المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌49 - باب الفتح على الإمام - المطالب العالية محققا - جـ ٣

[ابن حجر العسقلاني]

فهرس الكتاب

- ‌4 - كِتَابُ الصَّلَاةِ

- ‌1 - بَابُ فَضْلِ الصَّلَاةِ

- ‌2 - بَابُ عِظَم قَدْرِ الصَّلَاةِ

- ‌3 - بَابُ الْأَذَانِ

- ‌4 - باب مؤذن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌5 - بَابُ صِفَةِ الْأَذَانِ وَمَوْضِعِهِ

- ‌6 - بَابُ التَّأْذِينِ قَبْلَ الْفَجْرِ فِي رَمَضَانَ

- ‌7 - بَابُ لَا يَكُونُ الإِمام مُؤَذِّنًا

- ‌8 - بَابُ فَضْلِ الْمُؤَذِّنِينَ

- ‌9 - بَابُ مَا يَقُولُ إِذَا سَمِعَ الْمُؤَذِّنَ

- ‌10 - باب فضل من أذن محتسبًا

- ‌11 - بَابُ مَا يَقُولُ بَعْدَ الْأَذَانِ

- ‌12 - بَابُ مَنْ أَذَّنَ فَهُوَ يُقِيمُ

- ‌13 - بَابُ إِذَا أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ فَلَا صَلَاةَ إلَّا الْمَكْتُوبَةُ

- ‌14 - بَابُ الْمَوَاقِيتِ

- ‌15 - بَابُ مُرَاعَاةِ الْأَوْقَاتِ بِالْمَقَادِيرِ الْمُعْتَادَةِ

- ‌16 - بَابُ جَوَازِ الْجَمْعِ بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ لِلْحَاجَةِ

- ‌17 - بَابُ تَأْخِيرِ الْعَصْرِ وَتَعْجِيلِهَا

- ‌18 - بَابُ الإِبراد بِالظُّهْرِ

- ‌19 - بَابُ تَأْخِيرِ الْعِشَاءِ

- ‌20 - بَابُ كَرَاهِيَةِ تَسْمِيَتِهَا الْعَتَمَةَ

- ‌21 - بَابُ كَرَاهَيةِ النَّوْمِ قَبْلَهَا

- ‌22 - بَابُ السَّمر بَعْدَ الْعِشَاءِ

- ‌23 - بَابُ الدُّعَاءِ فِي الصَّلَاةِ

- ‌26 - بَابُ اسْتِقْبَالِ الْقِبْلَةِ وَالسُّتْرَةِ لِلْمُصَلِّي

- ‌27 - بَابُ الِاجْتِهَادِ فِي الْقِبْلَةِ

- ‌28 - بَابُ سَتْرِ الْعَوْرَةِ

- ‌29 - بَابُ جَوَازِ الصَّلَاةِ فِي الثَّوْبِ الْوَاحِدِ

- ‌30 - بَابُ مَا يُصَلَّى عَلَيْهِ وَفِيهِ

- ‌31 - بَابُ مَا يُصَلَّى إِلَيْهِ وَمَا لَا يُصَلَّى إِلَيْهِ

- ‌32 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ ضَرْبِ الْمُصَلِّينَ

- ‌33 - بَابُ مَتَى يُؤْمَرُ الصَّبِيُّ بِالصَّلَاةِ

- ‌34 - [بَابُ بِنَاءِ الْمَسَاجِدِ وَتَوْسِيعِهَا]

- ‌35 - بَابُ فَضْلِ مَنْ بَنَى مَسْجِدًا

- ‌38 - بَابٌ فِي فَضْلِ مُلَازَمَةِ الْمَسْجِدِ

- ‌39 - بَابُ الْقَوْلِ عِنْدَ دُخُولِ الْمَسْجِدِ وَالْخُرُوجِ مِنْهُ

- ‌41 - بَابٌ السِّوَاكُ عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ

- ‌42 - بَابُ الصُّفُوفِ

- ‌43 - بَابُ صَلَاةِ الْجَمَاعَةِ

- ‌44 - بَابُ أَقَلِّ الْجَمَاعَةِ

- ‌45 - بَابُ الْمُحَافَظَةِ عَلَى الْجَمَاعَةِ

- ‌46 - بَابُ الْأَمْرِ بِاتِّبَاعِ الإِمام فِي أَفْعَالِهِ

- ‌48 - بَابُ أَمْرِ الإِمام بِالتَّخْفِيفِ

- ‌49 - بَابُ الْفَتْحِ عَلَى الإِمام

- ‌51 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ التَّدَافُعِ فِي الإِمامة بَعْدَ الإِمام

- ‌52 - بَابُ مِقْدَارِ الْقِرَاءَةِ فِي الصَّلَاةِ

- ‌53 - باب التجميع في البيوت

- ‌54 - بَابُ شُرُوطِ الْأَئِمَّةِ

- ‌55 - بَابُ مَا يَصْنَعُ مَنْ جَاءَ وَحْدَهُ فَوَجَدَ الصَّفَّ كَامِلاً

- ‌56 - بَابُ قَضَاءِ الْفَوَائِتِ

- ‌5 - " صِفَةُ الصَّلَاةِ

- ‌1 - بَابٌ فِي الِاسْتِفْتَاحِ وَغَيْرِهِ

الفصل: ‌49 - باب الفتح على الإمام

‌49 - بَابُ الْفَتْحِ عَلَى الإِمام

423 -

قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُبَشِّرٍ (1)[أَبُو سَعْدٍ](2) الصَّاغَانِيُّ، ثنا إِسْرَائِيلُ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ (3)، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ رضي الله عنه: (مِنَ السُّنَّةِ أَنْ يُفْتَحَ عَلَى الإِمام إِذَا اسْتَطْعَمَكَ). قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ: ما استطعام الإِمام. قال: إذا سكت.

(1) في (ك) بدون نقط، والصواب: ميسر -بالياء التحتانية بعدها مهملة-كما في مصادر ترجمته.

(2)

في (مح)، و (حس)، و (عم)، و (سد):(أبو سعيد). وما أثبته من (ك)، و (الإتحاف)، وهو الصواب.

(3)

هو السلمي.

ص: 747

423 -

تخريجه:

ذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 166أ)، كتاب الإمامة، باب الفتح على الإِمام، وعزاه لأحمد بن منيع.

ورواه البيهقي (3/ 213)، كتاب الجمعة، باب إذا حصر الإِمام لقن.

من طريق أحمد بن منيع، به مثله.

ورواه ابن أبي شيبة (2/ 72)، كتاب الصلوات: من رخص في الفتح على الإِمام، والبيهقي (3/ 213).=

ص: 747

= من طريق ليث بن أبي سليم، عن عبد الأعلى، به، ولفظه:(إذا استطعمك الإِمام فأطعمه) وفي رواية البيهقي بضمير الجمع، وفيها شك، قال إسماعيل -هو ابن علية الراوي عن ليث- أحسبه عن علي. قال أبو عبيد: هكذا حفظته عنه، ثم بلغني بعد عنه أنه كان لا يشك فيه).

وليث صدوق سيِّىء الحفظ، اختلط فلم يتميز حديثه، لكنه صالح للمتابعة.

ورواه الدارقطني (1/ 400)، كتاب الصلاة، باب تلقين المأموم لإمامه.

من طريق أبي حفص الأبار. والبيهقي (3/ 213)، من طريق الحسين بن عُمارة.

كلاهما عن عطاء بن السائب، عن أبي عبد الرحمن السلمي -في رواية الدارقطني: أراه- عن علي رضي الله عنه قال: (إذا استطعمكم الإِمام فأطعموه).

وأبو حفص عمر بن عبد الرحمن بن قيس الأبار، صدوق، وإن يحفظ (التقريب ص 415) لكن لم أجد له ذكر فيمن روى عن عطاء بن السائب قبل الاختلاط، فإن عطاء ثقة اختلط بآخرة.

والحسن بن عُمارة، متروك (التقريب ص 162).

