الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[مطلب في أسماء النقباء من الأوس والخزرج وطرفا من أحوالهم ومواخذة قريش لهم في ذلك]
وأوّل من بايع البراء بن معرور ثم تتابع الناس وكانوا ثلاثة وسبعين رجلا وامرأتين وقيل سبعين (أسماء النقباء) أبو امامة أسعد بن زرارة عبد الله بن رواحة سعد بن الربيع رافع بن مالك بن العجلان البراء بن معرور سعد بن عبادة عبد الله بن عمرو بن حرام والد جابر وكان اسلامه ليلتئذ والمنذر بن عمرو وعبادة بن الصامت هؤلاء من الخزرج ومن الاوس أسيد بن حضير وسعد بن خيثمة قوله (وامرأتين) هما نسيبة بنت كعب أم عمارة احدى نساء بنى مازن بن النجار واسماء بنت عمرو بن عدي ابن نابي احدى نساء بني سلمة وهي أم منيع (عبد الله بن رواحة) بالتخفيف ابن امرئ القيس بن عمرو بن امريء القيس بن مالك بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج كذا في السيرة لابن هشام وفي الاصابة ابن امريء القيس الاغر بن ثعلبة الى آخر النسب الانصاري الخزرجي الشاعر المشهور يكني أبا محمد ويقال كنيته ابو رواحة ويقال أبو عمرو أمه كبشة بنت واقد بن عمرو بن الاطنابة خزرجية أيضا وليس له عقب شهد بدرا وما بعدها الى أن استشهد بمؤتة. قال ابن سعد في الطبقات ولما نزلت والشعراء يتبعهم الغاوون قال عبد الله بن رواحة قد علم الله اني منهم فانزل الله الا الذين آمنوا وعملوا الصالحات الآية (وسعد بن الربيع) بن عمرو بن أبي زهير بن مالك بن امريء القيس الى آخر الذي قبله الانصاري الخزرجي استشهد باحد باتفاق وفيه نزل قوله تعالى الرِّجالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّساءِ الآية (عبد الله بن عمرو بن حرام) بن ثعلبة بن حرام بن كعب بن غنم وباقى النسب تقدم في ترجمة البراء بن معرور (والد جابر) بن عبد الله الصحابي المشهور شهد عبد الله بدرا واحدا فاستشهد رضي الله عنه وهو الذي جفر السيل عن قبره بعد ست واربعين سنة فوجد لم يتغير كانه مات بالامس (وكان اسلامه ليلتئذ) وذلك فيما رواه ابن اسحق عن معبد بن كعب أن أخاه عبد الله بن كعب حدثه أن أباه كعب بن مالك حدثه قال كعب ثم خرجنا الى الحج وواعدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ايانا العقبة من أوسط أيام التشريق قال فلما فرغنا من الحج وكانت الليلة التى أوعدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لها ومعنا عبد الله بن عمرو بن حرام أبو جابر سيد من ساداتنا وشريف من أشرافنا أخذناه معنا وكنا نكتم من معنا من قومنا من المشركين أمرنا فكلمناه وقلنا له يا أبا جابر انك سيد من ساداتنا وشريف من أشرافنا وإنا نرغب بك عما أنت فيه أن تكون حطبا للنار غدا ثم دعوناه الى الاسلام وأخبرناه بميعاد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ايانا العقبة قال فاسلم وشهد معنا العقبة وكان نقيبا اه (المنذر بن عمرو) بن خنيس قال ابن هشام ويقال بن خنبش بن حارثة بن لوذان بن عبد ود بن زيد بن ثعلبة بن الخزرج بن ساعدة بن كعب بن الخزرج الانصاري الخزرجي الساعدى قال في الاصابة ومنهم من أسقط حارثة من نسبه بدري استشهد يوم بئر معونة (اسيد بن حضير) بن سماك بن عتيك بن رافع ابن امريء القيس بن زيد بن عبد الاشهل بن جشم بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الاوس الانصاري الاوسي الاشهلى قال في الاصابة يكنى ابا يحيى. وأبا عتيك وأبوه الحضير فارس الاوس ورئيسهم يوم بعاث وكان أسيد من السابقين إلي الإسلام أسلم على يد مصعب بن عمير كما تقدم وقيل على يد سعد بن معاذ واختلف في شهوده بدرا أرخ البغوي وفاته سنة عشرين وقال المدائني سنة احدى وعشرين (سعد بن خيثمة)
ورفاعة بن عبد المنذر وعد بعضهم بدل رفاعة أبا الهيثم بن التيهان وعلى ذلك عمل كعب بن مالك حيث يقول في جوابه لأبى بن خلف وأبى سفيان حين كتبا الى الانصار في أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم:
ألا فابلغ أبيا أنه فال رأيه
…
وحان غداة الشعب والحين واقع
أبا الله ما منتك نفسك انه
…
بمرصاد أمر الناس راء وسامع
وأبلغ أبا سفيان أن قد بدا لنا
…
باحمد نور من هدى لاح ساطع
فلا ترغبن في حشد أمر تريده
…
وألب وجمع كل ما أنت جامع
ابن الحارث بن مالك بن كعب بن النحاط بالنون والمهملة بن كعب بن حارثة بن غنم بن السلم بن امريء القيس ابن مالك بن الاوس الانصاري الاوسي يكنى أبا خيثمة ذكره ابن اسحاق وغيره فيمن شهد بدرا واستشهد.
