الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مَثَلُ الْمُسْلِمِ، حَدِّثُونِى مَا هِىَ». قَالَ فَوَقَعَ النَّاسُ فِى شَجَرِ الْبَوَادِى. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ فَوَقَعَ فِى نَفْسِى أَنَّهَا النَّخْلَةُ، ثُمَّ قَالُوا حَدِّثْنَا مَا هِىَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ «هِىَ النَّخْلَةُ» .
باب مَا جَاءَ فِى الْعِلْمِ
، وَقَوْلِهِ تَعَالَى (وَقُلْ رَبِّ زِدْنِى عِلْماً).الْقِرَاءَةُ وَالْعَرْضُ عَلَى الْمُحَدِّثِ. وَرَأَى الْحَسَنُ وَالثَّوْرِىُّ وَمَالِكٌ الْقِرَاءَةَ جَائِزَةً وَاحْتَجَّ
ــ
الجملتين تقتضي العطف فهذا وارد على أصله وأما الأول فهو فاء وقعت جوابا لشرط محذوف أي إن عرفتموها فحدثوني ومثله كثير ومنه ظهر الفرق. فان قلت فما فائدة إعادة هذا الحديث إذ لا تفاوت بينهما إلا بزيادة هذه الفاء وزيادة الالتماس من الرسول عليه السلام بلفظ حدثنا. قلت أعاد لا لاستفادة الترجمة التي عقد الباب لها منه. فان قلت ما الفائدة في تغيير رجال الإسناد. قلت المقامات مختلفة فرواية قتيبة للبخاري إنما كانت في مقام بيان معنى التحديث ورواية خالد في مقام بيان طرح مسئلة فلهذا ذكر البخاري في كل موضع شيخه الذي روى الحديث له لذلك الأمر الذي روى لأجله مع ما فيه من التأكيد وغيره. قال البخاري رضي الله عنه ((باب القراءة والعرض على المحدث)) - قوله- ((على المتحدث)) -متعلق بالقراءة والعرض كليهما فهو من باب تنازع العاملين على معمول واحد. فإن قلت ما يريد بهذا العرض إذا العرض على قسمين عرض قراءة وعرض مناولة. قلت عرض المناولة هو أي يجيء الطالب إلى الشيخ بكتاب فيعرضه عليه فيتأمله الشيخ وهو عارف متيقظ ثم يعيده إليه ويقول له وقفت على ما فيه وهو حديثي عن فلان فأجزت لك روايته عني ونحوه وهنا لا يريد به ذلك بل عرض القراءة بقرينة ما يذكر بعد الترجمة. فان قلت فعلى هذا التقدير لا يصح عطف العرض على القراءة لأنه نفسها قلت العرض تفسير للقراءة ومثله يسمى العطف التفسيري وجاز العطف لتغايرهما مفهوما وان اتحدا بحسب الذات وفائدته الإشعار بأنه جامع لهذين الاسمين. قوله - ((الحسن)) - أي البصري الانصاري التابعي غزا خراسان في عسكر كان فيه ثلثمائة من الصحابة وتقدم في باب المعاصي من أمر الجاهلية قوله- ((الثورى)) - أي سفيان أبو عبدالله الكوفي أحد المذاهب المتبوعة بالامصار صاحب المناقب القائم بالحق غير خائف في الله لومة لائم مر في باب علامة المنافق. قوله- ((مالك)) - هو الإمام المشهور بكل مكان مشكور بكل لسان. قوله - ((القراءة)) - أي على المحدث - ((جائزة)) - أي في صحة النقل عنه. فان
