغليظ والزجر عن مثل قوله لا أنه يعتقد أنه عدو الله ولدينه حقيقة وإنما قاله مبالغة في انكاره وكان ذلك في حال غضب ابن عباس لشدة الانكار وحال الغضب تطلق الألفاظ ولا يراد بها حقائقها قوله (أبي) بضم الهمزة وفتح الموحدة وشدة الياء الصحابي الجليل النصاري سيد الانصار تقدم في باب ما ذكر في ذهاب موسى إلى الخضر. قوله (أنا أعلم) قال ذلك بحسب اعتقاده وإلا فكان الخضر أعلم منه و (لم يرد) يجوز فيه وفي أمثاله ضم الدال وفتحها وكسرها و (اليه) أي إلى الله وفي بعضها إلى الله يعني كان حقه أن يقول لله أعلم به فان مخلوقات الله سبحانه وتعالى لا يعلمها إلا الله قال الله تعالى وما يعلم جنود ربك إلا هو. قوله (عبدا) أي الخضر (بمجمع البحرين) أي ملتقى بحرى فارس والروم مما يلي المشرق. قوله (فكيف به) أي كيف الالتقاء والالتباس به أي على أي حال يكون الطريق إلى ملاقاته. قوله (حوتا) أي سمكة قيل حمل سمكة مملوحة (والمكتل) بكسر الميم وفتح الفوقانية المثناة الزنبيل (فاذا فقدت الحوت فهو) اي العبد الأعلم منك (ثمة) أن هناك. قوله (معه) فان قلت المصاحبة مستفادة من الباء فما فائدة معه. قلت التصريح بالمعبية للتأكيد. قوله
ابْنِ نُونٍ، وَحَمَلَا حُوتاً فِى مِكْتَلٍ، حَتَّى كَانَا عِنْدَ الصَّخْرَةِ وَضَعَا رُءُوسَهُمَا وَنَامَا فَانْسَلَّ الْحُوتُ مِنَ الْمِكْتَلِ فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِى الْبَحْرِ سَرَباً، وَكَانَ لِمُوسَى وَفَتَاهُ عَجَباً، فَانْطَلَقَا بَقِيَّةَ لَيْلَتِهِمَا وَيَوْمِهِمَا فَلَمَّا أَصْبَحَ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءَنَا، لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَباً، وَلَمْ يَجِدْ مُوسَى مَسًّا مِنَ النَّصَبِ حَتَّى جَاوَزَ الْمَكَانَ الَّذِى أُمِرَ بِهِ. فَقَال لَهُ فَتَاهُ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّى نَسِيتُ الْحُوتَ، قَالَ مُوسَى ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِى، فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصاً، فَلَمَّا انْتَهَيَا إِلَى الصَّخْرَةِ إِذَا رَجُلٌ مُسَجًّى بِثَوْبٍ - أَوْ قَالَ تَسَجَّى بِثَوْبِهِ - فَسَلَّمَ مُوسَى. فَقَالَ
ــ
(يوشع) بضم الياء المثناة التحتانية وفتح المنطقة وبالعين المهملة (ابن نون) بالنونين والأولى مضمومة وهو منصرف على اللغة الفصحى كنوح وفي بعضها قال ابو عبد الله يقال بالسين وبالشين يوسع ويوشع. قوله (عند الصخرة) أي التي عند ساحل البحر يقال ثمة عين تسمى بعين الحياة وأصاب روح الماء وبرده إلى السمكة فحييت وعاشت وانسلت من المكتل فاتخذ سبيله في البحر سربا أي ذهابا يقال سرب سربا في الماء إذا ذهب ذهابا فيه وقيل أمسك الله جرية الماء على الحوت فصار عليه مثل الطاق وحصل منه في مثل السرب وهو ضد النفق معجزة لموسى عليه الصلاة والسلام أو للخضر. قوله (يومها) بفتح الميم وكسرها و (الغداء) بفتح الغين المعجمة والمدهو الطعام الذي يوكل أول النهار. و (النصب) التعب قالوا لحقه التعب والجوع ليطلب الغداء فيذكر به نسيان الحوت ولهذا لم يمسه النصب قبل ذلك. قوله (نسيت الحوت) أي تفقد أمره وما يكون منه. فان قلت كيف نسى ذلك ومثله لا ينسى لكونه أمارة على المطلوب ولأنه ثمة معجزتين حياة السمكة الملوحة الماكول منها على المشهور وانتصاب الماء مثل الطلق ونفوذها في مثل السرب منه. قلت قد شغله الشيطان بوساوسه والتعود بمشاهدة أمثاله عند موسى من العجائب والاستئناس بإخوانه موجب لقلة الاهتمام به. قوله (ذلك) أي فقدان الحوت هو الذي كنا نبغيه أي نطلبه لأنه علامة وجدان
