المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌9 - باب ما يقول إذا سمع المؤذن - المطالب العالية محققا - جـ ٣

[ابن حجر العسقلاني]

فهرس الكتاب

- ‌4 - كِتَابُ الصَّلَاةِ

- ‌1 - بَابُ فَضْلِ الصَّلَاةِ

- ‌2 - بَابُ عِظَم قَدْرِ الصَّلَاةِ

- ‌3 - بَابُ الْأَذَانِ

- ‌4 - باب مؤذن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌5 - بَابُ صِفَةِ الْأَذَانِ وَمَوْضِعِهِ

- ‌6 - بَابُ التَّأْذِينِ قَبْلَ الْفَجْرِ فِي رَمَضَانَ

- ‌7 - بَابُ لَا يَكُونُ الإِمام مُؤَذِّنًا

- ‌8 - بَابُ فَضْلِ الْمُؤَذِّنِينَ

- ‌9 - بَابُ مَا يَقُولُ إِذَا سَمِعَ الْمُؤَذِّنَ

- ‌10 - باب فضل من أذن محتسبًا

- ‌11 - بَابُ مَا يَقُولُ بَعْدَ الْأَذَانِ

- ‌12 - بَابُ مَنْ أَذَّنَ فَهُوَ يُقِيمُ

- ‌13 - بَابُ إِذَا أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ فَلَا صَلَاةَ إلَّا الْمَكْتُوبَةُ

- ‌14 - بَابُ الْمَوَاقِيتِ

- ‌15 - بَابُ مُرَاعَاةِ الْأَوْقَاتِ بِالْمَقَادِيرِ الْمُعْتَادَةِ

- ‌16 - بَابُ جَوَازِ الْجَمْعِ بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ لِلْحَاجَةِ

- ‌17 - بَابُ تَأْخِيرِ الْعَصْرِ وَتَعْجِيلِهَا

- ‌18 - بَابُ الإِبراد بِالظُّهْرِ

- ‌19 - بَابُ تَأْخِيرِ الْعِشَاءِ

- ‌20 - بَابُ كَرَاهِيَةِ تَسْمِيَتِهَا الْعَتَمَةَ

- ‌21 - بَابُ كَرَاهَيةِ النَّوْمِ قَبْلَهَا

- ‌22 - بَابُ السَّمر بَعْدَ الْعِشَاءِ

- ‌23 - بَابُ الدُّعَاءِ فِي الصَّلَاةِ

- ‌26 - بَابُ اسْتِقْبَالِ الْقِبْلَةِ وَالسُّتْرَةِ لِلْمُصَلِّي

- ‌27 - بَابُ الِاجْتِهَادِ فِي الْقِبْلَةِ

- ‌28 - بَابُ سَتْرِ الْعَوْرَةِ

- ‌29 - بَابُ جَوَازِ الصَّلَاةِ فِي الثَّوْبِ الْوَاحِدِ

- ‌30 - بَابُ مَا يُصَلَّى عَلَيْهِ وَفِيهِ

- ‌31 - بَابُ مَا يُصَلَّى إِلَيْهِ وَمَا لَا يُصَلَّى إِلَيْهِ

- ‌32 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ ضَرْبِ الْمُصَلِّينَ

- ‌33 - بَابُ مَتَى يُؤْمَرُ الصَّبِيُّ بِالصَّلَاةِ

- ‌34 - [بَابُ بِنَاءِ الْمَسَاجِدِ وَتَوْسِيعِهَا]

- ‌35 - بَابُ فَضْلِ مَنْ بَنَى مَسْجِدًا

- ‌38 - بَابٌ فِي فَضْلِ مُلَازَمَةِ الْمَسْجِدِ

- ‌39 - بَابُ الْقَوْلِ عِنْدَ دُخُولِ الْمَسْجِدِ وَالْخُرُوجِ مِنْهُ

- ‌41 - بَابٌ السِّوَاكُ عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ

- ‌42 - بَابُ الصُّفُوفِ

- ‌43 - بَابُ صَلَاةِ الْجَمَاعَةِ

- ‌44 - بَابُ أَقَلِّ الْجَمَاعَةِ

- ‌45 - بَابُ الْمُحَافَظَةِ عَلَى الْجَمَاعَةِ

- ‌46 - بَابُ الْأَمْرِ بِاتِّبَاعِ الإِمام فِي أَفْعَالِهِ

- ‌48 - بَابُ أَمْرِ الإِمام بِالتَّخْفِيفِ

- ‌49 - بَابُ الْفَتْحِ عَلَى الإِمام

- ‌51 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ التَّدَافُعِ فِي الإِمامة بَعْدَ الإِمام

- ‌52 - بَابُ مِقْدَارِ الْقِرَاءَةِ فِي الصَّلَاةِ

- ‌53 - باب التجميع في البيوت

- ‌54 - بَابُ شُرُوطِ الْأَئِمَّةِ

- ‌55 - بَابُ مَا يَصْنَعُ مَنْ جَاءَ وَحْدَهُ فَوَجَدَ الصَّفَّ كَامِلاً

- ‌56 - بَابُ قَضَاءِ الْفَوَائِتِ

- ‌5 - " صِفَةُ الصَّلَاةِ

- ‌1 - بَابٌ فِي الِاسْتِفْتَاحِ وَغَيْرِهِ

الفصل: ‌9 - باب ما يقول إذا سمع المؤذن

‌9 - بَابُ مَا يَقُولُ إِذَا سَمِعَ الْمُؤَذِّنَ

240 -

قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ (1)، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُكَيم قَالَ:(كَانَ عُثْمَانُ رضي الله عنه إِذَا سَمِعَ الْأَذَانَ قَالَ: مَرْحَبًا بِالْقَائِلِينَ عَدْلًا (2)، وبالصلاة مرحبًا وأهلًا).