بَعْضُهُمْ فِى الْقِرَاءَةِ عَلَى الْعَالِمِ بِحَدِيثِ ضِمَامِ بْنِ ثَعْلَبَةَ قَالَ لِلنَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم آللَّهُ أَمَرَكَ أَنْ نُصَلِّىَ الصَّلَوَاتِ قَالَ «نَعَمْ» . قَالَ فَهَذِهِ قِرَاءَةٌ عَلَى النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم أَخْبَرَ ضِمَامٌ قَوْمَهُ بِذَلِكَ فَأَجَازُوهُ. وَاحْتَجَّ مَالِكٌ بِالصَّكِّ يُقْرَأُ عَلَى الْقَوْمِ فَيَقُولُونَ أَشْهَدَنَا فُلَانٌ. وَيُقْرَأُ ذَلِكَ قِرَاءَةً عَلَيْهِمْ، وَيُقْرَأُ عَلَى الْمُقْرِئِ فَيَقُولُ الْقَارِئُ أَقْرَأَنِى فُلَانٌ. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَامٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ
ــ
قلت وهل رأى الحسن الى آخره داخل في الترجمة. قلت الظاهر لا إلا أن يؤول الفعل الماضي بالمصدر فكأنه قال باب القراءة ورأى الحسن واحتجاج بعضهم. فان قلت فاذا لم يدخل في الترجمة فما حكمه قلت استئناف كلام ثم أسند ما روى معلقا عن الحسن بما نقل عن ابن سلام وما عن الثورى بما عن عبيدالله وما عن مالك بما سمع عن عاصم وصحح حديث ضمام بما روى عن عبدالله بن يوسف قوله - ((ضمام)) - بالضاء المعجمة المكسورة - ((ابن ثعلبة)) -بالمثلثة المفتوحة وبالموحدة أخو بني سعد بن بكر السعدي قدم على النبي صلى الله عليه وسلم بعثه إليه بنو سعد فسأله عن الإسلام ثم رجع اليهم فأخبرهم به فأسلموا وقال ابن عباس ماسمعنا بوافد قط أفضل من ضمام بن ثعلبة. قوله- ((آلله أمرك)) - بطريق الاستفهام وبرفعه بأن يكون مبتدأ والجملة خبره والباء فيه وفي بعضها نصلى بالنون ومعناه أمرك أن تأمرنا بالصلاة. قوله - ((قال)) - أي البعض المحتج وهو الحسن والثوري ونحوهما. و - ((قراءة النبي)) -بإضافة القراءة الى المفعول وتقدير اللام أو على أي قراءة للنبي أو على النبي وفي بعض النسخ قراءة على النبي بتصريح كلمة الاستعلاء. قوله- ((فأجازوه)) - أي أجازه الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته وأجاز قومه. فان قلت إجازة قومه لا حجة فيها لأنهم كفرة قلت يعني إجازتهم بعد الإسلام أو كان فيهم مسلمون يومئذ وفائدة ذكره الإشعار باعتبار القراءة على المحدث وجواز النقل بذلك إذ مجرد القراءة على الشيخ لا تدل على هذا المقصود. قوله - ((بالصك)) -بتشديد الكاف. الجوهري: الصك كتاب وهو فارسي معرب والجمع صكاك وصكوك. قوله - ((يقرأ)) - بضم الياء فيه وفيما بعده. و - ((فلان)) -منون منصرف وفي بعضها بعد فلان وانما ذلك قراءة عليهم قال ابن بطال هذه حجة قاطعة لأن الاشهاد أقوى حالات الاخبار. قوله- ((على المقرئ)) -أي معلم القرآن فيقول القارئ أي متعلم القرآن
الْوَاسِطِىُّ عَنْ عَوْفٍ عَنِ الْحَسَنِ قَالَ لَا بَاسَ بِالْقِرَاءَةِ عَلَى الْعَالِمِ. وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْفِرَبْرِىُّ وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِىُّ قَالَ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ سُفْيَانَ قَالَ إِذَا قُرِئَ عَلَى الْمُحَدِّثِ فَلَا بَاسَ أَنْ يَقُولَ حَدَّثَنِى. قَالَ وَسَمِعْتُ أَبَا عَاصِمٍ يَقُولُ عَنْ مَالِكٍ وَسُفْيَانَ الْقِرَاءَةُ عَلَى الْعَالِمِ وَقِرَاءَتُهُ سَوَاءٌ.
