المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌3 - باب الأذان - المطالب العالية محققا - جـ ٣

[ابن حجر العسقلاني]

فهرس الكتاب

- ‌4 - كِتَابُ الصَّلَاةِ

- ‌1 - بَابُ فَضْلِ الصَّلَاةِ

- ‌2 - بَابُ عِظَم قَدْرِ الصَّلَاةِ

- ‌3 - بَابُ الْأَذَانِ

- ‌4 - باب مؤذن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌5 - بَابُ صِفَةِ الْأَذَانِ وَمَوْضِعِهِ

- ‌6 - بَابُ التَّأْذِينِ قَبْلَ الْفَجْرِ فِي رَمَضَانَ

- ‌7 - بَابُ لَا يَكُونُ الإِمام مُؤَذِّنًا

- ‌8 - بَابُ فَضْلِ الْمُؤَذِّنِينَ

- ‌9 - بَابُ مَا يَقُولُ إِذَا سَمِعَ الْمُؤَذِّنَ

- ‌10 - باب فضل من أذن محتسبًا

- ‌11 - بَابُ مَا يَقُولُ بَعْدَ الْأَذَانِ

- ‌12 - بَابُ مَنْ أَذَّنَ فَهُوَ يُقِيمُ

- ‌13 - بَابُ إِذَا أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ فَلَا صَلَاةَ إلَّا الْمَكْتُوبَةُ

- ‌14 - بَابُ الْمَوَاقِيتِ

- ‌15 - بَابُ مُرَاعَاةِ الْأَوْقَاتِ بِالْمَقَادِيرِ الْمُعْتَادَةِ

- ‌16 - بَابُ جَوَازِ الْجَمْعِ بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ لِلْحَاجَةِ

- ‌17 - بَابُ تَأْخِيرِ الْعَصْرِ وَتَعْجِيلِهَا

- ‌18 - بَابُ الإِبراد بِالظُّهْرِ

- ‌19 - بَابُ تَأْخِيرِ الْعِشَاءِ

- ‌20 - بَابُ كَرَاهِيَةِ تَسْمِيَتِهَا الْعَتَمَةَ

- ‌21 - بَابُ كَرَاهَيةِ النَّوْمِ قَبْلَهَا

- ‌22 - بَابُ السَّمر بَعْدَ الْعِشَاءِ

- ‌23 - بَابُ الدُّعَاءِ فِي الصَّلَاةِ

- ‌26 - بَابُ اسْتِقْبَالِ الْقِبْلَةِ وَالسُّتْرَةِ لِلْمُصَلِّي

- ‌27 - بَابُ الِاجْتِهَادِ فِي الْقِبْلَةِ

- ‌28 - بَابُ سَتْرِ الْعَوْرَةِ

- ‌29 - بَابُ جَوَازِ الصَّلَاةِ فِي الثَّوْبِ الْوَاحِدِ

- ‌30 - بَابُ مَا يُصَلَّى عَلَيْهِ وَفِيهِ

- ‌31 - بَابُ مَا يُصَلَّى إِلَيْهِ وَمَا لَا يُصَلَّى إِلَيْهِ

- ‌32 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ ضَرْبِ الْمُصَلِّينَ

- ‌33 - بَابُ مَتَى يُؤْمَرُ الصَّبِيُّ بِالصَّلَاةِ

- ‌34 - [بَابُ بِنَاءِ الْمَسَاجِدِ وَتَوْسِيعِهَا]

- ‌35 - بَابُ فَضْلِ مَنْ بَنَى مَسْجِدًا

- ‌38 - بَابٌ فِي فَضْلِ مُلَازَمَةِ الْمَسْجِدِ

- ‌39 - بَابُ الْقَوْلِ عِنْدَ دُخُولِ الْمَسْجِدِ وَالْخُرُوجِ مِنْهُ

- ‌41 - بَابٌ السِّوَاكُ عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ

- ‌42 - بَابُ الصُّفُوفِ

- ‌43 - بَابُ صَلَاةِ الْجَمَاعَةِ

- ‌44 - بَابُ أَقَلِّ الْجَمَاعَةِ

- ‌45 - بَابُ الْمُحَافَظَةِ عَلَى الْجَمَاعَةِ

- ‌46 - بَابُ الْأَمْرِ بِاتِّبَاعِ الإِمام فِي أَفْعَالِهِ

- ‌48 - بَابُ أَمْرِ الإِمام بِالتَّخْفِيفِ

- ‌49 - بَابُ الْفَتْحِ عَلَى الإِمام

- ‌51 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ التَّدَافُعِ فِي الإِمامة بَعْدَ الإِمام