ورواه عبد الرزاق (2/ 143: 2831)، كتاب الصلاة، باب تلقينه الإِمام.

من طريق الثوري، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السلمي، قال:(إذا استطعمكلم فأطعموه) يقول: إذا تعايا فردوا عليه.

قلت: جعله الثوري من كلام أبي عبد الرحمن السلمي.

ص: 748

الحكم عليه:

الأثر بهذا اللفظ له حكم الرفع لقوله: (من السنة)، لكن في إسناده أبو سعد الصاغاني، وهو ضعيف. وفيه أيضًا عبد الأعلي بن عامر الثعلبي، وهو ضعيف أيضًا، وقد تابعه عطاء بن السائب، لكنه مختلط ولم يتبين أن الراوي عنه روى عنه قبل ذلك.=

ص: 748

= فالأثر ضعيف، لكنه ينجبر بما له من الشواهد فيرتقي إلى الحسين لغيره، وقد قال الحافظ (التلخيص 1/ 284): وقد صح عن أبي عبد الرحمن السلمي قال: قال علي: إذا استطعمك الإِمام فأطعمه. اهـ.

ومن شواهده:

1 -

عن يحيى بن كثير الكاهلي الأسدي، عن المسور بن يزيد الأسدي المالكي، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يحيى: وربما قال: شَهِدْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ في الصلاة فترك شيئًا لم يقرأه، فقال له رجل يا رسول الله، تركت آية كذا وكذا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:" هلا أذكرتنيها" قال: كنت أراها نسخت.

رواه أبو داود (1/ 558: 907)؛ وعبد الله بن أحمد في زوائده على المسند (4/ 74)؛ وابن خزيمة (3/ 73: 1648)؛ وابن حبان (4/ 6: 2237، 2238)؛ والبيهقي (3/ 211).

من طرق عن مروان الفزاري، به.

قال أبو حاتم (العلل لابنه 1/ 156: 441): لم يرو هذا الحديث غير مروان، ويحيى بن -زاد في الأصل (أبي) وهو خطأ- كثير، ومسور مجهولان. اهـ.

قلت: مروان بن معاوية الفزاري، ثقة حافظ، وقد صرح بالتحديث. ويحيى بن كثير الكاهلي، لم يرو عنه إلَّا مروان، وضعفه النسائي، وقال أبو حاتم: شيخ. اهـ.

وهنا قال: مجهول. وذكره ابن حبان في الثقات، وقال الذهبي: ضعيف.

وقال الحافظ: لين الحديث. اهـ. وهو كما قال النسائي والذهبي.

(الجرح 9/ 183؛ الثقات 5/ 527؛ الكاشف 3/ 233؛ التهذيب 11/ 267؛ التقريب ص 595).

وأما المسور بن يزيد فعدوه في الصحابة استنادًا على هذا الحديث (الإصابة 6/ 99)، القسم الأول.

وعلى هذا فالحديث ضعيف، لكنه يتقوى مما سيأتي إن شاء الله تعالى.=

ص: 749

= 2 - وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، صلَّى صلاة فقرأ فيها، فلُبِّس عليه، فلما انصرف قال لُأبي:"أصليت معنا"؟ قال: نعم، قال:"فما منعك"، زاد ابن حبان:"أن تفتحها علي" وكذلك الطبراني والبيهقي.

رواه أبو داود (1/ 558: 907) -لم يعطه المحقق رقمًا فأعطيته رقم سابقه-؛ وتمام في فوائده، كلما في الروض البسام (1/ 329: 311)، من طريق هشام بن إسماعيل العطار؛ وابن حبان (4/ 6: 2239)؛ والطبراني في الكبير (12/ 313: 13216)؛ والبيهقي (3/ 212)، من طريق هشام بن عمار.

كلاهما عن محمد بن شعيب بن شابور، أخبرنا عبد الله بن العلاء بن زبر، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، به.

قال النووي (المجموع 4/ 241): رواه أبو داود بإسناد صحيح كامل الصحة، وهو حديث صحيح. اهـ.

