الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قبل خروج الناس الى الصلاة*
[مطلب في إسلام سيدنا العباس والكلام على أول راية عقدها رسول الله]
وفيها أسلم العباس رضى الله عنه وكان أسر ببدر وفادى نفسه وابنى اخوته عقيل بن أبى طالب ونوفل بن الحارث ثم أسلم عقيب ذلك وقد ذكرناه مستوفى فى ترجمته في كتابنا الرياض المستطابة والله أعلم* وفيها كان من الغزوات والسرايا سرية عبيدة ابن الحارث بن المطلب بن عبد مناف وهى أوّل راية عقدها رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يعقد قبلها لاحد قيل بعثه صلى الله عليه وسلم مرجعه من غزوة الأبواء قبل أن يصل الى المدينة وكان عددهم ستين أو ثمانين راكبا من المهاجرين ليس فيهم انصارى ولقوا جمعا من قريش بالحجاز فلم يكن بينهم قتال الا أن سعد بن أبي وقاص رضى الله عنه رمى بسهم فكان أوّل سهم رمي به فى سبيل الله ثم انصرفوا وللمسلمين حامية وفرّ الى المسلمين يومئذ المقداد بن عمرو البهرانى وعتبة بن غزوان المازنى وكانا من المستضعفين بمكة وكان على المشركين يومئذ عكرمة بن أبي جهل وقيل مكرز بن حفص. ثم سرية حمزة بن عبد المطلب الى سيف البحر من ناحية العيص في ثلاثين راكبا من المهاجرين فلقى أبا جهل بذلك الساحل في ثلاثمائة راكب فحجز بينهم مجدي بن عمرو الجهنى وكان موادعا للفريقين ثم غزوة بواط من ناحية رضوى قال البكرى واليها انتهى النبى صلى الله عليه وآله وسلم في غزوته الثانية ولم يلق كيدا وذلك في شهر ربيع الأوّل واستعمل على المدينة السائب بن مظعون وروينا في صحيح مسلم عن جابر قال سرنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو يطلب في غزوة بواط مجدي بن عمرو الجهنى وكان الناضح يعتقبه منا الخمسة والستة والسبعة ثم ساق فيها الحديث الطويل المشتمل (وفيها) أي في هذه السنة (كان من الغزوات) جمع غزوة (والسرايا) مثل عطايا جمع (سرية) بتشديد الياء مثل عطية القطعة من الجيش (عبيدة) بضم العين وفتح الموحدة واسكان التحية فدال مهملة فهاء وهذه السرية بهذا التاريخ ذكرها ابن هشام في السيرة وأبو الربيع في كتاب الاكتفاء وقال في المواهب في شوال على رأس ثمانية أشهر (وهي أوّل راية عقدها) هذا مختلف فيه فان بعض الناس يقول راية حمزة أوّل راية لانها كانت على رأس سبعة أشهر في رمضان خلافا للمصنف (بسيف البحر) بكسر المهملة وسكون التحتية وبالفاء ساحل البحر من ناحية العيص قاله في المواهب وجزم بأن هذه السرية قبل سرية عبيدة ثم قال فلما تصافوا حجز (بينهم مجدي) بفتح الميم وسكون الجيم وكسر الدال المهملة وياء كياء النسب (بواط) بالضم وآخره طاء مهملة ورواه العذري والمستملى بفتح أوله والاول أشهر وقالوا هو جبل من جبال جهينة بناحية رضوى (السائب بن مظعون) هو أخو عثمان بن مظعون (الناضح) البعير
على معجزات ظاهرة باهرة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلما رجع منها أقام بالمدينة بقية شهر ربيع الآخر وبعض جمادى الاولى ثم غزا العشيرة وقال ابن سعد غزا رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ذا العشيرة في جمادى الأخرى على رأس ستة عشر شهرا من مهاجره في خمسين ومائة وقيل مائتين من المهاجرين على ثلاثين بعيرا يعتقبونها وحمل لواءه حمزة بن عبد المطلب واستخلف على المدينة أبا سلمة المخزومى يطلب عيرا لقريش التي كانت وقعة بدر بسببها حين رجعت من الشام فبلغ ذا العشيرة من بطن ينبع وبين المدينة وينبع سبعة برد فوجد العير قد مضت الى الشام قبل ذلك بأيام فوادع بنى مدلج وحلفاءهم من بنى ضمرة ثم رجع ولم يلق كيدا وفي صحيح البخارى عن زيد بن أرقم انها أوّل الغزوات وهو خلاف المشهور عن أهل النقل وجمع بينهم بأن زيدا زاد أوّل ما غزوت أنا معه ويضعفه رواية مسلم قلت فما أوّل غزوة غزاها قال ذات العشيرا أو العشيرة والله اعلم قال ابن اسحق وقد كان بعث رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم فيما بين ذلك من غزوة سعد بن ابى وقاص في ثمانية رهط من المهاجرين حتى بلغ الخرار من أرض الحجاز ثم رجع ولم يلق كيدا. ثم خرج صلى الله تعالى عليه وآله وسلم في طلب كرز بن جابر الفهري وكان اغار على سرح المدينة وانتهى فيها الى واد يقال له سفوان من ناحية بدر وفاته كرز بن جابر وتسمى بدرا الاولى وفي مرجعه منها بعث ابن (العشيرة) بالتصغير واعجام الشين ووقع في رواية الصحيحين بحذف الهاء قال السهيلى والصواب بالهاء (برد) جمع