الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ثم مضى بهما إلى التربة المذكورة وخلفهما النساء والجواري مسببات، فكان هذا اليوم من الأيام المهولة إلى الغاية، وكانت مدة إقامة الملك المنصور في الملك شهرين وعشرة أيام وخلع، رحمه الله تعالى.
1433 - صفي الدين الحلي
678 - 750هـ؟ 1279 - 1349م
عبد العزيز بن سرايا بن علي بن أبي القاسم بن أحمد بن نصر بن أبي العز ابن سرايا بن باقي بن عبد الله، الشيخ الإمام العلامة الشاعر الأديب البليغ صفي الدين أبو المحاسن الطائي السنبسي الشاعر المشهور.
وكناه البرزالي أبا الفضل، وقال: سألته عن مولده فقال: في جمادى الآخرة سنة ثمان وسبعين وستمائة.
وقال الشيخ صلاح الدين خليل الصفدي: مولده في يوم الجمعة خامس شهر ربيع الآخر سنة سبع وسبعين وستمائة ثم قال: ونظم الشعر وله سبع سنين، فلما بلغ الحلم اشتغل بالعربية والأدب، ثم بلغ الرئاسة ورحل إلى البلاد
ودخل إلى القاهرة وكتب عنه بها أبو محمد الحلبي، أبو الفتح بن سيد الناس، وأبو العباس أحمد بن يعقوب بن الصابوني، وأقام بها أكثر من سنة، وحضر بين يدي السلطان وقدم له تقدمة فأجازه وأضعف له الإحسان وخلع عليه وأكرمه، فمدحه بقصيدة جلية، ورحل إلى بغداد، وكتب عنه بها ابن المطري، ودخل حلب ودمشق وجال البلاد، وتوجه إلى ماردين ومدح سلطانها. وتقدم في علم الأدب والشعر، وله النظم الرائق الفائق في النهاية، ومدح النبي صلى الله عليه وسلم بقصيدة، وهي المعروفة بالبديعية وهي ميمية، وله ديوان شعر كبير، وطارح أهل زمانه في الشعر وطارحوه وثنوا على فضيلته في ذلك، وكان شيعياً، وقد أنفق غالب مدائحه في ملوك ماردين بني أرتق، وكان يتردد إلى حماة ويمتدح ملكها المؤيد والأفضل ولده، وكانا يعظمانه، وهو من الشجعان الأبطال قتل خاله، وكان فيه آثار الجراحة، وأنشدني إجازة لنفسه يفتخر.
سوابقنا والنقع والسير والظبي
…
وأحسابنا والحلم والبأس والبر
هبوب الصبا والليل والبرق والفضا
…
وشمس الضحى والطود والنار والبحر
انتهى كلام الصفدي باختصار.
وقال أبو محمد الحسن بن حبيب:؛ شاعر المشرق، ورحلة المشيم والمعرق، تقدم على كثير من الأول، وبين تقصير أرباب السبع الطول، وبرع في فنون الأدب، وجمع أشتات أقوال العرب، وسار في الأقطار ذكره، واشتهر في الأمصار نظمه ونثره، وكان حسن الأخلاق، مديد الأوراق، جميل المحاضرة بديع المحاورة، ذا نسب ورئاسة، وكسب وحماسة وفضائل عديدة. ومصنفات
مفيدة، رحل إلى البلاد والبقاع، وخالط أهل الصغار والنزاع، وارتفع بحسن السلوك، واجتمع بالأكابر والملوك، وأظهر أسرار ما لديه من حقائق الدقائق، فقيل له إن المغارب أصبحت حواسد ما نالت منك المشارق.
ومدحه الشيخ الإمام البليغ جمال الدين أبو بكر محمد بن نباتة:
يا سائلي عن رتبة الحلي في
…
نظم القريض راضياً بي أحكم
للشعر حليان وذاك راجح
…
ذهب الزمان به وهذا قيم
وقال ابن أيبك: ودخل مصر أيام الملك الناصر في سنة ست وعشرين وسبعمائة تقريباً، وأظنه دخلها مرتين، واجتمع بالقاضي علاء الدين بن الأثير كاتب السر ومدحه، وأقبل عليه، واجتمع بالشيخ فتح الدين ابن سيد الناس وغيره، وأثنى عليه فضلاء الديار المصرية، وأما شمس الدين عبد اللطيف فإنه كان يظن أنه لم ينظم الشعر أحد مثله لا في المتقدمين ولا في المتأخرين مطلقاً، ورأيت عنده قطعة وافرة من كلامه بخطه، نقلت منها أشياء، واجتمعت به بالباب، وبزاعة من بلاد حلب في مستهل ذي الحدة سنة إحدى وثلاثين وسبعمائة، وأجاز لي بخطه جميع ماله من نظم ونثر وتأليف مما
سمعته منه وما لم أسمعه، وما لعله يتفق له بعد ذلك التاريخ على أحد الرأيين وما يجوز له أن يرويه سماعاً وإجازةً، وأنشدني من لفظه لنفسه في التاريخ:
للترك ما لي ترك
…
ما دين حبي شرك
حواجب وعيون
…
لها بقلبي فتك
كالقوس تصمي وهذي
…
تشكي المحب وتشكو
قلت: ومن شعر الشيخ صفي الدين قوله:
أستطع الأخبار من نحوكم
…
وأسأل الأرواح حمل السلام
وكلما جاء غلام لكم
…
أقول يا بشراي هذا غلام
وله:
لما رأيت بني الزمان وما بهم
…
خل وفي للشدائد أصطفي
يقنت أن المستحيل ثلاثة
…
الغول والعنقاء والخل الوفي
وله أيضا:
لحا الله المزين إذ تعدى
…
وجاء لقلع ضرسك بالمحال
أعاق الظبي في كلتا يديه
…
وسلط كلبتين على غزال
وله أيضاً:
من نفحة الصور أو من نفحة الصور
…
أحييت يا ريح ميتاً غير مقبور
أومن شذا نسمة الفردوس حين سرت
…
على بليل من الأزهار ممطور
أم روض رسمك أعدى عطر نفحته
…
على النسيم بنشر فيه منشور
والريح قد أطلقت فيه العنان به
…
والغصن ما بين تقديم وتأخير
في روضة نصبت أغصانها وغدا
…
ذيل الصبا بني مرفوع ومجرور
قد جمعت جمع تصحيح جوانبها
…
والماء يجمع فيها جمع تكسير
والريح ترقم في أمواجها شبكاً
…
والغيم يرسم أنواع التصاوير
والماء ما بين مصروف وممتنع
…
والظل ما بين ممدود ومقصور
والنرجس الغض لم تغضض نواظره
…
فزهره بين منفض ومزرور
كأنه ذهب من فوق أعمدة
…
من الزمرد في أوراق كافور
والأقحوان زها بين البهار بها
…
شبه الدراهم ما بين الدنانير
وقد قطعنا التصابي حين ساعدنا
…
عصر الشباب بحور غير مبرور
وزامر القوم يطربنا ويسرنا
…
بالنفخ في الناي لا بالنفخ في الصور
وقد ترنم شاد صوته غرد
…
كأنه ناطق من حلق شحرور
شاد أنامله ترضى الأنام له
…
إذا شدا وأجاب اليم بالزير
ومنها بعد أبيات كثيرة::
لصاحب التاج والقصر المشيد ومن
…
أتى بعدل برحب الأرض منشور
الصالح الملك المشكور نائله
…
ورب نائل ملك غير مشكور
ومن شعره أيضاً:
كيف الضلال وصبح وجهك مشرق
…
وشذاك في الأكوان مسك يعبق
يا من إذا سفرت محاسن وجهه
…
ظلت به حدق الحلائق تحدق
أوضحت عذري في هواك بواضح
…
ماء الحيا بأديمه يترقرق
فإذا العذول رأى جمالك قال لي
…
عجباً لقلبك كيف لا يتمزق
يا آسراً قلب المحب فدمعه
…
والنوم منه مُطْلَقِّ ومُطْلَّقُ
أغنيتني بالفكر فيك عن الكرى
…
يا آسري فأنا الغني المملق
ومنها:
لم أنس ليلة زارني ورقيبه
…
يبدي الرضا وهو المغيظ المحنق
حتى إذا عبث الكرى بجفونه
…
كأن الوسادة ساعدي والمرفق
عانقته وضممته فكأنما
…
من ساعدي ممنطق ومطوق
حتى بدا فلق الصبح فراعه
…
إن لصباح هو العدو الأزرق