قلت: هشام بن إسماعيل العطار، ثقة فقيه عابد (التقريب ص 572)؛ وهشام بن عمار، صدوق كَبر فصار يتلقن، فحديثه القديم أصح (التقريب ص 573)، وانظر: الميزان (4/ 302)؛ ومحمد بن شعيب، وعبد الله بن العلاء، كلاهما ثقة.

(الكاشف 3/ 47؛ الميزان 3/ 580؛ التهذيب 9/ 222؛ التقريب ص 483، 317؛ تهذيب الكمال 15/ 403)، فرجاله كلهم ثقات.

لكن قال ابن أبي حاتم (العلل 1/ 77: 207) سألت أبي عن حديث رواه هشام بن إسماعيل، عن محمد بن شعيب بن شابور، عن عبد الله بن العلاء بن زبر -تحرفت في الأصل إلى (زيد) -، عن سالم، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أنه صلَّى فترك آية، فلما انصرف قال: "أفيكم أبي

" وذكر الحديث. قال أبي: هذا وهم، دخل لهشام بن إسماعيل حديث في حديث. نظرت في بعض أصناف محمد بن شعيب فوجدت هذا الحديث: رواه محمد بن شعيب، عن محمد بن يزيد البصري، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، صلى فترك آية، هكذا مرسل. ورأيت بجنبه=

ص: 750

= حديث عبد الله بن العلاء، عن سالم، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أنه سئل عن صلاة الليل فقال:"مثنى مثنى، فإذا خشيت الصبح" فعلمت أنه سقط على هشام بن إسماعيل متن حديث عبد الله بن العلاء، وبقي إسناده، وسقط إسناد حديث محمد بن يزيد البصري، فصار متن حديث محمد بن يزيد البصري، بإسناد حديث عبد الله بن العلاء، وهذا حديث مشهور يرويه الناس عن هشام بن عروة.

فلما قدمت السفرة الثانية رأيت هشام بن عمار يحدث به عن محمد بن شعيب، فظننت البغداديين أدخلوه عليه. فقلت له: يا أبا الوليد ليس هذا من حديثك.

فقال: أنت كتبت حديثي كله؟ فقلت: أما حديث محمد بن شعيب فإني قدمت عليك سنة بضع عشرة فسألتني أن أخرج لك مسند محمد بن شعيب فأخرجت إليَّ حديث محمد بن شعيب، فكتبت لك مسنده، فقال: نعم هي عندي بخطك، قد أعلمت الناس أن هذا بخط أبي حاتم. فسكت. اهـ.

قلت: وهذه علة لطيفة تدل على تبحر أبي حاتم رحمه الله في هذا الفن، فإن هشام بن إسماعيل وإن كان ثقة حافظًا، فيجوز عليه الوهم، لكنه نادر؛ لأن كل إنسان مهما كان حفظه فجائز وقوع ذلك عليه، خاصة بمثل هذه الصورة الدقيقة التي ذكر أبو حاتم.

أما هشام بن عمار فكان يتلقن -كما تقدم- وقد كتب له أبو حاتم حديث محمد بن شعيب وليس فيه هذا الحديث.

كما أن إعراض الأئمة -عدا أبا داود، وابن حبان- عن إخراج هذا الحديث في كتبهم -على ثقة رجاله- ملمح إلى أنهم كانوا يرون أن فيه شيئًا.

3 -

وعن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: (كنا نفتح على الأئمة عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم).

رواه الدارقطني (1/ 399)؛ والحاكم (1/ 267)؛ والبيهقي (3/ 212)، من طريق يحيى بن غيلان، ثنا عبد الله بن بزيع، ثنا حميد، به.=

ص: 751

= قال الحاكم: يحيى بن غيلان، وعبد الله بن بزيع التستريان ثقتان. هذا حديث صحيح. اهـ. ووافقه الذهبي.

قلت: يحيى بن غيلان، قال فيه ابن حبان في الثقات: مستقيم الحديث. اهـ.

وقال الحافظ: مقبول. اهـ.