62 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ قَالَ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ سَعِيدٍ هُوَ
ــ
سواء كان هو الذي قرأ على المقرئ أو غيره. قوله- ((محمد بن سلام)) -بتخفيف اللام على الأصح البخاري البيكندي مر في باب قول النبي صلى الله عليه وسلم أن أعلمكم بالله تعالى. قوله - ((محمد بن الحسن)) -بن عمران المزني قاضي واسط. و - ((عوف)) -بفتح المهملة وبالفاء ابن أبي جميلة بالجيم المفتوحة البصري يعرف بالأعرابي ولم يكن أعرابيا وكان يقال له عوف الصديق مر في باب إتباع الجنائز من الإيمان. قوله- ((عن الحسن)) -أي البصري. و- ((لا بأس)) - أي في صحة النقل عن المحدث - ((بالقراءة على العالم)) - أي الشيخ ولفظ على العالم ليس لخبرا لقوله لا بأس بل هو متعلق بالقراءة. قوله - ((عبيدالله بن موسى)) -بن بازام العبسي بالعين المهملة وبالموحدة قيل لم ير ضاحكا قط سبق في أول كتاب الإيمان. قوله- ((فلا بأس)) -أي على القارئ أن يقول حدثني كما جاز أن يقول أخبرني فهو مشعر بأن لا تفاوت عنده بين حدثني وأخبرني وبين أن يقرأ على الشيخ أو يقرأ الشيخ. قوله- ((أبا عاصم)) - هو الضحاك بن مخلد بفتح الميم الشيباني البصري المشهور بالنبيل روى عنه البخاري بالواسطة وعير الواسطة قال البخاري سمعت أبا عاصم يقول مذ عقلت أن الغيبة حرام ما اغتبت أحدا قط مات بالبصرة سنة اثنتي عشرة ومائتين لقب بالنبيل لأنه قدم الفيل البصرة فذهب الناس ينظرون فقال له ابن جريج مالك لا تنظر فقال لا أجد منك عوضا فقال أنت نبيل أو لقب به لكبر أنفه أو لأنه يلازم زفر وكان حسن الحال في كسوته وكان أبو عاصم آخر رث الحال ملازما له أيضا فجاء النبيل إلى بابه يوما فقال الخادم لزفر أبو عاصم بالباب فقال له أيهما فقال ذاك النبيل وقيل لقبه المهدي - ((وسمعت)) -ليس فيه إشعار بأنه حدث له لجواز أنه حدث قاصدا لإسماع غير البخاري فسمع البخاري منه ولهذا قال بعضهم سمعت أحط مرتبة من حدثني وأخبرني. قوله - ((سواء)) -أي في صحة النقل وجواز الرواية إلا أن مالكا استحب
الْمَقْبُرِىُّ عَنْ شَرِيكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِى نَمِرٍ أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ بَيْنَمَا نَحْنُ جُلُوسٌ مَعَ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم فِى الْمَسْجِدِ، دَخَلَ رَجُلٌ عَلَى جَمَلٍ فَأَنَاخَهُ فِى الْمَسْجِدِ، ثُمَّ عَقَلَهُ، ثُمَّ قَالَ لَهُمْ أَيُّكُمْ مُحَمَّدٌ وَالنَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم
ــ
القراءة على العالم ذكر الدار القطني أنه لما قدم هرون المدينة سألوا منه أن يسمع الأمين والمأمون وبعثوا إليه فلم يحضر فبعث إليه أمين المؤمنين فقال العلم تؤتى أهله ويوقر فقال صدق سيروا إليه فساروا إليه فسألوه أن يقرأ هو عليهم فأبى وقال ان العلماء هذا البلد قالوا إنما يقرأ على العالم مثل ما يقرأ القرآن على المعلم وروى أنه أيضا قال العرض خير من السماع. قوله - ((عبدالله بن يوسف)) - أي أبو محمد التنيسي أصله من دمشق ونزل بتنيس وقال البخاري لقيته بمصر وكان من أثبت الشاميين ومنه سمع الموطأ. مر في أول كتاب بدء الوحي. قوله - ((الليث)) - هو ابن سعد ابن عبد الرحمن المصري الفهمي وكان أهل بيته يقولون نحن من الفرس من أهل أصبهان قال ابن بكير. الليث أفقه من مالك ولكن كانت الخطوة