المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌[مطلب في أسماء النقباء من الأوس والخزرج وطرفا من أحوالهم ومواخذة قريش لهم في ذلك] - بهجة المحافل وبغية الأماثل - جـ ١

[العامري الحرضي]

فهرس الكتاب

- ‌الجزء الأول

- ‌[خطبة الكتاب والكلام على تفسيرها]

- ‌[مطلب في الكلام على أما بعد]

- ‌[الكلام على المؤلفات في التاريخ النبوى وتقسيم الكتاب الى قسمين]

- ‌[القسم الاول في تلخيص سيرته]

- ‌[الباب الاول من القسم الاول في مولده وشرف نسبه ومحتده]

- ‌[مطلب في الكلام على أنكحة الجاهلية]

- ‌[فصل: وأما ما مهد الله له في قدم نبوته وذكره]

- ‌[فصل: فيما ورد من فضل بلدى مولده ووفاته]

- ‌[مطلب في الكلام على ما ورد في فضل مكة]

- ‌[مطلب وأما ما جاء في فضل المدينة]

- ‌[فصل في ذكر آبائه صلى الله عليه وسلم]

- ‌[فصل فيما نقل من مزايا آبائه عليه الصلاة والسلام]

- ‌[الباب الثاني من القسم الاول في تاريخ مولده الى نبوته]

- ‌[مطلب حمل أمه به صلى الله عليه وسلم]

- ‌[مطلب فى الآيات التى ظهرت لمولده عليه الصلاة والسلام]

- ‌[مطلب في مراضعه صلى الله عليه وسلم]

- ‌[مطلب في شق الملكان صدره الشريف]

- ‌[مطلب في الكلام على إحياء الله تعالى له أبويه حتى آمنا به]

- ‌[مطلب في وفاة جده عبد المطلب وخروجه مع عمه أبى طالب]

- ‌[مطلب فى حضوره صلى الله عليه وسلم حرب الفجار مع قريش وحلف الفضول]

- ‌[مطلب في خروجه الى الشام بتجارة لخديجة وزواجه بها صلى الله عليه وسلم الى الشام]

- ‌[مطلب في بناء قريش الكعبة ووضعه الحجر الاسود بيده الشريفة مكانه من البيت]

- ‌[مطلب في الكلام على أول من بني المسجد الحرام والكلام على أول ما ظهر من لوائح نبوته صلى الله عليه وسلم]

- ‌[من ذلك خبر زيد بن نفيل وورقة بن نوفل وغيرهما]

- ‌[ومن ذلك خبر سلمان الفارسي رضى الله عنه]

- ‌[ومن ذلك ابن الهيبان من يهود الشام]

- ‌[مطلب في تحنثه صلى الله عليه وسلم بغار حراء وما قيل في عصمته وما كان يراه من أمارت النبوة]

- ‌[الباب الثالث في ذكر نبوته وما بعدها الى هجرته صلى الله عليه وسلم]

- ‌[مطلب في بدء نبوته صلي الله عليه وسلم وظهور جبريل له بغراء حراء]

- ‌[مطلب في أخبار صلى الله عليه وسلم لورقد بن نوفل عن ظهور جبريل له]

- ‌[مطلب في تعليم جبريل له عليه الصلاة والسلام الوضوء والصلاة]

- ‌[فصل: في صفة جبريل عليه السلام وانه سفير الانبياء وعدد نزوله على النبى صلي الله عليه وسلم وبيان كيفيات الوحي]

- ‌[مطلب في تاريخ رسالته الى الخلق على ما حكاه أهل التاريح والدعوة اليها سرا]

- ‌[الكلام على حديث ان هذا الدين بدأ غريبا وسيعود كما بدأ]

- ‌[مطلب في ذكر أول من آمن به صلي الله عليه وسلم]

- ‌[الكلام على منابذة قريش له حين أمره الله باظهار الدعوة وان يصدع بما يؤمر]

- ‌[خبر اشتداد قريش على أبي طالب ووثوب كل قبيلة على من اسلم منها يعذبونه]

- ‌[خبر اجتماع قريش الى الوليد بن المغيرة وتآمرهم فيما يرمونه به صلي الله عليه وسلم]

- ‌[مطلب في مناواة قريش له صلى الله عليه وسلم بالذي وذكر طرفا مما آذوه به]

- ‌[تتمة لهذا المطلب في العوارض البشرية التى لحقته صلى الله عليه من جراء ذلك]

- ‌[مطلب في الكلام على تعذيب قريش للمستضعفين من المؤمنين]

- ‌[مطلب في الكلام على الهجرة الأولى الى الحبشة وبيان من هاجر إليها من الأصحاب]

- ‌[مطلب في تعقب قريش لمهاجرى الحبشة وعودتهم بالخيبة]

- ‌[مطلب في مكاتبته صلى الله عليه وسلم للنجاشى ليزوجه ام حبيبة بنت أبي سفيان وخبر ذلك]

- ‌[فصل وكان صلى الله عليه وسلم يكرم مهاجرة الحبشة ويلاطفهم ويذكر من فضلهم]

- ‌[فصل في حكم الفرار بالدين والعجز عن مقاومة المشركين]

- ‌[مطلب في إسلام سيدنا حمزة عمه صلى الله عليه وسلم وسبب ذلك]

- ‌[مطلب في إسلام سيدنا عمر بن الخطاب وتعزيز الله به ضعفة المسلمين]

- ‌[مطلب في اجتماع بطون قريش على مقاطعة بني هاشم وبني المطلب وكتبهم بذلك الصحيفة ودخول أبي طالب ومن انحاذ معه الشعب محاصرين من قريش]

- ‌[ذكر خبر نقض الصحيفة المذكورة]

- ‌[109- الكلام على وقعة بعاث بين الأوس والخزرج وقدوم سويد بن الصامت الأوسى عليه صلي الله عليه وسلم وأول خبر الأنصار]

- ‌[الكلام على وفات عمه أبى طالب والسيدة خديجة وحزنه صلى الله عليه وسلم لذلك وما ناله من أذى قريش عقب ذلك]

- ‌[مطلب في خروجه صلى الله عليه وسلم لثقيف بالطائف وخبر ما لقي من أذاهم وخبر جن نصيبين]

- ‌[فصل في الكلام على الجن واختلاف الناس فيهم]

- ‌[مطلب في عرض نفسه صلى الله عليه وسلم على القبائل لحمايته من أذى قريش وليتمكن من نشر دعوته وخبر ذلك]

- ‌[مطلب في بدء اسلام الأنصار وقصة الإسراء]

- ‌[مطلب فى قدوم الأنصار اليه صلى الله عليه وسلم وخبر بيعة العقبة الأولى]

- ‌[مطلب فى قدوم الأنصار اليه ثانية وبيعة العقبة الثالثة المتفق على صحتها]

- ‌[مطلب في أسماء النقباء من الأوس والخزرج وطرفا من أحوالهم ومواخذة قريش لهم في ذلك]

- ‌[الكلام على بدء الهجرة الى المدينة وأول من هاجر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم]

- ‌[الباب الرابع في هجرته صلى الله عليه وسلم وما بعدها الى وفاته]

- ‌[مطلب في الكلام على وصوله صلى الله عليه وسلم المدينة]

- ‌[فصل: في المسجد الشريف النبوى وعمارته]

- ‌[فصل: في ذكر منازل المهاجرين على الأنصار ومواساتهم لهم]

- ‌[فصل: في ان الله تعالى أوعد الوعيد العظيم على من أسلم قبل الهجرة ولم يهاجر والكلام على ذلك]

- ‌[فصل: فى مناواة يهود المدينة الاذي للنبى صلي الله عليه وسلم بعد ما قدم اليها]

- ‌[فصل: فى ذكر ما أصاب المهاجرين من حمي المدينة ودعائه صلى الله عليه وسلم بان يصح هواءها ويجببها اليهم]

- ‌[فصل ولما اطمأن برسول الله الدار وأعز الله جنده أذن له بقتال قريش ومن ناواه من غيرهم]

- ‌[مطلب في كتبه صلي الله عليه وسلم الكتاب بين المهاجرين والأنصار ومواخاته بينهما وموادعته يهود المدينة]

- ‌[مطلب في مشروعية في الأذان]

- ‌[مطلب في إسلام عبد الله بن سلام وخبر ذلك]

- ‌[مطلب في غزوة ودان وتحويل القبلة]

- ‌[مطلب في مشروعية صيام رمضان]

- ‌[مطلب في بنائه صلى الله عليه وسلم بعائشة وتزويج علي بفاطمة رضى الله عنهم ومشروعية صدقة الفطر]

- ‌[مطلب في إسلام سيدنا العباس والكلام على أول راية عقدها رسول الله]

- ‌[مطلب فى غزوة بدر الكبري والكلام عليها تفصيلا]

- ‌[مطلب فى خبر حاطب بن أبي بلتعة ومكاتبة لمشركي قريش]

- ‌[فصل: وسمى يوم بدر باسم المكان]

- ‌[مطلب في الكلام على قتل كعب بن الأشرف وأبي رافع بن أبى الحقيق]

- ‌[الكلام على ولادة سيدنا الحسن بن على رضى الله عنهما]

- ‌[الكلام على غزوة أحد تفصيلا]

- ‌[فصل في فضل الشهادة ومزية شهداء أحد]

- ‌[فصل فى الكلام من أكرم بالشهادة يوم أحد]

- ‌[مطلب في الكلام على غزوة حمراء الاسد]

- ‌[مطلب فى الكلام على غزوة النضير]

- ‌[مطلب في الكلام على غزوة بدر الصغرى]

- ‌[مطلب في سرية عاصم بن ثابت الأنصاري وخبر ذلك]

- ‌[مطلب في سيرته بئر معونة وخبر ذلك]

- ‌[فصل في شهداء بئر معونة وفضل الشهداء ومزيتهم]

- ‌[مطلب في مشروعية قصر الصلاة وما يلحق ذلك من الأحكام]

- ‌[مطلب في الكلام زواج رسول الله عليه وسلم بأم سلمة]

- ‌[الكلام على ولادة سيدنا الحسين وخبر ابن ابيرق]

- ‌[مطلب في الكلام على غزوة ذات الرقاع ومشروعية صلاة الخوف]

- ‌[تتمة في الكلام علي تارك الصلاة]

- ‌[استطراد لذكر قصة غوث بن الحارث]

- ‌[الكلام على حديث جابر وشراء النبى صلى الله عليه وسلم جمله منه]

- ‌[مطلب في الكلام على غزوة بنى المصطلق وهي غزوة المريسيع]

- ‌[الكلام علي سبب نزول سورة المنافقين]

- ‌[تتمة في زواج رسول الله بجويرية بنت الحارث من سبايا بنى المطلق واسلامهم]

- ‌[الكلام على رخصة التيمم وسببها وأحكامه]

- ‌[الكلام على حديث الإفك وخبر ذلك]

- ‌[فصل: في فوائد هذا الحديث بعد مقصوده الأعظم]

- ‌[فصل: اما أحكام القذف]

- ‌[الكلام على غزوة الخندق وخبرها تفصيلا]

- ‌[الكلام علي غزوة بني قريظة وسببها]

- ‌[الكلام على موت سعد بن معاذ ومناقبه رضي الله عنه]

- ‌[مطلب في الكلام على مشروعية تحريم الخمر وسبب ذلك]

- ‌[مطلب في الكلام على مشروعية الحج]

- ‌[مطلب في قدوم ضمام بن ثعلبة أخي بني سعد بن بكر وإسلامه]

- ‌[تتمة فى الكلام على فوائد حديث ضمام]

- ‌[مطلب في تزويج الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش الأسدية وخبر ذلك]

- ‌[مطلب في الكلام على مشروعية الحجاب وسببه]

- ‌[مطلب في شرح الفوائد التى تضمنت خير زواج السيدة زينب]

- ‌[مطلب في الكلام على غزوة دومة الجندل]

- ‌[الكلام على مشروعية الاستسقاء وصلاة الكسوف وشرح ذلك]

- ‌[الكلام على مشروعية حكم يمين الظهار وسببه]

- ‌[الكلام على صلح الحديبية وصد قريش لرسول الله ومن معه عن مكة]

- ‌[مطلب فى الكلام على بيعة الرضوان]

- ‌[مطلب في الكلام علي الشجرة التى كانت البيعة عندها]

- ‌[الكلام على اسلام خالد بن الوليد وعمرون بن العاص وخبر ذلك]

- ‌[الكلام على اسلام عقيل بن أبى طالب رضى الله عنه]

- ‌[الكلام على غزوة ذي قرد وتسمى غزوة الغابة]

- ‌[مطلب في الكلام علي قصة العرنيين]

- ‌[مطلب في ارسال رسول الله بكتبه الى ملوك الاقاليم الجبابرة]

- ‌[فصل: في فوائد خبر هرقل وما تضمنه من الآداب والأخلاق]

- ‌[تتمة في خبر النجاشي وتكريمه لكتابه صلى الله عليه وسلم وعودة مهاجري الحبشة]

- ‌[الكلام على فتح خيبر وخبر الشاة المسمومة التي أهديت اليه صلي الله عليه وسلم]

- ‌[مطلب في زواجه صلي الله عليه وسلم بصفية بنت حي]

- ‌[مطلب في إسلام أبي هريرة رضي الله عنه وبعض خبره]

- ‌[مطلب في غزوة زيد بن حارثة جذام وذكر سببها]

- ‌[الكلام على غزوة ذات السلاسل وشرح ذلك]

- ‌[مطلب في الكلام الإمارة والتنفير من التعرض للرياسة والوعيد لأهلها]

- ‌[تتمة في بعث عمرو بن العاص أميرا على جيش ذات السلاسل وذكر بعض مناقبة والكف عن ذكر أصحاب رسول الله إلا بخير]

- ‌[الكلام على عمرة القضاء وزواجه صلى الله عليهو سلم بميمونة بنت الحارث الهلالية]

- ‌[مطلب فى الكلام على وفد عبد القيس وخبر سيدهم الأشج العصري]

- ‌[مطلب في وفات السيدة زينب أكبر بناته صلى الله عليه وسلم وخبر ذلك]

- ‌[مطلب في اتخاذه صلى الله عليه وسلم المنبر وخبر حنين الجذع]

- ‌[ذكر فضل المنبر المنيف وما بينه وبين القبر الشريف]

- ‌[الكلام على غزوة مؤتة وخبر مقتل زيد حارثة وجعفر بن أبي طالب وعبد الله بن رواحة]

- ‌[الكلام على غزوة سيف البحر وخبر ذلك]

- ‌[الكلام على فتح مكة ويسمى فتح الفتوح]

- ‌[مطلب في كتابة حاطب بن أبي بلتعة لقريش بمسير رسول الله اليهم وإخبار جبريل له بذلك]

- ‌[الكلام على إسلام أبو سفيان بن حرب وإكرام النبي صلى الله عليه وسلم وله]

- ‌[مطلب في دخوله صلى الله عليه وسلم الكعبة ورد مفتاحها لبني شيبة وكسر ما فيها من الأصنام]

- ‌[فصل: فى ذكر شيء من الواردات يوم الفتح مما ذكره البخاري ومسلم]

- ‌[من ذلك خبر أم هانيء وقد اجارت ابن هبيرة فاجاز صلى الله عليه وسلم جوارها]

- ‌[ومن ذلك قضاء رسول الله لابن من وليدة زمعة بان الولد للفراش]

- ‌[ومن ذلك خبر المخزومية التي سرقت وإقامة الحد عليها]

- ‌[ومن ذلك حرمة مكة وان دخلوها عنوة يوم الفتح كان خاصا بالنبي صلى الله عليه وسلم]

- ‌[الكلام على غزوة حنين وشرح خبر ذلك]

- ‌[مطلب في ذكر من ثبت مع رسول الله يوم حنين]

- ‌[الكلام على غزوة أوطاس ومقتل أبي عامر الأشعري رضى الله عنه]

- ‌[الكلام على غزوة الطائف وحصاره]

- ‌[مطلب المخنثون على عهد رسول الله أربعة]

- ‌[الكلام على غنائم حنين وتقسيمها]

- ‌[تتمة في مؤاخذة النبي صلي الله عليه وسلم الأنصار حين بلغه موجدتهم لتقسيمه غنائم حنين في قريش]

- ‌[الكلام على وفد هوازن واستعطافهم النبي صلى الله عليه وسلم في سباياهم]

- ‌[مطلب ومما اتصل بالفتح بعث خالد بن الوليد الى بني جذيمة يدعوهم إلى الإسلام]

- ‌[مطلب ومما اتصل بالفتح إرسال البعوث الى هدم أصنام العرب]

- ‌[مطلب في مقدم كعب بن زهير مسلما وانشاده قصيدته المشهورة]

- ‌[تتمة في الكلام على كعب هذا وشىء من شعره في مدح النبى صلى الله عليه وسلم]

- ‌[مطلب في الكلام على قصة محلم بن جثامة الليثى وخبرها]

الفصل: ‌[مطلب في أسماء النقباء من الأوس والخزرج وطرفا من أحوالهم ومواخذة قريش لهم في ذلك]

[مطلب في أسماء النقباء من الأوس والخزرج وطرفا من أحوالهم ومواخذة قريش لهم في ذلك]

