الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
35 - بَابُ فَضْلِ مَنْ بَنَى مَسْجِدًا
351 -
[1] قَالَ (1) إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ (2)، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه، قَالَ:(مَنْ بَنَى لِلَّهِ مَسْجِدًا وَلَوْ مِثْلَ مَفْحَصِ قَطَاةٍ (3) بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ).
[2]
، [وَقَالَ إِسْحَاقُ] (4): أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ (5)، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ (6)، -يَعْنِي عَنِ الْأَعْمَشِ- بِهَذَا الْإِسْنَادِ مِثْلَهُ.
وَرَوَاهُ أَبُو بَكْرٍ -يَعْنِي ابْنَ عَيَّاشٍ-، وَغَيْرُهُ -يَعْنِي عَنِ الْأَعْمَشِ- وَرَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
[3]
، وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا هُشيم، عَنْ (7) مَنْصُورٍ (8)، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ (9)، [عَنْ يَزِيدَ بْنِ شَرِيكٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: مَنْ بَنَى لِلَّهِ مَسْجِدًا كَمَفْحَصِ قَطَاةٍ بُنِي لَهُ بَيْتٌ فِي الْجَنَّةِ، وَكَتَبَ لَهُ حَسَنَةً](10).
[4]
وَقَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا الْمُعْتَمِرُ بن سليمان، عن الحجاج (11)، عن الحكم ابن عُتَيْبَةَ (9)، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ بَنَى مَسْجِدًا
…
"، فَذَكَرَ مِثْلَهُ.
[5]
، وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، ثنا قطبة (12) عن الأعمش، به مرفوعًا.
(1) لفظة (قال): ليست في (عم) و (سد).
(2)
هو ابن يزيد التيمي.
(3)
قال أبو عبيد: غريب الحديث (3/ 132). قوله: مفحص قطاة -يعني موضعها الذي تجثم فيه-، وإنما سمي مَفْحَصًا لأنها لا تجثم حتى تفحص عنه التراب، وتصير إلى موضع مطمئن مستو، ولهذا قيل: فحصت عن الأمور. إذا أكثرت المسألة عنها، والنظر فيها حتى تصير منها إلى أن تنكشف لك إلى ما تقنع به وتطمئن إليه منها. اهـ.
(4)
ما بين المعقوفتين زيادة من (ك).
(5)
هو ابن عبد الحميد الضبي.
(6)
هو محمد بن خازم.
(7)
في (ك) و (الإتحاف): (ثنا).
(8)
هو ابن زاذان.
(9)
في (ك): (عيينة).
(10)
ما بين المعقوفتين زيادة من (الإتحاف)، وقد رواه الطحاوي في المشكل من طريق هشيم به، مثله موقوفًا.
(11)
هو ابن أرطأة.
(12)
هو ابن عبد العزيز -كما في الإتحاف-.
[6]
، رَوَاهُ الرُّوياني -فِي مُسْنَدِهِ-: حَدَّثَنَا (1) الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ (2)، ثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، بِهِ مَرْفُوعًا.
قَالَ ابْنُ يُونُسَ: قِيلَ لِأَبِي بَكْرٍ: إِنَّ هَذَا لَمْ يَرْفَعْهُ غَيْرُكَ؟ قَالَ: سَمِعْتُهُ مِنَ الْأَعْمَشِ وَهُوَ شَابٌّ.
[7]
، وَقَالَ (3) الْبَزَّارُ: حَدَّثَنَا سَلْم (4) بْنُ جُناده، ثنا وَكِيعٌ -فِي دَارِهِ-، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنِ الْأَعْمَشِ، مَرْفُوعًا.
قَالَ الْبَزَّارُ: لَا نَعْرِفُ أَحَدًا تَابَعَ سَلْمَ بْنَ جُنَادَةَ عَلَى هَذَا وَإِنَّمَا يُعْرَفُ مِنْ حَدِيثِ أَحْمَدَ بْنِ يُونُسَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ.
[8]
وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى -فِي مُسْنَدِهِ-: حَدَّثَنَا (5) إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَرْعَرة، ثنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، [ثنا قُطْبَةُ بْنُ الْعَلَاءِ، عَنِ الْأَعْمَشِ](6) بِهِ مَرْفُوعًا [أَيْضًا].
[9]
وَرَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ النَّشَائِيُّ (7)، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ أَخِيهِ يَعْلَى بْنِ عُبَيْدٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، بِهِ مَرْفُوعًا أَيْضًا.
* وَقَدْ جَمَعْتُ طُرُقَهُ فِي جُزْءٍ كَبِيرٍ، كتبت فيه عن نيفِ وثلاثين صحابيًا (8).
(1) في (ك): (ثنا).
(2)
هو الدوري.
(3)
تكررت لفظة (قال): في (مح).
(4)
في (حس): (سليم).
(5)
في (ك): (ثنا).
(6)
ما بين المعقوفتين زيادة من (ك) و (الإتحاف).
(7)
في جميع النسخ: (النسائي) بالسين المهملة، والصواب بالشين المعجمة.
(8)
ذكر الدكتور شاكر محمود عبد المنعم في كتابه "ابن حجر ودراسة مصنفاته"(1/ 350) أنه وقف على هذا الجزء بالمكتبه الأزهرية، تحت رقم (109) مجاميع، من الورقة (37) إلى (51).
351 -
تخريجه:
لم أجد مسند أبي ذر في مسند أبي يعلى -رواية ابن حمدان-، ولا في الموجرد من مسند ابن أبي شيبة، ومسند الروياني.
وذكر الهيثمي في كشف الأستار (1/ 203: 401)، وابن حجر في زوائد البزار (ص 674: 255)، رواية البزار التي ساقها المصنف هنا.
وذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 147 ب، 1/ 1148)، كتاب المساجد، باب فضل من بني لله مسجدًا.
بكل هذه الطرق التي ساقها المصنف هنا، وزاد طريقًا أخرى من مسند أبي داود=
= الطيالسي -وسيأتي ذكرها-، وأخرى من مسند أبي يعلى قال: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْحِمَّانِيُّ، ثنا أبو بكر بن عياش، عن الأعمش فذكره مرفوعًا. وهذان الطريقان بما فات الحافظ هنا وهما من شرطه.
ورواه البزار كما في كشف الأستار (1/ 203: 401)، وابن المنذر في الأوسط (5/ 123: 2508)، جماع أبواب بناء المساجد، ذكر فضل بناء المسجد وإن صغر، والطحاوي في المشكل (1/ 485)، والقضاعي في مسند الشهاب (1/ 291: 479)، والبيهقي (2/ 437)، كتاب الصلاة، باب في فضل بناء المساجد، وفي شعب الإيمان (3/ 81)، باب في الصلوات، فضل المشي إلى المساجد، من طرق عن أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ عياش، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ -سقطت لفظة (أبيه) من سنن البيهقي-، عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه، قَالَ: قال رسول صلى الله عليه وسلم: "مَنْ بَنَى لِلَّهِ مَسْجِدًا وَلَوْ مِثْلَ مَفْحَصِ قَطَاةٍ بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ" زاد الطحاوي والبيهقي: قال أحمد بن يونس: قيل لأبي بكر بن عياش إن الناس يخالفونك في هذا الحديث لا يرفعونه، فقال أبو بكر بن عياش: سمعنا هذا من الأعمش، والاعمش شاب.
ورواه أبو يعلى في مسنده" كما في الإتحاف (1/ 147 ب)، كتاب المساجد، باب فضل من بني لله مسجدًا، وأبو نعيم في الحلية (4/ 217)، من طريق يحيى بن عبد الحميد الحماني، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، به مرفوعًا.
ورواه الطبراني في الصغير (2/ 138)، والبيهقي (2/ 437)، كتاب الصلاة، باب في فضل بناء المساجد، من طريق علي بن المديني.
وابن حبان (3/ 69: 1608)، كتاب الصلاة، باب المساجد. وأبو نعيم في الحلية (4/ 217)، من طريق أبي بكر بن أبي شيبة. قالا: حدثنا يحيى ابن آدم، ثنا قطبة بن عبد العزيز، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فذكره.=
= قال الطبراني: لم يروه عن قطبة إلَّا يحيى بن آدم. تفرد به علي بن المديني. اهـ.
قلت: قوله: (تفرد به علي بن المديني) ليس بصحيح فقد تابعه أبو بكر بن أبي شيبة، كما مر آنفًا.
ورواه أبو بكر بن أبي شيبة في مصنفه (1/ 310)، كتاب الصلوات في ثواب من بني لله مسجدًا، من طريق يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ العزيز، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أبي ذر رضي الله عنه، مرفوعًا فذكره.
قلت: وعلى هذا يكون ليحيى بن آدم في هذا الحديث ثلاثة شيوخ:
1 -
قطبة بن عبد العزيز، 2 - يزيد بن عبد العزيز، 3 - قطبة بن العلاء، كما في رواية أبي يعلى -تقدمت في الأصل-.
ورواه الطحاوي في المشكل (1/ 485)، وابن حبان (3/ 69: 1609)، كتاب الصلاة، باب المساجد، من طريق محمد بن حرب النشائي، حدثنا مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ أَخِيهِ يَعْلَى بْنِ عبيد، عن الأعمش، به مرفوعًا.
وقد خولف محمد بن عبيد في هذا الحديث، فرواه البيهقي (2/ 437)، كتاب الصلاة، باب في فضل بناء المساجد، عن أبي محمد الحسن بن علي بن المؤمل، ثنا أبو عثمان عمرو بن عبد الله البصري، ثنا محمد بن عبد الوهاب، أنبأ يعلي بن عبيد، ثنا الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه، قَالَ: من بني لله عز وجل مسجدًا ولو مَفْحَصِ قَطَاةٍ بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا فِي الجنة.
ومحمد بن عبد الوهاب بن حبيب بن مهران النيسابوري، ثقة. التقريب (ص 494).
وأبو عثمان عمرو بن عبد الله البصري، ذكره الذهبي. (السير 15/ 364؛ تاريخ الإِسلام 331، 350: 109)، فوصفه بالزهد والعبادة، ولم يذكر فيه توثيقًا لأحد.
وشيخ البيهقي الحسن بن علي بن المؤمل، ثقة جليل.=
= المنتخب من السياق (ص 180: 484)، وتاريخ الإِسلام (401، 420: 158).
ورواه الطحاوي في المشكل (1/ 485)، والطبراني في الصغير (2/ 120)، من طريق مؤمل بن إسماعيل، ثنا سفيان -قال الطبراني في روايته: يعني ابن عيينة-، عن الأعمثس، به مرفوعًا.
قال الطبراني: لم يروه عن ابن عيينة إلَّا مؤمل. اهـ.
قلت: ومؤمل بن إسماعيل البصري، صدوق سيِّئ الحفظ، يكثر رواية المناكير عن الشيوخ الثقات. (التهذيب 10/ 380؛ التقريب ص 555).
ورواه أبو داود الطيالسي (ص 62: 461)، من طريق قيس، وهو ابن الرببع.
وابن أبي شيبة في مصنفه (1/ 310)، كتاب الصلوات، في ثواب من بني لله مسجدًا، وأبو عبيد في غريب الحديث (3/ 132).-انظر: الهامش-، من طريق أبي معاوية.
كلاهما عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه، قَالَ:(من بني دله مسجدًا ولو كمفحص قَطَاةٍ بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ).
وقيس بن الربيع، صدوق ساء حفظه وأدخل عليه ابنه ما ليس من حديثه، ولذلك ضعفوه، وأبو معاوية هو محمد بن خازم، ثقة ثبت في الأعمثس، يلي شعبة والثوري فيه.
ورواه الطحاوي في المشكل (1/ 485)، من طريق هشيم، حدثنا منصور بن زاذان، عن الحكم، عَنْ يَزِيدَ بْنِ شَرِيكٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه، ولم يرفعه، وذكر مثله، وزاد (وكتب له حسنة). وهذا إسناد صحيح.
الحكم عليه:
هذا الحديث قد اختلف في رفعه ووقفه، ووصله وإرساله -كما تقدم- ومعظم الاختلاف فيه على الأعمش. وقد رواه عنه بعض الثقات مرفوعًا -كما سبق- لكن=
= قال علي بن المديني: قال يحيى بن سعيد: قال سفيان -يعني الثوري- وشعبة: لم يسمع الأعمش هذا الحديث من إبراهيم التيمي. اهـ. انظر: التمهيد (1/ 32).
ولذا فروايته منقطعة.
ورواية الحكم بن عتيبة، المرفوعة مرسلة.
ولذلك لما ذكره الدارقطني في العلل (2/ 81أ، ب)، وذكر الخلاف فيه، قال: والموقوف أشبهها بالصواب. اهـ.
وهو مما لا مجال للرأي فيه فله حكم الرفع. وللحديث شواهد كثيرة منها:
1 -
عن عبيد الله الخولاني أنه سمع عثمان بن عفان رضي الله عنه يقول -عند قول الناس فيه حين بني مسجد الرسول الله صلى الله عليه وسلم-: إنكم أكثرتم، وإني سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ:"من بني مسجدًا- قال بكير: حسبت أنه قال: يبتغي به وجه الله- بني الله له مثله في الجنة".
رواه البخاري (1/ 544: 450)؛ ومسلم (1/ 378: 533)، واللفظ لهما؛ والترمذي (2/ 134: 318) وابن ماجه (1/ 243: 736)؛ وابن أبي شيبة في مصنفه (1/ 310)؛ وأحمد (1/ 61، 70)؛ وابن خزيمة (2/ 268: 1291)؛ وابن حبان (3/ 68: 1607).
2 -
وعن أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:" من بني لله مسجدًا مِثْلَ مَفْحَصِ قَطَاةٍ بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا في الجنة".
رواه العقيلي في الضعفاء (1/ 260) في ترجمة يعلي بن عطاء المحاربي، وابن عدي في الكامل (2/ 629)، وأبو نعيم في الحلية (5/ 24)، والقضاعي في مسند الشهاب (292/ 1: 485)، من طريق الحكم بن يعلي بن عطاء المحاربى، ثنا محمد بن طلحة بن مصرف، عن أبيه، عن أبي معمر، به.
قال ابن عدي: وهذا لا يرويه عن محمد بن طلحة -وهو محمد بن طلحة بن مصرف- غير الحكم بن يعلى، ومحمد بن عبد الرحمن شيخ قرشي مدني. اهـ.=
= وقال أبو حاتم -العلل لابن أبي حاتم (1/ 140)، رقم (390) -: هذا حديث منكر، والحكم بن يعلى متروك الحديث، ضعيف الحديث. اهـ.
قلت: وهو آفة هذا الحديث. انظر ترجمته في: اللسان (2/ 341).
ورواه ابن عدي في الكامل (6/ 2200) في ترجمة محمد بن عبد الرحمن القرشي، من طريق محمد بن عبد الرحمن القرشي، عن محمد بن طلحة بن مصرف، عن أبيه، عن أبي معمر، به.
قال ابن عدي: هذا الحديث للحكم بن يعلى يعرف بأبي محمد البرغشي الكوفي، عن محمد بن طلحة. سرقه من الحكم بن يعلي بن عطاء، محمد بن عبد الرحمن هذا. اهـ.
ورواه الطبراني في الأوسط (8/ 56: 7110)، من طريق وهب بن حفص الحراني، ثنا حبيب بن فروخ، ثنا محمد بن طلحة بن مصرف، عن أبيه، عَنْ مُرَّةَ الطَّيِّبِ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، مرفوعًا فذكره.
قال الطبراني: لم يروه عن طلحة إلَّا ابنه، ورواه حبيب عن محمد بن طلحة، عن أبيه، عن أبي معمر، عن أبي بكر. اهـ.
قال الهيثمي (المجمع 2/ 8): رواه الطبراني في الأوسط، وفيه وهب بن حفص، وهو ضعيف. اهـ.
قلت: بل هو متهم بالوضع. انظر: اللسان (6/ 229، 234).
3 -
وعن عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (من بني مسجدًا يذكر فيه اسم الله، بني الله له بيتًا في الجنة".
رواه ابن ماجه (1/ 243: 735)، واللفظ له؟ وابن أبي شيبة في مصنفه (1/ 310)؛ وأحمد (1/ 20، 53)؛ وعبد بن حميد في المنتخب (ص 85: 34)؛ وابن حبان (3/ 68: 1606)؛ والبيهقي (9/ 172)، وفي أوله عند أحمد وعبد بن حميد والبيهقي زيادة: "من أظل غازيًا كان له مثل أجره حتى يرجع أو يموت
…
=
= الحديث". من طريق عثمان بن عبد الله بن سراقة، به.