قال أبو جعفر بن جيب في قول حسان بن ثابت
أرونى سعودا كالسعود التى سمت
…
بمكة من أولاد عمرو بن عامر
أقاموا عماد الدين حتى تمكنت
…
قوائمه بالمرهفات البوائر
قال أراد بالسعود سبعة أربعة من الاوس وثلاثة من الخزرج فمن الخزرج سعد بن عبادة وسعد بن الربيع وسعد بن عثمان أبو عبادة ومن الاوس سعد بن معاذ وسعد بن خيثمة وسعد بن عبيد وسعد بن زيد انتهى (رفاعة بن عبد المنذر) بن زنبر بزاي ونون وباء بموحدة كذا في السيرة لابن هشام ابن زيد بن أمية بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الاوس الانصاري الاوسى ثم قال ابن هشام وأهل العلم يعدون فيهم أبا الهيثم بن التيهان ولا يعدون رفاعة وساق أبيات كعب العينية كما سيذكرها المؤلف وقال ابن حجر في الاصابة رفاعة بن عبد المنذر أحد ما قيل في اسم أبي لبابة ثم قال في باب الكنى منه أبو لبابة بن عبد المنذر الانصاري مختلف في اسمه قيل بشير وزن عظيم بمعجمة وقيل بالمهملة أوله ثم التحتانية ثانيه كذا ثم قال وقال ابن اسحاق اسمه رفاعة وكذا قال ابن نمير وغيره ثم قال ذكره ابن عقبة في البدريين وقالوا كان أحد النقباء ليلة العقبة ونسبوه الى عبد المنذر بن زر بن زيد بن أمية الى آخر النسب المتقدم مات في خلافة على رضى الله عنهما ويقال عاش الى بعد الخمسين (ألا فابلغ) كذا في الاصل باثبات اداة الاستفتاح وفي السيرة لابن هشام من روايته عن أبي زيد سعيد بن أوس الانصاري أحد أئمة اللغة بحذفها و (أبيا) هو أبي بن خلف أحد أشداء قريش على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وممن آذوه كثيرا قتل مشركا قتله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كما تقدم (وفال رأيه) أي خاب والرأى معروف (وحان) قرب (والحين) بفتح الحاء المهملة وسكون الياء الهلاك والعرب تقول والنفس قد حان حينها أى قرب هلكها (وأبلغ أبا سفيان) بن حرب بن أمية والد معاوية من مسلمة الفتح سيأتي له ذكر (بدا) ظهر (ساطع) سطع الصبح ارتفع يسطع بفتح العين في الماضى
ودونك فاعلم ان نقض عهودنا
…
اباه عليك الرهط حين تبايع
اباه البراء وابن عمرو كلاهما
…
واسعد يأباه عليك ورافع
وسعد اباه الساعدي ومنذر
…
لانفك ان حاولت ذلك جادع
وما ابن ربيع ان تناولت عهده
…
بمسلمه لا يطمعن ثم طامع
وأيضا فلا يعطيكه ابن رواحة
…
واخفاره من دونه السم ناقع
وفاء به والقوقلي ابن صامت
…
بمندوحة عما يحاول باقع
ابو هيثم أيضا وفيّ بمثلها
…
وفاء لما أعطى من العهد خانع
وما ابن حضير ان أردت بمطمع
…
فهل أنت عن احموقة ألغي نازع
وسعد اخو عمرو بن عوف فانه
…
ضروح بما حاولت ملأ مر مانع
أولاك نجوم لا يغبّك منهم
…
عليك بنحس في دجى الليل طالع
وأنشدنا فيهم الشيخ الصديق بن محمد المقرى المعروف والده بالمدوّح وكنت سألته ذلك فقال:
سألتنى نظم أسامى النقبا
…
الفاضلين الماجدين الأدبا
رؤس أنصار النبى أحمد
…
أهل السماح والحجى والسؤدد
أعدادهم اثنى عشر نقيبا
…
كالنقباء من بنى يعقوبا
تبايعوا بالليل عند العقبه
…
منقبة ما مثلها من منقبه
