الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فَأُمِرَ أَنْ يَأْخُذَ بِنُصُولهَا، لَا يَخْدِشُ مُسْلِمًا.
الخامس:
(أبدى)؛ أي: أظهر.
* * *
7075 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ بُرَيْدٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"إِذَا مَرَّ أَحَدكمْ فِي مَسْجدِنَا، أَوْ فِي سُوقِنَا، وَمَعَهُ نبلٌ، فَلْيُمْسِكْ عَلَى نِصَالِهَا"، أَوْ قَالَ:"فَلْيَقْبِض بِكَفِّهِ أَنْ يُصِيبَ أَحَدًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ مِنْهَا شَيْءٌ".
السادس:
(نبل) بفتح النون: السهام.
(أن يصيب)؛ أي: كراهةَ الإصابة، أو (لا) مقدرة؛ كما في:{يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا} [النساء: 176]، سبق في (الصلاة في المساجد).
* * *
8 - باب قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "لَا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ
"
(باب: قول النبي صلى الله عليه وسلم: لا تَرْجِعوا بعدي كفارًا)
7076 -
حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ،
حَدَّثَنَا شَقِيقٌ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "سِبابُ الْمُسْلِم فُسُوقٌ، وَقِتَالُهُ كُفْرٌ".
الحديث الأول:
(وقتاله كفر)؛ أي: إذا كان من جهة أنه مسلم، أو كان مستحلًّا، أو أطلق الكفر للتغليظ، والمراد: معصية؛ نعم، قتال البُغاة ونحوهم ليس كفرًا ولا معصية، سبق في (كتاب الإيمان).
* * *
7077 -
حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَة، أَخْبَرَني وَاقِدٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "لَا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا، يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْض".
الثاني:
(يضرب) بالجزم جوابًا للأمر، وبالرفع استئنافًا، أو حالًا، وقال بعضهم: من جَزَمَ، أَوَّلَه على الكفر، ومن رفعَ، لا يعلقه بما قبله؛ بل يجعلُه حالًا، أو استئنافًا كما بيناه.
* * *
7078 -
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ سِيرِينَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ،
وَعَنْ رَجُلٍ آخَرَ هُوَ أَفْضَلُ فِي نَفْسِي مِنْ عَبْدِ الرحْمَنِ بنِ أَبِي بَكْرَةَ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَطَبَ النَّاسَ، فَقَالَ:"أَلَا تَدْرُونَ أَيُّ يَوْمٍ هَذَا؟ " قَالُوا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: حَتَّى ظَنَنَّا أنَّهُ سَيُسَمِّيهِ بِغَيْرِ اسْمِهِ، فَقَالَ:"أليْسَ بِيَوْمِ النَّحْرِ؟ " قُلْنَا: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ: "أَيُّ بَلَدٍ هَذَا؟ أليْسَتْ بِالْبَلْدَةِ؟ " قُلْنَا: بَلَى، يَا رَسُولَ اللهِ! قَالَ:"فَإِنَّ دِمَاءكمْ، وَأَمْوَالَكُمْ، وَأَعْرَاضَكُمْ، وَأَبْشَاركمْ، عَلَيْكُمْ حَرَام، كحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكمْ هَذَا، فِي بَلَدِكمْ هَذَا، أَلَا هَلْ بَلَّغْتُ؟ " قُلْنَا: نعمْ، قَالَ:"اللَّهُمَّ! اشْهَدْ، فَلْيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ، فَإِنَّهُ رُبَّ مُبَلِّغٍ يُبَلِّغُهُ مَنْ هُوَ أَوْعَى لَهُ"، فَكَانَ كَذَلِكَ، قَالَ:"لَا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ"، فَلَمَّا كَانَ يَوْمَ حُرِّقَ ابْنُ الْحَضْرَمِيِّ، حِينَ حَرَّقَهُ جَارِيَةُ بْنُ قُدَامَةَ، قَالَ: أَشْرِفُوا عَلَى أَبِي بَكْرَةَ، فَقَالُوا: هَذَا أَبُو بَكْرَةَ يَرَاكَ، قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: فَحَدَّثتنِي أُمِّي، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ أَنَّهُ قَالَ: لَوْ دَخَلُوا عَلَيَّ مَا بَهَشْتُ بِقَصَبَةٍ.
