الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
42 - بَابُ الصُّفُوفِ
390 -
قَالَ (1) مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى (2)، عَنْ (3) عُبَيْدِ اللَّهِ (4)، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ (5):(إِذَا كَانُوا (6) ثَلَاثَةً يَتَقَدَّمُ أَحَدُهُمْ وَيَتَأَخَّرُ اثْنَانِ يَصُفَّانِ خَلْفَهُ).
قَالَ (7): وَجِئْتُ مَرَّةً فَقُمْتُ عَنْ يَسَارِهِ، فَأَقَامَنِي عَنْ يمينه.
* صحيح موقوف.
(1) تأخر هذا الحديث في (ك) فجاء بعد الحديث رقم (392).
(2)
هو القطان.
(3)
في (سد): (بن عبيد). وهو خطأ.
(4)
هو ابن عمر العمري.
(5)
لفظة (قال): لبست في (ك).
(6)
في (ك): (قاموا).
(7)
القائل هو نافع مولى ابن عمر رضي الله عهما.
390 -
تخريجه:
ذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 165 ب)، كتاب الإِمامة، باب فيمن يلي الإِمام، وعزاه لمسدد.=
= ورواه ابن أبي شيبة في المصنف (2/ 87)، كتاب الصلوات، ما قالوا إذا كانوا ثلاثة يتقدم الإِمام.
من طريق وكيع، عن سفيان، عن حماد، عن إبرهيم، عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال:(إذا كانوا ثلاثة تقدمهم أحدهم، وتأخر اثنان).
وهذا إسناد ضعيف للإرسال، فإبراهبم هو: النخعي، ولم يسمع من أحد من الصحابة. (جامع التحصيل ص 141).
وحماد هو ابن أبي سليمان، فقيه صدوق له أوهام. (التقريب ص 178).
ورواه أيضًا في المصنف (2/ 87)، من طريق لَيْثٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، أنه كان إذا صلى ثالثَ ثلاثةِ جَعَلَ اثنين خلفه.
وهذا إسناد ضعيف أيضًا، فليث هو ابن أبي سليم، وهو صدوق عابد سيِّئ الحفظ اختلط فلم يتميز حديثه فلا يحتج به إلَّا فيما توبع عليه، وقد توبع عليه كما في حديث الباب، فيرتفع حديثه هذا إلى الحسن لغيره.
وروى عبد الرزاق (2/ 408: 3879)، كتاب الصلاة، باب الرجل يؤم الرجلين والمرأة، من طريق ابن جريج، عن نَافِعٌ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما قال:(يصليان وراءه)، وابن جريج مدلس وقد عنعن.
وروى أيضًا (2/ 406: 3869)، من طريق ابن جريج، أخبرني نافع مولى ابن عمر: أنه قام وحده إلى يسار ابن عمر رضي الله عنهما، فجر بيمينه، حتى جره إلى شقه الأيمن.
وهذا إسناد صحيح، وقوله:(فجر بيمينه)، أي: أن ابن عمر أمسك بيد نافع اليمنى وجره بها.
وروى مالك في الموطأ (1/ 134)، كتاب الصلاة، باب العمل في صلاة الجماعة، من طريق نافع: أنه قال: (قمت وراء عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، في=
= صلاة من الصلوات، وليس معه أحد غيري، فخالف عبد الله بيده فجعلني حذاءه) زاد ابن الأثير في جامع الأصول (5/ 605: 3859): (عن يمينه)، ولم أجدها في الموطأ الذي حققه محمد عبد الباقي، ولا في رواية يحيى بن يحيى الليثي، ووجدتها في رواية محمد ابن الحسن، ولفظه:(فجعلني عن يمينه)، ولم يذكر (بحذائه)، (ص 76: 177)، وإسناده من أصح الأسانيد، ويعرف عند العلماء بسلسلة الذهب.
انظر: تدريب الراوي (1/ 78).
وروى ابن أبي شيبة في مصنفه (2/ 86)، كتاب الصلاة: في الرجل يصلي مع الرجل يقيمه عن يمينه، من طريق ابن نمير، عن عبيد الله بن عمر -تحرفت في المطبوع إلى عمير وقد جاءت على الصواب في المحققة (3/ 80: 4895) -، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما، أنه قام رجل يصلي عن يساره فحوله إلى يمينه.
وإسناده صحيح.
الحكم عليه:
الأثر بهذا الإسناد صحيح، كما قال الحافظ رحمه الله.
وله شواهد مرفوعة منها:
1 -
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه: (أن جدته مُلَيكة، دعت رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
…
) الْحَدِيثَ، وفيه:(وصففت أنا واليتيم وراءه، والعجوز من ورائنا، فصلى بنا ركعتين، ثم انصرف) رواه البخاري، ومسلم وغيرهما، وقد سبق تخريجه في حديث رقم (334).
2 -
وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، قال في حديثه الطويل: (ثم جئت حتى قمت عن يسار رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَخَذَ بيدي فأدارني حتى أقامني عن يمينه، ثم جاء جبار بن صخر فتوضأ، ثم جاء فقام عن يسار رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَخَذَ=
= رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، بيدينا جميعًا، فدفعنا حتى أقامنا خلفه
…
) الحديث.
ورواه مسلم (4/ 2305: 3010)، كتاب الزهد والرقائق، باب حديث جابر الطويل -واللفظ له-؛ وأبو داود (1/ 417: 634)؛ والطحاوي (1/ 307)؛ وابن حبان (3/ 310: 2194)؛ والبيهقي (3/ 95)؛ والبغوي في شرح السنة (3/ 383: 827)؛ والحازمي في الاعتبار (ص 166).
وفي حديث ابن المنكدر عن جابر: (فقمت خلفه فأخذ باذني فجعلني عن
يمينه)، رواه مسلم (1/ 532: 766)؛ وأحمد (3/ 351)؛ والبيهقي (3/ 95).
3 -
وعن سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُب رضي الله عنه، قَالَ:(أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، إذا كنا ثلاثة أن يتقدمنا أحدنا).
رواه الترمذي (1/ 452: 233).
من طريق إسماعيل بن مسلم، عن الحسن به.
قال الترمذي: حديث حسن غريب. قال: وقد تكلم بعض الناس في إسماعيل ابن مسلم المكي من قبل حفظه. اهـ.
قلت: إسماعيل بن مسلم المكي، فقيه ضعيف الحديث -التقريب (ص 110) -، ورواية الحسن البصري عن سمرة كلها كتاب، عدا حديث العقيقة، قاله يحيى القطان، وغيره، واعتبرها بعض أهل العلم كابن المديني سماعًا. جامع التحصيل (ص 165).
4 -
وعن ابن عباس رضي الله عنهما -في حديث مبيته عند ميمونة- قال: "فجئت فقمت عن يساره، فجعلني عن يمينه
…
الحديث".
رواه البخاري (2/ 190، 191: 697، 698)؛ ومسلم (1/ 525: 763)؛ وأبو داود (1/ 407: 610)؛ والترمذي (1/ 451: 232)؛ والنسائي (2/ 87: 806)؛ وابن ماجه (1/ 312: 973)؛ ومالك (1/ 121)؛ وعبد الرزاق (2/ 403: 3861، 3862)؛ وأحمد (1/ 283، 284)؛ وابن خزيمة (3/ 17: 1533،=
= 1534)؛ وابن حبان (3/ 309: 2193)؛ والبيهقي (3/ 99).
5 -
وعن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه: (أَنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، صلى به وبأمه، أو خالته. قال: فأقامني عن يمينه وأقام المرأة خلفنا).
