الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
البوادي، لا زرع لهم ولا استنبات.
* * *
39 - باب ذِكْرِ اللهِ بالأَمْرِ وَذِكْرِ الْعِبَادِ بالدُّعَاءِ وَالتَّضَرُّعِ وَالرِّسَالَةِ وَالإِبْلَاغِ
لِقَوْلهِ تَعَالَى: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ} .
{وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يَاقَوْمِ إِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْ مَقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآيَاتِ اللَّهِ فَعَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلَا تُنْظِرُونِ (71) فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إلا عَلَى اللَّهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ} ، غُمَّةٌ: هَمٌّ وَضِيقٌ، قَالَ مُجَاهِدٌ {اقْضُوا إِلَيَّ}: مَا فِي أنفُسِكُمْ، يُقَالُ: افْرُقِ: اقْضِ.
وَقَالَ مُجَاهِدٌ: {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ} : إِنْسَانٌ يَأْتِيهِ، فَيَسْتَمِعُ مَا يَقُولُ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ، وَهْوَ آمِنٌ حَتَّى يَأْتِيَهُ فَيَسْمَعَ كَلَامَ اللهِ، وَحَتَّى يَبْلُغَ مَأْمَنَهُ حَيْثُ جَاءَهُ.
النَّبَأُ الْعَظِيمُ: الْقُرْآنُ، {صَوَابًا}: حَقًّا فِي الدُّنْيَا وَعَمَلٌ بِهِ.
(باب: ذكر الله تعالى بالأمر)
أي: ذكر الله تعالى عبادَه بأن يأمرَهم بالطاعات.
(وذكر العباد بالدعاء)؛ أي: بأن يدعوا، ويتضرعوا إليه، ويبلغوا رسالاته إلى الخلائق، يعني: أن المراد بذكرهم: الكمالُ لأنفسهم، والتكميلُ للغير، وقيل: الباء في (بالأمر) بمعنى: (مع).
(غُمَّةً)؛ أي: المذكور في الآية، وهي قوله تعالى:{فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ} الآية [يونس: 71].
(اقضوا)؛ أي: في قوله تعالى: {ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلَا تُنْظِرُونِ} [يونس: 71]، ففسره مجاهد: باعملُوا؛ أي: ما في أنفسكم من إهلاكي ونحوِه من سائر الشرور، وقال: معنى الآية: فافرق: فاقض؛ يعني: أظهرِ الأمرَ وافصلْه، وميِّزْه بحيثُ لا يبقى غمّةً؛ أي: لا يبقى شبهة وسترة وكتمان، ثم اقض بالقتل ظاهرًا مكشوفًا، ولا تمهلوني بعدَ ذلك، وفي بعضها:(يقال: افرقْ: فاقض)، فلا يكون مسندًا إلى مجاهد، والقصدُ من ذكر هذه الآية في الباب: أن النبي صلى الله عليه وسلم مذكورٌ بأنه أمر بالتلاوة على الأُمة، والتبليغ إليهم، وأن نوحًا كان يذكِّرُهم بآيات الله وأحكامِه، كما أن المقصود بالآية في هذا الباب: بيانُ كونه تعالى ذاكرًا ومذكورًا بمعنى: الأمر بالدعاء.
(إنسان)؛ أي: مشرِك؛ أي: إن أراد مشرك سماعَ كلام الله تعالى، فاعرضْ عليه القرآنَ، وبلِّغْه إليه، وأَمِّنْه عندَ السماع؛ فإن أسلمَ فذاك، وإلا فردَّه إلى مأمنِه من حيثُ أتاك.
(النبأ العظيم)؛ أي: في قوله تعالى: {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ (1) عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ} [النبأ: 1 - 2]؛ أي: فأجبْ عن سؤالهم، وبلِّغ القرآنَ إليهم.