الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وفيه: أن دخول الجنة ليس بالعمل، وسبق في (سورة ق)، والغرض من الباب: إثباتُ صفة العزة.
قال (خ): هي الغَلَبة؛ أي: المنيعُ الذي لا يصير مغلوبًا، وقد يكون بمعنى نفاسة القَدْر، وبمعنى القوة.
وقال المهلب: هي صفةُ ذاتٍ بمعنى: القدرة، وصفةُ فعلٍ بمعنى: القهر لمخلوقاته.
قال (ك): وهي -أيضًا- راجعةٌ إليها، وقيل: بمعنى المعزّ، فهو صفةٌ فعليةٌ، وقيل: هي العلم المحيط، والقدرةُ العامةُ، والإرادةُ، فهي صفةٌ مركبةٌ، لا بسيطةٌ.
* * *
8 - باب قَوْلِ اللهِ تَعَالَى: {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ}
(باب: قول الله عز وجل: {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ} [الأنعام: 73])
أي: مُتَلَبِّسًا بالحق، لا بالباطلِ والعبث، وقيل: بحقِّ الخلقِ كما ينبغي، وقيل: أن يقول: كن فيكون.
7385 -
حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ
سُلَيْمَانَ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَدْعُو مِنَ اللَّيْلِ: "اللَّهُمَّ! لَكَ الْحَمْدُ، أَنْتَ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ، لَكَ الْحَمْدُ، أَنْتَ قَيِّمُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ، لَكَ الْحَمْدُ، أَنْتَ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ، قَوْلُكَ الْحَقُّ، وَوَعْدُكَ الْحَقُّ، وَبقَاؤُكَ حَقٌّ، وَالْجَنَّةُ حَقٌّ، وَالنَّارُ حَقٌّ، وَالسَّاعَةُ حَقٌّ، اللَّهُمَّ! لَكَ أَسْلَمْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وَإِلَيْكَ أَنَبْتُ، وَبِكَ خَاصَمْتُ، وَإِلَيْكَ حَاكَمْتُ، فَاغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ، وَأَسْرَرْتُ وَأَعْلَنْتُ، أَنْتَ إِلَهِي، لَا إِلَهَ لِي غَيْرُكَ"، حَدَّثَنَا ثَابِتُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بِهَذَا، وَقَالَ:"أَنْتَ الْحَقُّ، وَقَوْلُكَ الْحَقُّ".
الحديث الأول:
(من الليل)؛ أي: في الليل، ومن قيام الليل، وسبق في (التهجد)، ولفظُه هناك:(وإذا قامَ من الليل).
(رَبُّ) بمعنى: السيد، والمصلِح، والملِك.
(قَيِّمُ)؛ أي: مدبِّرُ، ومقوِّمُ.
(نُورُ) أي: المُنَوِّر؛ أي: خالقُه، وهي صفةٌ فعلية.
(وَوَعْدُك) عطفٌ على (قولُك) من عطف الخاصِّ على العامِّ.
(الحَقُّ)؛ أي: الثابتُ، أو الصدقُ.
(ولقاؤك)؛ أي: البعثُ.
(أَنَبْتُ)؛ أي: رجعتُ إلى عبادتك، أو فَوَّضْتُ إليك.