الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
؟
1498 - ابن بنت الأعز
614 - 665هـ؟ 1217 - 1266م
بعد الوهاب بن خلف بن دبر العلامي الشافعي، قاضي القضاة تاج الدين أبو محمد، المعروف بابن بنت الأعز.
ولد سنة أربع عشرة وستمائة، وقيل سنة أربع وستمائة، وروى عن جعفر الهمداني وغيره، وكان إماماً فاضلاً، عالماً متبحراً في المذهب، وولي المناصب الجليلة: كنظر الدواوين والوزر، وقضاء القضاة، ودرس: بالصلاحية، وقبة الشافعي رضي الله عنه، وتقدم في الدولة، وكانت له الحرمة الوافرة عند الملك الظاهر بيبرس، وكان ذا ذهن ثاقب، وحدس صائب، وسعد وعزم مع النزاهة المفرطة، والصلابة في الدين، وحسن الطريقة، والتثبت في الأحكام، وتولية الأكفاء، ولا يراعي أحداً ولا يداهنه، ولا يقول شهادة مريب، وكان قوي النفس، يرتفع على الصاحب بهاء الدين بن حنا وغيره.
وهو والد قاضي القضاة صدر الدين عمر قاضي الديار المصرية، ووالد قاضي القضاة تقي الدين عبد الرحمن الذي وزر أيضاً، ووالد القاضي العلامة علاء الدين أحمد الذي دخل اليمن والشام.
ولما زاد قاضي القضاة تاج الدين هذا في التثبت في الأحكام شكا الأمير أيدغدي العزيز إلى الملك الظاهر منه، ورفع قصة من بيت الملك الناصر يوسف أنهم ابتاعوا دار القاضي برهان الدين السنجاري في حياته وبعد وفاته ادعى الورثة وقفيتها، وجرى بسبب ذلك أمور، فقال الأمير جمال الدين أيدغدي المذكور: نترك نحن مذهب الشافعي لك ونولي في مذهب من يحكم بين الناس، فأمر الملك الظاهر بتولية القضاة الأربع، ولم يكن قبل ذلك إلا قاض واحد من مذهب واحد.
وكان في ابتداء الإسلام الحكم بالديار المصرية لجماعة من الصحابة والتابعين إلى أن ظهر مذهب الإمام الأعظم أبي حنيفة رضي الله عنه فصار حكم الديار المصرية بل وسائر الأقطار للقضاة الحنفية شرقاً وغرباً إلى أن ملك الفاطميون الديار المصرية وأبطلوا سائر المذاهب وأظهروا التشيع، وولوا من اختاروه من الشيعة، واستمر ذلك سنين إلى أن زالت دولتهم وملك الديار المصرية بنو أيوب، وكانوا أكراداً شافعية فأقاموا من مذهبهم قاضياً، وكانت القاهرة
قد خربت وتلاشى أمرها إلى الغاية، وخرب غالب قراها وأعمالها، وملكت الفرنج بيت المقدس وغالب السواحل سنين عديدة، فلما تسلطن السلطان صلاح الدين يوسف على أنه نائب لنور الدين الشهيد وأخذ في عمل مصالح الديار المصرية، وفتح الفتوحات الهائلة، وقويت شوكته بحسب الحال، ثم ملك من بعده جماعة من بني أيوب إلى أن زالت دولتهم وملكت الأتراك، وآل الأمر إلى سلطنة السلطان الملك الظاهر بيبرس ورتب القضاة الأربع في سنة أربع وستين أو التي قبلها فكان انفراد السادة الشافعية بالحكم في الديار المصرية مائة سنة من سلطنة الملك المنصور أسد الدين شيركوه في سنة أربع وستين وخمسمائة إلى سلطنة الملك الظاهر بيبرس وتولية القضاة الأربعة في سنة أربع وستين وستمائة. انتهى.
قلت: ولما ولى الملك الظاهر القضاة الأربعة قال علم الدين بن شكر - وقد التقى مع قاضي القضاة تاج الدين المذكور في بعض الأماكن - ما مات حتى رأيتك صاحب ربع، انتهى.
وكانت وفاته سنة خمس وستين وستمائة، رحمه الله تعالى.