رواه مسلم (1/ 458: 660)، واللفظ له؛ وأبو داود (1/ 604: 609)؛ والنسائي (2/ 86: 803)؛ وابن ماجه (1/ 312: 975)؛ وابن أبي شيبة في مصنفه (2/ 86: 88)؛ وأحمد (3/ 194، 258، 261)؛ وابن خزيمة (3/ 19: 1538)؛ وابن حبان (3/ 314: 2203، 2204)؛ والبيهقي (3/ 95).
391 -
[قَالَ (1) مُسَدَّدٌ](2): حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ (3)، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ (4)، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه، قَالَ (5):(كَانَ نِسَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ يُصَلِّينَ مَعَ الرِّجَالِ فِي الصَّفِّ، فَاتَّخَذْنَ قَوَالِبَ (6) يَتَطَاوَلْنَ بِهَا، تَنْظُرُ إِحْدَاهُنَّ إِلَى صَدِيقِهَا، فَأُلْقِيَ عَلَيْهِنَّ الْحَيْضُ فَأُخِّرْنَ. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: فَأَخِّرُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَخَّرَهُنَّ اللَّهُ عز وجل.
(1) تقدم هذا الحديث في (ك) فجاء قبل الحديث رقم (390).
(2)
ما بين المعقوفتين زيادة من (ك).
(3)
هو محمد بن خازم.
(4)
هو عبد الله بن سخبرة.
(5)
لفظة (قال): ليست في (ك).
(6)
قوالب: جمع قالب: وهو نعل من خشب، وتكسر لامه وتفتح. وقيل: إنه معرب. النهايهَ (4/ 98)، مادة:(قلب).
391 -
تخريجه:
ذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 89 ب)، كتاب افتتاح الصلاة، باب تأخير النساء خلف الرجال والصبيان، وعزاه لمسدد، وقال: هذا إسناد رجاله ثقات. اهـ.
ورواه عبد الرزاق (3/ 149: 5115)، كتاب الصلاة، باب شهود النساء الجماعة. ومن طريقه: الطبراني في الكبير (9/ 342: 9484). ومن طريقه: الحافظ في تغليق التعليق (2/ 167)، كتاب الحيض.
من طريق الثوري، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ، عن ابن مسعود رضي الله عنه، فذكره بلفظ مقارب،
قال الهيثمي (المجمع 2/ 35): رواه الطبراني في الكبير، ورجاله رجال الصحيح. اهـ.
وقال الحافظ (الفتح 1/ 400): أخرجه عبد الرزاق عن ابن مسعود، بإسناد صحيح. اهـ.=
= وهو كما قالا رحمهما الله تعالى.
ورواه الطبراني أيضًا (9/ 342: 9485)، من طريق زائدة، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن عبد الله -يعني ابن مسعود-.
وقد سقط شيخ إبراهيم النخعي، فإما أن يكون أرسله، أو أن من دونه هو الذي أسقطه.
ورواه ابن خزيمة (3/ 99: 1700)، كتاب الصلاة: جماع أبواب صلاة النساء في الجماعة، باب ذكر بعض أحداث نساء بني إسرائيل الذي من أجله منعن المساجد، من طريق ابن عيينة، ثنا الأعمش، عن عمارة -وهو ابن عمير- عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه، فذكره بلفظ مقارب،
وفيه زيادة: (وحرمت عليهن المساجد).
ورجاله ثقات، لكن الأعمش لم يصرح بالسماع وهو مدلس. وقد صحح الألباني إسناده في تعليقه على ابن خزيمة.
الحكم عليه:
الأثر بهذا الإسناد صحيح، موقوف على ابن مسعود رضي الله عنه، ورواية الأعمش عن إبراهيم النخعي محمولة على السماع وإن عنعن.
قال الحافظ (الفتح 2/ 350): بعد شرحه لحديث عائشة رضي الله عنها -الآتي-: وهذا وإن كان موقوفًا فحكمه حكم الرفع لانه لا يقال بالرأي. اهـ.
قلت: وحديث الباب مثله.
لكن تعقبه شيخنا عبد العزيز بن باز، فقال: هذا فيه نظر، والاقرب أنها تلقت ما ذكر عن نساء بني إسرائيل. ويدل على إنكار الرفع قولها:(وسلطت عليهن الحيضة)، والحيض موجود في بني إسرائيل، وقيل بني إسرائيل، وقد صح عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ قال لعائشة لما حاضت في حجة الوداع:"إن هذا شيء كتبه الله على بنات آدم"، البخاري (1/ 400، 407: 294. 305)؛ ومسلم (2/ 873: 1211)، والكلام في=
= أثر ابن مسعود المذكوركالكلام في أثر عائشة، والله أعلم. اهـ.
قلت: وعندي أن ما ذهب إليه الحافظ أرجح، وإن كان ما قاله شيخنا محتمل، لأن عائشة، وابن مسعود رضي الله عنهما، لم يشتهر عنهما الأخذ عن أهل الكتاب، وما استدل به شيخنا على إنكار الرفع قد أجاب عليه الحافظ من قبل بجواب لطيف فقال في الفتح (1/ 400): ويمكن أن يجمع بينهما -يعني ما في أثر ابن مسعود وقوله صلى الله عليه وسلم: "إن هذا شيء كتبه الله على بنات آدم "-مع القول بالتعميم -يعني أن حديث النبي صلى الله عليه وسلم، شامل نساء بني إسرائيل وغيرهن- بأن الذي أرسل على نساء بني إسرائيل طول مكثه بهن -يعني الحيض- عقوبة لهن، لا ابتدأ وجوده. اهـ.
قلت: ويؤيد ذلك أيضًا أن نساء بني إسرائيل ابتلين بأحكام في الحيض، انفردن بها تشريعًا، ومن ذلك أن اليهود كانوا إذا حاضت المرأة فيهم، لم يؤاكلوها، ولم يساكنوهن في البيوت رواه مسلم (1/ 246: 352) -وغيره-. وانظر: تفسير القرطبي (3/ 80).
وله شواهد، منها:
1 -
حديث عائشة رضي الله عنها، قالت:(كان نساء بني إسرائيل يتخذن أرجلًا من خشب، يتشرفن للرجال في المساجد، فحرم الله عليهن المساجد وسلطت عليهن الحيضة).
رواه عبد الرزاق (3/ 149: 5114).
من طريق معمر، عن هشام بن عروة عن أبيه، به.
قال الحافظ (الفتح 2/ 350): أخرجه عبد الرزاق بإسناد صحيح. اهـ. وهو كما قال.
2 -
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: "لو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، رأى ما أحدث النساء لمنعهن المسجد، كما منعت نساء بني إسرائيل). قال: -أي يحيى بن سعيد الأنصاري- فقلت لعمرة: أنساء بني إسرائيل منعن المسجد؟ قالت: نعم.=
= رواه البخاري (2/ 349: 869)؛ ومسلم (1/ 329: 445)، واللفظ له؛ وأبو داود (1/ 383: 569)؛ ومالك (1/ 198)؛ وعبد الرزاق (3/ 149: 5113).
3 -
وتأخير النساء وراء الرجال والصبيان ثابت كما في حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، وغيره. انظر: حديث رقم (334، 390).
392 -
حَدَّثَنَا (1) يَحْيَى، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ (2) أَبِيهِ، قَالَ:(دَخَلْتُ مَعَ [عُمَرَ] (3) فِي سُبْحَةِ (4) الظُّهْرِ، فَأَقَامَنِي عَنْ يَمِينِهِ، فَجَاءَ يَرْفَأ (5)، فقمت أنا وهو خلفه).
* صحيح موقوف.
(1) هذا الحديث من مسند مسدد كسابقه، ويحيى هو القطان.
(2)
(عن أبيه) ليست في (سد).