الْخَضِرُ وَأَنَّى بِأَرْضِكَ السَّلَامُ فَقَالَ أَنَا مُوسَى. فَقَالَ مُوسَى بَنِى إِسْرَائِيلَ قَالَ نَعَمْ. قَالَ هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِى مِمَّا عُلِّمْتَ رَشَدًا قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِىَ صَبْراً، يَا مُوسَى إِنِّى عَلَى عِلْمٍ مِنْ عِلْمِ اللَّهِ عَلَّمَنِيهِ لَا تَعْلَمُهُ أَنْتَ، وَأَنْتَ عَلَى عِلْمٍ عَلَّمَكَهُ لَا أَعْلَمُهُ. قَالَ سَتَجِدُنِى إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا، وَلَا أَعْصِى لَكَ أَمْرًا، فَانْطَلَقَا يَمْشِيَانِ عَلَى سَاحِلِ الْبَحْرِ لَيْسَ لَهُمَا سَفِينَةٌ، فَمَرَّتْ بِهِمَا سَفِينَةٌ، فَكَلَّمُوهُمْ أَنْ يَحْمِلُوهُمَا، فَعُرِفَ الْخَضِرُ، فَحَمَلُوهُمَا بِغَيْرِ نَوْلٍ، فَجَاءَ عُصْفُورٌ فَوَقَعَ عَلَى حَرْفِ السَّفِينَةِ، فَنَقَرَ نَقْرَةً أَوْ نَقْرَتَيْنِ فِى الْبَحْرِ. فَقَالَ الْخَضِرُ يَا مُوسَى، مَا نَقَصَ عِلْمِى وَعِلْمُكَ مِنْ عِلْمِ اللَّهِ إِلَاّ كَنَقْرَةِ هَذَا الْعُصْفُورِ فِى الْبَحْرِ. فَعَمَد
ــ
المقصود (فارتدا) أي فرجعا على أثارهما يقصان قصصا أي يتبعان اتباعا. قوله (مسجى) أي مغطى وهو صفة لرجل أو خبر له والخضر بفتح الخاء وكسر الضاد وتقدم في باب ما ذكر في ذهاب موسى وجهان أخرا فيه مع سبب تلقيبه به والاختلاف في أنه نبى أو ولى وفي حياته الأن ووجوده بين أظهرنا وغير ذلك. قوله (أنى) هو للاستفاهم أي من أين السلام في هذه الأرض التي يعرف فيها السلام قالوا أنى تأتي بمعنى من أين ومتى وحيث وكيف. قوله (رشدا) الكشاف. إن قلت أما دلت حاجته إلى التعلم من أخر في عهده انه كما قيل موسى بن ميشا لأن النبي يجب أن يكون أعلم أهل زمانه. قلت لا نقص بالنبي في أخد العلم من نبي مثله وأقوال هذا الجواب لا يتم على تقدير ولايته فالجواب أنه لم يسأله عن شيء من أمر الدين والأنبياء عليهم الصلاة والسلام لا يجهلون ما يتعلق بدينهم الذي تتعبد به أمهم وإنما سأله عن غير ذلك. قوله (فحملوها) وفي بعضها فحملوهم. فان قلت هم ثلاثة وقال كلموهم بلفظ الجمع فلم قال هما مثنى. قلت يوشع تابع فاكتفى بذكر الأصل عن الفرع ولفظ فعرف إنما هو بصيغة المجهول من المعرفة. قوله (بغير نول) بفتح النون أي بغير أجر
الْخَضِرُ إِلَى لَوْحٍ مِنْ أَلْوَاحِ السَّفِينَةِ فَنَزَعَهُ. فَقَالَ مُوسَى قَوْمٌ حَمَلُونَا بِغَيْرِ نَوْلٍ، عَمَدْتَ إِلَى سَفِينَتِهِمْ فَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِىَ صَبْرًا قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِى بِمَا نَسِيتُ. فَكَانَتِ الأُولَى مِنْ مُوسَى نِسْيَاناً. فَانْطَلَقَا فَإِذَا غُلَامٌ يَلْعَبُ مَعَ الْغِلْمَانِ، فَأَخَذَ الْخَضِرُ بِرَاسِهِ مِنْ أَعْلَاهُ فَاقْتَلَعَ رَاسَهُ بِيَدِهِ. فَقَالَ مُوسَى أَقَتَلْتَ نَفْساً زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِىَ صَبْرًا - قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ وَهَذَا أَوْكَدُ - فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا
ــ