(1) ابن سعد الواسطي.

(2)

أي: مرضيًا مستقيمًا. انظر: معجم مقاييس اللغة (4/ 246)، مادة:(عدل).

ص: 102

240 -

تخريجه:

ذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 143 أ)، كتاب الأذان، باب في إجابة المؤذن، وعزاه لأحمد بن منيع.

ورواه الطبراني في كتاب الدعاء (2/ 1011: 460)، من طريق محمد بن فضيل عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الله القرشي، عن عبد الله بن عكيم، به مثله، إلَّا أنه قال:(إذا قال المؤذن حي على الصلاة) بدل قوله: (إذا سمع الأذان).

وقد بينت هذه الرواية الواسطة بين عبد الرحمن بن إسحاق وعبد الله بن عكيم وهو عبد الله القرشي، ولم أجد له ترجمة. وقد ذكروا في تلاميذ عبد الله بن عكيم، وشيوخ عبد الرحمن بن إسحاق: عبيد الله -مصغرًا- القرشي، ولم أجد له ترجمة أيضًا.=

ص: 102

= ورواه ابن أبي شيبة في مصنفه (1/ 227، 228)، كتاب الصلوات، ما يقول الرجل إذا سمع الأذان، من طريق سعيد بن أبي عروبة.

والطبراني في الكبير (1/ 87: 129)، وفي كتاب الدعاء (2/ 1011: 461)، من طريق أبي هلال الراسبي. (في الدعاء: أبي هلال، فزاد المحقق قبلها:

سعيد بن. وادعى أنها كذلك في المعجم الكبير، وكل هذا خطأ محض).

كلاهما عن قتادة، أن عثمان رضي الله عنه، فذكره. وفي أوله عند ابن أبي شيبة زيادة، وفي آخره:(ثم ينهض للصلاة).

قال الهيثمي (المجمع 2/ 4): رواه الطبراني في الكبير، وقتادة لم يسمع من عثمان. اهـ.

قلت: وهو كما قال، وعليه فالأثر بهذا الإسناد منقطع. انظر: المراسيل لابن أبي حاتم (ص 168).

ورواه الطبراني في كتاب الدعاء (2/ 1011: 459)، من طريق جرير، عن حُنيف المؤذن، قال: كان عثمان رضي الله عنه، فذكر مثله. وحنيف هو ابن رُستُم الكوفي المؤذن، روى عن أبي الرقاد النخعي، وعنه جرير بن عبد الحميد الضبي، ولم يذكروا له رواية عن أحد من الصحابة. قال ابن معين: شيخ. اهـ. وذكره ابن حبان في الثقات -كعادته في توثيق المجاهيل- وقال أبو حاتم والذهبي وابن حجر: مجهول. الجرح (3/ 318)؛ الثقات (6/ 248)؛ الميزان (1/ 621)؛ التقريب (ص 184).

ص: 103

الحكم عليه:

الأثر بهذا الإسناد فيه ثلاث علل:

1 -

النضر بن إسماعيل، ليس بالقوي، لكنه تابعه محمد بن فضيل كما تقدم في رواية الطبراني.=

ص: 103

= 2 - عبد الرحمن بن إسحاق، وهو ضعيف.

3 -

الانقطاع بين عبد الرحمن بن إسحاق، وعبد الله بن عكيم، فإن ابن عكيم مخضرم قديم الوفاة، وقد بينت رواية الطبراني -في كتاب الدعاء- الساقط، وهو عبد الله القرشي، كذا في كتاب الدعاء، والذي في تلاميذ عبد الله بن عكيم، وشيوخ عبد الرحمن بن إسحاق، في التهذيب وغيره: عبيد الله -مصغرًا- ولم أجد له ترجمة بكلا الاسمين.

لذا فالأثر بهذا الإسناد ضعيف جدًا.

وما ذكرته من المتابعات لا يخلو شيء منها من مقال -كما تقدم-.

ص: 104

241 -

[وَقَالَ (1) -أَيْضًا-]: حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ:(كَانَ عَلِيٌّ رضي الله عنه إِذَا سَمِعَ الْأَذَانَ قَالَ: أَشْهَدُ بِهَا (2) كُلِّ شاهد، وأتحملها عن (3) كل جاحد).

(1) ما بين المعقوفين زيادة من (ك). والقائل أحمد بن منيع.

(2)

زاد في (ك)(مع) بعد قوله: (بها).

(3)

في (الإتحاف): (على).

ص: 105

241 -

تخريجه:

ذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 143 أ)، كتاب الأذان، باب في إجابة المؤذن، وعزاه لأحمد بن منيع.

ص: 105

الحكم عليه:

الأثر بهذا الإسناد ضعيف جدًا لضعف النضر بن إسماعيل، وعبد الرحمن بن إسحاق، كما أن النعمان بن سعد يحتاج إلى متابع ولم أجد له متابعًا.

وقد روى البزار، كما في كشف الأستار (1/ 183: 362)، نحو هذا الأثر عن أبي هريرة رضي الله عنه، موقوفًا عليه.

