الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
1705) وتوافد على لبنان: لاكوبان، ودي روزال، ودرفو، ودي نوانتيل، ورجع برنار روجيه سبتيه بفسيلة من أرزه (1737) غرسها في حديقة النبات بباريس وما زالت حتى اليوم، وأطلق فولناى على رحلته: ثلاثة أعوام في مصر وبر الشام (1783) وجون كارن: رحلة إلى لبنان في القرن التاسع عشر، وروبنصون: يوميات في لبنان: تاريخ وجغرافيا. وهنري جيز: بيروت ولبنان منذ قرن ونصف قرن. ولويس لورته: مشاهدات في لبنان. ورحل شاتوبريان إلى القدس وخلدها في كتابه: عبقرية المسيحية (1802) ولا مارتين إلى لبنان (1832 - 33) واستعان في وصفه في أثناء رحلته إلى الشرق، في مجلدين، (الطبعة الثانية، 1838) بفتح الله الصائغ والمستشرقين. ودي نرفال (1851) ورحلته أصدق وصف لحياة الشرق وأكثرها إنصافاً ولاسيما لمصر - قد وصف فيها الزواج القبطى، والحريم، وليالي رمضان، والمحافل وغيرها - (الطبعة الثانية في جزوين 1929). ونزل رينان بدير الآباء اليسوعيين في غزير بلبنان حيث صنف كتابه: حياة يسوع. ثم تتابع الرحالون الكتاب من أمثال: بارس، وبوردو، وتارو، وبنوا، ولوتي، وليكونت، وديهامل وغيرهم فخلدوا الشرق العربي مصنفات نفيسة.
9 - من السفارات:
كانت دول الشرق تسفر إلى أوربا وتستقبل سفراء ها (1)، إلا أن السفارات لم ينتظم أمرها وتعم دوله إلا بعد أن قويت شوكة الدولة العثمانية وبعثت فرنسا إليها أول سفير فوق العادة؛ فأبرم معاهدة الامتيازات الأجنبية مع السلطان سليمان القانوني (1535) وتشبهت بعض الدول الكبرى بها ثم تعددت سفاراتها إلى غيرها من بلدان الشرق. وطفقت صحف فرنسا تذيع أخبار سفرائها لدى الباب العالي وأسرار قصوره ومغامرات حسانه، فأغرت برحلات جديدة إلى الشرق أنصفته مما اتهمته
(1) الفصل الثالث، فتوح الإسلام، ص 60 و 69، والفصل الخامس النهضة الأوربية، ص 97.
به بعض الرحلات التي تقدمتها.
أما السفراء وملحقوهم الذين تخرجوا من مدارس اللغات الشرقية وبعثوا إلى الشرق وأقاموا فيه، فقد حققوا ما كتبوه في مواضعه وعاونوا على جمع مخطوطاته وتعليم لغاته وإنشاء المطابع لنشر مصنفاته فكانوا نواة طيبة للاستشراق العلماني. واقتبس بعضهم بطول إقامتهم بين الشرقيين بعض عاداتهم فدخنوا الأفيون والنارجيلة وشربوا القهوة (1). واعتنق غيرهم الإسلام وبلغ الوزارة ونال رفيع الألقاب كبوتفال باشا وغيره كثير. ومنهم من عاب على قومه نظرتهم الخاطئة إلى الشرق فعل الأب شوازي بعد عودته من سيام فقال: إنهم يحيطون بنا إحاطتهم بالدببة للتفرج علينا، حتى إن الملك نفسه لا يدع لنا من الوقت متسعاً للجواب على أسئلته، كأننا خارجون من بلاد الأسرار. ومنهم من وقف عند حد سفارته ولم يتعدها كالرزبلي الذي أسفره الملك لويس الرابع عشر إلى سلطان المغرب لفك الأسرى النصاري (1630) بيد أن أشهر سفارة غربية في البلدان الشرقية كانت مغامرة الآنسة باتي كيتا التي أحبت تاجراً فارسياً في باريس وصحبته إلى فارس حتى إذا توفي أعلنت نفسها سفيرة لفرنسا في فارس (1703) فجاءت مغامرتها موضوعاً فذاً المجموعة من القصص والمسرحيات والأغاني.
واستبدلت أوربا بسفرائها في الشرق سفراء في عواصمها: فاستقبلت باريس سفراء: تركيا (1669) وسيام (1684) وفارس (1715) ثم سفير الهند بعد سنوات. وقد ذكر عبد الرحمن بن زيدان. استناداً إلى الكونت دي كاستري، رسائل مولاي إسماعيل صاحب المغرب إلى لويس الرابع عشر ملك فرنسا، وجيمس ملك إنجلترا، والدون كارلوس ملك إسبانيا، وفيها من اللوم والتهديد الشيء الكثير مما يدل على اتصالات بين تلك الدول عن طريق السفارات.
وكان معظم سفراء الشرق فخوراً بنفسه، محباً للترف، ساعياً إلى الجاه: في أزياء فاخرة، وحلى من ذهب وماس، وضروب طيب على مقاصف عامرة. حتى إذا قدم سفير على الملك ازدحم الناس في الشوارع وتسابقت حسان القصر إلى الأروقة ليروا كيف يسير ويجلس ويشرب ويأكل. ثم يسعون إليه في داره
(1) Martino، L'Orient dans la lit. franc. au XVII et au XVIII siècle، p 94.