(3)
في (مح) و (حس) و (عم) و (سد): (عمي)، وما أثبته هو ما في (ك) و"الإتحاف": وصوبته لأن يرفأ هو حاجب عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وكذلك هو في الموطأ وفي كل المصادر التي أخرجت هذا الأثر.
(4)
السُّبْحة: هي صلاة التطوع والنافلة. النهاية (2/ 331)، مادة:(سبح).
(5)
يرفا بفتح الياء وإسكان الراء، ومنهم من همزه، والصحيح المشهور أنه غير مهموز -وهو حاجب عمر بن الخطاب رضي الله عنه أدرك الجاهلية وحج مع عمر في خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه، تهذيب الأسماء واللغات (2/ 160)؛ والإصابة (6/ 358):(القسم الثالث)، وذكره الطبري في تاريخه في مواضع أثبتناه كلامه على خلافة عمر. (4/ 187، 188، 221).
392 -
تخريجه:
ذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 165 ب)، كتاب الإمامة، باب فيمن يلي الإِمام ومتى يقوم الإِمام، وعزاه لمسدد.
ورواه مالك (1/ 154)، كتاب قصر الصلاة في السفر، باب جامع سبحة الضحى. ومن طريقه: الطحاوي (1/ 307)، كتاب الصلاة، باب الرجل يصلي بين الرجلين أين يقيمهما؟ والبيهقي (3/ 96)، كتاب الصلاة، باب الرجلين يأتمان بالرجل.
ورواه عبد الرزاق (2/ 410: 3888)،كتاب الصلاة، باب الصلاة تحضر وليس معه إلَّا رجل، من طريق معمر.
393 -
[وَقَالَ مُسَدَّدٌ](1): حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ (2)، ثنا محمد بن إسحاق، قال (3): سمعت أبا [سعد](4) الخَطْمي يقول (5): سمعت جابر بن عبد الله رضي الله عنهما يُحَدِّثُ (أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، صلى به وبجابر (6) -أو جبار- ابن صَخْرٍ، فَأَقَامَهُمَا خَلْفَهُ).
* أَصْلُهُ فِي مُسْلِمٍ، فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ مِنْ طَرِيقِ الْوَلِيدِ بْنِ عُبَادَةَ، عن جابر رضي الله عنه، بغير هذا السياق (7).
(1) ما بين المعقوفتين زيادة من (ك).
(2)
هو المقدمي.
(3)
لفظة (قال): ليست في (عم) و (سد) و (ك).
(4)
في (مح) و (حس) و (عم) و (سد): (سعيد) .. وما أثبته من (ك) و (الإتحاف)، وهو الصواب إن شاء الله.
(5)
لفظة (يقول): ليست في (عم) و (سد) و (ك).
(6)
في (ك): (عامر).
(7)
سبق تخريجه في حديث رقم (390) ولكنه من طريق عادة بن الوليد بن عادة عن جابر بن عبد الله.
393 -
تخريجه:
ذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 165 ب)، كتاب الإمامة، باب فيمن يلي الإِمام ومتى يقوم الإِمام، وعزاه لمسدد.
ورواه ابن المنذر في الأوسط (1/ 203 أ)، كتاب الإمامة، ذكر قيام الاثنين خلف الإِمام.
من طريق موسى بن هارون، ثنا عاصم بن عمر بن علي المقدمي، ثنا أبي، عن محمد بن إسحاق، به، فذكر مثله، إلَّا أنه قال: وبجبار بن صخر -ولم يشك-.
وعاصم بن عمر بن علي المقدمي، لا بأس به -تعجيل المنفعة (ص 204) -.=
= ورواه أحمد (3/ 326)؛ وابن خزيمة (3/ 18: 1535)، كتاب الصلاة، جماع أبواب قيام المأمومين خلف الإِمام، باب قيام الاثنين خلف الإِمام.
من طريق أبي بكر الحنفي، نا الضحاك بن عثمان، حدثني شرحبيل، وهو ابن سعد أبو سعد، قال: سمعت جابر بن عبد الله رضي الله عنهما يقول: (قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يُصَلِّي المغرب فجئته فقمت إلى جنبه عن يساره، فنهاني فجعلني عن يمينه، ثم جاء صاحب لي فصففنا خلفه، فصلى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، في ثوب واحد مخالفًا بين طرفيه).
والضحاك بن عثمان، صدوق ربما وهم.
ورواه أحمد (3/ 421)؛ والطبراني في الكبير (2/ 270: 2137).
من طريق حسين بن محمد، ثنا أبوأويس -وسقطت لفظة:(أبو) من المسند- ثنا شرحبيل بن سعد، عن جبار بن صخر الأنصاري أحد بَنِي سَلَمَةَ قَالَ: (قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وهو بطريق مكة: من يسبقنا
…
الحديث. وفيه: ثم قام يصلي فقمت عن يساره، فأخذ بيدي فحولني عن يمينه فصلينا فلم يلبث يسيرًا أن جاء الناس).
هذا لفظ أحمد. ولفظ الطبراني: (صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فأقامني عن يمينه).
قال الهيثمي (المجمع 2/ 95): وفيه شرحبيل بن سعد، وهو ضعيف. اهـ.
قلت: وأبو أويس: هو عبد الله بن عبد الله بن أويس بن مالك بن أبي عامر الأصبحي، صدوق، يهم. (التقريب ص 309).
ومدار هذه الطرق كلها على شرحبيل بن سعد، وهو ضعيف، واختلط بأخرة، وقد اضطرب في هذا الحديث، فمرة يرويه عن جابر بن عبد الله، ومرة عن جبار بن صخر، ويزيد وينقص في ألفاظه -كما مر-.
وقد صح هذا الحديث -كما بَيَّن الحافظ-، من طريق عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت، عن جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنهما.=
= رواه مسلم مطولًا، ورواه غيره أخصر منه -وقد سبق تخريجه في حديث رقم (390) -.
وفي اعتبار الحافظ هذا الحديث من الزوائد وقفة؛ فكل ما فيه من الزيادة على حديث عبادة بن الوليد بن عبادة، عن جابر -المخرج في مسلم، وأبي داود- هو الشك في المصلي مع جابر بن عبد الله هل هوجابر -أو جبار- ابن صخر، وقد رواه أحمد أيضًا من طريق شرحبيل كما مر، وشرط الحافظ- كما في مقدمته (2/ 23) -: ذِكْرُ كُلِّ حَدِيثٍ وَرَدَ عَنْ صِحَابِيٍّ لَمْ يُخَرِّجْهُ الْأُصُولُ السَّبْعَةُ مِنْ حَدِيثِهِ، وَلَوْ أَخْرَجُوهُ، أَوْ بَعْضُهُمْ مِنْ حَدِيثِ غَيْرِهِ مَعَ التَّنْبِيهِ عليه. اهـ.
الحكم عليه:
الحديث بهذا الإسناد فيه أبو سعد الخطمي شرحبيل بن سعد، وهو ضعيف واختلط بأخرة، لكن تابعه على رواية هذا الحديث عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، عبادة بن الوليد بن عبادة، بلفظ أطول منه، ولم يشك في المصلي مع جابر، بل سماه: جبار بن صخر. أما الشك فلم يتابع عليه شرحبيل.
لذا فحديث الباب ضعيف السند صحيح المتن، عدا ما ذكرنا من الشك.
وله شواهد صحيحة، منها حديث أنس، وابن عباس، وغيرهما رضي الله عنهم، وقد تقدم تخريجها في حديث رقم (334، 390).
394 -
[1] وقال أبو بكر: حدثنا ابن فضيل، عن الْوَلِيدِ بْنِ جُمَيع، عَمَّنْ حَدَّثَهُ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "رَاصُّوا (1) الصُّفُوفَ، فَإِنَّ الشَّيَاطِينَ (2) تَخَلَّلُكُمْ (3) كَأَنَّهَا (4) أَوْلَادُ [الحَذف] (5) ".
[2]
وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا (6) عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بن أبان، ثنا (7) ابن فضيل، به.
(1) في إحدى روايتي أبي يعلى "تراصوا".
(2)
في (ك): (الشيطان)، وفي (مسند أبي يعلى):(فإني رأيت الشياطين).
(3)
في (عم): (تختلكم). ومعنى تخللكم: أي تدخل بينكم. المعجم الوسيط (1/ 253)، مادة:(خلل).
(4)
في (عم) و (سد): (لحامها).
(5)
في (مح) و (حس): الخذف -بالخاء المعجمة بعدها ذال معجمة-، وفي (ك): الحدمه.
وأولاد الحَذف: هي الغنم الصغار الحجازية، وجاء تفسيرها في حديث البراء بن عازب -يأتي تخريجه في الشواهد- بأنها ضأن سود جرد صغار تكون باليمن.
أما الخذف -بالخاء المعجمة- فهو رمي الحصاة الصغيرة بين السبابتبن.
الفائق (1/ 269)؛ والنهاية (1/ 356).
(6)
في (ك): (ثنا).
(7)
لفظة: (ثنا) ساقطة من (ك).
394 -
تخريجه:
هو في مسند أبي يعلى (4/ 474: 2607، 5/ 64: 2657).
وذكره الهيثمي (المقصد العلي ص 320: 259).
وذكره أيضًا (المجمع 2/ 91)، وقال: رواه أبو يعلى، وفيه رجل لم يسم. اهـ.
وذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 187 ب)، كتاب افتتاح الصلاة، باب ما جاء في فضل الصف الأول وتسوية الصفوت والتراص فيها وإقامتها، وميامنها، وعزاه=
= لأبي بكر بن أبي شيبة، وأبي يعلى، وقال: هذا حديث ضعيف لجهالة التابعي. اهـ.
الحكم عليه:
الحديث بهذا الإسناد فيه رجل مبهم، فلم يبين الوليد بن جميع اسم الذي حَدَّثَهُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، فهو مجهول.
وعليه فالحديث ضعيف.
لكن المتن قد صح من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، وغيره.
1 -
فعن حميد قال: حدثنا أنس رضي الله عنه، قال:(أقيمت الصلاة فأقبل عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، بوجهه فقال:" أقيموا صفوفكم، وتراصوا، فإني أراكم من وراء ظهري" زاد البخاري وابن أبي شيبة: (وإن أحدنا يلزق منكبه بمنكب صاحبه وقدمه بقدمه)، وهي عند البيهقي، والبغوي، لكن دون قوله:(وقدمه بقدمه)، وزاد ابن أبي شيبة -أيضًا-:(ولو ذهبت تفعل ذلك لترى أحدهم كانه بغل شموس)، وسنده صحيح.
رواه البخاري (2/ 208، 211: 719، 725)؛ والنسائي (2/ 92: 814)؛ وابن أبي شيبة في مصنفه (1/ 351)؛ وأحمد (1/ 103، 125، 182، 229، 263)؛ وابن حبان (3/ 301: 2170)؛ والبيهقي (2/ 21)؛ والبغوي في شرح السنة (3/ 365: 807).
2 -
وعن قتادة، عن أنس رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:"سووا صفوفكم فإن تسوية الصفوف من إقامة الصلاة"، وفي رواية:"من تمام الصلاة".
رواه البخاري (2/ 209: 723)؛ ومسلم (1/ 324: 433)؛ وأبو داود (1/ 434: 668)؛ وابن ماجه (1/ 317: 993)؛ وأحمد (3/ 177، 179، 274، 291)؛ والدارمي (1/ 289)؛ وابن حبان (3/ 302: 2171)؛ والبيهقي (3/ 100)؛ والبغوي في شرح السنة (3/ 368: 812).=
= 3 - وعن قتادة قال: حدثنا أَنَسٍ رضي الله عنه، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال: رُصُوا صفوفكم، وقاربوا بينها، وحاذوا بالأعناق، فوالذي نفسي بيده إني لأرى الشيطان يدخل من خلل الصف كأنها الحذف".
رواه أبو داود (1/ 434: 667)؛ والنسائي (2/ 92: 815)؛ وأحمد (3/ 260، 283)؛ وابن خزيمة (3/ 22: 1545)؛ وابن حبان (3/ 298: 2163)؛ والبيهقي (3/ 100)؛ والبغوي في شرح السنة 3/ 368: 813).
من طرق عن أبان بن يزيد العطار، به.
وإسناده صحيح، فقد صرح قتادة بالتحديث عند النسائي وأحمد.
4 -
وعن البراء بن عازب رضي الله عنهما قَالَ: (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يتخلل الصف من ناحية إلى ناحية، يمسح صدورنا ومناكبنا، ويقول: "لا تختلفوا فتختلف قلوبكم"، وإن يقول: "إن الله وملائكته يصلون على الصفوف الأول").
رواه أبو داود (1/ 432: 664)؛ والنسائي (2/ 89: 811)؛ وابن ماجه (1/ 318: 997)، مقتصرًا على الجزء الأخير فقط؛ والطيالسي (ص 100: 741)؛ وعبد الرزاق (2/ 45، 51: 2431، 2449)؛ وابن أبي شيبة في مصنفه (1/ 378) مثل ابن ماجه؛ وأحمد (4/ 285، 296، 304)؛ والدارمي (1/ 289)؛ وابن الجارود (ص 116: 316)؛ وابن خزيمة (3/ 24: 1551)؛ وابن حبان (3/ 295، 297: 2154، 2158)؛ والحاكم (1/ 571، 572، 573)؛ وتمام في فوائده (كما في الروض البسام (1/ 330: 313، 314) مثل ابن ماجه؛ وأبو نعيم في الحلية (5/ 27)؛ والبيهقي (3/ 103)؛ والبغوي في شرح السنة (3/ 373: 818).
من طريق شعبة، والأعمش، ومالك بن مغول، وأبي إسحاق السبيعي، ومنصور بن المعتمر وغيرهم كثير (قال أبو نعيم في الحلية (5/ 27): رواه الجم الغفير عن طلحة)، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن عوسجة، به.
وهذا إسناد صحيح؛ طلحة بن مصرف اليامي ثقة قارئ فاضل. (الكاشف=
= 2/ 40؛ التهذيب 5/ 25؛ التقريب ص 283)؛ وعبد الرحمن بن عوسجة النهمي ثقة.
(الكاشف 2/ 159؛ التهذيب 6/ 244؛ التقريب ص 347).
ورواه أحمد (4/ 297)؛ وابن خزيمة (3/ 24: 1552).
من طريق ابن وهب، عن جرير بن حازم، قال سمعت أبا إسحاق الهمداني يقول: حدثني عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْسَجَةَ، عَنِ الْبَرَاءِ، عَنِ النبي صلى الله عليه وسلم، فذكر مثله.
ورجاله ثقات إلَّا أن جرير بن حازم، يهم أحيانًا إذا حدث من حفظه، وقد قال أحمد: حدث بالوهم بمصر، ولم يكن يحفظ. اهـ. وقال الأزدي: صدوق خرج عنه بمصر أحاديث مقلوبة ولم يكن بالحافظ. اهـ. والظاهر أن هذا من أحاديثه في مصر، لأن الراوي عنه مصري، وقد سئل أبو حاتم عن هذا الحديث، فقال -العلل (1/ 124) رقم (343) -: هذا خطأ، إنما يروونه عن أبي إسحاق، عن طلحة، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْسَجَةَ، عَنِ الْبَرَاءِ، عن النبي صلى الله عليه وسلم. اهـ.