لمالك تقدم في الحديث الثاني من كتاب الوحي. قوله- ((سعيد المقبري)) - أي ابن أبي سعيد قدم الشام مرابطا وكان ثقة كثير الحديث لكنه كبر وبقى حتى اختلط قبل موته والمقبري في الأصل صفة لأبيه لأنه كان مجاورا للمقبرة بمدينة رسول صلى الله عليه وسلم وقيل لأن منزله كان عند المقابر وقيل لأن عمر رضي الله عنه جعله على حفر القبور وفي باء المقبري ثلاث لغات والكسر غريب ومر في باب الدين يسر. قوله- ((أبي نمر)) - بالنون المفتوحة والميم المكسورة و ((شريك)) هو أبو عبدالله القرشي المدني رجل مشهور من أهل الحديث حدث عنه الثقات توفي ببغداد سنة أربعين ومائة. قوله ((بينما)) - أصله بين فاتصلت به ما الزائدة. و - ((نحن)) - مبتدأ. و- ((جلوس)) -خبره قال النحاة وبينما وبينا مشبعة أو متصلة بما الزائدة المزيدة من الظروف الزمانية اللازمة للإضافة إلى الجملة ولكونهما ظرفين يتضمنان معنى المجازاة لابد لهما من جواب والعامل فيهما الجواب إذا كان مجردا من كلمة المفاجأة وإلا فمعنى المفاجأة. قوله - ((جلوس)) - جمع جالس كشهود وشاهد وللام - ((في المسجد)) - للعهد أي مسجد رسول صلى الله عليه وسلم. و- ((جمل)) - زوج الناقة - ((فأناخه)) -أي أبكره قوله - ((عقله)) - الجوهري: قال الأصمعي عقلت البعير أعقله عقلا وهو أن يثني وظيفة مع ذراعه
مُتَّكِئٌ بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِمْ. فَقُلْنَا هَذَا الرَّجُلُ الأَبْيَضُ الْمُتَّكِئُ. فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ ابْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَقَالَ لَهُ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم «قَدْ أَجَبْتُكَ» . فَقَالَ الرَّجُلُ لِلنَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم إِنِّى سَائِلُكَ فَمُشَدِّدٌ عَلَيْكَ فِى الْمَسْأَلَةِ فَلَا تَجِدْ عَلَىَّ فِى نَفْسِكَ. فَقَالَ «سَلْ عَمَّا بَدَا لَكَ» . فَقَالَ أَسْأَلُكَ بِرَبِّكَ وَرَبِّ مَنْ قَبْلَكَ، آللَّهُ أَرْسَلَكَ إِلَى النَّاسِ كُلِّهِمْ فَقَالَ «اللَّهُمَّ نَعَمْ» . قَالَ أَنْشُدُكَ بِاللَّهِ، آللَّهُ أَمَرَكَ أَنْ نُصَلِّىَ الصَّلَوَاتِ
ــ
فيشدهما جميعا في وسط الذراع والوظيف هو مستدق الساق والذراع من الإبل. قوله- ((بين ظهرانيهم)) - بفتح الظاء والنون. قال في الفائق: يقال أقام فلان بين أظهر قومه وبين ظهرانيهم أي بينهم وإقحام لفظ الظهر ليدل على أن إقامتهم بينه على سبيل الاستظهار بهم والاستناد إليهم وكان معنى التثنية أن ظهر آمنهم قدامه وآخره ووراءه فهو مكنون في جانبيه. هذا أصله ثم كثر حتى استعمل في الإقامة بين القوم مطلقا وان لم يكن مكنوفا وأما الزيادة الألف والنون بعد التثنية فإنما هي للتأكيد كما يزاد في النسبة نحو نفساني في النسبة إلى نفس ونحوه. قوله - ((الأبيض)) - فإن قلت سيذكر في باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم أنه ليس بأبيض ولا آدم. قلت المراد أنه ليس بأبيض كلون الجص كريه المنظر وههنا أنه أبيض بياضا نيرا أزهر اللون وسيجيء إن شاء الله تعالى ثمة التوفيق بين الأحاديث الواردة فيه. قوله- ((فقال له رجل)) - أي المعهود بقوله دخل رجل. قوله - ((ابن عبدالمطلب)) - بفتح النون لأنه منادى مضاف وفي بعضها يا بن بذكر كلمة النداء. قوله - ((أجبتك)) - فإن قلت متى أجاب حتى أخبر عنها. قلت أجبت بمعنى