المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌52 - باب مقدار القراءة في الصلاة - المطالب العالية محققا - جـ ٣

[ابن حجر العسقلاني]

فهرس الكتاب

- ‌4 - كِتَابُ الصَّلَاةِ

- ‌1 - بَابُ فَضْلِ الصَّلَاةِ

- ‌2 - بَابُ عِظَم قَدْرِ الصَّلَاةِ

- ‌3 - بَابُ الْأَذَانِ

- ‌4 - باب مؤذن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌5 - بَابُ صِفَةِ الْأَذَانِ وَمَوْضِعِهِ

- ‌6 - بَابُ التَّأْذِينِ قَبْلَ الْفَجْرِ فِي رَمَضَانَ

- ‌7 - بَابُ لَا يَكُونُ الإِمام مُؤَذِّنًا

- ‌8 - بَابُ فَضْلِ الْمُؤَذِّنِينَ

- ‌9 - بَابُ مَا يَقُولُ إِذَا سَمِعَ الْمُؤَذِّنَ

- ‌10 - باب فضل من أذن محتسبًا

- ‌11 - بَابُ مَا يَقُولُ بَعْدَ الْأَذَانِ

- ‌12 - بَابُ مَنْ أَذَّنَ فَهُوَ يُقِيمُ

- ‌13 - بَابُ إِذَا أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ فَلَا صَلَاةَ إلَّا الْمَكْتُوبَةُ

- ‌14 - بَابُ الْمَوَاقِيتِ

- ‌15 - بَابُ مُرَاعَاةِ الْأَوْقَاتِ بِالْمَقَادِيرِ الْمُعْتَادَةِ

- ‌16 - بَابُ جَوَازِ الْجَمْعِ بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ لِلْحَاجَةِ

- ‌17 - بَابُ تَأْخِيرِ الْعَصْرِ وَتَعْجِيلِهَا

- ‌18 - بَابُ الإِبراد بِالظُّهْرِ

- ‌19 - بَابُ تَأْخِيرِ الْعِشَاءِ

- ‌20 - بَابُ كَرَاهِيَةِ تَسْمِيَتِهَا الْعَتَمَةَ

- ‌21 - بَابُ كَرَاهَيةِ النَّوْمِ قَبْلَهَا

- ‌22 - بَابُ السَّمر بَعْدَ الْعِشَاءِ

- ‌23 - بَابُ الدُّعَاءِ فِي الصَّلَاةِ

- ‌26 - بَابُ اسْتِقْبَالِ الْقِبْلَةِ وَالسُّتْرَةِ لِلْمُصَلِّي

- ‌27 - بَابُ الِاجْتِهَادِ فِي الْقِبْلَةِ

- ‌28 - بَابُ سَتْرِ الْعَوْرَةِ

- ‌29 - بَابُ جَوَازِ الصَّلَاةِ فِي الثَّوْبِ الْوَاحِدِ

- ‌30 - بَابُ مَا يُصَلَّى عَلَيْهِ وَفِيهِ

- ‌31 - بَابُ مَا يُصَلَّى إِلَيْهِ وَمَا لَا يُصَلَّى إِلَيْهِ

- ‌32 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ ضَرْبِ الْمُصَلِّينَ

- ‌33 - بَابُ مَتَى يُؤْمَرُ الصَّبِيُّ بِالصَّلَاةِ

- ‌34 - [بَابُ بِنَاءِ الْمَسَاجِدِ وَتَوْسِيعِهَا]

- ‌35 - بَابُ فَضْلِ مَنْ بَنَى مَسْجِدًا

- ‌38 - بَابٌ فِي فَضْلِ مُلَازَمَةِ الْمَسْجِدِ

- ‌39 - بَابُ الْقَوْلِ عِنْدَ دُخُولِ الْمَسْجِدِ وَالْخُرُوجِ مِنْهُ

- ‌41 - بَابٌ السِّوَاكُ عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ

- ‌42 - بَابُ الصُّفُوفِ

- ‌43 - بَابُ صَلَاةِ الْجَمَاعَةِ

- ‌44 - بَابُ أَقَلِّ الْجَمَاعَةِ

- ‌45 - بَابُ الْمُحَافَظَةِ عَلَى الْجَمَاعَةِ

- ‌46 - بَابُ الْأَمْرِ بِاتِّبَاعِ الإِمام فِي أَفْعَالِهِ

- ‌48 - بَابُ أَمْرِ الإِمام بِالتَّخْفِيفِ

- ‌49 - بَابُ الْفَتْحِ عَلَى الإِمام

- ‌51 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ التَّدَافُعِ فِي الإِمامة بَعْدَ الإِمام

