الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
10 - باب فضل من أذن محتسبًا
245 -
الحارث: حدثنا دَاوُدُ بْنُ المُحَبَّر، ثنا مَيْسَرَةُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ، عَنْ أَبِي عَائِشَةَ السَّعْدِيِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عُمَرَ (1)، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَابْنِ عباس رضي الله عنهم قَالَا: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقال: "من تولى أذان مسجد من مساجد الله تعالى، يريد بذلك وجه الله عز وجل، أعطاه الله تعالى ثَوَابَ أَرْبَعِينَ ألفَ ألفِ نَبِيٍّ، وَأَرْبَعِينَ ألفَ ألفِ صِدَّيق، وَأَرْبَعِينَ ألفَ ألفِ شَهِيدٍ، وَيَدْخُلُ في شَفَاعَتَهُ أَرْبَعُونَ ألفَ ألفِ أمَّة، فِي كُلِّ أُمَّةٍ أَرْبَعُونَ ألفَ ألفِ رَجُلٍ. وَلَهُ فِي كل جزء (2) من الجنَّات (3) أَرْبَعُونَ ألفَ ألفِ دَارٍ، فِي كُلِّ دَارٍ أَرْبَعُونَ ألفَ ألفِ بَيْتٍ، فِي كُلِّ بَيْتٍ أَرْبَعُونَ ألفَ ألفِ سَرِيرٍ، عَلَى كُلِّ سَرِيرٍ زَوْجَةٌ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ، سَعة كُلِّ بَيْتٍ مِنْهَا سعةُ الدُّنْيَا أَرْبَعِينَ ألفَ ألفِ مَرَّةٍ، بَيْنَ يَدَيْ كُلِّ زَوْجَةٍ أَرْبَعُونَ ألفَ ألفِ وَصِيفَةٍ (4)، فِي كُلِّ بَيْتٍ أَرْبَعُونَ ألفَ ألفِ مَائِدَةٍ (5)، عَلَى كُلِّ مَائِدَةٍ أَرْبَعُونَ ألفَ ألفِ قَصْعَةٍ (6)، فِي كُلِّ قَصْعَةٍ أَرْبَعُونَ ألفَ ألفِ لون، لو نزل به الثقلان (7) لأوسعهم (8) بأدنى بيت من بيوته بما شاؤا مِنَ الطَّعَامِ، وَالشَّرَابِ، وَاللِّبَاسِ، وَالطِّيبِ، وَالثِّمَارِ، وَأَلْوَانِ التُّحَفِ (9)، وَالطَّرَائِفِ (10)، وَالْحُلِيِّ (11)، وَالْحُلَلِ (12)، كُلُّ بَيْتٍ مِنْهَا مُكْتَفٍ بِمَا فِيهِ مِنْ هَذِهِ الْأَشْيَاءِ عَنِ البيت الآخر.
(1) في (مح) بعد هذا زيادة: (عن زيد بن عمر)، وهو سهو من الكاتب.
(2)
في (ك) والبغية: (جنة).
(3)
في (ك) والبغية: (الجنان). زاد في البغية: (أربعون ألف ألف مدينة في كل مدينة أربعون ألف ألف قصر في كل قصر).
(4)
الوصيفة: هي الخادمة. المعجم الوسيط (2/ 1037)، مادة:(وصف).
(5)
المائدة: هي الطبق الذي عليه الطعام. المفردات في غريب القرآن (ص 477)، والمراد هنا الخوان عليه الطعام والشراب.
(6)
القصعة: هي وعاء يؤكل فيه ويثرد. المعجم الوسيط (2/ 740)، مادة:(قصع).
(7)
الثقلان: هما الجن والإنس، قال تعالى:{سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلَانِ (31)} سورة الرحمن: آية (31). المعجم الوسيط (1/ 98)، مادة:(ثقل).
(8)
في البغية: (لأدخلهم).
(9)
اتحف: جمع تحفة وأصلها طُرفَة الفاكهة، ويستعمل في غير الفاكهة. المجموع المغيث في غريبي القرآن والحديث (1/ 220)، مادة:(تحف).
