الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
1268) وكتاب فن الشطرنج (نشره ارنالد شتايجر، زوريخ 1941) وديوان التسابيح، وقد طواه على 450 قصيدة نظمها بالقشتاليه والحيليقية البرتغالية وزينه ب 1226 نقشاً (1280) واستعان بقوانين القوط والرومان والكنيسة في وضع مجموعة من الشرائع ما زالت أساً للتشريع الأسباني. وأنشأ مكتباً لتصنيف كتب علم الفلك المترجم منها كاسطرلاب مسلمة المجريطي ليوحنا الأشبيلي، وزيج البتاني لأفلاطون التيفولى (1140) وغيرها، وأمر بترجمة ما تبقى من أمهاتها، فتجمعت لديه مصنفات الزرقاني، وللمسلمة المجريطي: غاية الحكيم، وشروحه على النظام الرياضي لبطليموس، التي نقلها رودلف دي بروجس، ورسائل قسطا بن لوقا، وعلى بن خلف وغيرهم. وكان الملك يراجع ما أنجز من ترجمانها وينظمه ويختصره ويصلح من أسلوبه. ويشرف، في الوقت نفسه، على صنع الآلات والأجهزة لعلم الفلك، لم تكن معروفة من قبل، فجمع ذلك العلم في:
ا- الكتب الأربعة في نجوم الفلك الثامن.
2 -
الكتب الألفونسية في أجهزة علم الفلك وأدواته وكتبه (البندقية 1483 - 1492).
3 -
كتاب الزيج الألفونسى في دراسة التقاويم.
وقد نشر هذه المجموعة مانويل ريكواي سينوباس. M.R.YSinobas في خمسة أجزاء (مدريد 1863 - 67). وشجع دون فادريك، أخو الفونسو العاشر على ترجمة مجموعة السندباد من ألف ليلة وليلة، فترجمت إلى الإسبانية بعنوان: مكايد النساء وحيلهن (1253؛ ثم نشرها بونيلا في مجموعة المكتبة الأندلسية المجلد الرابع عشر) وترجمها دياجو دي جانيثارا في القرن الخامس عشر (مجموعة قصة علماء رومة السبعة) وماركوس بيريث (1530) وبدرو دي لافيرا (1573).
2 - من إسبانيا:
ولم يقتصر أثر التراث العربي على العلوم المتقدمة أو يقف عند حدود إسبانيا وإنما تجاوزها إلى التغلغل فيها لأوربا من قصص وأساطير ومقامات وشعر وموسيقي وغناء: فغلب على قصص دون خوان مانويل الطابع العربي على الرغم من صياغته في أسلوب مبتكر. وأشار الأب بو اليسوعي إلى وجه الشبه بين قصة حي ابن يقظان
وبين الفصول الأولى من الكريبتيكون لبلتازار. وعند ما ترجمها أوكلى إلى الإنجليزية (1708) أوحث إلى ديغويه بقصة روبنسون كروزوه. وكان سرفنتس (1547 - 1616) قد قضى ردحاً من الزمن سجيناً في الجزائر فتأثر بها في قصته دون كيشوت وقال عنها كاراديفو: إنها جديرة باعظم نوابغ الفلسفة (1).
(1) Carra de Vaux، Les Penseurs de L'Islam، t. IV، p. 64.
ورد جارنوي معظم الأقاصيص التي بنت عليها فرنسا فنها إلى أصل شرقي (1). وهناك مجموعة من الحكم والأمثال صنف فيها الإسبان على غرار العرب: فالأقوال الذهبية مقتبس من كتاب الأمثال لابن فاتك المصرى. وكلمات الفلاسفة وحكمهم، وهو أول كتاب نشر في إنجلترا، شبيه بمختار الحكم لابن فاتك المذكور. والأمثال الطبية مستقي من حكم الفلاسفة لحنين بن إسحق (وقد ضاع أصله العربي وسلمت ترجمته العبرية فنقلها إلى الألمانية لوفنتال، فرانكفورت 1896) ونصائح الملك سانشو ووثائقه مستخرج عن واسطة السلوك في سياسة الملوك لأبي حمو موسي بن يوسف ملك تلمسان. وكليلة ودمنة كانت من مصادر لافونتين كما اعترف هو نفسه.
وفن الموشحة بما فيه من تعدد القوافي والوزن وتضمين الغزل والوصف والتشبيب؛ ترك في إسبانيا وأوربا أثرا بالغاً. فنظم خوان رويث نائب أسقف هيثا ديوان الحب الطاهر، متأثراً بالمقامات وفلسلسفة ابن حزم والأفلاطونية الحديثة، فجاء أنفس ديوان في الأدب الأسباني يومئذ. وقد أثبت ريبيرا أي طراجو، في بحثه شعر ابن قزمان، أن الشعر الغنائي الذي عرف في فرنسا باسم الشعراء الموالين «التروبادور» وانتقل منها إلى ألمانيا وأطلق عليه منيسانجر (1130 - 1150) نمت جذوره في تربة إسبانية من الزجل العربي بالأندلس (2) واعترف لانسون بأن الغزوة العربية جاءت الغرب بكثير من علوم الحساب والطب والفلسفة
…
وبشعر كثير الصور غذي الشعراء الموالين، وبقصص ترك أثره في الأمثال والروايات (3). ففي
(1) Jearnoy، Les Origines de la Poesie lyrique en France et au Moyen âge، p. 11
(2)
بيدال، الشعر العربي والشعر الأوربي (الطبعة الثالثة: بوينس آيرس 1949).
