الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المطلب السادس
نقد بعض صور التحمل سوى السماع
1 - الوجادة:
• قال المعلمي في "التنكيل"(1/ 485):
"الوجادة صحيحة من طرق التحمل".
• وفيما يتعلق بسماع مخرمة بن بكير من أبيه قال المعلمي في "التنكيل"(2/ 134):
"قال أبو داود: "لم يسمع من أبيه إلا حديثًا واحدًا وهو حديث الوتر" فقد سمع من أبيه في الجملة فإن كان أبوه أذن له أن يروي ما في كتابه ثبت الاتصال، وإلا فهي وجادة، فإن ثبت صحة ذاك الكتاب قوي الأمر، ويدل على صحة الكتاب أن مالكًا كان يعتد به
…
" اهـ.
فائدة: من شروط صحة النقل من كتابِ شيخٍ على سبيل الوجادة: التصريح أنه بخطِّ صاحبه.
• في "الفوائد المجموعة"(83):
حديث: "من مشى في حاجة أخيه كان له خيرًا من اعتكاف عشر سنين".
قال في المختصر: ضعيف.
فقال الشيخ المعلمي:
"ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (8/ 192) بزيادة في آخره، وقال: رواه الطبراني في الأوسط وإسناده جيد.
كذا قال، وهو في كتاب "مجمع البحرين في زوائد المسندين" للهيثمي من طريق أحمد بن خالد الخلال: ثنا الحسن بن بشر قال: وجدت في كتاب أبي ثنا عبد العزيز ابن أبي رواد عن عطاء عن ابن عباس (فذكره مرفوعًا بزيادته) ثم قال: لم يروه عن عبد العزيز إلا بشر بن سلم البجلي، تفرد به ابنه".
وفيه أمران؛ الأول: أنه لم يقل (بخطه).
الثاني: أن بشر بن سلم (1) لم يوثق، بل قال أبو حاتم:(منكر الحديث) ". اهـ.
قال الفقير إلى الله تعالي:
هذا من عيوب الوجادة، فقد يكون في كتاب الشيخ أحاديثٌ زيدت فيه بعده بخطٍّ يُشبه خطَّه، ولا يتبين للناظر هذا الفرق، أو يتبين له ولكنه يُقَصِّرُ فلا يُنبه عليه، أو يكون فيه ما ليس من حديثه ولكنه بخطه، كأن يَكتب ما لم يَسمع على أمل سماعه فيما بعد، ويُميز ذلك؛ لئلا يُحَدِّثُ به قبل سماعه، لكن ربما لم يَفطن الناظر في كتابه إلى أنه لم يسمعه، ولا يفهم هذا التمييز، فينقله على أنه من جملة ما سمعه الشيخ كسائر الكتاب، وهذا باب واسع من أبواب الخلل، ولذا فقد عاب الأئمة الوجادات؛ لتطرق ذلك إليها، ولشرح هذا بتوسع، ينظر كتابي "ثمرات النخيل" الذي مَرَّ التنبيه عليه آنفا.
(1) في المطبوع: مسلم، وهو خطأ.