الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فانسحب البريطانيون إلى هنغ كنغ حيث أطلقوا مدافعهم على مدنها فصالحتهم الصين على التخلي عن هنغ كنغ وفتح خمسة ثغور للتجارة الأجنبية وامتيازات عديدة.
وطلبت عدة دول أخرى، منها فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية. تطبيق تلك الامتيازات على رعاياها وتجارها فأجيبت إلى طلبها. ولما تمادت فيها وأبتها الصين عليها فتح البريطانيون والفرنسيون كانتون وأملوا على الصين معاهدة شجعت دولا ًكثيرة فاستولت روسيا على الأراضي الواقعة شمالي نهر عامور وشرق نهر الأوسري (1860) واستقطعت فرنسا الهند الصينية (1885) واغتصبت اليابان فرموزه (1894) وحررت كوريا لتستولى عليها (1910) وفازت ألمانيا بشبه جزيرة شانتنغ (1898) واحتلت الولايات المتحدة الأمريكية جزر الفلبين (1898).
وفي عام 1900 قام الملاكمون الصينيون بذبح المسيحيين بمن فيهم الراهبات والأطفال، فزحفت الجيوش المتحالفة على بكين لحماية رعاياها وأعملت في المدينة السلب والنهب والقتل، وفرضت عليها غرامة حربية قدرها 330 مليون دولار. ثم رفعتها معظم الدول عنها لقاء تعليم الطلبة الصينيين في جامعاتها. ورجع طلبة الغرامة من إنجلترا والولايات المتحدة واليابان إلى الصين بالجديد من العلوم والآداب والفنون فأذاعوها فيها بفضل المعونة التي لقوها من الحكومات والمنظمات والأفراد لإنشاء الكليات - كهبة جون، و، روكفلر الصغير وقدرها خمسة ملايين دولار لكلية الطب (1932) - والمستشفيات والمعامل، خلا المنح الدراسية العديدة لتلقي العلم في الغرب.
14 - العودة إلى الشرق الأدنى:
لما أجلت إنجلترا فرنسا عن الهند، قررت فرنسا تجديد الطريق القديم المار بمصر لكى تفسد على غريمتها تجارتها المارة برأس الرجاء الصالح، فأخذ عمال فرنسا وتجارها في مصر يلحون على حكومتهم للاستيلاء على مصر، إلا أنها قنعت منها بعقد معاهدات مع البكوات والمماليك ضمنت لها تيسير نقل تجاربها عن طريق مصر. وأدرك جورج بولدوين، أحد أعضاء شركة الهند الشرقية، الاتجاه
السياسي لتلك المعاهدات فحمل حكومته على عقد مثلها مع البكوات والمماليك.
وفي أواخر القرن الثامن عشر تطور الموقف السياسي تطوراً سريعاً وخطيراً: فقد قامت الثورة الفرنسية، ونشبت الحرب بين إنجلترا وفرنسا الجمهورية (1793) وكتب نابليون إلى تاليران (1797 يقول: لن نلبث طويلاً حتى نشعر باضطرارنا إلى احتلال مصر لتحطيم إنجلترا. وكانت انتصارات نابليون على إيطاليا قد مكنت له في الأرض وأطمعته في الشرق موطن الفتوحات العظيمة، وزينت له إقامة دولة شرقية كبرى على ضفاف النيل ينعم بخيراتها ويضرب منها إنجلترا الضربة القاصمة. وهكذا بلغت حملة نابليون مصر (تموز - يوليو 1798 وكان الإنجليز على علم بأغراضها، فأسرعوا إلى تحطيم أسطولها في خليج أبي قير (آب - أغسطس 1798) وحصار سواحل مصر الشمالية حصاراً قطع الاتصال بين مصر وفرنسا، وتأليب العثمانيين عليها، والإسهام في إخراجها حتى جلت عن مصر (أواخر عام 1801) ثم تعاقبت الأحداث وقد سجلها التاريخ الحديث.