الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
1 -
عَن أبي سَلمَة عَن عَائِشَة مَرْفُوعا قَالَ مُحَمَّدًا والْحَدِيث هُوَ هَذَا
الثَّانِي تَدْلِيس الشُّيُوخ
2
بِأَن يُسَمِّي شَيْخه أَو يكنيه أَو ينْسبهُ أَو يصفه بِمَا لَا يعرف بِهِ كَيْلا يعرف
مِثَاله مَا فعله 3 أَبُو بكر بن مُجَاهِد الْمُقْرِئ الإِمَام حَيْثُ قَالَ حَدثنَا عبد الله بن أبي عبد الله يُرِيد بِهِ 4 عبد الله بن أبي دَاوُد السجسْتانِي
وَقَالَ حَدثنَا مُحَمَّد بن سَنَد يُرِيد بِهِ النقاش الْمُفَسّر 5 نسبه إِلَى جد لَهُ
1 -
قلت وَمن أمثلته مَا فعله الْخَطِيب الْحَافِظ حَيْثُ قَالَ حَدثنَا أَحْمد بن أبي جَعْفَر الْقطيعِي 2 وَمرَّة الرَّوْيَانِيّ وَهُوَ هُوَ
وَقَالَ حَدثنَا عَليّ بن أبي عَليّ الْمعدل وَمرَّة الْبَصْرِيّ وَهُوَ هُوَ
وَقَالَ 3 حَدثنَا مُحَمَّد بن أبي الْحسن الساحلي وَمرَّة الشِّيرَازِيّ وَهُوَ هُوَ
وَغير ذَلِك
أما الأول فمكروه 4 جدا ذمه أَكثر الْعلمَاء
1 -
وَكَانَ شُعْبَة من أَشَّدهم ذما لَهُ فَقَالَ مرّة التَّدْلِيس أَخُو الْكَذِب وَقَالَ مرّة أُخْرَى لِأَن أزني 2 أحب إِلَيّ من أَن أدلس
وَهَذَا مِنْهُ إفراط مَحْمُول على الْمُبَالغَة فِي الزّجر عَنهُ والتنفير
ثمَّ 3 اخْتلفُوا فِي قبُول رِوَايَة من عرف بِهَذَا التَّدْلِيس فَجعله فريق من أهل الحَدِيث وَالْفُقَهَاء مجروحا 4 بذلك وَقَالُوا لَا تقبل رِوَايَته بِحَال وَإِن بَين السماع
وَالصَّحِيح التَّفْصِيل فَمَا رَوَاهُ بِلَفْظ 5 مُحْتَمل لم يتَبَيَّن فِيهِ السماع والاتصال حكمه حكم الْمُرْسل وأنواعه وَمَا بَينه فِيهِ ك سَمِعت 6 وَحدثنَا وَأخْبرنَا وَشبههَا فمقبول مُحْتَج بِهِ
وَفِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيرهمَا من هَذَا الضَّرْب كثير 7 جدا ك قَتَادَة
1 -
وَالْأَعْمَش والسفيانين وهشيم بن بشير وَغَيرهم
وَهَذَا لِأَن التَّدْلِيس لَيْسَ كذبا وَإِنَّمَا 2 هُوَ ضرب من الْإِيهَام بِلَفْظ مُحْتَمل
وَالْحكم بِأَنَّهُ لَا يقبل من المدلس حَتَّى يبين أجراه الشَّافِعِي 3 فِيمَن عَرفْنَاهُ دلّس مرّة
قلت وَمَا كَانَ فِي الصَّحِيحَيْنِ وشبههما عَن المدلسين ب عَن فَمَحْمُول 4 على ثُبُوت السماع م جِهَة أُخْرَى
وَأما الثَّانِي فَأمره أخف وَفِيه تَضْييع للمروي عَنهُ وتوعير 5 لطريق مَعْرفَته على من يطْلب الْوُقُوف على حَاله وأهليته
1 -
وَيخْتَلف الْحَال فِي كراهيته بِحَسب الْغَرَض الْحَامِل عَلَيْهِ فقد يحملهُ على ذَلِك كَون شَيْخه 2 الَّذِي غير سمته غير ثِقَة أَو كَونه مُتَأَخّر الْوَفَاة قد شَاركهُ فِي السماع مِنْهُ جمَاعَة دونه 3 أَو كَونه أَصْغَر سنا من الرَّاوِي عَنهُ أَو كَونه كثير الرِّوَايَة عَنهُ فَلَا يحب الْإِكْثَار من ذكر 4 شخص وَاحِد على صُورَة وَاحِدَة وتسمح بذلك جمَاعَة من الروَاة المصنفين مِنْهُم الْخَطِيب فقد كَانَ 5 لهجا بِهِ فِي تصانيفه
قلت كَمَا أسلفناه عَنهُ
وَمن مَقَاصِد الْمُتَأَخِّرين فِي التَّدْلِيس أَن يذكرُوا 6 لفظا مُشْتَركا يُطلق فِي الْمَشْهُور على غير الْموضع الَّذِي أَرَادَهُ كَمَا إِذا قَالَ حَدثنِي فلَان 7 بالعراق يُرِيد ب إخيم أَو ب زبيد يُرِيد موضعا ب قوص أَو ب حلب يُرِيد موضعا مُتَّصِلا 8 ب الْقَاهِرَة أَو ب مَا وَرَاء النَّهر وَيُرِيد أَنه انْتقل من أحد جَانِبي بَغْدَاد إِلَى الآخر وَالنّهر 9 دجلة
فَهَذَا كُله إِذا كَانَ صَحِيحا فِي نفس الْأَمر فَلَيْسَ بكذب إِنَّمَا الْمَقْصُود مِنْهُ الإغراب 10
وَقد يكون التَّدْلِيس خفِيا جدا وَلذَلِك مثالان
أَحدهمَا أَنهم اخْتلفُوا فِي سَماع الْحسن من 11 أبي هُرَيْرَة فورود فِي
1 -
بعض الرِّوَايَات عَن الْحسن حَدثنَا أَبُو هُرَيْرَة فَقيل إِنَّه أَرَادَ حدث أهل بلدنا وَهَذَا 2 إِن لم يقم دَلِيل قَاطع على أَن الْحسن لم يسمع من أبي هُرَيْرَة لم يجز أَن يُصَار إِلَيْهِ
1 -
الثَّانِي قَول أبي إِسْحَاق لَيْسَ أَبُو عُبَيْدَة ذكره وَلَكِن عبد الرَّحْمَن بن الْأسود عَن أَبِيه 2 فَظَاهره أَن المُرَاد سَمعه من عبد الرَّحْمَن بن الْأسود عَن أَبِيه بعدوله عَن أبي عُبَيْدَة
1 -
فَقيل إِنَّه تَدْلِيس كَمَا لَو قَالَ ابْتِدَاء عبد الرَّحْمَن بن الْأسود عَن أَبِيه وَلم يقل قبله 2 لَيْسَ أَبُو عُبَيْدَة ذكره نبه على ذَلِك صَاحب الاقتراح
1 -
قَالَ ولتدليس مفْسدَة وَفِيه مصلحَة
أما مفسدته فَإِنَّهُ قد يخفى وَيصير الرَّاوِي مَجْهُولا 2 يسْقط الْعَمَل بِالْحَدِيثِ لكَون الرَّاوِي مَجْهُولا عِنْد السَّامع مَعَ كَونه عدلا مَعْرُوفا فِي نفس الْأَمر 3 وَهَذِه جِنَايَة عظمى ومفسدة كبرى وَأما مصْلحَته فامتحان الأذهان فِي اسْتِخْرَاج التدليسات 4 وإلقاء ذَلِك إِلَى من يُرَاد اختبار حفظه ومعرفته بِالرِّجَالِ
ووراء ذَلِك مفْسدَة أُخْرَى يراعيها 5 أَرْبَاب الصّلاح والقلوب وَهُوَ مَا فِي التَّدْلِيس من التزين وَقد تنبه لذَلِك ياقوتة الْعلمَاء 6 الْمعَافى بن عمرَان الْموصِلِي وَكَانَ من أكَابِر الْعلمَاء والصلحاء
وَيَنْبَغِي أَن يتَنَبَّه بعد 7 ذَلِك لأمر مُهِمّ وَهُوَ أَن ثمَّ تَدْلِيس لَهُم خَاص يعرف ب تَدْلِيس التَّسْوِيَة وَهُوَ لَا يخْتَص بشيخ المدلس 8 بل بشيخ شَيْخه
1 -
وَقد رمي بذلك الْوَلِيد بن مُسلم وَبَقِيَّة بن الْوَلِيد
مِثَاله أَن يكون بَين الْأَوْزَاعِيّ 2 وَنَافِع مثلا من ضعف مَعَ أَن الْأَوْزَاعِيّ روى عَن نَافِع فَيسْقط بَقِيَّة الضَّعِيف ويروي الحَدِيث عَن 3 الْأَوْزَاعِيّ عَن نَافِع
فتنبهلذلك
وَفِي كَلَام الشَّيْخ فِي أول النَّوْع إِشَارَة إِلَى هَذَا