سمعت أو المراد إنشاء الإجابة وإنما أجابه الرسول صلى الله عليه وسلم بهذه العبارة لأنه أخل بما يجب من رعاية غاية التعظيم والأدب بإدخال الجمل في المسجد وخطابه بأيكم محمد وبابن عبدالمطلب. قوله - ((فلا تجد على)) - هو نهي معناه لا تغضب يقال وجد عليه موجدة في الغضب ووجد مطلوبه وجودا ووجد ضالته وجدانا ووجد في الحزن وجدا ووجد في المال حدة أي استغنى. فوجد مستعمل لخمسة معان من الموجدة والوجود والوجدان والوجد والجدة قوله - ((بدا لك)) - أي ظهر. و - ((آلله)) - بهمزة الاستفهام في المواضع الأربع. و - ((اللهم)) - أصله يا ألله
الْخَمْسَ فِى الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ قَالَ «اللَّهُمَّ نَعَمْ» . قَالَ أَنْشُدُكَ بِاللَّهِ، آللَّهُ أَمَرَكَ أَنْ نَصُومَ هَذَا الشَّهْرَ مِنَ السَّنَةِ قَالَ «اللَّهُمَّ نَعَمْ» . قَالَ أَنْشُدُكَ بِاللَّهِ، آللَّهُ أَمَرَكَ أَنْ تَاخُذَ هَذِهِ الصَّدَقَةَ مِنْ أَغْنِيَائِنَا فَتَقْسِمَهَا عَلَى فُقَرَائِنَا فَقَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم «اللَّهُمَّ نَعَمْ» . فَقَالَ الرَّجُلُ آمَنْتُ بِمَا جِئْتَ بِهِ، وَأَنَا رَسُولُ مَنْ وَرَائِى مِنْ قَوْمِى، وَأَنَا ضِمَامُ بْنُ ثَعْلَبَةَ أَخُو بَنِى سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ. رَوَاهُ مُوسَى وَعَلِىُّ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ
ــ
فحذف حرف النداء وجعل الميم بدلا منه والجواب هو نعم وذكر لفظ اللهم لتبرك وكأنه استشهد بالله في ذلك تأكيدا لصدقه. قوله- ((أنشدك)) - بضم الشين معناه أسألك بالله. الجوهري: نشدت فلانا أنشده نشدا إذا قلت له نشدتك الله أي سألتك بالله كأنك ذكرته إياه فنشد أي تذكر، قوله- ((الصلوات الخمس)) - وفي بعضها الصلاة، فان قلت الصلاة مفرد فكيف يوصف بالخمس، قلت هي للجنس فيحتمل التعدد قوله - ((هذا الشهر)) -أي شهر رمضان- ((من السنة)) - أي من كل سنة إذ اللام للعموم، و- ((هذا الشهر)) - الإشارة فيه لنوع هذا الشهر لا لشخص ذلك الشهر بعينه، قوله - ((على فقرائنا)) - فإن قلت أصناف المصرف ثمانية لا تنحصر على الفقراء، قلت ذكرهم باعتبار أنهم أغلب من سائر الأصناف أو لأنه في مقابلة ذكر الأغنياء. قوله - ((آمنت)) - فان قلت من أين عرف حقيقة كلام الرسول صلى الله عليه وسلم وصدق رسالته إذ لا معجزة فيما جرى من هذه القصة وهذه الأيمان لا تفيد إلا تأكيدا وتقريرا، قلت الرجل كان مؤمنا عارفا بنبوته عالما بمعجزته قبل الوفود ولهذا ما سأل إلا عن تعميم الرسالة إلى جميع الناس وعن شرائع الإسلام. فان قلت فلم ما ذكر الحج، قلت إما لأنه قبل فرضية الحج وإما لأنه لم يكن من أهل الاستطاعة له، قوله - ((من ورائي)) -بفتح الميم وجاز تنوين الرسول وكسر الميم و- ((من قومي)) - بيان له، قوله- ((وأنا ضمام)) - فائدة ذكره بيان شرف إيمانه لأنه من المشاهير أو لأن إيمانه سبب إيمان قومه وضم إليه أخو بني سعد تتميما لبيان شرفه، قوله - ((بني سعد)) - أي ابن بكر ابن هوازن وهم أظئار رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي العرب سعود القبائل شتى منها سعد تميم وسعد هديل وسعد قيس وسعد بكر هذا وفي المثل بكل واد بنو سعد، القاضي عياض: أن هذا الرجل لم يأت إلا بعد إسلامه وإنما جاء مستثبتا ومشافها للنبي صلى الله عليه وسلم، قال الشيخ ابن الصلاح: