الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب القول على الخط العربي وأول من كتب به
يروى أن أول من كتب الكتاب العربي والسرياني والكتب كلها آدمُ عليه السلام قبل موته بثلثمائة سنة.
كتبها في طين وطبخه، فلما أصاب الأرضَ الغرقُ وجد كل قوم كتابا فكتبوه، فأصاب إسماعيل عليه السلام الكتاب العربي.
قلت: هذا الأثر أخرجه ابن أشْتَة في كتاب المصاحف بسنده عن كعب الأحبار.
ثم قال ابن فارس
وكان ابن عباس يقول: أول من وضع الكتاب العربي إسماعيل عليه السلام وضعه على لفظه ومنطقه.
قلت: هذا الأثر أخرجه ابن أَشْتَة والحاكم في المستدرك من طريق عكرمة عن ابن عباس، وزاد أنه كان موصولا حتى فرقه بين ولده، يعني أنه وصل فيه جميع الكلمات ليس بين الحروف فرق هكذا: بسم الله الرحمن الرحيم.
ثم فرقه بين ابنيه هميسع وقيذر.
ثم قال ابن فارس: والروايات في هذا الباب تكثر وتختلف.
قلت: ذكر العسكري عن الأوائل في ذلك اقوالا فقال: أول من وضع الكتاب العربي إسماعيل عليه السلام، وقيل مُرَامِر بن مُرَّة، وأسلم بن جَدَرَة وهما من أهل الأنبار، وفي ذلك يقول الشاعر:[// من الكامل //]
(كتبت أبا جاد وحُطِّي مرامر
…
وسودت سربالي ولست بكاتب)
وقيل: أول من وضعه، أبجدُ وهوز وحطي وكلمن وسعفص وقرشت، وكانوا ملوكا فسمي الهجاء بأسمائهم.
وأخرج الحافظ أبو طاهر السلفي في الطيوريات بسنده عن الشعبي قال: أول العرب الذي كتب بالعربية حرب بن أمية بن عبد شمس، تعلم من أهل الحيرة، وتعلم أهل الحيرة من أهل الأنبار.
وقال أبو بكر بن أبي داوود في كتاب المصاحف: حدثنا عبد الله بن محمد الزهري حدثنا سفيان عن مجالد عن الشعبي قال: سَألْنَا المهاجرين من أين تعلمتم الكتابة قالوا: تعلمنا من أهل الحيرة.
وسألنا أهل الحيرة: من أين تعلمتم الكتابة قالوا: من أهل الأنبار.
ثم قال ابن فارس: والذي نقوله فيه: إن الخط توقيف وذلك لظاهر قوله تعالى: الذي علم بالقلم علم الإنسان مالم يَعْلَمْ.
وقوله تعالى: {ن وَالْقَلَمِ ومَا يَسْطُرُونَ} .
وإذا كان كذا فليس ببعيد أن يوَقَّف آدم عليه السلام أو غيرُه من الأنبياء عليهم السلام على الكتاب فأما أن يكون مخترع اخترعه من تلقاء نفسه فشيء لا يُعْلَم صحته إلا من خبر صحيح.
قلت يؤيد ما قاله من التوقيف ما أخرجه ابنُ أَشْتَة من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس قال أول كتاب أنزله الله من السماء أبو جاد وأخرج الإمام أحمد بن حنبل في مسنده عن أبي ذر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أول من خط بالقلم إدريس عليه السلام) .
قال ابن فارس: وزعم قوم أن العرب العَارِبَة لم تعرف هذه الحروف بأسمائها، وأنهم لم يعرفوا نحوا ولا إعرابا، ولا رفعا ولا نصبا ولا همزا، قالوا: والدليل على ذلك ما حكاه بعضهم
عن بعض الأعراب أنه قيل له: أتهمز إسرائيل فقال: إني إذن لرجل سواء قالوا: وإنما قال ذلك لأنه لم يعرف من الهمز إلا الضغط والعصر.
