الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
41 - بَابٌ السِّوَاكُ عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ
(16)
تَقَدَّمَ فِي بَابِ السِّوَاكِ حَدِيثُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة"(1).
(1) كتاب الطهارة، باب السواك حديث رقم (64)، وقد ذكر هذا الحديث بسنده هنا في (ك):(ص 12)، ثم ذكر بعده حديث جابر، ثم حديث ضمرة بن حبيب، وكلها تقدمت -في (ك) و (بقية النسخ) - في كتاب الطهارة، باب السواك، حديث رقم (63 و 68). فأغنى عن إعادتها هنا.
389 -
وَقَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ (1)، عَنْ مُسْلِمٍ الْأَعْوَرِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"لَوْلَا أَنْ تُضَيِّعُوا (2) لَأَمَرْتُكُمْ بِالسِّوَاكِ عند كل صلاة"(3).
(1) هو ابن عبد الحميد الضبي.
(2)
في رواية البزار، وأبي نعيم:(تضعفوا). وفي إحدى روايتي الطبراني: (تضعف أمتي)، والمعنى على هذه الرواية هو: إذا فرضت عليكم وتهاونتم بها، فتضيعوا ما فرض عليكم وتحرجون.
(3)
هذا الحديث انفردت بذكره (ك): (ص 12)، وليس له ذكر في باقي النسخ.
389 -
تخريجه:
هو في مسند إسحاق (4/ 296 أ).
ولم أجده في مظنته من الإتحاف.
وذكره الهيثمي (المجمع 2/ 97)، وقال: رواه البزار، والطبراني في الكبير، من طريق مسلم بن كيسان الملائي، وهو ضعيف، وقال البزار: لا بأس به. اهـ.
ورواه البزار (كشف الأستار 1/ 241، 242: 494، 495)؛ والطبراني في الكبير (11/ 85، 87: 11125، 11133)؛ وأبو الشيخ في طبقات المحدثين (2/ 240: 220)؛ ومن طريقه أبو نعيم في تاريخ أصبهان (1/ 295)، من طرق عن مسلم الملائي، به، ولفظ البزار الأول بمثل حديث الباب عدا قوله:(تضيعوا) فهي عنده (تضعفوا)، ولفظي الطبراني بنحوه، وفي الثاني (تضعف أمتي)، ولفظ أبي الشيخ وأبي نعيم مقارب وفيه (تضعفوا).
قال البزار: قد روي نحوه من غير وجه بغير لفظه، والملائي ليس به بأس، يروي عنه شعبة والثوري والأعمش وإسرائيل وجماعة كثيرة، واحتملوا حديثه. اهـ.
قلت: بل هو متروك. وهو عند أبي الشيخ معلقًا؛ لأنه لم يذكر من حدثه به عن يونس بن حبيب. وعند أبي نعيم منقطعًا لأن شيخه -وهو أبو الشيخ- لم يذكر من حدثه به عن يونس بن حبيب.=
= قال أبو نعيم: هذا الحديث ذكره أبو محمد بن حيان عن يونس ولم يذكر من دونه. اهـ.
ورواه ابن عدي في الكامل (1/ 242) في ترجمة إبراهيم بن الحكم بن أبان الصنعاني، من طريق صاحب الترجمة، عن أبيه، عن عكرمة، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"لولا أن يضعفوا عن السواك لأمرتهم به عند كل صلاة".
وفيه إبراهيم بن الحكم بن أبان، وهو ضعيف، قال ابن عدي: وبلاؤه ما ذكروه أنه كان يوصل المراسيل عن أبيه، وعامة ما يرويه لا يتابع عليه. اهـ.
وروى ابن عدي عن عباس بن عبد العظيم قال: كانت هذه الأحاديث في كتبه مراسيل ليس فيها ابن عباس ولا أبو هريرة، يعني أحاديث أبيه عن عكرمة. اهـ.
وانظر: التهذيب (1/ 115)؛ والتقريب (ص 89).
الحكم عليه:
الحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا؛ لأن فيه مسلم بن كيسان الملائي الأعور، وهو متروك. ومدار كل الروايات عليه، إلَّا ما ذكرت من رواية إبراهيم بن الحكم، عن أبيه، عن عكرمة، عن ابن عباس -كما في رواية ابن عدي، وقد بينت ضعفها في التخريج- وقد جاء نحو هذا الحديث عن غير واحد من الصحابة رضي الله عنهم.
فمن ذلك:
1 -
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:"لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لَأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ عِنْدَ كل صلاة"، رواه الجماعة وفي رواية:"لولا أن أشق على المؤمنين".
رواه البخاري (2/ 274: 887)؛ ومسلم (1/ 220: 252)؛ وأبو داود (1/ 40: 46) في أثناء حديث؛ والترمذي (1/ 34: 22)؛ والنسائي (1/ 12: 7)؛ وابن ماجه (1/ 105: 287)؛ ومالك في الموطأ (1/ 66)؛ وأحمد (2/ 245، 287، 399).=
= 2 - وعَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أمتي لامرتهم بالسواك عند كل صلاة". قال أبو سلمة: فرأيت زيدًا يجلس في المسجد وإن السواك من أذنه موضع القلم من أذن الكاتب، فكلما قام إلى الصلاة استاك.
رواه أبو داود (1/ 40: 47)؛ والترمذي (1/ 35: 23)؛ وابن أبي شيبة (1/ 168)؛ وأحمد (4/ 114، 116)؛ (5/ 193)؛ والطحاوي (1/ 43)؛ والبيهقي (1/ 37)، من طرق عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إبراهيم التيمي، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، به.
قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. اهـ. ونقل عن البخاري تصحيحه.
وفيه محمد بن إسحاق، وهو صدوق مدلس، ولم أر في شيء مما وقفت عليه من طرق الحديث تصريحه بالسماع، فلعل من صححه وقف على ذلك، أو اعتمد على شواهده.