- ‌52 - بَابُ مِقْدَارِ الْقِرَاءَةِ فِي الصَّلَاةِ

- ‌53 - باب التجميع في البيوت

- ‌54 - بَابُ شُرُوطِ الْأَئِمَّةِ

- ‌55 - بَابُ مَا يَصْنَعُ مَنْ جَاءَ وَحْدَهُ فَوَجَدَ الصَّفَّ كَامِلاً

- ‌56 - بَابُ قَضَاءِ الْفَوَائِتِ

- ‌5 - " صِفَةُ الصَّلَاةِ

- ‌1 - بَابٌ فِي الِاسْتِفْتَاحِ وَغَيْرِهِ

الفصل: ‌3 - باب الأذان

‌3 - بَابُ الْأَذَانِ

224 -

قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ (1)، عَنِ الْمُغِيرَةِ (2)، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: اهْتَمَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِالْأَذَانِ لِلصَّلَاةِ وَكَرِهَ أن يَنْقُس (3) كما تصنع أَهْلُ مَكَّةَ، فَكَانَ صلى الله عليه وسلم يَبْعَثُ (4) رِجَالًا إِذَا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ فَيَشْغَلُهُمْ (5) عَنِ الصَّلَاةِ (6)، وَرَجَعَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدٍ (7) الْأَنْصَارِيُّ رضي الله عنه مُهْتَمًّا بِهَمِّ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَأُتِي فِي النَّوْمِ، وَقِيلَ: لِأَيِّ شَيْءٍ اهْتَمَمْتَ؟ قَالَ: لِهمِّ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. فَقَالَ الَّذِي أَتَاهُ: ائْتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَمُرْهُ أَنْ يُؤَذِّنَ بِالصَّلَاةِ:

اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إلَّا اللَّهُ -مَرَّتَيْنِ-، أَشْهَدُ أنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ -مَرَّتَيْنِ-، حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ -مَرَّتَيْنِ-، حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ -مَرَّتَيْنِ-، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إلَّا اللَّهُ. ثُمَّ قَالَ لَهُ (8): اجْعَلْ بَيْنَ الْأَذَانِ وَالْإِقَامَةِ مِثْلَ ذَلِكَ. قَالَ: فَأَتَى عبدُ اللَّهِ رضي الله عنه رسولَ الله، فَأَخْبَرَهُ بِذَلِكَ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"عَلِّمهَا بِلَالًا".

وَجَاءَ عمرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه، فَقَالَ: رَأَيْتُ مِثْلَ مَا رَأَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدٍ، وَلَكِنَّ عبد الله سبقني.

(1) هو ابن عبد الحميد الضبي.

(2)

هو ابن مقسم الضبي مولاهم.

(3)

ينقس: النَّقس الضرب بالناقوس، وهو خشبة طويلة تضرب بخشبة أصغر منها. والنصارى يُعلِمون بها أوقات صلاتهم. النهاية (5/ 106)، مادة:(نقس).

وقوله: (كما تصنع أهل مكة) لم أجد ما يثبته ولا ينفيه، لكن المشهور -كما سبق- أن هذا من عمل النصارى.

(4)

لفظة (يبعث) ساقطة من (حس).

(5)

في (ك): (فيعلمهم).

(6)

سقط قوله: (فيشغلهم عن الصلاة) من (عم).

(7)

في (حس): يزيد.

(8)

لفظة (له)، ليست في (ك).

ص: 63

* هَذَا مُرْسَلٌ (1) صَحِيحُ الإِسناد، وَهُوَ شَاهِدٌ (2) جَيِّدٌ لحديث ابن إسحاق المخرج في السنن (3).

(1) المرسل: هو ما رفعه التابعي إلى النبي صلى الله عليه وسلم، مسقطًا الواسطة بينه وبين النبي. هذا هو

المشهور عند المتأخرين. أما المتقدمون فقد يطلقونه على كل حديث سقط من إسناده رجل مهما كان موقعه.

انظر: التقييد والإيضاح (ص 55)؛ منهج النقد في علوم الحديث (ص 370).

(2)

الشاهد: هو كل حديث أتى عن صحابي آخر غير صحابي الحديث الأول سواء كان بلفظه، أو بمعناه. انظر: فتح المغيث (1/ 208).

(3)

يأتي تخريجه في الشواهد -إن شاء الله تعالى-.