من طريق روح بن عبادة، ثنا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ شَبِيبٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي وَحْشِيَّةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جبير، به.

قال الهيثمي في المجمع (1/ 333): رجاله ثقات. اهـ.

قلت: وهو كما قال، لكن هشام بن حسان مدلس وقد عنعن.

-مراتب المدلسين (ص 114) من الثالثة-.

ورواه الطبراني في كتاب الدعاء (2/ 1012: 464)، من طريق أبي عبيدة الحداد، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ شَبِيبٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي وَحْشِيَّةَ، عَنْ رجل، عن أبي هريرة، فذكره.

ص: 105

242 -

[1] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى (1)، ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي [عَائِذٍ](2) -وَهُوَ (3) عُفَير بْنُ مَعْدان-، عَنْ سُلَيم بْنِ عَامِرٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"إِذَا نَادَى الْمُنَادِي بِالصَّلَاةِ فُتِحَت أَبْوَابُ السَّمَاءِ، واستُجِيب الدُّعَاءُ، فَمَنْ نَزَل (4) بِهِ كَرْبٌ، أَوْ شِدَّةٌ فَلْيَتَحَيَّنِ الْمُنَادِيَ، فَإِذَا كَبَّرَ كَبَّرَ (5)، وَإِذَا تَشَهَّدَ (6) تَشَهَّدَ، وَإِذَا قَالَ: حَيَّ عَلَى (7) الصَّلَاةِ قَالَ: حَيَّ عَلَى (8) الصَّلَاةِ، وَإِذَا قَالَ: حَيَّ عَلَى (9) الْفَلَاحِ قَالَ: حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ. ثُمَّ يَقُولُ: اللَّهُمَّ ربَّ هذهِ الدعوةِ التامةِ، دعوةُ الحقِ المستجابةِ المستجابُ لَهَا، دعوةُ الحقِ، وكلمةُ التَّقْوَى، أَحْيِنَا عَلَيْهَا، وَأَمِتْنَا عَلَيْهَا، وَابْعَثْنَا عَلَيْهَا، وَاجْعَلْنَا مِنْ خَيْارِ (10) أَهْلِهَا مَحْيَانَا ومماتَنا. ثُمَّ (11) يَسْألُ اللهَ حَاجَتَهُ".

[2]

أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ -فِي الدُّعَاءِ- عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ (12)، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ مُوسَى، بِطُولِهِ.

[3]

وَأَخْرَجَهُ الْحَاكِمُ -فِي الْمُسْتَدْرَكِ (13) - مِنْ طَرِيقِ الْهَيْثَمِ بْنِ خَارِجَةَ، عَنِ الْوَلِيدِ، بِطُولِهِ.

[4]

وَأَخْرَجَهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، عَنِ الْهَيْثَمِ إِلَى قَوْلِهِ:"وَاسْتُجِيبَ الدُّعَاءُ" وَلَمْ يَذْكُرْ مَا بعده.

(1) في (ك): (يونس) والصواب ما أثبته، وهو ابن أبي زهير البغدادي، أبو صالح القنطري.

(2)

في (مح): (عاين)، وفي (عم):(عابد).

(3)

في (عم) زيادة (ابن)، ولا محل لها.

(4)

في (عم): (ينزل).

(5)

في (عم)، (حس):(كبروا).

(6)

في (حس): (وأتشهد وأتشهد)، وهو تصحيف من الناسخ.

(7)

: (9) حرف الجر- (على) - ساقط من (حس) في هذه المواضع الثلاثة.

(10)

في (ك): (خير).

(11)

زاد في (ك) بعد قوله (ثم): (قال).

(12)

ابن حنبل.

(13)

(1/ 546) قال: حدثنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه، أنبأ أحمد بن علي بن مسلم الأبار، ثنا الهيثم بن خارجة، به فذكره بطوله.

ص: 106

242 -

تخريجه:

ذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 142 ب)، (143 أ)، كتاب الأذان، باب في إجابة المؤذن، مختصرًا، وعزاه لأحمد بن منيع، ومطولًا وعزاه لأبي يعلى.

وهو في كتاب الدعاء للطبراني، باب القول عند الأذان (2/ 1010: 458) ولم يذكر قوله: "إذا نادى المنادي فتحت أبواب السماء واستجيب الدعاء".

وفي المستدرك (1/ 546)، كتاب الدعاء. وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. اهـ. وقد تعقبه الذهبي فقال: قلت: عفير واه جدًا. اهـ.

ورواه ابن السني في عمل اليوم والليلة (ص 49: 98)، من طريق أبي يعلى به، فذكره.

ورواه أبو نعيم في الحلية (10/ 213)، من طريق الوليد بن مسلم، حدثنا عفير بن معدان، به فذكره مطولًا بلفظ مقارب. ثم قال: غريب من حديث سليم، وعفير لا أعلم رواه عنه إلَّا الوليد. اهـ.

ص: 107

الحكم عليه:

الحديث بهذه الأسانيد فيه علتان:

الأولى: عنعنة الوليد بن مسلم، وهو كثير التدليس لكن هذه العلة زالت بتصريحه بالتحديث في رواية أبي نعيم -كما مر-.

الثانية: أن مداره على عُفَيْرُ بْنُ مَعْدَانَ، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ، وعفير ضعيف، وروايته عن سليم بن عامر أشد ضعفًا من روايته عن غيره، ولم أجد من تابعه.=

ص: 107

= لكن الشطر الأول من الحديث وهو قوله (إِذَا نَادَى الْمُنَادِي بِالصَّلَاةِ فُتِحَتْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ واستجيب الدعاء)، له شواهد منها:

1 -

ما رواه الطيالسي في المسند (ص 282: 2106)؛ وأبو يعلى في المسند (7/ 142: 4109)؛ والطبراني في الدعاء (2/ 1022: 485)؛ وأبو نعيم في الحلية (3/ 54، 6/ 308)، من طريق يزيد الرقاشي عن أنس مرفوعًا فذكره. ويزيد ضعيف.

لكن تابعه سليمان التيمي، فرواه أبو يعلى، المسند (7/ 119: 4072)؛ والخطيب في تاريخه (8/ 204)، وابن عبد البر في التمهيد (21/ 139)، من طريق سهل بن زياد، حدثنا سليمان التيمي عَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَهُ.

وفيه سهل بن زياد قال فيه الأزدي كما في اللسان (3/ 118): منكر الحديث.

وذكره ابن حبان في الثقات (8/ 291)، وسكت عنه البخاري وابن أبي حاتم. والراجح عندي أنه ضعيف أخذًا بقول الأزدي، لضعف توثيق ابن حبان لمن هم في مثل طبقة المذكور -كما هو معلوم بالاستقراء-، وقد حسن الحافظ هذا الحديث من هذه الطريق، (نتائج الأفكار 1/ 394)، فلعله حسنه بالنظر إلى شواهده.

ورواه الطبراني في الدعاء (2/ 1023: 488)، من طريق عبد الرحمن بن عمرو بْنُ جَبَلَةَ، ثنا عَمْرُو بْنُ النُّعْمَانِ، عَنْ سليمان التيمي، به مثله. وفيه عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة، رمي بالوضع كما في اللسان (3/ 424) وقد خالفهما، أعني: سهل بن زياد، وعمرو بن النعمان، الإمام الجهبذ يحيى بن سعيد القطان. فرواه النسائي في اليوم والليلة (ص 169: 72)، من طريق محمد بن المثنى، حدثنا يحيى بن سعيد، عن التيمي -يعني سليمان-، عن قتادة، عن أنس، فذكره موقوفًا. ورواه النسائي فيه أيضًا (ص 169: 71)، من طريق عبد الله بن=

ص: 108

= المبارك، عن سليمان التيمي، عن قتادة، عن أنس قال:(الدعاء بين الأذان والإقامة لا يرد).

وهذا وان كان موقوفًا فإن له حكم الرفع لأنه مما لا مجال للرأي فيه، لكن في سنده عنعنة فتادة وهو مدلس. وقد صحح الألباني (الصحيحة 3/ 402: 1413) حديث أنس -بلفظه الأول- بمجموع طرفه، وبشاهده، وهو حديث الباب.

ورواه ابن أبي شيبة (10/ 226: 9296)؛ وأحمد (3/ 155، 254)؛ والنسائي في اليوم والليلة (ص 167: 67)؛ وأبو يعلى (6/ 353: 3679، 3680)؛ وابن خزيمة (1/ 221: 425)؛ وابن حبان (3/ 101: 1694)؛ والطبراني في الدعاء (2/ 1022: 484)؛ وابن السني في عمل اليوم والليلة (ص 51: 102)، من طريق يزيد بن زريع، وأسود بن عامر، وحسين بن محمد بن بهرام التميمي، وغيرهم، عن إسرائيل بن يونس، عن أبي إسحاق السبيعي، عن بريد بن أبي مريم، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قال:"إن الدعاء لا يرد بين الأذان والإقامة، فادعوا" وليس في رواية النسائي والطبراني قوله: (فادعوا). وعد أبي يعلى -في الرواية الثانية- وابن حبان: (مستجاب) -تحرفت في ابن حبان إلى: يستجاب. بالياء بدل الميم- بدل قوله: (لا يرد).

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات، وإسرائيل بن يونس من أثبت الناس في جده أبي إسحاق، وقد سمع منه قبل التغير:

وقد عنعن أبو إسحاق في هذا الحديث وهو مدلس، لكن تابعه في رواية هذا الحديث عن بريد بن أبي مريم، ابنه يونس بن أبي إسحاق.

فرواه أحمد (3/ 225)؛ وابن خزيمة (1/ 222: 427)، من طريق إسماعيل بن عمر الواسطي.

ورواه أيضًا ابن خزيمة (1/ 222: 426)؛ والبغوي في شرح السنة (5/ 165: 1365)، من طريق سَلْم بن قتيبة.=

ص: 109

= كلاهما عن يونس بن أبي إسحاق، -قال إسماعيل: حدثنا. وقال سلم: عن- بريد بن أبي مريم، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "الدعوة لا ترد بين الأذان والإقامة"، زاد إسماعيل:"فادعوا".

وهذا إسناد حسن، يونس بن أبي إسحاق، صدوق، يهم قليلًا. التقريب (ص 613).

ورواه أبو داود (1/ 358: 521)؛ والترمذي (1/ 415: 212)، (5/ 576، 577: 3594، 3595)؛ وعبد الرزاق (1/ 495: 1909)؛ وابن أبي شيبة (10/ 225: 9293)؛ وأحمد (3/ 119)، وسقط اسم شيخه من المطبوع؛ والنسائي في عمل اليوم والليلة (ص 168: 68، 69)؛ والطبراني في الدعاء (2/ 1021: 483)؛ والبيهقي (1/ 410)؛ والقضاعي في مسند الشهاب (1/ 103: 120)؛ والبغوي في شرح السنة (2/ 289: 425)، من طريق وكيع، وابن المبارك، وأبي نعيم، وغيرهم، عن الثوري، عن زيد العَمِّي، عن أبي إياس مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرة، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا يرد الدعاء بين الأذان والإقامة"، زاد الترمذي في إحدى رواياته:(قال: فماذا نقول يا رسول الله؟ قال: "سلوا الله العافية في الدنيا والآخرة").

قال الترمذي: وقد زاد يحيى بن اليمان في هذا الحديث هذا الحرف، قالوا: فماذا نقول يا رسول الله؟ قال: سلوا الله العافية في الدنيا والآخرة. اهـ.

قلت: يحيى بن يمان، صدوق يخطىء كثيرًا، وقد تغير. التقريب (ص 598)، فلا يعتد بزيادته.

قال الترمذي: حديث أنس حديث حسن صحيح. وقد رواه أبو إسحاق الهَمداني عن بريد بن أبي مريم، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مَثَلُ هذا.

وقال بعد الرواية الثانية: هذا حديث حسن. اهـ.=

ص: 110

= وقال بعد الرواية الثالثة: وهكذا روى أبو إسحاق الهمداني هذا الحديث عن بريد -تحرفت إلى بريدة- بن أبي مريم الكوفي، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، نحو هذا، وهذا أصح. اهـ.

وقال البغوي: هذا حديث حسن. اهـ.

وقال الحافظ في نتائج الأفكار (1/ 374): هذا حديث حسن، وهو غريب من هذا الوجه. . . قال أبو الحسن بن القطان: وإنما لم نصححه لضعف زيد العمي، وأما بريد فهو موثق، وينبغي أن يصحح من طريقه. وقال المنذري: طريق بريد أجود من طريق معاوية، وقد رواه قتادة عن أنس، موقوفًا، ورواه سليمان التيمي عن أنس مرفوعًا.

وقد نقل المصنف -يعني النووي- أن الترمذي صححه، ولم أر ذلك في شيء من النسخ التي وقفت عليها، ومنها بخط الحافظ أبي علي الصيرفي، ومنها بخط أبي الفتح الكروخي، وكلام ابن القطان والمنذري يعطي ذلك، ويبعد أن الترمذي يصححه مع تفرد زيد العمي به وقد ضعفوه. نعم طريق بريد التي أشار إليها صححها ابن خزيمة وابن حبان. اهـ. كلام الحافظ ابن حجر.

قلت: كلام المنذري الذي نقله الحافظ هنا هو في مختصره لسنن أبي داود (1/ 283: 489)، دون قوله:(ورواه سليمان التيمي عن أنس مرفوعًا). وأما تصحيح الترمذي فقد بين العلامة أحمد شاكر في تحقيقه لسنن الترمذي (1/ 416) أن ذلك جاء في نسختين من نسخ الترمذي التي اعتمدها في التحقيق.

وزيد بن الحواري أبو الحواري العمي، ضعيف، لكن الحديث -أعني حديث أنس- بمجموع طرقه السابقة صحيح إن شاء الله.

2 -

وعن سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "ثنتان لا تردان -أو قلما تردان-: الدعاء عند النداء، وعند الباس حين يُلْحم بعضهم بعضًا".=

ص: 111

= رواه أبو داود (3/ 45: 2540)؛ والدارمي (1/ 272)؛ وابن الجارود (ص 356: 1065)؛ وابن خزيمة (1/ 219: 419)؛ والطبراني (6/ 135: 5756)؛ والحاكم (1/ 198)، (2/ 113)؛ والبيهقي (1/ 410)، من طرق عن سعيد بن أبي مريم، ثنا موسى بن يعقوب الزَّمْعي، ثنا أبو حازم، به.

قال الحاكم: هذا حديث ينفرد به موسى بن يعقوب، وقد يروى عن مالك، عن أبي حازم. وموسى بن يعقوب، ممن يوجد عنه التفرد. اهـ.

وقال في الموضع الثاني: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. اهـ.

ووافقه الذهبي. وقال البيهقي: رفعه الزَّمْعي، ووقفه مالك بن أنس الإمام. اهـ. قال الحافظ في نتائج الأفكار (1/ 379، 380): هذا حديث حسن صحيح

ورجاله رجال الصحيح، إلَّا موسى، وهو مدني مختلف فيه. اهـ.

قلت: موسى بن يعقوب الزمعي، صدوق سيِّىء الحفظ. التقريب (ص 554)، لكنه توبع، فلعل الحافظ حكم عليه بناء على هذه المتابعات.

فرواه الطبراني في الكبير (6/ 159: 5847)؛ وفي الدعاء (2/ 1023: 489)، من طرق عن عبد الحميد بن سليمان، عن أبي حازم، به فذكر نحوه. لكن عبد الحميد بن سليمان الخزاعي، ضعيف. الكاشف (2/ 134)؛ والتقريب (ص 333).

ورواه ابن حبان (3/ 110: 1717)؛ والدارقطني في غرائب مالك (كما في نتائج الأفكار)؛ والحافظ في نتائج الأفكار (1/ 380)، من طريق إسماعيل بن عمر الواسطي، عن مالك بن أنس، عن أبي حازم، به مرفوعًا. ولفظه:"ساعتان تفتح فيهما أبواب السماء: عند حضور الصلاة، وعند الصف في سبيل الله" ورجاله ثقات.

ورواه ابن حبان (3/ 128: 1761)، والطبراني في الكبير (6/ 140: 5774)، وابن عبد البر في التمهيد (21/ 138، 139)، من طريق مؤمل بن إهاب، حدثنا=

ص: 112

= أيوب بن سويد، حدثنا مالك، به مرفوعًا فذكر نحوه. ومؤمل صدوق له أوهام.

التقريب (ص 555)، وأيوب بن سويد الرملي، صدوق يخطىء. التقريب (ص 118)، لكنه منجبر بما قبله.

ورواه أبو نعيم في الحلية (6/ 343)، وابن عبد البر في التمهيد (21/ 139)، من طريق بكر بن سهل، عن محمد بن مَخْلد الرعيني، ثنا مالك، به مرفوعًا، فذكر نحوه.

قال أبو نعيم: غريب من حديث مالك، لم يروه عنه في الموطأ. اهـ.

قلت: بل رواه في الموطأ -كما سيأتي- لكن وقفه على سهل بن سعد ولم يرفعه، وكذلك رواه جماعة من الثقات عن مالك موقوفًا.

ومحمد بن مخلد الرعيني متروك الحديث. انظر: الجرح (8/ 92)؛ الكامل (6/ 2260)؛ الميزان (4/ 32)؛ اللسان (5/ 375).

وقد رواه الدارقطني في غرائب مالك من طريق أيوب بن سويد، ومحمد بن مخلد الرعيني، وبشر بن عمر. قاله الحافظ في نتائج الأفكار (1/ 381). لكن مالك بن أنس رواه في موطئه موقوفًا، ورواه عنه جماعة من الثقات كذلك موقوفًا.

فرواه في الموطأ (1/ 70)، ومن طريقه: عبد الرزاق (1/ 495: 1910)؛ وابن أبي شيبة (10/ 224: 9291)، من طريق معن -وهو ابن عيسى الأشجعي- عنه.

والبخاري في الأدب المفرد (ص 171: 661)، من طريق إسماعيل -وهو ابن أبي أويس- عنه.

والبيهقي (1/ 411)، من طريق ابن بكير -وهو يحيى بن عبد الله بن بكير المخزومي- عنه، عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ فذكره.

قال ابن عبد البر -في التمهيد (21/ 138) - هكذا هو موقوف على سهل بن سعد، في الموطأ عند جماعة الرواة، ومثله لا يقال من جهة الرأي، وقد رواه=

ص: 113

= أيوب بن سويد، ومحمد بن مخلد، وإسماعيل بن عمرو، عن مالك، مرفوعًا.

3 -

وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، أن رجلًا قال: يا رسول الله، إن المؤذنين يفضلوننا. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"قل كما يقولون، فإذا انتهيت فسل تعطه".

رواه أبو داود (1/ 360: 524)، ومن طريقه: البيهقي (1/ 410).

ورواه النسائي في اليوم والليلة (ص 157: 44)؛ وابن حبان (3/ 101: 1693)؛ والطبراني في الدعاء (2/ 1004: 444)، ومن طريقه: الحافظ في نتائج الأفكار (1/ 377)، من طرق عن ابن وهب، حَدَّثَنِي حُيَيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي عبد الرحمن الحُبُلي، به.

قال الحافظ: هذا حديث حسن. . . ورجاله موثقون من رجال الصحيح إلَّا حيي -وهو بضم المهملة وفتح المثناة التحتية وبعدها مثلها مثقلة- ابن عبد الله معافري مصري مختلف فيه، ضعفه البخاري، ولينه أحمد والنسائي. وقال ابن معين وابن عدي: لا بأس به. وذكره ابن حبان في الثقات. وتابعه عمر مولى غُفُرة -بضم المعجمة وسكون الفاء- عن الحبلي. أخرجه الطبراني في الدعاء أيضًا، بسند ضعيف. اهـ.

قلت: هو في كتاب الدعاء (2/ 1005: 445)، من طريق رِشْدِين بن سعد، عن عمر مولى غفرة، عن أبي عبد الرحمن الحبلي، به مثله.

ورشدين بن سعد، ضعيف. التقريب (ص 209).

ورواه أحمد (ص 172)، من طريق ابن لهيعة، ثنا حيي بن عبد الله، به فذكر مثله.

4 -

وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:"إذا ثوب بالصلاة فتحت أبواب السماء، واستجيب الدعاء".

رواه أحمد (3/ 342)، من طريق حسن -وهو ابن موسى الأشيب- ثنا ابن=

ص: 114

= لهيعة، ثنا أبو الزبير، به.

وابن لهيعة لين الحديث، واختلط بآخره، وأبو الزبير مدلس وقد عنعن.

فالحديث بهذا الإسناد ضعيف.

ولقوله: (اللَّهُمَّ رَبَّ هَذِهِ الدَّعْوَةِ التَّامَّةِ، دَعْوَةِ الْحَقِّ. . .) -الحديث- شاهد من حديث ابن عمر موقوفًا عليه.

رواه الطبراني في الدعاء (2/ 1012: 463)، من طريق عثمان بن عمر الضبي، ثنا أبو الوليد الطيالسي.

والبيهقي (1/ 411)، من طريق يحيى بن أبي طالب، ثنا عبد الوهاب بن عطاء.

كلاهما عن شعبة، عن عاصم الأحول، سمعت -وعند البيهقي: عن- أبا عيسى الأسواري قال: كان ابن عمر إذا سمع الأذان قال: (اللهم رب هذه الدعوة الْمُسْتَجَابَةِ، الْمُسْتَجَابِ لَهَا، دَعْوَةِ الْحَقِّ، وَكَلِمَةِ التَّقْوَى، توفني عليها، وأحيني عليها، واجعلني من صالح أهلها عملًا يوم القيامة).

هذا لفظ البيهقي، ولفظ الطبراني مقارب.

ورجال الطبراني لهم ثقات إلَّا أبا عيسى الأسواري، فقد وثقه الطبراني والذهبي. وقال أحمد: لم يرو عنه إلَّا قتادة. اهـ. قلت: بل روى عنه غيره كما في هذا الحديث. وقال ابن المديني: مجهول. اهـ. وخالفه البزار فقال: مشهور. وقال الحافظ: مقبول. اهـ. وذكره ابن حبان في الثقات.

فالراجح عندي أنه صدوق، وحديثه حسن.

الثقات (5/ 580)؛ الكاشف (3/ 321)؛ التهذيب (12/ 195)؛ التقريب (ص 663). وشيخ الطبراني عثمان بن عمر الضبي أبو عمرو البصري ذكره ابن حبان في الثقات. وقال الحاكم: ثقة مشهور. الثقات (8/ 455)؛ سؤالات السجزي (306).=

ص: 115

= وقوله: (إذا كبر كبر، وإذا تشهد تشهد) صحيح ثابت من وجوه في الصحيحين وغيرهما عن عدد من الصحابة.

انظر: صحيح البخاري (2/ 396: 914)، فقد رواه عن معاوية رضي الله عنه.

ومسلم (1/ 289: 385)، عن عمر بن الخطاب.

وفي الصحيحين من حديث أبي سعيد الخدري مرفوعًا (إذا سمعتم النداء فقولوا مثل ما يقول المؤذن).

البخاري (2/ 90: 611)؛ ومسلم (1/ 288: 383).

ص: 116

243 -

وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ المُحَبَّر، ثنا حَمَّادٌ (1)، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ (2)، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: -مِثْلَ حَدِيثٍ قَبْلَه- إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ (3) إِذَا سَمِعَ الْمُؤَذِّنَ يَقُولُ: اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، قَالَ مِثْلَ مَا يَقُولُ، وَإِذَا قَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إلَّا اللَّهُ، قَالَ (4) مِثْلَ ذَلِكَ. وَإِذَا قَالَ: أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، قَالَ مِثْلَ مَا يَقُولُ، وَإِذَا قَالَ: حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ، حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ، قَالَ:"لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إلَّا بِاللَّهِ".

* فِيهِ ضعف وانقطاع.

(1) هو ابن سلمة.

(2)

هو ابن جدعان.

(3)

لفظة (كان)، ليست في (ك).

(4)

لفظة (قال)، ليست في (حس).

ص: 117

243 -

تخريجه:

ذكره الهيثمي في بغية الباحث (1/ 168: 116).

وذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 143 ب)، كتاب الأذان، باب في إجابة المؤذن، وعزاه للحارث بن أبي أسامة، وقال: علي بن زيد ضعيف، وداود كذاب. اهـ.

ص: 117

الحكم عليه:

الحديث بهذا الإسناد فيه ثلاث علل:

1 -

داود بن المحبَّر وهو متهم بالوضع.

2 -

علي بن زيد بن جدعان وفيه ضعف.

3 -

الإبهام في قوله: (عن رجل من بني هاشم)، فيحتمل أن يكون الحديث مرسلًا، أو معضلًا، إذا كان المبهم غير صحابي، وهو الأظهر هنا، لأن علي بن زيد=

ص: 117

= لم يسمع من أحد من الصحابة إلَّا أنس بن مالك وليس من بني هاشم. فهذا هو الانقطاع الذي أشار إليه الحافظ رحمه الله.

فالحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا لما سبق، لكنه صح عن عدد من الصحابة بألفاظ مقاربة:

1 -

فرواه مسلم (1/ 289: 385)؛ وأبو داود (1/ 361: 527)؛ وابن خزيمة (1/ 218: 417)؛ والبيهقي (1/ 408)؛ والبغوي في شرح السنة (2/ 286: 424)، عن عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إذا قال المؤذن: الله أكبر، الله أكبر، فقال أحدكم: الله أكبر، الله أكبر

ثم قال: حي على الصلاة، قَالَ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إلَّا بِاللَّهِ. . ." الحديث.

2 -

وعن معاوية رضي الله عنه:

رواه البخاري (2/ 90: 612)، (2/ 396: 914) فذكره مختصرًا.

ورواه الشافعي في المسند (1/ 62: 182)؛ والنسائي (2/ 25: 677)؛ والبغوي في شرح السنة (2/ 285: 422)، مطولًا إلَّا أن في إسناده عبد الله بن علقمة بن وقاص الليثي، لم يوثقه أحد، إلَّا أن ابن حبان ذكره في الثقات (7/ 39)، وقال الحافظ: مقبول. التقريب (ص 314)، وسقط شيخه علقمة بن وقاص من المطبوع من مسند الشافعي.