والمضارع (الرهط) قوم الرجل وقبيلته والرهط ما دون العشرة من الرجال لا يكون فيهم امرأة قال الله تعالى وَكانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ فجمع وليس له واحد من لفظه (والقوقلى) الشديد من الرجال (وابن الصامت) هو عبادة بن الصامت وتقدم نسبه وشيء من سيرته (بمندوحة) أى بسعة (باقع) بالموحدة والقاف أى حاذق داهية (وخانع) بالخاء المعجمة والنون أى خاضع ذليل (ضروح) الضروح بالمعجمة والمهملات شديد الدفع كذا في هامش السيرة لابن هشام وفي طرة نسخة من الاصل الضريح بفتح المعجمة البعد وهذا التفسير أشبه بالمعنى وقوله (ملأمر) أصله من الأمر حذفت النون وألف الوصل تخفيفا (لا يغبك) بالمعجمة أى لا يغيب عنك حتى يأتيك عائدا لا يزال طالعا عليك بالنحس دائما والكاف كاف الخطاب لابي سفيان وأبي بن خلف (الحجى) بالكسر والقصر العقل وقوله (كالنقباء من بني يعقوبا) يريد بهم الاسباط الاثني عشر من بني اسرائيل
فتسعة هم من رؤس الخزرج
…
كاسعد نعم رجاء المرتجى
ومنذر ورافع وسعد
…
ابن الربيع والبرا ذى المجد
وعد من عبادة أبوه
…
سعد وعبد الله فانسبوه
ذاك ابو جابر خير ثابت
…
فى الحرب مع عبادة بن الصامت
وإن تسلني عن شهيد مؤته
…
فذاك عبد الله ان نسبته
والأوس منهم واحد وثاني
…
وثالث فاقت به المعانى
فمنهم رفاعة وسعد
…
وابن حضير من نماه المجد
اسيد من قاموا له قياما
…
لانه أبركهم إسلاما
هم هؤلاء النقبا الاثنى عشر
…
خيرة خلق الله من خير البشر
هذا وصلى ربنا وسلما
…
ما دامت الارض وما دام السما
على النبي وآله وعظما
…
ماشن سحب بامزان وما
والآل والاصحاب والازواج
…
ما غطمط العجاج بالامواج
وروي ان جبريل كان الى جنب النبي صلى الله عليه وآله وسلم عند مبايعتهم وهو (عبادة) أصله غير مصروف وصرفه هنا لضرورة الشعر (شهيد مؤتة) هو عبد الله بن رواحة رضى الله عنه ومؤتة بالضم ثم واو مهموزة ساكنة وفوقية وبعضهم لا يهمزه قرية من قرى البلقاء في حدود الشام وقيل من مشارف الشام بعث النبى صلى الله عليه وآله وسلم اليها جيشا في سنة ثمان وأمر عليهم زيد بن حارثة مولاه وقال ان أصيب زيد فجعفر بن أبي طالب الامير وان أصيب جعفر فعبد الله بن رواحة فساروا حتى اذا كانوا بتخوم البلقاء لقيتهم جموع هرقل من الروم والعرب بقرية من قرى البلقاء يقال لها مشارف ثم دنا العدو وانحاز المسلمون الى قرية يقال لها مؤتة فالتقى الناس عندها فلقيتهم الروم في جمع عظيم فقاتل زيد حتى قتل فأخذ الراية جعفر فقاتل حتى قتل فاخذ الراية عبيد الله بن رواحة فكانت تلك حاله فاجتمع المسلمون الى خالد بن الوليد فانحاز بهم حتى قدم المدينة فجعل الصبيان يحثون عليهم التراب ويقولون يا فرار فررتم في سبيل الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم ليسوا بالفرار لكنهم الكرار إن شاء الله. وقال حسان بن ثابت:
فلا يبعدن الله قتلى تتابعوا
…
بمؤتة منهم ذو الجناحين جعفر
وزيد وعبد الله هم خير عصبة
…
تواصوا وأسباب المنية تنظر
(غطمط) بمعجمة ومهملتين أى اضطرب وتحرك حتى سمع له صوت كصوت غليان القدر و (العجاج) بتشديد الجيم الذي يسمع له ضجيج أى صوت والمراد به البحر
يشير اليهم واحدا بعد واحد قال مالك وكنت أعجب كيف جاء هذا رجلان من قبيلة ورجل من أخرى ختى حدثت بهذا الحديث وأن جبريل هو الذي ولاهم وأشار بهم فعلمت* ولما تمت البيعة صاح ابليس لعنه الله صيحة منكرة مشبها صوته بصوت منبه بن الحجاج السهمى يا أهل منى هذا محمد وأهل يثرب قد اجتمعوا لحربكم فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أي عدوّ الله أما والله لافرغن لك ثم تفرقوا فلما أصبحوا غدت عليهم رؤساء قريش فقالوا يا معشر الخزرج بلغنا أنكم جئتم الى صاحبنا تستخرجونه من بين أظهرنا وتبايعونه على حربنا وانه والله ما حى من العرب أبغض الينا ان تنشب الحرب بيننا وبينهم منكم فحلف له مشركو الانصار ما كان من هذا شئ ولا علمناه وصدقوا لم يعلموا هم وداروهم بالقول ثم تفرقوا وتفرق الناس من منى ثم فتشت قريش عن الخبر فوجدوه قد كان فخرجوا في طلب القوم ففاتوهم وأدركوا سعد بن عبادة والمنذر بن عمرو باذاخر فاعجزهم المنذر وادركوا سعدا فرجعوا به الى الى مكة أسيرا يضربونه فاستنقذه منهم جبير بن مطعم والحارث بن حرب بن أمية لصنائع وقوله (قال مالك) لعله كعب بن مالك الانصارى فان حديث العقبة مخرج عنه كما في السيرة لابن هشام (منبه بن الحجاج) بن عامر بن حذيفة بن سعد بن سهم السهمى أحد صناديد قريش وممن كان يؤلب المشركين على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قتل مشركا يوم بدر قتله أبو اليسر أخو بني سلمة (تنشب) أى تعلق من قولهم نشبت بكسر الشين المعجمة الحرب بينهم نشوبا اذا اشتبكت (ثم فتشت) أى بحثت (اذاخر) بالفتح والخاء المعجمة مكسورة كأنه جمع الجمع موضع بين مكة والمدينة (فاستنقذه منهم) أي فخلصه منهم وقصة ذلك كما ساقها ابن اسحاق. وأما سعد فأخذوه فربطوا يديه الى عنقه بنسع رحله ثم أقبلوا به حتى أدخلوه مكة يضربونه ويجذبونه بجمته وكان ذا شعر كثير قال سعد فو الله أنى لفى أيديهم إذ طلع على نفر من قريش فيهم رجل وضيء أبيض شعشاع حلو من الرجال. والشعشاع الطويل الحسن. قال قلت في نفسى ان يك عند أحد من القوم خير فعند هذا قال فلما دنا منى رفع يده فلكمني لكمة شديدة قال قلت في نفسى لا والله ما عندهم بعد هذا من خير قال فو الله اني لفي أيديهم يسحبوننى اذ أوى لي رجل ممن كان معهم فقال ويحك أما بينك وبين أحد من قريش جوار ولا عهد قال قلت بلى والله لقد كنت أجير لجبير بن مطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف تجارة وامنعهم ممن أراد ظلمهم ببلادي وللحارث بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف قال ويحك فاهتف باسم الرجلين واذكر ما بينك وبينهما قال ففعلت وخرج ذلك الرجل اليهما فوجدهما في المسجد عند الكعبة فقال لهما ان رجلا من الخزرج الآن يضرب بالابطح ليهتف بكما ويذكران بينه وبينكما جوارا قالا ومن هو قال سعد بن عبادة قالا صدق والله إن كان ليجير لنا تجارنا ويمنعهم ان يظلموا ببلده قال فجاءا فخلصا سعدا من أيديهم فانطلق وكان الذي لكم سعدا سهيل بن عمرو أخو بنى عامر بن لؤي وكان الرجل الذى أوي له أبا البختري بن
كانت في رقابهما. وقال ضرار بن الخطاب الفهرى يفتخر بما فعلوا بسعد وهو أوّل شعر قيل بعد الهجرة:
تداركت سعدا عنوة فاخذته
…
وكان شفاء لو تداركت منذرا
ولو نلته طلّت هناك جراحة
…
وكان حقيقا أن يهان ويهدرا
هشام اه (ضرار بن الخطاب) بن مرداس بن كثير بن عمرو بن سفيان بن محارب بن فهر القرشى الفهرى.
