الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[فصل في ذكر آبائه صلى الله عليه وسلم]
(فصل) وأما عدد آبائه فهو صلي الله عليه وآله وسلم أبو القاسم وأبو الارامل وأبو ابراهيم (محمد بن عبد الله) بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصى بن كلاب بن مرة ابن كعب بن لؤى بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان بن أددبن مقوم بن ناحور هذا لمسجد المدينة قال هذا نص بانه المسجد الذي أسس على التقوى المذكور في القرآن قال السيوطي في الديباج قلت تعارضه أحاديث أخر منها ما أخرجه أبو داود بسند صحيح عن أبي هريرة رضى الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال نزلت هذه الآية (فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المتطهرين) في أهل قبالانهم كانوا يستنجون بالماء والحق ان القولين شهيران والاحاديث لكل منهما شاهدة ولهذا مال الحافظ عماد الدين ابن كثير الى الجمع وترجيح التفسير انه مسجد قبا لكثرة أحاديثه الواردة وبيان سبب نزول الآية قال ولا ينافي ذلك حديث مسلم وغيره لانه اذا كان مسجد قبا أسس على التقوي فمسجد النبي صلي الله عليه وسلم أولى بذلك (خاتمة) الشام بعد الحرمين أفضل البقاع لحديث الشام صفوة الله من بلاده أخرجه الطبراني والحاكم من حديث أبي امامة ولانها أرض المحشر والمنشر كما أخرجه أبو الحسن بن شجاع الربعي في فضائل الشام من حديث أبي ذر ولان نوره صلى الله عليه وسلم ليلة الولادة سطع عليها ثم اليمن لحديث الايمان يمان وهو مشهور في الصحيحين وغيرهما ثم الغرب لحديث لا يزال أهل الغرب ظاهرين الى آخره وهو في صحيح مسلم ولا يقال هذا الحديث فيه فضيلة أهل الغرب لهذا لانا نقول تقرر ان المفاضلة في الاشخاص حقيقة انما هي بحسب الديانة والتقوى ولا شك ان للبقاع تأثيرا في صلاح الطباع وفسادها من حيث إثارة الشهوات وغيرها كما ذكروا نظير ذلك في الفصول فصلاح الاشخاص حينئذ سببه صلاح البقعة واعتدالها وعدم خروجها عن الحد في تأثير الطبائع الاربع والله أعلم*
(فصل) وأما عدد آبائه (محمد) سمى به لخصاله المحمودة وكان ذلك بالهام من الله لجده (ابن عبد الله) قيل كان اسمه عبد الدار وقيل عبد قصى فلما فدى من الذبح سماه أبوه عبد الله (فهر) بفاء مكسورة فهاء ساكنة فراء قال في التوشيح هو قريش فقيل الاول اسمه والثاني لقبه وقيل عكسه (النضر) بالمعجمة (مدركة) اسمه عمرو وقيل عامر (الياس) بفتح الهمزة على لفظ الياس الذي هو ضد الرجاء واللام فيه للمح الصفة وقيل بالكسر كاسم النبي الياس وهو مشتق من قولهم أليس الشجاع أى لم يفر. قال النووي في التهذيب هو بكسر الهمزة على الصحيح الاشهر. وقال عياض في المشارق ضبطه ابن الانباري بفتح الهمزة ولام التعريف (مضر) بالمعجمة والراء بوزن عمر سمى بذلك لمحبته اللبن الماضر أي الحامض قيل وهو أول من حدا الابل وكان حسن الصوت وأخرجه ابن سعد عن عبد الله بن خالد مرسلا لا تسبوا مضر فانه كان قد أسلم (نزار) بنون وزاي فراء ككتاب قاله في القاموس وضبطه غيره بكسر النون وفتحها وهو مشتق من النزر وهو القليل سمى به لانه كان فريد عصره قاله أبو الفرج الاصبهاني (معد) بفتح الميم والعين وتشديد الدال المهملتين (عدنان) بالمهملة والنون بوزن مروان (ادد) بضم ففتح كعمر وبضمتين أيضا قال في القاموس وهو مصروف (مقوم) بكسر الواو اسم فاعل وبفتحها اسم مفعول (ناحور) بنون ومهملة وراء