والنول والنوال العطاء وحرف السفينة بالفاء طرفها. قوله (ما نقص) هو من النقص متعديا ومن النقصان لازما وهذا هو المراد. فان قلت نسبة النقرة إلى البحر نسبة المتناهى إلى المتناهى ونسبة علمها إلى علم الله نسبة المتناهى إلى غير المتناهى وللنقرة إلى البحر في الجملة نسبة ما بخلاف علمها فانه لا نسبة له إلى علم الله. قلت المقصود منه التشبيه في القلة والحقارة لا الممائلة من كل الوجوه قال العلماء لفظ النقص هنا ليس على ظاهره وإنما معناه أن علمي وعلمك بالنسبة إلى علم الله كنسبة ما نقر العصفور إلى ماء البحر وهذا على التقريب إلى الأفهام وإلا فنسبة علمهما أقل وقال بعضهم نقص بمعنى اخذ لأن النقص اخد خاص. قوله (فكانت الأولى) أي المسئلة الاولى (من موسى نسيانا) وفي بعضها نسيان بالرفع ففى كانت ضمير القصة والأولى مبتدأ وهو خبره أو هو خبره مبتدأ محذوف وكانت تامة أو كانت زائدة. قوله (زكية) أي طاهرة من الذنوب لأنها صغيرة لم تلغ الحنث ولفظ الغلام يدل عليه لأنه حقيقة الغلام وقال بعضهم إنه بالغ والدليل عليه لفظ بغير نفس إذ معناه أنه ممن يجب عليه القصاص والصبي لا قصاص عليه والجواب عنه أن المراد به التنبيه على أنه قتل بغير حق او أن شرعهم كان ايجاب القصاص على الصبي كما لزم في شرعنا أن يؤخد بغرامة المتلفات. قوله (أوكد) والاستدلال عليه إنما هو بزيادة لك في هذه المرة الزمخشري. فان قلت ما معنى زيادة لك. قلت زيادة المحافحة بالعتاب على رفض الوصية والوسم بقلة الصبر عند الكرة الثانية. قوله (حتى أتيا) بدون لفظ
أَهْلَهَا، فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا، فَوَجَدَا فِيهَا جِدَاراً يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقَامَهُ. قَالَ الْخَضِرُ بِيَدِهِ فَأَقَامَهُ. فَقَالَ لَهُ مُوسَى لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا. قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِى وَبَيْنِكَ». قَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم «يَرْحَمُ اللَّهُ مُوسَى، لَوَدِدْنَا لَوْ صَبَرَ حَتَّى يُقَصَّ عَلَيْنَا مِنْ أَمْرِهِمَا
ــ
إذا في بعض النسخ ولكن ما عليه تلاوة القران حتى إذا أتينا. و (القرية) أنطاكية وقيل أيلة وهي أبعد أرض الله من السماء وإسناد الإرادة إلى الجدار مجاز إذ لا إرادة له حقيقة والمراد هنا المشارقة وهذا مما استدل به على أن المجاز واقع في القران. و (ينقض) أي يسرع سقوطه. قوله (قال الخضر بيده) أي أشار إليه بيده فأقامه قيل وهذا دليل على أنه نبي لانه معجزة ولا دلالة فيه لاحتمال أنه كرامة وكانت الحال حال اضطرار وافتقار إلى المطعم وقد مستهما الحاجة إلى أخر كسب المرء وهو السؤال فلم يجدوا مواسيا فلما أقام الجدار لم يتمالك موسى عليه الصلاة والسلام لما رأى من الحرمان ومساس الحاجة أن قالت >> لو شئت لاتخذت عليه أجرا << حتى ندفع به الضرورة. قوله (هذا) فان قلت هذا إشارة إلى ماذا. قلت قد تصور فراق بينهما عند حلول ميعاده على ما قال فلا تصاحبني فأشار إليه وجعله مبتدأ ويحتمل أن يكون إشارة إلى السؤال الثالث أي هذا الاعتواض سبب الفراق قوله (لو وددنا) اللام فيه جواب قسسم محذوف (ولو صبر) في تقدير المصدر أي لوددنا صبر موسى. أي لأنه لو صبر لأبضر أعجب الأعاجيب وهذا حكم كل فعل وقع مصدرا بلو بعد فعل المودة الزمخشرى في قوله تعالى ودوا لو تدهن معناه ودوا ادهانك. و (يقص) بصيغة المجهول و (من أمرهما) مفعول ما لم يسم فاعله. النووى وفيه استحباب الرحلة للعلم وجواز التزود للسفر وفضيلة طلب العلم والأدب مع العالم وحرمة المشايخ وترك الاعتراض عليهم وتأويل ما لم يفهم ظاهرة من أقوالهم وأفعالهم والوفاء بعهودهم والاعتذار عند المخالفة وفيه إثبات. كرامات الأولياء وجواز سؤال الطعام عند الحاجة وجواز الاجارة وركوب السفينة ونحو ذلك بغير أجرة برضا صاحبه وفيه الحكم بالظاهر حتى يتبين خلافه وفيه أن الكذب الإخبار على خلاف الواقع عمدا أو سهوا خلافا للمعتزلة وأنه إذا تعارضت مفسدتان دفع أعظمهما بارتكاب أخفهما كما خرق السفينة لدفع غصبها وذهاب جملتها وفيه بيان