- ‌52 - بَابُ مِقْدَارِ الْقِرَاءَةِ فِي الصَّلَاةِ

- ‌53 - باب التجميع في البيوت

- ‌54 - بَابُ شُرُوطِ الْأَئِمَّةِ

- ‌55 - بَابُ مَا يَصْنَعُ مَنْ جَاءَ وَحْدَهُ فَوَجَدَ الصَّفَّ كَامِلاً

- ‌56 - بَابُ قَضَاءِ الْفَوَائِتِ

- ‌5 - " صِفَةُ الصَّلَاةِ

- ‌1 - بَابٌ فِي الِاسْتِفْتَاحِ وَغَيْرِهِ

الفصل: ‌52 - باب مقدار القراءة في الصلاة

‌52 - بَابُ مِقْدَارِ الْقِرَاءَةِ فِي الصَّلَاةِ

427 -

[قَالَ](1) إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، ثنا مَعْمَر، ثنا رَجُلٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رضي الله عنه، قَالَ (2):(إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَرَأَ فِي الْعِشَاءِ فِي السَّفَرِ بِالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ).

* هَذَا مُنْقَطِعٌ فِي [مَوْضِعَيْنِ](3)، وَلَهُ شَاهِدٌ فِي الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ الْبَرَاءِ بن عازب رضي الله عنهما.

(1) ما بين المعقوفتين زيادة من (ك).

(2)

لفظة (قال) ليست في (ك).

(3)

ما بين المعقوفتين من (ك) وفي (مح)، و (سد): موضع. وفي (حس): موضوع. وسقط قوله: (في موضعين) من (عم).

ص: 761

427 -

تخريجه:

ذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 197 ب)، كتاب افتتاح الصلاة، باب القراءة في العشاء، وعزاه لإسحاق بن راهويه، وقال: هذا إسناد منقطع في موضعين، وله شاهد من حديث البراء بن عازب، رواه أصحاب الكتب الستة. اهـ.

ص: 761

الحكم عليه:

الحديث بهذا الإسناد منقطع في موضعين كما قال الحافظ رحمه الله فإن فيه رجلًا لم يسم، والحسن البصري لم يلق عبادة بن الصامت رضي الله عنه. لذا فالحديث ضعيف جدًا.=

ص: 761

= وله شاهد -كما ذكر الحافظ- في الصحيحين وغيرهما مِنْ حَدِيثِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رضي الله عنهما، عن عدي بن ثابت قال:(سمعت البراء بن عازب رضي الله عنهما، يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ كان في سفر فصلى العشاء الآخرة فقرأ في إحدى الركعتين: والتين والزيتون).

وجاء غير مقيد بالسفر في الصحيحين وغيرهما، لكن المطلق محمول على المقيد.

رواه البخاري (2/ 250، 251: 767، 769)؛ ومسلم (1/ 339: 464)؛ وأبو داود (2/ 19: 1221)؛ والترمذي (2/ 115: 310)؛ والنسائي (2/ 173: 1000، 1001)؛ وابن ماجه (1/ 272: 834)؛ ومالك (1/ 79)؛ وعبد الرزاق (2/ 111: 2706)؛ وابن أبي شيبة (1/ 359)؛ وأحمد (4/ 291، 298)؛ وابن خزيمة (1/ 263: 522، 524، 525)؛ وأبو عوانة (2/ 154، 155)؛ وابن حبان (3/ 157: 1835)؛ والبغوي في شرح السنة (3/ 71: 598).

ص: 762

428 -

[وَقَالَ (1) إِسْحَاقُ]: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، ثنا مَنْدل العَنَزي، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَحْيَى بْنِ خَلَّادٍ، عَنْ عَمِّهِ (2) رضي الله عنه، قَالَ:(كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقْرَأُ فِي الرَّكْعَتَيْنِ الأوليين بفاتحة الكتاب (3) وسورة، وفي الآخرتين (4) بفاتحة الكتاب).

* هذا إسناد ضعيف.

(1) ما بين المعقوفتين زيادة من (ك).

(2)

ذكر الزيلعي هذا الحديث في (نصب الراية 1/ 423) وقد نقله من مسند إسحاق بسنده، وفيه التصريح بأن عمه هو رفاعة بن رافع الأنصاري.

(3)

قوله: (بفاتحة الكتاب) ساقط من (سد).

(4)

في (عم)، (حس)، (ك): الأخريين -بيائين- وفي (الإتحاف): الأخيرتين.

ص: 763

428 -

تخريجه:

ذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 194أ)، كتاب افتتاح الصلاة، باب الاقتصار على فاتحة الكتاب في الصلاة، وما جاء في قراءتها وسورة في الركعتين الأوليين.

وعزاه لإسحاق بن راهويه، وقال: هذا إسناد ضعيف لتدليس ابن إسحاق، وضعف مندل. اهـ.

ص: 763

الحكم عليه:

إسناده ضعيف، كما قال الحافظ رحمه الله؛ لأن فيه مندل العنزي، وهو ضعيف، وفيه أيضًا عنعنة ابن إسحاق، وهو مدلس كثير التدليس عن الضعفاء وغيرهم.

وعليه فالحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا.

وله شواهد مرفوعة وموقوفة، منها:

1 -

عن أبي قتادة رضي الله عنه: (أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، كان يقرأ في الركعتين الأوليين من الظهر والعصر بفاتحة الكتاب وسورة، ويسمعنا الآية أحيانًا، ويقرأ في الركعتين الأخريين بفاتحة الكتاب).=

ص: 763

= رواه البخاري (2/ 243، 246، 260، 261: 759، 762، 776، 778)؛ ومسلم (1/ 333: 451)؛ وأبو داود (1/ 503، 504: 798، 799)؛ والنسائي (2/ 165: 977)؛ وابن أبي شيبة (1: 372)؛ وأحمد (5/ 300، 305، 307)؛ والدارمي (1/ 296)؛ وابن الجارود (73: 187)؛ وابن خزيمة (1/ 253: 503، 504)؛ والبغوي في شرح السنة (3/ 64: 592). وقد ذكر النووي رحمه الله في المجموع (3/ 362) أن قوله: (ويقرأ في الركعتين الأخريين بفاتحة الكتاب) مما انفرد به مسلم عن البخاري، وليس كذلك، بل بوب عليه البخاري (2/ 260: 776) فقال: باب يقرأ في الأخريين بفاتحة الكتاب.

2 -

وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: (كنا نقرأ في الظهر والعصر خلف الإِمام فِي الرَّكْعَتَيْنِ الْأُولَيَيْنِ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَسُورَةٍ، وَفِي الأخريين بفاتحة الكتاب).

رواه ابن ماجه (1/ 275: 843).

من طريق سعيد بن عامر الضبعي، ثنا شعبة، عن مسعر، عن يزيد الفقير، به.

ورواه ابن أبي شيبة (1/ 371).

من طريق وكيع، عن مسعر، به نحوه.

ورواه الطحاوي (1/ 210)؛ والبيهقي (2/ 63).

من طريق يحيى بن سعيد، ثنا مسعر، به نحوه، وهذه أسانيد صحيحة.

ورواه عبد الرزاق (2/ 101: 2661، 2662)، والطحاوي 1/ 210) من طرق عن عبيد الله بن مقسم، عن جابر، نحوه.

وهذا إسناد صحيح أيضًا.

وفي الباب عن علي، وعائشة، وابن عمر، وأبي الدرداء، وزيد بن ثابت، وعبد الله بن مغفل، عند عبد الرزاق، وابن أبي شيبة، والطحاوى، بأسانيد جياد، وكلها موقوفات.

ص: 764

429 -

وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى (1)، عَنْ ثَوْرٍ (2)، حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ مَعْدَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدٍ الثُّمَالِيِّ (3) -وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ-صلى الله عليه وسلم- وَعَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ عَامِرٍ الثُّمَالِيِّ -وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ-صلى الله عليه وسلم- (4) رضي الله عنهما:(أَنَّهُمَا صَلَّيَا مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه، [الصبح] (5)، فقرأ:{إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ (1)} فسجد فيها).

(1) هو القطان.

(2)

هو ابن يزيد الكلاعي الشامي.

(3)

في (ك): (اليمالي) ولا معنى لها وإنما هي تصحيف.

(4)

قوله: (وعن الحجاج بن عامر، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم) ساقط من (عم)، و (سد).

(5)

ما بين المعقوفتين زيارة من (عم)، و (سد)، و (ك).

ص: 765

429 -

تخريجه:

ذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 199 ب)، كتاب افتتاح الصلاة، باب في فضل صلاة الصبح وما يقرأ فيها، وعزاه لمسدد، وقال: هذا إسناد رجاله ثقات. اهـ.

ورواه الطبراني في الكبير (3/ 225: 3217).

من طريق معاذ بن المثنى، ثنا مسدد، به مثله، إلَّا أنه قال:(عبد الله بن عامر) بدل (عبد الله بن عبيد).

قال الهيثمي (المجمع 2/ 286): رواه الطبراني في الكبير، ورجاله مو ثقون. اهـ.

وروى ابن أبي شيبة (2/ 7، 23)، كتاب الصلوات، من كان يسجد في المفصل قال: حدثنا معاذ بن معاذ، حدثنا علي بن سويد بن منجوف، قال: أنا أبو رافع الصائغ، قال: صلى بنا عمر صلاة العشاء الآخرة، فقرأ في إحدى الركعتين الأوليين {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ (1)} فسجد، وسجدنا معه.

وهذا إسناد صحيح على شرط البخاري، معاذ بن معاذ العنبري، ثقة متقن.=

ص: 765

= التقريب (ص 536)، وعلي بن سويد بن منجوف، ثقة. التهذيب (7/ 330).

وليس قوله هنا (في صلاة العشاء) مخالف لما في حديث الباب، بل هو محمول على التعدد، فكما قرأ بها هنا في العشاء، قرأ بها في الفجر كما في حديث الباب.

وروى عبد الرزاق (3/ 340: 5884)، كتاب فضائل القرآن، باب كم في القرآن من سجدة؛ وابن أبي شيبة (2/ 7)؛ والطحاوي (1/ 355)، كتاب الصلاة، باب المفصل هل فيه سجود أم لا؟، والطبراني في الكبير (9/ 158: 8729، 8730) من طرق عن إبراهيم -وهو النخعي- عن الأسود، قال: رأيت عمر، وعبد الله بن مسعود، يسجدان في {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ (1)} ، قال -أي الأسود-: أو أحدهما. وهذا إسناد صحيح، لكنه يشك هل رآهما جميعًا أو أحدهما.

ص: 766

الحكم عليه:

الأثر بهذا الإسناد رجاله كلهم ثقات، إلَّا أن خالد بن معدان كان يرسل ويدلس، لكن احتمل الأئمة تدليسه، ولم يرو عن الحجاج بن عامر الثمالي الصحابي سواه، وقد ذكرنا في التخريج بعض المتابعات الصحيحية لبعض هذا الأثر.

وعليه فالأثر صحيح.

وقد صح عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قرأ هذه السورة {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ (1)} في الصلاة وسجد فيها.

فعن أبي رافع الصائغ قال: صليت مع أبي هريرة العتمة، فقرأ:{إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ (1)} فسجد، فقلت له. قال: سجدت خلف أبي القاسم صلى الله عليه وسلم، فلا أزال أسجد بها حتى ألقاه.

هذا لفظ الشيخين، وفي بعض طرقه لم يذكر الصلاة، وفي بعضها زاد ذكر السجود في {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} كما في إحدى روايات مسلم وهي رواية الترمذي.

رواه البخاري (2/ 250، 559: 766، 1078)؛ ومسلم (1/ 406، 407: 578)؛ وأبو داود (2/ 123: 1408)؛ والترمذي (2/ 462، 463: 573،=

ص: 766

= 574)؛ والنسائي (2/ 161، 162: 961، 968)؛ وابن ماجه (1/ 336: 1059)؛ ومالك (1/ 205)؛ وعبد الرزاق (3/ 340: 5886 - 5887)؛ وابن أبي شيبة (2/ 6)؛ والدارمي (1/ 343)؛ وابن خزيمة (1/ 280، 282: 559، 561)؛ وأبو عوانة (2/ 208، 209)؛ والطحاوي (1/ 357)؛ وابن حبان (4/ 187: 2750)؛ والبيهقي (2/ 315)؛ والبغوي في شرح السنة (3/ 308: 767).

ص: 767

430 -

حَدَّثَنَا (1) يَزِيدُ، ثنا (2) شُعْبَةُ (3)، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بِنِ ثَعْلَبَةَ، قَالَ (4):(صَلَّيْتُ مَعَ عُمَرَ رضي الله عنه الصُّبْحَ فَقَرَأَ فِيهَا الْحَجَّ، فَسَجَدَ فِيهَا سَجْدَتَيْنِ). قُلْتُ: الصبح؟ قال: (الصبح).

(1) هذا الحديث كسابقه من مسند مسدد. ويزيد هو ابن زريع.

(2)

في (عم)، و (ك): حدثنا.

(3)

في (ك): (سهل) وهو تحريف.

(4)

لفظة (قال): ليست في (ك).

ص: 768

430 -

تخريجه:

ذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 199 ب)، كتاب افتتاح الصلاة، باب فضل صلاة الصبح، وما يقرأ فيها، وعزاه لمسدد، وقال: هذا إسناد رجاله ثقات. اهـ.

ورواه ابن أبي شيبة في مصنفه (2/ 11)، كتاب الصلوات: من قال في الحج سجدتان، وإن يسجد فيها مرتين. من طريق غندر.

والطحاوي (1/ 362)، كتاب الصلاة، باب المفصل هل فيه سجود أم لا؟ من طريق أبي داود، وروح.

والدارقطني (1/ 408)، كتاب الصلاة، سجود القرآن. من طريق الحجاج.

والحاكم (2/ 390)، كتاب التفسير، تفسير سورة الحج؛ والبيهقي (2/ 317)، كتاب الصلاة، باب سجدتي الحج.

من طريق يزيد بن هارون، وسعيد بن عامر.

كلهم عن شعبة به، فذكروه بألفاظ مقاربة، ولم يذكر ابن أبي شيبة قوله:(الصبح).

قال الذهبي في تلخيصه: صحيح.

ورواه ابن أبي شيبة في مصنفه (2/ 11)، من طريق هشيم، عن منصور، عن ابن سيرين، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عن عمر رضي الله عنهما: أنه سجد في الحج سجدتين، ثم قال: إن هذه السورة فضلت على سائر السور بسجدتين.

ص: 768

= وهذا إسناد على شرط الشيخين، إلَّا أن هشيمًا عنعن، وهو مدلس.

ورواه مالك (1/ 205)، كتاب القرآن، باب ما جاء في سجود القرآن؛ والبيهقي (2/ 317). من طريق عبد الله بن عمر العمري.

كلاهما عن نافع، أن رجلًا من أهل مصر أخبره أن عمر بن الخطاب، قرأ سورة الحج فسجد فيها سجدتين. ثم قال: إن هذه السورة فضلت بسجدتين.

ولم يسم نافع الذي حدثه عن عمر، فهو منقطع.

ورواه عبد الرزاق (3/ 342: 5895)، كتاب فضائل القرآن، باب كم في القرآن من سجدة.

من طريق الثوري، عن سعد بن إبراهم قال: أنباني من رأى عمر رضي الله عنه بالجابية، سعيد في الحج مرتين.

قلت: لم يسم سعد بن إبراهيم الذي حدثه في هذه الرواية، وهو عبد الله بن ثعلبة كما في حديث الباب.

والجابية: قرية من قرى دمشق بالشام، خطب فيها عمر بن الخطاب رضي الله عنه خطبة عظيمة مشهورة. انظر: تاريخ الأمم والملوك للطبري (4/ 63، 66)؛ ومراصد الاطلاع (1/ 304).

وروى عبد الرزاق -أيضًا- (3/ 341: 5890).

من طريق معمر، عن أيوب، عن نافع، أن عمر، وابن عمر كانا يسجدان في الحج سجدتين. قال ابن عمر: لو سجدت فيها واحدة كانت السجدة الآخرة أحب إليَّ. قال: وقال ابن عمر: إن هذه السورة فضلت بسجدتين.

وهذا إسناد صحيح، إلَّا أن رواية نافع عن عمر منقطعة. فنقله عن ابن عمر صحيح، وعن عمر منقطع إلَّا أنه يعتضد مما تقدم.

وروى مالك (1/ 82)، كتاب الصلاة، باب القراءة في الصبح؛ ومن طريقه: البيهقي (2/ 389)، عن هشام بن عروة، عن أبيه، أنه سمع عبد الله بن عامر بن ربيعة=

ص: 769

= يقول: (صلينا وراء عمر بن الخطاب الصبح، فقرأ فيها بسورة يوسف، وسورة الحج، قراءة بطيئة) فقلت: والله، إذًا كان يقوم حين يطلع الفجر؟ قال: أجل.

وهذا إسناد صحيح. عبد الله بن عمر بن ربيعة، ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، واختلفوا في صحبته، واتفقدا على توثيقه، وأخرج له الجماعة. التهذيب (5/ 270).

ورواه عبد الرزاق (2/ 114: 2715)، كتاب الصلاة، باب القراءة في صلاة الصبح. من طريق معمر، عن هشام بن عروة، به، فذكره بنحو رواية مالك.

ص: 770

الحكم عليه:

الأثر بهذا الإسناد صحيح.

وقد جاء في إثبات سجدتي سورة الحج حديثان ضعيفان، وآثار صحيحة عن جمع من الصحابة رضي الله عنهم، فهي تعضد هذين الحديثين.

1 -

عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أقرأه خمس عشرة سجدة في القرآن: منها ثلاث في المفصل، وفي سورة الحج سجدتان.

رواه أبو داود (2/ 120: 1401)؛ وابن ماجه (1/ 335: 157)؛ والدارقطني (1/ 408)؛ والحاكم (1/ 223)؛ والبيهقي (2/ 316).

من طريق الحارث بن سعيد العُتَقي، عن عبد الله بن مُنَيْن، به.

والحارث بن سعيد العتقي، قال فيه الحافظ: مقبول (التقريب ص 146).

وعبد الله بن منين اليَحْصِبي، لم يرو عنه سوى الحارث بن سعيد، ووثقه يعقوب بن سفيان، ولم أجد من تابعه على توثيقه، فالظاهر أنه مجهول.

(الميزان 2/ 508؛ التهذيب 6/ 44؛ التقريب ص 325).

2 -

وعن عبد الله بن لهيعة، عن مِشرَح بن هاعان -بتقديم الهاء على العين- عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رضي الله عنه، قال: قلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم: يَا رَسُولَ اللَّهِ أفي سورة الحج سجدتان؟ قال:"نعم، ومن لم يسجدهما فلا يقرأهما".

رواه أبو داود (2/ 120: 1402)؛ والترمذي (2/ 470: 578)؛ وأحمد=

ص: 770

= (4/ 151، 155)؛ والدارقطني (1/ 408)؛ والحاكم (1/ 221، 2/ 390)؛ والبيهقي (2/ 317)؛ والبغوي في شرح السنة (3/ 304: 765).

قال الترمذي: هذا حديث حسن ليس إسناده بذاك القوي. اهـ.

وقال الحاكم: هذا حديث لم نكتبه مسندًا إلَّا من هذا الوجه، وعبد الله بن لهيعة بن عقبة الحضرمي، أحد الأئمة، إنما نقم عليه اختلاطه في آخر عمره، وقد صحت الرواية فيه من قول عمر بن الخطاب، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عمر، وعبد الله بن مسعود، وأبي موسى، وأبي الدرداء، وعمار رضي الله عنهم. اهـ.

وقال أحمد شاكر -معقبًا على كلام الترمذي السابق-: بل هو حديث صحيح فإن ابن لهيعة ومشرح بن هاعان ثقتان. اهـ.

قلت: لم يصب رحمه الله فإن ابن لهيعة، لين الحديث، واختلط بآخره.

ومِشْرَح بن هاعان، وثقه ابن معين، والذهبي، وقال ابن حبان -في الثقات- يخطئ ويخالف. اهـ. وقال -في المجروحين-: يروي عن عقبة بن عامر أحاديث مناكير لا يتابع عليها، والصواب في أمره ترك ما انفرد [به] من الروايات، والاعتبار بما وافق الثقات. اهـ.

وقال الحافظ: مقبول. اهـ. أي يحتاج إلى متابع، وهذا هو الصواب إن شاء الله، في حاله.

(الثقات 5/ 452؛ المجروحين 3/ 28؛ الكامل 6/ 2460؛ الميزان 4/ 117؛ الكاشف 3/ 129؛ التهذيب 10/ 155؛ التقريب ص 532).

لذا فالحديث ضعيف.

وللوقوف على الآثار الصحيحة الموفوفة في إثبات سجدتي سورة الحج، انظر: الموطأ (1/ 205)؛ مصنف عبد الرزاق (3/ 342)؛ مصنف ابن أبي شيبة (2/ 11)؛ شرح معاني الآثار للطحاوي (1/ 362)؛ مستدرك الحاكم (2/ 390، 391)؛ سنن البيهقي (2/ 317، 318).

ص: 771

431 -

وقال الحارث: حدثنا محمد بن عمر، ثنا [عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي يَحْيَى الْأَسْلَمِيِّ](1)، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ الْأَشَجِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ رضي الله عنه، قَالَ (2):(إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَرَأَ فِي الصُّبْحِ: {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ} (3).

(1) ما بين المعقوفتين جاء هكذا في جميع النسخ، والبغية، والإتحاف لكن روى هذا الحديث أبو نعيم في معرفة الصحابة، من طريق الحارث بن أبي أسامة، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْوَاقِدِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بت أبي يحيى الأسلمي، عن بكير، به مثله. وهو الصواب إن شاء الله، لأني لم أجد في الرواة من اسمه علي بن عبد الله، يروي عن أبي يحيى الأسلمي، أو يروي عنه الواقدي.

وأبو يحيى الاسلمي، يروي عن الصحابة، وبكبير من صغار التابعين، فهو أقدم منه، وهذا لا يمنع من روايته عنه لكنه قرينة في الدلالة على الخطأ، وعبد الله بن أبي يحيى، وهو عبد الله بن محمد بن أبي يحيى يروي عن بكير بن الأشج، ويروي عنه الواقدي، والله أعلم.

(2)

لفظة (قال): ليست في (ك).

(3)

يعني: صو رة (الملك).

ص: 772

431 -

تخريجه:

ذكره الهيثمي (بغية الباحث ص 233: 168).

والبوصيري (الإتحاف 1/ 199 ب)، كتاب افتتاح الصلاة، باب في فضل صلاة الصبح وما يقرأ فيها، وعزاه للحارث بن محمد بن أبي أسامة، وقال: هذا إسناد ضعيف؛ محمد بن عمر هو الواقدي، ضعيف. اهـ.

ورواه أبو نعيم في معرفة الصحابة (1/ ق 206).

قال: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلَّادٍ، ثنا الْحَارِثُ بن أبي أسامة، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْوَاقِدِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بن أبي يحيى الأسلمي، عن بكير بن عبد الله بن الأشج، به مثله.

ص: 772

الحكم عليه:

الحديث بهذا الإسناد فيه محمد بن عمر الواقدي، وهو متروك الحديث، ولذا فهو ضعيف جدًا.

ص: 772

432 -

[وَقَالَ الْحَارِثُ](1): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، ثنا دَاوُدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُسَيْط، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ:(أَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ-صلى الله عليه وسلم، أَنْ أَقْرَأَ فِي الصُّبْحِ بـ {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى (1)} (2)، و:{وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا (1)} (3)).

[قُلْتُ: مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ فِي هَذَا، وَالَّذِي قبله هو الواقدي، وهو متروك](4).

(1) ما بين المعقوفتين زيادة من (ك).

(2)

يعني: سورة (الليل).

(3)

يعني: سورة (الشمس).

(4)

ما بين المعقوفتين زيادة من (عم).

ص: 773

433 -

تخريجه:

ذكره الهيثمي (بغية الباحث ص 234: 169).

وذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 199 ب)، كتاب افتتاح الصلاة، باب فضل صلاة الفجر، وما يقرأ فيها. وعزاه للحارث بن محمد بن أبي أسامة، وقال: محمد بن عمر: شيخ الحارث في هذا الإسناد، والذي قبله -يعني الحديث السابق رقم (431) - هو الراقدي، متروك، ونسبه بعضهم لوضع الحديث. اهـ.

ورواه الطبراني في الكبير (11/ 134: 11276).

من طريق ابن لهيعة، حدثني بكر بن عمرو، عن رباح أبي سعيد المكي، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، أَنَّ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَمْرَهُ، فذكر مثله.

قال الهيثمي (المجمع 2/ 119): وفيه ابن لهيعة، وفيه كلام. اهـ.

قلت: هو لين الحديث، واختلط بآخرة، وليس هذا الحديث من رواية العبادلة عنه، فروايتهم أحسن حالًا من رواية غيرهم عنه.

ورباح أبو سعيد المكي، ذكر ابن أبي حاتم أنه يروي عن عبد الله بن بديل، عن=

ص: 773

= ابن عباس، ومعنى هذا أن عبد الله بن بديل قد سقط من هذا الإسناد. وقد سئل أبو زرعة عن رباح فقال: لا أعرفه، ولا أعرف عبد الله بن بديل.

(الجرح 3/ 489؛ ذيل الميزان ص 233؛ اللسان 2/ 443).

فالحديث بهذا الإسناد ضعيف أيضًا.

ورواه البخاري (التاريخ 5/ 57) من طريق ابن وهب عن حيوة: أخبرني بكر بن عمرو قال: قال أبو سعيد المكي: سمع عبد الله بن بديل قال: أخبرني ابن عباس. فذكره.

ص: 774

الحكم عليه:

الحديث بهذا الإسناد فيه محمد بن عمر الواقدي، وهو متروك الحديث، وقد رواه الطبراني لإسناد آخر إلى ابن عباس -كما مر- لكنه ضعيف أيضًا.

لذا فالحديث بهذين الإسنادين ضعيف.

ص: 774

433 -

وَقَالَ أَبُو يَعْلَى؛ حَدَّثَنَا خَلِيفَةُ بْنُ خَيَّاطٍ (1)، [ثنا](2) مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ (3)، ثنا مُغَلِّسٌ (4) الْخُرَاسَانِيُّ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ يَزِيدَ (5)، عَنْ أَبِي رَزِينٍ (6)، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ رضي الله عنه، قَالَ (7):(إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَرَأَ فِي الصُّبْحِ {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1)} (8)، و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1)} (9)، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:" الفلق: جهنم"(10).

(1) في (ك): (حناط) -بالحاء المهملة فنُون- وهو تصحيف.

(2)

ما بين المعقوفتين جاء في (مح): (بن) وهو تصحيف.

(3)

هو ابن صفوان الجمحي القرشي.

(4)

في (ك): مقيس.

(5)

ويقال: ابن زيد، القرشي.

(6)

الذي يظهر لي أنه مسعود بن مالك مولى أبي وائل الأسدي.

(7)

لفظة (قال): ليست في (ك).

(8)

يعني: سورة (الفلق).

(9)

يعني؛ سورة (الناس).

(10)

هذا هو أحد الأقوال في تفسير (الفلق)، وقيل: هو سجن في جهنم، وقيل: واد في جهنم. والذي عليه جمهور المفسرين أنه: الصبح. قال ابن كثير: وهذا هو الصحيح، وهو اختيار البخاري في صحيحه رحمه الله. اهـ.

قلت: إنما رجحوا هذا القول لأن حديث الباب وما في معناه لم يصح عندهم، وإلَاّ للزم المصير إليه، كما قال الشوكاني رحمه الله. انظر: البخاري (8/ 741)؛ تفسير البغوي (4/ 547)؛ تفسير ابن كثير (4/ 573)؛ فتح القدير للشوكاني (5/ 519، 521).

ص: 775

433 -

تخريجه:

لم أجد مسند عمرو بن عبسة فيما لدينا من مسند أبي يعلى ولم أجد هذا الحديث في مظانه في المقصد العلي، ولا مجمع الزوائد. فلعل مسنده جاء في الرواية المطولة دون المختصرة.=

ص: 775

= وذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 199 ب)، كتاب افتتاح الصلاة، باب فضل صلاة الفجر، وما يقرأ فيها: وعزاه لأبي يعلى.

وذكره الشوكاني في تفسيره (فتح القدير 5/ 521)، وعزاه لابن مردويه، ولم يسق إسناده، وإنما ساق متنه بنحو حديث الباب.

وذكر أيضًا أن ابن أبي حاتم أخرجه موقوفًا على عمرو بن عبسة رضي الله عنه.

ص: 776

الحكم عليه:

إسناده مُظلم، فيه محمد بن عثمان القرشي، وهو ضعيف. وشيخه مغلس الخراساني، مجهول. وشيخه أيوب بن يزيد، مجهول أيضًا. وشيخه أبو رزين إن لم يكن مسعود بن مالك -كما رجحت- فهو مجهول أيضًا.

لذا فالحديث بهذا الإسناد واهٍ.

وهذا المتن دون قوله: "الفلق جهنم" قد صح من حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه، إنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن المعوذتين؟ قال عقبة: فأمَّنَا بهما رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلاة الفجر -هذا أحد ألفاظ النسائي- وفي بعض ألفاظه النص على أن ذلك في السفر.

رواه أبو داود (2/ 152: 1462، 1463)؛ والنسائي (2/ 158: 952، 8/ 252، 253: 5434. 5435، 5436، 5437)؛ وابن أبي شيبة (1/ 366)؛ وأحمد (4/ 144، 149، 153)؛ وابن خزيمة (1/ 266: 534، 535، 536)؛ وابن حبان (3/ 151: 1815)؛ والحاكم (2/ 240)؛ والبيهقي (2/ 394). من طرق عن عقبة بن عامر منها:

1 -

الثوري عن معاوية بن صالح، عن جبير بن نفير، عن أبيه، به.

وهذا إسناد حسن؛ معاوية بن صالح بن حُدَير ثقة، ربما وهم، وادعى بعضهم أن الثوري غَلِط في هذا الإسناد. وقد رد ذلك أبو حاتم وابن خزيمة. انظر: علل ابن أبي حاتم (2/ 60).=

ص: 776

= 2 - من طرق كثيرة عن القاسم أبي عبد الرحمن، به.

والقاسم، صدوق يرسل. وقد قيل إنه لم يسمع من صحابي غير أبي أمامة، والراجح خلاف ذلك، وأنه سمع من عدد من الصحابة منهم عقبة بن عامر.

3 -

من طريق محمد بن إسحاق عن سعيد المقبري، عن أبيه، به. وفيه عنعنة ابن إسحاق.

4 -

من طريق مكحول، به -ومكحول لم يسمع من عقبة-.

5 -

ومن طرق أخرى مرسلة.

وهو صحيح بمجموع هذه الطرق، وأصله في مسلم (1/ 558: 814) في فضل المعوذتين وليس فيه ذكر صلاته بها.

قال الحاكم (2/ 240): هذا حديث صحيح على شرط الشيخين -يعني رواية الثوري- ولم يخرجاه. اهـ. ووافقه الذهبي.

ص: 777