وعثمان بن عبد الله بن سراقة هو ابن بنت عمر بن الخطاب، لكن روايته عنه مرسلة. قاله المزي: تهذيب الكمال (2/ ق 912).
4 -
وعن عَلِيٍّ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ بَنَى لله مسجدًا من ماله بني الله له بيتًا في الجنة".
رواه ابن ماجه (1/ 243: 737)، وأبو نعيم في الحلية (2/ 180)، من طريق الوليد بن مسلم عن -وعند أبي نعيم: ثنا- ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة، به.
قال أبو نعيم: غريب من حديث عروة، تفرد به عبد الله بن لهيعة، رواه عنه الكبار ابن المبارك، وابن وهب. اهـ.
قلت: ابن لهيعة، مدلس -من الخامسة- وقد عنعن، وهو لين الحديث.
وأبو الأسود هو محمد بن عبد الرحمن بن نوفل بن الأسود الأسدي المدني، يتيم عروة، وهو ثقة. انظر: التهذيب (9/ 307).
وعروة هو ابن الزبير بن العوام، أحد الأعلام، لكن روايته عن علي مرسلة، قاله أبو زرعة وأبو حاتم. (جامع التحصيل ص 236).
فالحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا.
5 -
وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:"من بني مسجدًا لله كمفحص قطاة، أو أصغر، بني الله له بيتًا في الجنة".
رواه ابن ماجه (1/ 244: 738)؛ والبخاري في التاريخ (1/ 332)؛وابن خزيمة (2/ 269: 1292)، وفي أوله عنده زيادة؛ والطحاوي في المشكل (1/ 486)، من طريق ابن وهب، عن إبراهيم بن نشيط، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أبي حسين النوفلي، عن عطاء بن أبي رباح، به.
وإبراهيم بن نشيط الوعلاني، ثقة. تهذيب الكمال (2/ 229)؛ والتقريب=
= (ص 95).
وعبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين النوفلي، ثقة. (التهذيب 5/ 293؛ التقريب ص 311).
فالحديث بهذا الإسناد صحيح. لكن البخاري روى بعض ألفاظه في التاريخ موقوفة على جابر رضي الله عنه، وصرح فيها عطاء أنه يشك في سماعه منه، وإنما أخبره بعض أصحابه. ثم رواه البخاري من طريق عطاء عن عائشة مرفوعًا، فكانه يشير إلى أن عطاء دخل عليه حديث في حديث آخر.
وقال الشوكاني في نيل الأوطار (2/ 212)، إسناده جيد. اهـ.
6 -
وعن واثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ رضي الله عنه، قَالَ: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من بني مسجدًا يصلى فيه بني الله عز وجل له في الجنة أفضل منه).
رواه أحمد (3/ 490)؛ والبخاري في التاريخ (2/ 71) والعقيلي في الضغفاء (1/ 244)؛ والطبراني في الكبير (22/ 88: 213) وابن عدي في الكامل (2/ 736)؛ وأبو نعيم في الحلية (8/ 319)؛ والخطيب في تلخيص المتشابه (1/ 229)، من طريق الحسن بن يحيى الخشني، عن بشر بن حيان، قال: أتانا واثلة بن الأسقع ونحن نبني مسجدًا، فوقف علينا فسلم ثم قال:
…
فذكره.
قال العقيلي: ولا يتابع عليه. اهـ. -يعني الحسن بن يحيى-.
وقال ابن عدي: ولا أعلم يروي هذا الحديث بهذا الإسناد غير الحسن بن يحيى الخشني. اهـ. وقال أبو نعيم: تفرد به الخشني، عن بشر. اهـ.
وقال الهيثمي (المجمع 2/ 7): وفيه الحسن بن يحيى الخشني، ضعفه الدارقطني وابن معين -في رواية- ووثقه.-في رواية- ووثقه دحيم وأبو حاتم. اهـ.
وقال الحافظ في الحسن بن يحيى: صدوق كثير الغلط. (التقريب ص 164).
وبشر بن حيان الخشني القرشي، ذكره البخاري وابن أبي حاتم، ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا، وذكره ابن حبان في الثقات، ولم يرو عنه غير الحسن بن يحيى.=
= انظر: التاريخ الكبير (2/ 71)؛ الجرح (2/ 354)؛ الثقات (4/ 70)، وقد فات أبا زرعة ابن العراقي فلم يذكره في ذيله على الكاشف، وكذلك الحافظ لم يذكره في تعجيل المنفعة مع أنه من شرطهما.
فالحديث بهذا الإسناد ضعيف.
7 -
وعن أنسَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:"من بني لله مسجدًا، صغيرًا كان أو كبيرًا، بني الله له بيتًا في الجنة".
رواه الترمذي (2/ 135: 319)، والبخاري في التاريخ (5/ 330)، وأبو يعلى (4298)، والدولابي في الكنى (2/ 45)، من طريق نوح بن قيس، عن عبد الرحمن مولى قيس، عن زياد النميري، به.
وعبد الرحمن مولى قيس، قال فيه الحافظ: مجهول. (التقريب ص 354).
وزياد بن عبد الله النميري، ضعيف. التقريب (ص 220).
ورواه بحشل في تاريخ واسط (ص 220)، وأبو يعلى (7/ 4018)، والطبراني في الأوسط (2/ 511: 1878)، من طريق إسحاق بن يوسف الأزرق، أخبرنا شريك، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " من بني لله عز وجل مسجدًا كمفحص قطاة بني الله عز وجل له بيتًا في الجنة".
قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن الأعمش إلَّا شريك، تفرد به إسحاق. اهـ. قلت: وشريك هو ابن عبد الله النخعي، صدوق يخطئ كثيرًا، وتغير حفظه منذ ولي القضاء. (التقريب ص 266).
والأعمش لم يسمع من أنس-على الصحيح- فهو منقطع.
ورواه ابن عدي في الكامل (5/ 1683) في ترجمة عمر بن رديح البصري، من طريق العباس بن الحسن البلخي، ثنا يحيى بن غيلان، أخبرنا عمر بن رديح، أخبرنا ثابت البناني، عن أنس، مرفوعًا فذكره. وزاد: قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إذا يكثر! قال:=
= "فالله أكثر".
العباس بن الحسن البلخي، قال فيه الخطيب: ما علمت إلَّا خيرًا. وقال الحافظ: مقبول. (بغداد 12/ 140؛ التقريب ص 292).
عمر بن رديح البصري، قيل لأبي حاتم: إن ابن معين قال: صالح الحديث.
قال أبو حاتم: بل هو ضعيف الحديث. اهـ. وقال ابن حبان: مستقيم الحديث. اهـ. "الجرح 6/ 108؛ الثقات 7/ 185؛ اللسان 4/ 306).
وقال ابن أبي حاتم "العلل" 2/ 171، رقم 2008): سألت أبي عن حديث رواه مؤمل بن إسماعيل، عن حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ، عَنِ النَّبِيِّ-صلى الله عليه وسلم، قَالَ:(من بني مسجدًا في الدنيا بني الله له مسجدًا في الآخرة). قال أبي: هذا خطأ، أخطأ فيه مؤمل. حدثنا أبو سلمة، عن حماد، عن ثَابِتٍ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم
…
-مرسل-. وعن حماد، عن أبان، عن النبي صلى الله عليه وسلم. والصحيح حديث أبي سلمة. اهـ. يعني المرسلة، لأن الموصولة فيها أبان بن أبي عياش، وهو متروك.
8 -
وعن سلمان رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "من بني لله مسجدًا في الدنيا بني الله له أوسع منه في الجنة".
رواه الدولابي في الكنى (1/ 188)، من طريق أبان بن فيروز، عن أبي عثمان، به.
وأبان بن فيروز، هو ابن أبي عياش، وهو متروك.
9 -
وعن عمرو بن عبسة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قَالَ:"مَنْ بَنَى مَسْجِدًا يذكر الله فيه، بني الله عز وجل له بيتًا في الجنة".
رواه النسائي (2/ 31: 688)؛ وأحمد (4/ 386)؛ والبغوي في شرح السنة (9/ 355: 2420)، من طريق بقية، عن -وعند أحمد: حدثنا- يحيى بْنُ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ كثير بن مرة، به.=
= ورجاله ثقات، فبقية قد صرح بالتحديث وشيخه شامي، وليس فيه إلَّا ما يخشى من تسوية بقية. انظر: جامع التحصيل (ص 102، 103).
10 -
وعن أم حبيبة رضي الله عنها قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:" مَنْ بَنَى لِلَّهِ مَسْجِدًا، بَنَى اللَّهُ لَهُ بيتًا في الجنة".
رواه البخاري في التاريخ (3/ 142، 7/ 36)؛ وابن عدي في الكامل (3/ 1174)؛ وأبو نعيم في أخبار أصبهان (2/ 242)، من طريق سلم بن زرير، عن خالد الربعي، عن شهر بن حوشب، عن عنبسة بن أبي سفيان، به. -وقد سقط شهر بن حوشب من سند ابن عدي-.
وسلم بن زرير، روى له الشيخان، ووثقه جماعة، وضعفه ابن معين. (المغني 1/ 273).
وخالد بن باب الربعي الأحدب، ضعيف. انظر: اللسان (2/ 374).
وشهر بن حوشب، صدوق كثير الإرسال والأوهام. (التقريب ص 269).
ورواه عبد الرزاق (3/ 75: 4855)، والطبراني في الكبير (23/ 231: 437)، في آخر حديث "من صلى في يوم. . ."، من طريق معمر عن أبان، عن سليمان بن قيس، عن عنبسة، به.
وأبان هو ابن أبي عياش، وهو متروك، ولم يدرك سليمان بن قيس اليشكري.
ورواه ابن عدي في الكامل أيضًا: (7/ 2579)، من طريق أبي ظلال القسملي هلال بن ميمون، عن أنس، عن أم حبيبة أنها سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ: فذكره.
قال ابن عدي: وعامة ما يروي -يعني أبا ظلال- ما لا يتابعه الثقات عليه. اهـ.
وقال الحافظ: ضعيف. (التقريب ص 576).
وقال الحافظ في الفتح (1/ 545): رواه سمويه في فوائده بسند حسن. اهـ.=
= 11 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "من بَنَى لِلَّهِ مَسْجِدًا، بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا في الجنة".
رواه البزار -كشف الأستار (1/ 204: 403) -؛ والطبراني في الأوسط -كما في مجمع البحرين (1/ 57 ب) -؛ والخطيب في تاريخه (5/ 37)، من طريق الحكم بن ظهير، عن ابن أبي ليلى، عن نافع، به.
قَالَ الْبَزَّارُ: لَا نَعْلَمُهُ عَنِ ابْنِ عُمَرَ [إلَّا]، بهذا الإسناد، والحكلم لين الحديث، وقد روى عنه جماعة كثيرة. اهـ.
قلت: بل الحكم بن ظهير متروك، ورمي بالرفض. (المغني 1/ 183؛ التقريب ص 175).
12 -
وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:"من بني لله مسجدًا بني له بيت أوسع منه في الجنة".
ولفظ الخطيب: "من بني لله مسجدًا، ولو قدر مَفْحَصِ قَطَاةٍ بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا فِي الجنة".
رواه أحمد (2/ 221) -ومسدد وأبو يعلى-. الإتحاف (1/ 148 أ).
والخطيب في تاريخه (9/ 95)، من طريق عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ.
وفيه عند أحمد: الحجاج بن أرطأة، وهو صدوق ربما أخطأ، وهو مدلس لا يقبل من حديثه إلَّا ما صرح فيه بالسماع، وقد عنعن.
وفيه عند الخطيب: أبو قتادة شيخ بالبصرة، ولم أجد له ترجمة.
13 -
وعن أَبِي أُمَامَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "من بني لله
مسجدأبنى الله له بيثأ في الجنة أوسع منه".
رواه الطبراني في الكبير (8/ 267: 7889)، من طريق عثمان بن أبي العاتكة، عن علي بن يزيد، عن القاسم، به.=
= قال في المجمع (2/ 8): وفيه علي بن يزيد، وهو ضعيف. اهـ.
والقاسم بن عبد الرحمن الدمشقي، صاحب أبي أمامة، صدوق يغرب كثيرًا. (التقريب ص 450).
وعثمان بن أبي العاتكة بن سليمان الأزدي، صدوق، ضعفوه، في روايته عن علي بن يزيد الألهاني.
وهذا منها. انظر: التقريب (ص 384).
فالحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا.
14 -
وعن أبي قرصافة رضي الله عنه، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يقول:" ابنوا المساجد وأخرجوا القمامة منها، فمن بَنَى لِلَّهِ مَسْجِدًا بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا في الجنة".
قال رجل: يا رسول الله: وهذه المساجد التي تبنى في الطريق؟ قال: (نعم، وإخراج القمامة منها مهور حور العين".
رواه الطبراني في الكبير (3/ 19: 2521)، من طريق أيوب بن علي، ثنا زياد بن سيار، عن عزة بنت عياض قالت: سمعت أبا قرصافة.
قال الهيثمي (المجمع 2/ 9): وفي إسناده مجاهيل. اهـ.
قلت: أيوب بن علي بن هيصم أبو سليمان الكناني من شيوخ أبي حاتم، وقال فيه: شيخ. "الجرح 2/ 252 ".
وزياد بن سيار الكناني، ذكره البخاري، وابن أبي حاتم، ولم يذكرا جرحًا ولا تعديلًا، وذكره ابن حبان في الثقات.
التاريخ الكبير (3/ 357)؛ الجرح (3/ 534)؛ الثقات (4/ 255).
وعزة بنت عياض، ذكرها ابن حبان في الثقات لكنه نسبها لجدها أبي قرصافة. (الثقات 5/ 289).
15 -
وعن أسماء بنت يزيد: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من بني لله مسجدًا فإن الله يبني له بيتًا أوسع منه في الجنة". هذا لفظ أحمد.=
= رواه أحمد (6/ 461)؛ والطحاوي في المشكل (1/ 486)؛ والعقيلي في الضعفاء (2/ 126)؛ والطبراني في الكبير (24/ 185: 468)؛ وفي الأوسط، كما في مجمع البحرين (1/ 57 ب) وابن عدي في الكامل (1/ 382).
من طريق أبان بن يزيد العطار، حدثني يحيى بن أبي كثير، عن محمود ابن عمرو، به.
قال الطبراني: لا يروى عن أسماء إلَّا بهذا الإِسناد، تفرد به موسى. اهـ.
قلت: لم يتفرد به موسى بن إسماعيل، بل تابعه شيخ أحمد سويد بن عمرو.
ومسلم بن إبراهيم -كما عند ابن عدي-.
وفيه محمد بن عمرو بن يزيد بن السكن الأنصاري، ضعفه ابن حزم، وقال الذهبي: فيه جهالة. وذكره ابن حبان في الثقات.
الجرح (8/ 290)؛ الثقات (5/ 34)؛ الميزان (4/ 78).
ورواه العقيلي في الضعفاء (2/ 126) بعد روايته بالسند المتقدم، من طريق محمد بن إسماعيل قال: حدثنا أبو سلمة، قال حدثنا أبان، قال: حدثنا يحيى، عن محمود بن عمرو، عن أبي هريرة، نحوه (موقوف)، وهذا أولى. اهـ.
وقال عباس الدوري في التاريخ (2/ 6): حديث أبان -يعني العطار- حديث محمود بن عمرو، عن أسماء. قال يحيى: ليس هذا بشيء، وإنما هو عن أبي هريرة، موقوف. اهـ.
ورواه ابن عدي في الكامل أيضًا -الإحالة السابقة- من طريق أحمد بن محمد بن عمر بن يونس، ثنا يحيى بن عبد العزيز، ثنا يحيى بن أبي كثير، به نحوه.
والسند بهذه الصورة فيه خلل لأن أحمد بن محمد بن عمر بن يونس، ليس له رواية عن يحيى بن عبد العزيز وإنما يروي عن جده عمر بن يونس، فكأنه كان على هذه الصورة [أحمد بن محمد عن عمر بن يونس]، أو [أحمد بن محمد بن عمر بن=
= يونس عن عمرو بن يونس]، وكلاهما صواب. وأحمد بن محمد بن عمر بن يونس، كذبه أبو حاتم وابن صاعد، وتركه الدارقطني. (الميزان 1/ 142).
