الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وغير ذلك وفي الصحيح حدثوا عن بنى اسرائيل ولا حرج* وقريش هم ولد النضر بن كنانة في قول الاكثرين وقيل هو فهر. وقيل هم ولد الياس وقيل ولد مضر والله أعلم.
[فصل فيما نقل من مزايا آبائه عليه الصلاة والسلام]
(فصل) فيما نقل من مزايا آباء النبي صلى الله عليه وآله وسلم الادنين* قال أهل لغلبتهم وقهرهم الناس من القرش وهو حوت في البحر يقهر دواب البحر والبر وقيل غير ذلك والصحيح الاول قال الشاعر*
وقريش هى التي تسكن البح
…
ر بها سميت قريش قريشا
وكذا في الكتاب حي قريش
…
يأكلون البلاد أكلا كميشا
ولهم آخر الزمان نبي
…
يكثر الهرج فيهم والخموشا
(وفي) الحديث (الصحيح) في مسند أحمد وصحيح البخاري وسنن الترمذي من حديث ابن عمرو بلغوا عني ولو آية و (حدثوا عن بني اسرائيل ولا حرج) وأخرج هذا فقط أبو داود من حديث أبي هريرة واسرائيل يعقوب ولا حرج أي لا ضيق ولا خطر عليكم في الحديث عنهم وسبب هذا انه كان قد نهى عن الحديث عنهم والنظر في كتبهم ثم حصلت التوسعة في ذلك لما استقرت الاحكام الاسلامية والقواعد الدينية وأمنت الفتنة والمراد كما قال الشافعي الحديث بما لا نعلم كذبه وقيل المراد التحديث عنهم باي صورة وقعت من انقطاع أو بلاغ لتعذر الاتصال في التحديث عنهم بخلاف الرواية عنه صلى الله عليه وسلم فانها لا تجوز الا بما علم المحدث صحته أو حسنه أو بين ضعفه أو عزاه الى من خرجه لتكون العهدة عليه وذلك لترتب الاحكام الاسلامية عليه ولا يتعذر الاتصال لقرب العهد منه صلى الله عليه وسلم وفي صحيح مسلم من حديث أبي سعيد لا تكتبوا عني شيئا سوى القرآن ومن كتب عني غير القرآن فليمحه وحدثوا عني ولا حرج فساوي في هذا الحديث بين الحديث عنه وبين الحديث عن بني اسرائيل لكن الحرج المنفي عنه انما هو الحرج اللاحق في كتب الحديث كانه صلى الله عليه وسلم خشى ان يتوهم متوهم من منع كتب الحديث والحرج فيه منع نقله لفظا والحرج فيه فأزال ذلك الوهم بقوله وحدثوا عني ولا حرج فكانه قال لا تنقلوا عنى الحديث كتبا وان كان في أعلى درجات الصحة فان عليكم حرجا في ذلك ولكن حدثوا عني حديثا بالسنتكم ولا حرج في ذلك لان المحذور من كتب الحديث وهو خوف اختلاطه بالقرآن منتف في التلفظ به ومعلوم ان النهى عن الكتب عنه منسوخ بالاحاديث الصحيحة الواردة في الاذن في الكتابة عنه فانتفى بحمد الله الحرج في نقل الحديث عنه كتبا كما انتفى في نقله عنه لفظا ومن تتمة الحديثين ومن كذب علىّ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار والتبوء اتخاذ المنزل وهو خبر بلفظ الامر أي فقد استوجب ذلك فليوطن نفسه عليه وقيل دعاء أي بوأه الله ذلك (فائدة) حديث من كذب علىّ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار رواه من الصحابة نيف وستون بل قيل أكثر من مائة وقيل مائتين منهم العشرة المبشرة (وقيل هو فهر) وعليه اقتصر السيوطي في التوشيح كما مر*