ص: 64

224 -

تخريجه:

ذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 137 ب)، كتاب الأذان، باب بدء الأذان وصفته، وعزاه لإسحاق بن راهويه. وقال: هَذَا مُرْسَلٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَهُوَ شَاهِدٌ جَيِّدٌ لحديث ابن إسحاق المخرج في السنن. اهـ.

ورواه أبو داود في المراسيل (ص 2)، باب الأذان، من طريق هشيم، عن المغيرة، به مختصرًا، وزاد فيه ذكر الإقامة.=

ص: 64

= الحكم عليه:

رجال إسناده كلهم ثقات، إلَّا أن المغيرة لم يصرح بالسماع من الشعبي وهو مدلس، والشعبي تابعي لم يدرك النبي صلى الله عليه وسلم.

فالحديث بهذا الإِسناد ضعيف؛ للِإرسال، وعنعنة مغيرة.

وللحديث شاهد من حديث عبد الله بن زيد بن عبد ربه رضي الله عنه. روي عنه من طرق كثيرة أمثلها طريق محمد بن إسحاق، حدثني محمد بن إبراهيم التيمي، عن محمد بن عبد الله بن زيد، عن أبيه، فذكره بطوله، بنحو حديث الباب.

رواه أبو داود (1/ 337: 499)؛ والترمذي (1/ 358: 189) مختصرًا؛ وابن ماجه (1/ 232: 706)؛ وأحمد (4/ 43)؛ والدارمي (1/ 268)؛ وابن خزيمة (1/ 191، 193: 370، 371)؛ وابن حبان (3/ 93: 1677)؛ والدارقطني (1/ 241) مختصرًا؛ والبيهقي (1/ 390).

قال الترمذي: حديث عبد الله بن زيد، حديث صحيح. اهـ.

وقال ابن خزيمة (1/ 197): وخبر مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عن محمد بن عبد الله، عن أبيه، ثابت صحيح من جهة النقل لأن محمد بن عبد الله قد سمعه من أبيه، ومحمد بن إسحاق قد سمعه من محمد بن إبراهيم التيمي، وليس هو مما دلسه محمد بن إسحاق. اهـ.

وروى ابن خزيمة (1/ 193: 372)، عن محمد بن يحيى الذهلي، تصحيحه لهذا الحديث.

وروى البيهقي تصحيحه عن الذهلي، ثم قال: وفي كتاب العلل لأبي عيسى الترمذي قال: سألت محمد بن إسماعيل البخاري عن هذا الحديث، يعني حديث محمد بن إبراهيم التيمي-، فقال: هو عندي صحيح. اهـ.

قلت: لم أجد كلام الترمذي -هذا- في كتاب العلل الكبير له، والذي رتبه أبو طالب القاضي، ولم أجده في كتاب العلل الصغير الذي شرحه ابن رجب.

ص: 65

225 -

[1] قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْمَخْزُومِيُّ، أَخْبَرَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه قَالَ (1): إِنَّ أَبَا مَحْذُورَةَ رضي الله عنه أَذَّنَ الظُّهْرَ وَعُمَرُ رضي الله عنه بِمَكَّةَ وَرَفَعَ صَوْتَهُ [حِينَ](2) زَالَتِ الشَّمْسُ.

فَقَالَ عُمَرُ رضي الله عنه: يَا أَبَا مَحْذُورَةَ أما خفت أن تنشق مُرَيْطَاؤُكَ (3)؟ قَالَ رضي الله عنه: أَحْبَبْتُ أَنْ أسْمِعَك. فَقَالَ عُمَرُ رضي الله عنه: إِنِّي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ:"أَبْرِدُوا بِالصَّلَاةِ إِذَا اشْتَدَّ الْحَرُّ، فَإِنَّ (4) الْحَرِّ مِنْ فَيْحِ (5) جَهَنَّمَ، وَإِنَّ جَهَنَّمَ [تَحَاجَّتْ] (6) حَتَّى أَكَلَ بَعْضُهَا بَعْضًا، فَاسْتَأْذَنَتِ (7) اللَّهَ تبارك وتعالى فِي نَفَسَيْنِ. فَأَذِنَ (8) لَهَا، فَشِدَّةُ الْحَرِّ مِنْ فَيْحِ (9) جَهَنَّمَ، وَشِدَّةُ الزَّمْهَرِيرِ (10) مِنْ بَرْدِهَا (11) ".