الثالث:
(وعن رجل آخر) هو حُميد بنُ عبدِ الرحمنِ بنِ عوفٍ، صرح به في (كتاب الحج) في (باب الخطبة أيام منى) كذا رواه مسلم.
(وأعْرَاضكُم) جمع عِرْض، وهو الحسب، وموضعُ المدحِ والذمِّ من الإنسان.
(وأبْشَاركُم) جمع بشرة، وهي ظاهر الجلد، ولم يذكر في هذه
الرواية أي شهر، مع أنه قال بعد:(في شَهْرِكُمْ هَذَا)، كأنه لتقرر ذلك في أذهانهم، وحرمة البلد، وإن كانت متقررة أيضًا؛ لكن الخطبة كانت بمنى، فربما قصد به دفع وهم من يتوهم أنها خارجة من الحرم، أو من يتوهم أن البلدة لم تبق حرامًا؛ لقتاله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح فيها، أو اختصره الراوي اعتمادًا على سائر الروايات، مع أنه لا يلزم ذكره في صحة التشبيه.
(مُبَلِّغٍ يُبَلِّغُهُ) بكسر اللام فيهما، والضمير الراجع إلى الحديث المذكور مفعول أولُ له.
(من هو أوعى) مفعولُه الثاني.
(فكان كذلك)؛ أي: وقع التبليغ كثيرًا من الحافظ إلى الأحفظ، وهو مدرَجٌ من كلام ابن سيرين كما قال البخاري في (كتاب العلم):(قال محمد: صدق رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، وكان ذلك).
(ابن الحَضْرَمِيّ) بفتح المهملة وسكون المعجمة وفتح الراء: هو عبد الله.
قال المهلب: هو رجل امتنع من الطاعة، فأخرج إليه جاريةُ -أي: بالجيم- ابنُ قُدامةَ جيشًا، فظفروا به في ناحية من العراق كان أبو بكرة يسكنها، فأمر جاريةُ بصلبه، فصُلب، ثم أُلقي في النار في الجذع الذي صُلب فيه، ثم أمر جاريةُ جيشَه أن يُشرفوا على أبي بكرةَ، هل هو على الاستسلام، والانقياد؟ فقالوا له: إنه يراك وما صنعتَ بابن الحَضْرَمِيّ، وما أنكر عليك بكلام ولا سلاح، فلما سمع أبو بكرة
ذلك، وهو في غرفة له، قال: لو دخلوا عليّ، ما بَهَشْتُ بِقَصَبَةٍ؛ فكيف أقاتلهم؛ لأني ما أرى الفتنة في الإسلام، ولا التحركَ فيها مع إحدى الطائفتين.
(حَرَّقه) قال (ش): كذا وقع، والوجهُ: أَحرقَهُ.
قلت: إذا كان بالتشديد، فهو بمعناه.
(بَهَشْتُ) بفتح الموحدة والهاء وشين معجمة؛ أي: مددت يدي إليها، وتناولتها لأدافع، وقيل: المعنى: ما قاتلت بها مدافعة عن نفسي؛ من بهش القومُ بعضُهم بعضًا: إذا توافَوْا للقتال، وقال ابن عبد البر: أرسلَ معاويةُ بنَ الحَضْرَمِيّ إلى البصرة ليأخذَها من زياد؛ وكان أميرًا بها لعلي رضي الله عنه، فبعث زياد إلى عليّ؛ فبعث جَارية، فأحرق على ابن الحَضْرَمِي الدار التي يسكنها.
* * *
7079 -
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِشْكَابٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "لَا تَرْتَدُّوا بَعْدِي كُفَّارًا، يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ".
7080 -
حَدَّثنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُدْرِكٍ، سَمِعْتُ أَبَا زُرْعَةَ بْنَ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ جَدِّهِ جَرِيرٍ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي حَجَّةِ الْوَداعِ: "اسْتَنْصِتِ النَّاسَ"، ثُمَّ قَالَ:"لَا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا، يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ".