الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
38 - بَابٌ فِي فَضْلِ مُلَازَمَةِ الْمَسْجِدِ
367 -
قَالَ أَبُو دَاوُدَ: حَدَّثَنَا (1) مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي (2) حُمَيْدٍ، ثنا سَعِيدٌ المَهري (3)، عَنْ (4) أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ (5):إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قال:"فضل الرِّبَاطِ (6) انْتِظَارُ الصَّلَاةِ، وَلُزُومُ مَجَالِسِ الذِّكْرِ (7)، وَمَا مِنْ عَبْدٍ يُصَلِّي ثُمَّ يَقْعُدُ فِي مُصَلَّاهُ (8) إلَّا لَمْ تَزَلِ الْمَلَائِكَةُ تُصَلِّي عَلَيْهِ (9) حَتَّى يُحْدِث، أو يقوم".
(1) في (ك): (ثنا).
(2)
لفظة (أبي): ليست في المسند.
(3)
في (ك) و (المسند): (المهدي) -بالدال المهملة- وفي المسند زيادة (بن) قبلها.
(4)
في المسند زيادة (عن أبيه) قبل قوله: (عن أبي هريرة).
(5)
لفظة (قال): ليست في (ك) و (المسند).
(6)
الرباط في الأصل: الإقامة في الثغور استعدادًا لدفع العدو، فشبه انتظار الصلاة بذلك، بل فضلها عليه.
وقد يكون المقصود بالرباط هنا ما ووبط به كالعقال، وعلى ذلك يكون انتطار الصلاة ولزوم مجالس الذكر أفضل ما يربط عن المعاص.
انظر: غريب الحديث للخطابي (1/ 284)،النهاية (2/ 185):(ربط).
(7)
في (حس): (المجالس للذكر).
(8)
في (ك) و (المسند): (مقعده).
(9)
أي تدعو له. النهاية (3/ 50): (صلى). =
= تخريجه:
هو في مسند أبي داود الطيالسي (ص 328: 2510).
وذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 159 أ)، كتاب المساجد، باب لزوم المساجد والجلوس فيها، وعزاه لأبي داود الطيالسي، وقال: هذا إسناد ضعيف لضعف محمد بن أبي حميد. اهـ.
ورواه عبد الرزاق (1/ 521: 1994)، كتاب الصلاة، باب شهود الجماعة، وابن عدي في الكامل (6/ 2203) في ترجمة محمد بن أبي حميد، من طريق محمد بن أبي حميد، قال: أخبرني سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن -وعند ابن عدي: سمعت- أبي هريرة رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أفضل الرباط: الصلاة بعد الصلاة، ولزوم مجالس الذكر، ما من عبد يصلي ثم يجلس في مجلسه، إلَّا صلت عليه الملائكة حتى يحدث" هذا لفظ عبد الرزاق. ولفظ ابن عدي: "إن الرباط أفضل الرباط: انتظار الصلاة بعد الصلاة، ولزوم مجالس أهل الذكر، وما من عبد مؤمن يصلي في مسجد ثم يجلس في مجلسه إلَّا صلت عليه الملائكة مَا دَامَ فِي مَجْلِسِهِ مَا لَمْ يُحْدِثْ أو يقوم".
وروى مسلم (1/ 219: 251)، كتاب الطهارة، باب فضل إسباغ الوضوء على المكاره؛ والترمذي (1/ 72، 73: 51، 52)، أبواب الطهارة، باب ما جاء في إسباغ الوضوء؛ والنسائي (1/ 89: 143)، كتاب الطهارة، باب فضل إسباغ الوضوء؛ ومالك في الموطأ (1/ 161)، كتاب قصر الصلاة في السفر، باب انتظار الصلاة والمشي إليها.
من طرق عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:" ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا، ويرفع به الدرجات؟ "قالوا: بلى يا رسول الله. قال: "إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطا إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذالكم الرباط". =
= وروى البخاري (1/ 538: 445)، كتاب الصلاة، باب الحدث في المسجد، و (2/ 142: 659)، كتاب الأذان، باب من جلس في المسجد ينتظر الصلاة؛ ومسلم (1/ 459: 649)، باب فضل صلاة الجماعة وانتظار الصلاة؛ وأبو داود (1/ 319: 469)، كتاب الصلاة، باب في فضل القعود في المسجد؛ والنسائي (2/ 55: 733)، كتاب المساجد، باب الترغيب في الجلوس في المسجد وانتظار الصلاة؛ والترمذي (2/ 150: 330)، أبواب الصلاة، باب ما جاء في القعود في المسجد وانتظار الصلاة من الفضل؛ وابن ماجه (1/ 262: 799)، كتاب المساجد والجماعات، باب لزوم المساجد وانتظار الصلاة؛ ومالك في الموطأ (1/ 160)، كتاب قصر الصلاة في السفر، باب انتظار الصلاة والمشي إليها؛ وأحمد (2/ 415)؛ وأبو يعلى في مسنده (11/ 192، 351: 6303، 6430). من طرق عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:"لا يزال العبد في صلاة ماكان في مصلاه ينتظر الصلاة، وتقول الملائكة: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه. حتى ينصرف أو يحدث". هذا لفظ إحدى روايات مسلم، وعند الباقين بألفاظ مقاربة.
الحكم عليه:
الحديث بهذا الإسناد فيه أربع علل:
1 -
محمد بن أبي حميد، وهو ضعيف منكر الحديث.
2 -
سعيد المهري، وهو صدوق فيه لين.
3 -
الانقطاع بين سعيد المهري وأبي هريرة رضي الله عنه؛ لأن سعيدًا لم يسمع من أحد من الصحابة، وإنما يروي عن أبيه، عنهم، لكن جاء في مسند الطيالسي متصلًا فقد قال: سعيد المهري، عن أبيه، عن أبي هريرة، فلعل ما وقع هنا وفي الإتحاف من خطأ النساخ.
4 -
الاختلاف في إسناده، فقد رواه عبد الرزاق وابن عدي -كما شق- من =
= طريق محمد بن أبي حميد، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، فلا أدري هل لمحمد فيه شيخان، أو أن ذلك من تخليطاته.
لذا فالحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا، إلَّا أن بعض هذا الحديث قد صح مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، من غير هذا الطريق -كما سبق بيان ذلك في التخريج-.