قلت: قد تابع جرير بن حازم على هذه الرواية كل من عمار بن رزيق، وَأبو بكر بن عياش، روى ذلك أحمد (4/ 298، 299)؛ وابن أبي شيبة في مصنفه (1/ 378).
ورواه أحمد أيضًا (4/ 298)، من طريق إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن البراء به. لكن ليس في شيء من تلك الروايات تصريح أبي إسحاق السبيعي الهمداني، بالتحديث وهو مدلس مشهور، فهي محمولة على التدليس.
ورواه ابن خزيمة (3/ 26: 1557).
من طريق أشعث بن عبد الرحمن بن زبيد اليامي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن عوسجة، به مثله.
لكن قد روي من طرق أخرى عن زبيد اليامي، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، به. فإن صحت رواية ابن خزيمة ولم تكن من أخطاء أشعث فهي متابع جيد لطلحة ابن مصرف.=
= وأشعث بن عبد الرحمن، صدوق يخطئ. (التقريب ص 113).
ووالده، وثقه ابن حبان، ووهم من زعم أن البخاري تكلم فيه. (التاريخ الكبير 5/ 286؛ الجرح 5/ 235؛ الثقات 7/ 67؛ الميزان 2/ 561؛ اللسان 3/ 415).
وذكر الحاكم (1/ 575) أن الحكم بن عتيبة قد تابع طلحة بن مصرف، ثم رواه من طريق إبراهيم بن طهمان، عن منصور، والحكم، عن طلحة بن مصرف، به مختصرًا.
وعلى هذا الإسناد لا يكون الحكم تابع طلحة، إنما تابع منصورًا، وأظن أن الإسناد وقع فيه تحريف وأن صوابه: إبراهيم بن طهمان، عن منصور، عن الحكم وطلحة، به.
لكن رأيت الذهبي في تلخيصه قال: إبراهيم بن طهمان لم يدرك الحكم. اهـ.
فكأنه هكذا كان في نسخته -فالله أعلم- وإن من الواجب عليه أن ينبه على أن الحكم لم يتابع طلحة في هذه الرواية.
وبعد مراجعة النسخ المخطوطة من المستدرك وجدته قد جاء فيها على الصواب كما استظهرت هنا -انظر: (1/ 262 ب) - وتبين أن ما في المطبوع تصحيف من الطابع أو الناسخ وهو الأقرب لأن الذي يظهر من قول الذهبي السابق أنه اعتمد على هذه المصحفة ولم يتنبه لذلك، وعلى ما في المخطوط يكون الحكم قد تابع طلحة كما قال الحاكم رحمه الله.
وإبراهيم بن طهمان، ثقة يغرب. (التقريب ص 90).
ورواه الطبراني في المعجم الأوسط (1/ 415: 743)، من طريق إبراهيم بن طهمان، عن منصور بن المعتمر، عن الحكم، عن طلحة، عن عبد الرحمن، عن البراء، به.
قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث، عن منصور، عن الحكم، إلَّا إبراهيم بن طهمان، ورواه سفيان الثوري عن منصور، عن طلحة نفسه. اهـ.=
= 5 - وعن البراء بن عازب رضي الله عنهما. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أقيموا صفوفكم لا يتخللكم الشياطين كأولاد الحذف"، قيل: يا رسول الله وما أولاد الحذف؟ قال: "ضان سود جرد تكون بأرض اليمن".
رواه ابن أبي شيبة في مصنفه (1/ 351)، واللفظ له؛ وأحمد (4/ 296)؛ والطبراني في الصغير (1/ 119)؛ والحاكم (1/ 217)؛ والبيهقي (3/ 101). من طريق الحسن بن عبيد الله -وتصحفت في المسند إلى (عمرو) - النخعي، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن عوسجة، به.
قال الطبراني: لم يروه عن الحسن بن عبيد الله إلَّا أبو خالد الأحمر. اهـ.
وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه بهذا اللفظ. اهـ. ووافقه الذهبي. وهو كما قالا، فإن الحسن بن عبيد الله النخعي، ثقة فاضل. (التقريب ص 162)، وكل رجاله ثقات، إلَّا أن عبد الرحمن بن عوسجة لم يخرجا له في الصحيحين.
6 -
وعن جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ رضي الله عنه قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
…
الحديث. وفيه: قال: ثم خرج علينا فقال:" ألا تصفون كما تصف الملائكة عند ربها"؟ فقلنا: يا رسول الله، وكيف تصف الملائكة عند ربها؟ قال:"يتمون الصفوف الأول، ويتراصون في الصف".
رواه مسلم (1/ 322: 430)، واللفظ له؛ وأبو داود (1/ 431: 661)؛ والنسائي (2/ 92: 816)؛ وعبد الرزاق (2/ 46: 2432)؛ وابن أبي شيبة في مصنفه (1/ 353)؛ وأحمد (5/ 101، 106)؛ وابن خزيمة (3/ 21: 1544)؛ وابن حبان (3/ 294، 297: 2151، 2159)؛ والبغوي في شرح السنة (3/ 366: 809).
395 -
وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا الْخَلِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا، ثنا مُجَالِدٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عن فاطمة بنت قيس رضي الله عنهما، قَالَتْ (1): سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: (خَيْرُ صُفُوفِ الرِّجَالِ أَوَّلُهَا، وَشَرُّهَا آخِرُهَا، وَخَيْرُ صُفُوفِ النِّسَاءِ آخرها وشرها أولها".
(1) في (حس): (قال)، وليست هذه اللفظة في (ك).
395 -
تخريجه:
ذكره الهيثمي (بغية الباحث ص 207: 145).
وذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 188 ب)، كتاب افتتاح الصلاة، باب في خير الصفوف وشرها، وعزاه للحارث، وقال: مجالد ضعيف. اهـ.
ورواه ابن عدي في الكامل (3/ 931) في ترجمة الخليل بن زكريا، من طريق الحارث بن أبي أسامة، به، مثله.
قال ابن عدي: وهذه الأحاديث التي ذكرتها بأسانيدها عن الخليل بن زكريا مناكير كلها من جهة الإسناد والمتن جميعًا. اهـ.
الحكم عليه:
الحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا، لأن فيه الخليل بن زكريا، وهو متروك.
ومجالد بن سعيد، وليس بالقوي، وإن يقبل التلقين بأخرة لاختلاطه.
لكن قد صح هذا المتن مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، وروي عن غيره أيضًا.
1 -
فعن أبي هريرة رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (خير صُفُوفِ الرِّجَالِ أَوَّلُهَا، وَشَرُّهَا آخِرُهَا، وَخَيْرُ صُفُوفِ النساء آخرها وشرها أولها".
رواه مسلم (1/ 326: 440)؛ وأبو داود (1/ 438: 678)؛ والترمذي (1/ 435: 224)، والنسائي (2/ 93: 820)؛ وابن ماجه (1/ 319: 1000)؛ والطيالسي (ص 316: 2408)؛ وابن أبي شيبة (2/ 385)؛ وأحمد (2/ 247،=
= 336، 354، 367)؛ والدارمي (1/ 291)؛ وابن الجارود (ص 117: 317)؛ وابن خزيمة (3/ 27، 96: 1561، 1693)؛ وابن حبان (3/ 303: 2176)؛ والبيهقي (3/ 97، 98)؛ والبغوي في شرح السنة (3/ 371: 815).
2 -
وعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول، ثم لم يجدوا إلَّا أن يستهموا عليه لاستهموا.
…
"
الحديث.
