الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
12 - بَابُ مَنْ أَذَّنَ فَهُوَ يُقِيمُ
247 -
قَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى (1)، ثنا سَعِيدٌ السمَّاك، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: أَبْطَأَ بِلَالٌ رضي الله عنه يَوْمًا بِالْأَذَانِ، فَأَذَّنَ رَجُلٌ (2)، فَجَاءَ بِلَالٌ رضي الله عنه، فَأَرَادَ أَنْ يُقِيمَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"يُقِيمُ مَنْ أَذَّنَ".
(1) في (حس): (بن حميد موسى)، فلعل زيادة (حميد) زلة قلم من الناسخ.
(2)
قال الخطيب في الاسماء المبهمة: (ص 85): هذا المؤذن كان زياد بن الحارث الصدائي.
247 -
تخريجه:
هو في المنتخب من مسند عبد بن حميد (2/ 38: 809).
وذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 145 أ)، كتاب الأذان، باب فيمن يقيم الصلاة ومتى تقام، وعزاه لعبد بن حميد.
وذكره الهيثمي (المجمع 2/ 3)، بنحوه، وعزاه للطبراني في الكبير وقال: وفيه سعيد بن راشد السماك وهو ضعيف. اهـ.
ورواه ابن شاهين في الناسخ والمنسوخ (ص 161: 168)؛ وأبو الشيخ في الأذان.
كما في نصب الراية (1/ 280)؛ والعقيلي في الضعفاء الكبير (2/ 105)؛ والطبراني في الكبير (12/ 435: 13590)؛ وابن عدي في الكامل (3/ 12218)؛ والبيهقي (1/ 399)؛ والخطيب في الأسماء المبهمة (ص 85)، مطولًا بنحو حديث الباب=
= ورواه الدوري في تاريخ ابن معين (4/ 90: 3295)؛ والطرسوسي في مسند ابن عمر (ص 27: 25)؛ وابن حبان في المجروحين (1/ 324)، مختصرًا بدون ذكر القصة.
ومداره في كل هذه الروايات على سعيد بن راشد السماك.
ورواه الخطيب في تاريخه (14/ 60)، من طريق أبي بكر أحمد بن محمد بن عمر المنكدري، حدثنا أبو محمد عبدان بن محمد بن عيسى المروزي الفقيه، حدثنا الهيثم بن خلف -ببغداد- حدثنا الهيثم بن جميل، حدثنا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عمر، عن نافع، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قال:"من أذن فهو يقيم" قال عبدان: دخلت مع أحمد بن السكري على هذا الشيخ فسأله عن هذا الحديث وسمعته منه. واستغربه جدًا.
قلت: وفي هذه الرواية متابعة لرواية سعيد بن راشد السماك، لكن في سندها أحمد بن محمد المنكدري حافظ خراسان، قال الحاكم: له أفراد وعجائب. انظر: الميزان (1/ 147).
وفيه أيضًا: الهيثم بن خلف لم أجد من ذكره إلَّا الخطيب. بغداد (14/ 60).
وقال: وما أظنه إلَّا الهيثم بن خالد الذي ذكرته آنفًا -يعني أبا الحسن القرشي- فإن كان كما ظن الخطيب فهو صدوق يغرب، قاله الحافظ في التقريب (ص 577)، وإن لم يكن هو فمجهول.
والخلاصة أنه لا يمكن التعويل على هذا الإِسناد لجهالة الهيثم بن خلف.
الحكم عليه:
الحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا لضعف سعيد السماك.
قال أبو حاتم الرازي: هذا حديث منكر، وسعيد ضعيف الحديث -وقال مرة-: متروك الحديث. اهـ. العلل لابن أبي حاتم (1/ 122، 123).
وقال البيهقي (1/ 399): تفرد به سعيد بن راشد، وهو ضعيف. اهـ.=
= وقال الحافظ في التلخيص (1/ 209): وسعيد بن راشد هذا ضعيف، وضعَّف حديثه هذا أبو حاتم الرازي، وابن حبان في الضعفاء. اهـ.
وقال الألباني في الضعيفة (1/ 53، 54: 35): ضعيف. اهـ.
ولهذا الحديث شاهدان:
الأول: عن زياد بن الحارث الصدائي رضي الله عنه قال: لما كان أول أذان الصبح أمرني -يعني النبي صلى الله عليه وسلم- فَأَذَّنْتُ، فَجَعَلْتُ أَقُولُ: أقيم يا رسول الله؟ فجعل ينظرناحية الْمَشْرِقِ إِلَى الْفَجْرِ، فَيَقُولُ:"لَا" حَتَّى إِذَا طلع الفجر نزل فبرز ثم انصرف إليّ وقد تلاحق أصحابه -يعني فتوضأ- فأراد بلال أن يقيم، فقال له نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"أَنْ أخا صداء هو أذن، ومن أذن فهو يقيم"، قال: فأقمت. . .
رواه أبو داود (1/ 352: 514)، واللفظ له؛ والترمذي (1/ 383: 199)؛ وابن ماجه (1/ 237: 717)؛ وعبد الرزاق (1/ 475: 1833)؛ وأحمد (4/ 169)؛ والبخاري في التاريخ (3/ 344)؛ والحازمي في الاعتبار (ص 104).
من طرق عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم، عن -وعند أبي داود وغيره: أنه سمع- زياد بن نعيم الحضرمي، به.
قال الترمذي: وحديث زياد إنما نعرفه من حديث الإفريقي. والإفريقي هو ضعيف عند أهل الحديث، ضعفه يحيى بن سعيد القطان وغيره، قال أحمد: لا أكتب حديث الإفريقي. قال: ورأيت محمد بن إسماعيل يقوي أمره، ويقول: هو مقارب الحديث. والعمل على هذا عند أكثر أهل العلم أن من أذن فهو يقيم. اهـ.
قلت: وقول البخاري (مقارب الحديث) لا يقتضي التوثيق وإنما يرفعه إلى درجة من يعتبر بحديثه، لكن البخاري نفسه ذكره في كتاب الضعفاء، وقال:(عنده بعض المناكير). وقد تركه يحيى القطان وابن مهدي وغيرهما من قبل حفظه. ولا يغتر بتوثيق العلامة أحمد شاكر له في تحقيقه لسنن الترمذي (1/ 76)، لأنه بناه على قول أحمد بن صالح المصرى، وسحنون المالكي، وقولهما لا يقاوم قول الجهابذة=
= والنقاد، فلكل فن رجاله، فلا يكفي الدين والورع، وإنما لا بد من الحفظ والإتقان، وأكثر من أثنى عليه إنما قصد الزهد والورع. وقد أنكر عليه الثوري ستة أحاديث، قال:(جاءنا عبد الرحمن بستة أحاديث يرفعها إلى النبي صلى الله عليه وسلم، لم أسمع أحدًا من أهل العلم يرفعها)، فذكر منها هذا الحديث. انظر: التهذيب (6/ 175).
وقال الحازمي: هذا حديث حسن. اهـ.
وقال العقيلي في الضعفاء (2/ 105)، -بعد روايته لحديث ابن عمر السابق-:
وقد روي هذا المتن بغير هذا الإسناد من وجه صالح. اهـ. يعني حديث زياد بن الحارث الصدائي.
ورواه أبو نعيم في أخبار أصبهان (1/ 265)؛ وفي الحلية (7/ 114)؛ ومن طريقه الخطيب في السابق واللاحق (ص 120).
من طريق الثوري عن إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زياد، عن زياد بن الحارث الصدائي، فذكره مختصرًا. وقد سقط من هذا الإسناد زياد بن نعيم، ولم أر من ذكر للإفريقي سماعًا من زياد بن الحارث، وهو مدلس وقد عنعن.
وقال البغوي في شرح السنة (1/ 302): في إسناده ضعف. اهـ.
وقال ابن الملقن في البدر المنير (2/ ق: 159): وفي حسنه وقفة، والله أعلم.
الثاني: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما أَنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من أذن فهو الذي يقيم".
رواه ابن عدي في الكامل (6/ 2173) وفيه محمد بن الفضل بن عطية المروزي وهو كذاب. انظر: التهذيب (9/ 401).