الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بِغَيْرِ شَىْءٍ، قَدْ كَانَ يُرْكَبُ فِيمَا دُونَهَا إِلَى الْمَدِينَةِ.
بَابُ عِظَةِ الإِمَامِ النِّسَاءَ وَتَعْلِيمِهِنَّ
.
97 -
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ
ــ
إلى كل من الثلاث فإن قلت ما العلة في التخصيص بهؤلاء الثلاثة والحال أن غيره أيضا كذلك مثل من صلي وصام فإن للصلاة أجرا وللصوم أجرا وكذا مثل الولد إذا أدي حق الله وحق والده. قلت الفرق بين هذه الثلاث وغيرها أن الفاعل في كل منهما جامع بين أمرين بينهما مخالفة عظيمة كان الفاعل لهما فاعل للضدين عامل بالمتنافيين بخلاف غيره. فإن قلت ينبغي أن يكون لهذا الأخير أجور أربعة أجر التعليم والتأديب والإعتاق والتزوج بل سبعة. قلت المناسبة بين هذه الصورة وأخواتها الجمع بين الأمرين اللذين هما كالمتنافيين فلهذا لم يعتبر فيهما إلا الأجر الذي من جهة الأحوال التي للرقبة والذي من جهة الأحوال التي للحرية ولهذا ميز بينهما بلفظ ثم دون غيرهما. فإن قلت فلم كرر لفظ له أجران. قلت البلغاء يكررون بعض الكلام حين طوله اهتماما به قال الحماسي:
وإن امرأ ناسبت مواثيق عهده
…
على مثل هذا إنه لكريم
المظهري: المراد بحصول الأجرين له هنا بالإعتاق والتزوج لأن التأديب والتعليم موجبان للأجر في الأجنبي والأولاد وجميع الناس فلم يكن مختصا بالإماء وقيد بالتأديب والتعليم لأنه أكمل للأجر إذ تزوج المرأة المؤدبة المعلمة أكثر بركة وأقرب أن تعين روحها علي دينه. قوله (قال عامر) أي الشعبي (أعطينا كها) الخطاب لصالح والضمير راجع إلي المسألة أو إلي المقابلة. قوله (بغير شيء) أي بغير أخذ مال منك علي جهة الأجرة عليه وإلا شيء فلا أعظم من الأجر الأخروي الذي هو ثواب التبليغ والتعليم. قوله (قد كان) في بعض النسخ فقد كان و (يركب) أي يرحل واللام في المدينة للعهد عن مدينة رسول الله صلي الله عليه وسلم فإن قلت الحديث كيف يدل علي الترجمة إذ ليس ما يدل علي تعليم الأهل، قلت بالقياس علي تعليم الأمة أو ترجم وأراد أن يلحق إليه حديثا يدل عليه فلم يتفق له. النووي: وفي قول الشعبي جواز قول العالم مثله تحريضا للسامع وفيه بيان ما كان السلف عليه من الرحلة إلي البلدان البعيدة في حديث واحد أو مسألة واحدة قال ابن بطال وفيه إثبات فضل المدينة وإنها معدن العلم وإليها كان يرحل في طلبه ويقصد في اقتباسه وقال المراد بالأجرين في صاحب الأمة أجر العتق والتزوج وأجر التأديب والتعليم. أقول هو يشد عضد تقديرنا في تعيين الأجرين والله أعلم. (باب عظة الأمام النساء) العظة بمعني الوعظ وهو التذكير بالعواقب. قوله (سليمان بن حرب) بالمهملة المفتوحة والراء الساكنة والموحدة
حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَيُّوبَ قَالَ سَمِعْتُ عَطَاءً قَالَ سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ قَالَ أَشْهَدُ عَلَى النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم أَوْ قَالَ عَطَاءٌ أَشْهَدُ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ وَمَعَهُ بِلَالٌ، فَظَنَّ أَنَّهُ لَمْ يُسْمِعِ النِّسَاءَ فَوَعَظَهُنَّ، وَأَمَرَهُنَّ
ــ
الأزدي المصري حرر مجلسه ببغداد بأربعين ألفا في باب من كره أن يعود في الكفر و (شعبة) مر مرارا وأيوب هو ابن أبي تميمة الختياني البصري مر في باب حلاوة الإيمان. قوله (عطاء) هو ابن أبي رباح بفتح الراء وبالموحدة المخففة وبالمهملة القرشي البصري المكي كان جعد الشعر أسود أفطس أعور أعرج ثم عمي بعد ذلك كان من أجل الفقهاء وتابعي مكة قال إسمعيل بن أمية كان عطاء يطيل الصمت فإذا تكلم خيل إلينا أنه مؤيد من عند الله وحج سبعين حجة وعاش مائة سنة ومن غرائبه أنه قال إذا كان العيد يوم الجمعة وجبت صلاة العيد ولا يجب بعدها لا ظهر ولا جمعة ولا صلاة بعد العيد إلي العصر مات سنة أربع عشرة أو خمس عشرة ومائة. قوله (أشهد علي النبي صلي