[2]

رَوَاهُ الْبَزَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ سَهْلٍ (12)، وَأَحْمَدُ بْنُ الْوَلِيدِ (13)، قَالَا: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الحسن المخزومي، بهذا. وقال: لَا نَعْلَمُهُ مَرْفُوعًا [عَنْ عُمَرَ](14) إلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.

(1) لفظة (قال)، ليست في (ك).

(2)

في (مح) و (حس): (حتى)، وما أثبته أليق بالسياق.

(3)

تحرفت في (ك) إلى: (من نطاقك). والمريطاء هي الجلدة التي بين السرة والعانة. انظر: النهاية (4/ 320)، مادة:(مرط).

(4)

في المقصد العلي والإتحاف: (فإن شدة الحر).

(5)

فيح: الفيح سطوع الحر وفورانه. النهاية (3/ 484)، مادة:(فيح).

(6)

في (عم) و (سد): غير منقوطة، وفي (مح): تحاجب. وتحاجت بمعنى اشتكت، كما عند البخاري مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه.

(7)

في (حس): (فاستأذن).

(8)

من قوله: (فأذن لها) إلى قوله: (إلَّا من هذا)، ساقط من (حس).

(9)

سقطت لفظة (فيح) من (سد).

(10)

الزمهرير: شدة البرد، وهو الذي أعده الله عذابًا للفار في الدار الآخرة. النهاية (2/ 314)، مادة:(زمهر).

(11)

في المقصد العلي والإتحاف والمجمع: (من زمهريرها).

(12)

ابن إبراهيم الأعرج أبو العباس البغدادي.

(13)

ابن أبان، أبو جعفر الكرابيسي.

(14)

ما بين المعقوفتين زيادة من (ك) والإتحاف وكشف الأستار وزوائد البزار لابن حجر.

ص: 66

225 -

تخريجه:

ذكره الهيثمي في المقصد العلي (ص 267: 187)، ورمز له بـ (ك) علامة أنه من مسند أبي يعلى الكبير.

وذكره في (المجمع 1/ 306)، وعزاه لأبي يعلى والبزار، وقال: وفيه محمد بن الحسن بن زبالة نسب إلى وضع الحديث.

وذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 127ب)، وذكر رواية البزار وكلامه على الحديث، ثم قال -في محمد بن الحسن-: كذبه ابن معين، وأبو داود، ونسبه الساجي إلى وضع الحديث. وروى المرفوع منه دون القصة البزار، كما في كشف الأستار (1/ 188: 369)؛ وزوائد البزار لابن حجر (ص 592: 224)، وهي التي ذكر الحافظ هنا في الأصل.

ورواه أيضًا ابن عدي في الكامل (1/ 388)، بدون ذكر القصة، من طريق محمد بن الحسن بن زبالة المخزومي، به. ورواه أيضًا بقصته في ترجمة محمد بن الحسن بن زبالة (6/ 2180).

وروى القصةَ وأمْرَ عمرَ بالإبرادِ دون المرفوع من الحديث:

1 -

عبد الرزاق في المصنف (1/ 545: 2060)، من طريق عكرمة بن خالد قال: قدم عمر مكة

فذكر نحوه.=

ص: 67

ورجاله ثقات إلَّا أن عكرمة بن خالد لم يسمع من عمر -قاله أحمد- فيكون منقطعًا. انظر: جامع التحصيل (ص 239).

2 -

والبيهقي في السنن (1/ 439)، من طريق ابن أبي مليكة أن عمر بن الخطاب قدم مكة

فذكره. وفيه انقطاع لأن ابن أبي مليكة لم يسمع من عمر.

انظر: المراسيل لابن أبي حاتم (ص 113)؛ جامع التحصيل (ص 214).

3 -

ورواه أيضًا (1/ 397)، من طريق ابن أبي مليكة عن أبي محذورة: وهذا متصل لكن هذه الرواية مختصرة، وليس فيها ذكر الأمر بالإِبراد، وفيها أبو عامر الخزاز صالح بن رستم: صدوق كثير الخطأ. التقريب (ص 272).

ص: 68

الحكم عليه:

الحديث بهذا الإسناد ضعيَف جدًا. لأن في إسناده محمد بن الحسن، وهو متروك، وأسامة بن زيد بن أسلم، وهو ضعيف. لكن لقصته أصل عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه من غير طريق محمد بن الحسن كما مر في التخريج.

