الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
45 - بَابُ الْمُحَافَظَةِ عَلَى الْجَمَاعَةِ
409 -
قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، ثنا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ هَانِئٍ (1)، قَالَ (2):(شَهِدْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما بِمَكَّةَ، والحجاجُ محاصِرٌ (3) ابنَ الزُّبَيْرِ رضي الله عنهما، وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما، بَيْنَهُمَا، فَكَانَ رُبَّمَا حَضَرَ الصَّلَاةَ مَعَ هَؤُلَاءِ، وَرُبَّمَا حَضَرَ [الصَّلَاةَ](4) مع هؤلاء).
* إسناده صحيح.
(1) في (ك): (لأي)، وهو تصحيف.
(2)
لفظة (قال) ليست في (ك).
(3)
في (عم، سد): (يحاصر)، والمعنى واحد.
(4)
ما بين المعقوفين زيادة من (عم، والإتحاف).
409 -
تخريجه:
ذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 171أ)، كتاب الإمامة، باب في إمامة الأعمى والعراة، ومن لا يحمد فعله. وعزاه لمسدد.
ورواه ابن أبي شيبة في مصنفه (2/ 378)، كتاب الصلوات: في الصلاة خلف الأمراء.
من طريق عيسى بن يونس، به مثله.=
= ورواه عبد الرزاق (2/ 387: 3803).
من طريق الثوري، وغيره، عن الأوزاعي، عن عمير بن هانئ، قال: رأيت ابن عمر -وابن الزبير، ونجدة، والحجاج- وابن عمر يقول: يتهافتون في النار كلما يتهافت الذبان في المرق، فإذا سمع المؤذن -يعني مؤذنهم- أسرع إليه فيصلي معه.
ورواه البيهقي (3/ 121 - 122).
من طريق الوليد بن مسلم، حدثنا سعيد بن عبد العزيز، عن عمير بن هانئ، قال: بعثني عبد الملك بن مروان بكتب إلى الحجاج، فأتيته وقد نصب على البيت أربعين منجنيقًا، فرأيت ابن عمر إذا حضرت الصلاة مع الحجاج، صلى معه، وإذا حضر ابن الزبير صلى معه
…
إلخ.
وروى البخاري (3/ 511: 1660)، والنسائي (5/ 252: 3005)، ما يدل على أن ابن عمر رضي الله عنهما صلى خلف الحجاج بعرفة.
وروى الشافعي في مسنده (1/ 109: 323)، كتاب الصلاة، باب في الجماعة وأحكام الإمامة، ومن طريقه البيهقي (3/ 121)، كتاب الصلاة؛ باب الصلاة خلف من لا يحمد فعله.
من طريق مسلم بن خالد، عن ابن جريج، عن نَافِعٌ:(أَنَّ ابْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما اعتزل بمنى، في قتال ابن الزبير رضي الله عنه والحجاج بمنى، فصلى مع الحجاج).
ومسلم بن خالد المخزومي مولاهم المكي، فقيه صدوق، كثير الأوهام. انظر: التقريب (ص 529)، وابن جريج، شديد التدليس وقد عنعن. لكن يشهد له ما قبله، ولا تعارض بينهما، فلعله كان يقيم بمنى ويدخل أحيانًا إلى مكة ليصلي في المسجد الحرام، وكان ابن الزبير بداخله.
الحكم عليه:
الأثر بهذا الإسناد صحيح كما قال الحافظ رحمه الله، ويزيده قوة ما ذكرته -في=
= التخريج- من المتابعات.
ويشهد له أيضًا ما رواه البخاري (2/ 188: 695)، كتاب الأذان، باب إمامة المفتون والمبتدع، عن عبيد الله بن عدي بن خيار: أنه دخل على عثمان بن عفان رضي الله عنه، وهو محصور فقال: إنك إمام عامة، ونزل بك ما نرى، ويصلي لنا إمام فتنة ونتحرج. فقال: الصلاة أحسن ما يعمل الناس، فإذا أحسن الناس فأحسن معهم، وإذا أساؤوا فاجتنب إساءتهم.
