الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
8 - بَابُ فَضْلِ الْمُؤَذِّنِينَ
234 -
قَالَ [عَبْدُ](1) بْنُ حُمَيْدٍ: أَخْبَرَنَا (2) عَبْدُ الرَّزَّاقِ، [أنا مَعْمَر](3)، عَنْ أَبَانَ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ أَحَبَّ عَبَّادِ (4) اللَّهِ تَعَالَى، إِلَى اللَّهِ عز وجل، الَّذِينَ (5) يُراعون (6) الشمس والقمر".
(1) في (مح) و (حس): (عبيد)، وهو تحريف.
(2)
في (عم): (حدثنا).
(3)
في (مح) و (حس): (أبا معمرة)، وهو تحريف.
(4)
في (عم): (إن أحب العباد إلى الله عز وجل الذين
…
).
(5)
في (ك): (الذي).
(6)
أي: يراقبون الشمس والقمر ليعرفوا بها أوقات الصلوات وغيرها من مواسم العبادة. انظر: اللسان (14/ 327)، مادة:(رعي).
234 -
تخريجه:
هو في المنتخب من مسند عبد بن حميد (3/ 204: 1436).
وذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 126 أ، 1/ 139 أ)، كتاب الأذان، باب في الأذان والمؤذنين، وعزاه لعبد بن حميد.
ورواه البيهقي (1/ 379) موقوفًا على أبي هريرة رضي الله عنه، وفي سنده واصل بن أيوب الأسواري، لم أجد له ترجمة.=
= الحكم عليه:
الحديث بهذا الإِسناد ضعيف جدًا، لأن فيه أبان بن أبى عياش، وهو متروك.
وللحديث شاهد من حديث عبد الله بن أبي أوفى، وأنس بن مالك.
1 -
عن عبد الله بن أَبِي أَوَفِي، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"إن خيار عباد الله الذين يراعون الشمس والقمر والنجوم والأظلة لذكر الله".
رواه المروزي في زوائده على كتاب الزهد لابن المبارك (ص 460: 1304)، والبزار (كما في كشف الأستار 1/ 185: 366)؛ والطبراني في الكبير كما في المجمع (1/ 327)؛ وفي الدعاء (3/ 1637: 1876)؛ والحاكم (1/ 51) واللفظ له؛ وأبو نعيم في الحلية (7/ 227)؛ والبيهقي (1/ 379)؛ وابن حجر في نتائج الأفكار (1/ 320).
كلهم -عدا الطبراني في الكبير فلم أقف على سنده-، من طريق عبد الجبار بن العلاء، ثنا سفيان بن عيينة، عن مِسْعَر، عن إبراهيم السكسكي، به.
قال ابن شاهين -كما في نتائج الأفكار (1/ 320) -: هذا حديث صحيح غريب، تفرد به ابن عيينة، عن مسعر، وما رواه ثقة عنه إلَّا عبد الجبار. اهـ. وقال الحاكم: هذا إسناد صحيح، وعبد الجبار العطار ثقة، وقد احتج مسلم، والبخاري بإبراهيم السكسكي، وإذا صح مثل هذه الاستقامة لم يضره توهين من أفسد إسناده. اهـ. ثم رواه بسنده عن ابن المبارك عن مسعر عن إبراهيم السكسكي قال: حدثني بعض أصحابنا عن أبي الدرداء، أنه قال: إن أحب عباد الله
…
الحديث.
قال: هذا لا يفسد الأول ولا يُعِلُّهُ، فإن ابن عيينة حافظ ثقة، وكذلك ابن المبارك، إلَّا أنه أتى بأسانيد أخر كمعنى الحديث الأول. اهـ.
وقال أبو نعيم: تفرد سفيان عن مسعر، برفعه، ورواه خلاد وغيره عن مسعر موقوفًا. اهـ. وقال الهيثمي في المجمع (1/ 327): رجاله موثقون، لكنه معلول. اهـ.=
= قلت: قول الحاكم: (وقد احتج مسلم والبخاري بإبراهيم السكسكي) فيه وَهَمٌ، فلم يحتج مسلم بالسكسكي، وليس له في البخاري إلَّا حديثان، وهو صدوق ضعيف الحفظ، وقد تفرد بهذا الحديث عن ابن أبي أوفى. التهذيب (1/ 138)؛ (هدي الساري (ص 388)؛ التقريب (ص 91).