وأما المرفوع من الحديث فثابت عن عدد من الصحابة رضي الله عنهم، سوى عمر رضي الله عنه؛ فلم يصح عنه مرفوعًا، قاله الترمذي (1/ 296)، بعد ح (157)، والبزار -كما تقدم في التخريج- ومنها:

1 -

عن أبي هريرة، وابن عمر رضي الله عنهم، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أنه قال:

"إذا اشتد الحر فأبردوا عن الصلاة، فإن شدة الحر من فيح جهنم". رواه البخاري (2/ 15: 533، 534)؛ ورواه مسلم (1/ 430: 615)؛ وأبو داود (1/ 284: 402)؛ والترمذي (1/ 295: 157)؛ والنسائي (1/ 248: 500)؛ وابن ماجه (1/ 222: 677، 678)؛ ومالك (1/ 16) عن أبي هريرة وحده.

2 -

وعن أَبِي سَعِيدٍ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، نحوه. رواه البخاري (2/ 18: 538)؛ وابن ماجه (1/ 223: 679)؛ وأحمد (3/ 59)؛ وأبو يعلى (2/ 480: 1309).

3 -

وعن أبي ذر رضي الله عنه قال: أذن مؤذن النبي صلى الله عليه وسلم الظهر، فقال:=

ص: 68

= "أبرد أبرد -أو قال: انتظر انتظر- وقال: شدة الحر من فيح جهنم، فإذا اشتد الحر فأبردوا عن الصلاة حتى رأينا فيء التلول. رواه البخاري (2/ 18: 535)، واللفظ له؛ ومسلم (1/ 431: 616)؛ وأبو داود (1/ 283: 401)؛ والترمذي (1/ 297: 158)؛ وابن خزيمة (1/ 169: 328).

4 -

ولآخر الحديث شاهد مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: اشتكت النار إلى ربها فقالت: يا رب أكل بعضي بعضًا. فأذن لها بنفسين: نفسٌ في الشتاء، ونفسٌ في الصيف. فهو أشد ما تجدون من الحر، وأشد ما تجدون من الزمهرير" متفق عليه. البخاري (2/ 18: 537)، و (6/ 330: 3260)؛ ومسلم (1/ 431: 617).

ص: 69

226 -

وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيد، ثنا أَبُو حَيْوَة (1)، ثنا سَعِيدُ بْنُ سِنَانٍ، عَنْ أَبِي (2) الزَّاهِرِيَّةِ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ الْحَضْرَمِيِّ رضي الله عنه قَالَ (3): إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"أَوَّلُ مَنْ أَذَّنَ فِي السَّمَاءِ جِبْرِيلُ عليه الصلاة والسلام فَسَمِعَهُ عُمَرُ وَبِلَالٌ رضي الله عنهما، فَأَقْبَلَ عُمَرُ رضي الله عنه فَأَخْبَرَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بِمَا سَمِعَ (4). ثُمَّ أَقْبَلَ بِلَالٌ رضي الله عنه فَأَخْبَرَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بِمَا سَمِعَ. فَقَالَ لَهُ (5) رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "سَبَقَكَ (6) عُمَرُ. يَا بِلَالُ أَذِّنْ كَمَا سَمِعْتَ".

قَالَ: ثُمَّ أَمَرَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، أَنْ يَضَعَ أُصْبُعَيْهِ فِي أُذُنَيْهِ اسْتِعَانَةً بِهَا (7) على الصوت.

(1) هو شريح بن يزيد الحضرمي الحمصي المؤذن.

(2)

هو حُدَيْر بن كريب الحضرمي.

(3)

لفظة (قال)، ليست في (ك).

(4)

قوله: (بما سمع)، ساقط من (حس).

(5)

لفظة (له)، ليست في (عم) و (سد) و (حس).

(6)

قوله: (سبقك عمر) إلى قوله: (ثُمَّ أَمَرَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم): ساقط من (حس).

(7)

في (عم) و (سد) و (ك) والإتحاف: (بهما).

ص: 70

226 -

تخريجه:

ذكره الهيثمي (بغية الباحث 1/ 165: 113).

وذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 138 أ)، كتاب الأذان، باب بدء الأذان وصفته، وعزاه للحارث بن أبي أسامة، وقال: هذا إسناد ضعيف لضعف سعيد بن سنان. اهـ.

ص: 70

الحكم عليه:

الحديث بهذا الإسناد مرسل ضعيف جدًا، لأن كثير بن مرة لم يدرك النبي صلى الله عليه وسلم، ولأن في إسناده أبا مهدي سعيد بن سنان وهو متهم بالوضع.

ص: 70