الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قلت: وهذا بخلاف ما أثبته الإسنوي من وفاته سنة تسع وثلاثين وسبعمائة، كما تقدم انتهى.
؟
1527 - ابن الحاجب النحوي
570 - 646هـ؟ 1174 - 1248م
عثمان بن عمر بن أبي بكر بن يونس، العلامة المحقق جمال الدين أبو عمرو، المعروف بابن الحاجب الكردي، الدويني الأصل، الإسنائي المولد، المقرئ، النحوي، الأصولي، الفقيه المالكي، صاحب التصانيف المشهورة به.
ولد سنة سبعين، أو إحدى وسبعين وخمسمائة، وكان أبوه جندياً كردياً، حاجباً للأمير عز الدين موسك، واشتغل في صغره بالقاهرة، وحفظ القرآن، وأخذ بعض القرآن عن الشاطبي، وسمع منه التيسير، وقرأ بطرق المبهج على أبي الفضل محمد بن يوسف الغزنوي، وقرأ بالسبع على أبي الجود، وسمع من البوصير، وابن ياسين، ودخل دمشق فسمع من، القاسم بن عساكر،
وحماد الحراني، وبنت سعد الخير، وجماعة، وتفقه على أبي المنصور الأبياري وغيره، وتأدب على الشاطبي، وابن البنا، ولزم الاشتغال حتى برع في الأصول والعربية، وكان من أذكياء العالم، ثم قدم دمشق ودرس بجامعها في زاوية المالكية، وأخذ الفضلاء عنه، وكان الأغلب عليه النحو، وصنف في الفقه مختصراً، وخالف النحاة، وأورد عليه الإشكالات، والزامات معجمه تعز الإجابة عنها.
قال الحافظ أبو عبد الله الذهبي: ثم نزح عن دمشق هو والشيخ عز الدين ابن عبد السلام في دولة الملك الصالح إسماعيل، عندما أنكرا عليه، ودخلا مصر وتصدر بالمدرسة الفاضلية، ولازمه الطلبة، وانتقل إلى الإسكندرية، فلم تطل مدته هناك، وتوفي بها في سادس عشرين شوال سنة ست وأربعين وستمائة.
وحدث عنه: المنذري، والدمياطي، والجمال الفاضل، وأبو محمد الجزائري، وأبو علي بن الجلال، وأبو الفضل الإربلي، وأبو الحسن بن البقال، وطائفة بالإجازة منهم: قاضي القضاة ابن الخويي، والعماد بن البالسي، وكتب المنسوب الفائق، وله شعر، انتهى كلام الذهبي.
قلت: ومن شعره:
كنت إذا ما أتيت غيا
…
أقول بعد المشيب أرشد
فصرت بعد ابيضاض شيبي
…
أسوأ ما كنت وهو أسود
وله في المعميات:
ربما عالج الحروف رجال
…
في القوافي فتلتوي وتلين
طاوعتهم وعين وعين
…
وعصتهم نون ونون ونون
قال الشيخ صلاح الدين: كتب هذان البيتان إلى حاذق بإخراج المعميات فأقام ستة أشهر ينظر فيها إلى أن كشفهما، ثم حلف بأيمان مغلظة أنه لا ينظر بعد ذلك في معمى أبداً، ولم يذكر تفسيرهما أصلاً، فأضربت عن النظر فيهما لما تبين من عسرهما من سياق الحكاية، ثم بعد أربعين سنة خطر لي بالليل أن أنظر فيهما، فظهر لي أمرهما وأنه إنما أراد قوله طاوعتهم عين وعين وعين يعني.... يدٍ وغدٍ وددٍ لأنها عينات مطاوعة في القوافي، مرفوعة كانت أو منصوبة أو مجرورة، وكل واحد منها عين لأنها عين الكلمة، لأن وزن غدٍ فع ووزن يدفع ووزن ددفع، وأراد بقوله وعصتهم نون ونون ونون: الحوت لأنه يسمى نوناً، والدواة لأنها تسمى نوناً، والنون الذي هو الحرف، وكلها نونات غير مطاوعة في القوافي، إذ لا يتم واحد منها مع الآخر، ثم نظم ذلك - عفا الله عنه - في بيتين على وزن السؤال، فقال:
أي غدٍ مع يدٍ ددٍ ذو حروف
…
لها وعت في الورى وهو عيون
وداواة والحوت والنون نونا
…
ت عصتهم وأمرها مستبين