الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
17 - بَابُ تَأْخِيرِ الْعَصْرِ وَتَعْجِيلِهَا
(1)
278 -
قَالَ (2) أَبُو بَكْرِ بن أبي شيبة: حدثنا (3) مُحَمَّدُ بْنُ [أَبِي](4) إِسْمَاعِيلَ (5)، عَنِ عُمَارَةَ بْنِ عَاصِمٍ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه -فَذَكَرَ الْحَدِيثَ- قَالَ: ثُمَّ أَتَتْهُ الْجَارِيَةُ فَقَالَتِ: الصَّلَاةَ أَصْلَحَكَ اللَّهُ. قَالَ: أيُّ الصلاة؟ قالت: صلاة العصر.
[قال: أَوَ قد صَلَّيتِها؟](6)، قالت: قَدْ صليتُها قَبْلَ أَنْ أدخلَ إِلَيْكَ. قَالَ: اسْتَأْخِرِي عَنِّي، لَمْ يَأْتِ الْعَصْرُ بَعْدُ.
ثُمَّ راجَعَتْهُ، فقال لها مثلَ قولها (7) الْأَوَّلِ.
ثُمَّ رَاجَعَتْهُ، [فَقَالَتْ] (8) لَهُ. فَقَالَ: قَدْ سمعتُ مَا قلتِ. نَاوِلِينِي وَضُوءًا، فَإِنَّ النَّاسَ يُصَلُّونَ هَذِهِ الصَّلَاةَ قَبْلَ وَقْتِهَا. ثُمَّ صَلَّى.
(1) تأخر هذا الباب في (ك) فأتى بعد الباب الذي يليه، وهو باب: الإبراد بالظهر.
(2)
ليست في (عم).
(3)
سقط من هنا شيخ أبي بكر بن أبي شيبة، وهو عبد الله بن نمير، كما في رواية أبي يعلى، من طريق أبي بكر بن أبي شيبة.
(4)
ما بين المعقوفتين زيادة من (ك).
(5)
هو السلمي الكوفي.
(6)
ما بين المعقوفتين زيادة من (ك)، وقد ألحق بهامشها وكتب فرقه (ظ).
(7)
في المطوع من مسند أبي يعلى: (قوله) وهي أليق بالسياق.
(8)
في (مح) و (ك): (فقلت).
278 -
تخريجه:
لم أجده في مظنته من الإتحاف.
وقد رواه أبو يعلى في مسنده (7/ 305: 4344) من طريق أبي بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ [أَبِي] إِسْمَاعِيلَ، به فذكره، وفي أوله زيادة تتعلق بالأوعية. وقد أشار إليها الحافظ هنا بقوله:(فذكر الحديث).
ورواه أبو بكر بن أبي شيبة في مصنفه (8/ 116: 3835)، كتاب الأشربة، باب ما ذكر عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِيمَا نهى عنه من الظروف، قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بن أبي إسماعيل، عن عمارة بن -تحرفت إلى (عن) - عَاصِمٍ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، فسألته عن النبيذ
…
الحديث، ولم يذكر لفظ حديث الباب، وكأنه اختصره هناك.
الحكم عليه:
الأثر بهذا الإسناد فيه علتان:
1 -
جهالة عمارة بن عاصم.
2 -
سقوط رجل من إسناده، لأنه لم يذكر في الرواة عن عمارة بن عاصم إلَّا محمد بن أبي إسماعيل، وأبو بكر بن أبي شيبة لم يدركه، وقد بينت رواية أبي يعلى هذا الساقط وهو عبد الله بن نمير، أحد شيوخ أبي بكر بن أبي شيبة.
فالأثر بهذا الإسناد ضعيف جدًا، ويزيده ضعفًا وتوهينًا أنه قد روي عن أنس بن مالك نفسه ما يدل على خلاف ذلك.
ولا يصح في تأخير العصر حديث لا عنه، ولا عن غيره، وقد روى البيهقي:
(1/ 443) عن الدارقطني في الكلام على حديث ابن رافع عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كان يأمرهم بتأخير العصر. قوله: هذا حديث ضعيف الإسناد، والصحيح عن رافع وغيره ضد هذا. اهـ.
1 -
وقد روى مسلم (1/ 434: 622)؛ وأبو داود (1/ 288: 413)؛=
= والترمذي (1/ 301: 160)؛ والنسائي (1/ 254: 511)؛ ومالك في الموطأ (1/ 225)؟ وعبد الرزاق (1/ 549: 2080)؛ والبيهقي (1/ 443)، عن العلاء بن عبد الرحمن، أنه دخل على أنس بن مالك في داره بالبصرة، حين انصرف من الظهر، وداره بجنب المسجد، فلما دخلنا عليه قال: أصليتم العصر؟ فقلنا له؟ إنما انصرفنا الساعة من الظهر. قال: فصلوا العصر، فقمنا فصلينا، فلما انصرفنا قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول:"تلك صلاة المنافق، يجلس يَرقُب الشمس، حتى إذا كانت بين قرني الشيطان قام فنقرها أربعًا، لا يذكر الله فيها إلَّا قليلًا" هذا لفظ مسلم.
