الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وله:
كم قلت لما بت أرشف ريقه
…
وأرى نقي الدر ثغر منتقا
بالله يا ذاك اللما مترويا
…
كرر علي حديث جيران النقا
وله:
لئن جاد لي بالوصل منه خياله
…
وأصبح مجهوداً رقيب ولاثم
إلا أنها الأقسام تحرم ساهراً
…
وآخر يأتي رزقه وهو نائم
وله:
يا قاتلي بجفون
…
قتيلها ليس يقبر
إن صبروا عنك قلبي
…
فهو القتيل المصبر
وله في أعور هجو:
وأعور العين ظل يكشفها
…
بلا حياء منه ولا خيفة
وكيف تلقى الحياء عند فتى
…
عورته لا تزال مكشوفة
1335 - نقي الدين السروجي
627 - 693هـ؟ 1229 - 1294م
عبد الله بن علي بن منجد بن ماجد بن بركات، البارع المفنن تقي الدين السروجي، الشاعر الأديب البليغ المشهور.
مولده في سنة سبع وعشرين وستمائة بسروج.
قال الشيخ صلاح الدين في الوافي: أخبرني العلامة أثير الدين أبو حيان، قال: كان رجلاً خيراً عفيفاً، تالياً للقرآن، عنده حظ جيد من النحو واللغة والأدب، متقللاً من الدنيا، يغلب عليه حب الجمال - يعني النظر إلى وجه المليح - مع العفة التامة والصيانة، نظم كثيراً، وغنى شعره المغنيون والقينات، وكان يذكر أنه يكرر عل المفضل والمتنبي والمقامات، ويستحضر حظاً كبيراً من صحاح الجوهري، وكان مأمون الصحبة، طاهر اللسان، يتفقد أصحابه، لا يكاد يظهر إلا يوم الجمعة، وكان لي به اختلاط ومحبة، ولي فيه اعتقاد، ودفن لما مات بمقبرة الفخري - بجوار من كان يهواه - ظاهر الحسينية، وهو أحد من تألمت لفقده، لعزة وجود مثله في الصحبة رحمه الله وكن يكره أن يخبر أحداً باسمه ونسبه، لأنه كان يقول لي: مع الأصحاب ثلاث رتب: أول ما اجتمع بهم يقولون: الشيخ تقي الدين، جاء الشيخ تقي الدين، راح الشيخ تقي الدين، فإذا طال الأمر قالوا: راح التقي، جاء التقي، صبرت عليهم، وعلمت أنهم أخوا في الملل، فإذا قالوا: راح السروجي، فذلك آخر عهدي بصحبتهم، انتهى.
وقال القاضي شهاب الدين محمود: كن يكره مكاناً فيه امرأة، ومن دعاه يقول: شرطي معروف أن لا تحضر امرأة، قال: كنا يوماً في دعوة بعض
الأصحاب، فكان مما حضر شواء فأدخل إلى النساء ليقطعوه ويضعوه في الصحون، فجعل يتبرم لذلك ويقول: أفيه الساعة يلوثنه بأيديهن.
وقال الشيخ أثير الدين أبو حيان: لما مات قال والد محبوبه: والله ما أدفنه إلا في تربة ولدي - يعني محبوبه الذي كان يهواه الشيخ تقي الدين في حياته - وقال: فإنه كان يهواه في حياته، فلا أفرق بينهما في الدنيا ولا في الآخرة، لما كان يعتقد من عفافه، وتوفي بالقاهرة في رابع شهر رمضان سنة ثلاث وتسعين وستمائة، رحمه الله.
ومن شعره، أنشدنا المعمر الرحلة عز الدين عبد الرحيم بن الفرات الحنفي إجازة، أنشدني البارع صلاح الدين الصفدي إجازة أنشدني العلامة أثير الدين أبو حيان قال: أنشدني المذكور لنفسه.
أنعم بوصلك لي فهذا وقته
…
يكفي من الهجران ما قد ذقته
يا من شغلت بحبه عن غيره
…
وسلوت كل الناس حين عشقته
أنفقت عمري في هواك وليتني
…
أعطي وصولاً بالذي أنفقه
كم جال في ميدان حبك فارس
…
بالصدق فيك إلى رضاك سبقته
أنت الذي جمع المحاسن وجهه
…
لكي عليه تصبري فرقته
قال الوشاة قد ادعى بك نسبة
…
فسررت لما قلت قد صدقته
بالله إن سألوك عني قل لهم
…
عبدي وملك يدي وما أعتقته
أو قيل مشتاق إليك فقل لهم
…
أدري بذا وأنا الذي شوقته
يا حسن طيف من خيالك زارني
…
من فرحتي بلقاه من حققته
فمضى وفي قلبي عليه حسرة
…
لو كان يمكنني الرقاد لحقته
وله بالسند المذكور:
في الجانب الأيمن من خدها
…
نقطة مسك أشتهي شمها
حسبته لما بدا خالها
…
وجدتها من حسنه عمها
وله أيضاً:
دنيا المحب ودينه أحبابه
…
فإذا جفوه تقطعت أسبابه
وإذا أتاهم في المحبة صادقاً
…
كشف الحجاب له وعز جنابه
ومتى سقوه شراب أنس منهم
…
رقت معانيه وراق شرابه
؟ وإذا تهتك لا يلام لأنه سكران عشقٍ لا يفيد عتابه
بعث السالم مع النسيم رسالةً
…
فأتاه في طي النسيم جوابه
؟ قصد الحمى وأتاه بجهد في السرى حتى بدت أعلامه وقبابه
ورأى لليلي العامرية منزلاً
…
بالجود يعرف والندا أصحابه
فيه الأمان لمن ناف من الردى
…
والخير قد ظفرت به طلابه
قد أشرعت بيض الصوارم والقنا
…
من حوله فهو المنيع حجابه
؟ وعلى حماه جلالةٌ من أهله فلذاك طارقة العيون تهابه
كم قلبت فيه القلوب على الثرى
…
شوقاً إليه وقبلت أعتابه
قد أخصبت منه الأباطح والربا
…
للزائرين وفتحت أبوابه
وله موشحة:
بالروح أفديك يا حبيبي
…
إن كنت ترضى بها فداك
فداوني اليوم يا طبيبي
…
فالقلب قد ذاب من جفاك
يا طلعة البدر إن تجلى
…
وإن تثنى فغصن بان
بالوصل طوبى لمن تملا
…
ونال من هجرك الأمان
قل لي نعم قد تعبت من لا
…
وضاع مني بها الزمان
وارجع إلى الله من قريب
…
فبعض ما قد جرى كفاك
من دمع عيني ومن نحيبي
…
وادي الحمى لبنت الأراك
والله ما كنت في حسابي
…
وإنما عشقك انفاق
ولا أنا من ذوي التصابي
…
فلم دمي في الهوى يراق
وكلت بي تقضي عذابي
…
بالصد والهجر والفراق
ثلاثة قد غدت نصيبي
…
يا ليتها لا غدت عداك
فإن تكن ترتضي الذي بي
…
فإن كل المنى رضاك
إن طال شوق وزاد وجدي
…
فإنني عاشق صبور
اسمع حديثي بقيت بعدي
…
أنا وحق النبي غيور
ما ارتضى أن يكون ضدي
…
يمشي حواليك أو يدور
؟ ولا أرى أن يكون رقيبي ملازمي عندما أراك
يسعى إلى الناس في مغيبي
…
يقول هذا يحب ذاك
جميع ما تشتهي ترضى
…
غلى إحضاره إليك
وذاك شيء أراه فرضاً
…
بالله قل لي وما عليك
أبق وخذ ما تريد فضا
…
فحاصل كله لديك