الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زيدٍ رضي الله عنهما قَالَ: أَشْرَفَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى أُطُم مِنْ آطَامِ الْمَدِينَةِ، فَقَالَ:"هَلْ تَرَوْنَ مَا أَرَى؟ " قَالُوا: لَا، قَالَ:"فَإِنِّي لأَرَى الْفِتَنَ تَقَعُ خِلَالَ بُيُوتكُم كوَقْعِ الْقَطْرِ".
الثاني:
(أشرف)؛ أي: علا وارتفع.
(أُطُم) بضم الهمزة والمهملة: القصر والحصن.
(خلال)؛ أي: أوساط.
(القطر) في بعضها: (المطر)، فشبه بمواقعه في الكثرة، والعموم؛ أي: ليس مخصوصًا بطائفة، وفيه: إشارة إلى الحروب الجارية بينهم؛ كقتل عثمان، ويوم الحَرَّةِ، ونحوه، وفيه: معجزةٌ ظاهرة للنبي صلى الله عليه وسلم.
* * *
5 - باب ظُهُورِ الْفِتَنِ
(باب: ظهور الفتن)
7061 -
حَدَّثَنَا عَيَّاشُ بْنُ الْوَليدِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الأَعْلَى، حَدَّثَنَا مَعْمَر، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "يتقَارَبُ الزَّمَانُ، وَيَنْقُصُ الْعَمَلُ، وَيُلْقَى الشُّحُّ، وَتَظْهَرُ الْفِتَنُ، وَيَكْثُرُ
الْهَرْجُ"، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ! أيُّمَ هُوَ؟ قَالَ: "الْقَتْلُ الْقَتْلُ".
7062 -
وَقَالَ شُعَيْبٌ، وَيُونسٌ، وَاللَّيْثُ، وَابْنُ أَخِي الزُّهْرِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
الحديث الأول:
(يتقارب الزمان) قال (خ): أي: حتى تكون السنة كالشهر، وهو كالجمعة، وهي كاليوم، وهو كالساعة، وذلك من استلذاذ العيش؛ كأنه -والله أعلم- يريد: خروجَ المهدي، وبسطَ العدل والأمن في الأرض، وأيام الخير قصار.
قال (ك): وهذا لا يناسب أخواته من ظهور وكثرة الهرج.
قال (ش): المراد: يتقارب الزمان بالشر والفساد، حتى لا يبقى من يقول: الله الله.
وقال الطحاوي: المراد: تقارُب أحوال أهله في ترك طلب العلم، والرضا بالجهل؛ وذلك لأن الناس لا يَتَسَاوَون في العلم، {وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ} [يوسف: 76]، وإنما يتساوون إذا كانوا جهالًا.
(ويلقى) قال الحُميدي: لم يضبط الرواة هذا الحرف، ويحتمل أن يكون بتشديد القاف؛ بمعنى: يُتلقى، ويُتعلم، ويتُواصى به، ويُدعى إليه؛ من قوله تعالى:{وَلَا يُلَقَّاهَا إلا الصَّابِرُونَ} [القصص: 80]، أي: ما يُعَلّمها ويُنبه عليها؛ أما بتخفيف القاف، فأبعد؛ إذ لو
لقي، لتُرك، ويكون مدحًا، والمساق للذم، وبالفاء لا يصح، لأن (الشُّحَّ) -بتثليث الشين-، أي: البُخْل والحرص ما زال موجودًا؛ نعم، إن أُريد غلبتُه وكثرتُه، بحيث يراه جميع الناس، استقام.
واعلم أنه سبق في (كتاب الأنبياء) في (نزول عيسى عليه السلام: (أن يفيض المال، حتى لا يقبله أحد)، وفي (كتاب الزكاة):(حتى يطوف أحدكم بصدقته لا يجد من يقبلها)، ولا تنافي، بل الكلُّ من أشراط الساعة؛ لكن كل واحد في زمان غير الأول.
(أيُّمَ) أصله: أيّما، فحذفت ألف (ما)، أيُّ شيءٍ الهرجُ، فهو بفتح الهمزة وتشديد الياء المضمومة، وقد تخفف، كأيش في موضع: أيُّ شيء.
(وقال شُعَيْب) وصله البخاري في (الأدب).
(ويونس) وصله مسلم.
(والليث، وابن أخي الزُّهْرِي) وصلهما الطبراني في "الأوسط".
* * *
7063 -
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ قَالَ: كُنْتُ مَعَ عَبْدِ اللهِ وَأَبِي مُوسَى، فَقَالَا: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ لأَيَّامًا يَنْزِلُ فِيهَا الْجَهْلُ، وَيُرْفَعُ فِيهَا الْعِلْمُ، وَيَكْثُرُ فِيهَا الْهَرْجُ، وَالْهَرْجُ الْقَتْلُ".
الثاني:
(عُبيد الله) قال الغساني: يقع في بعض النسخ: (ثنا مُسَدَّد)؛ وهو وَهْمٌ.
* * *
7064 -
حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، حَدَّثَنَا شَقِيقٌ قَالَ: جَلَسَ عَبْدُ اللهِ وَأَبُو مُوسَى، فتحَدَّثَا، فَقَالَ أَبُو مُوسَى: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ أيَّامًا يُرْفَعُ فِيهَا الْعِلْمُ، ويَنْزِلُ فِيهَا الْجَهْلُ، وَيَكْثُرُ فِيهَا الْهَرْجُ، وَالْهَرْجُ الْقَتْلُ".
7065 -
حَدَّثَنَا قتيْبةُ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ: إِنِّي لَجَالِسٌ مَعَ عَبْدِ اللهِ، وَأَبِي مُوسَى رضي الله عنهما، فَقَالَ أَبُو مُوسَى: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم: مِثْلَهُ، وَالْهَرْجُ -بِلِسَانِ الْحَبَشَةِ- الْقَتْلُ.
الثالث، والرابع:
فُهِمَ معناهما مما سبق.
(مثله)؛ أي: مثل ما ذكره آنفًا؛ أي: إن بين يدي الساعة أيامًا.
(والهَرْج بلسان الحبشة) هو مدرج من قول أبي موسى.
قال (ع): وهو وَهْمٌ من بعض الرواة؛ فإنها عربية صحيحة.
* * *