ورواه البزار -كما في كشف الأستار (1/ 185: 366) -، من طريق محمد بن الوليد بن أبان، ثنا يحيى بن أبي بكير، ثنا سفيان بن عيينة، به، فذكر نحوه.
قال البزار: لا نعلم رواه عن مسعر بهذا الإِسناد إلَّا سفيان، ومحمد بن الوليد لا نعلم أحدًا تابعه على روايته عن يحيى، والحديث إنما يعرف بعبد الجبار، والصحيح أنه موقوف على أبي الدرداء. اهـ.
قلت: قد توبع محمد بن الوليد على روايته عن يحيى، لكن المتابع ضعيف.
فرواه ابن صاعد في زوائده على كتاب الزهد لابن المبارك (ص 460: 1305)، من طريق محمد بن حميد قال: حدثنا يحيى بن أبي بكير، به نحوه. ومحمد بن حميد هو الرازي، وهو ضعيف. التقريب (ص 475).
ومحمد بن الوليد بن أبان، الظاهر أنه هو القلانسي المخرمي البغدادي، قال ابن عدي: يضع الحديث، ويوصله، ويسرق، ويقلب الأسانيد والمتون. اهـ. انظر: الكامل (6/ 287)؛ الميزان (4/ 59).
وقد ضعف الألباني هذا الحديث في ضعيف الجامع (2/ 154: 1854)، وهو كما قال.
2 -
وعن أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رضي الله عنه، كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول:"لو أقسمت لبررت: إن أحب عباد الله إلى الله لرعاة الشمس والقمر -يعني المؤذنين- وإنهم ليعرفون يوم القيامة بطول أعناقهم".
رواه الطبراني في الأوسط (كما في مجمع البحرين (1/ 60 أ)، كتاب الصلاة،=
= باب فضل الأذان)، والخطيب في تاريخه (3/ 99)، وابن حجر في نتائج الأفكار (1/ 321، 322).
من طريق جنادة بن مروان، ثنا الحارث بن النعمان الليثي، به.
قال الهيثمي في المجمع (1/ 326): وفيه جنادة بن مروان، اتهمه. أبو حاتم بالكذب. اهـ. انظر: الجرح (2/ 516).
وقال الحافظ: هذا حديث غريب. ونقل عن الطبراني أنه قال -بعد أن روي بهذا السند ستة أحاديث-: لم يرو هذه الأحاديث عن أنس إلَّا الحارث بن النعمان.
قال الحافظ: وهو ابن أخت سعيد بن جبير، وقد ضعفه البخاري وأبو حاتم -انظر: الضعفاء الصغير (ص 60) - والراوي عنه جُنادة -بضم الجيم وتخفيف النون- ضعفه أبو حاتم أيضًا، وخالفه ابن حبان فذكره في الثقات. اهـ.
وعليه فالحديث ضعيف جدًا بهذا الإسناد.
3 -
أثر أبي الدرداء: رواه ابن المبارك في الزهد (ص 460: 1303)، ومن طريقه الحاكم (1/ 51).
والبيهقي (1/ 379)، من طريق جعفر بن عون، كلاهما عن مسعر عن إبراهيم السكسكي قال: حدثني أصحابنا عن أبي الدرداء، فذكر نحوه.
وفي إسناده مبهم، وإبراهيم السكسكي صدوق ضعيف الحفظ كما تقدم.
(11)
حَدِيثُ بِلَالٍ رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لَهُ:"لَيْسَ شَيْءٌ (1) أَفْضَلَ مِنْ عَمَلِكَ إلَّا الْجِهَادُ".
يَأْتِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى فِي: فَضْلِ الْجِهَادِ (2).
(1) ساقطة من (عم).
(2)
كتاب الجهاد، باب فضل الجهاد، حديث رقم (1934).
235 -
وقال ابن أبي عمر: حدثنا المقرىء (1)، ثنا الإِفريقي (2)، ثنا سَلَامَانُ بْنُ عَامِرٍ الشَّعْباني، عَنْ أَبِي (3) عُثْمَانَ الْأَصْبَحِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ: "الْمُؤَذِّنُ (4) فَضْلُهُ (5) عَلَى مَنْ حَضَرَ الصَّلَاةَ بِأَذَانِهِ عِشْرُونَ وَمِائَةٌ، فَإِنْ أَقَامَ: فَأَرْبَعُونَ وَمِائَتَا حَسَنَةٍ، إلَّا من قال [مثل] (6) قوله".
(1) هو عبد الله بن يزيد القرشي المكي.
(2)
هُوَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادِ بْنِ أَنْعُمٍ.
(3)
في (عم): (ابن).
(4)
في (ك) والإتحاف: (للمؤذن).
(5)
في (عم) و (سد) و (ك) والإتحاف: (فضل).
(6)
في (مح): (من).
235 -
تخريجه:
ذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 138 ب)، كتاب الأذان، باب في الأذان والمؤذنين، وعزاه لابن أبي عمر، وقال: هذا إسناد ضعيف لضعف الإفريقي واسمه عبد الرحمن. اهـ.
ورواه أبو نعيم في أخبار أصبهان (1/ 327) في ترجمة سعيد بن بشر بن حماد القرشي من طريق صاحب الترجمة، ثنا أبو عبد الرحمن المقرىء، به مثله وزاد:(حسنة) بعد قوله: (عشرون ومائة).
الحكم عليه
الحديث بهذا الإسناد ضعيف، لضعف الإفريقي، ولجهالة حال أبي عثمان الأصبحي. ولم أجد ما يشهد لهذا الحديث.
236 -
[1] وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ شُرَحْبيل، ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ [بْنِ](1) أَبِي حبيب، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ (2)، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "الْمُؤَذِّنُونَ أَطْوَلُ النَّاسِ أَعْنَاقًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ (3)، وَهُمْ أَوَّلُ مَنْ يُؤْذَن لَهُمْ فِي الْكَلَامِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ".
* مُرْسَلٌ.
[2]
وَقَدْ (4) أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ، مِنْ طَرِيقٍ أُخْرَى عَنِ ابْنِ (5) لَهِيعَةَ بِهَذَا الإِسناد إِلَى أَبِي الخير، عن عقبة بن عامر موصولًا.
(1) هو مرثد بن عبد الله اليزني.
(2)
ساقطة من (مح).
(3)
قال ابن حبان في صحيحه (3/ 90): العرب تصف باذل الشيء الكثير بطول اليد، ومتأمل الشيء الكثير بطول العنق. فقوله صلى الله عليه وسلم:"الْمُؤَذِّنُونَ أَطْوَلُ النَّاسِ أعناقًا يوم القيامة"، يريد أطولهم لتأمل الثواب. اهـ. وقال النضر بن شميل -شرح النووي (4/ 92) -: إذا ألجم الناس العرق يوم القيامة طالت أعناقهم لنلا ينالهم ذلك الكرب والعرق. اهـ. قلت: ولعل الحديث شامل لهاتين المزيتين، فهم مؤملون في ثواب الله، ومرتفعة أعناقهم لئلا يلجمهم العرق. وقيل غير ذلك في المراد بها. انظر: فيض القدير (6/ 250).
(4)
من قوله: (وقد أخرجه) إلى آخر الكلام، ليس في (ك).
(5)
لفظة (ابن)، ساقطة من (حس).
236 -
تخريجه:
ذكره الهيثمي (بغية الباحث 1/ 169: 117).
وذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 139 أ)، كتاب الأذان، باب في الأذان والمؤذنين، وعزاه للحارث بن أبي أسامة، وقال: هذا إسناد ضعيف ومرسل. اهـ.
وروى الجزء الأول منه الطبراني في الكبير (17/ 282: 777)، مِنْ طَرِيقِ ابْنِ لَهِيعَةَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عن أبي الخير، عن عقبة بْنِ عَامِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: فذكره.=
= قال الهيثمي (المجمع 1/ 326 ب)، رواه الطبراني في الكبير، وفيه ابن لهيعة وفيه ضعف. اهـ.
ولم أجد الرواية التي ذكر الحافظ أن الطبراني أخرجها في الأوسط، في مظانها في مجمع الزوائد، ولا مجمع البحرين، فلعل قوله:(الأوسط) وهم، صوابه (الكبير).
الحكم عليه
الحديث بهذا الإسناد فيه علتان:
الأولى: ضعف ابن لهيعة، وخاصة أن الراوي عنه غير العبادلة.
الثانية: الإرسال لأن أبا الخير تابعي.
لذا فالحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا، لكن الجزء الأول منه صحيح ثابت عند مسلم وغيره من حديث معاوية رضي الله عنه، وروي عن غيره من الصحابة رضي الله عنهم.
