الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
؟
1382 - ابن مكانس
…
-
794هـ؟
…
- 1391م
عبد الرحمن بن عبد الرزاق بن إبراهيم، الرئيس فخر الدين أبو الفرج، وقيل أبو الفضل، ابن شمس الدين ابن علم الدين، الشهير بابن مكانس القبطي، الحنفي، الأديب الشاعر.
مولده بالقاهرة ونشأ بها، وتعانى قلم الديونة، وغلب عليه الأدب حتى صار بارعاً فيه إلى الغاية، مع المشاركة الجيدة في أنواع الأدبيات، ثم ولي نظر الدولة بديار مصر مدة طويلة، ثم صار وزيراً بدمشق، فباشرها مدة إلى أن طلب إلى القاهرة ليستقر بها وزيراً فأسقى في الطريق فدخل القاهرة ميتاً، وقيل مات بعد أيام في خامس عشر ذي الحجة سنة أربع وتسعين وسبعمائة.
قال المقريزي بعد أن أثنى على أدبه وفضله: إلا أنه كان لعرافة آبائه في النصرانية يستخف بالإسلام وأهله ويخرج ذلك في أساليب من سخفه وهزله، أخبرني البدر محمد بن إبراهيم البشتكي - وكان قد عاشره دهراً طويلاً - أنه سمع المؤذن وهو يقول في آذانه: وأشهد أن محمداً رسول الله، فقال هذا: محضر له ثمانمائة سنة نودي فيه الشهادة وما ثبت، ومات عنده عدة بنات نصارى، عامله الله بما يستحقه. انتهى كلام المقريزي.
قلت: وهذا شأن سائر أقباط مصر قديماً وحديثاً إلا أن فخر الدين هذا كان قد انسلخ من أبناء جنسه بما استعمل عليه من الفضيلة والأدب والشعر الرائق.
ومن شعره الرائق لما صادره الملك الظاهر برقوق ورسم بتعليقه منتكساً فقال:
وما تعلقت بالسرياق منتكساً
…
لحرمة أوجبت تعذيب ناسوتي
لكنني مذ نفثت السحر من أدبي
…
علقت تعليق هاروت وماروت
وله لما صودر أيضاً.
رب خذ بالعدل قوماً
…
أهل ظلم متوالِ
كلفوني بيع خيلي
…
برخيص وبغالي
وله قصيدة:
يا سرحة الشاطئ المنساب كوثره
…
على اليواقيت في أشكال حصباء
حلت عليك عزاليها السحاب إذا
…
نور الثريا استهلت ذات أنواء
وإن تبسم فيك النور من جدلٍ
…
سقاك من كل غيم كل بكاء
رحماك بالوارف المعهود منك فكم
…
لنا بظلك من أهواء وأهواء
ومنها:
فاستمهدت دومها المخضل وافترشت
…
نجم الثريا ورقت عن شاغل الماء
لا يدرك الطرف أقصاها على كلل
…
حتى تعود له لحظات حولاء
ومنها:
مالت على النهر إذ جاش الحرير به
…
كأنها إذن مالت لإصغاء
باكرتها في سراة من أصاحبنا
…
لا ينطوون على حقد وشحناء
تداعبوا بمعاني شعرهم فإذا
…
ود الأحبة في ألفاظ أعداء
من كل شيخ مجون في شباب فتح
…
يقرى المجون بقلب غير نساء
على الحدائق والآفاق ينفحنا
…
ريح البنفسج لا نشر الخزاماءِ
أما أنا لست نواحاً على طللٍ
…
ولا خليط ولا نداب أحياء
تركته لأناس كالتيوس غنوا
…
عن المدام بدر الإبل والشاء
يغرون للشعر لكن من جهالتهم
…
لم يفرقوا بين أبطاء وأقواء
من كل ألكن عند البحث منقطع
…
كأنه وأصل والشعر كالداءِ
انتهى ذكر القصيدة باختصار.
ومن مقاطيعه الرائقة الرشيقة قوله:
بأبي عقيقة مرشفاً
…
برت وكانت قيل عقت
فلثمتها ورشفتها
…
وقطعتها من حيث رقت
وله أيضاً:
زارت معطرة الشذا ملفوفة
…
كي تختفي فأبى شذا العطر
يا معشر الأدباء هذا وقتكم
…
فتناظموا في اللف والنشر
وله:
يقول معذبي إذا همت وجداً
…
نجد خلت فيه الشعر غلاً
أتعرف خده للعشق أهلاً
…
فقلت لهم نعم أهلاً وسهلاً
وله مداعبة:
قلت يا لائمي على بذل مالي
…
في هوى الحب دع كلام الفشار
فعلي فلس ذا يناح ويبكي
…
لا على درهم ولا دينار
وله أيضاً:
سكر الشيخ وطابا
…
واشتهى الشيخ الشبابا
حسب الخمرة صاباً
…
وجد الراح شرابا
وله في ابن النشو الوزير:
أنشأ القطيم النشو لما ارتقى
…
وزارة زادته في وزره
بالجامع العمري سبلاً وقد
…
قالت لنا عنه بنوا مصره
هذا سبيل حاله فاسد و
…
زيره يرشح من قعره
وله أيضاً:
بحق الله دع ظلم المعنى
…
ومتعه كما يهوى بأنسك
وكف الهجر يا محبوب عمن
…
بيومك رحت تهجره وأمسك
وله أيضاً:
بالله إن رأيت عاذلي فيه أقبلا
…
وسألا عن حالتي غالطهما وقل سلا
وله زجل، وهو من أحسن ما قيل:
قد هوى قلبي معيشق
…
حبشي أسمر أهيف
يخجل الغصن الرشيق
…
كيف لا تعشق ونتلف
أي قمر أي غصن يانع
…
نسأل الله السلامة
بلعوط جفتا بدائع
…
وعذار في الخد لامه
الغزال لو عبد طائع
…
والغزالة لو غلامه
يتخاطرد أعن نشق
…
في وصالو أو نيف
ما نقول لك شيء سوى الحق
…
قد قتلتني ذا الوصيف
ذا الوصيف وصفوا كمل
…
من تجنيه يا للا سلام
بجبين كنو هليل
…
وخصير وشد بنكام
لو رأيت هذا الغزيل
…
بالذي عنف وقد لام
؟ كنت تدري بأنك أحمق
…
وملآن فضول مطفف
لا تعنف حتى تعشق
…
فإذا عشقت عنف
دا إلا دلى قد جرى لي
…
في هوى ذا البدر قصة
من لذيذ عشقي حلالي
…
في الهوى شرب ألف غصة
بقوام يحكى العوالي
…
كلما غاب جاء برقصه
أي قوام خلص ممشق
…
كنوا الأسمر مثقف
وهو إلا أسمر محقق
…
إلا إذا سوى أظرف
يوم وهو جاني سكيرين
…
بقوام يميل من الراح
وبقى يحجل مسيكين
…
ويقول لي كلت تفاح
قلت تكذب يا مليعين
…
هات فيمك لي وقل أح
جاب فيمه مسكو بعبق
…
ريحته عنبر وقرقف
قلت دي ريحة رحيق
…
وإلا تفاح يا مقيصف
فغضب غضبة مدلل
…
ونفر عني نفور ريم
ورأيتو قد عليل
…
وتدلت لوخراطيم
صرت أعبد صدغو المبلبل
…
والميم منو يحاميم
واعتذر وراس مطرق
…
ونا نحلف بلف مصحف
ما نقول لك إلا نشفق
…
لا تقوم يا بدر تضعف
يوم وهو جاني بضجة
…
وجبين معقود وعابس
وقال والله ما أنت حجة
…
في الهوى يا ابن مكانس
تبقى تشكي لاي من جه
…
وآخرو ما قلت أمس
قلت يا حبي لا تفلق
…
على عبدك وتوقف
أنا ممن قال أصدق
…
وسيظهر لك وتعرف
وبقيت نحلف لهو
…
وألا يصنع بي ويفعل
فعلم قولي وصدقو
…
صار بغيب بي ويخجل
قلت يا من أنا برقوا
…
على ذا القول لا تعول
إذا كلام واحد مزوق
…
من وجد عقلو خفيف
بالحسد قلبو تمزق
…
ومن الغيرا تنشف
رب بقى حسنو ما أحلاه
…
ألا هو فيه فرد شي مر
حصل عرف أني بنهواه
…
فبقى يعجب وينفر
وإذا ردت أني بسلاه
…
نلقي قلبي ما يصبر
وهو راده والله يعشق
…
وناعن عشقو ما ننكف
ألا هو شيطان مزندق
…
يبقى ينكر ذا ويحلف
مطلبي وصلوا وضبطو
…
عني هذا أي مهلك
قد ملك قلبي وحطو
…
في يدي أو جسمي ملك
بلحاظو وبشرطو
…
ألا كان الشرط أملك
أي شريط زانوه ودقق
…
صانع الجمال وظرف
للهوى طريق مطرق
…
ينهب العقول ويخطف
والنبي زاد بو هيامى
…
ولا تسمع لوم لائم
وظهر للناس سقامى
…
وبقيت في دمعي عائم
ونفر عني منامي
…
ولا تنفعني التمائم
قال لي حبي أنت بك رق
…
حتى حالك ما بيعرف
قم نجيب طبيب حويدق
…
ويبان ضرك ويكشف
جب لي طبيب ملاطف
…
جس نبض جس حاذق
والطيب في طبوعارف
…
والتقى فيه عرق خافق
التفت لمن هو واقف
…
قال لو هذا الشب عاشق
ودواه نومو مطبق
…
مع حبيبو في لحيف
ويبات ليلة ويعرق
…
لا نقوع ولا سفيف
صرت نا نريد تغيب
…
حتى ننفى ذا الشناعة
قلت لو أسمع يا طبيب
…
خل عنك ذي الخلاعة
أنا إلا ما أنا طيب
…
وأرى الموت كل ساعة
أنا كل الليل أفلق
…
وبقيت أصفر نحيف
ودموع عيني تغرق
…
وأنا من جفني أرعف
والطبيب فهم مرامي
…
وبقي يبسم ويضحك
أنت حببت تنفي كلامي
…
قمت واثبتو بشرحك
ألانا تعمل طريق
…
لدواك عاجل وما أظرف
إن نار العشق تحرق
…
من يكون مثلك رهيف
إن تريد تفيق وتبرأ
…
لا تدع أحد يطبك
الحبيب بطبك أدري
…
فشفاك من عند حبك
عنقو ونام لبكرا
…
ويكون في الليل شريك
ما لسان ثغرو المروق
…
ورضاب ذاك الرشيف
وانتشق بعد الرحيق
…
ورد خديه المضعف
قمت نا سمعت قولو
…
نمت ليلى مع حبيبي
وشفى قلبي غليلو
…
حين غفل عني رقيبي
وكثر عندي قليلو
…
واستقليت فيه ذنوبي
صرت نا نبوس وننشق
…
وعليه قلبي يشفشف
وإن تريد نقول لك الحق
…
تم شي آخر ما يوصف
هكذا هو في الأزجال
…
لا تقول لي صابرو لا كان
لم يكن عباد لي خال
…
لا ولا عمى ابن قزمان
ألا ريت حبي إذا مال
…
فضح الرماح والأغصان
صرت مركب حسنو موسق
…
جيت أنا وأكللت مكنف
وأضاء ذهني وأشرق
…
جا الزجل صنيع ظريف
وقال في حسن خواتمه:
وا سوأتاه إذا وقفت بموقف
…
ما تخجل فيه سوى الأقدار
وسواد وجهي عند أخذ صحيفتي
…
وتطلعي فيها شبيه القار