وأوّل من بايع البراء بن معرور ثم تتابع الناس وكانوا ثلاثة وسبعين رجلا وامرأتين وقيل سبعين (أسماء النقباء) أبو امامة أسعد بن زرارة عبد الله بن رواحة سعد بن الربيع رافع بن مالك بن العجلان البراء بن معرور سعد بن عبادة عبد الله بن عمرو بن حرام والد جابر وكان اسلامه ليلتئذ والمنذر بن عمرو وعبادة بن الصامت هؤلاء من الخزرج ومن الاوس أسيد بن حضير وسعد بن خيثمة قوله (وامرأتين) هما نسيبة بنت كعب أم عمارة احدى نساء بنى مازن بن النجار واسماء بنت عمرو بن عدي ابن نابي احدى نساء بني سلمة وهي أم منيع (عبد الله بن رواحة) بالتخفيف ابن امرئ القيس بن عمرو بن امريء القيس بن مالك بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج كذا في السيرة لابن هشام وفي الاصابة ابن امريء القيس الاغر بن ثعلبة الى آخر النسب الانصاري الخزرجي الشاعر المشهور يكني أبا محمد ويقال كنيته ابو رواحة ويقال أبو عمرو أمه كبشة بنت واقد بن عمرو بن الاطنابة خزرجية أيضا وليس له عقب شهد بدرا وما بعدها الى أن استشهد بمؤتة. قال ابن سعد في الطبقات ولما نزلت والشعراء يتبعهم الغاوون قال عبد الله بن رواحة قد علم الله اني منهم فانزل الله الا الذين آمنوا وعملوا الصالحات الآية (وسعد بن الربيع) بن عمرو بن أبي زهير بن مالك بن امريء القيس الى آخر الذي قبله الانصاري الخزرجي استشهد باحد باتفاق وفيه نزل قوله تعالى الرِّجالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّساءِ الآية (عبد الله بن عمرو بن حرام) بن ثعلبة بن حرام بن كعب بن غنم وباقى النسب تقدم في ترجمة البراء بن معرور (والد جابر) بن عبد الله الصحابي المشهور شهد عبد الله بدرا واحدا فاستشهد رضي الله عنه وهو الذي جفر السيل عن قبره بعد ست واربعين سنة فوجد لم يتغير كانه مات بالامس (وكان اسلامه ليلتئذ) وذلك فيما رواه ابن اسحق عن معبد بن كعب أن أخاه عبد الله بن كعب حدثه أن أباه كعب بن مالك حدثه قال كعب ثم خرجنا الى الحج وواعدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ايانا العقبة من أوسط أيام التشريق قال فلما فرغنا من الحج وكانت الليلة التى أوعدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لها ومعنا عبد الله بن عمرو بن حرام أبو جابر سيد من ساداتنا وشريف من أشرافنا أخذناه معنا وكنا نكتم من معنا من قومنا من المشركين أمرنا فكلمناه وقلنا له يا أبا جابر انك سيد من ساداتنا وشريف من أشرافنا وإنا نرغب بك عما أنت فيه أن تكون حطبا للنار غدا ثم دعوناه الى الاسلام وأخبرناه بميعاد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ايانا العقبة قال فاسلم وشهد معنا العقبة وكان نقيبا اه (المنذر بن عمرو) بن خنيس قال ابن هشام ويقال بن خنبش بن حارثة بن لوذان بن عبد ود بن زيد بن ثعلبة بن الخزرج بن ساعدة بن كعب بن الخزرج الانصاري الخزرجي الساعدى قال في الاصابة ومنهم من أسقط حارثة من نسبه بدري استشهد يوم بئر معونة (اسيد بن حضير) بن سماك بن عتيك بن رافع ابن امريء القيس بن زيد بن عبد الاشهل بن جشم بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الاوس الانصاري الاوسي الاشهلى قال في الاصابة يكنى ابا يحيى. وأبا عتيك وأبوه الحضير فارس الاوس ورئيسهم يوم بعاث وكان أسيد من السابقين إلي الإسلام أسلم على يد مصعب بن عمير كما تقدم وقيل على يد سعد بن معاذ واختلف في شهوده بدرا أرخ البغوي وفاته سنة عشرين وقال المدائني سنة احدى وعشرين (سعد بن خيثمة)

ص: 139

ورفاعة بن عبد المنذر وعد بعضهم بدل رفاعة أبا الهيثم بن التيهان وعلى ذلك عمل كعب بن مالك حيث يقول في جوابه لأبى بن خلف وأبى سفيان حين كتبا الى الانصار في أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم:

ألا فابلغ أبيا أنه فال رأيه

وحان غداة الشعب والحين واقع

أبا الله ما منتك نفسك انه

بمرصاد أمر الناس راء وسامع

وأبلغ أبا سفيان أن قد بدا لنا

باحمد نور من هدى لاح ساطع

فلا ترغبن في حشد أمر تريده

وألب وجمع كل ما أنت جامع

ابن الحارث بن مالك بن كعب بن النحاط بالنون والمهملة بن كعب بن حارثة بن غنم بن السلم بن امريء القيس ابن مالك بن الاوس الانصاري الاوسي يكنى أبا خيثمة ذكره ابن اسحاق وغيره فيمن شهد بدرا واستشهد.