أما قوله: (ولزوم مجالس الذكر)، فقد جاءت أحاديث صحيحة تشهد له، منها:
1 -
عن أبي هريرة رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إن لله ملائكة يطوفون في الطرق يلتمسون أهل الذكر، فإذا وجدوا قومًا يذكرون الله تنادوا: هلموا إلى حاجتكم، قال: فيحفونهم بأجنحتهم إلى السماء الدنيا
…
الحديث بطوله".
رواه البخاري (11/ 208: 6408)؛ ومسلم (4/ 2069: 2689) بنحوه؛ وأحمد (2/ 358، 383) بنحو رواية مسلم.
2 -
وعن الأغر أبي مسلم، أنه قال: أشهد على أبي هريرة، وأبي سعيد الخدري، أنهما شهدا على النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ قَالَ:" لا يقعد قوم يذكرون الله عز وجل، إلَّا حفتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة، ونزلت عليهم السكينة، وذكرهم الله فيمن عنده".
رواه مسلم (4/ 2074: 2700)؛ والترمذي (5/ 459: 3378)؛ وابن ماجه (2/ 1245: 3791)؛ وابن أبي شيبة (10/ 307: 9524)؛ وأحمد (3/ 92).
368 -
وَقَالَ ابْنُ أَبي شَيْبَةَ: حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عَطَاءٍ (1)، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ (2)، حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ:"مَنْ جَلَسَ فِي مُصَلَّاهُ (3)، أَوْ دَخَلَ مَسْجِدًا لِلصَّلَاةِ (4)، لَمْ تَزَلِ الْمَلَائِكَةُ تُصَلِّي عَلَيْهِ مَا دَامَ فِي مَجْلِسِهِ مَا لَمْ يُحْدِث: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ، اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ".
[2]
، وَقَالَ (5) الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا [دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ](6)، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَبِيبٍ -هُوَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ- وَهُوَ يَقْضِي -أَيْ يَمُوتُ- فِي مَسْجِدِهِ، فَقُلْتُ: لَوْ تحوَّلت إِلَى فِرَاشِكَ؟ قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ، فَذَكَرَهُ (7). وَقَالَ فِي آخِرِهِ: فَأُرِيدُ أَنْ أَمُوتَ وَأَنَا فِي مَسْجِدِي.
(1) هو ابن السائب.
(2)
هو السلمي.
(3)
لفظة (في مصلاه): ليست في (ك).
(4)
في (ك): (مسجد الصلاة).
(5)
لفظة (وقال): ليست في (عم) و (سد).
(6)
ما بين المعقوفتين زيادة من (ك)، وفي (مح) حرف ليس بواضح وكتب فوقه (العله داود)، وفي (حس):(داود) فقط، وفي (عم) و (سد) بياض، وفي بغية الباحث:(عفان بن مسلم، وهو الأشبه بالصواب، وفي الإتحاف: (وَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ ثنا حماد بن سلمة)، وكتب بالهامش:(سقط رجل هو: داود بن المحبر).
(7)
لفظ حديث الحارث كما في بغية الباحث: "لا يزال العبد في صلاة ما كان في مصلاه ينتظر الصلاة، الملائكة: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه".
368 -
تخريجه:
ذكر الهيثمي رواية الحارث (بغية الباحث ص 180: 126).
وذكر البوصيرى- (الإتحاف 1/ 159 ب)، كتاب المساجد، باب لزوم=
= المساجد والجلوس فيها- كلا الروايتين، وعزا الأولى لأبي بكر بن أبي شيبة، والثانية للحارث بن أبي أسامة.
ورواه ابن أبي شيبة في مصنفه (1/ 403)، كتاب الصلوات: من قال من انتظر الصلاة فهو في صلاة. وابن صاعد في زوائده على كتاب الزهد لابن المبارك (ص 142: 421).
من طريق ابن فضيل، به. ولم يذكر ابن صاعد لفظه وإنما أحال على ما قبله فقال: نحوه.
وأما رواية ابن أبي شيبة ففيها: حَدَّثَنَا رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قال:"إذا صلى أحدكم ثم قعد في مصلاه يذكر الله فهو في صلاة، وإن الملائكة يصلون عليه، يقولون: اللهم ارحمه، واغفر له. وإن هو دخل مصلاه ينتظر كان مثل ذلك".
ورواه ابن المبارك في الزهد (ص 141: 420). وابن سعد في الطبقات (6/ 174)، من طريق عفان بن مسلم،
كلاهما -أي: ابن المبارك وعفان- عن حماد بن سلمة، به مثل رواية الحارث. إلَّا أن رواية ابن المبارك مختصرة، وفيها: حدثني فُلَانٌ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم ورواه أحمد (1/ 144) -وابن صاعد في زوائده على كتاب الزهد لابن المبارك (ص 142: 422) - من طريق يحيى بن آدم قال: حدثنا إسرائيل، عن عطاء بن السائب، عن أبي عبد الرحمن الحلمي قال: سمعت -عند ابن صاعد: عن- عليًا رضي الله عنه، يقول:" إن العبد إذا جلس في مصلاه بعد الصلاة .. ، "الحديث بنحوه.
قال ابن صاعد: وكذلك رواه محمد بن ثابت، عن إسرائيل، وقال: عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، نَحْوَهُ. اهـ.
قال أحمد شاكر في تعليقه على المسند (2/ 292: 1218): إسناده حسن؛=
= عطاء بن السائب اختلط بآخره، ولم يذكروا إسرائيل بن يونس فيمن سمع منه قديمًا قبل اختلاطه. اهـ. قلت: رجاله ثقات، لكن لا وجه لتحسينه، بل يجب التوقف فيه حتى نعلم أن سماع إسرائيل من عطاء بن السائب قبل الاختلاط، وإلَاّ فالحديث ضعيف.
وروى ابن المبارك في الزهد (141: 419)، من طريق شعبة، عن منصور، عن سعد بن عبيدة، عن أبي عبد الرحمن السلمي، أنه كان يأمرهم أن يحملوه في الطين والمطر إلى المسجد، وهو مريض.
وهذا سند صحيح -منصور هو ابن المعتمر- وهو شاهد لأصل القصة التي في حديث الباب.
الحكم عليه:
أما الطريق الأولى: ففيها محمد بن فضيل، ولم يسمع من عطاء بن السائب إلَّا بعد اختلاطه.
وأما الطريق الثانية: فرجالها ثقات، وحماد بن سلمة قد سمع من عطاء ابن السائب قبل اختلاطه، على الصحيح من أقوال أهل العلم، ولم يتعين من هو شيخ الحارث بن أبي أسامة في الحديث -كما سبق- لكن قد رواه ابن المبارك.
ورواه ابن سعد عن عفان، كلاهما عن حماد بن سلمة -كما مر-.
فالحديث صحيح ان شاء الله تعالى، وله شاهد مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، -وقد سبق تخريجه في الحديث السابق (367) -.
369 -
وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، ثنا يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ (1)، قَالَ: قُلْتُ لِلْحَسَنِ -أَوْ قِيلَ (2) لَهُ-: أَرَأَيْتَ قَوْلَهُ: "إِنَّ الْعَبْدَ لَا يَزَالُ فِي صَلَاةٍ (3) مَا دَامَ فِي مُصَلَّاهُ"، قَالَ: قُلْتُ: مَقْعَدُهُ الَّذِي يُصَلِّي فِيهِ؟ قال: (بل المسجد كله).
(1) سقطت لفظة (عبيد) من (ك).
(2)
في (ك): (قال)، وهو تصحيف.
(3)
في (ك): (الصلاة).
369 -
تخريجه:
ذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 159 ب)، كتاب المساجد، باب لزوم المساجد والجلوس فيها. وعزاه لمسدد، وقال: هذا إسناد صحيح رجاله رجال الصحيح. اهـ.
الحكم عليه:
الأثر بهذا الإسناد صحيح، رجاله ثقات على شرط البخاري.
370 -
حَدَّثَنَا (1) يَحْيَى (2)، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ سَعِيدٍ المَقْبُري (3)، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه -لَمْ يَرْفَعْهُ (4) - قَالَ:(مَا مِنْ رَجُلٍ يَتَوَطَّنُ (5) الْمَسَاجِدَ فَيَحْبِسُهُ عَنْهَا مَرَضٌ، أَوْ عِلَّةٌ، ثُمَّ عَادَ إلَّا تَبَشْبَشَ (6) اللَّهُ بِهِ
…
) الْحَدِيثُ.
* صَحِيحٌ مَوْقُوفٌ. وَرَوَاهُ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدٍ [مَرْفُوعًا](7) أَخْصَرَ مِنْهُ.
(1) تأخر هذا الحديث في (ك) فأتى في (ص 14)؛ لأن باب فضل ملازمة المسجد أتى في موضعين: الموضع الأول كبقية النسخ، والثاني تأخر فأتى بعد باب فضل المشي إلى المساجد.
والحديث كسابقه من مسند مسدد.
(2)
هو القطان.
(3)
في (ك): (بياض).
(4)
أي: لم ينسبه للنبي صلى الله عليه وسلم.
(5)
في (ك): (توطن).
(6)
في (ك): (يسر).
(7)
ما بين المعقوفتين زياده من (ك).
370 -
تخريجه:
ذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 158 ب)، كتاب المساجد، باب لزوم المساجد والجلوس فيها، وعزاه لمسدد.
ورواه ابن ماجه (1/ 262: 800)، كتاب المساجد، باب لزوم المساجد وانتظار الصلاة؛ والطيالسي في مسنده (ص 307: 2334)؛ وأحمد (2/ 328، 453)؛ وابن خزيمة (2/ 379: 1503)، كتاب الإمامة في الصلاة، باب فضل إيطان المساجد للصلاة؛ وابن حبان (3/ 67: 1605)، كتاب الصلاة، باب نظر الله جل وعلا بالرأفة والرحمة إلى الموطن المكان في المسجد للخير والصلاة؛ والحاكم (1/ 213)، كتاب الصلاة.=
= من طرق عن ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال: "لا يوطن الرجل المساجد
…
الحديث" بنحوه دون قوله:"فيحبسه عنها مرض أو علة" فليس عند أحد منهم.
قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، وقد خالف الليث بن سعد ابن أبي ذئب، فرواه عن المقبري، عن أبي عبيدة، عن سعيد بن يسار [لحدثناه أبو بكر بن إسحاق الفقيه، أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن ملحان، حدثنا يحيى بن بكير، حدثنا الليث، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي عبيدة، عن سعيد بن يسار] أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. اهـ. فذكر نحوه. ووافقه الذهبي.
قلت: ما بين المعقوفتين أفادني به شيخنا الدكتور محمود ميره من مخطوطات المستدرك، حيث إنه ساقط من المطبوع.
وحديث الليث بن سعد، رواه -أيضًا- أحمد (2/ 307، 340، 453)، وابن خزيمة (2/ 374: 1491)، كتاب الإمامة في الصلاة، باب ذكر فرح الرب تعالى بمشي عبده إلى المسجد متوضئًا.
من طرق عنه، به.
قال العلامة أحمد شاكر في تعليقه على المسند (15/ 204: 8051). إسناده صحيح. أبو عبيدة لم أستطع تعيين من هو؟ ولكنه على كل حال من التابعين، فهو يروي هنا عن تابعي كبير، وهو سعيد بن يسار، ويروي عنه تابعي آخر وهو سعيد المقبري، والمقبري سمع من أبي هريرة، وسمع من أبيه أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة، وسمع من سعيد بن يسار عن أبي هريرة، وها هو ذا يروي ها هنا عن سعيد بن يسار بواسطة، وعن أبي هريرة بواسطتين. اهـ.
قلت: وقد حاولت جاهدًا معرفة أبي عبيدة هذا فلم أستطع.
وتصحيح الحديث قبل معرفته فيه بعد وإن كان تابعيًا، لأنه في حكم المجهول،=
= بل وجدت الدارقطني في العلل (3/ 194أ، ب)، صرح بذلك، فقال: وزاد -يعني الليث بن سعد- في الإسناد رجلًا مجهولًا. اهـ.
والليث بن سعد هو أثبت أصحاب سعيد المقبري، وابن أبي ذئب، ثبت فيه أيضًا.-انظر: شرح العلل (2/ 670) -. فيصعب ترجيح رواية أحدهما على الآخر لكن يقال: لعل سعيدًا المقبري سمعه من أبي عبيدة عن سعيد بن يسار، وسمعه من سعيد بن يسار مباشرة، لكن رأى أن ما سمعه أبو عبيدة من سعيد بن يسار أتم سياقًا مما سمعه هو، فكان تارة يحدث به هكذا وتارة هكذا. وعلى هذا يمكن تصحيح الحديث من طريق ابن أبي ذئب، إذ رجاله كلهم ثقات، ولهذا والله أعلم صححه الحاكم، ووافقه الذهبي.
وقد ذكر الدارقطني هذا الحديث، واختلافهم فيه، ثم قال: ويشبه أن يكون الليث قد حفظه من المقبري. اهـ. وذكر -أيضًا- أن أبا عاصم النبيل قد وافق يحيى القطان على وقف هذا الحديث، وخالفهما سليمان بن بلال، ومحمد بن الزبرقان أبو هشام. فروياه عن ابن عجلان، بهذا الإسناد، مرفوعًا. العلل (3/ 194 ب)
الحكم عليه:
الأثر بهذا الإسناد فيه ثلاث علل:
1 -
عنعنة ابن عجلان، وهو مدلس.
2 -
أنه من روايته عن سعيد المقبري، وقد ضعفوا روايته عنه لكونها اختلطت عليه فلم يميز ما رواه سعيد عن أبيه، عن أبي هريرة، وما رواه عن رجل، عن أبي هريرة، وما رواه عن أبي هريرة مباشرة، لكن قد أخبر أنه عند ما لم يستطع التمييز بينها جعلها كلها عن سعيد، عن أبي هريرة، وهنا قال: عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ، عن أبي هريرة، فتبين أن هذا الحديث حدث به قبل اختلاطها عليه، فيكون صحيحًاكما قال ابن حبان.=
= 3 - أن ابن عجلان قد خولف في إسناده، فرواه ابن أبي ذئب، عن المقبري، به مرفوعًا، وكذلك الليث بن سعد -كما سبق-، وقد ذكر الدارقطني -كما تقدم نقله- أنه اختلف على ابن عجلان -أيضًا- في وقفه ورفعه لكن يقال: لعل سعيدًا المقبري كان حينًا يرفع الحديث وحينًا يوقفه على أبي هريرة رضي الله عنه، كما هي عادة الحفاظ، فقد ينشطون فيرفعون الحديث، ويكسلون حينًا فيقفونه.
وعلى كل حال فهو بهذا الإِسناد ضعيف، لعنعنة ابن عجلان، والمرفوع أصح منه. وتصحيح الحافظ رحمه الله له مع ما فيه، فيه تساهل.
371 -
وَقَالَ (1) الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الوَرَكاني، ثنا معتمر (2)، عَنْ فَيَّاضِ بْنِ غَزْوَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه[رَفَعَهُ] (3) -:"إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَيُنَادِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ: أَيْنَ جِيرَانِي؟ فَتَقُولُ الْمَلَائِكَةُ: رَبَّنَا (4) وَمَنْ يَنْبَغِي أَنْ (5) يجاورك؟ فيقول: أين عمار المساجد (6)؟ ".
(1) تأخر هذا الحديث في (ك) كسابقه، لكن تقدم عليه رقم (372).
(2)
في (ك): (معمر)، وفي (بغية الباحث):(معمر بن سليمان)، وفي (الإتحاف):(معتمر بن سليمان).
(3)
لفظة (رفعه): ليست في (مح).
(4)
حرف (الواو) ساقط من (عم).
(5)
لفظة (ان): ليست في (سد).
(6)
أي الذين يلزمونها، ويطيلون اللبث فيها. انظر: اللسان (4/ 604): (عمر).
371 -
تخريجه:
ذكره الهيثمي (بغية الباحث ص 174: 121).
وذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 158 ب)، كتاب المساجد، باب لزوم المساجد والجلوس فيها، وعزاه للحارث بن أبي أسامة.
الحكم عليه:
الحديث بهذا الإسناد رجاله كلهم ثقات، إلَّا محمد بن عطية السعدي، فإنه صدوق، لكن لا أدري أسمع فياض بن غزوان من محمد بن عطية، أم لم يسمع منه، فلم أجد من ذكره في شيوخه، وقد قال الذهبي في محمد بن عطية: لم يرو عنه سوى ولده عروة. اهـ. وقد نفى البخاري أن يكون فياض بن غزوان سمع من أنس بن مالك
رضي الله عنه، ومحمد بن عطية من طبقة أنس أو قريبًا منها. فإن ثبت سماعه منه فالحديث حسن، والَّا فهو ضعيف لانقطاعه.
وقد دلت أحاديث صحيحة على فضل عمارة المساجد بالعبادة، والطاعة،=
= وانتظار الصلوات، ذكرنا بعضها فيما سبق. انظر رقم (367)، ومنها أيضًا:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النبي صلى الله عليه وسلم:"من غدا إلى المسجد أو راح، أعد الله له في الجنة نزلًا كلما غدا أو راح".
وفي رواية البخاري: "من غدا إلى المسجد وراح أعد الله له نزله من الجنة
…
" الحديث.
رواه البخاري (2/ 148: 662)؛ ومسلم (1/ 463: 669)؛ وأحمد
(2/ 508)؛ وابن خزيمة (2/ 376: 1496)؛ وابن حبان (3/ 242: 2035)؛ والبيهقي (3/ 62).
قال الحافظ في الفتح (2/ 148): النُزُل -بضم النون والزاي- المكان الذي يهيأ للنزول فيه، -وبسكون الزاي- ما يهيأ للقادم من الضيافة ونحوها. اهـ.
372 -
[1] وقال (1) أبو داود (2): حدثنا صالح المُزِّي، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "عمَّار مَسَاجِدِ اللَّهِ عز وجل [هُمْ] (3) أَهْلُ اللَّهِ".
[2]
وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا صَالِحٌ، بِهِ (4).
[3]
وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ النِّيلِيُّ.
[4]
قال الْبَزَّارُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ غِيَاثٍ.
قَالَا (5):ثنا صَالِحٌ، بِهِ.
*وَقَالَ الْبَزَّارُ: لَا نَعْلَمُ رَوَاهُ عَنْ ثَابِتٍ إلَّا صَالِحٌ.
وَكَذَا (6) قَالَ الطبراني في (7) الأوسط (8).
(1) تأخر هذا الحديث في (ك) كسابقيه.
(2)
في (عم): (أبو يعلى) وهو خطأ.
(3)
ما بين المعقوقين زيادة من (ك)، و (المسند)، و (الإتحاف)، (وهي ثابتة عد كل من روى هذا الحديث).
(4)
قلت: في رواية عد بن حميد زيادة في الإسناد واخلاف في المتن، ففيه: (ثنا صالح المري عن ثابت البناني، وميمون بن سياه وجعفر بن زياد عن أنس، به، ولفظه:"إن عمار بيوت الله هم أهل الله".
(5)
في (ك): قالوا.
(6)
في (ك): (وجزم بذلك) بدل قوله: (وكذا قال).
(7)
لفظة (في الأوسط): ليست في (حس).
(8)
المعجم الأوسط (3/ 244: 2523).
372 -
تخريجه:
هو في مسند أبي داود الطيالسي (ص 272: 2041).
وفي المنتخب من مسند عد بن حميد (3/ 145: 1289).=
= وهو أيضًا في مسند أبي يعلى (6/ 132: 3406)، وفيه:(بيوت) مكان كلمة: (مساجد).
وذكره الهيثمي (المقصد العلي ص 305: 237) -وذكره أيضًا- في كشف الأستار (1/ 217: 433)، وقال: قَالَ الْبَزَّارُ: لَا نَعْلَمُ رَوَاهُ عَنْ ثَابِتٍ عن أنس إلَّا صالح. اهـ.
وذكره أيضًا (المجمع 2/ 23) ولفظه: "إن عمار بيوت الله
…
الحديث"، وقال: رواه الطبراني في الأوسط" وأبو يعلى، والبزار، وفيه صالح المري وهو ضعيف. اهـ.
وذكره ابن حجر في زوائد البزار (ص 716: 273).
وذكره البوصيري - (الإتحاف 1/ 158 ب)، كتاب المساجد، باب لزوم المساجد والجلوس فيها- وعزاه لأبي داود الطيالسي، وعبد بن حميد، وأبي يعلى والبزار، والطبراني في الأوسط، والبيهقي، وذكر كلامهم على الحديث، ثم قال: وقد ضعفه -يعني صالح المري- ابن معين وابن المديني والبخاري وأبو داود والنسائي وغيرهم. اهـ.
ورواه العقيلي في الضعفاء (2/ 199) في ترجمة صالح المري؛ والطبراني في الأوسط (3/ 244: 2523)؛ وابن عدي في الكامل (4/ 1379) في ترجمة صالح المري؛ وأبو نعيم في الحلية (6/ 173) في ترجمة صالح المري؛ والبيهقي (3/ 66)، كتاب الصلاة، باب فضل المساجد وفضل عمارتها بالصلاة فيها، من طرق عن صالح المري، عن ثابت، به، مثله.
قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن ثابت إلَّا صالح. اهـ.
وقال البيهقي: صالح المري غير قوي. اهـ.
ورواه ابن عدي في الكامل (4/ 1379) في ترجمة صالح المري؛ وتمام في فوائده (كما في الروض البسام)(1/ 299: 270)، من طريق عبد الله بن معاوية=
= الجمحي، ثنا صالح المري، عن ثابت، وجعفر بن زيد، وميمون بن سياه، عن أنس، به مثله. وقد تابع عبد الله بن معاوية على هذه الرواية يونس بن محمد المؤدب -كما في رواية عبد بن حميد التي سبق ذكرها-.
الحكم عليه:
الحديث من جميع طرقه المذكورة في الأصل والتخريج مداره على صالح المري، وهو ضعيف، منكر الحديث، وهو في ثابت أشد ضعفًا، وإذا جمع الضعيف في روايته لحديث ما بين عدة شيوخ حيث يقول: حدثنا فلان وفلان وفلان، فهذه أشد ضعفًا إذا لم يتابع لأنها تدل على تخليطه، وهذه حال رواية صالح المري التي جمع فيها بين عدة شيوخ.
ولذا فالحديث ضعيف جدًا، وله شاهد من حديث أنس السابق -رقم (371) - لكنه غير قابل للانجبار.
وكما قدمنا فإن فضل عمارة المساجد بالطاعة، وانتظار الصلاة فيها ثابت بالأحاديث الصحيحة. انظر حديث رقم (367، 371).
وعن أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إذا رأيتم الرجل يتعاهد -وفي رواية: يعتاد- المسجد فاشهدوا له بالإيمان، فإن الله تعالى يقول:{إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ} الآية.
رواه الترمذي (5/ 12، 277: 2617، 3093)؛ وابن ماجه (1/ 263: 802)؛ وأحمد (3/ 68، 76)؛ وابن أبي عمر في كتاب الإيمان (ص 68: 2)؛ والدارمي (1/ 278)؛ وابن خزيمة (2/ 379: 1502)؛ وابن حبان (3/ 110: 1718)؛ وابن عدي في الكامل (3/ 981، 1013)؛ والحاكم (1/ 212، 2/ 332)؛ وأبو نعيم في الحلية (8/ 327)؛ والبيهقي (3/ 66)؛ والخطيب في تاريخه (5/ 459)، من طريق أبي السمح دراج، عن أبي الهيثم، به.=
= قال الترمذي: هذا حديث غريب حسن -وفي الموضع الثاني: قال- حسن غريب. اهـ. وقال ابن عدي: وعامة هذه الأحاديث التي أمليتها -يعني هذا الحديث وأحاديث أخرى معه- مما لا يتابع دراج عليه. اهـ.
وقال الحاكم: هذه ترجمة للمصريين لم يختلفوا في صحتها وصدق رواتها غير أن شيخي الصحيح لم يخرجاه. اهـ. وتعقبه الذهبي فقال: دراج كثير المناكير. اهـ.
وقال الحاكم في الموضع الثاني: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. اهـ.
ووافقه الذهبي ولم يتعقبه في هذا الموضع، فجل من لا يسهو.
وقال مغلطاي -في شرح ابن ماجه-: حديث ضعيف. انظر: فيض القدير (1/ 358)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1/ 184: 608)، وهو كما قالا لأن في سنده دراجًا، وهو صدوق، لكن ضعفوا أحاديثه التي يرويها عن أبي الهيثم، قال أحمد: أحاديث دراج عن أبي الهيثم فيها ضعف. اهـ. وكذلك قال أبو داود.
وقد وثقه ابن معين، ولما ذكر لفضلك الحافظ توثيق ابن معين له، قال: ليس بثقة ولا كرامة. اهـ. وقال النسائي: ليس بالقوي، وقال مرة: منكر الحديث. وقال الدارقطني: ضعيف. وقال في موضع آخر: متروك.
انظر: الكا مل (3/ 979)؛ الميزان (2/ 24)؛ التهذيب (3/ 208)؛ التقريب (ص 201).
وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه، في ذكر السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلَّا ظله:"ورجل قلبه معلق في المساجد".
رواه البخاري (2/ 143: 660)؛ ومسلم (2/ 715: 1031)؛ والترمذي (4/ 598: 2391) وهو عنده عن أبي سعيد أو أبي هريرة -على الشك، وقد تكلم عليه- والنسائي (8/ 222: 5380)؛ وأحمد (2/ 439).
373 -
وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ الفَزَاري، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ، قَالَ (1):[إِنَّ]، (2) أَبَا الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه قَالَ لِابْنِهِ: يَا بُنَيَّ لِيَكُنْ بَيْتَكَ الْمَسْجِدُ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول:"إن الْمَسْجِدَ بُيُوتُ الْمُتَّقِينَ، فَمَنْ كَانَتِ الْمَسَاجِدُ بُيُوتَهُ أَتَمَّ (3) اللَّهُ لَهُ بالرَّوْحِ (4)، والرَّحْمَةِ (5)، والجوازِ (6) عَلَى الصراط إلى الجنة".
(1) لفظة: (قال) ليست في (ك).
(2)
سقطت لفظة: (إن) من (مح) والدليل على سقوطها نصب (أبا) بعد (قال).
(3)
أتم: أي: ختم، وضمن -كما في بعض روايات هذا الحديث فمن ختم الله له بهذه المذكورات فقد كمل له النعمة وضمن له الجنة-. انظر أيضًا: معجم مقاييس اللغة (1/ 339)، مادة:(تم).
(4)
الرَّوْح: هو الراحة، والسرور، والفرح. المعجم الوسيط (1/ 380)، مادة:(روح).
(5)
الرَّحمة: الخير، والنعمة، والمغفرة. انظر: المعجم الوسيط (1/ 334، 335)، مادة:(رحم).
(6)
أي العبور. انظر: النهاية (1/ 314)، مادة:(جوز).
373 -
تخريجه:
ذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 159 أ)، كتاب المساجد، باب لزوم المساجد والجلوس فيها، وعزاه لابن أبي عمر، وقال: هذا إسناد لجهالة بعض روايته. اهـ.
قلت:. كذا في الأصل، وأظن أنه سقط من الكلام لفظة (ضعيف)، بعد قوله:(هذا إسناد).
ورواه ابن أبي شيبة في مصنفه (13/ 317: 16458)، كتاب الزهد ما جاء في لزوم المساجد. من طريق يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خالد، به، فذكره بلفظ مقارب.
ورواه هنَّاد بن السَّري في الزهد (2/ 471: 951)، باب فضل المسجد=
= والجلوس فيه من طريق عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أبي خالد، عن محمد بن واسع، به مثله.
وفي هذه الرواية لم يذكر إسماعيل الواسطة بينه وبين محمد بن واسع فإما أن يكون سمعه منه -وهذا ممكن زمنًا- أو دلسه، وقد وصفه النسائي بالتدليل، وهو ممن احتمل الأئمة تدليسهم، لكن يتوقف في هذه الرواية لأنه لم يصرح بالسماع من محمد بن واسع، وقد روى عنه هذا الحديث ثقتان -هما مروان الفزاري، ويعلى بن عبيد- وقال في روايتهما: عن رجل عن محمد بن واسع. انظر: مراتب المدلسين (ص 51).
ورواه البزار -كما في كشف الأستار (1/ 217: 434)، وزوائد البزار لابن حجر (ص 713: 272)، من طريق نصر بن علي، ثنا أبو أحمد، ثنا إسرائيل، عن عبد الله بن المختار، عن محمد بن واسع، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: لتكن المساجد بيتك، فإني يسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"إن الله عز وجل، ضمن لمن كانت المساجد بيته الأمن والجواز على الصراط يوم القيامة".
قال البزار: لا نعلم هذا الحديث بهذا اللفظ إلَّا بهذا الإسناد، وإسناده حسن، وقد روي نحوه بغير لفظه. اهـ. وقال الهيثمي (المجمع 2/ 22): رواه الطبراني في الكبير والأوسط، والبزار وقال: إسناده حسن. قلت: ورجال البزار كلهم رجال الصحيح. اهـ.
وهو كما قال الهيثمي، فرجاله كلهم ثقات، على شرط مسلم، لكن قال الدارقطني في العلل (2/ 73 أ) بعد أن ذكر اختلافهم فيه: ورواه حماد بن سلمة ومطعم بن المقدام الصنعاني، والمرسل هو المحفوظ. اهـ. ويعني والله أعلم بقوله:(والمرسل)، أي الذي ليس فيه ذكر أم الدرداء، فحديث محمد بن واسع عن أبي الدرداء منقطع؛ إذ لم يدركه، والمتقدمون من أئمتنا يطلقون لفظ المرسل على المرفوع الذي سقط صحابيه، وعلى المنقطع والمعضل، وقيده المتأخرون بما سقط=
= صحابيه فقط، والأول هو مذهب الفقهاء وأهل الأصول.
انظر: تدريب الراوي (1/ 195).
ورواه القضاعي في مسند الشهاب (1/ 77: 72)؛ وابن عساكر (13/ 378/ 1) ـكما في سلسلة الأحاديث الصحيحة (2/ 342) - من طريق الربيع بن ثعلب، ثنا إسماعيل بن عياش، عن مطعم بن المقدام وغيره، عن محمد بن واسع قال: كتب أبو الدرداء إلى سلمان
…
وفيه: وليكن المسجد بيتك فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول:" المسجد بيت كل تقي".
قال الألباني: وهذا إسناد رجاله ثقات، فهو جيد لولا الانقطاع بين الربيع -كذا في الأصل والصواب: محمد بن واسع- وأبي الدرداء، فإنه لم يسمع منه ولا من غيره من الصحابة. اهـ. قلت: وفي ما قاله العلَاّمة الألباني تساهل كبير؛ فمطعم بن المقدام، صدوق. (التقريب ص 534). وإسماعيل بن عياش، صدوق في حديث الشاميين، لكنه مدلس، لا يقبل من حديثه إلَّا ما صرح فيه بالسماع، وقد عنعن هنا.
ورواه الخطيب في تاريخه (8/ 340) ومن طريقه ابن الجوزى في العلل المتناهية (1/ 410: 690) من طريق عمرو بن جرير، حدثني إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أبي حازم قال: سمعت أبا الدرداء يقول لابنه: يا بني لا يكونن بيتك إلَّا المسجد، فإن المساجد بيوت المتقين، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول. فذكر نحو حديث الباب.
قال ابن الجوزي: قال الدارقطني: عمرو بن جرير، متروك. اهـ.
قلت: بل قال أبو حاتم: كان يكذب. انظر: الجرح (6/ 224)؛ الميزان (3/ 250).
ورواه أبو نعيم في الحلية (1/ 214) من طريق عبد الرزاق، ثنا معمر، عن صاحب له، أن أبا الدرداء كتب إلى سلمان: يا أخي اغتنم صحتك
…
بطوله وفيه:
ويا أخي ليكن المسجد بيتك فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول:" إن المساجد بيت كل=
= تقي، وقد ضمن الله عز وجل لمن كانت المساجد بيته بالروح والراحة والجواز على الصراط إلى رضوان الرب عز وجل". ولم يسم معمر صاحبه الذي حدثه، فهو مجهول.
ورواه الطبراني في الكبير (6/ 254: 6143)؛ والقضاعي في مسند الشهاب (1/ 78: 73)؛ وأبو نعيم في الحلية (6/ 176)، من طريق صالح المري، ثنا الجريري، عن أبي عثمان، قال: كتب سلمان إلى أبي الدرداء. فذكره بنحو رواية أبي نعيم السابقة -وهو عند القضاعي مختصرًا-.
قال أبو نعيم: غريب من حديث صالح، لم نكتبه إلَّا من هذا الوجه. اهـ.
قلت: صالح المري، ضعيف، منكر الحديث، وقد خالف في هذا الحديث، فالناس يقولون: كتب أبو الدرداء إلى سلمان. ويقول هو: كتب سلمان إلى أبي الدرداء.
والجريري اختلط بآخره، لكن سماع صالح منه قديم؛ لأن أبا داود قال: من أدرك أيوب السختياني فسماعه من الجريري جيد. وصالح المري قد أدرك من هو أقدم موتًا من أيوب، وهو ثابت البناني.
الحكم عليه:
الحديث بهذا الإسناد رجاله كلهم ثقات، إلَّا المبهم -رجل- فلم يتين لي من هو فهو مجهول، ومحمد بن واسع لم يدرك أبا الدرداء رضي الله عنه فهو منقطع.
لذا فالحديث بهذا الإسناد ضعيف.
لكن قد رواه، البزار كما أسلفنا وحسَّن إسناده ورجاله رجال الصحيح.
فلعله بهذه الرواية وبما ذكرت من المتابعات -التي لا تخلو من مقال- يكون حسنًا لغيره، ويشهد له عموم ما ذكرنا في الأحاديث السابقة (367، 368، 371)، من فضل عمارة المساجد والمكث فيها.
وله شاهد من كلام سلمان الفارسي رضي الله عنه، قال: (من توضأ فأحسن=
= الوضوء ثم أتى المسجد ليصلي فيه كان زائرًا لله، وحق على المزور أن يكرم زائره).
رواه ابن أبي شيبة في مصنفه (13/ 319: 16465) وتصحف اسم شيخه حفص بن غياث إلى جعفر بن غياث؛ وأحمد في الزهد (ص 189)؛ وهناد بن السري في الزهد (2/ 471: 952)، من طرق عن أبي عثمان النهدي، به.
وقد رواه الطبراني في الكبير (6/ 253، 255: 6139، 6145) مرفوعًا، ولا يصح رفعه؛ لأن في سنده -في الرواية الأولى- سعيد بن زرْبي، وهو منكر الحديث. (التقريب ص 235). وعامر بن سيار، قال فيه أبو حاتم: مجهول. وذكره ابن حبان في الثقات وقال: ربما أغرب. اللسان (223)؛ الثقات (8/ 502).
وفي الرواية الثانية: عَمُّ سعيد بن يحيى بن سعيد -وقد تصحفت في المطبوع إلى: شعبة- الأموي، واسمه: عبد الله بن سعيد بن أبان الأموي، سكت عليه البخاري وابن أبي حاتم، وذكره ابن حبان في الثقات. التاريخ الكبير (5/ 104)؛ الجرح (5/ 72)؛ الثقات (7/ 14).
وقد خالف الثقات فهو يرويه عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ أَبِي عثمان، عن سلمان، مرفوعًا، وقد خالفه أبو معاوية محمد بن خازم فرواه عنه موقوفًا. وهكذا رواه حفص بن غياث عن عاصم الأحول عن أبي عثمان -كما في رواية ابن أبي شيبة- ويحيى القطان عن سليمان التيمي عن أبي عثمان -كما في رواية أحمد-.
374 -
[1] حَدَّثَنَا (1) الْمُقْرِئُ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ -هُوَ ابْنُ يَزِيدَ الحُبُلي-، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "ستُّ مَجَالِسَ مَا كَانَ المسلمُ فِي مجلسٍ مِنْهَا إلَّا كَانَ ضَامِنًا (2) عَلَى اللَّهِ تَعَالَى: فِي سَبِيلِ اللَّهِ (3) عز وجل، أَوْ مَسْجِدِ جَمَاعَةٍ، أَوْ عِنْدَ مَرِيضٍ، أَوْ يَتْبَعُ جَنَازَةً، أَوْ فِي بَيْتِهِ، أَوْ عِنْدَ إِمَامٍ مُقْسِط (4) يُعَزِّره (5) ويُوَقِّرُه"(6).
[2]
وَقَالَ عَبْدُ [بْنُ حُمَيْدٍ](7): حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ (8)، بِهِ.
[3]
وَقَالَ الْبَزَّارُ: حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ (9)، ثنا عَبْدُ الله بن يزيد، به.
(1) هذا الحديث كسابقه من مسند ابن أبي عمر العدني.
(2)
أي أن الله تعالى ضمن وتكفل له بأن ينجيه من أهوال القيامة ويدخله دار السلام. انظر: مختار الصحاح (ص 161)، مادة:(ضمن). فيض القدير (4/ 95).
(3)
في سبيل الله عز وجل: أي غازٍ في سبيل الله يجاهد لتكون كلمة الله هي العليا.
(4)
المُقْسِط: هو العادل في أحكامه، وبين رعيته، قال تعالى {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} سورة المائدة: آيه (42). وانظر: مختار الصحاح (ص 223)، مادة:(قسط).
وفي الحديث:"إن المقسطين عند الله على منابَر من نورِ، عن يمين الرحمن عز وجل، وكلتا يديه يمين، الذين يعدلون في حكلمهم، وأهليهم، وما وَلُوا. رواه مسلم (3/ 1458: 1827).
(5)
يعزره: يعينه وينصره. تفسير البغوي (4/ 190). (تفسير سورة الفتح).
(6)
يوقره: يعظمه ويفخمه. المرجع السابق.
(7)
ما بين المعقوفتين زيادة من (عم).
(8)
في (ك): المهدي.
(9)
في (عم)، و (الإتحاف):(سلم)، وفي كشف الأستار، وزوائد البزار لابن حجر:(سلمة) ولعله هو الصواب إن شاء الله؛ لأن سلمة وهو ابن شيب كان هو مستملي المقرئ، وهو من شيوخ البزار الذين روى عنهم كثيرًا، ولم يذكر المزي في تلاميذ المقرئ من اسمه سلم، أو مسلم، وما ذكرته ليس بدليل قاطع في هذه المسألة، لكن نظرًا لما ذكرت، ولسهولة التصحيف في هذا الاسم اعتمدته وتركت ما سواه.=
= 374 - تخريجه:
هوفي المنتخب من مسند عبد بن حميد (1/ 300: 337).
وذكره الهيثمي في كشف الأستار (1/ 218: 435).
وذكره -أيضًا- (المجمع 2/ 23)، وقال: رواه الطبراني في الكبير، والبزار بنحوه، ورجا له موثقون. اهـ.
وذكره ابن حجر في زوائد البزار (ص 718: 274).
وذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 159 أ)، كتاب المساجد، باب لزوم المساجد والجلوس فيها، وعزاه لابن أبي عمر، وعبد بن حميد، والبزار، والطبراني في الكبير، وقال: مدار أسانيد هذا الحديث على الإفريقي، وهو ضعيف، لكن المتن له شاهد من حديث معاذ بن جبل
…
اهـ.
الحكم عليه:
الحديث من جميع طرقه المذكورة مداره -كما قال البوصيري- على عبد الرحمن بن زياد بن أنعم، وهو ضعيف من قِبَل حفظه، وكان يدلس، لذا فالحديث بهذا الإسناد ضعيف.
لكن له شواهد صحيحة يرتفع بها إلى الحسن لغيره، ومنها:
1 -
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رضي الله عنه، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال:"من جاهد في سبيل الله كان ضامنًا على الله، ومن عاد مريضًا كان ضامنًا على الله، ومن غدا إلى المسجد أو راح كان ضامنًا على الله، ومن دخل على إمام يعزره كان ضامنًا على الله، ومن جلس في بيته لم يغتب إنسانًا كان ضامنًا على الله". هذا لفظ ابن حبان، وعند الباقين في أوله قصة.
رواه ابن أبي عاصم في كتاب السنة (2/ 491: 1022) لكنه لم يذكر لفظه وإنما أحال على حديث ابن لهيعة الآتي، ورواه ابن خزيمة:(2/ 375: 1495)؛ وابن حبان (1/ 295: 373)؛ والطبراني في الكبير (20/ 37: 54)؛ والحاكم=
= (1/ 212، 2/ 90)؛ والبيهقي (9/ 166)، من طرق عن الليث بن سعد، عن الحارث بن يعقوب، عن قيس بن رافع القيسي، عن عبد الرحمن بن جبير -وزاد بعضم في اسمه: ابن نفير وهو خطأ-، به.
قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه. اهـ. ووافقه الذهبي.
قلت: رجاله كلهم ثقات إلَّا قيس بن رافع القيسي، فلم يوثقه إلَّا ابن حبان، وقال الحافظ فيه: مقبول. الثقات (5/ 315)؛ التقريب (ص 456). لكن له طريق أخرى يرتفع بها إلى الحسن.
فقد رواه أحمد (5/ 241)؛ وابن أبي عاصم في كتاب السنَّة (2/ 490:
1021)؛ والبزار (كما في كشف الأستار (2/ 257: 1649)؛ والطبراني في الكبير (20/ 37: 55)، من طرق عن ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ علي بن رباح، عن عبد الله بن عمرو، به نحوه، إلَّا أنه قال: أو تبع جنازة، ولم يذكر قوله:(ومن غدا إلى المسجد أو راح) ورجاله كلهم ثقات، إلَّا ابن لهيعة فإنه لين الحديث وكان يدلس- لكنه متابع جيد -كما أسلفت- للإسناد الأول.
2 -
وعن أبي أمامة رضي الله عنه، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال:"ثلاثة كلهم ضامن على الله عز وجل: رجل خرج غازيًا في سبيل الله، فهو ضامن على الله حتى يتوفاه فيدخله الجنة، أو يرده مما نال من أجر وغنيمة، ورجل راح إلى المسجد، فهو ضامن على الله حتى يتوفاه فيدخله الجنة، أو يرده مما نال من أجر وغنيمة، ورجل دخل بيته بسلام، فهو ضامن على الله عز وجل".
رواه أبو داود (3/ 16: 2494) وهذا لفظه؛ والطبراني في الكبير (8/ 118: 7492)؛ والحاكم (2/ 73)؛ والبيهقي (9/ 166)، من طرق عن أبي مسهر عبد الأعلى الغساني، ثنا إسماعيل بن عبد الله -يعني ابن سماعة- ثنا الأوزاعي، ثني سليمان بن حبيب، به.
قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. اهـ. ووافقه الذهبي.=
= وهو كما قالا فرجاله كلهم ثقات.
وله طريق أخرى عن الأوزاعي:
فقد رواه الطبراني في الكبير (8/ 118: 7491)، من طريق بكر بن سهل، عن عمرو بن هاشم البيروتي، عن الأوزاعي، به مثله. ورجاله ثقات إلَّا بكر بن سهل الدمياطي، ففيه خُلْف، والراجح أنه صدوق يخطئ. انظر: الميزان (1/ 345)؛ السير (13/ 425)؛ اللسان (2/ 51)، وهو معتضد بالرواية الأولى.
وله طريق أخرى:
فقد رواه ابن حبان (1/ 359: 499) من طريق محمد بن المعافى، حدثنا هشام بن عمار، حدثنا صدقة بن خالد، حدثنا عثمان بن أبي العاتكة، حدثني سليمان بن حبيب، به، فذكره بلفظ مقارب.
وشيخ ابن حبان وصفه بالعبادة والزهد، وقال الدارقطني: ما علمت إلَّا خيرًا.
سؤالات السهمي (84). وعثمان بن أبي العاتكة، صدوق، ضعف في حديث علي بن يزيد الألهاني، وليس هذا منها. (التقريب ص 384)، وهشام بن عمار، صدوق، كَبِر فصار يتلقن فحديثه القديم أصح. (التقريب ص 573)، ولا أدري هل هذا من قديم حديثه أم لا.
وقد اقتصرت في ذكر الشواهد على ما وجد فيه موضوع الباب، وإلَّا ففي الجهاد، وعيادة المرضى، واتباع الجنائز، أحاديث في الصحيحين وغيرهما وليس هذا موضع بسطها.