(3)
Lanson، Histoire de la Litterature française.
فرنسا تأثر به الكونت دي بواتييه (1101) - الذي اشترك في الحملة الصليبية الأولى وتغني بنصرها، وكان ملحداً فطرده الأسقف من الكنيسة، ثم التي به فقال له: اغفر لي وإلا قتلتك. ولما مد الأسقف له عنقه لوى عنه مجيباً: لست أحبك بالقدر الذي يكفي لأن أبعثك إلى السماء- ثم عدل فن الموشحة (1071 - 1127) وظهر أثر بواتييه وعليه الطابع العربي، في الشعراء أمثال: الراهب دي مونتودون، ورينو، وما جربه، وماركيري. وتجاوز بواسناد الزجل فقال: لم تكن ملحمة رولان، وهي أغان شائعة منذ القرن التاسع جمعت (1130) واعتبرت أسمي تراث في الأدب الأوربي يوم ذاك، إلا صدى لاشتراك الفرنسيين في الحروب بين المسلمين والنصارى في أراغون (1). ثم أثر الشعر القصصي الفرنسي في الشعر الإسباني فنظمت ملحمة السيد (1160) وفي الشعر الإنجليزي عندما انتقلت ماري الفرنسية إلى إنجلترا في عهد هنري الثاني فنظمت عدداً من القصص شعراً: كقصة طروادة، في ثلاثين ألف بيت (1184) وقصة الإسكندر، في عشرين ألفاً (1200) وقصة بروت، في اثنين وثلاثين ألف بيت (1205) وتبعها شعراء عديدون. وظهرت الموشحة في ألمانيا في شعر دردامن وأتباعه. وفي إنجلترا في شعر دي مريل ونظرائه. وفي البرتغال في شعر ديونيس وأشباهه. وفي إيطاليا طبعت الموشحة بطابعها موضوعات الشقاء والخصام وأغاني المرافع ولا سيما في مدائح دي تودي، ومرقصات دي مديتشي.
ولمع من العرب موسيقيون في قصور ملوك قشتاله وأراغون حتى إذا ترجم أدلرد أوف باث رسالة الخوارزمي في الرياضيات، وفيها قسم عن الموسيقى عدت أقدم الرسائل التي أدخلت الموسيقى العربية أوربا. ثم شاعت في الجنوب الغربي منها، منذ القرن الثالث عشر، موسيقى شعبية منبثقة من مصادر عربية انبثاق شعر الغزل الغنائي والتاريخي والملحمي، وقد وضع الفونسو الحكيم ألحان تسابيحه على أساس الموسيقي العربية. وأصبحت آلات الطرب عربية بكامل أسمائها، مثل: القيثارة، والمزمار، والعود، والأرغن، والبوق، والنفير، والطبل. وجل أسماء الأمكنة والبقاع والصناعة
(1) Boissenade، De nouveau sur la chanson de Roland
وأصناف الماعون ومرافق الحياة وبعض المصطلحات العلمية والأدبية والفنية، في اللغتين الإسبانية والبرتغالية عربية صرف (1)، وما زال فيها منها أربعة آلاف كلمة متداولة، وانتقل إلى اللغات الأوربية من مصطلحاتها في الطب: كجلاب، ورب، وشراب، وكحل، وإنبيق. وفي علم الجبر: الجذر الأصم، والصفر، والتقويم. وفي علم الفلك: العقرب، والجدي، والفرقد، والسمون، والنظير والسمت.
وعبرت الثقافة العربية - بفضل الرهبان ولاسيما الملتحقين بدير كلوني، واللاجئين إلى فرنسا - جبال البرانس والألب إلى فرنسا وإيطاليا وإنجلترا وألمانيا وغيرها، ثم استقرت في أشهر مراكزها، ففي فرنسا: وضعت تقاويم فلكية مبنية على أزياج طليطلة بمرسيليا (1140) وأنجز هرمان الدماطى ترجمة إصلاح المجسطي في تولوز (1143) وترجم إبراهيم بن عزرا المعروف بابن ماجد (1090 - 1167) أحد شارحي التوراة، ومدرس السامية في لندن (1158) رسالتين في التنجيم لما شاء الله، وشرح البيروني على زيج الخوارزمي، في أربونه (1160) وصنف كتابين في الحساب. وهاجرا بن طبون (المتوفى 1190) من الأندلس إلى جنوب فرنسا وترجم مصنفات: سعديه جاؤن، وابن جبيرول، ويحيى بن لاوي. وترجم موسي بن طبون 30 كتاباً من العربية إلى العبرية في مرسيليا (1240 - 1283) أشهرها: كتاب الأصول لإقليدس، والقانون الصغير لابن سينا، والترياق للرازي، وثلاثة من مؤلفات ابن ميمون بينها الشرح (1257) وشروح ابن رشد الصغرى على أرسطو، وزاد المسافرين للجزار، والعمل بالكرة ذات الكرسي لقسطا بن لوقا. وترجم الطبيب شم طب في مرسيليا كتاب المنصوري للرازي (1264). وتزعم يعقوب بن طبون حركة الكفاح من أجل ابن ميمون في مونبلييه، وترجم عدداً من رسائل الفلك العربية إلى العبرية. ودرست كتب الطب العربي في مونبلييه قروناً عديدة، ومنها كتاب الحكم الذي شرحه أطباؤها: برتوليو البروجي، وبيرانجه التومباوي، وجيرال السولي. واشتهر مارتن دي سن جيل في أفينيون (1362).
(1) Dozy، Glossaire des mots espagnols et portugais derivés de l'arabe (Leyde 1869)