يريد في الاصل البريد الرسول ثم استعمل في المسافة التى يقطعها وهى اثني عشر ميلا (أبا سلمة المخزومى) اسمه عبد الله بن عبد الاسد بن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم المخزومي أحد السابقين الي الاسلام (عيرا) بالكسر الاصل الابل تحمل الميرة ثم غلب استعماله فاطلق على كل قافلة (الخرار) بمعجمة مضمومة على ما في القاموس ومفتوحة على ما في المعجم والنهاية فراء آخره قال ياقوت موضع بالحجاز قرب الجحفة وقيل واد من أودية المدينة (ثم خرج صلى الله عليه وسلم أي ولم يقم بالمدينة حين قدم من غزوة العشيرة الا ليالى قلائل لا تبلغ العشر قاله ابن اسحاق واستعمل على المدينة زيد بن حارثة فيما قال ابن هشام (في طلب كرز) بضم الكاف وسكون الراء وبالزاي (ابن جابر الفهري) نسبة الي جده الاعلى فهر بن مالك بن النضر كان من رؤساء المشركين ثم أسلم وصحب وامر على سرية واستشهد في غزوة فتح مكة (سرح المدينة) بفتح السين وسكون الراء وبالحاء المهملات الابل والمواشى التى تسرح للرعي بالغداة (سفوان) بفتح المهملة والفاء (وتسمى بدرا الاولى) وسماها ابن اسحاق غزوة سفوان باسم المكان الذي انتهى اليه صلى الله عليه وآله وسلم (وفي مرجعه منها) أى من سفوان في رجب فيما حكاه ابن
عمته عبد الله بن جحش الاسدي في ثمانية رهط من المهاجرين وكتب له كتابا أمره فيه أن ينزل ببطن نخلة بين مكة والطائف فيرصد بها عير قريش ولا يستكرهن أحدا من أصحابه وقال له لا تفتح الكتاب حتى تسير يومين فمضى عبد الله ومعه أصحابه لم يتخلف أحد منهم الا ان سعد بن أبي وقاص وعتبة بن غزوان تخلفا فوق الفرع في طلب بعير لهما أضلاه ولما نزلوا بنخلة مرت بهم عير لقريش تحمل تجارة وفيها عمرو بن الحضرمي وثلاثة معه فقتلوا ابن الحضرمي وأسروا اثنين وفروا حدو ذلك آخر يوم من جمادى وكانوا يرون انه من جمادى وهو من رجب وكان ذلك أوّل قتل وأسر في المشركين وأوّل غنيمة في الاسلام فقال المشركون قد استحل محمد الشهر الحرام وعيروا المسلمين بذلك فشق ذلك على رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ووقف العير والاسيرين حتى نزل قوله تعالى يَسْئَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرامِ قِتالٍ فِيهِ الآية فقسم صلى الله تعالى عليه وآله وسلم الغنيمة ووقف الاسيرين حتى قدم سعد وصاحبه وفاداهم. ثم غزا اسحاق وقيل في جمادى الآخرة على رأس سبعة عشر شهرا من مهاجره (في ثمانية رهط) وهم أبو حذيفة بن عتبة العبشمى. وعكاشة بن محصن الاسدي. وعتبه بن غزوان. وسعد بن أبي وقاص. وعامر بن ربيعة. وواقد بن عبد الله. وخالد بن البكير. وسهل بن البيضاء. وجميعهم (من المهاجرين) وقيل اثنا عشر رجلا حكاه في المواهب ليس فيهم من الانصار أحد يعتقب كل اثنين منهم بعيرا (تخلفا فوق الفرع) وفي السيرة حتي اذا كان بمعدن فوق الفرع يقال له بحران (تحمل تجارة) في السيرة والمواهب تحمل زبيبا وادما وزاد ابن هشام وتجارة (ابن الحضرمى) بمهملة ومعجمة ساكنة قال ابن هشام واسم الحضرمى عبد الله بن عباد (وثلاثة معه) وهم عثمان بن عبد الله بن المغيرة وأخوه نوفل بن عبد الله المخزوميان والحكم بن كيسان مولى هشام بن المغيرة (فقتلوا ابن الحضرمى) رماه واقد بن عبد الله التميمى بسهم فقتله (وأسروا اثنين) عثمان بن عبد الله والحكم بن كيسان (وفرواحد) وهو نوفل بن عبد الله (آخر يوم من جمادى) الآخرة وفي السيرة وذلك في آخر يوم من رجب ويقال أوّل يوم من شعبان (فشق ذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم لان القتال وقع في الشهر الحرام قال ابن اسحاق فلما قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة قال ما أمرتكم بقتال في الشهر الحرام (ووقف العير والاسيرين) ليتبين له الحكم في ذلك من ربه (فقسم صلي الله عليه وآله وسلم الغيمة) أى بعد نزول الآية (وقف الاسيرين) قال ابن هشام وبعثت اليه قريش في فداء عثمان بن عبد الله والحكم بن كيسان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لانفديكموهما حتي يقدم صاحبانا يعني سعد بن أبي وقاص وعتبة بن غزوان فانا نخشاكم عليهما فان قتلتموهما فقتل صاحبيكم فقدم سعد وعتبة ففداهما رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم فاما الحكم فاسلم فحسن اسلامه وأقام عند رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قتل يوم بئر معونة شهيدا وأما عثمان بن عبد الله فلحق بمكة فمات بها كافرا