رواه البخاري (2/ 96: 615)؛ ومسلم (1/ 325: 437)؛ والنسائي (1/ 269: 540)؛ ومالك (1/ 68)؛ وأحمد (2/ 236، 278، 303)؛ وابن خزيمة (3/ 25: 1554)؛ وابن حبان (3/ 294: 2150).
3 -
وعنه أيضًا، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"لو تعلمون -أو يعلمون- ما في الصف المقدم لكانت قُرْعَة"، وفي رواية: (الصف الأول ما كانت إلَّا قرعة، هذا لفظ مسلم.
رواه مسلم (1/ 326: 439)؛ وابن ماجه (1/ 319: 998)؛ وابن خزيمة (3/ 25: 1555)؛ والبيهقي (3/ 102).
396 -
[وَقَالَ (1) الْحَارِثُ]: حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ (2)، ثنا سُفْيَانُ (3)، [أَوِ]، (4) الْأَشْجَعِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عُمَرَ (5) رضي الله عنه، أَنَّهُ قَالَ:(إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى مُقِيمِ الصَّفِّ الْأَوَّلِ).
(1) ما بين المعقوفتين زيادة من (ك).
(2)
هو هاشم بن القاسم.
(3)
في (ك): سليمان. وسفيان هو الثوري.
(4)
في (مح): (و)، والصواب ما أثبته من باقى النسخ، وهو الموافق لما في البغية والإتحاف، والشك يحتمل أن يكون من أبي النضر، ويحتمل أن يكون من الحارث وهو الأقرب.
(5)
في (البغية والإتحاف): (عمرو).
396 -
تخريجه:
ذكره الهيثمي (بغية الباحث 206: 144).
وذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 187 ب) كتاب افتتاح الصلاة، باب ما جاء في فضل الصف الأول، وتسوية الصفوت والتراص فيها. وعزاه للحارث بن أبي أسامة.
ورواه عبد الرزاق (2/ 46: 2434) كتاب الصلاة، باب الصفوت؛ من طريق الثوري، عن حماد، عن إبراهيم، قال: قال عمر: (لتراصوا في الصف أو يتخللكم أولاد الحذف من الشيطان، فإن الله وملائكه يصلون على الذين يقيمون الصفوف).
وحماد هو ابن أبي سليمان، وهو فقيه صدوق، له أوهام. انظر: التقريب (ص 178). وإبراهيم هو النخعي، ولم يسمع من عمر.
الحكم عليه:
الأثر بهذا اللفظ لو صح لكان له حكم الرفع، لأنه مما لا مجال للرأي فيه.
وعمر بن الخطاب لم يكن ممن يأخذ عن أهل الكتاب.
لكنه منقطع، لأن إبراهيم النخعي لم يسمع من عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
وكذا سفيان الثوري لم يسمع من إبراهيم النخعي، لكنه سمع من حماد بن أبي سليمان -كما عند عبد الرزاق- وحماد سمع من إبراهيم.=
= وعليه، فهو ضعيف.
وله شاهد مِنْ حَدِيثِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رضي الله عنهما؛ تقدم تخريجه في حديث رقم (394). ومن أحاديث أبي هريرة رضي الله عنه، في ذكر فضل الصف الأول، تقدمت في رقم (395).
وله شواهد أخرى لا تخلوا من مقال، منها:
1 -
عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم "إن الله وملائكته يصلون على الصف الأول".
رواه ابن ماجه (1/ 319: 999)؛ من طريق محمد بن المصفى الحمصي، ثنا أنس بن عياض، ثنا محمد بن عمرو بن علقمة، عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، به.
قال البوصيري في مصباح الزجاجة (1/ 336: 358): هذا إسناد صحيح رجاله ثقات. اهـ.
قلت: محمد بن المصفى، صدوق له أوهام. انظر: التقريب (ص 507). وقال الذهبي: ثقة يغرب. انظ: الكاشف (3/ 86)، والأول أصح. انظر: التهذيب (9/ 460).
ومحمد بن عمرو بن علقمة، صدوق له أوهام. انظر: التقريب (ص 499)، وهو معلول أيضًا، فقد سُئل أبو حاتم عنه فقال: هذا خطأ بهذا الإسناد، الصحيح ما رواه الدراوردي عن ابن عجلان، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حُنَيْنٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. اهـ من العلل لابنه (1/ 172)، رقم (492).
قلت: وعلى هذا يكون مرسلًا؛ لأن عبد الله بن حنين تابعي. انظر: التقريب (ص 301).
وقال الدارقطني في علله (4/ 287)، رقم (570) عندما سُئل عن هذا الحديث بنحو هذا اللفظ: يرويه محمد بن مصفى، وانفرد به عن أنس بن عياض، عن=
= محمد بن عمرو، عن إبراهيم بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِيهِ، ووهم فيه، وإنما رواه مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التيمي مرسلًا. اهـ.
2 -
وعن أَبِي أُمَامَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إن الله وملائكته يصلون على الصف الأول". قالوا: يا رسول الله وعلى الثاني؟ قال: "وعلى الثاني
…
" الحديث.
رواه أحمد (5/ 262)؛ وأبو يعلى- كما في الإتحاف (1/ 186 ب)؛ والطبراني في الكبير (8/ 205: 7727).
من طرق عن فرج بن فضالة، عن لقمان بن عامر، به.
قال الهيثمي (المجمع 2/ 91): ورجال أحمد موثقون. اهـ.
قلت: فرج بن فضالة التنوخي، ضعيف. انظر: التقريب (ص 444)؛ التهذيب (8/ 260). ولقمان بن عامر، صدوق. انظر: التقريب (ص 464).
3 -
وعن النعمان بن بشير رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم
…
فذكره بمثل حديث الباب.
رواه أحمد (5/ 262)، والبزار- كما في كشف الأستار (1/ 247: 508)، من طريق حسين بن واقد، حدثني سماك بن حرب، به.
قال البزار: لا نعلم أحدًا رواه هكذا إلا حسين بن واقد. اهـ.
وقال الهيثمي (المجمع 2/ 91): رواه أحمد، والبزار ورجاله ثقات. اهـ.
قلت: حسين بن واقد، ثقة ربما وهم.
وسماك بن حرب، ثقة، لكن ساء حفظه بأخرة، فكان ربما لقن.
4 -
وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، مِثْلَهُ. رواه البزار كما في كشف الأستار (1/ 246: 507)، من طريق معمر، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، به.=
= قال الهيثمي (المجمع 2/ 92): رواه البزار، وفيه عبد الله بن محمد بن عقيل، وفيه كلام، وقد وثقه جماعة. اهـ.
قلت: الراجح أنه صدوق سيء الحفظ. انظر: التهذيب (6/ 13)؛ التقريب (ص 321).
5 -
وعن ابن مسعود نحوه. رواه عبد الرزاق، والطبراني (9/ 299: 9292)، وفيه رجل لم يسم.
397 -
[وَقَالَ](1) مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى (2)، عَنْ سُفْيَانَ (3)، حَدَّثَنِي عَمَّارٍ الدُّهْنِيِّ، عَنْ حُجَيْرَةَ بِنْتِ حُصَيْنٍ، قَالَتْ (4):(أَمَّتْنا أُمُّ سَلَمَةَ رضي الله عنها فِي العصر، فقامت بيننا).
(1) ما بين المعقوفتين زيادة من (ك).
(2)
هو القطان.
(3)
هو الثوري.
(4)
لفظة (قالت) ليست في (عم، سد، ك).
397 -
تخريجه:
ذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 172 ب)، كتاب الإمامة، باب في إمامة المرأة، وعزاه لمسدد.
ورواه عبد الرزاق (3/ 140: 5082)، كتاب الصلاة، باب المرأة تؤتم النساء.
ومن طريقه ابن حزم في المحلى (4/ 220) في المسألة رقم (491).
ورواه أيضًا ابن المنذر في الأوسط (1/ 212 أ) كتاب الإمامة، جماع أبواب صلاة النساء في جماعة، من طريق علي بن الحسن، وهو ابن موسى الهلالي، ثنا عبد الله، وهو ابن الوليد العدني، كلاهما عن الثوري، به مثله.
وقد وهم الزيلعي (نصب الراية 2/ 31)، وتبعه الحافظ في تلخيص الحبير (2/ 42)، رقم (598)، فقال: رواه ابن أبي شيبة وعبد الرزاق في مصنفيهما، والشافعي في مسنده، قالوا ثلاثتهم: أخببرنا سفيان بن عيينة. اهـ.
لأن عبد الرزاق رواه عن سفيان الثوري -كما سبق- وقد رواه ابن حزم من طريقه فقال: عن سفيان الثوري.
ورواه الشافعي في مسنده (1/ 107: 315) كتاب الصلاة، باب في الجماعة وأحكام الإمامة، وابن أبي شيبة في مصنفه (2/ 88) كتاب الصلوات، باب المرأة تؤم النساء، وابن سعد في الطبقات (8/ 884) في ترجمة حجيرة بنت حصين.=
= والبيهقي (3/ 131) كتاب الصلاة، باب المرأة تؤم النساء فتقوم وسطهن، من طريق سفيان بن عيينة، عن عمار الدهني، به، فذكره. وهو عند الشافعي وابن أبي شيبة والبيهقي مختصرًا:(أنها أمتهن فقامت وسطًا).
ولفظ ابن سعد بمثل حديث الباب، غير أنه قال:(وسطنا) ولم يقل: (بيننا). ورواه الدارقطني (1/ 405) كتاب الصلاة، باب صلاة النساء جماعة وموقف إمامهن، من طريق أحمد بن يوسف السلمي، ثنا عبد الرحمن، أنا سفيان، عن عمار، به مثله.
ولم أستطع تعيين سفيان، هل هو الثوري أو ابن عيينة؟
ورواه ابن أبي شيبة في مصنفه (2/ 88) من طريق علي بن مسهر، وابن حزم في المحلى (4/ 219) من طريق يحيى بن سعيد القطان.
كلاهما عن سعيد -عند ابن حزم: ابن أبي عروبة- عن قتادة، عن أم الحسن أنها رأت أُمِّ سَلَمَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، تؤم النساء تقوم معهن في الصف.
وفي رواية ابن حزم: عن قتادة أن أم الحسن بن أبي الحسن حدثتهم: أن أم سلمة أم المؤمنين كانت تؤمهن في رمضان وتقوم معهن في الصف.
قال ابن حزم: هي خيرة -يعني اسم أم الحسن- ثقة الثقات. وهذا إسناد كمالذهب. اهـ.
قلت: وذكرها ابن حبان في الثقات، وقال الحافظ: مقبولة. اهـ. وقد أخرج
لها مسلم والأربعة. (الثقات 4/ 216؛ التقريب ص 746؛ التهذيب 12/ 416). فهذا إسناد على شرط مسلم، فسماع يحيى القطان من سعيد قديم.
الحكم عليه:
الأثر بهذا الإسناد فيه حجيرة بنت حصين، وهي مجهولة. لكن تابعتها أم الحسن البصري -كما سبق، ولم تذكر في روايتها أنها صلاة فريضة-. وعليه، فالأثر بمجموع الطريقين صحيح.=
= وقد صحح إسناد حديث الباب النووي في المجموع (4/ 199)، وحسَّنه في موضع آخر (4/ 296).
وله شاهد مرفوع، وشواهد موقوفة، منها:
1 -
في حديث أُمِّ وَرَقَةَ بِنْتِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بن نوفل الأنصارية: (وكان النبي صلى الله عليه وسلم يزورها في بيتها، وجعل لها مؤذنًا يؤذن له، وأمرها أن تؤم أهل دارها).
رواه أبو داود (1/ 396، 397: 591، 592)؛ وأحمد (6/ 405)؛ وابن خز يمة (3/ 89: 1676)؛ والدارقطني (1/ 403)؛ والحاكم (1/ 203)؛ والبيهقي (3/ 130).
رواه أبو داود من طريق الوليد بن عبد الله بن جميع، حدثتني جدتي، وعبد الرحمن بن خلاد الأنصاري، عن أم ورقة، فذكره بلفظ أطول وليس فيه ذكر الإمامة عنده.
وهكذا رواه الحاكم والبيهقي في إحدى روايتيه. لكن عندهما: عن ليلى بنت مالك. بدل: عن جدته، والمعنى واحد، فهي جدته. ورواه أبو داود أيضًا من طريق الوليد، عن عبد الرحمن بن خلاد، عن أم ورقة.
ورواه ابن خزيمة من طريق الوليد، عن ليلى بنت مالك، عن أبيها، وعن عبد الرحمن بن خلاد، عن أم ورقة، به فذكره.
ورواه الدارقطني والبيهقي -في إحدى روايتيه- من طريق الوليد، حدثتنى جدتى، عن أم ورقة.
ورواه عبد العزيز بن أبان، عن الوليد، عن عبد الرحمن بن خلاد، عن أبيه، عن أم ورقة. انظر: تحفة الأشراف (13/ 110).
قال الحاكم: قد احتج مسلم بالوليد بن جميع، وهذه سنّة غريبة لا أعرف في الباب حديثًا مسندًا غير هذا. اهـ.
وحسّنه الألباني في تعليقه على ابن خزيمة، وفي الإرواء (2/ 255: 493).=
= والوليد بن عبد الله بن جميع، ثقة يهم.
وجدته ليلى بنت مالك. قال الحافظ؛ لا تُعرف. انظر: التقريب (ص 763).
وعبد الرحمن بن خلاد الأنصاري، مجهول الحال. انظر: التقريب (ص 339)؛ الثقات (5/ 98). فمداره على مجاهيل، وفيه اضطراب يزيده ضعفًا.
2 -
وعن عائشة رضي الله عنها، أنها كانت تؤم النساء، تقوم معهن في الصف، في الصلاة المكتوبة.
وقد رُوي من طرق عنها:
(أ) من طريق الثوري، عن ميسرة بن حبيب النهدي أبي حازم، عن ريطة الحنفية، به.
رواه عبد الرزاق (3/ 141: 5086)؛ وابن سعد في الطبقات (8/ 483)؛ والدارقطني (1/ 404)؛ وابن حزم في المحلى (4/ 219)؛ والبيهقي (3/ 131).
وميسرة بن حبيب، صدوق. انظر: التقريب (ص 555).
وريطة الحنفية، لم أجد من ذكرها غير ابن سعد، ولم يذكر جرحًا ولا تعديلًا.
وقد صحح هذا الإسناد النووي. انظر: المجموع (4/ 199)، وحسنه في موضع آخر (4/ 296).
(ب) من طريق القطان، ثنا زياد بن لاحق، عن تميمة بنت سلمة، به.
رواه ابن حزم في المحلى (4/ 219).
وزياد بن لاحق مستور.
وتميمة لم أجد لها ترجمة.
(ج) من طريق وكيع، عن أبي ليلى، عن عطاء، به.
رواه ابن أبي شيبة في مصنفه (2/ 88).
ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، صدوق سيء الحفظ. لكنه توبع -كما يأتي-. وعطاء هو ابن أبي رباح.=
= (د) من طريق عبد الله بن إدريس، عن ليث بن أبي سليم، عن عطاء، به.
رواه الحاكم (1/ 203)؛ والبيهقي (1/ 408، 3/ 131).
وليث بن أبي سليم، صدوق سيء الحفظ، واختلط بآخره، لكن حديثه مقبول في المتابعات.
(هـ) من طريق ابن جريج أخبرني يحيى بن سعيد، أن عائشة، فذكره.
رواه عبد الرزاق (3/ 141: 5087).
ويحيى بن سعيد الأنصاري، لم يدرك عائشة رضي الله عنها، فهو منقطع.
والأثر بمجموع هذه الطرق حسن، ويرتقي مما تقدم إلى الصحيح لغيره.
398 -
حَدَّثَنَا (1) يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي عَمَّارٌ (2)، عَنْ عِمْرَانَ (3)، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلة قَالَ:(كَانَ بِلَالٌ رضي الله عنه يُسَوِّي مَنَاكِبَنَا، وَيُضْرَبُ أَقْدَامَنَا (4) لِإِقَامَةِ الصَّفِّ).
(17)
وَحَدِيثُ أَنَسٍ رضي الله عنه، يَأْتِي [إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى](5) فِي التأمين (6).
(1) هذا الحديث كسابقه من مسند مسدد. ويحيى هو القطان. وسفيان هو الثوري.
(2)
في (ك): عثمان.
(3)
هو ابن مسلم الجعفي الكوفي.
(4)
لفظة (أقدامنا) ساقطة من (عم)، وفي (سد): أمامنا.
(5)
ما بين المعقوفتين زيادة من (عم، سد).
(6)
كتاب الصلاة، باب التأمين، حديث رقم (476).
398 -
تخريجه:
ذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 186 ب)، كتاب افتتاح الصلاة، باب ما جاء في فضل الصف الأول، وتسوية الصفوف، والتراص فيها وإقامتها.
وعزاه لمسدد، ونسب عمران فقال: ابن عمير، ولم ار في الرواة أحدًا بهذا الاسم، إلا عمران بن عمير مولى عبد الله بن مسعود، وهو أخو القاسم بن عبد الرحمن لأمه، ولم يرو إلا عن أبيه، وعنه: مسعر، قال البخاري: حديثه في الكوفيين. اهـ. ولم أجد فيه جرحًا ولا تعديلًا.
إلا أن الحسيني قال: فيه جهالة. اهـ. وقال ابن العراقي: لا أعرفه. اهـ.
(التاريخ الكبير 6/ 420؛ الجرح 6/ 301؛ ذيل الكاشف ص 215؛ تعجيل المنفعة ص 219).
ورواه ابن أبي شيبة في مصنفه (1/ 352) كتاب الصلوات، ما قالوا في إقامة الصف.=
= من طريق ابن نمير، عن الأعمش، عن عمران، به فذكر مثله، إلا كلمة:(يضرب)، فلم يذكرها.
ورواه عبد الرزاق (2/ 47: 2435). من طريق الثوري، عن الأعمش، عن عمارة بن عمران الجعفي، عن سويد بن غفلة، فذكر مثله.
والظاهر أن هذه الرواية مثل رواية ابن أبي شيبة السابقة، وإنما زاد بعض النساخ كلمة (عمارة بن)، فلم أجد في الرواة أحدًا بهذا الاسم، وقد ذكر ابن حزم هذا الأثر في المحلى (4/ 59) وقال: عمارة بن عمران الجعفي. مثل رواية عبد الرزاق -فالله أعلم- فلعل التصحيف وقع قديمًا في المصنف فنقله ابن حزم منه، وإن كان لم يعزه لعبد الرزاق.
ويحتمل أيضًا أن يكون شيخ الأعمش هنا هو عمارة بن القعقاع، فتحرفت (عن) إلى (ابن)، وهذا أقرب.
ويحتمل أيضًا أن يكون التحريف من عبد الرزاق، فإن في روايته عن الثوري بمكة، بعض الاضطراب.
ورواه الطبراني في الصغير (2/ 81).
من طريق أحمد بن أبي الحواري، حدثنا عبد الله بن نمير، عن الأعمش، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غفلة، عن بلال رضي الله عه قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يسوي مناكبنا في الصلاة).
قال الطبراني: لم يروه عن الأعمش إلا ابن نمير، تفرد به أحمد بن أبي الحواري، ولا يروى عن بلال إلا بهذا الإسناد. اهـ.
قلت: أحمد بن عبد الله بن ميمون بن أبي الحواري، ثقة. انظر: الجرح (2/ 47)؛ التقريب (ص 81). لكن خالفه أبو بكر بن أبي شيبة، والناس، وأخشى أن يكون النبلاء من شيخ الطبراني محمد بن علي بن خلف الدمشقي، فقد ذكره ابن عساكر في تاريخ دمشق (15/ 718، 719)، ولم يذكر جرحًا ولا تعديلًا.=
= الحكم عليه:
الأثر بهذا الإسناد صحيح.
وله شواهد كثيرة، وقد تقدم بعضها في حديث رقم (394)، ومنها أيضًا:
1 -
عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لتسوّن صفوفكم، أو ليخالفن الله بين قلوبكم".
هذا لفظ البخاري، وعند الباقين:" بين وجوهكم".
رواه البخاري (2/ 206: 717)؛ ومسلم (1/ 324: 436)؛ وأبو داود (1/ 432: 663)؛ والترمذي (1/ 438: 227)؛ والنسائي (2/ 89: 810)؛ وابن ماجه (1/ 318: 994)؛ وعبد الرزاق (2/ 44: 2429)؛ وأحمد (4/ 271، 272)؛ وابن حبان (3/ 298: 2162)؛ والبيهقي (3/ 100).
2 -
وعن أبي مسعود الأنصاري رضي الله عنه قَالَ: (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يمسح مناكبنا في الصلاة، ويقول:"استووا ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم، ليلني منكم أولو الأحلام والنهى، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم". قال أبو مسعود: فأنتم اليوم أشد اختلافًا".
رواه مسلم (1/ 323: 432)، واللفظ له؛ وأبو داود (1/ 436: 674)، وليس عنده إلا الجزء الأخير فقط (ليلني منكم ..)؛ والنسائي (2/ 90: 812)؛ وابن ماجه (1/ 312: 976)؛ وعبد الرزاق (2/ 45: 2430)؛ وأحمد (4/ 122)؛ وابن خزيمة (3/ 20: 1542)؛ وابن حبان (3/ 301، 303: 2169، 2175)؛ والبيهقي (3/ 97).
3 -
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: (كان عمر لا يكبر حتى تعتدل الصفوت، يوكل بذلك رجالًا).
رواه عبد الرزاق (2/ 47: 2439).
من طريق معمر، عن أيوب، عن نافع، به.=
= وهذا سند صحيح.
ورواه مالك (1/ 158)، وعبد الرزاق (2/ 47: 2437)، والبيهقي (2/ 21)، من طريق نافع مولى ابن عمر، أن عمر، فذكر نحوه.
ونافع لم يدرك عمر.
وروى ابن أبي شيبة في مصنفه (2/ 352).
من طريق. وكيع، عن عمران بن حُدَير، عن أبي عثمان قال:(كنت فيمن يقيم عمر بن الخطاب قدامه لإقامة الصف).
وهذا إسناد صحيح.
4 -
وعن أبي سُهيل بن مالك، عن أبيه، أنه قال:(كنت مع عثمان بن عفان رضي الله عنه، فقامت الصلاة، وأنا أكلمه في أن يفرض لي، فلم أزل أكلمه وهو يسوي الحصباء بنعليه، حتى جاءه رجل قد كان وكلهم بتسوية الصفوف، فأخبروه أن الصفوف قد استوت، فقال لي: استو في الصف. ثم كبّر).
رواه مالك (1/ 158)؛ وابن أبي شيبة (1/ 352)؛ والبيهقي (2/ 21). وإسناده صحيح.