وقيل لآخر: أتجرُّ فلسطين فقال: إني إذن لقوي قالوا:
وسمع بعض فصحاء العرب ينشده: [// من الرجز //]
(نحن بني عَلْقَمَة الأخيارا)
فقيل له: لم نصبت بَني فقال: ما نصبته، وذلك أنه لم يعرف من النصب إلا إسناد الشيء.
قالوا:
وحكى الأخفش عن أعرابي فصيح أنه سُئل أن ينشد قصيدة على الدال فقال: وما الدال وحكي أن أبا حية النميري سئل أن ينشد قصيدة على الكاف فقال: [// من الوافر //]
(كفى بالنأي من أسماءَ كافِ
…
وليس لحبها إذ طال شاف)
قال ابن فارس: والأمر في هذا بخلاف ما ذهب إليه هؤلاء، ومذهبنا فيه التوفيق فنقول: إن أسماء هذه الحروف داخلةٌ في الأسماء التي أعلم الله تعالى أنه علمها آدم عليه السلام وقد قال تعالى {عَلَّمَهُ الْبَيَان} فهل يكون أولُ البيان إلا علم الحروف التي يقع بها البيان ولم لا يكون الذي علم آدم الأسماء كلَّها هو الذي علمه الألف والباء والجيم والدال فأما من حكى عنه الأعراب الذين لم يعرفوا الهمز والجر
والكاف والدال، فإنا لم نزعم أن العرب كلها مَدراً ووبرا قد عرفوا الكتابة كلَّها، والحروف أجمعها، وما العرب في قديم الزمان إلا كنحن اليوم، فما كل أحد يعرف الكتابة والخط والقراءة.
وأبو حية كان أمس وقد كان قبله بالزمن الأطول من كان يعرف الكتابة ويخط ويقرأ، وكان في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كاتبون، منهم: عثمان وعلي وزيد وغيرهم، وقد عرضت المصاحف على عثمان فأرسل بكَتِفِ شاة إلى أبي ابن كعب فيها حروف فأصلحها، أفيكون جهل أبي حية بالكتابة حجة على هؤلاء الأئمة والذي نقوله في الحروف هو قولنا في الإعراب والعروض، والدليل على صحة هذا وأن القوم قد تَداولوا الإعراب أنا نستقرىء قصيدة الحطيئة التي أولها:[// من مجزوء الكامل //]
(شاقتكَ أظعان لليلى
…
دون ناظرةٍ بواكرْ)
(فنجد قوافيها كلها عند الترنم والإعراب تجيء مرفوعة، ولولا علم الحطيئة بذلك لأشبه أن يختلف إعرابها، لأن تساويها في حركة واحدة اتفاقا من غير قصد لا يكاد يكون.
فإن قال قائل: فقد تواترت الروايات بأن أبا الأسود أولُ من وضع العربية وأن الخليل أول من تكلم في العروض.
قيل له: نحن لا ننكر ذلك، بل نقول: إن هذين العِلْمين قد كانا قديما، وأتت عليهما الأيام وقلا في أيدي الناس، ثم جددهما هذان الإمامان.
وقد تقدم دليلنا في معنى الإعراب، وأما العروض فمن الدليل على أنه كان متعارفا معلوما قول الوليد بن المغيرة منكرا لقول من قال إن القرآن شعر: لقد عرضته على أقْرَاء الشعر، هَزَجِه ورَجَزه، وكذا وكذا، فلم أره يشبه شيئا من ذلك أفيقول الوليد هذا وهو لا يعرف بحور الشعر
وقد زعم ناس أن علوما كانت في القرون الأوائل، والزمن المتقادم، وأنها دَرَست وجددت منذ زمان قريب، وترجمت وأصلحت منقولة من لغة إلى لغة وليس ما قالوا ببعيد، وإن كانت تلك العلوم بحمد الله وحسن توفيقه مرفوضة عندنا.