قال ابن حبان له صحبة وكان فارسا شاعرا وكان أبوه رئيس بنى فهر في زمانه قاله الزبير قال وكان ضرار من الفرسان ولم يكن في قريش أشعر منه وبعده ابن الزبعرى وقال ابن سعد كان يقاتل المسلمين في الوقائع أشد القتال وكان يقول زوجت عشرة من أصحاب النبى صلى الله عليه وآله وسلم بالحور العين وله ذكر في أحد والخندق ثم أسلم في الفتح وقتل باليمامة شهيدا وقال الخطيب بل عاش الي ان حضر فتح المدائن ونزل الشام وقال ابن مندة في ترجمته له ذكر وليس له حديث وحكى عنه عمر بن الخطاب وتعقبه أبو نعيم بانه لم يذكره أحد في الصحابة ولا فيمن أسلم وتعقبه ابن عساكر بان الصواب مع ابن مندة وروى الذهلي في الزهريات من حديث الزهري عن السائب بن يزيد قال بينا نحن مع عبد الرحمن بن عوف في طريق مكة اذ قال عبد الرحمن لرياح بن المعترف غننا فقال له عمر فان كنت آخذا فعليك بشعر ضرار ابن الخطاب وقال أبو عبيدة كان الذى شهر وفاء أم جميل الدوسية من رهط أبي هريرة أن هشام بن الوليد بن المغيرة قتل أبا أزيهر الدوسي وكان صهر أبى سفيان فبلغ ذلك قومه فوثبوا على ضرار بن الخطاب ليقتلوه فسعى فدخل بيت أم جميل فعاذبها فرآه رجل فلحقه فضربه فوقع ذباب السيف على الباب وقامت أم جميل في وجوههم ونادت في قومها فمنعوه فلما قام عمر بالخلافة ظنت انه أخوه فاتته فلما انتسبت عرف القصة فقال لست باخيه الا في الاسلام وهو غاز وقد عرفنا منتك عليه فاعطاها على أنها ابنة سبيل فهذا صريح في اسلامه فلا معنى لتعقب أبي نعيم وذكر الزبير بن بكار أن التى أجارت ضرارا أم غيلان الدوسية وفيها يقول ضرار:
جزى الله عنى أم غيلان صالحا
…
ونسوتها اذ هن شعث عواطل
وعوفا جزاه الله خيرا فما وني
…
وما بردت منه لدي المفاصل
قال وعوف ولدها وأنشد الزبير لضرار بن الخطاب يخاطب النبى صلى الله عليه وآله وسلم يوم الفتح:
يا نبي الهدى اليك لجا
…
حي قريش ولات حين لجاء
حين ضاقت عليهم سعة الارض
…
وعاداهم اله السماء
والتقت حلقتا البطان على القوم
…
ونودوا بالصيلم الصلعاء
ان سعدا يريد قاصمة الظهر
…
باهل الحجون والبطحاء
الابيات قال وكان ضرار قال لابي بكر نحن خير لقريش منكم أدخلناهم الجنة وأنتم أدخلتموهم النار
(عنوة) بمهملة مفتوحة ونون ساكنة أي قسرا (طلت) بمهملة أي ذهب هدرا فلم تود يقال طل دمه وأطل دمه وطله الله تعالى وأطله أى اهدره (يهان) بتحتية من الهوان ضد الاحترام