المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌باب القول على الخط العربي وأول من كتب به - المزهر في علوم اللغة وأنواعها - جـ ٢

[الجلال السيوطي]

فهرس الكتاب

- ‌معرفة الأشْباه والنظائر

- ‌ذكر أبنية الأسماء وحصرها

- ‌القول في جملة الأسماء

- ‌ألحق بها في الوزن ومُثُل مما ألحق

- ‌ذكر أبنية الأفعال

- ‌ذِكْر نوادرَ من التأليف

- ‌ذكر ضوابط واستثناءات في الأَبنية وغيرها

- ‌ فُعِل

- ‌أفعلاء

- ‌يفعول

- ‌‌‌مفعل

- ‌مفعل

- ‌مفعول

- ‌فعيل

- ‌ مُ‌‌فعول

- ‌فعول

- ‌فعلال

- ‌فعلال

- ‌‌‌‌‌فعلاء

- ‌‌‌فعلاء

- ‌فعلاء

- ‌‌‌فعلى

- ‌فعلى

- ‌أفعل

- ‌مفعل

- ‌‌‌أفعل

- ‌أفعل

- ‌أفعال

- ‌‌‌إفعلان

- ‌إفعلان

- ‌‌‌أفعلاء

- ‌أفعلاء

- ‌أفعلى

- ‌فاعال

- ‌أفنعل

- ‌فعاعيل

- ‌فعيل

- ‌‌‌فعلان

- ‌فعلان

- ‌فعلاء

- ‌فوعال

- ‌فعولاء

- ‌فعلن

- ‌تفعل

- ‌فيعل

- ‌ فعيل

- ‌فعليل

- ‌فعلل

- ‌فوعل

- ‌فعيل

- ‌فعلول

- ‌فعول

- ‌يفعيل

- ‌فعاويل

- ‌فيعلون

- ‌فعالوة

- ‌تعاقب النون والراء

- ‌اجتماع ثلاث واوات

- ‌فعل يفعل المضاعف

- ‌‌‌فعلة وفعل

- ‌فعلة وفعل

- ‌فعيل تجمع أفعال

- ‌‌‌‌‌فعلل

- ‌‌‌فعل

- ‌فعل

- ‌مصدر

- ‌‌‌‌‌‌‌فعلل

- ‌‌‌‌‌فعلل

- ‌‌‌فعلل

- ‌فعل

- ‌فعل)