1 -
مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ رضي الله عنه:
رواه مسلم (1/ 290: 387)؛ وابن ماجه (1/ 240: 725)؛ وابن أبي شيبة (1/ 225)؛ وأحمد (4/ 95 - 98)؛ وأبو عوانة (1/ 333)؛ وابن حبان (3/ 89: 1667)، من طرق عن طلحة بن يحيى بن عبيد الله، عن عمه عيسى بن طلحة قال: سمعت معاوية عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:
…
فَذَكَرَهُ. ووقع في إسناد ابن أبي شيبة سقط أظنه من الناسخ فجاء السند هكذا: (حدثنا أبو بكر قال: نا يعلى بن عبيد، عن طلحة بن يحيى قال: سمعت معاوية)، وطلحة لم يسمع من معاوية قطعًا، وإنما الذي حصل هو أنه سقط اسم عيسى بن طلحة، وهو الذي سمع معاوية رضي الله عنه، ثم وجدته في طبعة حبيب الرحمن الأعظمي، (2/ 43: 2315)، جاء على الصواب كما في بقية المصادر.
2 -
أبو هريرة رضي الله عنه:=
= رواه ابن حبان (3/ 89: 1668)، من طريق معمر، عن منصور، عن عباد بن أنيس، عن أبي هريرة مرفوعًا:
…
فذكره. ورجاله ثقات إلَّا عباد بن أنيس فقد ذكره ابن حبان في الثقات ولم يذكر في الرواة عنه إلَّا واحدًا، ولم أجد من ترجمه غيره فأخاف أن يكون مجهولًا. الثقات (5/ 141).
ورواه الطبراني في الأوسط، مجمع البحرين (1/ 60 ب)، من طريق القعنبي، ثنا خالد بن أبي الصلت، عن أبيه، به.
قال الهيثمي - (المجمع 1/ 326) -: وفيه أبو الصلت البصري، قال المزي: روى عنه علي بن زيد ولم يذكر غيره. وقد روى عنه ابنه خالد بن أبي الصلت في الطبراني في هذا الحديث، وبقية رجاله موثقون. اهـ.
قلت: وقال الذهبي - (الميزان 4/ 540) - أبو الصلت عن أبي هريرة، لا يعرف، روى عنه: علي بن جدعان. اهـ.
وبرواية ابنه عنه ارتفعت جهالة عينه لكن بقي مجهول الحال.
3 -
أنس بن مالك رضي الله عنه:
رواه أحمد (3/ 169، 264)، من طريق الأعمش قال: حُدِّثْتُ عن أنس مرفوعًا:
…
فذكره. ولم يصرح الأعمش بمن حدثه فالحديث منقطع ضعيف.
4 -
زيد بن أرقم:
رواه ابن أبي شيبة في المصنف (1/ 225)، من طريق يزيد بن هارون، نا شيخ من أهل البصرة قال: نا القاسم بن عوف الشيباني عن زيد بن أرقم، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
فَذَكَرَهُ، وفي أوله زيادة. وهو ضعيف لأجل هذا الإبهام -شيخ من أهل البصرة-.
ورواه الطبراني في الأوسط (3/ 406: 2872)؛ والكبير (5/ 209: 5118)، من طريق سليمان بن داود الشاذكوني، ثنا سهل بن حسان بن مِصَك، حدثني أبي، عن قتادة، عن القاسم بن عوف -تحرفت في الأوسط إلى (عون) - الشيباني، به فذكره.=
= قال الطبراني -في الأوسط-: لم يرو هذا الحديث عن قتادة إلَّا حسام بن مصك. اهـ.
وقال الهيثصي في المجمع (1/ 326): رواه الطبراني في الكبير، والأوسط، وفيه حسام بن مصك وهو ضعيف. اهـ.
قلت: بل هو متروك. انظر: المغني (1/ 155).
وسليمان بن داود الشاذكوني، حافظ متروك. انظر: الميزان (2/ 205).
ورواه البزار كما في كشف الأستار (3/ 254: 2693)؛ والطبراني في الكبير (5/ 209: 5119)؛ وابن عدي (2/ 840)؛ وأبو نعيم في الحلية (1/ 147)، من طريق يزيد بن هارون، أنا حسام بن مِصَك، عن قتادة، عن القاسم -في كشف الأستار: الحسن. ولم أجد في الرواة أحدًا بهذا الاسم- ابن ربيعة، به فَذَكَرَهُ. قَالَ الْبَزَّارُ: لَا نَعْلَمُهُ يُروى عَنْ زيد بن أرقم إلَّا من هذا الوجه، ولم يرْوه عن قتادة إلَّا حسام. اهـ.
وقال الحافظ في نتائج الأفكار (1/ 312): هذا حديث غريب. اهـ.