قال أبو جعفر بن جيب في قول حسان بن ثابت

أرونى سعودا كالسعود التى سمت

بمكة من أولاد عمرو بن عامر

أقاموا عماد الدين حتى تمكنت

قوائمه بالمرهفات البوائر

قال أراد بالسعود سبعة أربعة من الاوس وثلاثة من الخزرج فمن الخزرج سعد بن عبادة وسعد بن الربيع وسعد بن عثمان أبو عبادة ومن الاوس سعد بن معاذ وسعد بن خيثمة وسعد بن عبيد وسعد بن زيد انتهى (رفاعة بن عبد المنذر) بن زنبر بزاي ونون وباء بموحدة كذا في السيرة لابن هشام ابن زيد بن أمية بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الاوس الانصاري الاوسى ثم قال ابن هشام وأهل العلم يعدون فيهم أبا الهيثم بن التيهان ولا يعدون رفاعة وساق أبيات كعب العينية كما سيذكرها المؤلف وقال ابن حجر في الاصابة رفاعة بن عبد المنذر أحد ما قيل في اسم أبي لبابة ثم قال في باب الكنى منه أبو لبابة بن عبد المنذر الانصاري مختلف في اسمه قيل بشير وزن عظيم بمعجمة وقيل بالمهملة أوله ثم التحتانية ثانيه كذا ثم قال وقال ابن اسحاق اسمه رفاعة وكذا قال ابن نمير وغيره ثم قال ذكره ابن عقبة في البدريين وقالوا كان أحد النقباء ليلة العقبة ونسبوه الى عبد المنذر بن زر بن زيد بن أمية الى آخر النسب المتقدم مات في خلافة على رضى الله عنهما ويقال عاش الى بعد الخمسين (ألا فابلغ) كذا في الاصل باثبات اداة الاستفتاح وفي السيرة لابن هشام من روايته عن أبي زيد سعيد بن أوس الانصاري أحد أئمة اللغة بحذفها و (أبيا) هو أبي بن خلف أحد أشداء قريش على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وممن آذوه كثيرا قتل مشركا قتله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كما تقدم (وفال رأيه) أي خاب والرأى معروف (وحان) قرب (والحين) بفتح الحاء المهملة وسكون الياء الهلاك والعرب تقول والنفس قد حان حينها أى قرب هلكها (وأبلغ أبا سفيان) بن حرب بن أمية والد معاوية من مسلمة الفتح سيأتي له ذكر (بدا) ظهر (ساطع) سطع الصبح ارتفع يسطع بفتح العين في الماضى

ص: 140

ودونك فاعلم ان نقض عهودنا

اباه عليك الرهط حين تبايع

اباه البراء وابن عمرو كلاهما

واسعد يأباه عليك ورافع

وسعد اباه الساعدي ومنذر

لانفك ان حاولت ذلك جادع

وما ابن ربيع ان تناولت عهده

بمسلمه لا يطمعن ثم طامع

وأيضا فلا يعطيكه ابن رواحة

واخفاره من دونه السم ناقع

وفاء به والقوقلي ابن صامت

بمندوحة عما يحاول باقع

ابو هيثم أيضا وفيّ بمثلها

وفاء لما أعطى من العهد خانع

وما ابن حضير ان أردت بمطمع

فهل أنت عن احموقة ألغي نازع

وسعد اخو عمرو بن عوف فانه

ضروح بما حاولت ملأ مر مانع

أولاك نجوم لا يغبّك منهم

عليك بنحس في دجى الليل طالع

وأنشدنا فيهم الشيخ الصديق بن محمد المقرى المعروف والده بالمدوّح وكنت سألته ذلك فقال:

سألتنى نظم أسامى النقبا

الفاضلين الماجدين الأدبا

رؤس أنصار النبى أحمد

أهل السماح والحجى والسؤدد

أعدادهم اثنى عشر نقيبا

كالنقباء من بنى يعقوبا

تبايعوا بالليل عند العقبه

منقبة ما مثلها من منقبه

والمضارع (الرهط) قوم الرجل وقبيلته والرهط ما دون العشرة من الرجال لا يكون فيهم امرأة قال الله تعالى وَكانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ فجمع وليس له واحد من لفظه (والقوقلى) الشديد من الرجال (وابن الصامت) هو عبادة بن الصامت وتقدم نسبه وشيء من سيرته (بمندوحة) أى بسعة (باقع) بالموحدة والقاف أى حاذق داهية (وخانع) بالخاء المعجمة والنون أى خاضع ذليل (ضروح) الضروح بالمعجمة والمهملات شديد الدفع كذا في هامش السيرة لابن هشام وفي طرة نسخة من الاصل الضريح بفتح المعجمة البعد وهذا التفسير أشبه بالمعنى وقوله (ملأمر) أصله من الأمر حذفت النون وألف الوصل تخفيفا (لا يغبك) بالمعجمة أى لا يغيب عنك حتى يأتيك عائدا لا يزال طالعا عليك بالنحس دائما والكاف كاف الخطاب لابي سفيان وأبي بن خلف (الحجى) بالكسر والقصر العقل وقوله (كالنقباء من بني يعقوبا) يريد بهم الاسباط الاثني عشر من بني اسرائيل