16 -
وعن نُبَيط بن شَرِيط رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ بَنَى لِلَّهِ مَسْجِدًا، بَنَى اللَّهُ لَهُ بيتًا في الجنة".
رواه الطبراني في الأوسط (3/ 115: 2236)؛ والصغير (1/ 30)، من طريق أحمد بن إسحاق بن إبراهيم بن نبيط بن شريط، حدثني أبي إسحاق، عن أبيه، عن جده.
قال الطبراني في الأوسط: لا يروى عن نبيط إلَّا بهذا الإسناد، تفرد به، ولده عنه. اهـ.
وفيه أحمد بن إسحاق بن إبراهيم بن نبيط بن شريط الأشجعي، قال الذهبي: لا يحل الاحتجاج به، فإنه كذاب. اهـ. (الميزان 1/ 82).
وفي الباب: عن معاذ بن جبل، وعبد الله بن أبي أوفى، وأبي موسى، وعمر بن مالك، وعائشة -وسيأتي برقم (353) - وابن عباس -وسيأتي برقم (352) -.
ذكر الشوكاني في نيل الأوطار (2/ 212): أن الدمياطي أخرجها في جزء المساجد- أعني حديث معاذ، وابن أبي أوفي، وأبي موسى، وعمر بن مالك رضي الله عنهم.
245 -
[وقال](1) الحارث: حدثنا (2) داود، ثنا ميسرة، عَنْ أَبِي (3) عَائِشَةَ السَّعْدِيِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أبي هريرة، وابن عباس رضي الله عنهم، قَالَا: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم-فَذَكَرَ حَدِيثًا طَوِيلًا- وَفِيهِ: "وَمَنْ بَنَى لِلَّهِ مَسْجِدًا أَعْطَاهُ اللَّهُ بِكُلِّ شِبْرٍ -أَوْ قَالَ: بِكُلِّ ذِرَاعٍ- أَرْبَعِينَ ألفَ ألفِ (4) مَدِينَةٍ مِنْ ذَهَبٍ، وَفِضَّةٍ، وَدُرٍّ، وَيَاقُوتٍ، وَلُؤْلُؤٍ، فِي كُلِّ مَدِينَةٍ أَرْبَعُونَ ألفَ قَصْرٍ (5)، فِي كُلِّ قَصْرٍ سَبْعُونَ ألفَ دَارٍ، فِي كُلِّ دَارٍ ألف بيت، في كل بيت أربعون ألف سَرِيرٍ، عَلَى كُلِّ سَرِيرٍ زَوْجَةٌ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ، وَفِي كُلِّ بَيْتٍ أَرْبَعُونَ أَلْفَ وَصِيفَةٍ، وَفِي كُلِّ بَيْتٍ أَرْبَعُونَ أَلْفَ مَائِدَةٍ، عَلَى كُلِّ مَائِدَةٍ أَرْبَعُونَ أَلْفَ قَصْعَةٍ، فِي كُلِّ قَصْعَةٍ أَرْبَعُونَ أَلْفَ لَوْنٍ مِنَ الطَّعَامِ، وَيُعْطِي اللَّهُ تَعَالَى وَلِيَّهُ مِنَ الْقُوَّةِ مَا يَأْتِي عَلَى تِلْكَ الْأَزْوَاجِ، وَذَلِكَ الطَّعَامِ، وَالشَّرَابِ فِي يوم واحد".
* هذا حديث موضوع (6).
(1) ما بين المعقرفتين زيادة من (ك).
(2)
في (ك): (ثنا).
(3)
في (صد): (ابن).
(4)
لفظة (ألف): ليست في (ك).
(5)
قوله: (قصر، في كل قصر
…
فِي كُلِّ دَارٍ أَلْفُ بَيْتٍ، فِي كُلِّ بيت)، ساقط من (عم) و (سد).
(6)
تقدم هذا الحديث بسنده وجزء من متنه، في حديث (245).
352 -
[1]، وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ [الطَّيَالِسِيُّ] (1): حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي جَابِرٌ (2)، عَنْ عمَّار (3)، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قَالَ (4): إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَنْ بَنَى مَسْجِدًا، وَلَوْ كَمَفْحَصِ قَطَاةٍ لِبَيْضِهَا، بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ".
[2]
، وقال الحارث [ابن أَبِي أُسَامَةَ]، (5)، وَأَبُو يَعْلَى، جَمِيعًا: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْحِمَّانِيُّ، ثنا شَرِيكٌ (6)، عَنْ عَمَّارٍ الدُّهْنِيِّ (7)، فَذَكَرَهُ بِلَفْظِ:"مَنْ بَنَى لِلَّهِ مَسْجِدًا بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ".
(1) ما بين المعقوفتين زيادة من (ك).
(2)
هو ابن يزيد الجعفي.
(3)
هو ابن معاوية الدهني.
(4)
لفظة (قال): ليست في (ك).
(5)
ما بين المعقوفتين زيادة من (ك).
(6)
هو النخعي القاضي.
(7)
في (عم، سد): الوهبي. وهو خطأ.
352 -
تخريجه:
هو في مسند أبي داود الطيالسي (ص 341: 2617).
وفي مسند أبي يعلى (1/ 414: 2534)، لكنه من طريق يحيى بن عبد الحميد، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. ولم أجد هذه الطريق التي ذكرها الحافظ هنا في مسند ابن عباس من المطبوع من مسند أبي يعلى.
وذكره الهيثمي (بغية الباحث ص 173: 120).
وذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 148 أ)، كتاب المساجد، باب فضل من بني لله مسجدًا. وعزاه لأبي داود الطيالسي، وللحارث، وأبي يعلى، كعزو الحافظ هنا.
ورواه ابن أبي شيبة في مصنفه (1/ 310) كتاب الصلوات، باب في ثواب من=
= بني لله مسجدًا، وأحمد (1/ 241)؛والبزار كما في كشف الأستار (1/ 204: 402)؛ والطحاوي في المشكل (1/ 486)(وسقط من سنده عمار الدهني)؛ والعقيلي في الضعفاء (3/ 323) في ترجمة عمار الدهني؛ وابن عدي في الكامل (2/ 542) في ترجمة جابر الجعفي، من طرق عن شعبة، به، مثله.
وعلى هذا، فالحديث ليس من الزوائد لأن أحمد أخرجه في مسنده.
ورواه الطبراني في الأوسط- كما في مجمع البحرين (1/ 57 ب) كتاب الصلاة، باب في من بني لله مسجدًا -من طريق علي- هو ابن عثمان اللاحقي، ثنا عمران -هو ابن عبد الله- قال: سمعت الحكم يحدث عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من بني مسجدًا يراه الله بني الله له بيتًا في الجنة، فإن مات في يومه غفر له".
قال الطبراني: لم يروه عن الحكم إلا عمران، تفرد به علي. اهـ.
وقال الهيثمي (المجمع 8/ 2): وفيه عمران بن عبد الله، وإنما هو ابن عبيد الله.
ذكره البخاري في تاريخه وقال: فيه نظر، وضعفه ابن معين أيضًا. وذكره ابن حبان في الثقات، وسمى أباه عبد الله، مكبَّرًا. اهـ.
قلت: البخاري، وابن أبي حاتم سميا أباه عبيد الله، وأما ابن عدي والذهبي فقالا: عبد الله -مكبرًا-، والصواب أنه عبيد الله -مصغرًا-، وإنما الذي أوقع ابن عدي -وتبعه الذهبي- هو أن ابن معين في رواية الدارمي عنه قال: عمران بن عبد الله، ضعيف. اهـ. فظنّا أنه هو صاحب الترجمة، وليس كذلك؛ لأن ابن معين إنما عني بقوله هذا عمران بن عبدِ المعافري. فقد نقل العقيلي، وابن الجوزي، والمزي تضعيف ابن معين في ترجمة عمران بن عبدٍ المعافري، وسمى العقيلي وابن الجوزي أباه عبدَ الله -تبعًا لابن معين- والصواب عبد -بدون إضافة-. قال الحافظ: والذي ضعفه يحيى بن معين هو ابن عبد الله المعافري، الذي أخرج له (ق)، والذي قال فيه البخاري: فيه نظر. اسم أبيه عبيد الله مصغرًا. قال شيخنا:=
= رأيته في ثلاث نسخ. قلت: وما نقله الذهبي قد سبقه إليه ابن عدي كما -كذا بالأصل، وأظن الصواب: فما- ذكر سواه، وقال: هو غير معروف. اهـ.
التاريخ الكبير (6/ 427)؛ الضعفاء الكبير (3/ 300)؛ الجرح (6/ 301)؛ الثقات (8/ 497)؛ الكامل (5/ 1749)؛ الضعفاء لابن الجوزي (2/ 221)؛ تهذيب الكمال (2/ ق 1057)؛ الميزان (3/ 238)؛ اللسان (4/ 346).
الحكم عليه:
الحديث بإسناد الطيالسي فيه علتان:
1 -
جابر الجعفي، وهو متروك.
2 -
الانقطاع بين عمار الدهني وسعيد بن جبير.
وأما رواية الحارث وأبي يعلى ففيها علتان أيضًا:
1 -
ضعف يحيى الحماني حيث اتُّهم بسرقة الحديث والكذب.
2 -
الانقطاع كما في الطريق الأولى.
وأما رواية أبي يعلى التي ذكرتها في التخريج، ففيها يحيى الحماني أيضًا،
وفيها سِمَاك بن حرب، وروايته عن عكرمة مضطربة. وقد ساء حفظه بآخره فكان ربما تلقن.
وأما رواية الطبراني ففيها عمران بن عبيد الله البصري، وقد ضعف، والحكم بن أبان العدني وهو صدوق له أوهام.
لكن لعله بمجموع هذه الطرق، وما له من الشواهد الكثيرة -وقد ذكرت جملة منها في حديث رقم (351) - يكون حسنًا لغيره.
353 -
[1]، وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ (1)، ثنا كَثِيرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطَّحَّانُ، حَدَّثَنِي عطاء (2)، عن عائشة رضي الله عنها قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ بَنَى مَسْجِدًا بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ".
قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهَذِهِ الْمَسَاجِدُ الَّتِي بِطَرِيقِ مَكَّةَ؟ قَالَ: (وَتِلْكَ).
[2]
، وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا (3) مَرْوَانُ (4)، عَنْ كَثِيرٍ الْمُؤَدِّبِ (5)، بِهِ. وفيه:"ولو قدر مَفْحَص قطاة".
(1) هو الخريبي.
(2)
هو ابن أبي رباح.
(3)
في (ك): ثنا.
(4)
هو ابن معاوية الفزاري.
(5)
في (ك): الموصي. وهو كثير بن عبد الرحمن الطحان.
353 -
تخريجه:
ذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 149أ)، كتاب المساجد، باب فضل من بني لله مسجدًا، وعزاه لمسدد، وابن أبي عمر.
ورواه أبو عبيد في غريب الحديث (3/ 132)(وألحق سنده بالهامش نقلًا عن بعض نسخ الغريب)، وابن أبي شيبة في مصنفه (1/ 310) كتاب الصلوات، في ثواب من بني لله مسجدًا، والبخاري في التاريخ (1/ 332) في ترجمة إبراهيم بن نشيط الوعلاني، والبزار كما في كشف الأستار (1/ 205: 404)، وهو أيضًا في زوائد البزار لابن حجر (ص 683: 258)، والطحاوي في المشكل (1/ 486)، والعقيلي في الضعفاء (4/ 3) في ترجمة كثير بن عبد الرحمن، والطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (1/ 57 ب) كتاب الصلاة، باب في من بني لله مسجدًا، والخطيب في تلخيص المتشابه (1/ 152، 153).=
= من طرق عن كثير بن عبد الرحمن، به، بألفاظ متقاربة.
قال الطبراني: لم يروه عن عطاء إلا كثير. اهـ.
ورواه الطبراني في الأوسط، كما في مجمع البحرين (1/ 57 ب) كتاب الصلاة، باب في من بني لله مسجدًا، من طريق هشام بن عمار، ثنا محمد بن عيسى بن سميع، عن المثنى بن الصباح، عن عطاء، عن عائشة رضي الله عنها، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"من بني لله مسجدًا لا يريد به رياء ولا سمعة بني الله له بيتًا في الجنة".
قال الطبراني: لم يروه عن المثنى إلا محمد. تفرد به هشام. اهـ.
قلت: والمثنى بن الصباح، ضعيف، اختلط بآخره. التقريب (ص 519).
ومحمد بن عيسى بن سميع، صدوق يخطئ ويدلس، ورُمي بالقدر. انظر: التقريب (ص 501)، وقد عنعن هنا، وهو من الرابعة. انظر: مراتب المدلسين (ص 134).
فالحديث من هذه الطريق ضعيف جدًا.
الحكم عليه:
الحديث بطريقيه رجاله ثقات، إلا كثير بن عبد الرحمن العامري، فهو ضعيف، وقد تابعه المثنى بن الصباح على نحو هذا الحديث عن عطاء، والمثنى ضعيف، والراوي عنه مدلس.
فالحديث بهذا الإسناد ضعيف، لكنه يرتقي إلى الحسن لغيره، بما له من الشواهد الكثيرة. انظر حديث رقم (351)، حيث إن ضعفه ليس بشديد، بل قابل للانجبار.
354 -
وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا بِشْرٌ -هُوَ ابْنُ الْوَلِيدِ (1) -، ثنا سُلَيْمَانُ (2)، ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ بَنَى بَيْتًا لِيُعْبَدَ اللَّهُ فِيهِ مِنْ حَلَالٍ (3)، بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ مِنْ دُرٍّ وَيَاقُوتٍ".
(1) الكندي الحنفي.
(2)
هو ابن داود اليمامي أبو الجمل.
(3)
لفظة (من حلال) ليست في (عم) ومكانها: عز وجل.
354 -
تخريجه:
لم أجده في المطبوع من مسند أبي هريرة رضي الله عنه، ولم أجده أيضًا في القسم الذي لم يتم طبعه، فلعله من الرواية المطولة المسند أبي يعلى.
وذكره البوصيري الإتحاف (1/ 150 أ)، كتاب المساجد، باب فضل من بني لله مسجدًا، وعزاه لأبي يعلى.
ورواه ابن عدي في الكامل (3/ 1125) في ترجمة سليمان بن داود اليمامي، من طريق بشر بن الوليد، ثنا سليمان بن داود، به مثله.
ورواه البزار -كما في كشف الأستار- (1/ 205: 405)، ووقع سقط في
سنده هناك حيث سقط من وسطه (ثنا سليمان)، وهي ثابتة في زوائد البزار لابن حجر (ص 681: 257).
والطبراني في الأوسط -كما في مجمع البحرين (1/ 57 ب) كتاب الصلاة، باب في من بني لله مسجدًا-؛ والعقيلي في الضعفاء (2/ 126) في ترجمة سليمان بن داود اليمامي، والخطيب في الموضح لأوهام الجمع والتفريق (1/ 119)، من طريق سعيد بن سليمان -وهو سعدويه- حدثنا سليمان بن داود اليمامي، به مثله. إلا أن البزار لم يذكر قوله:" من در وياقوت".
قال البزار: سليمان لا يشارك في حديثه، وأحاديثه تدل على ضعفه إن شاء الله، وهو ليس بالقوي. اهـ.=
= وقال الطبراني: لا يروى عن أبي هريرة إلا بهذا الإسناد. تفرد به سعيد. اهـ.
قلت: بل تابعه بشر بن الوليد كما مر.
ورواه العقيلي (2/ 126) في ترجمة سليمان بن داود أيضًا. قال: حدثنا محمد بن إسماعيل، حدثنا أبو سلمة، حدثنا أبان، حدثنا يحيى، عن محمود بن عمرو، عن أبي هريرة رضي الله عنه، نحوه (موقوف) وهذا أولى. اهـ.
ونقل الحافظ في اللسان (3/ 84) عن العقيلي أنه قال: رواه أبان العطار عن يحيى -يعني فخالف في إسناده- قال: عن محمود بن عمرو، عن أسماء بنت يزيد. قال: واختلف على موسى بن إسماعيل، عن أبان في رفعه ووقفه. قال الحافظ: والمستغرب منه قوله فيه:" من درّ وياقوت". فإن للحديث طرقًا جيدة ليس هذا فيها. اهـ.
قلت: يعني الحافظ أن حديث: "من بني لله مسجدًا. . ." له طرق عن عدد من الصحابة كما مر، لا أنه يعني حديث أبي هريرة خاصة.
