الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إِلَى غَيْرِ أَهْلِهِ فَانْتَظِرِ السَّاعَةَ».
باب من رفع صوته بالعلم
59 -
حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ أَبِى بِشْرٍ عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَاهَكَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ
ــ
قلت هل يجوز تأخير الجواب عن السؤال فيما يتعلق بالدين. قلت المسألة ليست مما يجب تعلمها بل هي فيما لا يكون العلم بها إلا الله تعالى ولئن سلمنا فلعل الذي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مشتغلا به كان أهم منها أو لعله أخره انتظارا للوحي أو أراد أن يتم حديثه لئلا يختلط على السامعين أو -أراد تعليم فوائد منها أنه يجب على القاضي والمدرس والمفتي تقديم الأسبق ومنها أن من أدب المتعلم أن لا يسأل العالم مادام مشتغلا بحديث أو غيره لأن من حق القوم الذين بدأ بحديثهم أن لا يقطعه عنهم حتى يتمه وفيه الرفق بالمتعلم وان جفا في سؤاله أو جهل لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يوبخه على سؤاله قبل اكمال حديثه وفيه مراجعة العالم إذا لم يفهم السائل لقوله كيف اضاعتها. فان قلت السؤال إنما هو عن كيفية الاضاعة لقوله كيف والجواب هو بالزمان لا بيان الكيفية فما وجهه. قلت ذلك متضمن للجواب إذ يلزم منه بيان أن كيفيتها بالتوسد المذكور فان قلت إذا ههنا هل تتضمن معنى المجازاة أم لا. قلت الظاهر لا والفاء في فانتظر الساعة لتفريع أو جواب شرط محذوف يعني إذا كان الأمر كذلك فانتظر الساعة. قال ابن بطال وفيه وجوب تعليم السائل وقال معنى إذا وسد الأمر الى غير أهله أن الأئمة قد ائتمنهم الله على عباده وفرض عليهم النصيحة لهم فينبغي لهم توليه أهل الدين والأمانة والنظر في أمور الدنيا فاذا قلدوا غير أهل الدين فقد ضيعوا الأمانة التي فرض الله تعالى عليهم وقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى يؤتمن الخائن وهذا إنما يكون إذا غلب الجهال وضعف أهل الحق عن القيام به ونصرته نعوذ بالله مما نحن فيه من ذلك قال البخاري رضي الله عنه ((باب من رفع صوته)) - قوله - ((أبو النعمان)) - هو محمد بن الفضل السدوسي البصري المعروف بعارم بالعين المهملة والراء قيل هذا لقب رديء له لأن عارم الشرير المفسد وكان بعيدا من ذلك وأقول يحتمل أن يكون لقبا صالحا من قولهم عزمت العظم أي عرقته فالعارم معناه العريق أي المبالغ في الدين أو العلم ونحوه وقد مر ذكره في باب الدين النصيحة. قوله- ((ابو عوانة)) -بفتح العين المهملة هو الوضاح بن عبدالله الشكري مولى يزيد بن عطاء الواسطي وكان من سي جرجان ومر سبب عتقه وقيل كان مولاه خيره بين الحرية وبين الكتابة الحديث فاختار الكتابة وتقدم في باب كيفية
ابْنِ عَمْرٍو قَالَ تَخَلَّفَ عَنَّا النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم فِى سَفْرَةٍ سَافَرْنَاهَا، فَأَدْرَكَنَا وَقَدْ أَرْهَقَتْنَا الصَّلَاةُ وَنَحْنُ نَتَوَضَّأُ، فَجَعَلْنَا نَمْسَحُ عَلَى أَرْجُلِنَا، فَنَادَى بِأَعْلَى صَوْتِهِ «وَيْلٌ لِلأَعْقَابِ مِنَ النَّارِ» . مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثاً
ــ
بدء الوحي. قوله - ((أبي بشر)) - بكسر الموحدة وبالمعجمة اليشكري جعفر بن اياس أبي وحشية الواسطي والبصري مات سنة ثلاث أو أربع أو خمس وعشرين ومائة روى له الجماعة. قوله - ((يوسف)) -فيه ستة أوجه وقد تقدم هو ابن ماهك بن بهزام بضم الباء وكسرها وبالزاي فارسي مكي لأنه من الفرس ونزل مكة ولم يكن له ولاء ينتمي اليه مات سنة ثلاث عشرة ومائة. النووي: ماهك بفتح الهاء غير منصرف لأنه اسم أعجمي قال الأصيلي بكسرها وصرفه. فان قلت فيه العجمة والعلمية. قلت شرط العجمة مفقود وهو العلمية في العجمة لأن ماهك معناه القمير فهو إلى الوصف أقرب. قوله- ((عبدالله ابن عمرو)) - بالواو يعني عمرو بن العاص القرشي أسلم عبدالله قبل والده وكان بينهما في السن اثنتا عشرة أو احدى عشرة سنة مات بمكة أو بالطائف أو بمصر سنة ثلاث أو خمس أو سبع وستين في ولاية يزيد بن معاوية وقد مر ذكره في باب المسلم من سلم. قوله - ((سافرناها)) - الضمير وقع مفعولا مطلقا أي سافرنا تلك السفرة وذلك كقولهم زيد أظنه منطلق أظن الظن أو ظنا. قوله - ((فأدركنا)) - أي بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ((وقد أرهقتنا الصلاة)) - أي غشينا وقتها أو حملتنا الصلاة أداءها والصلاة كانت صلاة العصر يعلم في كتاب العلم هذا وفي الوضوء إن شاء الله تعالى. وقال محي السنة: أي دنا وقتها وفي بعض الروايات أرهقنا بفتح القاف ورفع الصلاة لأن الصلاة مؤنثة تأنيثا غير حقيقي وفي بعضها أرهقنا بسكون القاف ونصب الصلاة أي أخرنا الصلاة حتى يدنو وقت الصلاة الأخرى قال ابن السكيت: أرهقنا الصلاة استأخرنا عنها حتى دنا وقت الأخرى وأرهقنا الليل دنا منا وأرهقنا القوم لحقونا. قوله - ((فجعلنا)) -هو من أفعال المقاربة وهو في الاستعمال مثل كاد. فان قلت لا أرجل للرجل بل رجلان فالقياس أن يقال على رجلينا قلت الجمع إذا قوبل بالجمع يفيد التوزيع فتوزع الأرجل على الرجال. فان قلت فيكون لكل رجل رجل رجل. قلت جنس الرجل يتناول الواحد والاثنين والفعل يعين المقصود سيما فيما هو محسوس. فان قلت المسح على ظهر القدم لا على الرجل كلها. قلت أطلق الرجل وأراد البعض أي القدم والقرينة