ص: 141

فتسعة هم من رؤس الخزرج

كاسعد نعم رجاء المرتجى

ومنذر ورافع وسعد

ابن الربيع والبرا ذى المجد

وعد من عبادة أبوه

سعد وعبد الله فانسبوه

ذاك ابو جابر خير ثابت

فى الحرب مع عبادة بن الصامت

وإن تسلني عن شهيد مؤته

فذاك عبد الله ان نسبته

والأوس منهم واحد وثاني

وثالث فاقت به المعانى

فمنهم رفاعة وسعد

وابن حضير من نماه المجد

اسيد من قاموا له قياما

لانه أبركهم إسلاما

هم هؤلاء النقبا الاثنى عشر

خيرة خلق الله من خير البشر

هذا وصلى ربنا وسلما

ما دامت الارض وما دام السما

على النبي وآله وعظما

ماشن سحب بامزان وما

والآل والاصحاب والازواج

ما غطمط العجاج بالامواج

وروي ان جبريل كان الى جنب النبي صلى الله عليه وآله وسلم عند مبايعتهم وهو (عبادة) أصله غير مصروف وصرفه هنا لضرورة الشعر (شهيد مؤتة) هو عبد الله بن رواحة رضى الله عنه ومؤتة بالضم ثم واو مهموزة ساكنة وفوقية وبعضهم لا يهمزه قرية من قرى البلقاء في حدود الشام وقيل من مشارف الشام بعث النبى صلى الله عليه وآله وسلم اليها جيشا في سنة ثمان وأمر عليهم زيد بن حارثة مولاه وقال ان أصيب زيد فجعفر بن أبي طالب الامير وان أصيب جعفر فعبد الله بن رواحة فساروا حتى اذا كانوا بتخوم البلقاء لقيتهم جموع هرقل من الروم والعرب بقرية من قرى البلقاء يقال لها مشارف ثم دنا العدو وانحاز المسلمون الى قرية يقال لها مؤتة فالتقى الناس عندها فلقيتهم الروم في جمع عظيم فقاتل زيد حتى قتل فأخذ الراية جعفر فقاتل حتى قتل فاخذ الراية عبيد الله بن رواحة فكانت تلك حاله فاجتمع المسلمون الى خالد بن الوليد فانحاز بهم حتى قدم المدينة فجعل الصبيان يحثون عليهم التراب ويقولون يا فرار فررتم في سبيل الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم ليسوا بالفرار لكنهم الكرار إن شاء الله. وقال حسان بن ثابت:

فلا يبعدن الله قتلى تتابعوا

بمؤتة منهم ذو الجناحين جعفر

وزيد وعبد الله هم خير عصبة

تواصوا وأسباب المنية تنظر

(غطمط) بمعجمة ومهملتين أى اضطرب وتحرك حتى سمع له صوت كصوت غليان القدر و (العجاج) بتشديد الجيم الذي يسمع له ضجيج أى صوت والمراد به البحر

ص: 142

يشير اليهم واحدا بعد واحد قال مالك وكنت أعجب كيف جاء هذا رجلان من قبيلة ورجل من أخرى ختى حدثت بهذا الحديث وأن جبريل هو الذي ولاهم وأشار بهم فعلمت* ولما تمت البيعة صاح ابليس لعنه الله صيحة منكرة مشبها صوته بصوت منبه بن الحجاج السهمى يا أهل منى هذا محمد وأهل يثرب قد اجتمعوا لحربكم فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أي عدوّ الله أما والله لافرغن لك ثم تفرقوا فلما أصبحوا غدت عليهم رؤساء قريش فقالوا يا معشر الخزرج بلغنا أنكم جئتم الى صاحبنا تستخرجونه من بين أظهرنا وتبايعونه على حربنا وانه والله ما حى من العرب أبغض الينا ان تنشب الحرب بيننا وبينهم منكم فحلف له مشركو الانصار ما كان من هذا شئ ولا علمناه وصدقوا لم يعلموا هم وداروهم بالقول ثم تفرقوا وتفرق الناس من منى ثم فتشت قريش عن الخبر فوجدوه قد كان فخرجوا في طلب القوم ففاتوهم وأدركوا سعد بن عبادة والمنذر بن عمرو باذاخر فاعجزهم المنذر وادركوا سعدا فرجعوا به الى الى مكة أسيرا يضربونه فاستنقذه منهم جبير بن مطعم والحارث بن حرب بن أمية لصنائع وقوله (قال مالك) لعله كعب بن مالك الانصارى فان حديث العقبة مخرج عنه كما في السيرة لابن هشام (منبه بن الحجاج) بن عامر بن حذيفة بن سعد بن سهم السهمى أحد صناديد قريش وممن كان يؤلب المشركين على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قتل مشركا يوم بدر قتله أبو اليسر أخو بني سلمة (تنشب) أى تعلق من قولهم نشبت بكسر الشين المعجمة الحرب بينهم نشوبا اذا اشتبكت (ثم فتشت) أى بحثت (اذاخر) بالفتح والخاء المعجمة مكسورة كأنه جمع الجمع موضع بين مكة والمدينة (فاستنقذه منهم) أي فخلصه منهم وقصة ذلك كما ساقها ابن اسحاق. وأما سعد فأخذوه فربطوا يديه الى عنقه بنسع رحله ثم أقبلوا به حتى أدخلوه مكة يضربونه ويجذبونه بجمته وكان ذا شعر كثير قال سعد فو الله أنى لفى أيديهم إذ طلع على نفر من قريش فيهم رجل وضيء أبيض شعشاع حلو من الرجال. والشعشاع الطويل الحسن. قال قلت في نفسى ان يك عند أحد من القوم خير فعند هذا قال فلما دنا منى رفع يده فلكمني لكمة شديدة قال قلت في نفسى لا والله ما عندهم بعد هذا من خير قال فو الله اني لفي أيديهم يسحبوننى اذ أوى لي رجل ممن كان معهم فقال ويحك أما بينك وبين أحد من قريش جوار ولا عهد قال قلت بلى والله لقد كنت أجير لجبير بن مطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف تجارة وامنعهم ممن أراد ظلمهم ببلادي وللحارث بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف قال ويحك فاهتف باسم الرجلين واذكر ما بينك وبينهما قال ففعلت وخرج ذلك الرجل اليهما فوجدهما في المسجد عند الكعبة فقال لهما ان رجلا من الخزرج الآن يضرب بالابطح ليهتف بكما ويذكران بينه وبينكما جوارا قالا ومن هو قال سعد بن عبادة قالا صدق والله إن كان ليجير لنا تجارنا ويمنعهم ان يظلموا ببلده قال فجاءا فخلصا سعدا من أيديهم فانطلق وكان الذي لكم سعدا سهيل بن عمرو أخو بنى عامر بن لؤي وكان الرجل الذى أوي له أبا البختري بن

