الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب مَنْ تَرَكَ بَعْضَ الاِخْتِيَارِ مَخَافَةَ أَنْ يَقْصُرَ فَهْمُ بَعْضِ النَّاسِ عَنْهُ فَيَقَعُوا فِى أَشَدَّ مِنْهُ
127 -
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ إِسْرَائِيلَ عَنْ أَبِى إِسْحَاقَ عَنِ الأَسْوَدِ قَالَ قَالَ لِى ابْنُ الزُّبَيْرِ كَانَتْ عَائِشَةُ تُسِرُّ إِلَيْكَ كَثِيراً فَمَا حَدَّثَتْكَ فِى الْكَعْبَةِ قُلْتُ قَالَتْ لِى قَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم «يَا عَائِشَةُ، لَوْلَا قَوْمُكِ
ــ
تعالى بعلمه وقيل هو خلق عظيم روحاني أعظم من الملك وقيل خلق كهيئة الناس وقيل جبريل عليه السلام وقيل القرآن ومعنى) من أمر ربي (من وحيه وكلامه وليس ومن كلام البشر) وما أتيتم (الخطاب عام وقيل الخطاب لليهود خاصة) إلا قليلا (استثناء من العلم أي إلا علما قليلا أو من الإتيان أي إلا إيتاء قليلا أو من الضمير أي إلا قليلا منكم.) قوله هكذا (أي اوتو بصيغة الغائب إلى القراءة المشهورة أتيتم بصيغة الخطاب. قال ابن بطال: علم الروح مما لم يشأ الله تعالى إن يطلع عليه أحدا من خلقه وهذا يدل على أن من العلم أشياء لا يطلع الله عليها نبيا ولا غيره والله اعلم) باب من ترك بعض الاختيار (أي المختار.) في اشد منه (أي من ترك المختار وبعضها في اشر بالراء وفي بعضها في شر. قوله) عبيد الله بن موسى (بن باذام مر في أول كتاب الإيمان. قوله) إسرائيل (أي ابن يونس بن أبي مسحوق السبيعي الهمداني الكوفي أبو يوسف. قال احمد بن حنبل كان شيخا ثقة وجعل يتعجب من حفظه مات ست سنين ومائة سمع جده أبا إسحاق عمرو بن عبد الله السمعي بفتح السين وكسر المهلة الموحدة تقدم ذكر أبي إسحاق في باب الصلاة من الإيمان. قوله) الأسود (أي ابن زيد بن قيس النخعي خال إبراهيم أدرك زمن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يره مات سنة خمس وتسعين بالكوفة سافر ثمانين حجة وعمرة لم يجمع بينهما وكذا ابنه عبد الرحمان بن الأسود سافر ثمانين حجة وعمرة لم يجمع بينهما. قال ابن قتيبة كان يقول في تلبيته لبيك لبيك أنا الحاج بن الحاج وكان يصلي في كل يوم سبعمائة ركعة وصار عظما وجلدا وكانوا يسمون آل الأسود أهل الجنة وهؤلاء الرواة كلهم كوفيون. قوله) ابن الزبير (أي عبد الله أول مولود ولد في الإسلام بعد الهجرة من المهاجرين أمير المؤمنين سبط الصديق رضي الله عنهم تقدم في باب إثم من كذب على النبي صلى الله عليه وسلم. قوله) تسر (فان فك كانت للماضي وتسر للمضارع. قلت تسر مفيد للاستمرار أو ذكر بلفظ المضارع باستحضار الصورة الإسرار قوله
حَدِيثٌ عَهْدُهُمْ - قَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ بِكُفْرٍ - لَنَقَضْتُ الْكَعْبَةَ فَجَعَلْتُ لَهَا بَابَيْنِ بَابٌ يَدْخُلُ النَّاسُ، وَبَابٌ يَخْرُجُونَ». فَفَعَلَهُ ابْنُ الزُّبَيْرِ
ــ
(الكعبة) أي في شان الكعبة وسميت بها الكعوب النشورة وهي ناشرة من الأرض الجوهري سميت بذلك لتربيعها يقال برد مكعب أي فيه وشي مربع. قوله) عهدهم (هو فاعل حديث وحديث خبر المبتدأ. فان قلت تقرر في القوانين النحوية أن الخبر بعد لولا مما التزم فيه حذفه فما باله لم يحذف هنا قلت ذلك إذا كان الخبر عاما إما لو كان خاصا لا يجب حذفه قال:
ولولا الشعر بالعلماء يزري لكنت اليوم اشعر من لبيد
وفي بعضها لولا أن قومك بزيادة المخففة. قوله قال) ابن الزبير (فان قلت هذا الكلام لا دخل له لصحة إن يقال لولا قومك حديث عهدهم بكفرهم لنقضت بل ذكره مخل لعدم انضباط الكلام معه قلت ليس مخلا إذ غرض الأسود أنى لما وصلت إلى لفظ عهدهم فسر ابن الزبير الحداثة بالحداثة إلى الكفر فيكون لفظ بكفر فقط من كلام ابن الزبير والباقي من تتمة الحديث إذ غرضه أنى لما رويت أول الحديث بادر ابن الزبير إلى رواية أخره إشعارا بان الحديث معلوم له أيضا وان الأسود أشار إلى أول الحديث كما يقال قرأت الم ذلك الكتاب وأراد به السورة باتهامها فبين ابن الزبير أن أخره ذلك فان قلت فالقدر الذي ذكر ابن الزبير هل هو موقوف عليه. قلت اللفظ يقتضي الوقوف لم يسنده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لكن السياق يدل على انه مرفوع والروايات الأخر أيضا دالة على رفعه. فان قلت فالحديث من أيهما واصل إلينا. قلت هو ملفق من صحابيين أوله من عائشة وأخره من ابن الزبير. قوله) بابا (هو بالنصب بدل أو بيان لبابين وفي بعضها بالرفع أي احدهما باب يدخله الناس والأخر باب يخرجون منه وضمير المفعول محذوف من يدخل أو هو من باب تنازع الفعلين يعنى يدخل ويخرجون منه. قوله) ففعله (أي المذكور من النقض وجعل البابين، قال ابن بطال فيه انه قد يترك يسير من الأمر بالمعروف إذا خشي منه أن يكون سببا لفتنة قوم ينكرونه وفيه أن النفوس يجب أن تساس بها إلى ما تأنس إليه في دين الله من غير الفرائض قال أبو الزناد إنما خشي أن تنكره قلوب الناس لقرب عهدهم بالكفر ويظنون إنما فعل ذلك لينفرد بالفخر دونهم وقد روى أن قريشا حين بنت البيت في الجاهلية تنازعت فيمن يجعل الحجر الأسود في موضعه فحكموا أول رجل يطلع عليهم فطلع النبي صلى الله عليه وسلم فرأى أن يوضع الحجر في ثوب وأمر كل قبيلة أن