فإن قال: قد سمعناكم تقولون: إن العرب فعلت كذا ولم تفعل كذا: من أنها لا تجمع بين ساكنين، ولا تبتدىء بساكن، ولا تقف على متحرك، وأنها تسمى الشخص الواحد بالأسماء الكثيرة، وتجمع الأشياء الكثيرة تحت الإسم الواحد.
قلنا: نحن نقول: إن العربَ تفعل كذا بعد ما وطأناه أن ذلك توقيف حتى ينتهى الأمر إلى الموقف الأول.
ومن الدليل على عِرْفان القدماء من الصحابة وغيرهم بالعربية كتابتُهم المصحف على الذي يعلله النحويون في ذوات الواو، والياء، والهمز، والمد، والقصر، فكتبوا ذوات الياء باليا، وذوات الواو بالألف، ولم يصوروا الهمزة إذا كان ما قبلها ساكنا في مثل: الخبء والدفء والملء فصار ذلك كله حجة، وحتى كره من كره العلماء ترك أتباع المصحف.
انتهى كلام ابن فارس.
وقال ابن دريد في أماليه:
أخبرني السكن بن سعيد عن محمد بن عباد عن ابن الكلبي عن عوانة قال: أول من كتب بخطنا هذا وهو الجزم مُرَامِر بن مُرّة وأسلم بن جَدَرَة الطائيان، ثم علموه أهل الأنبار، فتعلمه بِشْر بن عبد الملك أخو أكيدر بن عبد الملك الكندي صاحب دُومَة الجَنْدَل، وخرج إلى مكة، فتزوج الصهباء بنت حرب بن أمية أخت أبي سفيان، فعلم جماعة من أهل مكة، فلذلك كثر من يكت بمكة في قريش، فقال رجل من أهل دومة الجندل من كندة يَمنُّ على قريش بذلك:[// من الطويل //]
(لا تجْحَدوا نَعْمَاء بِشْرٍ عليكمو
…
فقد كان ميمونَ النقيبةِ أَزْهَرَا)
(أتاكم بخط الجَزْمِ حتى حفظتمو
…
من المال ما قد كان شتى مبعثرا)
(وأتقنتمو ما كان بالمال مُهمَلاً
…
وطامنتمو ما كان منه منفرا)
(فأجريتمُ الأقلام عَوْداً وبَدأةً
…
وضاهيتمو كتَّاب كسرى وقيصرا)
(وأُغْنيتمو عن مُسْنِد الحي حِمْير
…
وما زَبَرت في الصحف أقيال حميرا)
وقال الجوهري في الصِّحاح: قال شَرْقي بن القَطامي: إن أول من وضع خطنا هذا رجال من طي منهم مرامر ابن مرة قال الشاعر: [// من الكامل //]
(تعلمت باجاد وآل مرامر
…
وسودت سربالي ولست بكاتب)
وإنما قال: آل مرامر لأنه قد سمى كل واحد من أولاده بكلمة من أبي جاد وهم ثمانية.
وقال أبو سعيد السِّيرافي:
فصَّل سيبويه بين أبي جاد وهوَّز وحطي فجعلهن عربيات، وبين البواقي فجعلهن أعجميات.
وكان أبو العباس يجيز أن يكون كلهن أعجميات، وقال من يحتج لسيبويه: جعلهن عربيات لأنهن مفهومات المعاني من كلام العرب، وقد جرى أبو جاد على لفظ لا يجوز أن يكون إلا عربيا تقول: هذا أبو جاد، ورأيت أبا جاد، وعجبت من أبي جاد.
قال أبو سعيد: ولا تبعد فيها العجمة لأن هذه الحروف عليها يقع تعليم الخط بالسرياني وهي معارف.
وقال المسعودي في تاريخه: قد كان عدة أمم تفرقوا في ممالك متصلة منهم المسمى بأبي جاد، وهوَّز، وحطي، وكلمن، وسعفص، وقرشيات، وهم بنو المحصن بن جندل بن يصعب بن مدين بن إبراهيم الخليل عليه السلام.
