الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
منهم من يطلقها على العدل وإن لم يكن ضابطًا.
ومنهم من يطلقها على المجهول الذي روى حديثًا واحدًا تُوبع عليه.
ومنهم من يطلقها على المجهول الذي روى حديثًا له شاهد.
ومنهم من يطلقها على المجهول الذي روى حديثًا لم يستنكره هو.
ومنهم من يطلقها على المجهول الذي روى عنه ثقة، إلى غير ذلك". اهـ.
الفائدة الثانية: المجهول قد يَسْقُطُ أو يُتَّهَمُ بما يرويه إذا قامت القرائن على ذلك:
وفيه أمثلة:
المثال الأول:
• في كتاب "الفوائد المجموعة"(ص 298) حديث: "مَنْ قرأ آية الكرسي في دبر كل صلاف لم يمنعه من دخول الجنة إِلَّا الموت".
قال الشوكاني: "رواه الدارقطني عن أبي أمامة مرفوعًا، وقد أدخله ابن الجوزي في "الموضوعات"، وتعقبه ابن حجر في تخريج أحاديث "المشكاة"، وقال: غفل ابن الجوزي فأورد هذا الحديث في الموضوعات وهو من أسمج ما وقع له.
قال في "اللآلىء": وقد أخرجه النسائي، وابن حبان في "صحيحه"، وابن السني في "عمل اليوم والليلة"، وصححه الضياء في "المختارة"".
فقال المعلمي:
"مدار الحديث على محمد بن حمير، رواه عن محمد بن زياد الألهاني، عن أبي أمامة، وابنُ حمير موثق، غمزه أبو حاتم ويعقوب بن سفيان، وأخرج له البخاري في "الصحيح" حديثين، قد ثَبَتا من طريق غيره، وهما من روايته عن غير الألهاني، فَزَعْمُ أَنَّ هذا الحديث على شرط البخاري غفلةٌ.
وفي "اللآلىء": أن الدمياطي ذكر له شواهد، منها عن عليّ وقد ذكر في الأصل (1)، ومنها عن ابن عمرو، والمغيرة، وجابر، وأنس. قال:"من الطرق التي ما نريدها، يعني: لسقوطها، ثم عاد فذكر الذي عن المغيرة، وأنه من طريق "هاشم بن هاشم" عن عمر ابن إبراهيم، عن محمد، عن المغيرة بن شعبة" رفعه، وأن أبا نعيم قال:"غريب من حديث المغيرة ومحمد، تفرد به هاشم عن عمر عنه"، ثم ذكر عن الدمياطي أن محمدًا هو محمد بن كعب، وأن عمر بن إبراهيم هو "أبو حفص العبدي البصري"، يعني المترجم في "التهذيب"، أقول: وَهِمَ الدمياطي ومَنْ تبعه، إنما هذا "عمر بن إبراهيم بن محمد بن الأسود، له ترجمة في "الميزان"، و"اللسان"، وهو مجهول، ذكره ابن حبان في "الثقات" على عادته في ذكر المجاهيل، وذكره العقيلي في "الضعفاء"، وذكر له خبرًا آخر لهذا السند نفسه، لم يتابع عليه، والمجهول إذا روى خبرين لم يتابع عليهما، فهو تالف، ثم ذكره من طريق محمد بن الضوء بن الصلصال بن الدلهمس، عن أبيه، عن جده مرفوعًا، ومحمد ابن الضوء كذاب فاجر". اهـ.
المثال الثاني:
• وفي "الفوائد المجموعة"(ص 226) حديث: "إذا صافح المؤمنُ المؤمنَ نزلت عليهما مائة رحمة، تسعة وتسعون لأبَشِّهِما وأَحْسَنِهِمَا لقاءً".
قال الشوكاني: "رواه الخطيب عن أبي هريرة مرفوعًا، وفي إسناده: محمد بن عبد الله الأشناني، وهو وضاع، ورواه البيهقي في "الشُّعَبِ" عن عمر مرفوعًا".
