الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
واما سننه وتفاصيل أعماله ومحظوراته فهي واسعة ليس هذا موضع بسطها وستأتي جمل من ذلك في حجة النبي صلى الله عليه وآله وسلم حجة الوداع والله أعلم
[مطلب في قدوم ضمام بن ثعلبة أخي بني سعد بن بكر وإسلامه]
ومن حوادث هذه السنة قدوم ضمام بن ثعلبة أخى بني سعد بن بكر أهل رضاع النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقيل كان فدومه سنة سبع أو تسع وقد روينا حديثه في الصحيحين بألفاظ ومعان مختلفة وحملنى ذلك على ان آتي بكل منهما على حدته اما رواية البخارى فقال حدثنا عبد الله بن يوسف ثنا الليث عن سعيد المقبرى عن شريك بن عبد الله بن ابي نمر انه سمع أنس بن مالك يقول بينما نحن جلوس مع النبى صلى الله عليه وآله وسلم في المسجد دخل رجل على جمل فأناخه في المسجد ثم عقله ثم قال لهم أيكم محمد والنبى صلى الله عليه وسلم متكيء بين ظهرانيهم فقلنا هذا الرجل المتكيء الأبيض فقال له الرجل يابن عبد المطلب فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد اجبتك فقال الرجل للنبي صلى الله عليه وسلم انى المصنف أركان العمرة وهى ما عدا الوقوف من أركان الحج (محظوراته) بالظاء المعجمة أى ممنوعاته من الحظر وهو المنع ومن قوله تعالى وَما كانَ عَطاءُ رَبِّكَ مَحْظُوراً أي ممنوعا (موضع) بكسر الضاد وبالفتح خبر ليس (حجة الوداع) بالكسر بدل من الاول ومن حوادث هذه السنة (ضمام) بكسر المعجمة وتخفيف الميم (أهل رضاع) بالكسر بدل من بنى (أو تسع) وهو الصواب كما جزم به ابن اسحاق وأبو عبيدة وغيرهما (وقد روينا حديثه في الصحيحين) وسنن أبي داود والترمذي والنسائي كلهم عن أنس ورواه النسائي عن أبي هريرة أيضا (على حدته) أى على انفراده كما مر أوّل الكتاب (عبد الله بن يوسف) هو أبو محمد الدمشقى السيسى الكلاعي الحافظ قال ابن معين ما بقى في الموطأ أوثق منه توفي سنة سبع عشرة ومائتين (عن سعيد) هو ابن أبى سعيد كيسان قال أحمد ليس به بأس توفي سنة ثلاث وعشرين ومائة (المقبرى) بضم الباء وفتحها كان ينزل المقبرة فنسب اليها (شريك) بالمعجمة والراء مكبر (ابن أبي نمر) بفتح النون وكسر الميم المدنى قال ابن معين لا بأس به وقال النسائي ليس بالقوي وأبو نمر جده صحابى لا يعرف اسمه (فأناخه) أي بركه في المسجد فيه جواز ادخال البهائم المساجد ان لم يفض الى تنجيسها (متكئ) بالهمز أى مرتفق على احدي يديه (بين ظهرانيهم) بفتح المعجمة والراء والنون واسكان الهاء والالف والمثناة أي بينهم قال في التوشيح وزيد فيه الف ونون ليدل على ان ظهرا منهم قدامه وظهرا وراءه وهو محفوف بهم من جانبيه والالف والنون فيه للتأكيد قاله صاحب الفائق وقال غيره هو مما أريد به بلفظ التثنية معنى الجمع (الابيض المتكئ) للنسائى من رواية أبي هريرة هذا الامغر المرتفق والامغر بالمعجم الابيض المشرب بحمرة (يابن عبد المطلب) في أكثر نسخ الصحيح بحذف حرف النداء مع فتح الهمزة ولم ينسبه الى أبيه لما سيأتي عنه الكلام على قوله
سائلك فمشدد عليك في المسئلة فلا تجد علي في نفسك فقال سل عما بدالك فقال أسألك بربك ورب من قبلك الله ارسلك الى الناس كلهم فقال اللهم نعم فقال أنشدك بالله آلله امرك ان تصلي الصلوات الخمس في اليوم والليلة قال اللهم نعم قال أنشدك بالله آلله امرك ان تصوم هذا الشهر من السنة قال اللهم نعم قال انشدك بالله الله امرك ان تأخذ هذه الصدقة من أغنيائنا فتقسمها على فقرائنا فقال النبي صلى الله عليه وسلم اللهم نعم فقال الرجل آمنت بما جئت به وانا رسول من ورائى من قومي وانا ضمام بن ثعلبة اخو بني سعد بن بكر واما رواية مسلم فقال رحمه الله حدثنى عمرو بن محمد بن بكير الناقد حدثنا هاشم بن القاسم بن النضر حدثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت عن انس بن مالك قال نهينا أن نسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن شيء فكان يعجبنا ان يجيئ الرجل من اهل البادية العاقل فيسأله ونحن نسمع فجاء رجل من اهل البادية فقال يا محمد اتانا رسولك فزعم لنا انك تزعم ان الله ارسلك قال صدق قال فمن خلق السماء قال الله قال فمن خلق الارض قال الله قال فمن نصب هذه الجبال وجعل فيها ما جعل قال الله قال فبالذى خلق السماء وخلق الارض ونصب هذه الجبال آلله ارسلك قال نعم قال وزعم رسولك ان علينا خمس صلوات في يومنا وليلتنا قال صدق قال فبالذى ارسلك آلله امرك بهذا قال نعم قال وزعم رسولك بأن علينا زكاة في صلى الله عليه وسلم أنا ابن عبد المطلب (فلا تجد) أي لا تغضب قال في التوشيح ومادة وجد متخدة في الماضي والمضارع مختلفة المصادر بحسب اختلاف المعاني فيقال في الغضب موجدة وفي المطلوب وجودا وفي الضالة وجدانا وفي الحب وجدا وفي المال وجدا بالضم وفي الغنى جدا بالكسر وتخفيف الدال المفتوحة وقالوا في المكتوب وجادة وهي مولدة انتهى (آلله) بالهمز على الاستفهام (اللهم نعم) حرف عدة وتصديق وجواب للاستفهام قال بعض العلماء ذكر الله تعالى ليكون أبلغ وأوقع في نفس السائل وأنجع وليعلم انه على يقين من إيراده وتصبره في اثباته قد جعل نفسه في معرض من أقبل على الله ليجيب عما سأله ولا شك ان من كان هذا حاله لا يتكلم الا بصدق ويقين وحق مبين (أنشدك) بفتح الهمزة وضم الشين أي أسألك (ان تصلى) روي بالتاء فيه وفيما بعده وبالنون وهو أوجه قاله عياض (البادية) ما عدا الحاضرة (آمنت بالذي جئت به) قيل خبر وقيل إنشاء (رسول من ورائي) بفتح من واضافة رسول اليه (عمرو بن محمد بن بكير) بالتصغير (الناقد) بالنون والقاف والمهملة هو أبو عثمان البغدادي الحافظ نزيل الرقة توفي في ذي الحجة سنة اثنين وثلاثين ومائتين (هاشم بن القاسم) هو الحافظ يلقب بقيصر ثقة ثبت صاحب سنة عاش ثلاثا وسبعين سنة مات سنة سبع وعشرين ومائة (سليمان بن المغيرة) هو أبو سعيد بصرى جليل قال شعبة هو سيد أهل البصرة وقال أحمد ثبت ثبت توفي سنة خمس عشرة ومائة (ان علينا خمس)