وأحرف الجُمَّل هي أسماء هؤلاء الملوك وهي الأربعة والعشرون حرفا التي عليها حساب الجُمَّل، وقد قيل في هذه الحروف غير ذلك فكان أبجد ملك مكة وما يليها من الحجاز، وكان هوز وحطي ملكين بأرض الطائف، وما اتصل بها من أرض نجد، وكلمن وسعفص وقرشيات ملوكا بمدين، وقيل: ببلاد مضر، وكان كلمن على أرض مدين وهو ممن أصابه عذاب يوم الظُّلَّة مع قوم شعيب وكانت جارية ابنته بالحجاز، فقالت ترثي كلمن أباها بقولها:[// من مجزوء الرمل //]
(كلَمُونٌ هدَّ رُكني
…
هلكه وسْط المحلَّهْ)
(سيد القوم أتاه الحتف
…
ثَاوٍ وَسْطَ ظُلَّهْ)
(كونت نارا فأضحت
…
دار قومي مُضْمَحِله)
وقال المنتصر بن المنذر المديني: [// من الطويل //]
(ألا ياشعيب قد نطقت مقالة
…
أتيت بها عمرا وحي بني عمرو)
(هُمُ ملكوا أرض الحجاز بأوْجُه
…
كمثل شعاع الشمس في صورة البدر)
(وهُمْ قَطنوا البيت الحرام وزينوا
…
قطورا وفازوا بالمكارم والفخر)
(ملوك بني حطي وسعفص في الندي
…
وهوز أرباب الثَّنِية والحِجر)
وقال الخطيب في المتفق والمفترق: أخبرنا علي بن المحسن التنوجي: حدثنا أحمد بن يوسف الأزرق، أخبرنا عمي إسماعيل بن يعقوب بن إسحاق بن البهلول، حدثني أبو الفوارس بن الحسن بن منبه بن أحمد اليربوعي، حدثنا يحيى بن محمد بن حشيش المغربي القرشي، حدثنا عثمان بن أيوب من أهل المغرب، حدثنا بهلول بن عبيد التجيي، عن عبد الله بن فروخ عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم عن أبيه قال: قلت لابن عباس: معاشرَ قريش من أين أخذتم هذا الكتاب العربي قبل أن يُبعث محمد صلى الله عليه وسلم تجمعون منه ما اجتمع، وتفرقون منه ما افترق مثل الألف واللام قال: أخذناه من حرب بن أمية.
قال: فممن أخذه حرب قال: من عبد الله بن جُدْعان، قال: فممن أخذه ابن جُدعان قال: من أهل الأنبار، قال: فممن أخذه أهل الأنبار قال: من أهل الحيرة قال فممن أخذه أهل الحيرة قال: من طارىء طرأ عليهم من اليمن من كندة.
قال: فممن أخذه ذلك الطارىء قال: من الخفلجان بن الوهم كاتب الوحي لهود عليه السلام.
وفي فوائد النَّجَيْرَميّ بخطه:
قال عيسى بن عمر النحوي: أملى عليَّ ذو الرُّمة شعرا، فبينا أنا أكتبه إذ قال لي: أصلح حرف كذا وكذا فقلت له: إنك لا تخط، قال: أجل، قدم علينا عراقي لكم، فعلم صبياننا فكنت أخرج معه في ليالي القمر، فكان يخط لي في الرمل فتعلمته.
وقال القالي في أماليه: حدثني أبو المياس قال، حدثني أحمد بن عبيد بن ناصح، قال: قال الأصمعي: قيل لذي الرُّمة: من أين عرفتَ الميم لولا صِدْقُ مَنْ يَنْسُبُك إلى تعليم أولاد الأعراب في أكتَاف الإبل فقال: والله ما عرفتُ الميم، إلا أني قدِمت من البادية إلى الريف، فرأيت الصبيان وهم يجوزون بالفِجْرم في الأُوَق، فوقفت حِيالهم أنظر
إليهم، فقال غلام من الغِلمة: قد أزَّفتم هذه الأوقة، فجعلتموهما كالميم، فقام غلام من الغِلمة فوضع فمه في الأُوقة فَنَجْنَجه، فأفْهقها، فعلمت أن الميم شيء ضيق فشبهت عين ناقتي به، وقد اسلَهمَّت وأعيت.