- ‌فعلى

- ‌فعلل

- ‌‌‌‌‌فعلال

- ‌‌‌فعلال

- ‌فعل

- ‌فعلليل

- ‌يفتعول

- ‌فعلياء

- ‌ المقصور والممدود

- ‌فعالان

- ‌فعلوت

- ‌فعلوتى

- ‌فعلوة

- ‌فعلأوة

- ‌فعيل يأتي مؤنثه فعلاء

- ‌فعيل المضاعف جمعه فعلاء

- ‌فعال وفعيل

- ‌تعاقب الراء واللام

- ‌فعل واوي

- ‌تعاقب الباء والميم

- ‌فاعولاء

- ‌فاء الفعل وعينه واحد

- ‌تأنيث مفعيل

- ‌فعل المتعدي الصحيح

- ‌‌‌‌‌مفعل

- ‌‌‌مفعل

- ‌مفعل

- ‌فعل يفعل

- ‌مفعل

- ‌فعلى

- ‌فعال

- ‌فعول

- ‌المضاعف مكسور العين في المضارع

- ‌فعللى

- ‌فواعل جمع مذكر

- ‌فعال جمع فعلاء

- ‌فعلان

- ‌فاعلته مفاعلة

- ‌فعل فعلا

- ‌فعلت الشيء ففعل

- ‌أفعل فهو فاعل

- ‌تعاقب الواو والياء

- ‌مفعل

- ‌فعال من أفعل يفعل

- ‌فعيل من أفعل

- ‌الجمع على مثال فعول

- ‌فعل المضاعف

- ‌التصغير بالألف

- ‌تصغير جيرأن

- ‌الأل

- ‌الواو

- ‌فعال وجمعه فواعل

- ‌فعل ي‌‌فعل فعلا

- ‌فعل فعلا

- ‌أفعل

- ‌مصدر المرة

- ‌اجتماع ثلاثة أحرف من جنس واحد

- ‌أفعل فهو مفعل

- ‌مفعول

- ‌فعلول وفعلال

- ‌فعل ثلاثي العين فعل فعل وفعل

- ‌تفاعل

- ‌فعل فهو فاعل

- ‌أفعل الشيء وفعلته

- ‌أفعل فهو فاعل

- ‌أفعلة فهو مفعول

- ‌تفعلة

- ‌زيادات الاسم

- ‌رجل أفعل وفعل

- ‌مفعول على فعل

- ‌فعيل وفعال وفعال

- ‌جمع المقصور على أفعلة

- ‌اسم ممدود وجمعه ممدود

- ‌مصدر على عشرة ألفاظ

- ‌مصدر على تسعة ألفاظ

- ‌كلمات وردت مهموزة وغير مهموزة

- ‌فعلليل

- ‌مفعول

- ‌فعلاء صفة

- ‌فعلانة صفة

- ‌نفعال

- ‌تعدد الألفاظ ومعنى واحد

- ‌فعلة تجمع على فواعل

- ‌فعل وفعلة

- ‌فعلة ومابشبهها

- ‌‌‌فعلة من ذوات الواو والياء

- ‌فعل

- ‌فعلل

- ‌جمع‌‌ أفعلوفعلاء على فعل

- ‌ أفعل

- ‌جمع فعال على فعل

- ‌تخفيف المفتوح

- ‌فواعلة

- ‌ياء التصغير

- ‌لفظ المؤنث للمذكر

- ‌فعللان للمذكر

- ‌تثنية تشبه الجمع

- ‌اسم الفاعل من استفعل وأفعل

- ‌اسم مفعول على وزن فاعل

- ‌فعول جمعه فعول

- ‌قلب الجيم ياء

- ‌فعل وفعل

- ‌فاعل بمعنى مفعول

- ‌فعل وفعل

- ‌مادة زدر

- ‌جمع الجمع ست مرات

- ‌كنا نحو كذا

- ‌فعلول

- ‌فعلان

- ‌إتباع فعيل

- ‌الهمزة في الأصوات

- ‌فعال

- ‌الأسماء على وزن فعل محذوفة العين

- ‌بقم

- ‌إفعل

- ‌أوقف

- ‌فعل يفعل

- ‌تفعال

- ‌فعل

- ‌وجد يجد ويجد

- ‌مفيعل في غير التصغير

- ‌فعل

- ‌فعنل وتفعنل

- ‌الشاذ من تثنية المقصور

- ‌إبدال الضاد ذالا

- ‌فعل وفعل وفعل من المضاعف

- ‌الفعل الثلاثي الصحيح

- ‌مصادر الثلاثي

- ‌المصدر الميمي

- ‌الصفات الألوان

- ‌صفات على أفعل لا فعل لها

- ‌فعال

- ‌الصفات على وزن‌‌ فعلى

- ‌ فعلى

- ‌فعول فعول

- ‌ما آخره ال أوايل

- ‌فعل ثانيه واو

- ‌الفعيلى

- ‌النسب غير المشدد

- ‌‌‌فعل يفعل

- ‌فعل يفعل

- ‌إبدال الهمزة والواو

- ‌فعلى

- ‌فعلى

- ‌مواد مهملة

- ‌مفعل ومفعل

- ‌أفعال للمفرد

- ‌إفعال غير مصدر

- ‌الجمع ينقص عن واحده

- ‌فعالة

- ‌فعالى

- ‌تعاقب اللام والراء

- ‌‌‌‌‌فعلاء

- ‌‌‌فعلاء

- ‌فعلاء

- ‌فعال وفعال في الأصوات

- ‌فعول واوي اللام

- ‌فعل يفعل

- ‌فعال لأسماء الأدواء

- ‌فعيل لفعل

- ‌المضاعف المتعدي

- ‌فعل وفعل

- ‌جمع فعل على فعل

- ‌المعدول عن الرباعي

- ‌العدد

- ‌مفعل من المعتل

- ‌خليق به

- ‌فعلع

- ‌المضاعف اللازم والمتعدي

- ‌تصغير الفعل

- ‌نعت المذكر على فعلى

- ‌سيد وسادة وسري وسراة

- ‌مؤنث فعلة

- ‌مؤنث فعلان

- ‌أفعل

- ‌مفعول ومفعول

- ‌يفعول

- ‌تفعول وتفعول

- ‌فعلول وفعلول

- ‌فعل جمع فاعل

- ‌فاعل

- ‌فعلان ليس مصدارا

- ‌فعل ليس جمعا

- ‌ويح وما يشبهه

- ‌إضافة وحد

- ‌فعال جمعا لأفعل

- ‌فعلاء صفة للواحدة

- ‌جمع فعل على أفعل

- ‌أفعل غير جمع

- ‌فعلل

- ‌المقصور المنون

- ‌ فَعْلى

- ‌فاعلى

- ‌فعولى وفعنللى

- ‌فعلنى

- ‌‌‌مفعلي

- ‌مفعلي

- ‌فعللى

- ‌فعلنى

- ‌إفعلى

- ‌مفعلي

- ‌فعنلنى

- ‌فعلالاء

- ‌أفعلاء

- ‌فعللا

- ‌فعال

- ‌فعاللا

- ‌أفعلاء وأفعلاوى

- ‌فوعلاء

- ‌ذكر ما جاء في فُعالة

- ‌ذكر ما جاء على فَعَنْلَى

- ‌ذكر ما جاء على فُعَالَى

- ‌ذكر ما جاء على فَاعُول

- ‌ذكر ما جاء على أُفْعُول

- ‌ذكر ما جاء على أُفْعُولة

- ‌ذكر ما جاء على فَعُول

- ‌ذكر ما جاء على فعُولة

- ‌ذكر ما جاء على فَعَال - (بالفتح والتخفيف)

- ‌ذكر فَعالِ (المبني على الكسر)

- ‌ذكر فُعَلِل وفُعَالِل

- ‌ذكر ما جاء على فَعَوْعَل من المقصور

- ‌ذكر ما جاء على تفْعال

- ‌ذكر ما جاء على فَيْعَل

- ‌ذكر ما جاء على فَيْعال

- ‌ذكر ما جاء على فَوْعال

- ‌ذكر ما جاء على فَوْعَل)

- ‌ذكر فِعِّيل وفِعِّيلى

- ‌ذكر فُعلَاء (بالضم والمد

- ‌ذكر إفْعِيل

- ‌ذكر فَعْلَلِيل وَفَنْعَلِيلِ

- ‌ذكر فُعَل - المعدول

- ‌ذكر فُعاليَة - بالضم وتخفيف الياء

- ‌ذكر فَعالِية - بفتح الفاء وتخفيف الياء

- ‌ذكر ما جاء من المصادر على تَفْعِلة

- ‌ذكر يَفْعُول

- ‌ذكر تَفْعول

- ‌ذكر فُعَلة في الأسماء

- ‌ذكر فُعَلَة في النعت

- ‌ذكر فِعَلْنَة

- ‌ذكر ما جاء على فعْلَلُول

- ‌ذكر ما جاء على فَيْعَلُول

- ‌ذكر الألفاظ التي استعملت معرفة لا تدخلها الألف واللام وعكسه

- ‌ذكر الألفاظ التي لا تستعمل إلا في النفي

- ‌ذكر الأسماء التي لا يتصرف منها فعل

- ‌ذكر الألفاظ التي وردت مثناة

- ‌ذكر المثنى على التغليب

- ‌ذكر الألفاظ التي وردت بصيغة الجمع والمعني بهما واحد أو اثنان

- ‌ذكر المثنى الذي لا يعرف له واحد

- ‌ذكر الجموع التي لا يعرف لها واحد

- ‌ذكر الألفاظ التي معناها الجمع ولا واحد لها من لفظها

- ‌ذكر ما يفرد ويثنى ولا يجمع

- ‌ذكر ما يفرد ويجمع ولا يثنى

- ‌ذكر ما لا يثنى ولا يجمع

- ‌ذكر ما اشتهر جمعه وأشكل واحده

- ‌ذكر ما اشتهر واحده وأشكل جمعه

- ‌ذكر ما استوى واحده وجمعه

- ‌ذكر المجموع على التغليب

- ‌ذكر ما جاء بالهاء من صفات المذكر

- ‌ذكر ما جاء من صفات المؤنث من غير هاء

- ‌خاتمة

- ‌ذكر ما يستوي في الوصف به المذكر والمؤنث

- ‌ذكر إناث ما شهر منه الذكور

- ‌ذكر ذكور ما شهر منه الإناث

- ‌ذكر الأسماء المؤنثة التي لا علامة فيها للتأنيث

- ‌ذكر الأسماء التي تقع على المذكر والأنثى وفيها علامة التأنيث

- ‌ذكر ما يذكر ويؤنث

- ‌ذكر الأسماء التي جاء مفردها ممدودا وجمعها مقصورا

- ‌فعْلاء في الأسماء

- ‌فَعْلاءُ جمع فَعَلَة

- ‌فَعْلاء صفة لا أفْعل لها

- ‌ذكر الأفعال التي جاءت على لفظ ما لم يسم فاعله

- ‌خاتمة

- ‌ذكر الأفعال التي تتعدى ولا تتعدى

- ‌ذكر ما أتى على فاعل وتفاعل من جانب واحد

- ‌ذكر ألفاظ جاءت بلفظ المفرد ولفظ المثنى

- ‌ذكر ما اتفق في جمعه على فُعُول وفِعَال

- ‌ذكر الألفاظ التي أوائلها مفتوح وأوائل أضدادها مكسور

- ‌ذكر الألفاظ التي جاءت بوجهين في المعتل

- ‌ذكر الألفاظ المفردة التي جاءت على فِعَلة - بكسر الفاء وفتح العين

- ‌ذكر أبنية المبالغة

- ‌ذكر الألفاظ التي تقال للمجهول

- ‌ذكر الألفاظ التي سقط فاؤها وعوض منها الهاءُ أخيرا

- ‌ذكر الألفاظ التي جيء بها توكيدا مشتقة من اسم المؤكد

- ‌ذكر ما جاء على لفظ المنسوب

- ‌طرائف النسب

- ‌ذكر ما ترك فيه الهمز وأصله الهمز وعكسه

- ‌ذكر الألفاظ التي وردت على هيئة المصغر

- ‌ذكر الألفاظ التي زادوا في آخرها الميم

- ‌ذكر الألفاظ التي زادوا في آخرها اللام

- ‌ذكر الألفاظ التي زادوا في آخرها النون

- ‌ذكر ما يقال أفْعله فهو مفعول

- ‌ذكر أيمان العرب

- ‌باب ما يدعي به عليه

- ‌ذكر الألفاظ التي بمعنى جميعا

- ‌ذكر باب هيِّن وهيْن

- ‌ذكر الألفاظ التي اتفق مفردها وجمعها وغيِّر الجمع بحركة

- ‌ذكر ما يقال فيه قد فعل نفسه

- ‌ذكر باب مالَ ومالَة

- ‌ذكر المجموع بالواو النون من الشواذ

- ‌ذكر فاعل بمعنى ذي كذا

- ‌ذكر ألفاظ اختلف فيها لغة الحجاز ولغة تميم

- ‌حديث عيسى بن عمر الثقفي مع أبي عمرو بن العلاء في إعراب ليس الطيب إلا المسك

- ‌ذكر الأفعال التي جاءت لاماتها بالواو وبالياء

- ‌ذكر الفرق بين الضاد والظاء

- ‌ذكر جملة من الفروق

- ‌النوع الحادي والأربعون

- ‌معرفة آداب اللغوي

- ‌الكتابة العلوم

- ‌الرحلة في طلب العلم

- ‌حفظ الشعر وروايته

- ‌تفهم المعاني

- ‌التثبت في المعاني والرواية

- ‌الرفق بمن يؤخذ عنهم

- ‌رتبة الحافظ

- ‌وظائف الحافظ

- ‌ذكر من سئل من علماء العربية عن شيء فقال لا أدري

- ‌شكر العلم عزوه إلى قائله

- ‌ذكر من ظن شيئا ولم يقف فيه على الرواية فوقف عن الإقدام عليه

- ‌الرجوع عن الخطأ

- ‌ذكر من قال قولا ورجع عنه

- ‌مناقشة آراء العلماء

- ‌السكوت عن الجواب

- ‌التثبت في تفسير غريب القرآن

- ‌التثبت في تفسير غريب الحديث

- ‌ذكر من عجز لسانه عن الإنابة عن تفسير اللفظ فعدل إلى الإشارة والتمثيل

- ‌التنبيه على الرأي المخالف

- ‌التَّحَرِّي في الفتوى

- ‌تتمة وظائف الحافظ

- ‌ذكر التثبت إذا شك في اللفظة: هل من قول الشيخ أو رواها عن شيخه

- ‌ذكر التَّحَرِّي في الرواية والفرق بين مثله ونحوه

- ‌ذكر كيفية العمل عند اختلاف الرواة

- ‌ذكر التلفيق بين روايتين

- ‌ذكر من روى الشعر فحرفه ورواه على غير ما روت الرواة

- ‌من آداب الرواية

- ‌ذكر طرح الشيخ المسألة على أصحابه ليفيدهم

- ‌امتحان علم الوافدين

- ‌ذكر من سمع من شيخه شيئا فراجعه فيه أو راجع غيره ليتثبت أمره

- ‌النوع الثاني والأربعون

- ‌معرفة كتابة اللغة

- ‌باب القول على الخط العربي وأول من كتب به

- ‌النوع الثالث والأربعون

- ‌خاتمة

- ‌ذكر بعض ما أخذ على كتاب العين من التصحيف

- ‌ذكر ما أخذ على صاحب الصِّحاح من التصحيف

- ‌النوع الرابع والأربعون

- ‌معرفة الطبقات والحفاظ والثقات والضعفاء

- ‌النوع الخامس والأربعون

- ‌معرفة الأسماء والكُنى والألقاب والأنساب

- ‌الأول في معرفة اسم من اشتهر بكنيته أو لقبه أو نسبه

- ‌القسم الثاني فيما يتعلق بشعراء العرب الذين يحتج بهم في العربية

- ‌الفصل الثاني في معرفة كنية من اشتهر باسمه أو لقبه أو نسبه

- ‌الفصل الثالث في معرفة الألقاب وأسبابها

- ‌ذكر من لُقِّب ببيت شعر قاله

- ‌ذكر من تَعَدَّدَتْ أسماؤُه أو كناه أو ألقابه

- ‌الفصل الرابع في معرفة الأنساب

- ‌القسم الأول المنسوب إلى القبيلة صريحا

- ‌القسم الثاني المنسوب إلى القبيلة ولاء

- ‌القسم الثالث المنسوب إلى البلد والوطن

- ‌القسم الرابع المنسوب إلى جد له

- ‌القسم الخامس المنسوب إلى لباسه

- ‌القسم السادس من نُسِب إلى اسمه واسم أبيه

- ‌القسم السابع من نُسِب إلى مَن صَحِبه

- ‌القسم الثامن مَن نُسِب إلى مالك غير مُعْتِق

- ‌القسم التاسع من نسب إلى بعض أعضائه لكبره

- ‌القسم العاشر مَن نُسِب إلى أمه

- ‌النوع السادس والأربعون

- ‌معرفة المؤتلف والمختلف

- ‌الفصل الأول: أئمة اللغة والنحو

- ‌الفصل الثاني: فيما يتعلَّق بشُعَرَاء العرب

- ‌الفصل الثالث: فيما يتعلق بالقبائل

- ‌النوع السابع والأربعون

- ‌معرفة المُتفق والمفْترق

- ‌الفصل الأول: أئمة اللغة والنحو

- ‌فائدة

- ‌الفصل الثاني فيما يتعلَّق بشعراء العرب

- ‌الفصل الثالث فيما يعلق بالقبائل

- ‌النوع الثامن والأربعون

- ‌معرفة المواليد والوفيات

- ‌النوع التاسع والأربعون

- ‌معرفة الشعر والشعراء

- ‌بدايات الشعر

- ‌رحلة الشعر في القبائل

- ‌اختلاف العلماء في أولية الشعر

- ‌الشعراء المشهورون

- ‌الشعراء المقلون

- ‌الشعراء المغلبون

- ‌طبقات الشعراء

- ‌فائدة

- ‌النوع الخمسون

- ‌معرفة أغلاط العرب

- ‌فصل

- ‌أكاذيب العرب

- ‌خاتمة الكتاب

- ‌خطبة لأعرابي

- ‌اجتماع عامر بن الظَّرِب وحُمَمة بن رافع عند ملك من ملوك حمير وتساؤلهما عنده

- ‌استرفاد أعرابي

- ‌امتحان أب أولاده

- ‌وصف المطر لبعض الأعراب

- ‌حديث قَيْس بن رفاعة مع الحارث بن أبي شِمْر الغَسَّاني

- ‌حديث لأعرابي

- ‌وصف السنة المجدبة

- ‌وصف آخر للسنة المجدبة

- ‌أعرابي يصف فرسا

- ‌حديث لغلام

- ‌حديث الرواد

- ‌أحوال الهلال

- ‌أسجاع العرب في الأنواء

- ‌حديث أم زَرْع

- ‌حديث في وصف الخيل

- ‌حديث أم الهيثم

- ‌ابنة الخس. . وخير الأشياء

- ‌حديث لابنة الخُسّ

- ‌ضب ابنة الخُسّ

- ‌خير النساء وشرهن

- ‌صفات الإبل

- ‌أحسن شيء عند ابنة الخس

- ‌مخاض الناقة

- ‌مائة من المعز والإبل والضأن والجمال

- ‌أعمار الإبل وإلقاحها

- ‌حديث أم الهيثم

- ‌سؤال عن عُدّة الشتاء

- ‌نادرة

- ‌غلام يصف عنزا

- ‌أكرم الإبل

- ‌فتيات يصفن رواحل آبائهن

الفصل: ‌باب القول على الخط العربي وأول من كتب به

‌باب القول على الخط العربي وأول من كتب به

يروى أن أول من كتب الكتاب العربي والسرياني والكتب كلها آدمُ عليه السلام قبل موته بثلثمائة سنة.

كتبها في طين وطبخه، فلما أصاب الأرضَ الغرقُ وجد كل قوم كتابا فكتبوه، فأصاب إسماعيل عليه السلام الكتاب العربي.

قلت: هذا الأثر أخرجه ابن أشْتَة في كتاب المصاحف بسنده عن كعب الأحبار.

ثم قال ابن فارس

وكان ابن عباس يقول: أول من وضع الكتاب العربي إسماعيل عليه السلام وضعه على لفظه ومنطقه.

قلت: هذا الأثر أخرجه ابن أَشْتَة والحاكم في المستدرك من طريق عكرمة عن ابن عباس، وزاد أنه كان موصولا حتى فرقه بين ولده، يعني أنه وصل فيه جميع الكلمات ليس بين الحروف فرق هكذا: بسم الله الرحمن الرحيم.

ثم فرقه بين ابنيه هميسع وقيذر.

ثم قال ابن فارس: والروايات في هذا الباب تكثر وتختلف.

قلت: ذكر العسكري عن الأوائل في ذلك اقوالا فقال: أول من وضع الكتاب العربي إسماعيل عليه السلام، وقيل مُرَامِر بن مُرَّة، وأسلم بن جَدَرَة وهما من أهل الأنبار، وفي ذلك يقول الشاعر:[// من الكامل //]

(كتبت أبا جاد وحُطِّي مرامر

وسودت سربالي ولست بكاتب)

ص: 293

وقيل: أول من وضعه، أبجدُ وهوز وحطي وكلمن وسعفص وقرشت، وكانوا ملوكا فسمي الهجاء بأسمائهم.

وأخرج الحافظ أبو طاهر السلفي في الطيوريات بسنده عن الشعبي قال: أول العرب الذي كتب بالعربية حرب بن أمية بن عبد شمس، تعلم من أهل الحيرة، وتعلم أهل الحيرة من أهل الأنبار.

وقال أبو بكر بن أبي داوود في كتاب المصاحف: حدثنا عبد الله بن محمد الزهري حدثنا سفيان عن مجالد عن الشعبي قال: سَألْنَا المهاجرين من أين تعلمتم الكتابة قالوا: تعلمنا من أهل الحيرة.

وسألنا أهل الحيرة: من أين تعلمتم الكتابة قالوا: من أهل الأنبار.

ثم قال ابن فارس: والذي نقوله فيه: إن الخط توقيف وذلك لظاهر قوله تعالى: الذي علم بالقلم علم الإنسان مالم يَعْلَمْ.

وقوله تعالى: {ن وَالْقَلَمِ ومَا يَسْطُرُونَ} .

وإذا كان كذا فليس ببعيد أن يوَقَّف آدم عليه السلام أو غيرُه من الأنبياء عليهم السلام على الكتاب فأما أن يكون مخترع اخترعه من تلقاء نفسه فشيء لا يُعْلَم صحته إلا من خبر صحيح.

قلت يؤيد ما قاله من التوقيف ما أخرجه ابنُ أَشْتَة من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس قال أول كتاب أنزله الله من السماء أبو جاد وأخرج الإمام أحمد بن حنبل في مسنده عن أبي ذر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أول من خط بالقلم إدريس عليه السلام) .

قال ابن فارس: وزعم قوم أن العرب العَارِبَة لم تعرف هذه الحروف بأسمائها، وأنهم لم يعرفوا نحوا ولا إعرابا، ولا رفعا ولا نصبا ولا همزا، قالوا: والدليل على ذلك ما حكاه بعضهم

ص: 294

عن بعض الأعراب أنه قيل له: أتهمز إسرائيل فقال: إني إذن لرجل سواء قالوا: وإنما قال ذلك لأنه لم يعرف من الهمز إلا الضغط والعصر.

وقيل لآخر: أتجرُّ فلسطين فقال: إني إذن لقوي قالوا:

وسمع بعض فصحاء العرب ينشده: [// من الرجز //]

(نحن بني عَلْقَمَة الأخيارا)

فقيل له: لم نصبت بَني فقال: ما نصبته، وذلك أنه لم يعرف من النصب إلا إسناد الشيء.

قالوا:

وحكى الأخفش عن أعرابي فصيح أنه سُئل أن ينشد قصيدة على الدال فقال: وما الدال وحكي أن أبا حية النميري سئل أن ينشد قصيدة على الكاف فقال: [// من الوافر //]

(كفى بالنأي من أسماءَ كافِ

وليس لحبها إذ طال شاف)

قال ابن فارس: والأمر في هذا بخلاف ما ذهب إليه هؤلاء، ومذهبنا فيه التوفيق فنقول: إن أسماء هذه الحروف داخلةٌ في الأسماء التي أعلم الله تعالى أنه علمها آدم عليه السلام وقد قال تعالى {عَلَّمَهُ الْبَيَان} فهل يكون أولُ البيان إلا علم الحروف التي يقع بها البيان ولم لا يكون الذي علم آدم الأسماء كلَّها هو الذي علمه الألف والباء والجيم والدال فأما من حكى عنه الأعراب الذين لم يعرفوا الهمز والجر

ص: 295

والكاف والدال، فإنا لم نزعم أن العرب كلها مَدراً ووبرا قد عرفوا الكتابة كلَّها، والحروف أجمعها، وما العرب في قديم الزمان إلا كنحن اليوم، فما كل أحد يعرف الكتابة والخط والقراءة.

وأبو حية كان أمس وقد كان قبله بالزمن الأطول من كان يعرف الكتابة ويخط ويقرأ، وكان في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كاتبون، منهم: عثمان وعلي وزيد وغيرهم، وقد عرضت المصاحف على عثمان فأرسل بكَتِفِ شاة إلى أبي ابن كعب فيها حروف فأصلحها، أفيكون جهل أبي حية بالكتابة حجة على هؤلاء الأئمة والذي نقوله في الحروف هو قولنا في الإعراب والعروض، والدليل على صحة هذا وأن القوم قد تَداولوا الإعراب أنا نستقرىء قصيدة الحطيئة التي أولها:[// من مجزوء الكامل //]

(شاقتكَ أظعان لليلى

دون ناظرةٍ بواكرْ)

(فنجد قوافيها كلها عند الترنم والإعراب تجيء مرفوعة، ولولا علم الحطيئة بذلك لأشبه أن يختلف إعرابها، لأن تساويها في حركة واحدة اتفاقا من غير قصد لا يكاد يكون.

فإن قال قائل: فقد تواترت الروايات بأن أبا الأسود أولُ من وضع العربية وأن الخليل أول من تكلم في العروض.

قيل له: نحن لا ننكر ذلك، بل نقول: إن هذين العِلْمين قد كانا قديما، وأتت عليهما الأيام وقلا في أيدي الناس، ثم جددهما هذان الإمامان.

وقد تقدم دليلنا في معنى الإعراب، وأما العروض فمن الدليل على أنه كان متعارفا معلوما قول الوليد بن المغيرة منكرا لقول من قال إن القرآن شعر: لقد عرضته على أقْرَاء الشعر، هَزَجِه ورَجَزه، وكذا وكذا، فلم أره يشبه شيئا من ذلك أفيقول الوليد هذا وهو لا يعرف بحور الشعر

وقد زعم ناس أن علوما كانت في القرون الأوائل، والزمن المتقادم، وأنها دَرَست وجددت منذ زمان قريب، وترجمت وأصلحت منقولة من لغة إلى لغة وليس ما قالوا ببعيد، وإن كانت تلك العلوم بحمد الله وحسن توفيقه مرفوضة عندنا.

فإن قال: قد سمعناكم تقولون: إن العرب فعلت كذا ولم تفعل كذا: من أنها لا تجمع بين ساكنين، ولا تبتدىء بساكن، ولا تقف على متحرك، وأنها تسمى الشخص الواحد بالأسماء الكثيرة، وتجمع الأشياء الكثيرة تحت الإسم الواحد.

ص: 296

قلنا: نحن نقول: إن العربَ تفعل كذا بعد ما وطأناه أن ذلك توقيف حتى ينتهى الأمر إلى الموقف الأول.

ومن الدليل على عِرْفان القدماء من الصحابة وغيرهم بالعربية كتابتُهم المصحف على الذي يعلله النحويون في ذوات الواو، والياء، والهمز، والمد، والقصر، فكتبوا ذوات الياء باليا، وذوات الواو بالألف، ولم يصوروا الهمزة إذا كان ما قبلها ساكنا في مثل: الخبء والدفء والملء فصار ذلك كله حجة، وحتى كره من كره العلماء ترك أتباع المصحف.

انتهى كلام ابن فارس.

وقال ابن دريد في أماليه:

أخبرني السكن بن سعيد عن محمد بن عباد عن ابن الكلبي عن عوانة قال: أول من كتب بخطنا هذا وهو الجزم مُرَامِر بن مُرّة وأسلم بن جَدَرَة الطائيان، ثم علموه أهل الأنبار، فتعلمه بِشْر بن عبد الملك أخو أكيدر بن عبد الملك الكندي صاحب دُومَة الجَنْدَل، وخرج إلى مكة، فتزوج الصهباء بنت حرب بن أمية أخت أبي سفيان، فعلم جماعة من أهل مكة، فلذلك كثر من يكت بمكة في قريش، فقال رجل من أهل دومة الجندل من كندة يَمنُّ على قريش بذلك:[// من الطويل //]

(لا تجْحَدوا نَعْمَاء بِشْرٍ عليكمو

فقد كان ميمونَ النقيبةِ أَزْهَرَا)

(أتاكم بخط الجَزْمِ حتى حفظتمو

من المال ما قد كان شتى مبعثرا)

(وأتقنتمو ما كان بالمال مُهمَلاً

وطامنتمو ما كان منه منفرا)

(فأجريتمُ الأقلام عَوْداً وبَدأةً

وضاهيتمو كتَّاب كسرى وقيصرا)

(وأُغْنيتمو عن مُسْنِد الحي حِمْير

وما زَبَرت في الصحف أقيال حميرا)

وقال الجوهري في الصِّحاح: قال شَرْقي بن القَطامي: إن أول من وضع خطنا هذا رجال من طي منهم مرامر ابن مرة قال الشاعر: [// من الكامل //]

(تعلمت باجاد وآل مرامر

وسودت سربالي ولست بكاتب)

ص: 297

وإنما قال: آل مرامر لأنه قد سمى كل واحد من أولاده بكلمة من أبي جاد وهم ثمانية.

وقال أبو سعيد السِّيرافي:

فصَّل سيبويه بين أبي جاد وهوَّز وحطي فجعلهن عربيات، وبين البواقي فجعلهن أعجميات.

وكان أبو العباس يجيز أن يكون كلهن أعجميات، وقال من يحتج لسيبويه: جعلهن عربيات لأنهن مفهومات المعاني من كلام العرب، وقد جرى أبو جاد على لفظ لا يجوز أن يكون إلا عربيا تقول: هذا أبو جاد، ورأيت أبا جاد، وعجبت من أبي جاد.

قال أبو سعيد: ولا تبعد فيها العجمة لأن هذه الحروف عليها يقع تعليم الخط بالسرياني وهي معارف.

وقال المسعودي في تاريخه: قد كان عدة أمم تفرقوا في ممالك متصلة منهم المسمى بأبي جاد، وهوَّز، وحطي، وكلمن، وسعفص، وقرشيات، وهم بنو المحصن بن جندل بن يصعب بن مدين بن إبراهيم الخليل عليه السلام.

وأحرف الجُمَّل هي أسماء هؤلاء الملوك وهي الأربعة والعشرون حرفا التي عليها حساب الجُمَّل، وقد قيل في هذه الحروف غير ذلك فكان أبجد ملك مكة وما يليها من الحجاز، وكان هوز وحطي ملكين بأرض الطائف، وما اتصل بها من أرض نجد، وكلمن وسعفص وقرشيات ملوكا بمدين، وقيل: ببلاد مضر، وكان كلمن على أرض مدين وهو ممن أصابه عذاب يوم الظُّلَّة مع قوم شعيب وكانت جارية ابنته بالحجاز، فقالت ترثي كلمن أباها بقولها:[// من مجزوء الرمل //]

(كلَمُونٌ هدَّ رُكني

هلكه وسْط المحلَّهْ)

(سيد القوم أتاه الحتف

ثَاوٍ وَسْطَ ظُلَّهْ)

(كونت نارا فأضحت

دار قومي مُضْمَحِله)

وقال المنتصر بن المنذر المديني: [// من الطويل //]

(ألا ياشعيب قد نطقت مقالة

أتيت بها عمرا وحي بني عمرو)

ص: 298

(هُمُ ملكوا أرض الحجاز بأوْجُه

كمثل شعاع الشمس في صورة البدر)

(وهُمْ قَطنوا البيت الحرام وزينوا

قطورا وفازوا بالمكارم والفخر)

(ملوك بني حطي وسعفص في الندي

وهوز أرباب الثَّنِية والحِجر)

وقال الخطيب في المتفق والمفترق: أخبرنا علي بن المحسن التنوجي: حدثنا أحمد بن يوسف الأزرق، أخبرنا عمي إسماعيل بن يعقوب بن إسحاق بن البهلول، حدثني أبو الفوارس بن الحسن بن منبه بن أحمد اليربوعي، حدثنا يحيى بن محمد بن حشيش المغربي القرشي، حدثنا عثمان بن أيوب من أهل المغرب، حدثنا بهلول بن عبيد التجيي، عن عبد الله بن فروخ عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم عن أبيه قال: قلت لابن عباس: معاشرَ قريش من أين أخذتم هذا الكتاب العربي قبل أن يُبعث محمد صلى الله عليه وسلم تجمعون منه ما اجتمع، وتفرقون منه ما افترق مثل الألف واللام قال: أخذناه من حرب بن أمية.

قال: فممن أخذه حرب قال: من عبد الله بن جُدْعان، قال: فممن أخذه ابن جُدعان قال: من أهل الأنبار، قال: فممن أخذه أهل الأنبار قال: من أهل الحيرة قال فممن أخذه أهل الحيرة قال: من طارىء طرأ عليهم من اليمن من كندة.

قال: فممن أخذه ذلك الطارىء قال: من الخفلجان بن الوهم كاتب الوحي لهود عليه السلام.

وفي فوائد النَّجَيْرَميّ بخطه:

قال عيسى بن عمر النحوي: أملى عليَّ ذو الرُّمة شعرا، فبينا أنا أكتبه إذ قال لي: أصلح حرف كذا وكذا فقلت له: إنك لا تخط، قال: أجل، قدم علينا عراقي لكم، فعلم صبياننا فكنت أخرج معه في ليالي القمر، فكان يخط لي في الرمل فتعلمته.

وقال القالي في أماليه: حدثني أبو المياس قال، حدثني أحمد بن عبيد بن ناصح، قال: قال الأصمعي: قيل لذي الرُّمة: من أين عرفتَ الميم لولا صِدْقُ مَنْ يَنْسُبُك إلى تعليم أولاد الأعراب في أكتَاف الإبل فقال: والله ما عرفتُ الميم، إلا أني قدِمت من البادية إلى الريف، فرأيت الصبيان وهم يجوزون بالفِجْرم في الأُوَق، فوقفت حِيالهم أنظر

ص: 299

إليهم، فقال غلام من الغِلمة: قد أزَّفتم هذه الأوقة، فجعلتموهما كالميم، فقام غلام من الغِلمة فوضع فمه في الأُوقة فَنَجْنَجه، فأفْهقها، فعلمت أن الميم شيء ضيق فشبهت عين ناقتي به، وقد اسلَهمَّت وأعيت.

قال أبو المياس. الفِجْرم: الجوز.

قال القالي: ولم أجد هذه الكلمة في كتب اللغويين ولا سمعتها من أحد من أشياخنا غيره.

والأُوقة: الحفرة، وقوله: أزَّفتم أي ضيقتم.

ونجنجه: حركه، وأفهقها: ملأها والمسلهم: الضامر المتغير.

فائدة قال الزَّجاجي في شرح أدب الكاتب: روي عن ابن عباس في قوله تعالى: {أو أثا} ة مِنْ عِلْمٍ، قال: الخط الحسن.

وقال تعالى حكاية عن يوسف عليه السلام: اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الأرْض إنِّي حَفِيظٌ عَلِيم قال: كاتب حاسب.

وقال تعالى: يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ.

قال بعض المفسرين: هو الصوت الحسن.

وقال بعضهم: هو الخط الحسن.

وقال صاحب كتاب زاد المسافر: الخط لليد لسان، وللخَلَدِ تَرجمان، فرداءَته زَمَانة الأدب، وجودته تبلغ بصاحبه شرائف الرتب، وفيه المرافق العظام التي مَنّ الله بها على عباده فقال جل ثناؤه: وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بالْقَلَم.

وروي جبير

ص: 300

عن الضحاك في قوله تعالى: {عَلَّمَهُ الْبَيَان} .

قال: الخط، وقيل في قوله تعالى:{إنِّي حَفِيظٌ عَلِيم} : أي كاتب حاسب وهو لمحة الضمير، ووحي الفكر، وسفير العقل، ومستودع السر، وقيد العلوم والحِكم، وعنوان المعارف، وترجمان الهمم وأما قول الشيباني: ما استجدنا خط أحد إلا وجدنا في عوده خَوَراً.

فهل يسف إليه الفقهاء، ويتجافى عنه الكتاب والبلغاء ولإيثاره أبينه، حرم أجوده وأحسنه.

ولما أعجب المأمون بخط عمرو بن مسعدة قال له: يا أمير المؤمنين، لو كان الخط فضيلة لأوتيه النبي صلى الله عليه وسلم.

ولئن سر بما قاله عن ابن عباس فقد أنكره عليه كثير من عقلاء الناس، إذ الأنبياء عليهم السلام يلجلون عن أشياء ينال غيرهم بها خصائص المراتب، ويُحْرِز بالانتماءِ إليها عقائل المواهب.

ومن أهل الجاهلية نفر ذو عدد كانوا يكتبون، والعرب إذ ذاك من عز بز منهم بشر بن عبد الملك صاحب دُومة الجنْدَل، وسفيان بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، أبو قيس بن عبد مناف بن زهرة، وعمرو بن عمرو بن عدس.

وممن اشتهر في الإسلام بالكتابة من عِلْية الصحابة عمر، وعثمان، وعلي، وطلحة، وأبو عبيدة وأبي بن كعب وزيد بن ثابت، ويزيد بن أبي سفيان.

وأقسم بالقلم في الكتاب الكريم.

وأحسن عدي حيث شبه به قرن الرِّيم // من الكامل //:

(تُزْجِي أغَنَّ كأنَّ إبْرَةَ رَوْقِهِ

قَلَمٌ أصاب من الدّوَاة مِدَادَهَا) وهو أمضى بيد الكاتب من السيف بيد الكميَّ، وقد أصاب ابن الرومي // من البسيط // في قوله شاكلة الرمي:

(كذا قضى الله للأقلام إذْ بُرِيَتْ

أن السيوف لها مذ أُرْهِفْت خَدَمُ) وكان المأمون يقول: لله دَرُّ القلم كيف يحوك وشي المملكة ووصفه عبد الله بن المعتز فقال:

ص: 301