الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إن سعداً نقل أبوابها وبنى بها قصره في الكوفة على الطراز الإمبراطوري، وتشبه به الكثيرون.
2 - الشرق الأقصى:
وواصل عمال الخلافة الإسلامية فتوحهم فاستولوا على: خراسان (671) ونهر جيحون (674) وبلخ (705) وبخاري (709) والسند، وأسفل وادي الأندس وأرض الدلتا منه، وسمرقند وفرغانه وخوارزم (712) وحيدر أباد وملقان (713) وجورجيا (722 - 733) وكاشغر (740) وطخارستان (749) وطشقند (751) وغيرها. وقد أنزل الفاتحون المسلمين في أصقاعها لنشر الإسلام بين أهلها، وجاءوا منها بزراعة البرتقال وقصب السكر وصناعته وتكريره، وصناعة الورق التي نشروها في بغداد (794) وفي إسبانيا (950) وفي صقلية (1102).
ولم يقتصر فتح هذه الأمصار على العرب والعاملين لهم فحسب، أو تكن صلاتها بالشرق الأدنى حديثة، فقد كان بين سكانها خليط من السوريين والحثيين والسوريين هاجروا إلى وادى الأندس الخصيب منذ الألف الثاني (ق. م) ثم غزاها الإسكندر (327 ق. م) وفي ركابه تجار صيدا، ونزح إليها (في القرنين الأول والثاني للميلاد) جموع من اليونان والسوريين والعراقيين، كما كان للدين البوذي على مذهبيه: مهايانا، وهانايانا أثره في الشرق الأدنى. انتشر الأول في معظم آسيا الشمالية ونزل دعاته بأرمينية والقوقاز وتدمر وأنطاكية والإسكندرية. وناصرت جت وهي إحدى قبائل الهند، العرب على الفرس، وأقام علي بن أبي طالب من بعضها حراساً على خزائن المسلمين في البصرة، وأستعان بهم معاوية على البيزنطيين.
وهناك مليبار، وهي تقع على ساحل بحر العرب في غرب جنوب الهند. وقد قصدها التجار الكلدان والعرب واليهود والسريان واليونان والرومان. وقيل إن القديس توما قصد الهند وبنى الكنائس في ثمانية من بلدانها (1). وبلغ مليبار (52 م).
(1) Philips، Indian Antiquary. v. XXXII، p. 15 - 160 - 245
وتحول إلى جلابور حيث اغتيل، وله فيها قبر عظيم ينسبه بعضهم إلى ولى من المسلمين يدعي تمام، وما زال النصارى والمسلمون يزورونه حتى اليوم ولا يفرقون.
ولما دخل سكان اليمن وحضرموت في الإسلام (630) وكانوا يتاجرون بحاصلات السند ومليبار وسيلان وجاوه والصين وغيرها. وصلت الدعوة الإسلامية على أيديهم إليها. وأول من استوطن مليبار من العرب: شرف بن مالك، ومالك بن دينار، ومالك بن حبيب بعياله، فدعوا إلى الإسلام وبنوا المساجد والمعاهد (701)(1) واستقرت جماعة من تجار العرب بجزيرة سيلان (حوالي 700) وأقام عشرة آلاف مسلم من سيراف وعمان والبصرة وبغداد (منذ أواخر القرن التاسع الميلادي) في سيمور وعرفوا بالبباصرة.
إلا أن فتح الهند لم يأت المسلمين إلا على يد محمود الغزنوي (997 - 1030) فقد غزاها، من دويلته غزنه في شرقي أفغانستان، سبع عشرة غزوة أحرق في خلالها معابدها وأفرغ خزائنها وحمل كنوزها وباع أسراه منها رقيقاً ووسع رقعة ملكه على حسابها فعد أغنى ملك عرفه التاريخ.
ثم استولى الغوريون - وهم قبيلة تركية من أفغانستان - على دلهي (1186) فخربوا معابدها واستصفوا أموالها ونزلوا بشمالي الهند ثلاثة قرون، وظلوا على صلات بالشرق العربي فاقطع الملك غياث الدين طفلق أحد أحفاد الخليفة المستنصر عندما فر من بغداد، مدينة سيري ووهبه قصراً وأموالا طائلة، كما أغدق على ابن بطوطة وولاه قضاء دلهي ثم أسفره إلى الصين.
وبلغ كاشغر أطراف الصين (714 - 715) فحطم الأصنام وابتني جامعاً وأنزل فيها المسلمين، وفتح طريق التجارة إليها فاستورد العرب منها الورق والخز والحرير، وأخذوا عنها الإبرة الممغطسة والمربعات السحرية التي اشتهر بها ثابت ابن قره، ثم توسعوا في تجارتهم بفضل جاليتهم - وقد أربت على أربعة آلاف نسمة - وأسفر كاشغر إلى ملك الصين لتأمينهم عليها (716) وتعددت السفارات بين الصين وبين دمشق في خلافة: الوليد بن عبد الملك، وعمر بن عبد العزيز، وهشام. ثم تحولت إلى بغداد أيام الخلافة العباسية، فاستنجد ملك الصين
(1) رحلة الملوك، ص 9.