(فصل)(فيما نقل من مزايا) جمع مزية بالزاي والتحتية كفضيلة وزنا ومعنى (الادنين) بفتح النون أى
السير كان عبد الله والد النبى صلى الله عليه وآله وسلم انهد فتى في قريش وأصبحهم خلقا وأحسنهم أخلاقا وكان نور النبي صلى الله عليه وآله وسلم بيّنا في وجهه فلما خرج منه فقد ذلك النور وانتقل الى وجه آمنة وهدى الله أهله فسموه باحب الاسماء اليه كما هداهم في تسمية ولده محمد صلى الله عليه وآله وسلم وفدى بمائة من الابل حين نذر عبد المطلب عند حفر بئر زمزم لئن رزقه الله عشرة من الولد يمنعونه لينحرن أحدهم فلما تم عددهم عشرة أسهم بينهم فخرج السهم على عبد الله ثم أسهم عليه وعلى عشر من الابل وكانت العشر دية العرب فخرج السهم على عبد الله فزاد عشرا ثم عشرا حتى بلغ مائة من الابل فخرج السهم على الابل فنحرها عنه ثم استمرت الدية كذلك واليه الاشارة بقوله صلى الله عليه وسلم انا ابن الذبيحين يعنى أباه واسمعيل بن ابراهيم صلى الله عليه وسلم وأمه وأم أبي طالب فاطمة بنت عمرو بن عائذ المخزومية وتوفي عبد الله والنبي صلى الله عليه في بطن أمه وقيل بعد ما ولد بثمانية وعشرين شهرا وقيل سبعة أشهر وقيل شهرين والله أعلم.
الاقربين الذين دون اسماعيل (أنهد) بالنون والمهملة كاقوى وأجدر وزنا ومعنى (فتي) هو من اسماء الشباب (أسهم عليه وعلى عشر من الابل) أي بمشورة المرأة الكاهنة (فخرج السهم على الابل فنحرها عنه) أي بعد ان أسهم عليه وعليها ثلاثا وفي كلها يخرج السهم على الابل وذلك بمشورتها أيضا (أنا ابن الذبيحين) أخرجه الحاكم في المستدرك وابن مردويه والثعلبي في تفسيريهما عن الصنابحي عن معاوية رضي الله عنه (يعني أباه واسماعيل) استدل بذلك من قال ان الذبيح اسماعيل قال البيضاوي وغيره وهو الاظهر لانه الذي وهب له أثر الهجرة ولان البشارة باسحق معطوفة على البشارة بهذا الغلام في التنزيل ولان ذلك كان بمكة وكان قرنا الكبش الذي فدى به معلقين بالكعبة حتى احترقا معها أيام ابن الزبير واسحق لم يكن ثم ولان البشارة كانت مقرونة بولادة يعقوب منه أي في قوله تعالى فَبَشَّرْناها بِإِسْحاقَ وَمِنْ وَراءِ إِسْحاقَ يَعْقُوبَ فلا يناسبها الامر بذبحه مراهقا انتهى قال القرطبي في تفسيره وهو قول أبي هريرة وأبي الطفيل عامر بن وائلة وروي عن ابن عمر وابن عباس وسعيد بن المسيب والشعبي ويوسف بن مهران ومجاهد وقال ابن قيم الجوزية هو الصواب عند علماء الصحابة والتابعين بعدهم وقيل انه اسحاق وهو قول الاكثرين وممن قال به العباس وعمر وجابر في آخرين من الصحابة وجماعة من التابعين قال سعيد بن جبير سار به مسيرة شهر في غداة واحدة حتى أتى به المنحر بمني فلما صرف الله عنه الذبح سار به مسيرة شهر في غداة واحدة قال ابن قيم الجوزية وهذا القول مردود باكثر من عشرين وجها (أمه وأم أبي طالب) وأم الزبير أيضا (ابن عائذ) بالتحتية والمعجمة بن عمران بن يقظة بتحتية فقاف فمعجمة على وزن شجرة وفي بعض السير ان عبد الله والد النبى صلى الله عليه وسلم كان أصغر بني أبيه وليس كذلك لان حمزة والعباس أصغر منه فقد روي عن العباس قال شهدت مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا ابن ثلاث سنين ونحوها
وكانت وفاته بيثرب وكان بعثه أبوه يمتار له تمرا منها وقيل توفي بالأبواء بين مكة والمدينة وكان بينه وبين ابنه محمد صلى الله عليه وآله وسلم في السن ثمانية عشر عاما والله أعلم. وأما عبد المطلب واسمه شيبة الحمد وقيل عامر وعاش مائة وأربعين سنة سمي عبد المطلب لأن أباه هاشما توفي وهو صغير فغلبت عليه أمه سلمى الانصارية النجارية بالمدينة فلما شب وترعرع ذهب له عمه المطلب بن عبد مناف فقدم به مكة مردفه خلفه وكان آدم اللون فقال الناس عبد المطلب فلزمه ذلك. وكان شريفا في قومه مبجلا معظما عندهم يوضع له بساط في ظل الكعبة لا يجلس عليه غيره وكانوا يسمونه الفيض والفياض لسماحته وكرمه ورأى الرؤيا المشهورة في أمر زمزم وأثارها بعد ان درست آثارها. وتم له مع قومه ماتم في حفرها وله أخبار طويلة ومآثر جليلة. وأما هاشم فاسمه عمرو وسمي هاشما لانه هشم الثريد لقومه في المجاعة وبلغ في الكرم مبلغا وأطعم الوحوش في رؤس الجبال. وأما عبد مناف فاسمه المغيرة وكان يقال له قمر البطحاء لسماحته وجماله وورّثه قصي المجد فاعرق فيه وأطاعته قريش كما دانت لابيه. وأما قصي واسمه زيد فهو الذى ألف قريشا وجمعها وجعلها اثنتي عشرة قبيلة وجعل لكل قبيلة منزلا ولذلك سماه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم مجمعا وزاد في مكة وجعل النسوة يقلن قبل أخاك والصواب ان عبد الله أصغر بني أمه وأكبرهم الزبير (وكانت وفاته بيثرب) كان الاولى العدول عن هذا الاسم لما مر من كراهة تسميتها به (يمتار) بتحتية وراء أي يشتري لهم التمر فيحمله اليهم يقال امتار يمتار امتيارا اذا حمل الطعام لاهله من بلد آخر ومثله مار يمير ميرا ومنه نمير أهلنا والاسم منه ميرة بكسر الميم (بالابواء) بالموحدة والمد قرية بين مكة والمدينة قريبة من الجحفة من عمل الفرع بينها وبين الجحفة مما يلى المدينة ثلاثة وعشرون ميلا سميت بذلك لتبوء السيول بها (شيبة الحمد) سمى بذلك لانه ولد وبرأسه شعرة بيضاء (سلمى) بفتح السين بنت عمرو بن زيد (ترعرع) بمهملات أي شب وتحرك قال أهل اللغة وتركيبه يدل على الاضطراب ومنه الرعرعة وهي اضطراب الماء على وجه الارض ويسمى من لا عقل له ثابت رعاعة (مردفه) بالنصب على الحال (آدم) بالنصب خبر كان واسمها مستتر (عبد المطلب) بالرفع خبر مبتدإ محذوف (أثارها) بالمثلثة أي استخرجها (درست) أي عفت وذهبت (آثارها) أي علاماتها (وتم له مع قومه ماتم) هو انهم أرادوا منعه من ذلك ثم اتفقوا على ان يرحلوا الى الشام للتحاكم الى بعض الكهان فلما كانوا أثناء الطريق عطشوا عطشا شديدا فنبعت من تحت رجله عين ماء فشربوا واستقوا واكتفوا بذلك حكما بينهم وبينه فرجعوا أيضا الى مكة فاستأثر بحفرها حسب ما ذكره أهل السير (ومآثر) على وزن منابر جمع مأثرة وهي الخير (وكان يقال له قمر البطحاء) بالرفع (وورثه) بالتشديد (قصي) فاعل (المجد) مفعول ثان (فاعرق) بالمهملة والراء أي صار عريقا وهو الذي له أصل في المجد (كما دانت)
