الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
1
-
فصل
يسْتَحبّ للمحدث الْعَارِف عقد مجْلِس لإملاء الحَدِيث فَإِنَّهُ من أَعلَى مَرَاتِب الراوين 2
ويتخذ مستمليا محصلا متيقضا يبلغ عَنهُ إِذا كثر الْجمع كعادة الْحفاظ مَالك وَشعْبَة ووكيع 3 وَيزِيد بن هَارُون
وَفِي سنَن د ن من حَدِيث رَافع بن عَمْرو قَالَ
رَأَيْت رَسُول الله صلى الله 4 عَلَيْهِ وَسلم يخْطب النَّاس حِين ارْتَفع الضُّحَى على بغلة شهباء وَعلي يعبر عَنهُ
1 -
وَإِنَّمَا ذكرنَا التيقظ كَيْلا يَقع فِي مثل مَا وَقع ليزِيد بن هَارُون وَقد سُئِلَ عَن حَدِيث 2 فَقَالَ حَدثنَا بِهِ عدَّة فصاح مستمليه يَا أَبَا خَالِد عدَّة ابْن من فَقَالَ لَهُ عدَّة ابْن فقدتك
1 -
فَإِن لم يكتف بمستمل وَاحِد زَاد
وَقد أمْلى أَبُو مُسلم الْكَجِّي فِي رحبة غَسَّان وَكَانَ فِي 2 مَجْلِسه سَبْعَة مستملين يبلغ كل وَاحِد صَاحبه الَّذِي يَلِيهِ وَكتب النَّاس عَنهُ قيَاما بِأَيْدِيهِم 3 المحابر ثمَّ مسحت الرحبة وَحسب من حضر بمحبرة فَبلغ ذَلِك نيفا وَأَرْبَعين ألف محبرة سوى 4 النظارة
وَكَانَ مجْلِس عَاصِم بن عَليّ يحرز بِأَكْثَرَ من مئة ألف إِنْسَان
وليستمل على مَوضِع 5 مُرْتَفع وَإِلَّا قَائِما
وَعَلِيهِ أَن يتبع لفظ الحَدِيث فيؤديه على وَجهه من غير خلاف
وَقَالَ 6 الْخَطِيب يسْتَحبّ لَهُ أَن لَا يُخَالف لَفظه
وَفَائِدَة الْمُسْتَمْلِي تفهيم السَّامع على بعد
وَأما 7 من لم يسمع إِلَّا الْمبلغ فَلَا يجوز لَهُ رِوَايَته عَن المملي إِلَّا أَن يبين الْحَال وَفِي هَذَا 8 كَلَام تقدم فِي الرَّابِع وَالْعِشْرين
ويستنصت الْمُسْتَمْلِي النَّاس إِن كَانَ لغط بعد قِرَاءَة قَارِئ 9 حسن الصَّوْت شَيْئا من الْقُرْآن كَمَا سلف
1 -
وَعبارَة الْخَطِيب سُورَة من الْقُرْآن
ثمَّ روى بِإِسْنَادِهِ إِلَى أبي نَضرة قَالَ كَانَ أَصْحَاب 2 رَسُول الله صلى الله عليه وسلم إِذا اجْتَمعُوا تَذَاكَرُوا الْعلم وقرأوا سُورَة
ثمَّ يبسمل 3 ويحمد الله تَعَالَى وَيُصلي على رَسُوله صلى الله عليه وسلم ويتحرى الأبلغ فِي ذَلِك ثمَّ يقبل 4 على الْمُحدث وَيَقُول من ذكرت أَو مَا ذكرت أَي من الحَدِيث رَحِمك الله أَو غفر لَك أَو نَحْو ذَلِك 5
وَقَالَ الشَّيْخ تَقِيّ الدّين الْقشيرِي الْأَحْسَن أَن يَقُول من حَدثَك أَو من أخْبرك إِن لم يقدم الشَّيْخ 6 ذكر أحد
وروينا عَن يحيى بن أَكْثَم قَالَ وليت الْقَضَاء وَقَضَاء الْقُضَاة والوزارة وَكَذَا وَكَذَا 7 مَا سررت بِشَيْء مثل قَول الْمُسْتَمْلِي من ذكرت رجمك الله
وَكلما انْتهى إِلَى ذكر رَسُول اله 8 صلى الله عليه وسلم صلى عَلَيْهِ
قَالَ الْخَطِيب بِرَفْع الصَّوْت
وَإِذا ذكر صحابيا قَالَ رَضِي الله 9 تَعَالَى عَنهُ
1 -
قلت فغن كَانَ ابْن صَحَابِيّ ترْضى عَنْهُمَا
ويترضى ويترحم على الْأَئِمَّة
وَقد روينَا عَن 2 الرّبيع قَالَ قَالَ الْقَارئ يَوْمًا حَدثكُمْ الشَّافِعِي وَلم يقل رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ فَقَالَ الرّبيع 3 وَلَا حرف فَقَالَ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ
وَيحسن بالمحدث الثَّنَاء على شَيْخه حَالَة الرِّوَايَة عَنهُ 4 بِمَا هُوَ أَهله كَمَا فعله غير وَاحِد من السّلف كَمَا رُوِيَ عَن عَطاء بن أبي رَبَاح أَنه كَانَ إِذا 5 حدث عَن ابْن عَبَّاس قَالَ حَدثنِي الْبَحْر وَعَن وَكِيع أَنه قَالَ حَدثنَا سُفْيَان أَمِير الْمُؤمنِينَ
وأهم 6 من ذَلِك الدُّعَاء لَهُ عِنْد ذكره
وَلَا بَأْس بِذكر من يروي عَنهُ بلقب ك غنْدر لقب مُحَمَّد بن 7 جَعْفَر ولوين لقب مُحَمَّد بن سُلَيْمَان المصِّيصِي أَو وصف ك سُلَيْمَان الْأَعْمَش وَعَاصِم الْأَحول أَو 8 حِرْفَة أَو أم عرف بهَا ك يعلى بن منية الصَّحَابِيّ وَهِي أمه وَقيل جدته أم أَبِيه وَإِنَّمَا هُوَ 9 ابْن أُميَّة إِلَّا مَا يكره من ذَلِك كَمَا فِي إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم الْمَعْرُوف ب ابْن علية وَهِي 10 أمه وَقيل أم أَبِيه وَقد نهى أَحْمد ابْن معِين وَقَالَ إِنَّه
1 -
نهى عَن ذَلِك فَقَالَ قد قبلنَا مِنْك يَا معلم الْخَيْر
وَقد اسْتحبَّ للمملي أَن يجمع فِي 2 إمْلَائِهِ جمَاعَة من شُيُوخه مقدما أرجحهم إِسْنَادًا وَنَحْوه
ويملي عَن كل وَاحِد حَدِيثا وَاحِدًا 3 ويختار مَا علا سَنَده وَقصر مَتنه والمستفاد مِنْهُ وينبه على صِحَّته وَمَا فِيهِ من علم وَفَائِدَة 4 وَضبط مُشكل
ويتجنب مَا لَا تحمله عُقُولهمْ وَمَا لَا يفهمونه
وَيخْتم الْإِمْلَاء بحكايات ونوادر 5 وإنشادات بأسانيدها
قلت وأولاها مَا فِي الزّهْد والآداب وَمَكَارِم الْأَخْلَاق
وَإِذا قصر 6 الْمُحدث أَو اشْتغل عَن تَخْرِيج الْإِمْلَاء اسْتَعَانَ بِبَعْض الْحفاظ
قَالَ الْخَطِيب كَانَ جمَاعَة من 7 شُيُوخنَا يَفْعَلُونَ ذَلِك
وَإِذا نجز الْإِمْلَاء قابله وأتقنه وَأصْلح مَا فسد مِنْهُ بزيغ الْقَلَم 8 وطغيانه