ص: 143

كانت في رقابهما. وقال ضرار بن الخطاب الفهرى يفتخر بما فعلوا بسعد وهو أوّل شعر قيل بعد الهجرة:

تداركت سعدا عنوة فاخذته

وكان شفاء لو تداركت منذرا

ولو نلته طلّت هناك جراحة

وكان حقيقا أن يهان ويهدرا

هشام اه (ضرار بن الخطاب) بن مرداس بن كثير بن عمرو بن سفيان بن محارب بن فهر القرشى الفهرى.

قال ابن حبان له صحبة وكان فارسا شاعرا وكان أبوه رئيس بنى فهر في زمانه قاله الزبير قال وكان ضرار من الفرسان ولم يكن في قريش أشعر منه وبعده ابن الزبعرى وقال ابن سعد كان يقاتل المسلمين في الوقائع أشد القتال وكان يقول زوجت عشرة من أصحاب النبى صلى الله عليه وآله وسلم بالحور العين وله ذكر في أحد والخندق ثم أسلم في الفتح وقتل باليمامة شهيدا وقال الخطيب بل عاش الي ان حضر فتح المدائن ونزل الشام وقال ابن مندة في ترجمته له ذكر وليس له حديث وحكى عنه عمر بن الخطاب وتعقبه أبو نعيم بانه لم يذكره أحد في الصحابة ولا فيمن أسلم وتعقبه ابن عساكر بان الصواب مع ابن مندة وروى الذهلي في الزهريات من حديث الزهري عن السائب بن يزيد قال بينا نحن مع عبد الرحمن بن عوف في طريق مكة اذ قال عبد الرحمن لرياح بن المعترف غننا فقال له عمر فان كنت آخذا فعليك بشعر ضرار ابن الخطاب وقال أبو عبيدة كان الذى شهر وفاء أم جميل الدوسية من رهط أبي هريرة أن هشام بن الوليد بن المغيرة قتل أبا أزيهر الدوسي وكان صهر أبى سفيان فبلغ ذلك قومه فوثبوا على ضرار بن الخطاب ليقتلوه فسعى فدخل بيت أم جميل فعاذبها فرآه رجل فلحقه فضربه فوقع ذباب السيف على الباب وقامت أم جميل في وجوههم ونادت في قومها فمنعوه فلما قام عمر بالخلافة ظنت انه أخوه فاتته فلما انتسبت عرف القصة فقال لست باخيه الا في الاسلام وهو غاز وقد عرفنا منتك عليه فاعطاها على أنها ابنة سبيل فهذا صريح في اسلامه فلا معنى لتعقب أبي نعيم وذكر الزبير بن بكار أن التى أجارت ضرارا أم غيلان الدوسية وفيها يقول ضرار:

جزى الله عنى أم غيلان صالحا

ونسوتها اذ هن شعث عواطل

وعوفا جزاه الله خيرا فما وني

وما بردت منه لدي المفاصل

قال وعوف ولدها وأنشد الزبير لضرار بن الخطاب يخاطب النبى صلى الله عليه وآله وسلم يوم الفتح:

يا نبي الهدى اليك لجا

حي قريش ولات حين لجاء

حين ضاقت عليهم سعة الارض

وعاداهم اله السماء

والتقت حلقتا البطان على القوم

ونودوا بالصيلم الصلعاء

ان سعدا يريد قاصمة الظهر

باهل الحجون والبطحاء

الابيات قال وكان ضرار قال لابي بكر نحن خير لقريش منكم أدخلناهم الجنة وأنتم أدخلتموهم النار

(عنوة) بمهملة مفتوحة ونون ساكنة أي قسرا (طلت) بمهملة أي ذهب هدرا فلم تود يقال طل دمه وأطل دمه وطله الله تعالى وأطله أى اهدره (يهان) بتحتية من الهوان ضد الاحترام

ص: 144