فقال المعلمي:
"في سنده -يعني حديثَ "الشُّعَب"-: "عُمَرُ بنُ عَامِر"، وهو التَّمَّار كما صرح به في رواية لأبي الشيخ، وفي "الميزان" و"اللسان": "عمر بن عامر أبو حفص السعدي
(1) يعني: "الفوائد"، قال الشوكاني:"وفي سنده: حبة العرني، ونهشل بن سعيد، كذابان".
التمار بصري، روى عنه أبو قلابة ومحمد بن مرزوق حديثا باطلًا"، فذكر حديثًا آخر، فَعُمر هذا مجهول يروي المنكرات فهو ساقط". اهـ.
المثال الثالث:
• وفي "الفوائد" أيضًا (ص 415) حديث: "زَوِّجُوا الاكفاء وتزوجوا الأكفاء، واختاروا لنطفكم، وإياكم والزنج فإنهم خَلْقٌ مُشَوَّهٌ".
قال الشوكاني: "رواه ابن حبان عن عائشة مرفوعًا، وفي إسناده: محمد بن مروان السُّدِّي، وهو كذاب، وله طريق أخرى عند أبي نعيم في "الحِلْيَة" (1).
فقال المعلمي في طريق "الحِلْيَة":
"فيه مجهولان: أحدهما (2): نقل في "اللسان" أن ابن حبان ذكره في "الثقات"، وقال: "يغرب"، وإذا كان يغرب مع جهالته وإقلاله فهو تالف". اهـ.
المثال الرابع:
• وفيه أيضًا (ص 242) حديث: "فِكرَةُ ساعة خَيْرٌ من عبادة ستين سَنَة".
(1) في "اللآلىء"(1/ 445): قال أبو نعيم في "الحلية": حدثنا أحمد بن إسحاق حدثنا أحمد بن عمر بن الضحاك، حدثني عبد العظيم بن إبراهيم السلمي، حدثنا عبد الكريم بن يحيى (بن) (كذا والظاهر أن صوابه: عن) سفيان بن عيينة عن زياد بن سعد عن الزهري عن أنس مرفوعًا. قال أبو نعيم: غريب من حديث زياد والزهري، لم نكتبه إِلَّا من هذا الوجه والله أعلم. اهـ. ولم أجده في فهارس "الحلية" المطبوع.
(2)
هو عبد العظيم بن عمر السالمي (كذا جاء في "الثقات" و"اللسان" -مطبوع ومخطوط- وجاء في "اللآلىء" كما سبق النقل عنه: السلمي فالله أعلم)، وقد ذكره ابن حبان في "الثقات" (8/ 424) وقال: من أهل حمص، يروي عن أبي اليمان وأهل بلده، حدثنا عنه محمد بن المسيب، يغرب. اهـ. لكنه ذكر قبله بعدة تراجم: عبد العظيم بن إبراهيم بن عمر السالمي، من أهل حمص، يروي عن إسماعيل بن عياش والشاميين، روى عنه محمد بن عوف وأهل بلده، مستقيم الحديث. اهـ.
ذكر في "اللسان" الأول ولم يذكرْ أو يُشِرْ إلى الثاني، ولم أره في "تاريخ دمشق"، فينظر هل هما واحد أم اثنان؟ وصنيع ابن حبان يدل على أنهما عنده اثنان. فالله أعلم.
قال الشوكاني: "رواه أبو الشيخ عن أبي هريرة مرفوعًا، وفي إسناده: عثمان بن عبد الله القرشي، وإسحاق بن نجيح الملطي، كذابان، والمتهم به أحدهما. وقد رواه الديلمي من حديث أنس من وجه آخر".