وقال ابن أبي حاتم "العلل 1/ 177، رقم 508": سُئل أبو زرعة عن حديث رواه سعيد بن سليمان، عن سليمان بن داود اليمامي، عن يحيى بن أبي كثير، به مثله. قال: قال أبو زرعة: هذا الحديث من حديث أبي هريرة وهم.
قال ابن أبي حاتم: ولم يُشبع الجواب، ولم يبين علة الحديث بأكثر مما ذكره، والذي عندي أن الصحيح على ما رواه أبان العطار عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بن عمرو، عن أسماء بنت يزيد بن السكن، عن صلى الله عليه وسلم. وعن يحيى، عن محمود بن عمرو، عن أبي هريرة موقوف. وسمعت أبي يقول: هو محمد بن عمرو بن يزيد بن السكن. اهـ.
ورواه الطبراني في الأوسط -كما في مجمع البحرين (1/ 57 ب) كتاب الصلاة، باب في من بني لله مسجدًا- من طريق المثنى بن الصباح، عن عطاء بن أبي رباح، عن المحرر بن -تحرفت في مجمع البحرين إلى (عن) - أبي هريرة،=
= عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"مَنْ بَنَى لِلَّهِ مَسْجِدًا بَنَى اللَّهُ لَهُ بيتًا في الجنة".
قال الطبراني: لم يروه عن المحرر إلا عطاء. تفرد به المثنى. اهـ.
قلت: والمثنى بن الصباح، ضعيف، واختلط بآخره. انظر: الميزان (3/ 435)؛ التقريب (ص 519).
والمحرر بن أبي هريرة الدوسي، قال فيه الحافظ: مقبول. انظر: التقريب (ص 521).
الحكم عليه:
الحديث بهذا الإسناد فيه سليمان بن داود اليمامي، وهو منكر الحديث. وقد خولف في سند هذا الحديث حيث رواه أبان بن يزيد العطار، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ مَحْمُودِ بن عمرو، عن أبي هريرة موقوفًا -كما في رواية العقيلي- وقد رجح العقيلي، وابن أبي حاتم هذه الرواية الموقوفة على حديث الباب. وهذه الرواية الموقوفة فيها ضعف واضطراب. فمحمود بن عمرو فيه جهالة، وأما الاضطراب فقد رواه أبان العطار مرة مرفوعًا، من حديث أسماء بنت يزيد، ومرة موقوفًا، من حديث أبي هريرة.
وللحديث خلا قوله (من در وياقوت) شواهد كثيرة مضى ذكرها، في حديث (351). أما هذه اللفظة فمنكرة.
36 -
بَابُ (1) كَرَاهِيَةِ بِنَاءِ الْمَسَاجِدِ لِغَيْرِ (2) صَلَاةٍ فِيهَا
355 -
قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ (3)، عَنْ أَيُّوبَ (4)، حَدَّثَنِي رَجُلٌ، أَنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رضي الله عنه، مَرَّ قَبْلَ الطَّاعُونِ الْجَارِفِ (5)، فَجَعَلَ يَمُرُّ بِالْمَسْجِدِ قَدْ أُحْدِث، فَيَسْأَلُ عَنْهُ. فَيَقُولُ: هَذَا مَسْجِدٌ أَحْدَثَهُ (6) بَنُو فُلَانٍ.
فَقَالَ: كَانَ يُقَالُ: (يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يَبْنُونَ الْمَسَاجِدَ (7)[يَتَبَاهَوْنَ](8) بِهَا، ثُمَّ لَا يَعْمُرُونَهَا إلَّا قَلِيلًا).
قَالَ أَيُّوبُ: فَجَاءَ الْجَارِفُ فَجَرَفَهُمْ.
* عَلَّقَهُ الْبُخَارِيُّ، وَقَدْ روي مرفوعًا.
(1) في (ك): قال.
(2)
في (حس)، و (عم)، و (سد):(بغير) -بالباء الموحدة-.
(3)
هو ابن علية.
(4)
هو السختياني.
(5)
في (ك): الحارث. والطاعون: هو المرض العام، والوباء الذي يَفْسُد له الهواء فتفسد به الأمزجة والأبدان. النهاية (3/ 127)، مادة:(طعن).
والطاعون الجارف وقع بالبصرة سنة خمس -وقيل تسع- وستين، واستمر ثلاثة أيام، فمات في كل يوم أكثر من سبعين ألفا، ويقال: مات لأنس بن مالك رضي الله عنه، فيه سبعون ابنًا.
انظر: تاريخ خليفة (ص 265)، تاريخ الأمم والملوك (5/ 612)، العبر (1/ 56)، البداية والنهاية (8/ 262).
(6)
في (عم): أحدثته.
(7)
في (عم): المسجد.
(8)
في (مح)، و (حس)، و (ك): يتناهون -بالنون بدل الباء الموحدة- وما أثبته هو الموافق لما جاء في روايات هذا الحديث.
355 -
تخريجه:
ذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 149أ)، كتاب المساجد، باب فضل من بني لله مسجدًا، وعزاه لمسدد، وقال: ضعيف لجهالة التابعي. اهـ.
وذكره البخاري تعليقًا -كما قال الحافظ- (1/ 539)، كتاب الصلاة، باب بنيان المسجد، ولفظه:(وقال أنس: يَتَبَاهَوْنَ بِهَا ثُمَّ لَا يَعْمُرُونَهَا إلَّا قَلِيلًا).
ورواه أبو بكر بن أبي شيبة في مصنفه (1/ 309)، كتاب الصلوات، في زينة المساجد وما جاء فيها، من طريق ابن علية به، دون ذكر القصة، ولفظه:(كان يقال: ليأتين عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يَبْنُونَ الْمَسَاجِدَ يَتَبَاهَوْنَ بِهَا ولا يعمرونها إلَّا قليلًا).
وروى ابن خزيمة (2/ 281: 1321)، كتاب الصلاة، جماع أبواب فضائل المساجد وبنائها، باب كراهة التباهي في بناء المساجد وترك عمارتها بالعبادة فيها.
والبغوي في شرح السنة (2/ 351: 466)، كتاب الصلاة، باب ثواب من بني مسجدًا، من طريق سعيد بن عامر الضُّبَعي، حدثنا صالح بن رستم، قال: قال أبو قلابة الجرمي: غدونا مع أنس إلى الزاوية، فحضرت صلاة الصبح، فمررنا بمسجد، فقال أنس: لو صلينا في هذا المسجد. فقال بعض القوم: حتى نأتي المسجد الآخر. فقال أنس: أي مسجد؟ قالوا مسجد أحدث الآن. فقال أَنَسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قال:" سيأتي على أمتي زمان يتباهون في المساجد ولا يعمرونها إلَّا قليلًا"، هذا لفظ البغوي. قال ابن خزيمة: الزاوية قصر من البصرة على شبه من فرسخين. اهـ.
ورواه أبو يعلى في مسنده (5/ 199: 2817)، ومن طريقه الحافظ في تغليق التعليق (2/ 236) من طريق يونس بن بكير، حدثنا صالح بن رستم، به نحوه.=
= وفيه صالح بن رستم، ضعفه ابن معين وغيره، ووثقه أبو داود، وقال الحافظ: صدوق كثير الخطأ. (التهذيب 4/ 391، التقريب ص 272)، لكنه توبع على نحو هذا الحديث عن أنس -كما سيأتي- وعلى هذا فالحديث حسن لغيره.
فقد روى أحمد (3/ 134، 145)(لكن سقط اسم شيخه من المطبوع)، 152، 230، 283، والدارمي (1/ 327)، كتاب الصلاة، باب في تزويق المساجد، وأبو يعلى (5/ 185، 186: 2798، 2799)، وابن حبان (3/ 70: 1612)، كتاب الصلاة، باب المساجد، والبيهقي (2/ 439)، كتاب الصلاة، باب في كيفية بناء المسجد، من طرق عن حماد بن سلمة، عن أيوب السختياني، عن أبي قلابة، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:" لا تقوم الساعة حتى يتباهى الناس بالمساجد".
ورواه أبو داود (1/ 311: 449)، كتاب الصلاة، باب في بناء المساجد، وابن خزيمة (2/ 282: 1323)، كتاب الصلاة، جماع أبواب فضائل المساجد، باب كراهة التباهي في بناء المساجد، والطبراني في الكبير (1/ 259: 752)، والصغير (2/ 114)، والبغوي في شرح السنة (2/ 350: 464)، كتاب الصلاة، باب ثواب من بني مسجدًا، من طرق عن محمد بن عبد الله الخزاعي، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَنَسٍ. وَقَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "لا تقوم الساعة
…
الحديث". قال الطبراني: لم يروه عن قتادة إلَّا حماد، تفرد به
الخزاعي. اهـ.
قلت: محمد بن عبد الله الخزاعي، "ثقة. (التقريب ص 489). وما المانع أن يكون حماد بن سلمة سمعه منهما جميعًا.
والحديث بهذا الإسناد صحيح إن شاء الله.
ورواه النسائي (2/ 32: 689)، كتاب المساجد، المباهاة في المساجد. وابن خزيمة (2/ 282: 1322).=
= والبغوي في شرح السنة (2/ 350: 465)، من طرق عن حماد بن سلمة، عن أيوب، به، ولفظه:"إن من أشراط الساعة أن يتباهى الناس في المساجد" وليست "إن" في رواية النسائي.
الحكم عليه:
الأثر بهذا الإسناد فيه رجل مبهم لم يسم، وباقي رجاله ثقات، فهو ضعيف حتى يعرف هذا المبهم. وقد جاء نحو قصة حديث الباب عن أيوب عن أبي قلابة، فسمى من حدثه، لكن أورد الحديث مرفوعًا، وسندها حسن لغيره -كما بينا في التخريج- وصح قوله صلى الله عليه وسلم:"لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حتى يتباهى الناس بالمساجد" وهذا كله فيه تقوية لحديث الباب.
37 -
بَابُ صَوْنِ (1) الْمَسَاجِدِ
356 -
[قَالَ](2) إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ (3)، عَنْ عَبْدِ رَبِّهِ (4)، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ مُعَاذٍ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ-صلى الله عليه وسلم[قَالَ] (5):" جَنِّبُوا مساجدَكم صِبْيَانَكُمْ، وَمَجَانِينَكُمْ، وإقامَة حُدُودِكُمْ، وسلَّ سُيُوفِكُمْ، وبَيْعَكم، وخصومَتكم. وجمِّروها (6) يَوْمَ جُمعكم، واجعلوا على أبوابها المطاهر"(7).
* هذا منقطع.
(1) في (عم): (صفوف) وهو تحريف.
(2)
ما بين المعقوفتين زيادة من (ك).
(3)
هو الطائفي.
(4)
هو ابن عبد الله الشامي.
(5)
لفظة: (قال) ليست في (مح).
(6)
أي: طيبوها بالبخور. انظر: النهاية (1/ 293)، مادة:(جمر).
(7)
المطاهر جمع مِطهَرة، وهي الإناء الذي يُتَوضأ به ويتطهر، وكل إناء يتطهر منه مثل سطل أو رَكوة، فهو مِطهرة، والبيت الذي يتطهر فيه يسمى مطهرة أيضًا، فكان المقصود هنا الأمر بوضع أوانِ مملوءة ماء على أبواب المساجد، أو بناء بيوت -حمامات- لذلك، يتوضأ منه الغريب، وابن السبيل. انظر: الصحاح (2/ 727)، اللسان (4/ 506)، مادة:(طهر).=
= 356 - تخريجه:
ذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 157 أ)، كتاب المساجد، باب في تنظيف المساجد وتطهيرها وتجميرها، وعزاه لِإسحاق، وقال: وكذا رواه الطبراني في الكبير، من رواية مكحول عن معاذ، ولم يسمع منه اهـ.
ورواه عبد الرزاق (1/ 441: 1726)، كتاب الصلاة، باب البيع والقضاء في المسجد، وما يجنب المسجد، من طريق محمد بن مسلم، عن عبد ربه بن عبد الله، به، ولفظه:"جنبوا مساجدكم مجانينكم، وصبيانكم، ورفع أصواتكم، وسل سيوفكم، وبيعكم وشراءكم، وإقامة حدودكم، وخصومتكم، وجمروها يوم جمعكم، واجعلوا مطاهركم على أبوابها".
ورواه الطبراني في الكبير (20/ 173: 369)، من طريق محمد بن مسلم الطائفي، عن عبد ربه بن عبد الله الشامي، عن يحيى بن العلاء، عن مكحول، رفعه إلى معاذ بن جبل، ورفعه معاذ إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فذكره بلفظ مقارب.
وقد زاد الطبراني في هذا الإِسناد: يحيى بن العلاء، بين عبد ربه، ومكحول وذكر محقق المعجم الكبير حمدي عبد المجيد السلفي، أن الطبراني رواه من طريق آخر في مسند الشاميين (3581)، عن محمد بن مسلم، فجعل يحيى بن العلاء بين مكحول ومعاذ.
قال البيهقي (10/ 103)، وقيل: عن مكحول، عن يحيى بن العلاء، عن معاذ مرفوعًا، وليس بصحيح. اهـ. قلت: كانه يشير إلى هذه الرواية.
الحكم عليه:
الحديث بهذا الإسناد فيه علتان.
1 -
الانقطاع بين مكحول ومعاذ بن جبل رضي الله عنه، وهذا هو الذي عناه الحافظ والله أعلم، بقوله: هذا منقطع. وقد سبقه إلى ذلك شيخه الهيثمي حيث قال في المجمع (2/ 26): ومكحول لم يسمع من معاذ. اهـ.=
= وكذلك قال البوصيري -كما مر-.
2 -
عبد ربه بن عبد الله الشامي، لم أجد من ذكره.
لذا فالحديث بهذا الإسناد ضعيف.
وله شواهد، منها:
1 -
عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ أبي الدرداء، وأبي أمامة، وواثلة، قالوا سَمِعْنَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يقول
…
، فذكره بلفظ مقارب لحديث الباب.
رواه العقيلي في الضعفاء (3/ 347) -في ترجمة العلاء بن كثير-، والطبراني في الكبير (8/ 156: 7601)، وابن عدي في الكامل (5/ 1861)، والبيهقي (10/ 103)، وابن الجوزي في العلل المتناهية (1/ 404).
قال ابن عدي: وللعلاء بن كثير، عن مكحول، عن الصحابة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، نسخ كلها غير محفوظة، وهو منكر الحديث. اهـ.
وقال البيهقي: العلاء بن كثير هذا شامي منكر الحديث. اهـ.
وقال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. قال أحمد بن حنبل: العلاء ليس بشيء. وقال البخاري: منكر الحديث. وقال ابن حنبل: يروي الموضوعات عن الأثبات. اهـ.
2 -
وعن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قال
…
، فذكره بلفظ مقارب.
رواه ابن ماجه (1/ 247: 750)، والطبراني في الكبير (22/ 57: 136)، من طريق الحارث بن نبهان، حدثنا عتبة بن يقظان، عن أبي سعيد، عن مكحول، به.
وفيه الحارث بن نبهان، وهو متروك. (التقريب ص 148).
وعتبة بن يقظان الراسبي، وهو ضعيف. (التقريب ص 381).
وأبو سعيد الشامي، وهو مجهول. (التقريب ص 644).=
= 3 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "جنبوا مساجدكم الصبيان والمجانين".
رواه عبد الرزاق (1/ 442: 1728)، وابن عدي في الكامل (4/ 1454)، من طريق عبد الله بن محرر: أن يزيد بن الأصم أخبره أنه سمع أبا هريرة.
وفيه عبد الله بن محرر -براءين مهملتين-، وهو متروك. التهذيب (5/ 389).
4 -
وعنه أَيْضًا، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال: (إذا رأيتم من يبيع أو يبتاع في المسجد، فقدلوا: لا أربح الله تجارتك. وإذا رأيتم من ينشد فيه ضالة فقولوا: لا رد الله عليك،، وليس فيه عند ابن حبان وابن السني قوله: إ وإذا رأيتم من ينشد
…
".
رواه الترمذي (3/ 601: 1321)، واللفظ له؛ والدارمي (1/ 326)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (ص 219: 176)، وابن الجارود في المنتقى (ص 196: 562)،وابن خزيمة (2/ 274: 1305)، وابن حبان (3/ 81: 1648)،وابن السني في عمل اليوم والليلة (ص 80: 154)، والحاكم (2/ 56)، والبيهقي (2/ 447)، من طرق عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي، أخبرني يَزِيدُ بْنُ خُصَيفة، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرحمن بن ثوبان، به.
قال الترمذي: حديث أبي هريرة حديث حسن غريب. اهـ.
وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه. اهـ.
ووافقه الذهبي. وصححه الألباني. الإرواء (5/ 134: 1295).
ورجاله ثقات عدا الدراوردي، فإنه صدوق صحيح الكتاب، يخطئ إذا حدث من حفظه. والذي يترجح عندي أنه حسن كما قال الترمذي رحمه الله.
وقوله: "إذا رأيتم من ينشد فيه ضالة
…
". رواه مسلم (1/ 397: 568)، من غير طريق الدراوردي.
5 -
وعن عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، نهى عن=
= الشراء، والبيع في المسجد
…
وأن ينشد فيه شعر
…
الحديث.
رواه أبو داود (1/ 651: 1079) واللفظ له، والترمذي (2/ 139: 322)، والنسائي (2/ 47، 48: 714، 715)، وابن ماجه (1/ 247: 749)، وأحمد (179/ 2) وقد سقط من إسناده لفظة:(عن)، فأصبح:(يحيى بن عجلان)، والصواب:(يحيى عن ابن عجلان) وقد نبه الشيخ أحمد شاكر إلى هذا الخطأ المطبعي (10/ 156: 6676)، وابن خزيمة (2/ 274: 1304)؛ والبيهقي (2/ 448)، من طريق عن محمد بن عجلان، عن -وعند أحمد والبيهقي: حدثنا- عمرو بن شعيب، به.
قال الترمذي: حديث عبد الله بن عمرو حديث حسن. اهـ.
وقد توبع محمد بن عجلان في رواية بعضه عن عمرو بن شعيب، تابعه أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، به ولفظه:"نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عن البيع والاشتراء في المسجد". رواه أحمد (2/ 112).
قال الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على المسند (10/ 560: 6676) إسناده صحيح. اهـ.
قلت: هو حديث حسن، كما قال الإِمام الترمذي؛ لأن حديث عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ، حسن، كما قررت في شواهد الحديث رقم (346)، والراوي عنه هنا ثقة، وقد تابعه على بعضه أسامة بن زيد الليثي -كما في رواية أحمد السابقة-.
وهو صدوق يهم.
6 -
وعن ابن عمر رضي الله عنهما، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قال:"خصال لا تنبغي في المسجد: لا يتخذ طريقًا، ولا يشهر فيه سلاح، ولا ينبض فيه بقوس، ولا ينشر فيه نبل، ولا يمر فيه بلحم نيء، ولا يضرب فيه حد، ولا يقتص فيه من أحد، ولا يتخذ سوقًا".
رواه ابن ماجه (1/ 247: 748) واللفظ له؛ وابن حبان في الضعفاء والمتروكين=
= (1/ 310)، وابن عدي في الكامل (3/ 1059)، وابن الجوزي في العلل المتناهية (1/ 403)، من طريق زيد بن جبيرة الأنصاري، عن داود بن حصين، عن نافع، به قال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قال ابن حبان: نتجنب رواية زيد، وداود جميعًا، يروي المناكير عن المشاهير فاستحق التنكب عن روايته، وكذلك داود حدث عن الثقات بما لا يشبه حديث الأثبات، تجب مجانبة روايته. اهـ.
قلت: داود بن الحصين، ثقة، إلَّا في روايته عن عكرمة. (التقريب ص 198) وليس هذا منها. لكن آفته زيد بن جبيرة الأنصاري المدني، فإنه متروك. (التقريب ص 222).
7 -
وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، أن رجلًا مر بأسهم في المسجد، قد أبدى نصولها، فأُمِر أن يأخذ بنصولها كي لا يخدش مسلمًا.
(لفظة: كي -ليست عند البخاري-).
رواه البخاري (13/ 24: 7074)؛ ومسلم (4/ 2019: 2614)، وفي رواية لهما عن جابر (مر رجل بسهام فِي الْمَسْجِدِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"أمسك بنصالها".
البخاري (13/ 23: 7073) وهي عنده بصيغة السؤال من سفيان لعمرو بن دينار: سمعت جابر بن عبد الله
…
قال نعم. ومسلم (4/ 2018: 2614).
وفي رواية لمسلم (14/ 2019): عَنْ جَابِرٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، أنه أمر رجلًا كان يتصدق بالنبل في المسجد، أن لا يمر بها، إلَّا وهو آخذ بنصولها.
8 -
وعن أبي موسى رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (إذا مر أحدكم في مسجدنا، أو في سوقنا، ومعه نبل فليمسك على نصالها -أو قال: فليقبض بكفه- أن يصيب أحدًا من المسلمين منها بشيء".=
= رواه البخاري (1/ 547: 452)، (13/ 24: 7075)، ومسلم (4/ 2019: 2615).
9 -
وعن ابن عباس رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لا تقام الحدود في المساجد
…
الحديث".
رواه الترمذي (4/ 19: 1401)، وابن ماجه (2/ 867: 1599)، والدارمي (2/ 190)، والدارقطني (3/ 141)، وأبو نعيم في الحلية (4/ 18)، والبيهقي (8/ 39)، من طرق عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنِ طاوس، به.
قال الترمذي: هذا حديث لا نعرفه بهذا الإسناد مرفوعًا، إلى من حديث إسماعيل بن مسلم، وإسماعيل بن مسلم المكي، قد تكلم فيه بعض أهل العلم من قبل حفظه. اهـ.
قلت: إسماعيل بن مسلم المكي الفقيه، ضعيف الحديث. (التقريب ص 110). وقد تابعه عبيد الله بن الحسن العنبري، عن عمرو بن دينار، به مثله.
رواه الدارقطني (3/ 142)، والبيهقي (8/ 39)، لكن الراوي عنه أبا حفص السعدي التمار، واسمه عمر بن عامر، ليس بثقة، ذكره الذهبي في الميزان (3/ 209)، وقال: روى عنه أبو قلابة، ومحمد بن مرزوق، حديثًا باطلًا. اهـ.
وذكره الحافظ في اللسان (4/ 314)، ولم يزد شيئًا.
وتابعه أيضًا سعيد بن بشير، عن عمرو بن دينار، به مثله.
رواه الحاكم (4/ 369).
وسعيد بن بشير الأزدي مولاهم أبو عبد الرحمن الشامي، ضعيف. (التقريب ص 234).
ورواه الدارقطني (3/ 142)، وابن حزم في المحلى (11/ 123)، من طريق سعيد بن بشير، عن قتادة، عن عمرو بن دينار، به مثله.
وهي كسابقتها.=
= وقد ذكر الزيلعي في نصب الراية (4/ 340)، أن البزار أخرجه من طريق قتادة عن عمرو بن دينار، به.
ولم يذكر اسم راويه عن قتادة، والظاهر أنه سعيد بن بشير -كما هنا- لأن ابن حزم رواه من طريق البزار.
لذا فالحديث ضعيف.
10 -
عن حكيم بن حزام رضي الله عنه، أنه قَالَ:(نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، أن يستقاد في المسجد، وأن تنشد فيه الأشعار، وأن تقام فيه الحدود).
رواه أبو داود (4/ 629: 4490)، والدارقطني (3/ 85)، وابن شاهين في ناسخ الحديث ومنسوخه (ص 484: 649)، وقد تحرف (الشعيثي) في المطبوع إلى (الشعبي)، والحاكم (4/ 378)، والبيهقي (8/ 328: 10/ 103)، وابن الجوزي في العلل المتناهية (1/ 403: 675)، والمزي في تهذيب الكمال (9/ 354)، من طرق عن محمد بن عبد الله الشعيثي، عن زفر بن وثيمة، به.
قال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح، قال الدارقطني: محمد بن سهل متروك، وقال مرة، يضع الحديث. اهـ.
قلت: ليس محمد بن سهل عند أحد ممن ذكرت إلَّا ابن الجوزي، وهذا يدل على عدم تثبته رحمه الله، حيث غفل عن باقي طرق الحديث، وكان الأولى أن يعله بزفر بن وثيمة بن مالك بن الحدثان، لأن مدار الحديث عليه، ولم يتابعه إلَّا من هو دونه.
وزفر هذا قال فيه الحافظ. (التقريب ص 215): مقبول. اهـ.
ولم يرو عنه غير محمد بن عبد الله الشعيثي، لكن وثقه ابن معين، ودحيم، وزاد: لم يلق حكيم بن حزام.
وقال ابن القطان: علته -يعني الحديث- الجهل بحال زفر، تفرد عنه محمد بن عبد الله الشعيثي. اهـ. الميزان (2/ 71)، التهذيب (3/ 328).=
= قلت: وقد عزاه الألباني في الإرواء (7/ 361) لأحمد، من هذه الطريق، وليس بصواب لأنه عند أحمد موقوف.
وروى ابن أبي شيبة في مصنفه (10/ 42: 8696)، وأحمد (3/ 434)، والدارقطني (3/ 86)، من طريق وَكِيعٌ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّعِيثِيُّ، عن العباس بن عبد الرحمن، عن حكيم بن حزام، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لا تقام الحدود في المساجد، ولا يستقاد فيها" وقد وقع في مصنف ابن أبي شيبة تحريف وهو زيادة (عن) بين محمد بن عبد الله ونسبه وهو الشعيثي، وأثبتوها هكذا: محمد بن عبد الله، عن الشعيثي.
قال ابن حزم في المحلى (11/ 123): محمد بن عبد الله، والعباس، مجهولان. اهـ.
قال ذلك بعد أن ذكر الحديث من طريق ابن وضاح، نا موسى بن معاوية، نا محمد بن عبد الله، عن العباس بن عبد الرحمن، عن -وتحرفت إلى (بن) - حكيم بن حزام، به.
فإن كان محمد بن عبد الله الذي في هذا السند هو شيخ وكيع في الرواية السابقة فهو الشعيثي، وهو ثقة معروف. (التهذيب 9/ 280).
وأما العباس بن عبد الرحمن، فمجهول كما قال ابن حزم. انظز: تعجيل المنفعة (ص 210)، وقد أنكر الحافظ أن يكون العباس بن عبد الرحمن، من رجال أحمد، وقال بان أحمد روى الحديث من طريق وكيع، عن الشعيثي، عن القاسم بن عبد الرحمن المزني، قال: وفي الجملة فليس للعباس بن عبد الرحمن في حديث حكيم مدخل في مسند أحمد، والله أعلم. اهـ.
قلت: الذي في مسند أحمد (3/ 434) هو ما ذكره الحسيني، ولم أجد ما ذكره الحافظ، فلعل هذا من اختلاف النسخ.
وقد قال الحافظ في التلخيص (4/ 78): لا بأس بإسناده. اهـ.=
= وحسنه الألباني في الإرواء (7/ 361: 2327).
وعندي أن تحسينه بعيد، لما ذكرت من الكلام في زفر بن وثيمة، ولقول دحيم بأنه لم يلق حكيم بن حزام، فهو منقطع.
11 -
وعن عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، نهى عن إقامة الحد في المساجد.
رواه ابن ماجه (1/ 867: 2600)، من طريق ابن لهيعة، عن محمد بن عجلان، أنه سمع عمرو بن شعيب، به.
وابن لهيعة، مدلس -وقد عنعن-، لين الحديث، واختلط بآخره.
12 -
وعن ابن مسعود رضي الله عنه، قال:(لا تقام الحدود في المساجد).
رواه ابن أبي شيبة غير، مصنفه (10/ 43: 8697)، من طريق وكيع، عن مبارك، عن ظبيان بن صبيح، به.
قال ابن حزم في المحلى (11/ 123): ظبيان، مجهول. اهـ.
وقال الذهبي في الميزان (2/ 348): لا يدرى من ذا. اهـ.
وذكره البخاري في التاريخ (4/ 368)، وابن حبان في الثقات (4/ 400)، وهو مجهول كما قال ابن حزم والذهبي رحمهما الله تعالى.
13 -
وعن عمر رضي الله عنه، أنه كان يجمر المسجد في كل جمعة.
رواه ابن أبي شيبة في مصنفه (2/ 363)، من طريق وكيع، قال: نا العمري، عن نافع، عن ابن عمر، به.
والعمري: هو عبد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب، وهو صدوق سيِّىء الحفظ، يزيد في الأسانيد كثيرًا.
وعلى هذا فالأثر بهذا الإسناد ضعيف.
14 -
وعن طارق بن شهاب قال: أتي عمر برجل في شيء، فقال: أخرجاه من المسجد، فاضرباه.=
= رواه عبد الرزاق (1/ 436: 1706)، من طريق الثوري، عن قيس بن مسلم، به.
وهذا سند صحيح رجاله ثقات.
15 -
وعن ثوبان رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من رأيتموه ينشد شعرًا في المسجد فقولوا: فض الله فاك -ثلاث مرات- ومن رأيتموه ينشد ضالة في المسجد فقولوا: لا وجدتها -ثلاث مرات- ومن رأيتموه يبيع ويبتاع في المسجد، فقولوا: "لا أربح الله تجارتك"، كذلك قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.
رواه الطبراني في الكبير (2/ 103: 1454)، ومن طريقه: أبو نعيم في معرفة الصحابة (3/ 288: 1388) من المحققة.
ورواه ابن السني في عمل اليوم واليلة (ص 78: 153) واقتصر على الجزء الأول منه فقط، من طريق محمد بن حمير، عن عباد بن كثير، عن يَزِيدُ بْنُ خُصَيْفَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرحمن بن ثوبان، عن أبيه، عن جده ثوبان.
قال أبو نعيم: تفرد به ابن حمير، عن عباد.
ورواه عَبْدِ الْعَزِيزِ الدَّرَاوَرْدِيِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ خُصَيْفَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مثله. اهـ.
وقال ابن الأثير. (أسد الغابة 1/ 250): غريب، تفرد
…
اهـ. وقد ذكر كلام أبي نعيم بحروفه.
وقال الحافظ في الإصابة (1/ 212): روى ابن منده، من طريق محمد بن حمير عن عباد بن كثير، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ: "مَنْ رأيتموه ينشد شعرًا
…
الحديث". ورواه من طريق أبي خيثمة الجعفي عن عباد بن كثير، فلم يقل عن جده، وعباد فيه ضعف،
وخالفه يزيد بن خصيفة فقال: عن محمد بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، وهو المحفوظ، أخرجه النسائي والترمذي. اهـ.=
=قلت: قول الحافظ: وخالفه يزيد بن خصيفة
…
إلخ، وهم وقع له بسبب سقوط يزيد بن خصيفة من سياق سند ابن منده عنده، وإلَّا فقد ساق ابن الأثير -في أسد الغابة (1/ 250) - رواية ابن منده من طريق محمد بن حمير عن عباد بن كثير، عن يزيد بن خصيفة، به، فيكون الذي خالف عباد بن كثير بهذا هو الدراوردى، كما قال ابن الأثير، وقد تقدم تخريج حديث أبي هريرة في شواهد هذا الحديث برقم (4)، فالعلة فيه من عباد بن كثير، وعبد الرحمن بن ثوبان. قال الهيثمي في المجمع (2/ 25): لم أجد من ترجمه. اهـ. وثوبان هذا ليس مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وإنما هو أبو عبد الرحمن الأنصاري.
357 -
[وَقَالَ إِسْحَاقُ](1): أَخْبَرَنَا (2) أَبُو مُعَاوِيَةَ (3)، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ [عُبَيْدِ اللَّهِ](4) بْنِ كَرِيز، عَنْ أَبِي (5) أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ رضي الله عنه، قَالَ: أَخَذَ رجلٌ قَمْلَةً مِنْ ثَوْبِهِ [فَرَمَاهَا](6) فِي الْمَسْجِدِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:" أَعِدْهَا فِي ثوبك".
* هذا منقطع.
(1) ما بين المعقوفتين زيادة من (ك).
(2)
في (ك): حدثنا.
(3)
هو الضرير.
(4)
في جميع النسخ: (عبد الله)، والصواب:(عبيد الله) مصغرًا، في مصادر ترجمته.
(5)
سقطت لفظة (أبي) من (حس).
(6)
ما بين المعقوفتين زيادة من (حس).
357 -
تخريجه:
ذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 157 أ)، كتاب المساجد، باب في تنظيف المساجد وتطهيرها وتجميرها، وعزاه لإسحاق.
ورواه أبو بكر بن أبي شيبة في مسنده- كما في الإتحاف (1/ 156 أ)، كتاب المساجد، باب في تنظيف المساجد وتطهيرها وتجميرها-.
وأحمد (5/ 419)، من طريق مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عن طلحة بن عبيد الله بن كريز،، عن شيخ من أهل مكة، من قريش، قال: وجد رجل في ثوبه قملة فأخذها ليطرحها فِي الْمَسْجِدِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:" لا تفعل، ارددها في ثوبك حتى تخرج من المسجد".
ورواه إسحاق بن راهويه من طريق يزيد بن هارون، ثنا محمد بن إسحاق، به، لكنه قال: عن رجل من أهل المدينة. فذكر نحوه. وستأتي هذه الرواية بعد هذا الحديث برقم (358).=
= الحكم عليه:
الحديث بهذا الإسناد فيه ثلاث علل:
1 -
عنعنة ابن إسحاق، وهو مدلس.
2 -
لم أجد من ذكر لطلحة بن عبيد الله بن كريز رواية عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه، ولعل هذا هو ما عناه الحافظ بقوله: هذا منقطع. اهـ.
ولأنه روي من طريقين عن ابن إسحاق، عن طلحة، عن رجل من أهل المدينة -وفي رواية من أهل مكة- فكانه هو الواسطة بين طلحة وأبي أيوب رضي الله عنه، وقد أورد الإِمام أحمد هذا الحديث في مسند أبي أيوب الأنصاري، رغم أنه في روايته عن رجل من أهل مكة من قريش، فكانه استأنس بهذه الرواية التي بين أيدينا، فتكون هنا منقطعة كما قال الحافظ إذ إنه سقط منها رجل وهو الذي قيل عنه إنه من أهل مكة، أو كما في الثانية: من أهل المدينة.
3 -
الاختلاف على محمد بن إسحاق في إسناد هذا الحديث، فقد رواه أبو معاوية -كما هنا- فقال: حدثنا ابن إِسْحَاقَ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ كريز، عن أبي أيوب الأنصاري.
ورواه يزيد بن هارون فقال: حدثنا ابن إِسْحَاقَ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ كريز، عن رجل من أهل المدينة وستأتي هذه الرواية برقم (358).
ورواه أبو بكر بن أبي شيبة، وأحمد، قالا: حدثنا محمد بن عبيد، ثنا ابن إِسْحَاقَ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ كريز، عن رجل من أهل مكة من قريش -وقد سبق ذكر هذه الرواية في التخريج-.
لذا فالحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا.
وله شواهد مرفوعة لا تخلو من مقال. منها:
1 -
عن رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:" إذا وجد أحدكم القملة في ثوبه فليصرّها، ولا يلقيها في المسجد" هذا لفظ أحمد. ولابن أبي شيبة: "إذا=
= وجد أحدكم القملة في المسجد فليصرها في ثوبه حتى يخرجها". وفي رواية البيهقي: "إذا وجد أحدكم القملة وهو يصلي فلا يقتلها ولكن يصرها حتى يصلي".
رواه مسدد في مسنده- كما في الإتحاف (1/ 155 ب)، وابن أبي شيبة في مصنفه (2/ 368)، وأحمد (5/ 410)، وأبو داود في المراسيل (ص 2)، والبيهقي (2/ 294)، من طرق عن يحيى بن أبي كثير، عن الحضرمي بن لاحق، به، وفي ألفاظهم اختلاف بيَّنا بعضه. لكن قال مسدد في روايته: عن رجل من بني خطمة.
والمعنى واحد؛ إذ إن في بني خطمة بطن من الأنصار.-اللباب (1/ 453) - ورجاله ثقات، إلَّا الحضرمي بن لاحق، فقال فيه الحافظ: لا بأس به. (التقريب ص 171). وشيخه مبهم لم يسم، ولم يسمع الحضرمي بن لاحق من أحد من الصحابة رضي الله عنهم. انظر: تهذيب الكمال (6/ 553).
فالحديث بهذا الإسناد مرسل، وفيه راوٍ لم يسم، فهو ضعيف جدًا. لكن قال البيهقي، هذا مرسل حسن في مثل هذا. اهـ.
أقول: فلعله استحسنه بسبب عدم وجود ما يصح في هذا الباب من المرفوع. 2 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (إذا وجد أحدكم القملة في المسجد فليدفنها". زاد الطبراني: "أو ليمطها عنه".
رواه البزار، كما في كشف الأستار (1/ 209: 414). والطبراني في الأوسط (2/ 113: 1219)، من طريق خالد بن يوسف السمتي، حدثنا أبي، سمعت -عند الطبراني: حدثني- زياد -عند البزار: ابن سعد-، عن عتبة الكوفي -قال البزار: وهو عندي عتبة بن يقظان- عن عكرمة مولى ابن عباس، به.
وقد تحرفت (عن) التي بين (زياد) و (عتبة) إلى (بن) في المطبوع من المعجم "الأوسط" وجاءت على الصواب في مجمع البحرين (1/ 58 ب)، كتاب الصلاة، باب من وجد قملة وهو في المسجد.
قال البزار: لا نعلمه يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم إلَّا من رواية أبي هريرة بهذا الإسناد،
= وعتبة بن يقظان مشهور حدث عنه جماعة. اهـ.
وقال الطبراني: لم يرو هذين الحديثين -يعني هذا الحديث وآخر قبله- عن زياد إلَّا يوسف، تفرد بهما ابنه عنه. اهـ.
وقال الهيثمي (المجمع 2/ 20): وفيه يوسف بن خالد السمتي، وهو ضعيف. اهـ.
قلت: بل هو متروك متهم بالكذب. انظر: الميزان (4/ 463).
وابنه خالد بن يوسف، ضعيف. (الميزان 1/ 648).
وعتبة بن يقظان الراسبي البصري، ضعيف. (التقريب ص381).
وهذه الأحاديث كلها ضعيفة، لكن قد جاء عن عدد من الصحابة والتابعين رضي الله عنهم، أنهم كانوا يدفنون القمل، أو يقتلونه في المسجد، فلم يكونوا يلقونه فيه حيًا، وهي شاهدة لمعنى هذه الأحاديث حيث إنها تنهى عن إلقاء القمل في المسجد، وليس فيها النهي عن قتله، أو دفنه خارج الصلاة، وإن جاء في بعض الروايات النهي عن قتلها في المسجد، فهو مع ضعفه محمول على إلقائها. فمنها:
1 -
عن مالك بن يَخَامِر قال: رأيت معاذ بن جبل يقتل القملة، والبراغيث في الصلاة.
رواه عبد الرزاق (1/ 448: 1752)، وابن أبي شيبة في مصنفه (2/ 367)، والطبراني في الكبير (20/ 35: 51)، من طريق ثور بن يزيد عن راشد بن سعد، به.
ورجاله ثقات.
ورواه ابن أبي شيبة (2/ 367)، من طريق حسان بن عطية، قال كان معاذ بن جبل يأخذ البرغوث في الصلاة فيفركه بيده حتى يقتله ثم يبزق عليه.
ورجاله ثقات، لكن حسان بن عطية لم يدرك معاذ بن جبل. انظر: تهذيب الكمال (6/ 34)، فقد ذكر أنه لم يدرك أبا الدرداء، ومعاذ مات قبل أبي الدرداء بسنين.=
= 2 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه، أنه كان يتفلى في المسجد، ويدفن القمل في الحصى.
رواه عبد الرزاق (2/ 447: 1745، 1746)، وابن أبي شيبة في مصنفه (2/ 368، 369)، وأحمد (5/ 263)، من طرق يتقوى بعضها ببعض.
3 -
وعن يوسف بن مالك، أن عبيد بن عمير رأى على ابن عمر قملة في المسجد فأخذها فدفنها، وابن عمر ينظر إليه، ولم ينكر عليه ذلك.
رواه عبد الرزاق (1/ 446: 1743)، وابن أبي شيبة (2/ 369)، من طريق أيوب بن أبي تميمة السختياني، به.
وسنده صحيح، وسقط بعض متنه في مصنف ابن أبي شيبة، وأشار في الهامش إلى وجوده في نسخة، وهو الصواب، إلَّا أن قوله:(وابن عمر ينظر إليه، ولم ينكر عليه ذلك) ليس في رواية ابن أبي شيبة. انظر: مصنف ابن أبي شيبة (4/ 87: 7470) بتحقيق الشيخ حبيب الرحمن الأعظمي.
ورواه ابن أبي شيبة -أيضًا- من طريق أبي معاوية، عن ليث، عن
الحسن بن مسلم، عن عبيد بن عمير، فذكر نحوه، وفيها رؤية ابن عمر وعدم إنكاره.
وليث هو ابن أبي سليم، وهو صدوق سيِّئ الحفظ، واختلط فلم يتميز حديثه.
والحسن بن مسلم بن يناق، لم يدرك عبيد بن عمير، قاله المزي في تهذيب الكمال (6/ 325).
وفي الباب عن عمر بن الخطاب، وابن مسعود، وأبي أيوب الأنصاري وإبراهيم النخعي وغيرهم.
انظر: مصنف عبد الرزاق (1/ 447)، ابن أبي شيبة (2/ 367).
358 -
[وَقَالَ إِسْحَاقُ](1): أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، ثنا مُحَمَّدٌ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ (2) بْنِ كَريز، عَنْ شَيْخٍ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، قَالَ (3): رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا قد (4) أخذ قملة. فذكر مثله.
(1) ما بين المعقوفتين زيادة من (ك).
(2)
هكذا في جميع النسخ، والصواب:(عبيد لله) -مصغرًا-.
(3)
في (حس): (قد).
(4)
لفظة (قد): ليست في (ك).
= = =
= 358 - تخريجه:
ذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 157 ب)، كتاب المساجد، باب تنظيف المساجد وتطهيرها وتجميرها، وعزاه لإسحاق.
ورواه ابن أبي شيبة في مسنده" وأحمد لكن قالا: عن شيخ من أهل مكة من قريش، وقد مضى تخريج هذه الرواية، وغيرها، في تخريج الحديث قبله فراجعه.
الحكم عليه:
الحديث بهذا الإسناد فيه أربع علل:
ا- عنعنة ابن إسحاق، وهو مدلس.
2 -
جهالة التابعي حيث لم يسم.
3 -
الإرسال.
4 -
الإختلاف على ابن إسحاق في إسناده -وقد بينت ذلك في الحكم على الحديث السابق فأغنى عن إعادته-.
359 -
[وَقَالَ إِسْحَاقُ](1): أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ (2)، أنا (3) ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ رضي الله عنه، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، (أَنَّهُ نَهَى أَنْ تُقَامَ الْحُدُودُ فِي الْمَسَاجِدِ، أَوْ يُنْشَد فِيهَا الْأَشْعَارُ، أَوْ يُسَلَّ فِيهَا السِّلَاحُ).
* هَذَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ، إِنْ كَانَ إِسْحَاقُ بْنُ [يَسَارٍ](4) سَمِعَهُ مِنْ (5) جُبَيْرٍ رضي الله عنه.
(1) ما بين المعقوفتين زيادة من (ك).
(2)
في (عم) و (سد): (أحمد).
(3)
في (ك): (ثنا).
(4)
تحرفت في جميع النسخ إلى (بشار) إلَّا في (ك) فقد جاءت على الصواب.
(5)
في (حس): (عن).
359 -
تخريجه:
ذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 158أ)، كتاب المساجد، باب النهي عن البصاق في المسجد، وإقامة الحدود وإنشاد الشعر، وعزاه لإسحاق، وأعله بتدليس ابن إسحاق.
ورواه الروياني في مسنده (ق 243 ب)، من طريق يعلي بن عبيد، نا محمد بن إسحاق قال: سمعت أصحابنا يذكرون عَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ رضي الله عنه، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، أن تقام الحدود في المسجد، وأن ينشد فيها الشعر، ولا يسل فيها السلاح.
الحكم عليه:
الحديث بهذا الإسناد فيه علتان:
1 -
التوقف في كون إسحاق بن يسار سمع من جبير، أم لم يسمع منه، فلم يذكروا له رواية عن أحد من الصحابة، سوى الْحَسَنَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه.
= 2 - عنعنة محمد بن إسحاق، وهو مدلس لا يقبل من حديثه إلَّا ما صرح فيه بالسماع.
وعلى هذا فالحديث ضعيف بهذا الإسناد، وأما قول الحافظ رحمه الله: هَذَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ إِنْ كَانَ إِسْحَاقُ بْنُ يَسَارٍ سَمِعَهُ مِنْ جُبَيْرٍ رضي الله عنه. اهـ. ففيه تجوز لانه لو ثبت سماعه له من جبير لبقيت عنعنة ابنه حائلًا دون تحسينه، لان الأئمة اتفقوا على عدم قبول ما عنعن فيه من حديثه.
ولبعضه شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو رضي الله عنهما، وفيه:"ونهى أن ينشد فيها شعر"، وقد تقدم تخريجه في حديث رقم (356).
ومن حديث ابن عمر رضي الله عنهما: "خصال لا تنبغي في المسجد:
…
ولا يشهر فيه سلاح
…
الحديث". وهو حديث ضعيف.
ومن حديث جابر وأبي موسى، في الأمر بإمساك نصال النبال في المسجد، وهما في الصحيحين وغيرهما.
ومن حديث ابن عباس مرفوعًا: "لا تقام الحدود في المساجد
…
".
ومن حديث حكيم بن حزام، وقد تقدم تخريج كل هذه الأحاديث والكلام عليها في حديث رقم (356).
360 -
وقال الحارث: حدثنا محمد بن عمر، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ أَبِي الْأَشْعَثِ (1)، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنه، رَفَعَهُ:"لَا تُقَامُ الْحُدُودُ في المساجد".
(1) هكذا جاء في (جميع النسخ، والإتحاف، والبغية). لكن جاء في رواية البزار، والطبراني، وأبي نعيم، وابن حزم، من طريق الواقدي (ثنا إسحاق بن حازم، عن أبي الأسود). وهو الأشبه بالصواب إن شاء الله تعالى. وأبو الأسود هو محمد بن عبد الرحمن الأصدي المدني، يتيم عروة بن الزبير.
360 -
تخريجه:
ذكره الهيثمي (بغية الباحث ص 184: 129)، وقد تصحف فيه (أبو الأسود) إلى (أبي الأشعث)، لكن المحقق عدلها على الصواب، والذي يظهر لي أن الخطأ في ذلك وقع في مسند الحارث بن أبي أسامة رحمه الله، فإما أن يكون منه، أو من النساخ بعده، لاتفاق الهيثمي، وابن حجر، والبوصيري، على هذا النقل منه كما أسلفنا. ويرجح كونه من النساخ أن أبا نعيم رواه من طريق أبي بكر بن خلاد، ثنا الحارث بن أبي أسامة، به. على الصواب، والله أعلم.
وذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 158 ب)، كتاب المساجد، باب النهي عن البصاق في المسجد واقامة الحدود، وعزاه للحارث، وقال -معلقًا على هذا الحديث والذي قبله-: إسناد حديث جبير ضعيف من الطريقين معًا، الأولى: لتدليس ابن إسحاق، والثاني: لضعف الواقدي. اهـ.
ورواه البزار، كما في كشف الأستار (2/ 222: 1565)، والطبراني في الكبير (2/ 139: 1590)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (1/ ق 120)، وابن حزم في المحلى 11/ 123)، من طرق عن محمد بن عمر الواقدي، ثنا إسحاق بن حازم، عن أبي الأسود، به، مثله.
وهو عند أبي نعيم من طريق أبي بكر بن خلاد، ثنا الحارث بن أبي أسامة، ثنا محمد بن عمر الواقدي، به.=
= وروى عبد الرزاق (1/ 437)، كتاب الصلاة باب هل تقام الحدود في المسجد، قال: أخبرني من سمع عمرو بن دينار، يحدث عن نافع بن جبير بن مطعم، قَالَ:(نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، أن تنشد الأشعار، وأن يتناس -كذا بالأصل ـ الجراحات، وأن تقام الحدود في المسجد).
وهو مرسل إذ إن نافع بن جبير تابعي، وليس بصحابي، وفيه انقطاع إذ لم يسم عبد الرزاق من حدثه عن عمرو بن دينار.
وروى الطبراني في الكبير (2/ 139: 1589)، من طريق عيسى بن هلال الحمصي، ثنا محمد بن حمير، عن بشر بن جبلة، عن أبي الحسن، عن عمروبن دينار، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لا تسل السيوف، ولا تنثر النبل في المساجد
…
" الحديث.
قال الهيثمي (المجمع 2/ 25): وفيه بشر بن جبلة، وهو ضعيف. اهـ.
قلت: وهو مجهول أيضًا، كما قال أبو حاتم وغيره. انظر: تهذيب الكمال (4/ 99).
