الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
توفي ليلة الأحد ثامن عشر جمادى الأولى سنة اثنتين وسبعين وسبعمائة بالقاهرة فجأة، وصلى عليه قاضي القضاة بهاء الدين أبو البغاء بالجامع الحاكمي، ودفن بتربته بالقرب من جوشن خارج باب النصر، رحمه الله تعالى.
؟
1415 - الحافظ زين الدين العراقي
725 - 806هـ؟ 1325 - 1403م
عبد الرحيم بن الحسين بن عبد الرحمن بن إبراهيم بن أبي بكر بن إبراهيم، الحافظ زين الدين أبو الفضل العراقي المصري الشافعي.
مولده بالقاهرة في الحادي والعشرين من جمادى الأولى سنة خمس وعشرين وسبعمائة بمنشية المهراني على شاطئ النيل، وحفظ القرآن الكريم، وطلب العلم، ثم طلب الحديث بنفسه، فسمع بالقاهرة: على أبي علي عبد الرحيم عبد الله بن يوسف الأنصاري الشهير بابن شاهد الجيش، وعلي أبي الفتح محمد ابن محمد بن إبراهيم الميدومي، وأبي القاسم محمد بن محمد بن محمد بن سيد الناس، ومحمد بن إسماعيل بن عبد العزيز، وسنجر بن عبد الله الجاولي،
وعلي بن أحمد بن عبد المحسن بن الرفعة، في خلق كثير يطول الشرح في ذكرهم، وبمصر: من أبي الفرج عبد الرحمن بن محمد بن عبد الهادي المقدسي، ومحمد ابن علي بن عبد العزيز بن المظفر، وأحمد بن محمد بن الحسن الرصدي الشهير بابن الحرايري، ومحمد بن أحمد بن أبي الربيع الدلاصي، في آخرين، وبمكة من: الفقيه أحمد بن قاسم بن عبد الرحمن الجزائري، وأحمد بن علي بن يوسف إمام الحنفية بها، والفقيه خليل بن عبد الرحمن بن محمد إمام المالكية بها، في آخرين، وبالمدينة من الشيخ عفيف الدين عبد الله بن أحمد بن محمد الطبري في آخرين، وبدمشق من: أبي عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن الخباز الأنصاري، وأبي بكر بن عبد العزيز أحمد بن رمضان، ويحيى بن عبد الله بن مروان الفارقي - وحديثه عزيز -، ومحمد بن إسماعيل بن عمر بن الحموي، ومحمد بن محمد ابن عبد الغني الخراساني، في خلق آخرين، وبصالحية دمشق، من: أبي العباس أحمد بن عبد الرحمن بن محمد المرداوي، وعبد الله بن محمد بن إبراهيم المقدسي، ومحمد بن موسى بن إبراهيم الشقراوي، وفي آخرين، وبحلب من: سليمان بن إبراهيم بن المطوع، وعبد الله بن محمد بن إبراهيم المقدسي ابن المهندس، وبقية السلف جمال الدين إبراهيم بن الشهاب محمود، في آخرين، وبحماة من قاضيها نجم الدين عبد الرحيم بن إبراهيم بن هبة الله البارزي، وعبد الله بن داود بن سليمان السلمي، في آخرين، وبحمص من عمر بن أحمد بن عمر النقي، في آخرين، وبطرابلس من العلامة صدر الدين محمد بن أبي بكر بن عباس الخابوري، وغيره، وبصفد من عمر بن حمزة بن يونس، وست الفقهاء بنت أحمد بن محمد العباسي، وببعلبك من: أحمد بن علي بن الحسن بن عمرون، وأحمد بن عبد الكريم بن أبي بكر، وعبد القادر بن علي السبع البعلبكيين، في آخرين، وبنابلس من: محمد بن
عثمان بن عبد الرحمن بن عبد المنعم بن نعمة، وإبراهيم بن عبد الله بن أحمد الزيادي وغيرهم، وببيت المقدس: منه، ومن قاسم بن سليمان الأذرعي، وطاهر ابن أحمد المقدسي، الحافظ صلاح الدين بن خليل بن كيكلدي العلائي، في آخرين، وبغزة من سليمان ومحمد ابني سالم بن عبد الناصر، في آخرين وبالإسكندرية من محمد بن محمد بن أبي الحسين بن أبي الليث، ومحمد بن أحمد ابن هبة الله القرشي المعروف بابن البوري، ومحمد بن محمد بن عبد الكريم ابن عطاء، والشريف عبد الرحمن بن عمر بن محمد البرساني، في آخرين، وبغيرها من البلاد، يجمعها الأربعون البلدانية التي خرجها، لكنه لم يكملها، بقي عليه منها أربعة بلاد.
وكان اشتغاله أولاً بعلم القراءات، ثم مال إلى الحديث، فقرأ بنفسه في سنة اثنتين وأربعين وسبعمائة، وأخذ عن الشيخ شهاب الدين أحمد بنابي الفرج ابن البابا، وهو أول شيخ قرأ عليه الحديث، ثم أخذ علم الحديث أيضاً عن الشيخ علاء الدين بن عثمان بن مصطفى التركماني الحنفي، وتخرج به، وانتفع به، وسمع عليه صحيح البخاري مع ابن شاهد الجيش، ثم لما رحل إلى الشام في سنة أربع وخمسين أخذ عن حافظ العصر الشيخ تقي الدين أبي الحسن علي بن عبد الكافي السبكي، والشيخ صلاح الدين خليل بن كيكلدى العلائي،
ووصفاه بالفهم والمعرفة والإتقان، ووصفه أيضاً أئمة العصر بالحفظ والتحقيق، كالعز بن جماعة، وجمال الدين الإسنوي، وغيرهما، وأخذ عنه من الأئمة الحفاظ: الحافظ نور الدين الهيثمي صاحب التصانيف المشهورة، والحافظ شهاب الدين بن حجر، والحافظ برهان الدين إبراهيم الحلبي سبط بن العجمي، وحافظ مكة جال الدين محمد بن ظهيرة، والشيخ كمال الدين محمد بن موسى الدميري، والبرهان إبراهيم الإبناسي، والزين عبد الرحمن علي الفارسكوري، وغيرهم.
وكان كثير الحج والمجاورة بمكة المشرفة، وولي قضاء المدينة الشريفة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام مدة، ثم عزل وعاد إلى القاهرة في الدولة الظاهرية برقوق، واستمر ملازماً للتصنيف والإشغال، ودرس بالمدرستين الكاميلية والفاضلية، وصنف كتباً كثيرة منها: تخرج أحاديث الإحياء في أربع مجلدات كبار، أكمل مسودته قديماً سنة إحدى وخمسين وسبعمائة، أخبار الأحياء بأخبار الإحياء، واختصره في مجلدة ضخمة سماه المغني عن حمل الأسفار في تخريج ما في الإحياء من الأخبار، ونظم علوم الحديث لابن الصلاح وشرحه، ونظم منهاج البيضاوي في الأصول، وغير ذلك.
ومن نظمه، أنشدنا حافظ العصر قاضي القضاة شهاب الدين أبو الفضل أحمد بن حجر إجازة أنشدنا الحافظ زين الدين العراقي لنفسه إجازة - إن لم يكن سماعاً - فيمن كان يشبه النبي صلى الله عليه وسلم:
وسبعة شبهوا بالمصطفى قِسَما
…
لهم بذلك قدرٌ قد زكا ونما
سبط النبي، أبو سفيان، سائبهم
…
وجعفر وابنه ذو الجود كذا فثما
وله أيضاً في غير المعنى:
؟ انفقوا لله جودا
…
من سجد ليس بمغبون
لن تنالوا البر حتى
…
تنفقوا مما تحبون
وله في أسماء الصحابة العشرة رضي الله عنهم:
وأفضل أصحاب النبي مكانةً
…
ومنزلةً من بشروا بجنان
؟ سعيد، زبير، سعد، عثمان، عامرٌ علي، ابن عوف، طلحة، العمران توفي الحافظ زين الدين رحمه الله في نصف ليلة الأربعاء ثامن شعبان سنة ست وثمانمائة بالقاهرة.
أخبرني غير واحد من تلامذته أنه كان معتدل القامة، للطول أقرب، مليح الوجه، منور الشيبة، كث اللحية، كثير السكون، طارحاً للتكلف، شديد