قلت: وفيه حسام بن مصك، وهو متروك، كما تقدم.
237 -
وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَنَاب، ثنا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْوَلِيدِ (1)، عَنْ مُحارب، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ أَهْلَ السَّمَاءِ لَا يَسْمَعُونَ مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ إلَّا الْأَذَانَ".
* عبيد الله ضعيف جدًا.
(1) الوصافي.
237 -
تخريجه:
ذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 139 ب)، كتاب الأذان، باب في الأذان والمؤذنين، وعزاه لأبي يعلى، وقال: هذا إسناد ضعيف، عبيد الله بن الوليد أجمعوا على ضعفه. وقال الحاكم: روى عن محارب بن دثار أحاديث موضوعه. اهـ.
ورواه أبو أمية الطرسوسي في مسند ابن عمر (ص 24: 12)، من طريق سحيم بن القاسم الحَرَّاني، حدثنا عيسى بن يونس به، فذكره. -سقطت صيغة التحديث بين عيسى والوصَّافي، فليتنبه لذلك-.
ورواه ابن حبان في المجروحين (2/ 63)، من طريق أبي يعلى، به، فذكره.
ورواه ابن عدي في الكامل (4/ 1630)، من طريق سعيد بن يحيى عن عبيد الله الوصافي، به، فذكره.
ومن طريق ابن عدي، رواه ابن الجوزي في العلل المتناهية (1/ 394: 659)،
قال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح، قال يحيى: عبيد الله الوصافي ليس بشيء.
وقال الفلاس: متروك الحديث. اهـ.
ورواه عبد الرزاق (1/ 486: 1868)، من طريق الثوري، قال: سمعت من يذكر أن أهل السماء
…
الحديث.
قلت: وقفه الثوري على شيخه، فلم يرفعه، ولم يسم شيخه الذي ذكر له ذلك وأظن أنه عبيد الله الوصافي، فإنه قد روى عنه، وإنما ترك تسميته هنا لضعفه.=
الحكم عليه:
الحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا، لأن فيه عبيد الله بن الوليد الوصافي، وهو ضعيف جدًا، وهو في روايته عن محارب بن دثار أكثر وهنًا.
قال ابن عدي (الكامل 4/ 1630) بعد روايته لهذا الحديث وغيره: وهذه الأحاديث للوصافي، عن محارب، عن ابن عمر هو الذي يرويها ولا يتابع عليها. اهـ.
وقال ابن الجوزي (العلل 1/ 394): هذا حديث لا يصح، قال يحيى: عبيد الله الوصافي ليس بشيء. وقال الفلاس: متروك الحديث. اهـ. وقال الألباني في ضعيف الجامع (2/ 150): ضعيف جدًا.
238 -
حَدَّثَنَا (1) مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الشَّامِيُّ بِعَبَّادَانَ (2)، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ الأَيْلي (3)، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ أُبي بْنِ كَعْبٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أُدْخِلْتُ (4) الْجَنَّةَ فَرَأَيْتُ فِيهَا جَنَابِذَ (5) مِنْ لُؤْلُؤٍ (6). فَقُلْتُ: لِمَنْ هَذَا يَا جِبْرِيلُ؟ فَقَالَ (7): لِلْمُؤَذِّنِينَ وَالْأَئِمَّةِ مِنْ أُمَّتِكَ".
* مُحَمَّدٌ شَيْخُ أَبِي يَعْلَى ضَعِيفٌ جدًا.
(1) القائل هو أبو يعلى.
(2)
عبَّادان -بفتح العين المهملة وتشديد الموحدة-: هي بليدة بنواحي البصرة، قرب البحر في الجزيرة التي بين مصبي دِجلة فيه، وكان يسكنها جماعة من العلماء والزهاد للعبادة والخلوة.
انظر: الأنساب (4/ 122)؛ معجم البلدان (4/ 74).
(3)
في (عم): (الأبلي).
(4)
في (عم) و (حس) و (سد): (دخلت)، وفي (ك):(دخل).
(5)
في (حس): (جنابة). والجنابذ: جمع جُنْبُذَة -بضم الجيم والموحدة- وهي ما ارتفع من الشيء واستدار كالقبة. (الصحاح 2/ 561).
(6)
في الإتحاف، وغيره زيادة:(وترابها المسك).
(7)
في (عم) و (سد) و (ك): (قال عليه الصلاة والسلام.