قال أبو المياس. الفِجْرم: الجوز.
قال القالي: ولم أجد هذه الكلمة في كتب اللغويين ولا سمعتها من أحد من أشياخنا غيره.
والأُوقة: الحفرة، وقوله: أزَّفتم أي ضيقتم.
ونجنجه: حركه، وأفهقها: ملأها والمسلهم: الضامر المتغير.
فائدة قال الزَّجاجي في شرح أدب الكاتب: روي عن ابن عباس في قوله تعالى: {أو أثا} ة مِنْ عِلْمٍ، قال: الخط الحسن.
وقال تعالى حكاية عن يوسف عليه السلام: اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الأرْض إنِّي حَفِيظٌ عَلِيم قال: كاتب حاسب.
وقال تعالى: يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ.
قال بعض المفسرين: هو الصوت الحسن.
وقال بعضهم: هو الخط الحسن.
وقال صاحب كتاب زاد المسافر: الخط لليد لسان، وللخَلَدِ تَرجمان، فرداءَته زَمَانة الأدب، وجودته تبلغ بصاحبه شرائف الرتب، وفيه المرافق العظام التي مَنّ الله بها على عباده فقال جل ثناؤه: وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بالْقَلَم.
وروي جبير
عن الضحاك في قوله تعالى: {عَلَّمَهُ الْبَيَان} .
قال: الخط، وقيل في قوله تعالى:{إنِّي حَفِيظٌ عَلِيم} : أي كاتب حاسب وهو لمحة الضمير، ووحي الفكر، وسفير العقل، ومستودع السر، وقيد العلوم والحِكم، وعنوان المعارف، وترجمان الهمم وأما قول الشيباني: ما استجدنا خط أحد إلا وجدنا في عوده خَوَراً.
فهل يسف إليه الفقهاء، ويتجافى عنه الكتاب والبلغاء ولإيثاره أبينه، حرم أجوده وأحسنه.
ولما أعجب المأمون بخط عمرو بن مسعدة قال له: يا أمير المؤمنين، لو كان الخط فضيلة لأوتيه النبي صلى الله عليه وسلم.
ولئن سر بما قاله عن ابن عباس فقد أنكره عليه كثير من عقلاء الناس، إذ الأنبياء عليهم السلام يلجلون عن أشياء ينال غيرهم بها خصائص المراتب، ويُحْرِز بالانتماءِ إليها عقائل المواهب.
ومن أهل الجاهلية نفر ذو عدد كانوا يكتبون، والعرب إذ ذاك من عز بز منهم بشر بن عبد الملك صاحب دُومة الجنْدَل، وسفيان بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، أبو قيس بن عبد مناف بن زهرة، وعمرو بن عمرو بن عدس.
وممن اشتهر في الإسلام بالكتابة من عِلْية الصحابة عمر، وعثمان، وعلي، وطلحة، وأبو عبيدة وأبي بن كعب وزيد بن ثابت، ويزيد بن أبي سفيان.
وأقسم بالقلم في الكتاب الكريم.
وأحسن عدي حيث شبه به قرن الرِّيم // من الكامل //:
(تُزْجِي أغَنَّ كأنَّ إبْرَةَ رَوْقِهِ
…
قَلَمٌ أصاب من الدّوَاة مِدَادَهَا) وهو أمضى بيد الكاتب من السيف بيد الكميَّ، وقد أصاب ابن الرومي // من البسيط // في قوله شاكلة الرمي:
(كذا قضى الله للأقلام إذْ بُرِيَتْ
…
أن السيوف لها مذ أُرْهِفْت خَدَمُ) وكان المأمون يقول: لله دَرُّ القلم كيف يحوك وشي المملكة ووصفه عبد الله بن المعتز فقال: