الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
؟
1386 - ابن بنت الأعز
…
-
695 هـ؟
…
- 1295م
عبد الرحمن بن عبد الوهاب بن خلف بن بدو العلامي بتخفيف اللام نسبة إلى قبيلة من لخم، قاضي القضاة تقي الدين ابن قاضي القضاة تاج الدين، الشهير بابن بنت الأعز، الشافعي المصري، قاضي قضاة الديار المصرية.
قال الأسنوي في طبقاته: هو من بيت لم يزل فيهم مع توالي الأعصار وتصرف الليل والنهار - أعلام علم ودين، وأرباب قدم وتمكين إلى أن نشأ المذكور فوقع في طريق العجار منادهم، وأوفد في علم العلم نارهم، كان فقيهاً إماماً، بارعاً، شاعراً، خيراً ديناً، مربياً للطلبة، متواضعاً كريماً، تفقه على والده وعلى ابن عبد السلام، تولى الوزارة والقضاء، ومشيخة الشيوخ، فسار أحسن سيرة، ما يرضاه عالم العلانية والسريرة، وأضيف إليه: تدريس
الصالحية والشريفية بالقاهرة، والمشهد النفيس، وخطابة جامع الأزهر، وامتحن محنة شديدة في أول الدولة الأشرفية، وعمل على تلافه بالكلية، وذلك بسعاية الوزير ابن السلعوس الدمشقي، لأنه كان يصحب الأشرف قبل سلطنته وكان قاضي القضاة يقوم عليه لظلمه وحنقه، وتكلم مع والده المنصور بسببه، فمنعه السلطان الاجتماع بولده، مع ميله إليه، ولزم الإقامة بالشام، فلما مات الملك المنصور في السادس من ذي القعدة سنة تسع وثمانين وستمائة، وهو في المخيم بمسجد التين بظاهر القاهرة على قصد فتح عكا من أيدي الفرنج، وتملك ولده الأشرف خليل، وكان ابن السلعوس في الحجاز، فأرسل إليه الأشرف يعرفه بما اتفق ويستدعيه للوزارة، فاجتمع إذ ذاك بابن الحولي قاضي القضاة بالشام، وكان معه في الحجاز، فعرفه الحال وسأله أن يحضر معه إلى مصر قاضياً، فخاف غائلة ابن بنت الأعز، فاعتذر إليه، وكان ابن جماعة نائبه بالقدس
الشريف فعينه، وقال أنه رجل عاقل يسوس، فلما عاد من الحجاز عمل على إفساد صورة ابن بنت الأعز، فنجاه الله تعالى منه، وآل الأمر إلى عزله عن القضاء وتفويضه إلى ابن جماعة في أوائل سنة تسعين، فأقام المذكور معزولاً بالقرافة بقاعة تدريس الشافعي، ثم حج في سنة اثنتين وتسعين، فاتفق قتل الأشرف في ثالث المحرم سنة ثلاث - قبل وصول الركب - وتولى الناصر محمد وعمره تسع سنين، فقام بالنيابة عنه كتبغا، فقبض على الوزير المذكور - يعني ابن السلعوس - وعوقب بالمقارع حتى مات، ونقل ابن جماعة إلى قضاء الشام وأعيد ابن بنت الأعز هذا إلى حاله، فبقي بعد ذلك قليلاً، وتوفي كهلاً في سادس عشر جمادى الأولى سنة خمس وتسعين وستمائة، وتولى بعده ابن دقيق العيد. انتهى كلام الأسنوي.
قلت: ولما حج وزار قبر النبي صلى الله عليه وسلم أنشد عند الحجرة النبوية قصيدته التي مطلعها:
الناس بين مرجزٍ ومقصدٍ
…
ومطول في مدحه ومجود