الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقوله:
(أتعرفُ رسمَ الدار مِن أُمِّ مَعْبَدِ) // الطويل // وقوله:
(ليس شيء على المنون بباقي) // الخفيف // وقوله:
(لم أرَ مثل الفتيان في غير الأيام
…
ينسون ما عواقبها) // المنسرح // وقال أبو عمرو: عَدِيٌّ في الشعراء مثل سُهَيل في النجوم، يعارِضها ولا يجري معها هؤلاء أشعارهم كثيرة في ذاتها، قليلة في أيدي الناس، ذهبت بذهاب الرواة الذي يحملونها.
ومن المقلين سلامة بن جُنْدَب وحُصَيْن بن الحُمام المُرّي، والمتلمِّس، والمسيَّب ابن عَلَس كل أشعارهم قليلة في ذاتها، جيد الجملة.
ويروى عن أبي عبيدة أنه قال: اتفقوا على أن أشعر المقلين في الجاهلية ثلاثة: المتلمس، والمسيب بن علس، وحصين ابن الحُمام المُرّي.
وأما أصحاب الواحدة فطَرَفة أولهم، ومنهم عنترة، والحارث بن حلِّزة، وعمْرو بن كلثوم أصحاب المعلقات المشهورات، وعمرو بن معدي كرب، والأشعر بن حُمران الجُعْفى، وسُوَيْد بن أبي كاهل، والأسود بن يَعْفُر.
وكان امرؤ القيس مقلا كثير المعاني والتصرف، لا يصح له إلا نيف وعشرون شعرا بين طويل وقطعة.
الشعراء المغلبون
وأما المغلَّبون: فمنهم نابغة بني جَعْدة، ومعنى المُغلَّب الذي لا يزال مغلوبا قال امرؤُ القيس:
(فإنك لم يفخر عليك كَفاخِر
…
ضعيف ولم يغلبك مثل مغلب) // الطويل //
يعني أِنه إذا قدر لم يبْق، وقد غُلّب على الجَعْدي أوس بن مَغْراء السعدي، وليلى الأَخْيَليَّة وغيرهما.
وقيل: إن موت الجَعْدي كان بسبب ليلى الأخيلية فر من بين يديها فمات في الطريق مسافرا.
قال الجُمَحيّ: وكان الجَعْدي مختلف الشعر سُئِل عنه الفَرزدق فقال: مثله مثل صاحب الخُلْقان ترى عنده ثوب عَصب وثوب خَزّ وإلى جنبه سَمَل كساء، وكان الأصمعي يمدحه بهذا وينسبه إلى قلة التكلف فيقول: عنده خِمار بوافٍ، ومُطْرَف بآلاف.
بواف: يعني بدرهم.
ومن المغلبين الزِّبْرِقان، غلبه عَمْرو بن الأهتم، وغلبة المَخبّل السعدي، وغَلَبه الحطيئة.
وقال يونس بن حبيب: كان البغيث مغلبا في الشعر غلابا في الخطب.
فصل: قال ابنُ رَشيق في العمدة: باب في القدماء والمحدثين: كل قديم من الشعراء فهو محدَث في زمانه بالإضافة إلى مَنْ كان قبله.
وكان أبو عمرو بن العلاء يقول: لقد حسُن هذا المولد حتى هممت أن آمُر صِبيَانَنا برِوَايته، يعني بذلك شِعْرَ جرير والفرزدق، فجعله مولَّداً بالإضافة إلى شعر الجاهلية والمُخضْرَمِين، وكان لا يَعُدّ الشعر.
إلا ما كان للمتقدمين.
قال الأصمعي: جلستُ إليه عشر حِجَج، فما سمعتُه يحتجُّ ببيت إسلامي وسُئِل عن المولَّدين فقال: ما كان من حَسَنٍ فقد سُبقوا إليه، وما كان من قبيح فهو من عندهم ليس النمط واحدا هذا مذهب أبي عمرو وأصحابه كالأصمعي وابن الأعرابي، أعني أن كلَّ واحد منهم يذهبُ في أهل عصره هذا المذهب، ويقدم مَنْ قبلهم، وليس ذلك لشيء إلا لحاجتهم في الشعر إلى الشاهد، وقلةِ ثقتهم بما يأتي بن المولَّدون.
فأما ابنُ قتيبة فقال: لم يَقْصِر الله الشعر والعلم والبلاغة على زمن دون زمن، ولا خَصَّ قوما دون قوم، بل جعل ذلك مشتركا مقسوما بين عباده، في كل دَهْر، وجعل كلَّ قديم حديثا في عصره.