(10)
الطرائف: جمع طريف وهو الطيب الغريب، يقال أطرفت فلانًا شيئًا. أى: أعطيته شيئًا لم يملك مثله فأعجبه. اللسان (9/ 214)، مادة:(طرف).
(11)
الحلي: ما يتزين به من مصوغ المعدنيات أو الحجارة، وفي التنزيل {وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ} سورة الأعراف: آية (148). المعجم الوسيط (1/ 195)، مادة:(حلى).
(12)
الحلل: جمع حلة وهي ثوبان: إزار ورداء، ولا تسمى حلة حتى تكون جديدة تُحَلُّ عن طَيِّها.
غريب الحديث للخطابي (2/ 101).
فَإِذَا قَالَ الْمُؤَذِّنُ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إلَّا اللَّهُ اكْتَنَفَهُ (1) سَبْعُونَ ألفَ ألفِ (2) مَلَكٍ، كُلُّهُمْ يُصَلُّونَ (3) عَلَيْهِ، وَيَسْتَغْفِرُونَ لَهُ، وَهُوَ فِي ظل رحمة الله عز وجل حَتَّى يَفْرُغَ، ويكْتُب لَهُ ثَوَابَهُ أَرْبَعُونَ ألفَ ألفِ مَلَكٍ، ثُمَّ يَصْعَدُونَ بِهِ إِلَى اللَّهِ تعالى (4).
* هَذَا مَوْضُوعٌ اخْتَلَقَهُ مَيْسَرَةُ بْنُ [عَبْدِ رَبِّهِ](5)، فقبحه الله فيما افترى (6).
(1) اكتنفه: أي: أحاط به. مختار الصحاح (ص 242)، مادة:(كنف).
(2)
ليست في (عم)، وكذا البغية.
(3)
يصلون: أي يدعون ويُبَرِّكون. انظر: النهاية (3/ 50)، مادة:(صلى).
(4)
اختصر الحافظ رحمه الله، هذا الحديث ولم يورد منه إلَّا موضع الشاهد لهذا الباب، وإلا فالحديث طويل جدًا، وقد أورد منه الحافظ مقاطع أخرى في غير هذا الباب، منها: باب فضل من بنى مسجدًا باب رقم (35)، حديث رقم (245)، وباب إثم مَن لا يقتصد في إمامته باب رقم (47)، برقم (245). وانظر الحديث بطوله في بغية الباحث (1/ 270 - 285: 200).
(5)
في (مح): (عبد الله)، وهو خطأ.
(6)
تأخر هذا الحديث في (ك) فأتى بعد ح (246).
245 -
تخريجه:
ذكره الهيثمي (بغية الباحث 1/ 270: 200): في خطبة قد كذبها داود بن المحبر على رسول الله صلى الله عليه وسلم، بلفظ طويل جدًا، ثم قال: هذا حديث موضوع وإن كان بعضه في أحاديث حسنة بغير هذا الإسناد، فإن داود بن المحبر كذاب. اهـ. قلت:
بل ميسرة بن عبد ربه شر منه وأكذب.
وذكره البوصيري في (الإتحاف 1/ 91 أ- 94 ب) من المختصرة، كتاب الجمعهّ، باب في خطبة كَذَبَها داود بن المحبر على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعزاه للحارث بن أبي أسامة.
الحكم عليه:
الحديث بهذا الإسناد موضوع -كما قال الحافظ- لأن في إسناده داود بن المحبر، وهو متهم بالوضع، وميسرة بن عبد ربه، وهو وضاع، وما أورد الحافظ من متنه هنا كله موضوع لا يصح بهذا الإسناد ولا بغيره، بل فيه ما هو مخالف لقواعد الشريعة كقوله:(أعطاه الله تعالى ثواب أربعين ألفَ ألفِ نبي)، فالأنبياء هم أفضل الخلق بعد الرسل فكيف يعطى المؤذن ثواب أربعين ألف ألف منهم، وأما قول الهيثمي رحمه الله (وإن كان بعضه في أحاديث حسنة بغير هذا الإسناد)، فهو محمول على ألفاظ وردت في الحديث بطوله، ولم ترد فيما ذكره الحافظ هنا. والله أعلم.