الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
توفي بإربل في سنة سبع عشرة وسبعمائة عن تسع وسبعين سنة، رحمه الله تعالى.
؟
1367 - تاج الدين الفزاري
624 - 690هـ؟ 1227 - 1291م
عبد الرحمن بن إبراهيم بن سباع بن ضياء، الإمام العلامة مفتي الإسلام فقيه الشام تاج الدين أبو محمد الفزاري البدري، المصري الأصل، الدمشقي الشافعي، الفركاح.
ولد في شهر ربيع الأول سنة أربع وعشرين وستمائة.
قال ابن أيبك الصفدي: تفقه في صغره على الشيخ عز الدين بن عبد السلام، والشيخ تقي الدين بن الصلاح، وبرع في المذهب وهو شاب، وجلس للإشغال وله بعض وعشرين سنة، ودرس في سنة ثمان وأربعين، وكتب في الفتاوى
وقد كمل الثلاثين، ولما قدم النووي من بلده أحضروه ليشتغل عليه، حمل همه وبعث به إلى مدرس الرواحية ليصبح له بها بيت ويرتفق بمعلومها، وكانت الفتاوى تأتيه من الأقطار، وإذا سافر لزيارة القدس يترامى أهل البر على ضيافته، وكان أكبر من الشيخ محيي الدين النووي بسبع سنين، وهو أفقه نفساً وأزكى، وأقوى مناظرة من الشيخ محي الدين بكثير، وقيل إنه كان يقول: إيش قال النووي في مزبلته - يعني الروضة - وكان الشيخ عز الدين ابن عبد السلام يسميه الدويك لحسن بحثه، انتهى كلام الصفدي باختصار.
قال الحافظ أبو عبد الله الذهبي: وسمع البخاري من ابن الزبيدي، وسمع من ابن باسويه، وابن المنجا، وابن اللتي، ومكرم بن أبي طاهر، وابن الصلاح، والسخاوي، وتاج الدين بن حمويه، والزين أحمد بن عبد الملك، وخرج له البرزالي عشرة أجزاء صغار عن مائة نفس، وسمع منه ولده الشيخ برهان الدين، وابن تيمية، والمزي، والقاضي ابن صصرى، وكمال الدين بن الزملكاني،
وابن العطار، وكمال الدين الشهبي، والمجد الصيرفي، وأبو الحسن الختمي، والشمس محمد بن رافع الرحبي، وعلاء الدين المقدسي، والشريف بن سيده، وزكي الدين زكريا، وتخرج به جماعة من القضاة والمدرسين والمفتيين، ودرس، وناظر، وصنف، وانتهت عليه رئاسة المذهب، كما انتهت إلى ولده.
كان ممن بلغ رتبة الاجتهاد، ومحاسنة كثيرة، وكان يلثغ بالراء غينا، وكان لطيف اللحية، قصيراً، حلو الصورة، ظاهر الدم، مفركح الساقين بهما حتف ما، انتهى كلام الذهبي.
قيل: إنه كان يركب البغلة ويحف به أَصحابه، ويخرج معهم إلى الأماكن النزهة، ويباسطهم، وله في النفوس صورة عظيمة لدينه وعلمه وتواضعه وخيره، وكان مفرط الكرم، وله تصانيف، من ذلك: الإقليد في شرح التنهيه، وكشف القناع في حل السماع، وكان له يد في النظم والنثر وعدة علوم، ولم يزل ملازماً للاشتغال والإشغال إلى أن توفي سنة تسعين وستمائة، وقد عاش ستا وستين سنة وثلاثة أشهر، ودفن بمقابر باب الصغير بدمشق، وشيعه خلق كثير، رحمه الله تعالى.
ومن شعره ما كتبه لزين الدين عبد الملك بن العجمي، ملغزاً في اسم بيدرا:
يا سيداً ملأ الآفاق قاطبةً
…
بكل فن من الألغاز مبتكر
ما اسم مسماه بدر وهو مشتمل
…
عليه في اللفظ إن حققت في النظر
؟ وأن تكن مسقطاً ثانية مقتصراً عليه في الحذف أضحى واحد البدر وله أيضاً دوبيت:
ما أطيب ما كنت من الوجد لقيت
…
إذ أصبح بالحبيب صبا وأبيت
؟ واليوم صحا قلبي من سكرته ما أعرف في الغرام من أين أتيت انتهى.