ابن تيرخ بن يعرب بن يشجب بن قيدار بن نابت بن اسمعيل بن ابراهيم صلي الله عليه وعلى آله ابن آزر بن تارح بن ناحور بن ساروخ بن راعو بن فالج بن عيبر بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح صلى الله عليه وسلم ابن لامك بن (تيرخ) بفوقية مفتوحة فتحتية ساكنة فراء مهملة (يعرب) بتحتية مفتوحة فمهملة ساكنة فراء مضمومة فموحدة (يشجب) بتحتية فمعجمة فجيم فموحدة بوزن يعرب (نابت) بالنون والموحدة والفوقية كفاعل وقيل انه نبت بحذف الالف وسكون الموحدة (اسماعيل) تقدم سبب تسميته بذلك قريبا (ابراهيم) كان مولده بالسوس من أرض الاهواز وقيل كوثى وقيل كسكر وقيل حران ولكن أبوه نقله الى بابل أرض نمرود ابن كنعان (آزر) لقب أبى ابراهيم قاله مقاتل بن حبان وغيره (ابن تارح) بفوقية فالف فراء مفتوحة فمهملة وقال ابن اسحق والضحاك بل هما اسمان له وقال بعضهم بل تارح أبوه وآزر عمه والعرب تسمى العم أبا وبه تشبث من قال من العلماء ان آباء النبي صلي الله عليه وسلم كانوا مؤمنين وسيأتي ما فيه قريبا وقال سليمان التيمي تارح سب وعيب ومعناه في كلامهم المعوج وقيل هو بالفارسية الشيخ الهم (ناحور) هو كناحور الاول وقيل ان هذا بألف في آخره (ساروخ) بمهملة فراء مضمومة آخره معجمة وقيل باعجام أوله وآخره وقيل شاروع (راعو) بالراء وضم المهملة وقيل انه أرعو بفتح الهمزة وسكون الراء وفتح المهملة قالوا وآخره ألف (فالج) بفتح اللام آخره معجم وقيل فالغ بغين معجمة وهو أخو هود بن عيبر على ما قيل وكلام مغلطاي في سيرته يخالفه كما سيأتي قريبا وقيل ان فالج أخو قحطان وهما ابنا يعرب ويقال عارب وفي عدنان وقحطان جماع العرب واتفق أهل النسب على ان عدنان من ولد اسماعيل واختلفوا في قحطان فقيل هو من ولد اسماعيل لقوله صلى الله عليه وسلم للاسلميين ارموا بني اسماعيل فان أباكم كان راميا وهم من قحطان وقيل ان قحطان من ولد هود وقيل غير ذلك (عيبر) بوزن جعفر وهو بمهملة فتحتية قد تبدل ألفا فموحدة وهو هود نبه عليه مغلطاي في سيرته (شالخ) باعجام أوله وآخره بوزن فالج ومعناه الوكيل (ارفخشذ) بهمزة مفتوحة فراء ساكنة ففاء مفتوحة فمعجمات الاولى ساكنة والثانية مفتوحة قيل معناه بالسريانية مصباح مضيء (سام) بالمهملة وهو أبو العرب وفارس والروم قيل لما حضرت نوحا الوفاة قسم البلاد بين أولاده فجعل لسام وسط الارض الحرم وما حوله واليمن وحضرموت الى عمان الى البحرين الى عالج وتبريز ووبار والدهناء وجعل لحام وهو بالمهملة أرض المغرب وسواحل الهند الى حدود بنجالة ما خلا الكوش من بعدها وجعل ليافث وهو بالتحتية والفاء والمثلثة مشرق الارض جميعها وجعل الوصية بعد ذلك الى ولده سام (نوح) اسمه عبد الغفار. قال البغوي وهو أوّل نبى بعث بعد ادريس وسيأتي في ذلك مزيد كلام في حديث الاسراء كان نوح نجارا بعثه الله الى قومه وهو ابن أربعين أو خمسين أو مائتين وخمسين أو مائة أقوال قال بالاول ابن عباس وبالاخير مقاتل سمى نوحا لكثرة ما ناح على نفسه وسبب نوحه دعوته على قومه بالهلاك ومراجعته ربه في شأن ابنه كنعان أو قوله لكلب مجذوم قد مر عليه اخسأ يا قبيح فأوحى الله اليه اعبتني أم عبت الكلب أقوال كان عمره ألفا وخمسين سنة قال ابن عباس وقيل ألفا ومائتين وخمسين والصحيح الاول (لامك) بفتح الميم ويقال لمك بفتح اللام وكسر
