الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وكان ظريفاً خفيف الروح، جارياً على مذهب الشعراء في حب الشباب والشراب والطرب، وكان ضيق الخلق قليل الرزق، وله خطب ورسائل، وكان يقرئ النحو والعروض، ومن شعره:
قال لي من هويت شبه مقامي
…
وقد امتز بالجمال دلالاً
قلت غصن على كثيب مهيل
…
صافحته يد النسيم فمالا
ومن شعره قصيدة يمدح بها صاحب اليمن، منها:
هم القصد أن حلوا بنعمان أو ساروا
…
وإن عدلوا في منحة الصب أو جاروا
تعشقتهم لا الوصل أرجو، ولا الجفا
…
أخاف، وأهل الحب في الحب أطوار
وآثرتهم بالروح وهي حبيبة
…
إلى وفى أهل المحبة إيثار
وهل سحر ولي بنعمان عائدٌ
…
فكل ليالينا بنعمان أسحارُ
توفي بسمهود في سنة عشرين وسبعمائة.
1418 - ابن الفرات
759 - 851هـ؟ 1358 - 1447م
عبد الرحيم بن محمد بن عبد الرحيم بن علي بن الحسين، الشيخ الإمام المحدث المعمر المسند الرحلة القاضي عز الدين ابن القاضي ناصر الدين الحنفي، أحد نواب الحكم، المعروف بابن الفرات.
مولده سنة تسع وخمسين وسبعمائة بالقاهرة، وسمع بها من والده، والحسين ابن عبد الرحمن بن سباع التكريتي، والقاضي إسماعيل بن إبراهيم الحنفي، وأجاز له القاضي عز الدين ابن جماعة، والشيخ صلاح الدين خليل بن أيبك الصفدي، وأحمد بن النجم، وابن قاضي الجبل، وابن الجوخي، وتاج الدين السبكي، وابن أميلة، والبياني، والصلاح بن أبي عمر، وابن السيوفي، وشمس الأئمة الكرماني، ومحمود التيمي، وست العرب، والبرهان القيراطي، وخلق سواهم، يجمعهم مشيخة تخريج الإمام المحدث الرحال المفيد سراج الدين عمر بن فهد، وحدث سنين، وتفرد بأشياء عوالي، وسمع منه الأعيان والفضلاء، وصار رحلة زمانه، وأجاز لي بجميع مسموعاته ومروياته، وكان له معرفة تامة بالفقه والأحكام، وناب في الحكم بالقاهرة سنين إلى أن توفي بالقاهرة في أواخر ذي الحجة سنة إحدى وخمسين وثمانمائة.
وكان خيراً ديناً، ساكناً، متجمعا عن الناس، مشكور السيرة، رحمه الله تعالى.