(الثقات 9/ 267؛ التقريب ص 595)، وهو الراسبي التستري.

وأما عبد الله بن بزيع التستري القاضي، فقد خرجوه، فقال الدارقطني: لين ليس بمتروك. اهـ.

وقال ابن عدي: عامة أحاديثه ليست بمحفوظة، وليس هو عندي ممن يحتج به. اهـ.

وقال الساجي: ليس بحجة، روى عنه يحيى بن غيلان مناكير.

(الكامل 4/ 1566؛ الميزان 2/ 396؛ اللسان 3/ 263).

فالحديث لين لكنه حسن بشواهده المرفوعة والموقوفة.

4 -

وعنه -أيضًا- رضي الله عنه قَالَ: (كَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم، يلقن بعضهم بعضًا في الصلاة).

رواه الدارقطني (1/ 400)؛ والحاكم (1/ 276)؛ والبيهقي (3/ 213).

من طريق جارية بن هرم، ثنا حميد، به.

قال الذهبي: جارية متروك. اهـ.

وهو كما قال. انظر: اللسان (2/ 91).

5 -

وسيأتي حديث ابن عباس رضي الله عنه: - (تَرَدَّدَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

) الحديث- بعد هذا مباشرة. وهو ضعيف منجبر.

6 -

وعن ابن جريج، قال: أخبرني نافع قال: (كنت ألقن ابن عمر في الصلاة فلا يقول شيئًا).

رواه عبد الرزاق (2/ 143: 2826)، والبيهقي (3/ 212).=

ص: 752

= وإسناده صحيح.

وعن معمر، عن أيوب، عن نِافِع: أَنَّ ابْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما، صلى المغرب فلما قرأ:{غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7)} ، جعل يقرأ:{بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1)} مرارًا ورددها فقلت: {إِذَا زُلْزِلَتِ} فقرأها، فلما فرغ لم يعب ذلك عليَّ.

رواه عبد الرزاق (2/ 143: 2827)، ومن طريقه البيهقي (3/ 212).

وسنده صحيح.

وعن ابن فضيل، عن أشعث، عن نافع، قال: صلى بنا ابن عمر. قال: فتردد. قال: ففتحت عليه فأخذ عني.

رواه ابن أبي شيبة (2/ 73).

وأشعث هو ابن سوار، صدوق فيه لين، لكن روايته منجبرة بالروايات السابقة عن ابن عمر.

(الكاشف 1/ 82؛ التقريب ص 113؛ التهذيب 1/ 352).

وفي الباب عن عثمان بن عفان، وأنس، وأبي هريرة، والحسن، وابن سيرين وغيرهم من السلف رضي الله عنهم، أنهم كانوا لا يرون بذلك بأسًا.

انظر: عبد الرزاق (2/ 141، 143)؛ ابن أبي شيبة (2/ 71)؛ البيهقي (3/ 212).

ص: 753

424 -

وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، نا (1) قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنِ الْأَغَرِّ (2)، عَنْ خَلِيفَةَ بْنِ حُصَيْنٍ (3)، عَنْ أَبِي نَصْرٍ -هُوَ الْأَسَدِيُّ-، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قَالَ:(تَرَدَّدَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي آيَةٍ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ، فَلَمَّا قَضَى الصَّلَاةَ نَظَرَ فِي وُجُوهِ الْقَوْمِ، فَقَالَ (4): "أَمَا صلَّى مَعَكُمْ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ"؟ قَالُوا: لَا. قَالَ (5): فَرَأَى الْقَوْمُ أَنَّهُ إِنَّمَا تَفَقَّدَهُ (6) لِيَفْتَحَ عليه (7)).

(1) في (عم)، و (سد)، و (ك): ثنا.

(2)

هو ابن الصباح التميمي مولاهم.

(3)

في (ك): حصن.

(4)

في (سد): قال: "ما صلى" بدون همزة الاسفهام.

(5)

لفظة (قال): ليست في (ك).

(6)

في (ك) بيض لهذه الكلمة، وكتب بالهامش (سأل عنه).