متوشلخ بن خنوخ وهو ادريس صلى الله عليه وسلم عند الاكثر ابن يرد بن مهليل بن قينين ويقال قينان بالقاف ابن يانش بن شيث بن آدم صلى الله عليه وسلم* قال المؤلف غفر الله له وما ذكرنا من النسب الى عدنان متفق عليه وفيما بعده الى آدم خلاف واضطراب في العدد والضبط والمشهور في ذلك ما ذكرنا ثم اتفقوا على أن النسب يرجع الى اسمعيل بن ابراهيم صلي الله عليهما وسلم
وروى ابن سعد في الطبقات حديثا مسندا عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبى صلي الميم مصروف قيل وهو أوّل من اتخذ العود للغناء (متوشلخ) بضم الميم وفتح الفوقية والواو بعدها معجمة ساكنة فلام مكسورة فمعجمة وقيل انه بتشديد الفوقية وسكون الواو وفتح الشين وسكون اللام قيل ومعناه مات الرسول سمى به لان أباه ادريس مات وأمه حامل به (خنوخ) بالمعجمة أوله وآخره على وزن تبوك وضبط اخنوخ على وزن عصفور (وهو ادريس) سمي به لكثرة درسه وكان خياطا وهو أوّل من خط بالقلم وأوّل من خاط الثياب ولبس المخيط وكان من قبله يلبسون الجلود وأوّل من اتخذ السلاح وقاتل الكفار وأوّل من نظر في علم الحساب رفعه الله عز وجل اليه على تمام ثلثمائة وخمس وستين سنة وقال الكلبى ثلاثمائة وست وستين سنة وهو ثالث الانبياء (يرد) بفتح التحتية وسكون الراء ثم مهملة ويقال فيه اليرد بالة التعريف ومعناه الضابط (مهليل) بفتح الميم وسكون الهاء وبين اللامين تحتية ويقال فيه مهلائيل ومعناه الممدح وفي زمنه كان أوّل عبادة الاصنام (قينين وقينان) بفتح القاف فيهما ومعناه المستوي (يانش) بالتحتية والنون والمعجمة بوزن فاعل ويقال أنوش بوزن صبور ومعناه الصادق وهو أوّل من غرس النخلة وبذر الحبة وبوب الكعبة (شيث) بمعجمة فتحتية فمثلثة بوزن ليف ومعناه هبة الله لانه خلف من هابيل المقتول علمه الله ساعات الليل والنهار وعبادته في كل ساعة وأنزل عليه خمسين صحيفة وصار وصي آدم وولى عهده. قيل ان حواء كانت تلد في كل بطن ولدين ذكرا وأنثي الا شيثا فانها حملت به وحده كرامة لمحمد صلى الله عليه وسلم وكان مولده بعد قتل هابيل بخمسين سنة وقد مضى من عمر آدم مائة وثلاثون سنة وقيل مائتان وخمس وأربعون سنة وكان مدة عمره ألف سنة وفي التوراة الا سبعين (آدم) كني به لانه خلق من اديم الارض وقيل لانه كان آدم اللون وكان خلقه آخر ساعة من يوم الجمعة فيما بين العصر الى الليل كما في مسند أحمد وصحيح مسلم من حديث أبي هريرة وخلق من تراب الجاثية ودخنا وعجن بماء الجنة كما أخرجه الحكيم وابن أبي عدي من حديثه ولا ينافيه ما في حديث آخر انه خلق من جميع أجزاء الارض فلعل أكثر طينته كانت من هاتين الارضين وكان طوله ستين ذراعا كما في مسند أحمد والصحيحين من حديثه أيضا قيل بذراعه وقيل بذراعنا لان ذراع كل واحد ربعه ولو كان بذراعه لكانت يده قصيرة في جنب طول جسمه كالاصبع أو الظفر (تنبيه) حملة من ذكره المصنف من الآباء تسعة وأربعون. وزاد المحب الطبري وغيره ادا بضم الهمزة وتشديد المهملة بين عدنان وادد فيتم العدد خمسين وقد بين المصنف محل الاتفاق وهو الى عدنان فقط وفيه من الانبياء آدم وشيث وادريس ونوح وسام على القول بنبوته وهو مقتضي ما نقل عن كعب الاحبار وهود وهو عيبر على ما مر فيه وابراهيم واسماعيل (وروى ابن سعد) هو محمد بن سعد الكاتب مولى بني هاشم مات سنة ثلاث ومائتين (عن ابن عباس) وأخرجه عنه ابن
الله عليه وآله وسلم كان اذا انتسب لم يجاوز في نسبه معد بن عدنان بن أدد ثم يمسك ثم يقول كذب النسابون قال الله تعالى وَقُرُوناً بَيْنَ ذلِكَ كَثِيراً.