2 -
وعن أبي أمامة بن سهل بن حنيف قال: صلينا مع عمر بن عبد العزيز الظهر، ثم خرجنا حتى دخلنا على أنس بن مالك، فوجدناه يصلي العصر، فقلت: يا عم ما هذه الصلاة التي صليت؟ قال: (العصر، وهذه صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، التي كنا نصلي معه).
رواه البخاري (2/ 26: 549)؛ ومسلم (1/ 434: 623)؛ والنسائي (1/ 253: 509)؛ وابن حبان (3/ 32: 1515).
3 -
وعن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، قَالَ:(كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يصلي العصر والشمس مرتفعة حية، فيذهب الذاهب إلى العوالي فيأتيهم والشمس مرتفعة، وبعض العوالي من المدينة على أربعة أميال أو نحوه).
رواه البخاري (2/ 28: 550)، واللفظ له؛ ومسلم (1/ 433: 621)؛ وأبر داود (1/ 285: 404)؛ والنسائي (1/ 252: 507)؛ وابن ماجه (1/ 223: 682)؛ وابن حبان (3/ 33: 1517).
4 -
وعن عائشة رضي الله عنها قَالَتْ: (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يصلي العصر والشمس لم تخرج من حجرتها).
رواه البخاري (2/ 52: 544، 545، 546)؛ ومسلم (1/ 426: 611)؛ وأبو داود (1/ 286: 407)؛ والترمذي (1/ 298: 159)؛ والنسائي (1/ 252:=
= 505)؛ وابن ماجه (1/ 223: 683)؛ وابن خزيمة (1/ 170: 332)؛ وابن حبان (3/ 34: 1519)؛ والبيهقي (1/ 442).
5 -
وعن رافع بن خديج رضي الله عنه، قال:(كنا نصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم، العصر فننحر جزورًا، فتقسم عشر قِسَم، فنأكل لحمًا نضيجًا قبل أن تغرب الشمس).
رواه البخاري (5/ 128: 2485)؛ ومسلم (1/ 435: 625)؛ وأحمد (4/ 141، 143)؛ وابن حبان (3/ 32: 1513).
6 -
وعن أبي برزة الأسلمي قال: (كان يصلي، أي: الرسول الله صلى الله عليه وسلم
…
ويصلي العصر ثم يرجع أحدنا إلى رحله في أقصى المدينة والشمس حية
…
)
متفق عليه، سبق تخريجه في حديث رقم (255).
279 -
وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، ثنا زِيَادُ بْنُ لَاحِقٍ، عَنِ امْرَأَةٍ يُقَالُ لَهَا: تَمِيمَةُ، قَالَتْ: دَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ رضي الله عنها، [فَصَلَّتِ] (1) الْعَصْرَ فِي السَّاعَةِ الَّتِي تَدْعُونَهَا: بَيْن الصَّلَاتَيْنِ، ثُمَّ قَالَتْ رضي الله عنها: إنا آل محمد لا نصلي الصفيرا (2).
(1) في (مح) و (حس) و (عم) و (سد): (فصليت)، وما أثبته من (ك) أليق بالسياق والمعنى.
(2)
تعني والله أعلم أنها لاتؤخر صلاة العصر حتى تصفر الشمس، وإنما تصليها كما رأت النبي صلى الله عليه وسلم، يصليها، والشمس بيضاء نقية، كما ثبت ذلك عنه من حديث بريدة بن الحصيب
وغيره. انظر: تخريج الحديث رقم (249).
279 -
تخريجه:
ذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 128 أ)، كتاب المواقيت، باب وقت العصر، وعزاه لابن أبي عمر.
ورواه البيهقي (1/ 446) من طريق يحيى بن سعيد القطان، عن زياد بن لاحق، قال: حدثتني تميمة بنت سلمة أنها أتت عائشة في نسوة من أهل الكوفة، فقلنا: يا أم المؤمنين نسألك عن مواقيت الصلوات. قالت: اجلسن. فجلسنا
…
فلما كانت الساعة التي تدعونها بين الصلاتين، صلت بنا العصر، فقلنا لها: يا أم المؤمنين إنا ندعو هذه في بلادنا بين الصلاتين، قالت: هذه صلاتنا آل محمد صلى الله عليه وسلم، إنا آل محمد لا نصلي الصفراء
…
الحديث.
الحكم عليه:
الأثر بهذا الإسناد فيه علتان:
1 -
جهالة تميمة بنت سلمة.
2 -
جهالة حال زياد بن لاحق الراوي عنها.
فالأثر بهذا الإسناد ضعيف.
لكن تعجيل العصر ثابت عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، مَنْ حديث عائشة، وغيرها. انظر: تخريج الحديث رقم (278).