الله عليه وسلم) ذكر بلفظ الشهادة تأكيدا لتحقيقه وبيانا لوثوقه بوقوعه فإن قلت لم استعمل الشهادة بعلي لا باللام. قلت ذلك أيضا لزيادة التأكيد في وثاقه لأنه يدل علي الاستعلاء بالعلم علي خروجه صلي الله عليه وسلم. الجوهري: الشهادة خبر قاطع بقول منه شهد الرجل علي كذا. قوله (خرج) أي بين صفوف الرجال إلي صف النساء. و (بلال) هو ابن رباح بفتح الراء وخفة الموحدة الحبشي القرشي التيمي يكني أبا عبد الله أو أبا عمر أو أبا عبد الرحمن أو أبا عبد الكريم كان قديم الإسلام وهو أول من أظهر الإسلام وعذب علي إسلامه فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم لأبي بكر لو كان عندنا مال اشترينا بلالا فقال أبو بكر للعباس اشتره لنا فقال العباس لسيدته هل لك أن تبيعيني عبدك هذا قبل أن تحرمي من ثمنه قالت ما تصنع به أنه خبث فاشتراه العباس فبعث به إلي أبي بكر فأعتقه وقيل اشتراه وهو مدفون بالحجارة وكان يؤذن لرسول الله صلي الله عليه وسلم فلما مات رسول الله صلي الله عليه وسلم أراد أن يخرج إلي الشام فقال له أبو بكر بل تكون عندي فقال إن كنت أعتقتني لنفسك فاحبسني وإن كنت أعتقتني لله فذر بي أذهب إلي الله تعالي فقال اذهب إلي الشام مجاهدا وكان ممن شهد المشاهد كلها مع رسول الله صلي الله عليه وسلم وكان أمية بن خلف ممن يعذب بلالا عنه إسلامه ويوالي عليه العذاب فقدر الله أن قتله يوم بدر أبو بكر أبياتا منها:
بِالصَّدَقَةِ، فَجَعَلَتِ الْمَرْأَةُ تُلْقِى الْقُرْطَ وَالْخَاتَمَ، وَبِلَالٌ يَاخُذُ فِى طَرَفِ ثَوْبِهِ. وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ عَطَاءٍ وَقَالَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَشْهَدُ عَلَى النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم
ــ
هنيئا زادك الرحمن فضلا
…
فقد أدركت ثأرك يا بلال
ولم يؤذن لأحد بعد النبي صلي الله عليه وسلم فيما روي إلا مرة لعمر حين قدم إلي الشام فلم يري أكثر من ذلك اليوم وإلا في قدمة قدمها المدينة لزيارة قبر النبي صلي الله عليه وسلم طلب إليه الصحابة ذلك فأذن ولم يتم الأذان من البكاء وروي أربعة وعشرون حديثا انفرد البخاري بحديثين غير مسندين مات بدمشق أو حلب سنة عشرين وفضائله كثيرة رضي الله عنه وفي بعض النسخ معه بلال بدون الواو جملة إسمية وقعت حالا وذلك جائز بغير ضعف قال الله تعالي «اهبطوا بعضكم لبعض عدو» قوله (أنه لم يسمع) وفي بعضها لم يسمع النساء مصرحا بلفظ النساء وإن مع اسمها وخبرها قائمة مقام مفعولي خان. قوله (بالصدقة) وهي ما يبذل من المال لثواب الآخرة وهي تتناول الفريضة والتطوع لكن المراد ههنا هو الثاني فاللام فيه للعهد عنها وإنما أمرهن بها لما رآهن أكثر أهل النار وجاء في الصحيح تصدقن يا معشر النساء فإني أريتكن أكثر أهل النار وقيل أمرهن بها لأنه كان وقت حاجة إلي المواساة والصدقة يومئذ كانت أفضل وجوه البر. قوله (فجعلت) أي طفقت وهي مثل كاد في الإستعمال. و (القرط) بضم القاف وسكون الراء ما يعلق من شحمة الأذن أو الخرص بضم المعجمة فهو الحلقة الصغيرة من الحلي (والخاتم) فيه أربع لغات كسر التاء وفتحها وخيتام بفتح الخاء وخاتام الكل معني واحد. فإن قلت الصدقة حرام علي رسول الله صلي الله عليه وسلم فما مصرفها. قلت مصرفها مصرف سائر الصدقات وذكر البخاري رواية إسمعيل متابعة واستشهادا لتقوية ما تقدم وهذا تعليق عن البخاري لأنه لم يدركه إذ هو إسمعيل بن علي وهو مات في عام ولادة البخاري سنة أربع وتسعين ومائة مر في باب حب الرسول ويحتمل أن يكون عطفا علي قال حدثنا شعبة فيكون المراد منه حدثنا سليمان قال حدثنا اسمعيل فيخرج من التعليق. قوله (عن عطاء) يعني بلفظ عن لا بلفظ سمعت كما في رواية شعبة وقال ابن عباس هو مقول قال اسمعيل أيضا والغرض منه أنه رواه مطلقا لا ملفظ سمعت وأنه جزم بالشهادة علي النبي صلي الله عليه وسلم من غير شك والمشهود عليه بخلاف الرواية