وروى نحوه عن ابن مسعود موقوفا عليه في قوله تعالى أَلَمْ يَأْتِهِمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ لا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا اللَّهُ.
قال ابن عباس رضي الله عنهما لو شاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يعلمه لعلمه وذكر ابن عبد البر حديثا موقوفا على ابن عباس قال بين معد بن عدنان الى اسمعيل ثلاثون أبا قال وليس هذا الاسناد مما يقطع بصحته والانساب صعبة.
قال شيخ شيوخنا سراج الدين ابن الانصارى في شرح البخارى كره مالك رفع الانساب الي آدم وقال غيره بذلك وذهب كثيرون الى جوازه وهو الاظهر لانه يترتب عليه معرفة العرب من غيرهم وقريش من غيرهم وتنبني عليه الاحكام كالامامة والكفاءة والتقديم في قسم الفيء عساكر أيضا (عن ابن مسعود) هو عبد الله بن مسعود بن غافلة الهذلي أسلم قديما وشهد بدرا والمشاهد كلها توفي سنة اثنين وثلاثين أو ثلاث وثلاثين وهو ابن بضع وستين سنة وورد في حديث مسند ذكره الكاشغري في مختصر أسد الغابة انه دخل عليه عثمان بن عفان يعوده في مرضه الذي مات فيه فقال له ما تشتكي فقال أشتكي ذنوبي قال فما تشتهي قال أشتهي رحمة ربي قال أفلا ندعو الطبيب قال الطبيب أمرضني قال قما تأمرنا ان نفعل بعطائك قال لا حاجة لي فيه قال ندفعه الى بناتك قال لا حاجة لهن به قد أمرتهن ان يقرأن سورة الواقعة لانى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من قرأ سورة الواقعة لم تصبه فاقة أبدا (موقوفا عليه) أي غير مرفوع الي رسول الله صلى الله عليه وسلم (وعاد) هو عاد بن عوص بن ارم بن سام بن نوح (وثمود) هو ثمود بن عامر بن ارم بن سام بن نوح سميت ثمود لقلة مائها قاله أبو عمرو زبان بالزاي والموحدة ابن العلاء المازني أحد القراء (ان يعلمه لعلمه) أى بوحي من الله عز وجل (ابن عبد البر) كنيته أبو عمر واسمه يوسف ابن عبد الله بن محمد بن عبد البر النمرى حافظ المغرب ولد في ربيع الآخر سنة ثمان وستين وثلاثمائة وتوفي بشاطبة من بلاد الاندلس في شهر ربيع الآخر سنة ثلاث وستين وأربعمائة وهو ابن خمس وسبعين سنة (ابن الانصارى) اسمه عمر بن علي بن أحمد بن محمد بن عبد الله الانصارى الاندلسي الاصل المصرى المعروف بابن الملقن كان أبوه نحويا معروفا بالتقدم في ذلك ومات وولده صغير فرباه زوج أمه الشيخ عيسى الغزي الملقن فعرف به وولد في ربيع الاول سنة ثلاث وعشرين وسبعمائة ذكره ابن قاضى شهبة في الطبقات ولم يذكر وقت وفاته (وذهب كثيرون الى جوازه) قلت بل الى ندبه ولو قيل بانه من جملة فروض الكفايات لم يبعد لما ذكره المصنف من الامور والاحكام المترتبة عليه وقد أخرج مالك وأحمد والترمذي من حديث أبي هريرة تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم (و) معرفة (قريش) سموا بذلك