410 -
وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ [أَبِي](1) حُمَيْدٍ (2)، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْقَرَّاظِ، عَنْ أبي هريرة رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لا يُحَافِظُ (3) الْمُنَافِقُ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً عَلَى [صَلَاةِ]، (4) الْعِشَاءِ (5) الآخرة " -يعني في جماعة-.
(1) ما بين المعقوفتين زيادة من (عم، سد، ك، والمسند).
(2)
تحرفت في (ك) إلى: حمنة.
(3)
تحرفت في (عم) إلى: لا يخالط.
(4)
ما بين المعقوفتين زيادة من (المسند).
(5)
في (مح، عم، سد): عشاء -بدون (ال) التعريف-.
410 -
تخريجه:
هو في مسند الطيالسي (325: 2480).
وذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 184أ)، كتاب افتتاح الصلاة، باب في صلاة الجماعة. وعزاه لأبي داود الطيالسي، وقال: هذا إسناد ضعيف لضعف محمد بن أبي حميد. اهـ.
الحكم عليه:
الحديث بهذا الإسناد فيه محمد بن أبي حميد، وهو ضعيف منكر الحديث.
ويشهد لمعنى هذا الحديث أحاديث، منها:
1 -
عن أبي هريرة رضي الله عنه قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" ليس صلاة أثقل على المنافقين من الفجر والعشاء، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا
…
الحديث".
رواه البخاري (2/ 141: 657)؛ ومسلم (1/ 451: 651)؛ وابن ماجه (1/ 261: 797)؛ وابن أبي شيبة (1/ 332)؛ وأحمد (2/ 424، 466، 431)؛ وابن خزيمة (2/ 370: 1484)؛ وابن حبان (3/ 266: 2095)؛ والبيهقي (3/ 55).
2 -
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: (كنا إذا فقدنا الرجل في صلاة=
= العشاء، وصلاة الفجر أسأنا به الظن).
رواه ابن أبي شيبة في مصنفه (1/ 332)، والبزار -كما في كشف الأستار- (1/ 228: 463)، ولم يذكر العشاء، وابن خزيمة (2/ 370: 1485)، وابن حبان (3/ 266: 2096)، والبيهقي (3/ 59).
من طرق عن يحيى بن سعيد -وهو الأنصاري- عن نافع، به.
وهذا إسناد صحيح.
ورواه البزار كما في كشف الأستار (1/ 228: 462).
من طريق خالد بن يوسف السمتي، عن أبيه، عن ابن عجلان، عن نافع، به.
ويوسف بن خالد بن عمير السمتي، تركوه، وكذبه ابن معين. انظر: التقريب (ص 610)، وابنه خالد بن يوسف بن خالد السمتي، ضعيف. انظر: الميزان (1/ 648).
ورواه الطبراني في الكبير (12/ 271: 13085).
مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سعيد بن أبي مريم، ثنا محمد بن يوسف الفريابي، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سعيد بن المسيب، عن ابن عمر، به.
قال الهيثمي (المجمع 2/ 40): رواه الطبراني في الكبير، والبزار، ورجال الطبراني موثقون. اهـ.
قلت: عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم، قال فيه ابن عدي: يحدث عن الفريابي وغيره بالبواطيل. وقال: إما أن يكون مغفلًا لا يدري ما يخرج من رأسه، أو متعمدًا، فإني رأيت له غير حديث مما لم أذكر هنا غير محفوظ. اهـ.
انظر: الكامل (4/ 1568)؛ الميزان (2/ 491)؛ المغني (1/ 353)؛ اللسان (3/ 337). وقد خالف الثقات في هذا الإسناد، فإنهم يروونه -كما مر- عن يحيى بن سعيد، عن نافع، لا عن سعيد بن المسيب.