فقال المعلمي في حديث أنس:
"في سنده علي بن إبراهيم القزويني، لعله المترجم في "لسان الميزان"؛ وهو مجهول يروي عن أبي زرعة خبرًا منكرًا (1) فهو تالف". اهـ.
المثال الخامس:
• وفيه (ص 481) حديث أنس مرفوعًا: "ما منْ معمّر يعمّر في الإسلام أربعين سنة إِلَّا صرف الله عنه أنواعًا من البلاء: الجنون، والجذام، والبرص، فإذا بلغ خمسين
…
".
ذكر الشوكاني ممن روى هذا الحديث: أحمد بن منيع في "مسنده"، وأنَّ في إسناده: عَبَّاد بن عَبَّاد المُهَلَّبي، ونقل عن ابن حبان قوله: كان يحدث بالمناكير فاستحق الترك".
قال المعلمي:
"إنما قال ابن حبان هذا في عباد بن عباد الأُرْسُوفي، وهو غير المُهَلَّبي، نَبَّهَ عليه ابن حجر، فأما المهلبي فثقة يخطىء. وأرى البلاء في هذا الخبر من شيخه "عبد الواحد بن راشد"، فإنه مجهول جدًّا (2) ". اهـ.
(1) هو خبر: "إذا كان يوم القيامة يقول الله: اليوم أضع أنسابكم، أنا الملك الديان
…
" الحديث. رواه عن أبي زرعة الرازي، عن محمد بن كثير، عن شعبة، عن داود بن أبي هند، عن الحارث بن عمرو، عن علي رضي الله عنه مرفوعًا.
قال الخطيب: وهذا حديث منكر، لم أكتبه إِلَّا بهذا الإسناد.
قال ابن حجر: الحمل فيه على هذا القزويني.
(2)
في "الميزان": "عبد الواحد بن راشد، عن أنس رضي الله عنه، وعنه عباد بن عباد، ليس بعمدة، روى حديث: "ما من معمر" هذا، ولم يزد ابن حجر في "اللسان" شيئًا.
المثال السادس:
• وفيه (ص 379) حديث: "مَثَلي شجرة، أنا أَصْلُها، وعليٌّ فَرْعُها، والحسن والحسين ثمرتها، والشيعة ورقها. فأيُّ شَيءٍ يخرج من الطيِّب إلا الطيِّب".
قال الشوكاني: "رواه ابن مردويه عن عليٍّ مرفوعًا، وفي إسناده: عباد بن يعقوب، وهو رافضي".
قال المعلمي:
"عَبَّادٌ عَلَى رَفْضِهِ وحُمْقِهِ صَدُوقٌ، رواه عن يحيى بن بشار الكندي (1)، عن عمرو ابن إسماعيل الهمداني (2)، وهما مجهولان، فالحمل عليهما، وفي ترجمتيهما من "الميزان" و"اللسان" هذا الخبر". اهـ.
المثال السابع:
• وفيه (ص 246) حديث: "إن لله في الخَلْق ثلاثمائة، قلوبهم على قَلْبِ آدم، ولله في الخَلْق أربعون قلوبهم على قلب موسى
…
".
ذكر الشوكاني فيمن رواه: الطبراني عن ابن مسعود مرفوعًا، وقال: في إسناده مجاهيل.
قال المعلمي:
"هو من طريق عبد الرحيم بن يحيى الأدمي، ثنا عثمان بن عمارة، وهما مجهولان، والمتهم بوضعه أحدهما، وفي "الميزان": "فَقَاتَل اللَّهُ مَنْ وَضَعَ هَذا الإِفْكِ". اهـ.
(1) ذكره الذهبي في "الميزان"، وقال: شيخ لعباد بن يعقوب الرواجني، لا يعرف وأتى بخبر باطل - وذكر هذا الخبر، ولم يزد في "اللسان" شيئًا.
(2)
ذكره الذهبي في "الميزان"، وقال: عن أبي إسحاق السبيعي بخبر باطل - فذكره.