الحكم عليه:
الحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا، لأن فيه الواقدي، وهو متروك الحديث. وله شواهد سبق ذكرها في حديث رقم (356). ولكنه بهذا الإسناد غير قابل للإنجبار، لشدة ضعف الواقدي.
361 -
وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ (1)، عَنْ أَيُّوبَ (2)، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ (3)، قَالَ (4): سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، يَخْطُبُ فِي يَوْمٍ مَطِيْر، فَقَالَ:(صَلُّوا فِي رِحَالِكُمْ (5)، وَلَا تَنْقِلُوا هَذَا الْخَبَثَ بِأَقْدَامِكُمْ إِلَى الْمَسْجِدِ، فَإِنَّهُ لَيْسَ كُلُّ جِيرَانِ المسجد يسعه طهوركم).
(1) هو ابن زيد.
(2)
هو السختياني.
(3)
هو العطاردي.
(4)
لفظة (قال): ليست في (عم) و (صد) و (ك).
(5)
الرحال: هي الدور والمساكن والمنازل، وهي جمع (رحل) يقال لمنزل الإنسان ومسكنه: رحله. النهاية (2/ 209): (رحل).
361 -
تخريجه:
ذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 156 ب)، كتاب المساجد، باب في تنظيف المساجد وتطهيرها وتجميرها، وعزاه لمسدد.
ورواه ابن أبي شيبة في مصنفه (2/ 234)، كتاب الصلوات: ما رخص فيه من ترك الجماعة، من طريق هشيم، قال: حدثنا عوف، عن أبي رجاء، قال: أصابنا مطر في يوم جمعة في عهد ابن عباس، فأمر مناديًا فنادى: أن صلوا في رحالكم.
وهذه متابعة جيدة لأيوب -وإن كانت مختصرة- وعوف هو ابن أبي جميلة الأعرابي، وهو ثقة. (التقريب ص 433).
ورواه البخاري (2/ 97: 618)، كتاب الأذان، باب الكلام في الأذان، و (2/ 157: 668)، باب هل يصلي الإِمام بمن حضر؟ وهل يخطب يوم الجمعة في المطر؟ و (2/ 384: 901)، كتاب الجمعة، باب الرخصة إن لم يحضر الجمعة في المطر. ومسلم (1/ 485: 669)، كتاب صلاة المسافرين، باب الصلاة في الرحال في المطر. وأبو داود (1/ 463: 1066)، كتاب الصلاة، باب التخلف عن الجماعة في الليلة الباردة أو الليلة المطيرة. وابن ماجه (1/ 302: 938، 939)، كتاب إقامة=
= الصلاة والسنة فيها، باب الجماعة في الليلة المطيرة. وأحمد (1/ 277) مختصرًا.
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: (قَالَ ابن عباس رضي الله عنهما، لمؤذنه في يوم مطير: إذا قلت: أشهد أن محمدًا رسول الله، فلا تقل: حي على الصلاة، قل: صلوا في بيوتكم. فكأن الناس استنكروا. قال: فعله من هو خير مني، إن الجمعة عَزْمة، وإني كرهت أن أُخرِجَكم، فتمشون في الطين والدحض).
قوله: (عزمة)، أي: فرض النهاية (3/ 231)، مادة:(عزم).
ورواه ابن خزيمة (3/ 180: 1864)، كتاب الجمعة، باب أمر الإِمام المؤذن في أذان الجمعة بالنداء أن الصلاة في البيوت، ليعلم السامع أن التخلف عن الجمعة في المطر طلق مباح، من طريق يوسف بن موسى، ثنا جرير، عن عاصم، عن عبد الله بن الحارث، أن ابن عباس أمر المؤذن، فذكره بنحو لفظ الشيخين، وزاد:(أن أخرج الناس ونكلفهم أن يحملوا الخبث من طرقهم إلى مسجدكم).
ويوسف بن موسى بن راشد بن بلال القطان أبو يعقوب الكوفي، ثقة. (التهذيب 11/ 425).
وجرير هو ابن عبد الحميد الضبي، وعاصم هو الأحول.
فسنده صحيح على شرط البخاري.
الحكم عليه:
الأثر بهذا الإسناد صحيح.
والأمر بالصلاة في الرحال رواه الشيخان وغيرهما، عن ابن عباس رضي الله عنهما، مرفوعًا -كما بينت في التخريج-.
وله شواهد صحيحة، منها:
1 -
عن نافع مولى ابن عمر قال: أذَّن ابن عمر رضي الله عنهما، في ليلة باردة بضَجْنَان، ثم قال: صلوا في رِحالكم. فأخبرنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان يأمر مؤذنًا=
= يؤذن ثم يقول على إثره: (ألا صلوا في الرحال) في الليلة الباردة، أو المطيرة في السفر.
هذا لفظ البخاري، ومسلم، وأبي داود. وفي رواية لهم وللباقين مثله، لكن لم يقيده بالسفر.
رواه البخاري (2/ 112، 156: 632، 666)؟ ومسلم (1/ 484: 697)؛ وأبو داود (1/ 641: 1060، 1061، 1062، 1063)، والنسائي (2/ 15: 654)؛ وابن ماجه (1/ 302: 937) مختصرًا؛ ومالك في الموطأ (1/ 73)، كتاب الصلاة، باب النداء في لسفر وضجنان -بفتح الضاد المعجمة وبالجيم بعدها نون على وزن فعلان- هو جبل قرب مكة. انظر: الفتح (2/ 113).
2 -
وعن جابر رضي الله عنه، قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ الله في سفر، فمطرنا فقال:" ليصلِّ من شاء منكم في رحله".
رواه مسلم (1/ 484: 698)؛ وأبو داود (1/ 643: 1065)؛ والترمذي (2/ 263: 409).
362 -
وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا (1) زَيْدُ بْنُ (2) الحُباب، ثنا (3) الْحُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ، عَنْ أَبِي غَالِبٍ (4)، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "البصاق في المسجد سيئة، ودفنها حسنة".
(1) في (ك): (ثنا).
(2)
لفظة (بن): ساقطة من (ك).
(3)
في (ك): (عن).
(4)
في (ك): (عاليه). وأبو غالب هو الراسبي البصري، صاحب أبي أمامة رضي الله عنه.
362 -
تخريجه:
ذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 158 أ)، كتاب المساجد، باب النهي عن البصاق في المسجد، وعزاه لأبي بكر بن أبي شيبة، وأبي يعلى، وقال: هذا حديث حسن. اهـ.
ورواه ابن أبي شيبة في مصنفه (2/ 365)، كتاب الصلوات، من قال البصاق في المسجد خطيئة، من طريق زيد بن الحباب، به، ولفظه:"البصاق في المسجد خطيئة، ودفنه حسنة".
ورواه أحمد (5/ 260)، من طريق زيد بن الحباب، به، ولفظه:"التفل في المسجد سيئة، ودفنه حسنة".
ويبدو أن الحافظ رحمه اله تعالى إنما اعتبر هذا الحديث زائدًا لأنه عند أحمد بلفظ (التفل)، وعند ابن أبي شيبة:(البصاق)، ومعناهما متقارب، وإن كان التفل دون البصاق، والذي أرى أن هذا الحديث ليس بزائد على شرط الحافظ، لأن أحمد أخرجه في مسنده" وإن اختلفت هذه الكلمة، لأنه قال في مقدمته (2/ 23)(ق اب)، وَشَرْطِي فِيهِ ذِكْرُ كُلِّ حَدِيثٍ وَرَدَ عَنْ صِحَابِيٍّ لَمْ يُخَرِّجْهُ الْأُصُولُ السَّبْعَةُ مِنْ حَدِيثِهِ، وَلَوْ أَخْرَجُوهُ أَوْ بَعْضُهُمْ مِنْ حَدِيثِ غَيْرِهِ، مع التنبيه عليه. اهـ.
ورواه الطبراني في الكبير (8/ 341: 8091)، من طريق أبي بكر بن أبي شيبة، به، ولفظه:"البزاق في المسجد سيئة، ودفنه حسنة".=
= ورواه أيضًا (8/ 341: 8092، 8093)، من طريق محمد بن قضاء الجوهري البصري، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ، قال: سمعت أبي، أنا الحسين بن واقد، به. ولفظه:" من تنخع في المسجد فلم يدفنه فسيئة، وإن دفنه حسنة".
ولم أجد لشيخه ترجمة، وأما محمد بن علي، ووالده فثقتان. (التقريب ص 497 - 399).
ورواه أيضًا (8/ 341: 8094)، من طريق أحمد بن علي الأبار البغدادي، ثنا عبد الله بن أحمد بن سويه -لعل الصواب: شبوية-، ثنا علي بن الحسن ابن شقيق، به ولفظه:" البزاق في المسجد خطيئة وكفارته دفنه".
وأحمد بن علي الأبار البغدادي، ثقة. (تاريخ بغداد 4/ 356).
وعبد الله بن أحمد بن سويه، لم أجده إلَّا أن يكون تحرف من شبويه، وهو الراجح عندي لأن ابن شبويه يروي عن علي بن الحسن بن شقيق، ويروي عنه أحمد بن علي الأبار، وتحريفها سهل لتقارب الصورتين، وابن شبويه قال فيه ابن حبان: مستقيم الحديث. وقال الخطيب: من أئمة أهل الحديث.
الثقات (8/ 366)؛ تاريخ بغداد (9/ 371).
الحكم عليه:
الحديث بهذا الإسناد رجاله كلهم ثقات، إلَّا أبا غالب فإنه صدوق يخطئ،
ومن هذه درجته يحتاج إلى متابع، ولم أقف على أحد تابعه في رواية هذا الحديث عن أبي أمامة رضي الله عنه، لذا فحديثه ضعيف.
لكن له شاهد صحيح من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، وأبي ذر رضي الله عنه، فيرتقي بهما، وبما في معناهما إلى الحسن لغيره.
1 -
فعن أنس رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" البزاق في المسجد خطيئة، وكفارتها دفنها"، وفي رواية لمسلم:" التفل في المسجد
…
".
رواه البخاري (1/ 511: 415)؛ ومسلم (1/ 390: 552)؛ وأبو داود=
= (1/ 321، 322: 474، 475، 476)؛والترمذي (2/ 461: 572)؛ والنسائي (2/ 50: 723)؛ وأحمد (3/ 232).
2 -
وعن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" إذا قام أحدكم إلى الصلاة فلا يبصق أمامه، فإنما يناجي الله ما دام في مصلآه، ولا عن يمينه، فإن عن يمينه ملكًا، وليبصق عن يساره، أو تحت قدمه، فيدفنها".
رواه البخاري (1/ 512: 416)، واللفظ له؛ ومسلم (1/ 389: 550) لكن ليس عنده قوله: (فيدفنها)، وهي شاهدنا هنا، وأبو داود (1/ 322: 477) بنحوه.
3 -
وعن أبي ذر رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" عرضت عليَّ أعمال أمتي، حسنها وسيئها، فوجدت في محاسن أعمالها الأذى يماط عن الطريق.
ووجدت في مساوئ أعمالها النخاعة تكون في المسجد لا تدفن".
رواه مسلم (1/ 390: 553)؛ وأحمد (5/ 178:180)؟ والبيهقي (2/ 291).
363 -
وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى (1)، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حَارِثَةَ بْنِ مُضَرِّب، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ (2): (إِذَا رَأَيْتُمُ الشَّيْخَ يُنْشِدُ الشِّعْرَ فِي الْمَسْجِدِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَيَذْكُرُ أَيَّامَ (3) الجاهلية، فاقرعوا رأسه بالعصا).
*صحيح موقوف.
(1) هو القطان.
(2)
سقطت لفظة (عبد الله) من (ك) وبقي مكانها بياضًا. وعبد الله هو ابن مسعود.
(3)
في (ك): بأيام.
363 -
تخريجه:
= = =
= ذكره البوصيري في الإتحاف (1/ 158 أ) كتاب المساجد، باب البصاق في المسجد، وما جاء في تشبيك الأصابع، وإقامة الحدود، وإنشاد الشعر فيه، وعزاه لمسدد، وقال: هذا إسناد رجاله ثقات، وأبو إسحاق، واسمه: عمرو بن عبد الله، وإن اختلط بآخره فإن شعبة روى عنه قبل الاختلاط، ومن طريقه روى له البخاري ومسلم في صحيحيهما، ويحيى هو ابن سعيد القطان. اهـ.
الحكم عليه:
الأثر بهذا الإسناد رجاله كلهم ثقات، وشعبة روى عن أبي إسحاق السبيعي قبل أن يسوء حفظه، بل إن جمهور أهل العلم لا يقدمون عليه هو والثوري في أبي إسحاق أحدًا. وقد عنعن أبو إسحاق وهر مدلس، لكن كما ذكرنا سابقًا أن ما رواه شعبة عنه محمول على الاتصال، لقوله: كفيتكم تدليس ثلاثة. فذكر منهم أبا إسحاق السبيعي. وعلى هذا، فالأثر صحيح، موقوف، كما قال الحافظ رحمه الله.
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عمرو بن العاص رضي الله عنهما، قَالَ:(نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عن البيع والابتياع، وعن تناشد الأشعار في المساجد).
وقد تقدم تخريجه مع شواهد أخرى عند الحديث رقم (356).
364 -
[قَالَ](1) الحُمَيْدِي: حَدَّثَنَا (2) سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ (3) اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي النَّوْمِ، فَقُلْتُ [لَهُ] (4): يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ (5) هَذَا الْحَدِيثَ (6) الَّذِي يُحَدَّثُ بِهِ عَنْكَ: "إِنَّ الْمَلَائِكَةَ تَتَأَذَّى مِمَّا يَتَأَذَّى مِنْهُ بَنُو آدم"؟ فقال صلى الله عليه وسلم: "حق".
(1) ما بين المعقوفتين زيادة من (ك).
(2)
في (ك): (ثنا)، وفي المسند:(قال)، ولم يذكر (قال) الثانية.
(3)
في (ك): النبي.
(4)
ما بين المعقوفتين زيادة من (ك).
(5)
أرأيت: معاه الاستخبار، أي: أخبرني عن هذا الحديث أصحيح هو؟ انظر: هدي الساري (ص 120).
(6)
قوله (الحديث) ليس في المسند.
364 -
تخريجه:
هو في مسند الحميدي (1/ 162: 339)، ذكره عقب حديث أم أيوب
الانصارية قالت: نزل عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فتكلفنا له طعامًا فيه من بعض هذه البقول، فكرهه، وقال لأصحابه:"كلوا فإني لست كأحدكم، إني أكره أن أوذي صاحبي".
وقال الشيخ حبيب الرحمن الأعظمي في تعليقه على المطالب العالية (1/ 101): لعل أبا إسماعيل الترمذي رواه في نسخته عن الحميدي. ولم أجده في النسخة التي نشرت بتحقيقي، وهي رواية بشر بن موسى عن الحميدي. اهـ. قلت: فجلّ من لا يسهو، ولا ينسى.
وذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 166 أ)، كتاب الاطعمة، باب ما جاء في الثوم والبصل والكراث. وقد ذكر معه أيضًا حديث أم أيوب الأنصارية الذي تقدم ذكره، وعزاه للحميدي، ثم قال: رواه الترمذي في الجامع، عن الحسن بن الصباح، وابن ماجه عن أبي بكر بن أبي شيبة، كلاهما عن سفيان، فذكراه، دون ما رآه سفيان في النوم، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. اهـ.=
= قلت: هو في سنن الترمذي (4/ 262: 1810)، قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب. اهـ. وفي سنن ابن ماجه (2/ 1116: 3364)، بنحوه.
ورواه أحمد في مسنده (6/ 433، 462)، وزاد في آخره:(يعني الملك)، ولم يذكر أجد منهم رؤيا سفيان بن عيينة.
الحكم عليه:
الحديث بهذا الإسناد رجاله ثقات، لكنه رؤيا منامية، ولا تثبت الأحكام بالمنامات وإن كان الرائي صالحًا من كبار أهل العلم كسفيان بن عيينة.
لكن قد صح هذا الحديث عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مَنْ حديث جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنهما، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عن أكل البصل، والكراث، فغلبتنا الحاجة فأكلنا منها، فقال:"من أكل من هذه الشجرة المنتنة فلا يقربن مسجدنا، فإن الملائكة تأذى بما يتأذى منه الإنس".
وفي رواية: "من أكل من هذه البقلة، الثوم -وقال مرة: من أكل البصل والثوم والكراث- فلا يقربن مسجدنا، فإن الملائكة تتأذى بما يتأذى منه بنو آدم".