شيأ من الحرم وجعل دار الندوة التى يجتمعون فيها لمهماتهم وعظم البيت الحرام والمشاعر العظام وسن الرفادة وهي طعام أمر قريشا أن يهبوه للحجيج في كل عام فاطاعوه بذلك ولقب قصيا لانه بعد عن عشيرته في بلاد قضاعة حين احتملت أمه فاطمة. وكلاب اسمه حكيم ويقال حكم ويقال المهذب سمي كلابا لمحبته الصيد بالكلاب. ولؤي بالهمزة عند الاكثرين. وفهر قيل لقب له واسمه قريش والصواب انه اسمه وان النضر أبو قريش كما تقدم والله أعلم. وأم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب وكانت سيدة نساء بنى زهرة وكذلك كان أبوها. ولم تلد هي ولا عبد الله غير النبي صلى الله عليه وسلم ففى ذلك اشارة الى انه صلى الله عليه وعلى آله وسلم نسيج وحده في العالم (قلت) لا أعلم أيضا لآمنة اخوة ولو كان لنقل وعدوا اخوالا للنبي صلى الله عليه وسلم كما نقل أعمامه وأختانه وغيرهم والله أعلم. وتوفيت آمنة بالابواء بالمهملة والنون أي انقادت مطيعة (دار الندوة) بفتح النون وسكون الدال المهملة وهي دار بناها جعل بابها الى الكعبة (يجتمعون فيها لمهماتهم) أي كالمشاورة والختان والنكاح وتنزل فيها القوافل وترتحل منها واشتقاقها من الندي بتشديد التحتية وهي مجتمع القوم وقال بعضهم وهي الآن داخلة في المسجد الحرام وهي الزيادة التي في ناحية الشام (وسن الرفادة) بكسر الراء اسم من رفد يرفد بفتح الفاء في الماضى وكسرها في المستقبل اذا أعطى وهو ثلاثى وأما ارفد يرفد فهو رباعي فهو بمعنى اعان (بلاد قضاعة) بضم القاف واعجام الضاد وإهمال العين لقب بذلك عمر بن حمير كان له قضاع أي فهد فلقب به أو لانقضاعه من قومه أو من قضعه أي قهره قاله في القاموس (بنت وهب) بالموحدة بوزن حرب (زهرة) بضم الزاي وسكون الهاء (وكانت سيدة) بالنصب خبر كان واسمها مستتر فيها (ففى ذلك اشارة) أي وفي ولادة شيث وحده كما تقدم وفي عدم ولادة اسماعيل نبيا سواه مع ولادة اسحق أخيه كل الانبياء الذين جاؤا من بعده (نسيج) بالنون والمهملة والجيم مصغر (وحده) بالجر بالاضافة وهو خارج عن القياس ومعناه لا نظير له في كماله (قلت لا أعلم لآمنة أيضا إخوة) أي ذكور أما الاناث فذكر ابن الاثير ان لآمنة أختا اسمها فريعة بالفاء مصغر بنت وهب قال ابن الاثير رفعها النبي صلي الله عليه وسلم بيده وقال من أراد أن ينظر الى خالة رسول الله فلينظر الى هذه انتهى (قلت) يحتمل انها ليست أختها بل وافق اسم أبيها اسم أبي آمنة وكانت زهرية فاطلق عليها صلى الله عليه وسلم الخالة مجازا (وأختانه) جمع ختن بفتح المعجمة والفوقية بعدها نون وهو صهر الرجل سواء كان أبا زوجته أو أخاها أو زوج ابنته أو أخته على الاصح (توفيت بالابواء) فمن ثم لما مر رسول الله صلى الله عليه وسلم من عمرة الحديبية زار قبرها هذا هو الصحيح وقيل توفيت بمكة ودفنت في شعب أبي دب بضم المهملة وتشديد الموحدة شعب من شعاب الحجون