238 -
تخريجه:
ذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 139 ب)، كتاب الأذان، باب في الأذان والمؤذنين، وعزاه لأبي يعلى، وقال: هذا إسناد ضعيف، محمد بن إبراهيم ضعفوه، وكذبه الدارقطني. وقال فيه ابن حبان: يروي الموضوعات، لا تحل الرواية عنه. اهـ.
ورواه ابن أبي حاتم في العلل (1/ 149)، حديث رقم (417)، من طريق أبيه عن محمد بن إبراهيم بن العلاء، به فذكره، ثم قال: قال أبي: هذا حديث منكر، ومحمد بن العلاء مجهول. اهـ.
ورواه ابن عدي في الكامل (6/ 2274)، من طريق محمد بن سعيد بن مهران=
= الأيلي، ثنا محمد بن إبراهيم الشامي، به فذكره. قال: وهذا الإسناد منكر لا أعلم يرويه عن يونس غير محمد بن العلاء، وعنه محمد بن إبراهيم الشامي. اهـ.
ورواه الفاكهي في أخبار مكة (2/ 144: 325)، والهيثم بن كليب في مسنده (3/ 321: 1428)، من طريق محمد بن العلاء، به.
الحكم عليه:
الحديث بهذا الإسناد فيه علتان:
1 -
محمد بن إبراهيم الشامي، وهو متهم بالوضع.
2 -
محمد بن العلاء الأيلي، وهو مجهول.
ولم أجد من تابعه في رواية هذا الحديث بهذا اللفظ عن يونس بن يزيد، ولا عن غيره، فهو ضعيف جدًا.
وقد حكم عليه العلامة الألباني بالوضع في ضعيف الجامع (3/ 150: 2963)؛ والضعيفة (2/ 227: 826).
وهذا الحديث دون قوله: (فقلت: لمن هذا يا جبريل؟ قال: للمؤذنين والأئمة من أمتك) ثابت في الصحيحين وغيرهما، في آخر حديث الإسراء الطويل.
رواه البخاري (1/ 458: 349)، (6/ 374: 3342)؛ ومسلم (1/ 148: 163)، من طرق عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أنس، عن أبي ذر رضي الله عنه، فذكر حديث الإسراء بطوله، وفيه: قال ابن شهاب: وأخبرني ابن حزم أن ابن عباس وأبا حبة الأنصاري كانا يقولان: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "ثم عرج بي حتى ظهرت لمستوىً أسمع فيه صريف الأقلام".
قال ابن حزم وأنس بن مالك: قال رسول الله: "ففرض الله على أمتي. . ." الحديث، وفي آخره، قال:"ثم أدخلت الجنة فإذا فيها جنابذ اللؤلؤ، وإذا ترابها المسك".
239 -
حَدَّثَنَا (1) إِسْحَاقُ -هُوَ ابْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ-، ثنا عَبْدَةُ (2)، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ (3)، عَنِ الْحَسَنِ [قَالَ] (4):(بَلَغَنَا أَنَّ أَوَّلَ النَّاسِ (5) يُكْسَى (6) يَوْمَ القيامة من ثياب الجنة المؤذنون).
(1) القائل هو أبو يعلى.
(2)
هو ابن سليمان.
(3)
في (ك): (شهر).
(4)
ما بين المعقوفتين زيادة من (حس) و (عم) و (سد).
(5)
في (عم): (من).
(6)
في (عم) و (سد) و (حس): (يكتسي).
239 -
تخريجه:
ذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 139 ب)، كتاب الأذان، باب في الأذان والمؤذنين، وعزاه لأبي يعلى.
وروى ابن أبي شيبة (1/ 225)، كتاب الأذان والإقامة، في فضل الأذان وثوابه، من طريق أبي خالد الأحمر، عن هشام، عن الحسن قال:(المؤذن المحتسب أول من يكسى). وهشام هو ابن حسان الأزدي، ثقة إلَّا أن في روايته عن الحسن وعطاء مقالًا، لأنه قيل: كان يرسل عنهما. (التقريب ص 572).
ورواه أيضًا من طريق يزيد بن هارون، قال: أخبرنا هشيم، عن الحسن قال: أهل الصلاح والحسبة من المؤذنين أول من يكسى يوم القيامة.
الحكم عليه:
الأثر بهذا الإسناد رجاله ثقات عدا إسماعيل بن مسلم، فإن كان هو العبدي البصري القاضي، فهو ثقة.
لان كان هو المكي أبو إسحاق البصري، فهو ضعيف جدًا.
وفد توبع كما تقدم من وجهين فيهما مقال.
وهو بهذه الطرق مقطوع حسن.