(7)

لفظة (عليه) ليست في (سد).

ص: 754

424 -

تخريجه:

ذكره الهيثمي في بغية الباحث (ص 204: 143).

وذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 166 أ)، كتاب الإمامة، باب الفتح على الإِمام، وعزاه للحارث بن أبي أسامة، وقال: هذا إسناد حسن، قيس مختلف فيه وباقي رجال الإسناد ثقات. اهـ.

قلت: بل وفيه أبو نصر الأسدي، وهو مجهول.

ورواه البزار كلما في كشف الأستار (1/ 234: 479)؛ وزوائد البزار لابن حجر (ص 816: 322)؛ والطبراني في الكبير (12/ 126: 12665)؛ وفي الأوسط كما في مجمع البحرين (1/ 68 أ)، كتاب الصلاة، باب الفتح على الإِمام.

من طرق عن قيس بن الربيع، به مثله.=

ص: 754

= قال البزار: لا نعلمه عن ابن عباس إلَّا بهذا الإسناد، ولا عن غير ابن عباس بهذا اللفظ، وأبو نصر فلا نعلم روى عنه إلَّا خليفة. اهـ.

وقال الطبراني: لا يُرْوَى عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ إلَّا بِهَذَا الْإِسْنَادِ، تفرد به قيس. اهـ.

وقال الهيثمي: (المجمع 2/ 69): ورجاله ثقات خلا قيس بن الربيع، فإنه ضعفه يحيى القطان وغيره، ووثقه شعبة والثوري. اهـ.

قلت: انظر الحكم على الحديث.

ص: 755

الحكم عليه:

الحديث بهذا الإسناد فيه قيس بن الربيع، وهو صدوق ساء حفظه جدًا بعد توليته القضاء، وأدخل عليه ابنه ما ليس من حديث، وفيه أبو نصر الأسدي، وهو مجهول، ولا يعرف سماعه من ابن عباس.

لذا فالحديث بهذا الإسناد ضعيف.

لكن لعله ينجبر مما ذكرنا له في الحديث السابق من الشواهد، فيكون حسنًا لغيره.

ص: 755

50 -

بَابُ إِعَادَةِ الصَّلَاةِ لِجَمَاعَةٍ (1) فِي الْمَسْجِدِ

425 -

قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ، ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الْجَعْدِ أَبِي عُثْمَانَ، قَالَ:(مَرَّ بِنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رضي الله عنه، فِي مَسْجِدِ بَنِي ثَعْلَبَةَ، فَقَالَ: أَصَلَّيْتُمْ؟ قُلْنَا (2): نَعَمْ، -وَذَلِكَ فِي (3) صَلَاةِ الصُّبْحِ- فَأَمَرَ رَجُلًا فأذَّن، وَأَقَامَ ثُمَّ صَلَّى بِأَصْحَابِهِ).

*صحيح موقوف.

(1) في (ك): (جماعة).

(2)

في (ك): (فقلنا).

(3)

حرف (في) ليس في (ك).

ص: 756

425 -

تخريجه:

هو في مسند أبي يعلى (7/ 315: 4355).

وذكره الهيثمي (المقصد العلي ص 291: 217).

وذكره أيضًا: (المجمع 2/ 4)، وقال: رواه أبو يعلى، ورجاله رجال الصحيح. اهـ.

وذكره البوصري (الإتحاف 1/ 145 ب)، كتاب الأذان، باب من فاته صلوات أذن لكل صلاة، وعزاه لأبي يعلى، وقال: هذا إسناد رجاله ثقات. اهـ.

وعلقه البخاري في صحيحه (2/ 131)، كتاب الأذان، باب فضل الجماعة،=

ص: 756

= قال: (وجاء أنس إلى مسجد قد صُلِّيَ فيه فأذن وأقام، وصلى جماعة).

ورواه الحافظ (تغليق التعليق 2/ 276).

من طريق أبي يعلى، به مثله.

قال الحافظ: هذا إسناد صحيح موقوف. اهـ.

