الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
من شراء الغلال من دمشق، وتخويف الناس من التتار، فكان البدوي يجلب الجمل ويبيعه بأضعاف قيمته ويشتري به الغلة رخيصة لأن الناس يحتاجون إلى السفر إلى مصر.
قال الصفدي: توفي طيبرس المذكور سنة تسع وثمانين وستمائة بالقاهرة.
؟
1291 - الطويل
…
-
769هـ؟
…
- 1367م
طيبغا بن عبد الله الناصري، الأمير علاء الدين المعروف بالطويل.
هو من مماليك الملك الناصر حسن ومن خواصه، أمره عند قبضه على الأمير صرغتمش، وبعد موت الأتابك شيخون، وجعله أمير مائة ومقدم ألف هو وخجداشه يلبغا العمري الخاصكي، واستعان بهما على أعيان الأمراء، فإنهما من
عتقائه وخواصه، فلما استفحل أمرهما اتفقا عليه، ووقع ما حكيناه في غير موضع من أنهما ركبا على أستاذهما الملك الناصر حسن وقبضا عليه وقتلاه وسلطنا مكانه الملك المنصور محمد بن المظفر حاجي، واستبدا بالأمر، فصار يلبغا يتميز على طيبغا الطويل هذا وأهمله، ولا زال على ذلك حتى خرج طيبغا إلى الصيد بالعباسة في سنة سبع وستين وسبعمائة، فلما وصل طيبغا إلى العباسة أرسل إليه يلبغا خلعة مع جماعة من الأمراء بنيابة دمشق، فلما بلغ طيبغا ذلك عصى وقصد قبة النصر خارج القاهرة، فخرج إليه يلبغا بالملك الأشرف شعبان، وتواقعا، فانكسر طيبغا، وأمسك بمن كان معه من الأمراء، وحبس بالإسكندرية، واسترجع إقطاعه ولداه، وهما علي وحمزة، وكانا أميري طبلخاناة.
واستمر محبوساً بالإسكندرية إلى يوم الاثنين تاسع عشرين شعبان من السنة وقف يلبغا وجماعة من الأمراء بدار العدل وطلبوا مراحم الملك الأشرف في إطلاق طيبغا فأجابهم إلى ذلك، وتوجه طيبغا إلى القدس بطالا، فأقام به إلى أن نقل إلى نيابة حلب، بعد عزل منكلي بغا الشمسي في سنة تسع وستين وسبعمائة، فلبس تشريفه وتوجه إلى حلب فأقام بها إلى أن توفي يوم السبت سلخ شوال في
وقت الظهر من سنة تسع وستين وسبعمائة، ودفن خارج باب المقام.
قيل: إنه سم، لأنه لما بلغه واقعة يلبغا أراد الوثوب والمخالفة: فعاجلته المنية فاستراح وأراح.
قال ابن حبيب: سنة تسع وستين وسبعمائة: فيها ولي الأمير علاء الدين طيبغا الطويل الناصري نيابة السلطنة بحلب عوضاً عن منكلي بغا الشمسي، وباشر ذا نفس مليكة. ومنزلة فليكة. وحشمة أنهارها زائدة. ونعمة صلتها على الرعية عائدة واستمر يعمل على شاكلته الحسنة إلى أن اخترمته المنية في آخر هذه السنة.
انتهى كلام ابن حبيب، ولم يبين في أي يوم مات فيه طيبغا ولا أي شهر فإن جل مقصوده كمال السجعة لا إتمام الفائدة.
قلت: وكان طيبغا المذكور أميراً شجاعاً مقداماً، وكان له ميل إلى فعل الخير، وأنشأ تربة مليحة بالصحرا ووقف عليها أوقافاً جيدة، وله أيضاً مآثر أخر.
وقد رأيت جماعة من ممليك يلبغا العمري حدثني بعضهم قال: كان أستاذنا - يعني يلبغا - لما يركب وينزل من الخدمة السلطانية يوافيه طيبغا الطويل - يعني صاحب الترجمة - ويتوجها إلى دورهما، فتقول العامة: يا طويل حسك من هذا القصير، وربما سمعا كلامهم في بعض الأحيان فكان يتبسمان، فلم يكن بعد أيام إلا ووقع ما قيل. انتهى.