رواهما مسلم (1/ 394، 395: 564)؛ والنسائي (2/ 43: 707)، الرواية الثانية فقط؛ وابن ماجه (2/ 1116: 3365)؛ والحميدي (2/ 544: 1299)؛ وأحمد (3/ 374، 387)؛ وابن خزيمة (3/ 83: 1664؛ 1665)؛ والطحاوي (4/ 240)؛ وابن حبان (3/ 80، 261: 1642، 2083)؛ والبيهقي (3/ 76) بألفاظ متقاربة وفيها جميعًا: "فإن الملائكة تتأذى
…
".
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "من كل من خضرواتكم هذه، ذوات الريح، فلا يقربنا في مساجدنا، فإن الملائكة تتأذى بما يتأذى منه بنو آدم".
رواه الطحاوي (4/ 237)، من طريق طلحة بن عمرو، عن عطاء، به.
وطلحة بن عمرو بن عثمان الحضرمي المكي متروك. انظر: التقريب (ص 283).
365 -
قَالَ (1): وَحَدَّثَنَا سُفْيَانُ، ثنا أَبُو (2) الزُّبَيْرِ، قَالَ (3): سَمِعْتُ جَابِرًا رضي الله عنه، وسُئل عَنِ الثُّومِ، فَقَالَ:(مَا كَانَ بِأَرْضِنَا يومئذِ ثُومٌ، وإنما الذي نُهي عنه: البصل، والكراث).
(1) يعني: الحميدي.
(2)
تحرفت في (ك) إلى: ابن.
(3)
لفظة (قال) ليست في (عم، سد، ك).
365 -
تخريجه:
هو في مسند الحميدي (2/ 537: 1278).
وذكره البوصيري في الإتحاف (3/ 166 ب) كتاب الأطعمة، باب ما جاء في الثوم والبصل والكراث، وعزاه للحميدي.
ورواه ابن خزيمة (3/ 85: 1668)، كتاب الصلاة، باب ذكر الدليل على أن النهي عن ذلك لتأذي الملائكة بريحه إذ الناس يتأذون به، من طريق عبد الله بن هاشم، ثنا بهز بن أسد، نا يزيد -وهو ابن إبراهيم- التستري، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ:
أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنْ أَكْلِ البصل والكراث. قال: ولم يكن ببلدنا يومئذ الثوم. فقال: "من أكل من هذه الشجرة فلا يقربن مسجدنا، فإن الملائكة تتأذىء بما يتأذى منه الإنسان".
ورجاله كلهم ثقات، إلا أن أبا الزبير قد عنعن، وهو مدلس، لكنه صرح بالسماع كما في حديث الباب، فيحمل ما هنا على السماع.
ورواه عبد الرزاق (1/ 446: 1741)، كتاب الصلاة، باب أكل الثوم والبصل ثم يدخل المسجد، من طريق ابن عيينة، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم:" من أكل من هذه الشجرة الخبيثة فلا يؤذينا في مسجدنا، وليقعد في. بيته". قال ابن عيينة: فسمعت أبا الزبير يحدث عن جابر قال: ما كان الثوم بأرضنا إذ ذاك.=
= وهذا مرسل رجاله ثقات؛ لأن عطاء بن يسار تابعي وليس بصحابي. انظر: التهذيب (7/ 217). لكن الجزء الأخير منه، وهو قول جابر: (ما كان الثوم
…
) متصل، وهو شاهدنا هنا.
ورواه أبو عوانة (1/ 411)، كتاب الصلاة، باب النهي عن أكل البصل والكراث، والدليل على إباحة كلها وبأن من أكلها لا يقرب المسجد حتى يذهب ريحها، من طريق يوسف بن مسلم قال: ثنا حجاج، عن ابن جريج قال: أخبرني أبو الزبير أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أن يأكلوا البصل والكراث، فلم ينتهوا ولم يجدوا من أكلها بدًّا فوجد ريحها، فقال:" ألم ينهوا عن أكل هذه البقلة الخبيثة أو المنتنة مَنْ أكلها فلا يَغْشَنا في مساجدنا، فإن الملائكة تتأذى بما يتأذى به الإنسان"، فقيل لجابر: والثوم؟ قال: لم يكن عندنا يومئذ ثوم.
قال أبو عوانة: حدثنا يونس بن عبد الأعلى قال: أبنا ابن وهب، عن ابن جريج -بنحوه-.
ويوسف بن سعيد بن مسلم المصيصي، ثقة حافظ. انظر: التقريب (ص 661). وحجاج هو ابن محمد المصيصي الأعور، ثقة ثبت، لكنه اختلط في آخر عمره لما قدم بغداد قبل موته. انظر: التقريب (ص 153).
ورواه مسلم (1/ 394: 564)، كتاب المساجد، باب نهي من أكل ثومًا
أو بصلًا أو كراثًا أو نحوها.
وابن ماجه (2/ 1116: 3365)، كتاب الأطعمة، باب أكل الثوم والبصل والكراث. وأحمد (3/ 374، 387 - 397). وابن حبان (3/ 80: 1643)، كتاب الصلاة، باب المساجد: ذكر الزجر عن إتيان المسجد لآكل الثوم والبصل والكراث إلى أن تذهب رائحتهما. و (3/ 261، 262: 2083، 2084، 2087).
والبيهقي (3/ 76)، كتاب الصلاة، باب ما جاء في منع من أكل ثومًا أو بصلًا أو كراثًا أن يأتي المسجد، من طرق عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله رضي الله=
= عَنْهُمَا، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عن أكل البصل والكراث، فغلبتنا الحاجة فأكلنا منها، فقال: (من أكل من هذه الشجرة المنتنة فلا يقربن مسجدنا، فإن الملائكة تأذى ممايتأذى منه الإنس". هذا لفظ مسلم، وليس عند أحد منهم ذكر الثوم.
ورواه البخاري (2/ 339: 854، 855)؛ ومسلم (1/ 394: 564)؟؛ وأبو داود (4/ 170: 3822)؛ والترمذي (4/ 261: 1806)؛ والنسائي (2/ 43: 707)؛ وعبد الرزاق (1/ 444: 1736)؛ وابن أبي شيبة في مصنفه (2/ 510)؛ وأحمد (3/ 380، 400)؛ وابن خزيمة (3/ 83: 1664، 1665)؛ وأبو عوانة (1/ 411، 412)؛ وابن حبان (3/ 80، 262: 1642، 2086)، من طرق عن عطاء بن أبي رباح، أن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ-صلى الله عليه وسلم قال: "من أكل ثومًا أو بصلًا فليعتزلنا -أو ليعتزل مسجدنا- وليقعد في بيته" وأنه أتي بقدر فيه خَضِرات من بقول، فوجد لها ريحًا، فسأل فأخبر مما فيها من البقول فقال:" قربوها" إلى بعض أصحابه، فلما رآه كره أكلها قال:"كل، فإني أناجي من لا تناجي". هذا اللفظ للبخاري ومسلم.
وفي رواية لمسلم، والنسائي، وابن خزيمة وغيرهم:"من أكل من هذه البقلة، الثوم -وقال مرة: من أكل البصل والثوم والكراث- فلا يقربن مسجدنا، فإن الْمَلَائِكَةَ تَتَأَذَّى مِمَّا يَتَأَذَّى مِنْهُ بَنُو آدَمَ".
الحكم عليه:
الحديث بهذا الإسناد رجاله كلهم ثقات، وقد صرح أبو الزبير بالسماع من جابر، فارتفعت تهمة التدليس.
لكن قول جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: (مَا كَانَ بِأَرْضِنَا يَوْمَئِذٍ ثُومٌ، وَإِنَّمَا الَّذِي نُهي عنه البصل والكراث) مشكل لأنه قصر النهي على البصل والكراث دون الثوم، وقد صح عن جابر نفسه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، نَهَى عن أكل الثوم، روى ذلك عنه=
= عطاء. وصح أيضًا عن عدد من الصحابة رضي الله عنهم -كما سيأتي- أنه صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنْ أَكْلِ الثوم.
وقد أجاب الحافظ رحمه الله -الفتح (2/ 341) - على ذلك فقال: وهذا لا ينافي التفسير المتقدم -يعني تفسير المنهي عنه بأنه الثوم والبصل والكراث.- إذ لا يلزم من كونه لم يكن بأرضهم أن لا يجلب إليهم، حتى لو امتنع هذا الحمل لكانت رواية المثبت مقدمة على رواية النافي، والله أعلم. اهـ. قلت: لكن يشكل هنا أيضًا أنه حصر النهي في البصل والكراث دون غيره فقال: (وإنما الذي نهي عنه: البصل والكراث)، فالمخرج أن يقال: إن رواية عطاء بن أبي رباح مقدمة على رواية أبي الزبير لأنه أوثق منه، وتعضد روايته رواية باقي الصحابة رضي الله عنهم، ومنها:
1 -
عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: أَنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال- في غزوة خيبر-: "من أكل من هذه الشجرة -يعني الثوم- فلا يأتين المساجد".
رواه البخاري (2/ 339: 853)؛ ومسلم (1/ 393: 561)، واللفظ له؛ وأبو داود (4/ 172: 3825)؛ وابن ماجه (1/ 325: 1016) وابن خزيمة (3/ 82: 1661).
2 -
وعن عبد العزيز بن صهيب، قال: سئل أنس عن الثوم؟ فَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "من أكل من هذه الشجرة فلا يقربن مسجدنا ولا يصلي معنا".
رواه البخاري (2/ 339: 856)؛ ومسلم (1/ 394: 562)؛ وأحمد (3/ 186).
3 -
وعن أبي هريرة رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "من أكل من هذه الشجرة فلا يقربن مسجدنا، ولا يؤذينا بريح الثوم".
رواه مسلم (1/ 394: 563)، واللفظ له؛ وابن ماجه (1/ 324: 1015)؛ وعبد الرزاق (1/ 445: 1738)؛ وأحمد (2/ 264، 266، 429)؛ وأبو عوانة (1/ 411)؛ وابن حبان (3/ 80: 1643)؛ والبيهقي (3/ 76).=
= 4 - وعن أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه، قَالَ: لم نعد أن فتحت خيبر، فوقعنا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، في تلك البقلة، الثوم، والناس جياع، فأكلنا منها أكلًا شديدًا، ثم رحنا إلى المسجد فوجد رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، الرِّيحُ، فقال:"من أكل من هذه الشجرة الخبيثة شيئًا فلا يقربنا في المسجد". فقال الناس: حرمت، حرمت، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فقال:" أيها الناس إنه ليس بي تحريم ما أحل الله لي، ولكنها شجرة أكره ريحها".
رواه مسلم (1/ 395: 565)، واللفظ له؛ وأبو داود (4/ 171: 3823)، وليس عنده القصة، وفيه السؤال عن الثوم والبصل، وأحمد (3/ 12)؛ وأبو عوانة (1/ 412)؛ والبيهقي (3/ 77).
5 -
وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أنه قال أثناء خطبة له: ثم إنكم أيها، الناس تأكلون شجرتين لا أراهما إلَّا خبيثتين: هذا البصل والثوم، لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، إذا وجد ريحهما من الرجل في المسجد، أمر به فأخرج إلى البقيع، فمن أكلهما فليمتهما طبخًا.
رواه مسلم (1/ 396: 567)؛ والنسائي (2/ 43: 708)؛ وابن ماجه (1/ 324: 1014)، وابن أبي شيبة في مصنفه (2/ 510)؛ وأحمد (1/ 15، 28، 49)؛ وابن خزيمة (3/ 84: 1666)؛ وابن حبان (3/ 263: 2088)؛ والبيهقي (3/ 78).
366 -
[وَقَالَ](1) أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا (2) أَبُو أَحْمَدَ (3)، ثنا إِسْرَائِيلُ، عَنْ مُسْلِمٍ -هُوَ الْأَعْوَرُ- عَنْ [حَبَّةَ](4)، عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه، قَالَ:(أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِأَكْلِ الثُّومِ)، وَقَالَ:"لَوْلَا أَنَّ المَلَك يَنْزِلُ عليَّ لأكلته".
(1) ما بين المعقوفتين زيادة من (ك).
(2)
في (ك): (ثنا).،
(3)
هو الزبيري.
(4)
في (مح): (حية) -بالياء التحتية-. وفي (ك): (أهملت الباء فلم تنقط). وهو ابن جوين العرني.
366 -
تخريجه:
ذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 166 ب)، كتاب الأطعمة، باب ما جاء في الثوم والبصل والكراث، وعزاه لأحمد بن منيع.
ورواه البزار، كما في كشف الأستار (3/ 329: 2864). والطحاوي (4/ 240)، كتاب الكراهية، باب أكل الثوم والبصل والكراث. والطبراني في الأوسط (3/ 285: 2620)؛ وابن عدي في الكامل (2/ 835). والسهمي في تاريخ جرجان (ص 103) في ترجمة أبي الحسن أحمد بن موسى المعروف بابن أبي عمران النجار. وأبو نعيم في أخبار أصبهان (2/ 218) في ترجمة محمد بن هارون الجوزداني، من طرق عن إسرائل، به مثله، لكن عند السهمي وأبي نعيم بلفظ الأمر: "يا علي كل
…
". قال البزار: لا نعلمه يروى عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مَنْ طريق إلَّا بهذا الإسناد. اهـ.
وقال ابن عدي: وهذان الحديثان -يعني حديث الباب وآخر ذكره قبله- يرويهما عن حبة مسلم الملائي، وقد رواه عن مسلم إسرائيل، وهو غريب من حديث إسرائيل، لا أعلم يرويه عن إسرائيل غير عبد الله بن رجاء، ويحيى بن يحيى الأسلمي. اهـ. قلت: بل رواه جماعة عن إسرائيل غيرهما وهم:
1 -
عبيد الله بن موسى العبسي، -كما عند البزار-، 2 - عقبة بن خالد،=
= -عند البزار أيضا-. 3 - شبابة بن سوار، -كما عند الطحاوي-.
4 -
أبو أحمد الزبيري، -كما في حديث الباب- وغيرهم.
وقال الهيثمي (المجمع 5/ 46): وفيه حبة بن جوين، وقد ضعفه الجمهور، ووثقه العجلي. اهـ. قلت: بل فيه مسلم الأعور، وهو متروك.
ورواه الخطيب في تاريخ بغداد (4/ 349) في ترجمة أحمد بن القاسم بن مساور الجوهري، من طريق علي بن الجعد، حدثنا أبو عمرو بن العلاء، عن مسلم، عن حبة، به مثله.
ورواه ابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 170: 1094)، كتاب الأطعمة: حديث في الثوم، من طريق الحسن بن عرفة قال: نا محمد بن مروان، عن مسلم، عن حبة، به بلفظ:"يا علي كُلِ الثوم فلولا أن الملك يأتيني لأكلته".
قال ابن الجوزي: قال الدارقطني: هذا حديث مما أنكر على حبة بن جون -كذا بالأصل والصواب جوين-، وهو ضعيف. قال يحيى: ليس حديثه بشيء.
وقال السعدي: غير ثقة. اهـ.
قلت: ومحمد بن مروان بن عبد الله بن إسماعيل السدي الصغير، متهم بالكذب. (اتقريب ص 506). ومسلم الملائي الأعور، متروك.
الحكم عليه:
الحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا، لأن فيه مسلم بن كيسان الأعور، وهو متروك الحديث، وفيه أيضًا حبة بن جوين، وهو ضعيف.
ولم أجد ما يشهد لهذا الحديث بل الأحاديث الصحيحة متضافرة في النهي عن أكله، ونهي من أكله عن قرب المساجد، والأسواق، وقد وصفه صلى الله عليه وسلم، بالشجرة الخبيثة، لكنه علل عدم أكله له -في بعض الأحاديث الصحيحة- بنزول الملك ومناجاته له، وقد حمل ذلك، -أي: التعليل- على المطبوخ منه لا النيء، وقد بين صلى الله عليه وسلم، أنه حلال وإنما كان يكرهه لأجل ريحه، كما في حديث أبي سعيد الخدري. انظر: الحديث رقم (365).
(15)
حَدِيثُ جَابِرٍ رضي الله عنه، فِي كَرَاهِيَةِ الرُّقَادِ فِي الْمَسْجِدِ، يَأْتِي فِي مَنَاقِبِ عَلِيٍّ رضي الله عنه (1).
(1) كتاب المناقب، باب فضائل علي رضي الله عنه، حديث رقم (3948).