ورواه ابن خزيمة (1/ 217: 417)؛ وابن حبان (3/ 98: 1685)، من طريق محمد بن عمرو بن علقمة، عن أبيه، عن جده، عن معاوية رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم فذكره مطولًا. لكن في سنده عمرو بن علقمة بن وقاص الليثي، كأخيه عبد الله السابق.

والحديث بمجموع الطريقين حسن.

3 -

وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:"إذا سمعتم النداء فقولوا مثل ما يقول المؤذن".=

ص: 118

= رواه الجماعة وغيرهم، البخاري (2/ 90: 611)؛ ومسلم (1/ 288: 382)؛ وأبو داود (1/ 359: 522)؛ والترمذي (1/ 407: 208)؛ والنسائي (2/ 23: 673)؛ وابن ماجه (1/ 238: 720)؛ وابن خزيمة (1/ 215: 411)؛ وابن حبان (3/ 98: 1684)؛ والبيهقي (1/ 408).

ص: 119

244 -

وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ (1)، ثنا سلَاّم (2)، عَنْ زَيْدٍ العَمِّي، عَنْ يَزِيدَ الرَّقاشي، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم[عَرَّس](3) ذات ليلة فأذن بلال رضي الله عنه، فقال:"مَنْ قَالَ مِثْلَ مَقَالَتِهِ، وَشَهِدَ مِثْلَ شَهَادَتِهِ فله الجنة".

* إسناده (4) ضعيف.

(1) هو الزهراني.

(2)

هو ابن سَلْم -وقيل: ابن سُلَيم- التميمي السعدي.

(3)

في (مح) و (حس) و (عم) و (سد): (غر من)، وما أثبته هو من (ك) ومسند أبي يعلى والمقصد والإتحاف. والتعريس نزول القوم في السفر من آخر الليل، يقعون فيه وقعة الاستراحة ثم يرتحلون. مختار الصحاح (ص 178)، مادة:(عرس).

(4)

في (عم) و (سد): (إسناد).

ص: 120

244 -

تخريجه:

هو في مسند أبي يعلى (7/ 165: 4138).

وذكره الهيثمي (المقصد العلي ص 288: 212).

وذكره أيضًا (المجمع 1/ 332)، وعزاه لأبي يعلى، وقال: وفيه يزيد الرقاشي ضعفه شعبة وغيره، ووثقه ابن عدي وابن معين في رواية. اهـ.

وذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 143 ب)، كتاب الأذان، باب في إجابة المؤذن، وعزاه لأبي يعلى، وقال: يزيد بن أبان الرقاشي ضعيف، وكذا الراوي عنه زيد العمي. اهـ.

ورواه ابن عدي في الكامل (5/ 1706)، من طريق عمر بن حفص العبدي، عن يزيد الرقاشي به فذكره بلفظ مقارب، وعمر بن حفص أبو حفص العبدي ضعيف جدًا، انظر: الميزان (3/ 189).=

ص: 120

= الحكم عليه:

الحديث بهذا الإسناد فيه ثلاث علل:

1 -

سلام بن سلم أبو سليمان الطويل، وهو متروك.

2 -

زيد العمي وهو ضعيف.

3 -

يزيد الرقاشي وهو شديد الضعف في روايته عن أنس.

فالحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا، ولا أدري كيف حسنه العلامة الألباني.

صحيح الترغيب (1/ 105: 250). فلعله اغتر بكلام الهيثمي بعلال الحديث بيزيد الرقاشي -وهو ممن ينجبر ضعفه- ولم يطلع على سنده، أو أنه حسنه بالنظر إلى شواهده، وهذا غير سائغ لأن في سنده متروكًا، لكن متنه صحيح ثابت من حديث عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إذا قال المؤذن: الله أكبر، الله أكبر، فقال أحدكم: الله أكبر، الله أكبر. . . ثم قال: لا إلَه إلَّا الله، قال: لا إله إلَّا الله من قلبه دخل الجنة".

رواه مسلم وغيره -سبق تخريجه في الحديث السابق-.

ومن حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقام بلال ينادي فلما سكت قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "من قال مثل هذا يقينًا دخل الجنة".

رواه النسائي (2/ 24: 674) واللفظ له؛ وأحمد (2/ 352)؛ والبخاري في التاريخ (8/ 78)؛ وابن حبان (3/ 88: 1665)؛ والمزي في تهذيب الكمال (2/ ق 966)، كلهم من طريق علي بن خالد الدؤلي أن النضر بن سفيان الدؤلي حدثه أنه سمع أبا هريرة قال: فذكره.

وفيه النضر بن سفيان لم يوثقه أحد إلَّا ابن حبان فقد ذكره في الثقات (5/ 474)، وقال عنه الحافظ: مقبول. التقريب (ص 561)، وقد صححه العلامة أحمد شاكر في شرحه للمسند (16/ 256: 8609)، كما حسنه العلامة الألباني،=

ص: 121

= (صحيح الترغيب 1/ 104: 249)، وقد رواه الحاكم (1/ 204)، من طريق علي بن خالد الدؤلي أنه سمع أبا هريرة، فذكره.

قال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه هكذا. اهـ. وقال الذهبي في التلخيص: صحيح.

قلت: إن سلمت رواية الحاكم من أن يكون النضر بن سفيان قد سقط من سندها فهي صحيحة الإسناد كما قال لأن علي بن خالد سمع من أبي هريرة ومن النضر بن سفيان فلعله سمعه من كليهما.

ص: 122