ورواه ابن المنذر (الأوسط 1/ 132 ب)، كتاب الأذان، ذكر الأذان والإقامة لمن صلى في مسجد قد صلّى فيه أهله.

من طريق سعيد بن منصور، ثنا حماد بن زيد، به فذكره بلفظ مقارب.

ورواه عبد الرزاق (2/ 191: 3417)، كتاب الصلاة، باب الرجل والرجلان يدخلان المسجد؛ ومن طريقه ابن المنذر (الأوسط: الإحالة السابقة).

من طريق جعفر بن سليمان -وهو الضبعي- عن أبي عثمان، به نحوه، وفي آخره عند عبد الرزاق حديث مرفوع في الدعاء لأنس.

وهذا سند صحيح مما قبله، لأن جعفر بن سليمان، وإن كان ثقة ففيه كلام يسير. انظر: التهذيب (2/ 95).

ورواه عبد الرزاق (2/ 292: 3418)؛ وابن أبي شيبة (2/ 321)، كتاب الصلوات، في القوم يجيئون إلى المسجد وقد صلي فيه، من قال لا بأس أن يجمعوا؛ والبيهقي (3/ 70)، كتاب الصلاة، باب الجماعة في مسجد قد صلي فيه إذا لم يكن فيه تفرق الكلمة.

من طريق الثوري -عند عبد الرزاق والبيهقي-، وهشيم -عند ابن أبي شيبة-، كلاهما عن -وقال هشيم: أخبرنا- يونس بن عبيد، حدثني أبو عثمان اليشكري، به نحوه. ورواية عبد الرزاق والبيهقي أخصر.

وقال ابن أبي شيبة: حدثنا إسماعيل بن عيينة عن الجعد أبي عثمان، عن أنس، بمثله.

وهذان إسنادان صحيحان.=

ص: 757

= ورواه ابن أبي شيبة (1/ 221)، كتاب الأذان والإقامة، في الرجل يجيء إلى المسجد وقد صلوا، أيؤذن ويقيم؟.

قال: ثنا ابن علية، عن الجعد أبي عثمان، عن أنس: أنه دخل المسجد وقد صلوا، فأمر رجلًا فأذن وأقام.

وهذا سند صحيح.

ورواه البيهقي (3/ 70).

من طريق أبي بحر البربهاري، ثنا بشر بن موسى، ثنا الحميدي، ثنا أبو عبد الصمد العمي، ثنا الجعد أبو عثمان اليشكري، قال: صلينا الغداة في مسجد بني رفاعة وجلسنا، فجاء أنس بن مالك، في نحو من عشرين من فتيانه، فقال: أصليتم؛ قلنا: نعم. فأمر بعض فتيانه، فأذن وأقام، ثم تقدم فصلى بهم.

وأبو بحر محمد بن الحسين بن كوثر البربهاري، واهٍ متهم بالكذب.

انظر: الميزان (3/ 519).

ص: 758

الحكم عليه:

الأثر بهذا الإسناد صحيح كما قال الحافظ رحمه الله.

وله شواهد مرفوعة، منها:

1 -

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أبصر رجلًا يصلي وحده، فقال:"أَلَا رَجُلٌ يَتَصَدَّقُ عَلَى هَذَا فَيُصَلِّي مَعَهُ".

رواه أبو داود، وغيره، وقد سبق تخريجه في حديث رقم (408)، وهو حديث صحيح.

2 -

وعن أنس رضي الله عنه: أن رجلًا جاء وقد صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فقام يصلي وحده، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"من يتَّجِر على هذا فليصلي معه".

رواه الدارقطني (1/ 276).=

ص: 758

= من طريق عمر بن محمد بن الحسين الأسدي، عن أبيه، نا حماد بن سلمة، عن ثابت، به.

قال الزيلعي (نصب الراية 2/ 58): وسنده جيد. اهـ.

قلت: وهو كما قال عمر بن محمد، صدوق ربما وهم. (التقريب ص 417)، وأبوه، صدوق فيه لين.

وهو منحبر مما قبله.

ص: 759